
شبكة النبأ: يرى محللون ان تقرير
اجهزة الاستخبارات الاميركية الذي صدر مؤخرا بشان ايران يظهر انقساما
في صفوف الادارة الاميركية ويدل على ان مسؤولي الاستخبارات والمسؤولين
العسكريين قرروا اتخاذ مواقف حاسمة من مسائل الحرب والسلام.
وقال مسؤولون بارزون في اجهزة الاستخبارات الاميركية ان تقريرهم
استند الى معلومات جديدة وخضع لعملية تحليل اكثر عمقا من الماضي قبل ان
يعلنوا و"بثقة كبيرة" ان ايران اوقفت برنامجا سريا لانتاج اسلحة نووية
في 2003. بحسب رويترز.
واضافوا ان استعدادهم لاستبعاد كافة الافتراضات السابقة انطلق من
تصميمهم على عدم تكرار الاخطاء التي حدثت عام 2002 عندما تسببت معلومات
استخبارتية خاطئة بشان امتلاك العراق اسلحة دمار شاملة في دخول
الولايات المتحدة في حرب.
وعلى عكس ما حصل عام 2002 عندما اشتكى مسؤولون في الاستخبارات
الاميركية من ضغوط الادارة "لانتقاء" المعلومات الاستخباراتية التي
تدعم الدخول في حرب على العراق فان اجهزة الاستخبارات اكدت هذه المرة
استقلالها.
وقال مسؤول كبير في الاستخبارات الاميركية هذا الاسبوع، هذا التقرير
هو تقريرنا. واكد للصحافيين ان صانعي السياسة لم يساهموا في استنتاجات
تقرير اجهزة الاستخبارات الاميركية.
كما ان الجيش الاميركي اتخذ مسارا خاصا به منذ استقالة وزير الدفاع
السابق دونالد رامسفلد حيث نأى بنفسه بحزم وهدوء عن قرع طبول الحرب على
ايران في البيت الابيض. ووصلت التهديدات الاميركية الى اقصى حدودها في
17 من تشرين الاول/اكتوبر عندما حذر بوش من حرب عالمية ثالثة اذا
امتلكت ايران المعرفة اللازمة لانتاج اسلحة نووية مما ذكر بالخطاب
الاميركي قبل الحرب على العراق.
وبعد ايام ادلى نائب الرئيس ديك تشيني بتصريحات مماثلة حيث صرح
لمؤسسة ابحاث اميركية، لن نسمح لايران بامتلاك سلاح نووي.
الا ان الاميرال وليام فالون رئيس القيادة الاميركية المركزية قال
في مقابلة صحافية ان توقعات الصحافة المستمرة بشان شن عمل عسكري ضد
ايران تضر بجهود اعادة ايران الى مسار ايجابي.
وعلق راي تاكيه الخبير في شؤون الشرق الاوسط في مجلس العلاقات
الخارجية ان التقرير يمثل، تراجعا اساسيا في العلاقات بين الاجهزة
المدنية والعسكرية والعلاقات بين اجهزة الاستخبارات والاجهزة السياسية
التي كانت واضحة عام 2002.
واضاف ان التقرير الاستخباراتي الجديد هو جزء من وضع اوسع وهو كيف
ان المؤسسات الحكومية الرسمية مصممة الان على مقاومة البيت الابيض بعكس
ما كان يحدث عام 2002. واضاف، يشير هذا الوضع الى ان البيت الابيض
والرئيس نفسه لم يعودا مهمين.
وقال جون بولتون السفير الاميركي السابق في الامم المتحدة الذي
يتبنى نهجا متشددا تجاه ايران ان اجهزة الاستخبارات استخدمت التقرير
"لنسف" سياسة الادارة بشان ايران.
وقال في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست ان اجهزة الاستخبارات تنشغل
بشكل كبير في صياغة السياسة بدلا من تحليل المعلومات الاستخباراتية
والعديدون في الكونغرس والاعلام سعيدون بذلك.
وقال بروس ريديل الذي عمل مسؤولا في وكالة الاستخبارات المركزية
الاميركية (سي اي ايه) لمدة 30 عاما ان التقرير الاستخباراتي الجديد
حول الخيار العسكري الى "رسالة ميتة" وما على الادارة الاميركية سوى ان
تلوم نفسها.
