فضائح انتهاكات حقوق الانسان: مدونو مصر و"السوط الذهبي"

شبكة النبأ: قام  المدونون المصريون خلال الفترة الماضية بدور بارز في فضح التعذيب داخل أقسام الشرطة في مصر. وفجرت هذه المدونات في عام 2006 قضية سائق مصري يدعى عماد الكبير حيث بثت تسجيلا لمشاهد تعذيبه وهتك عرضه داخل قسم للشرطة. و أثارت هذه المشاهد الرأي العام وشجع ذلك الكثير من الناس على اللجوء إلى القضاء والحديث لوسائل الإعلام وكذلك النشر عبر الانترنت لما يحدث من انتهاكات صارخة لحقوق الانسان في السجون المصرية.

ونفى المدون المصري على شبكة الانترنت حسام الحملاوي ما تناقلته وسائل الإعلام عن قيام بعض المدونين المصريين بإقامة مهرجان لأفلام التعذيب التي تتسرب من السجون على الإنترنت بالتزامن مع مهرجان القاهرة السينمائي الذي افتتح اعماله الثلاثاء الماضي. وقال الحملاوي لبي بي سي العربية إن ماتردد عن تنظيم مهرجان لمشاهد التعذيب ورصد جوائز ساخرة مثل(السوط الذهبي) مجرد شائعات لا اساس لها من الصحة.

وقال الحملاوي لبي بي سي العربية إن كل ما هنالك هو أن بعض المدونات قامت بوضع شريط متحرك يعرض بعض أفلام التعذيب ويرصد جوائز مثل السوط الذهبي وغيره لأفلام التعذيب في تقليد ساخر لمهرجان القاهرة السينمائي.

لكن الحملاوي أكد أن الأمر كله كان مجرد مزاح وأنه وزميله المدون وائل عباس اعترضا بشدة على معالجة موقع إخباري لإحدى محطات التلفزة للموضوع بهذا الشكل.

وأضاف المدون المصري أن اجتماعًا سيعقد للجنة "مصريون ضد التعذيب" ستعرض على هامشه بعض اللقطات لفيديو التعذيب، لكنه لا يمكن أن يطلق عليه مهرجان وليست هناك جوائز أو أي شيئ من هذا القبيل.

دور المدونات 

يشار إلى أن المدونين المصريين قاموا خلال الفترة الماضية بدور بارز في فضح التعذيب داخل أقسام الشرطة في مصر. وفجرت هذه المدونات في عام 2006 قضية سائق مصري

يدعى عماد الكبير حيث بثت تسجيلا لمشاهد تعذيبه وهتك عرضه داخل قسم للشرطة.

و أثارت هذه المشاهد الرأي العام وشجع ذلك عماد الكبير على اللجوء إلى القضاء والحديث لوسائل الإعلام بعد ان كاد يدخل السجن بتهمة مقاومة السلطات ، وفي الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أصدرت محكمة مصرية حكما بسجن النقيب إسلام نبيه ومعاونه امين الشرطة رضا فتحي ثلاث سنوات بتهمة تعذيب السائق.

وقد اسمى الحملاوي في مدونته هذه المشاهد بـ"فضحية العادلي جيت" نسبة إلى وزير الداخلية المصري حبيب العادلي الذي ينفي مرارا اتهامات المنظمات الحقوقية بأن التعذيب اصبح منهجا في اقسام الشرطة والمؤسسات الأمنية المصرية.

ووردت أنباء بأنه تم تعليق صفحة المدون وائل عباس على موقع (يو تيوب) المتخصص في بث مشاهد الفيديو بسبب فظاعة مشاهد التعذيب التي بثها. ويوم الاثنين الماضين بدأ عرض فيلم "هي فوضى" للمخرج المصري الكبير يوسف شاهين والذي يحكي قصة ضابط شرطة فاسد يعذب المحتجزين لديه.

"يو تيوب" يطرد أشهر مدوّن عربي في مجال حقوق الانسان

قال مدوّن مصري شهير، عرف بنشاطه الحقوقي الذي جلب له جائزة دولية، إنّ YouTube ألغى حسابه بسبب شكاوى من كون الأفلام التي يبثها بواسطته "غير ملائمة."

وقال المدوّن وائل عباس، المعروف بمراقبته لانتهاكات حقوق المحتجزين وممارسة التعذيب عليهم، لـCNN إنّ الأفلام التي كان يتضمنها حسابه على الموقع الشهير تناهز المائة وأنها تتضمن صورا للتعذيب وعنف الشرطة والمظاهرات والاعتصامات والإضرابات وانتهاكات معايير الانتخابات.

ولم تعد كل المواد التي كان يبثها موجودة على الموقع. وأوضح أنّ YouTube أرسل له بريدا إلكترونيا يخبره فيه بقرار إلغاء حسابه.

وقال، لم يطلبوا مني أن اسحب تلك المواد. فقط قالوا لي إنّ حسابي لا يعمل. وقال متحدث باسم الموقع، نحن نأخذ هذه المسائل على درجة كبيرة من الجدية. ولكننا لا نعلّق على أشرطة الأشخاص.

وتشير لائحة سياسة الموقع إلى أنّ العنف "التصويري أو المجاني" غير مسموح به ويمكن أن يؤدي ذلك إلى إلغاء حساب من ينشر مثل هذه المواد وسحبها من الموقع.