واضاف، بعد تسييس الاستخبارات بشكل سيء للغاية عامي 2002 و2003
وبتدخلهم المستمر فقد تسببت (الادارة الاميركية) بردود فعل عكسية ليس
فقط في اجهزة الاستخبارات بل كذلك في الكونغرس.
وقال بوش ان النتائج الجديدة جاءت بعد "اكتشاف كبير" دفع باتجاه
اعادة تقييم الادلة. وكان جورج بيركوفيتش الخبير في مركز كارنيجي
اندوامينت فور انترناشونال بيس للسلام الدولي توصل الى نفس النتيجة قبل
عامين بعد محادثات مع المسؤولين الايرانيين في طهران.
وفي تقرير نشره عام 2005 حث بيركوفيتش اجهزة الاستخبارات الاميركية
على البحث عن ادلة بان ايران انهت برنامجها عام 2003 مؤكدا انه بدون
امتلاك برنامج لانتاج الاسلحة النووية فان ايران ستسير حسب القوانين
وفي الوقت ذاته تطور استراتيجية لامتلاك مثل هذا البرنامج.
واضاف، اذا فكرت في الامر فان هذه استراتيجية فعالة للغاية وستسبب
لنا صعوبة كبيرة (...) حيث ستجعل اكثر صعوبة على الولايات المتحدة
التعامل مع الملف النووي الايراني.
التقرير يمكن ان يعرقل الجهود
الدبلوماسية الاميركية
وفي سياق متصل بتداعيات التقرير الاستخباري اعترف نائب الرئيس
الاميركي ديك تشيني بأن تقرير وكالات الاستخبارات الاميركية حول
البرنامج النووي الايراني يمكن ان يعرقل الجهود الدبلوماسية التي
تبذلها الولايات المتحدة في مواجهة طهران.
وردا على سؤال حول ما اذا كان التقرير سيؤثر على جهود الولايات
المتحدة لفرض عقوبات جديدة على ايران قال تشيني في مقابلة مع نشرة
الكترونية، ربما لكن الجهود الدبلوماسية بحد ذاتها لم تكن سهلة.
واضاف تشيني في المقابلة مع النشرة السياسية الاميركية الالكترونية
بوليتيكو.كوم انه، لا نستطيع ان نقول اننا سنواصل هذه السياسات السهلة
فقط.
وتشيني المعروف بتصلبه حيال الملف النووي الايراني هو اول مسؤول
اميركي يعترف بشكل مباشر بان تقرير الاستخبارات يمكن ان يعقد جهود
واشنطن لفرض سلسلة جديدة من العقوبات على ايران.
واكد تقرير وكالات الاستخبارات ان السلطات الايرانية اوقفت في 2003
برنامجها النووي العسكري وتبدو اليوم اقل تصميما على حيازة السلاح
النووي.
وكان تشيني حذر ايران في تشرين الاول/اكتوبر من "العواقب الوخيمة"
التي يمكن ان تواجهها ما لم توقف تخصيب اليورانيوم بلهجة مماثلة لتلك
التي استخدمت قبل الحرب على العراق.
وساهمت حدة خطاب تشيني كثيرا في اثارة مخاوف من لجوء الولايات
المتحدة الى استخدام القوة ضد الجمهورية الاسلامية.
وقال تشيني في المقابلة نفسها، اعتقد انه من المهم ان نواصل الطريق
ونحاول اقناع ايران بالوسائل الدبلوماسية بالتخلي عن نشاطات التخصيب
وهذا الامر لم يتغير. موضحا ان الرئيس جورج بوش يؤمن بالامر نفسه.
واضاف، لا شىء في تقييم الاستخبارات الوطنية (التقرير) يقول انه
علينا الا نشعر بالقلق من نشاطات تخصيب اليورانيوم الايرانية.
وتابع ان قرار نشر مقاطع من التقرير جاء للحد من الاضرار التي يمكن
ان تتسبب فيها التسريبات في ضوء ما جرى بشأن اسلحة الدمار الشامل
العراقية. وقال تشيني ان الجميع رأوا انه يجب نشر التقرير لانه ما كان
سيبقى سريا على كل حال.
واضاف، هذا ما نعرفه وهذه هي المعلومات الاخيرة المتوفرة لدينا وهذا
ما يقوله المحللون (...) وكان قرارنا انه من الافضل نشر هذه الآراء
علنا.