وقال المتحدث إنّ الموقع يمنع "المضامين غير الملائمة "ومجموعتنا تفعّل سياستها حيث أنّه بإمكان المستخدمين أن يؤشّروا على المواد التي يرونها غير ملائمة ومن ثمّ نطّلع عليها ثمّ نقوم بحذفها في حال تأكدنا من ذلك، ونلغي حساب من يقف وراءها إذا كرر ذلك في غضون دقائق."

واعترف عباس بأنّ بعضا مما نشره على الموقع يمكن أن يكون "تصويريا" غير أنّه أوضح أنّه من المهمّ أيضا إظهار صور قوية للفت النظر إلى مسائل انتهاكات حقوق الإنسان للتأثير في الرأي العام.

وربط عباس أهمية هذه المواد "التصويرية" والأفلام التي انتشرت عام 2004 وأظهرت العنف في سجن ابوغريب بالعراق وما أثارته من غضب في العالم.

وأضاف، نحن نعمل على لفت انتباه الناس إلى شيء كان يعدّ ممنوعا، شيء لم تتمّ مناقشته من قبل وهو عنف الشرطة والتعذيب داخل مراكز الأمن.

ويدير عباس، 33 عاما، واحدا من أشهر المدونات المصرية على الانترنت misrdigital.com وتعود شهرته في جزء مهم منه لنشر عنف الشرطة. وتحصّل عباس على جائزة دولية مؤخرا منحه إياها المركز الدولي للصحافيين.

وعباس هو من نشر الفيديو الشهير الذي ظهر فيه رجال شرطة يغتصبون سائق حافلة، وهو ما شكّل لاحقا دليل إدانة ضدّهم وسجنهم ثلاثة أعوام.

وأوضح عباس، لقد كانت المرة الأولى التي يطلع فيها الشعب المصري على هذا الأمر لقد كانت صدمة للشعب المصري.

واعتبر عباس أنّه يعيش في حالة صدمة بسبب قرار YouTube لأنّ كل الأشرطة التي جمعها على مدى سنوات ضاعت الآن وأنّه يفكّر في تنظيم حملة ضدّ الموقع.

وقال، لقد اعتقدنا أنّ YouTube هو حليفنا لاسيما مع مساعدته في نقل حقيقة ما يجري في بورما...ولكن مع ما فعلوه الآن، لا يبدو أنّ الأمر بقي على حاله.

وأضاف أنّ له مشكلا أيضا على موقع Yahoo الذي ألغى حسابين له، بعد أن اتهمه بكونه يرسل بريدا طفيليا.

ضرب مدون مصري في سجنه

وفي سياق متصل بانتهاكات حقوق الانسان في مصر قالت منظمتان حقوقيتان ان مدونا مصريا محكوما عليه بالسجن لمدة أربع سنوات لادانته بازدراء الاسلام واهانة الرئيس حسني مبارك تعرض للضرب في السجن ونقل الى زنزانة للحبس الانفرادي.

وكان عبد الكريم سليمان وهو طالب سابق في كلية الشريعة والقانون بجامعة الازهر أول مدون مصري يحاكم بسبب مقالات كتبها على الانترنت وكان عددها ثمانية مقالات كتبها منذ عام 2004. بحسب رويترز.

وصدر الحكم في فبراير شباط وقوبل بادانة واسعة من منظمات حقوق الانسان والمدونين باعتباره سابقة خطيرة يمكن أن تحد من حرية التعبير على الشبكة الدولية في أكثر الدول العربية سكانا.

وقالت منظمة "صحفيون بلا حدود" ان سليمان اشتكى في خطابات بعث بها من السجن من وضع يديه في الاغلال وضربه ثم نقله الى زنزانة للحبس الانفرادي حصل فيها على كميات قليلة جدا من الطعام والماء.

ونقلت المنظمة التي تتخذ من باريس مقرا لها عن سليمان قوله، تلقيت معاملة فظة ولا انسانية ومذلة. وحثت المنظمة مصر على اطلاق سراح سليمان الذي يحمل أيضا اسم كريم عامر. ويقضي سليمان فترة سجنه في سجن برج العرب القريب من مدينة الاسكندرية الساحلية.

وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان التي تمثل سليمان في بيان ان، أحد حراس السجن وسجينا اخر توليا  ضرب سليمان بينما كان مسؤول في السجن يتابع ضربه. وتسبب الضرب في كسر أحد أسنانه.

وقالت الشبكة في وقت لاحق ان سليمان نقل الى "زنزانة التأديب" وهناك جرى تكبيله من اليدين والقدمين وضرب مرة أخرى. وأضافت أن الضرب كان نتيجة لكشف سليمان عن واقعة فساد في السجن لكنها لم تذكر تفاصيل.

ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من متحدث باسم وزارة الداخلية. وتقول الحكومة انها ضد التعذيب وانها تقدم للمحاكمة من يقوم دليل على أنه ارتكب خطأ.

وبرزت شبكة الانترنت كساحة مهمة لمنتقدي الحكومة الذين يعبرون فيها عن ارائهم في دولة تدير فيها الحكومة الصحف الكبرى وأهم محطات الاذاعة والتلفزيون.

ولم ينكر سليمان وهو مسلم علماني أنه كتب المقالات التي حوكم بسببها لكنه قال ان المقالات تعبر عن ارائه الخاصة.

وجاء في أحد المقالات أن الازهر يروج للافكار المتطرفة. ووصف سليمان أيضا بعض صحابة النبي محمد بأنهم "ارهابيون" كما شبه مبارك بالفراعنة المستبدين الذين حكموا مصر القديمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 4 كلنون الاول/2007 - 23/ذوالقعدة/1428