ورد مساعد مدير الاستخبارات الوطنية دونالد كير على تصريحات تشيني
مشيرا الى ان الاستخبارات رأت في تقريرها السابق في 2005 ان ايران
تمتلك برنامجا للتسلح النووي.
وقال كير في بيان، بما ان فهمنا لقدرات ايران تغير رأينا انه من
المهم كشف هذه المعلومات لنضمن عرضها بشكل دقيق.
البيت الابيض مضطر مجددا الى الدفاع
عن مصداقية بوش
ويجهد البيت الابيض مجددا نفسه مضطرا للدفاع عن الرئيس الاميركي
جورج بوش الذي يشتبه في انه ضخم التهديد الذي يمثله برنامج ايران
النووي وسعيها الى حيازة القنبلة الذرية.
ويعمل البيت الابيض على الخروج من التبعات الدبلوماسية والسياسية
لتقرير اصدرته الاستخبارات الاميركية وشككت فيه بصحة موقف الرئيس
الاميركي حول ايران في حين يعاني من تراجع الثقة بسياسته.
ومع ان التقرير اشار الى ان طهران تحتفظ بخيار البرنامج النووي
العسكري بمواصلتها نشاطات يمكن تحويلها عن الاغراض السلمية الا انه قد
يعرقل بشل كبير جهود بوش لفرض دفعة جديدة من العقوبات الدولية على
طهران. بحسب فرانس برس.
واثار التقرير جدلا داخليا: فهل استخلصت الاجهزة الاستخبارات العبر
بعد ان شكلت معلوماتها الخاطئة حول التهديد الذي كان يشكله صدام حسين
مبررا لشن الحرب على العراق؟ وكيف قام الرئيس وحكومته بدق ناقوس الخطر
بشأن ايران بهذه القوة بحيث اثاروا مخاوف من احتمال وقوع حرب جديدة؟
واضافت مواقف الرئيس وادارته سؤالا اضافيا على هذه الاسئلة: ففي 28
آب/اغسطس عندما حذر بوش من "محرقة" نووية في حال امتلكت ايران القنبلة
الذرية او في 17 تشرين الاول/اكتوبر عندما تحدث عن خطر اندلاع حرب
عالمية ثالثة هل كان بوش يعرف ان الجمهوية الاسلامية اوقفت برنامجها
السري للاسلحة النووية؟
وبدا بوش غداة نشر تقرير الاستخبارات انه لم يكن على علم بذلك. لكن
باعتراف البيت الابيض نفسه ابلغ المسؤول الاول في اجهزة الاستخبارات
الاميركية مايك ماكونيل بوش اعتبارا من آب/اغسطس الماضي.
وقال بوش ان ماكونيل قال له، لدينا معلومات جديدة لكن لم يقل لي ما
هي هذه المعلومات.
ويستغرب الكثيرون عدم ابلاغ بوش قبل ذلك بالوضع لكي يخفف من لهجته.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان تقرير الاستخبارات كان قبل اسبوعين موضع
اجتماع لفريق بوش للامن القومي مع نائب الرئيس ديك تشيني لكن من دون
حضور الرئيس.
اما جوزف بايدن السناتور في الغالبية الديموقراطية المناهض للرئيس
بوش والمرشح للانتخابات الرئاسية فيقول انه يرفض تصديق ان اوساط الرئيس
لم تبلغه. واضاف، اذا اتضح ذلك فانه سيكون الفريق الاقل كفاءة في تاريخ
(..) الولايات المتحدة المعاصر ويكون هو احد الرؤساء الاكثر افتقارا
للاهلية في تاريخ الولايات المتحدة المعاصر.
ملخص التقرير الاستخباري الأمريكي
يقدم هذا التقرير تقييما لوضع برنامج ايران النووي وآفاقه على مدى
السنوات العشر المقبلة. وهذه الفترة الزمنية ملائمة في الواقع لتقدير
قدرات ايران اكثر من الاهتمام بنواياها وردود الفعل الخارجية التي من
الصعب تقديرها على مدى العقد المقبل. ويركز هذا التقدير على المسائل
الاساسية التالية:
- ما نوايا ايران في مجال تطوير اسلحة نووية؟
- ما العوامل الداخلية التي تؤثر على عملية اتخاذ القرار في ايران
فيما يتعلق بتطوير الاسلحة النووية أم لا؟
- ما العوامل الخارجية التي تؤثر في عملية اتخاذ القرار حول ما اذا
كان يتعين تطوير اسلحة نووية أم لا؟
- ما مدى الاعمال الايرانية المحتملة في تطوير الاسلحة النووية، وما
العوامل الحاسمة التي يمكن ان تدفع ايران لاختيار وتفضيل مسار للعمل
على آخر؟
- ما قدرة ايران الراهنة في تطوير الاسلحة النووية؟
ويتضمن هذا التقرير المعلومات الاستخبارية المتاحة بدءا من 31
اكتوبر 2007.
أحكام أساسية في التقرير
1- نقدر وبدرجة كبيرة من الثقة ان طهران اوقفت برنامج اسلحتها
النووية في خريف 2003. كما نقدر ايضا وبدرجة معتدلة الى كبيرة من الثقة
ان طهران ابقت، ولو في ادنى حد، خيار تطوير مثل هذه الاسلحة مفتوحا.
ونقدر بثقة كبيرة ان وقف البرنامج واعلان طهران قرارها بتعليق
برنامج تخصيب اليورانيوم المعلن، وتوقيعها على البروتوكول الاضافي من
اتفاقية عدم الانتشار النووي، كل ذلك جاء استجابة للتدقيق الدولي
المتزايد والضغط الناجم عن انكشاف عمل ايران النووي السابق غير المعلن.
2ـ نقدر وبثقة عالية ان المؤسسات العسكرية الايرانية كانت تعمل حتى
خريف عام 2003 بموجب توجيه من الحكومة لتطوير اسلحة نووية.
3ـ وبقدر بدرجة عالية من الثقة ان وقف البرنامج استمر سنوات عدة على
الاقل.
4ـ نقدر بثقة معتدلة ان طهران لم تبدأ برنامج اسلحتها النووية من
جديد حتى اواسط 2007 غير اننا لا نعلم ما اذا كانت تنوي في الوقت
الراهن تطوير هذا البرنامج.
5ـ لا نزال نعتقد بثقة متوسطة الى كبيرة ان ايران لا تمتلك في الوقت
الراهن سلاحا نوويا.
6ـ ان قرار طهران وقف برنامج اسلحتها النووية يوحي بأنها اقل اصرارا
على تطوير اسلحة نووية مما كنا نعتقد منذ عام 2005. كما ان تقييمنا بأن
البرنامج قد توقف نتيجة للضغط الدولي يوحي بأن ايران ربما تكون اكثر
عرضة للتأثر بهذه المسألة مما كنا نعتقد سابقا.
طرق الطرد المركزي.. بحسب التقرير
- لا نزال نعتقد، بناء على تقييمنا، بدرجة قليلة من الثقة ان ايران
ربما استوردت كمية على الاقل من المادة الانشطارية المستخدمة في صنع
الاسلحة، لكننا لا نزال نعتقد بدرجة معتدلة الى كبيرة من الثقة انها لم
تحصل على ما يكفي من تلك المادة لصنع سلاح نووي. غير اننا لا نستبعد
حصول ايران من الخارج ـ أو انها ستحصل في المستقبل ـ على سلاح نووي أو
على مادة انشطارية بكمية كافية لصنع سلاح نووي. ولو استثنينا مثل هذه
الاستحواذات على المادة الانشطارية، لتبين لنا ان ايران سوف تحتاج اذا
ارادت امتلاك اسلحة نووية لانتاج كميات كافية من المادة الانشطارية
وهذا امر نستطيع القول بثقة عالية انه لم يحدث بعد.
- نعتقد ـ بناء على تقييمنا ان عملية تخصيب اليورانيوم عن طريق
الطرد المركزي هي الوسيلة التي ستنتهجها ايران لانتاج ما يكفي من مادة
انشطارية اذا قررت المضي قدماً على هذا الطريق. فقد استأنفت ايران
نشاطات الطرد المركزي المعلنة في يناير بالرغم من استمرار وقفها
لبرنامج الاسلحة النووية.
كما حققت ايران تقدما مهما في عام 2007 في عملية تركيب اجهزة طرد
مركزي في نطنز، لكننا نقدر وبثقة معقولة انها لا تزال تواجه مشكلات
فنية مهمة في تشغيلها.
إنتاج اليورانيوم
- نقدر »بثقة معقولة« ان اقرب موعد ممكن لتتمكن ايران فنيا من انتاج
ما يكفي من اليورانيوم المخصب بدرجة عالية من اجل صنع سلاح نووي، سوف
يكون في اواخر عام 2009. بيد ان هذا غير محتمل جدا.
- نقدر وبدرجة معقولة من الثقة ان ايران ستتمكن فنيا من انتاج ما
يكفي من اليورانيوم المخصب بدرجة عالية في وقت ما من الفترة الممتدة من
2010 الى 2015.
يعتقد مكتب الابحاث والاستخبارات في وزارة الخارجية الامريكية ان من
غير المحتمل ان تمتلك ايران مثل تلك القدرة قبل 2013 بسبب مشكلات فنية
وبرامجية. »وتعترف كل دوائر الاستخبارات ان ايران قد لا تستطيع الحصول
على تلك القدرة الا بعد عام 2015.
ـ لاتزال المؤسسات الايرانية تواصل تطوير عدد من القدرات الفنية
التي يمكن استخدامها لانتحاج اسلحة نووية اذا ما صدر قرار للقيام بذلك.
المثال على هذا استمرار برنامج تخصيب اليورانيوم المدني في ايران،
وتقدر بدرجة كبيرة من الثقة ان ايران تدير منذ خريف 2003 مشاريع ابحاث
وتطوير ذات تطبيقات تجارية وعسكرية تقليدية يمكن ان يكون لبعضها
استخدام محددا في مجال الاسلحة النووية.
ـ ليس لدينا ما يكفي من معلومات سرية للحكم بثقة على ما اذا كانت
طهران لا تزال راغبة في استمرار وقف برنامج اسلحتها النووية على نحو
غير محدد بينما تدرس خياراتها او ما اذا كانت ستضع، أو وضعت، مواعيد
معينة او معياراً يدفعها لبدء البرنامج من جديد.
- يبين تقييمنا ان وقف ايران لبرنامجها عام 2003 نتيجة للضغط
الدولي. ان قرارات طهران يحكمها نهج المنفعة والكلفة اكثر من الاندفاع
وراء السلاح دون اعتبار للتكاليف العسكرية، الاقتصادية والسياسية.
ويبين هذا بدوره ان نهج الجمع بين التهديدات والضغوط الدولية وبين
توفير فرص لايران لضمان امنها، مقامها واهدافها في الهيمنة الاقليمية
بوسائل اخرى وربما يدفع طهران لتمديد الوقف الراهن لبرنامج اسلحتها
النووية اذا ما رأى زعماؤها مصداقية في ذلك النهج.
التسلح والأمن الوطني
- نقدر بثقة معقولة ان اقناع القيادة الايرانية بوقف تطوير اسلحة
نووية سوف يكون بالنهاية عملية صعبة اذا اخذنا بعين الاعتبار تلك
العلاقة التي يرى الكثيرون داخل القيادة انها تربط بين تطوير ايران
للسلاح النووي وبين امنها الوطني واهداف سياستها الخارجية، وهذا عدا عن
الجهود الكبيرة التي بذلتها ايران من آواخر الثمانينيات على الاقل الى
عام 2003 لتطوير مثل تلك الاسلحة.
وباعتقادنا، لن يمنع ايران في النهاية من انتاج اسلحة نووية الا
صدور قرار سياسي ايراني بذلك.
ـ نقدر وبدرجة معقولة من الثقة ان ايران ستستخدم على الارجح منشآت
سرية، غير مواقعها النووية المعلن عنها، لانتاج اليورانيوم المخصب
بدرجة عالية من اجل صنع سلاح نووي، وتشير معلومات استخباراتية متزايدة
الى ان ايران كانت منهمكة في نشاط لتخصيب وتحويل اليورانيوم لكننا
نعتقد ان تلك الجهود توقفت نتيجة لتعليق البرنامج في خريف عام 2003.
ومن المعتقد ايضا ان تلك الجهود لم تتجدد على الارجح خلال اواسط عام
2007 على الاقل.
ـ نقدر بثقة كبيرة ان ايران لن تتمكن فنيا من انتاج وتصنيع ما يكفي
من البلوتونيوم لصنع سلاح نووي قبل حوالي 2015.
ـ نقدر بثقة كبير ان ايران تمتلك القدرة العلمية، الفنية والصناعية
لتنتج في النهاية اسلحة نووية اذا ما قررت القيام بذلك. |