السلطات السعودية وصحوة متأخرة لمكافحة الإرهاب والتطرف 

شبكة النبأ: لطالما تواصلت صيحات العراقيين بضرورة الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية العراقية من قبل دول الجوار ولطالما حذر العراق من ان جماعات الارهاب والتشدد ستنقلب عاجلا ام اجلا على من يؤيها ويدعمها معنويا وماديا، ولكن الامر لم يلقى اذنا صاغية إلا عندما تعرضت مصالح دول الجوار هذه الى اخطار ارهاب حقيقية جعلتها تسعى لمكافحة التطرف والتشدد ومنابعه التي تسنده بالفتاوى المظللة.

وقال نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي ان رجال الدين السعوديين لا يبذلون جهدا كافيا لمكافحة التشدد بين الشبان السعوديين بمن في ذلك  من يريدون القتال في العراق.

وهذا هو ثاني انتقاد لرجال الدين من الامير نايف هذا العام. وفي يونيو حزيران قال في كلمة أمام المئات من رجال الدين انه يتحتم عليهم وقف السعوديين الذين يشنون هجمات انتحارية في العراق.

وأجاب ردا على سؤال في مقابلة مع صحيفة عكاظ حول ما اذا كان يشعر أن "تقدما" أحرز منذ هذا الاجتماع قائلا، لا.. ليس بالمستوى الذي أتمناه.

ومن المعروف أن المئات من السعوديين بين الاجانب الذين يقاتلون مع تنظيم القاعدة في العراق ضد القوات الامريكية والقوات الحكومية المدعومة من الولايات المتحدة وهناك تقارير في السعودية عن محاولة أبناء رجال دين سعوديين بارزين الانضمام للمسلحين من تنظيم القاعدة في العراق.

وتشعر السلطات السعودية بالقلق من امكانية عودة السعوديين المتشددين الى البلاد لمواصلة قتالهم في المملكة. ويقول معلقون ان التقارير بوجود سعوديين في العراق أصابت البلاد بحرج. بحسب رويترز.

وفي عام 2003 شن متشددون سعوديون متحالفون مع تنظيم القاعدة حملة تفجيرات انتحارية وهجمات على مؤسسات حكومية ومنشات للطاقة وأجانب في محاولة للاطاحة بالاسرة الحاكمة حليفة الولايات المتحدة.

وذكرت وزارة الداخلية الاسبوع الماضي أنها اعتقلت 208 أفراد شكلوا خلايا تهدف الى مهاجمة منشأة نفطية وقتل رجال دين ورجال أمن وتأسيس جناح اعلامي يساعد السعوديين على التوجه الى العراق. ويعتبر المتشددون الكثير من رجال الدين أداة في أيدي الحكومة.

وقال الامير نايف لصحيفة عكاظ، هناك من قام بواجبه وهناك من هو لا زال يطلب منه أن يقوم بما يجب عليه وهذا شامل للعلماء الشرعيين والمفكرين ولوسائل الاعلام جميعا.

وتابع، يجب أن يكون هناك عمل فكري قادر وقوي يدحض الافتراءات وينور الناس بالحقيقة ويعلمهم كيف هو الاسلام والايمان بالله.

ولقي نحو 264 فردا حتفهم في أعمال العنف التي تراجعت منذ هجوم فاشل في فبراير شباط عام 2006 على منشأة نفطية رئيسية في أبقيق.

نايف يدعو ائمة المساجد للمساعدة في محاربة الارهاب

وقال الامير نايف ان، المنابر وجدت من اجل توجيه الناس والمسلمين (...) وكون هذه المنابر تتجه الى امور ثانوية او امور خارجية في الوقت الذي نعاني فيه من امور هامة تمس الوطن والمواطن ومقدراته فهذا قصور وخطأ يمكن ان يتحول الى الخطر الاكبر الذي هو الخروج عن الدين وعن ولي الامر.

واضاف ان، هؤلاء (الارهابيين) لا يقلون بل يزيدون على من خرج على علي رضي الله عنه  ويجب ان نسميهم بالخوارج وهم اكبر من الارهابيين واكبر من الضالين ومن كل شيء وخطرهم كبير.

واكد الامير نايف ان الاجهزة الامنية، افشلت اكثر من 180 عملية (ارهابية) لو نجح 30 بالمئة منها (..) لكان ماساة كبيرة بالنسبة للوطن ولمقدراته.

وردا على سؤال بشأن نشر اسماء وصور المشبوهين المعتقلين قال الامير نايف ان ذلك، من شأنه التأثير على مجريات التحقيق. واضاف ان، الاعلان والافصاح عن تفاصيل المقبوض عليهم سينشر في حينه.

معاقبة الخطباء المفسدين المحرضين على السفر الى العراق 

وشدد نايف في حديث صحافي على ضرورة معاقبة ووضع حد للخطباء المفسدين الذين يحرضون الشباب على السفر الى العراق. بحسب (كونا).

وأكد الأمير نايف لصحيفة (عكاظ) السعودية أن السلطات السعودية لن تتأخر في وضع حد لبعض خطباء المساجد الذين وصفهم بأنهم مفسدون لأنهم يحرضون صغار الشباب على السفر الى العراق والمناطق المضطربة والوقوع في بور الارهاب داعيا هذه المنابر الى الاسهام في معالجة مشاكل الأمة بدلا من التحريض.

ونفى وزير الداخلية السعودي مزاعم تعرض الموقوفين على خلفية الأحداث الارهابية المؤسفة أو المتأثرين بالفكر المنحرف الى التعذيب والتنكيل في المعتقلات السعودية بهدف نزع اعترافاتهم بالقوة.

وقال، ان صدقنا مع الله وخوفنا منه والتزامنا بديننا الاسلامي الحنيف تجعلنا نحترم الانسان في أي وضع كان مبينا ان وزارة الداخلية تعتمد وسائل علمية حديثة في الوصول للحقائق أثناء التحقيق مع الموقوفين.

ورفض الأمير نايف ربط نشوء العنف والارهاب في السعودية بالفقر والبطالة مؤكدا ان هذا الكلام غير صحيح ولا يستند الى الواقع حيث يعيش الشعب السعودي في رغد من العيش ورفاهية.

وأشاد بالانجازات التي حققتها السلطات الأمنية السعودية اخيرا وكشفها لعدد ست خلايا ارهابية تضم 208 اشخاص مؤكدا قدرة الأجهزة الأمنية على القبض على كل المجرمين والضرب بقوة على كل من تسول له نفسه استهداف امن الوطن.

وأشاد نايف بتعاون دول الجوار مع السعودية في محاربة التسلل والتهريب والارهاب مشيرا الى عزم السعودية على بناء الجدار الأمني على الحدود السعودية - العراقية الذي سيقام في الأراضي السعودية للحد من هذه الظواهر. 

سنكشف المصادر الخارجية لتمويل الإرهاب

وأكد نايف بن عبد العزيز، أن الوزارة ارتأت عدم الكشف عن أسماء المقبوض عليهم الـ 208 في العملية الاستباقية لرجال الأمن السعودي الأخيرة لكيلا يتأثر سير التحقيقات الجارية، مشيرا إلى أن التفاصيل ستعلن في وقت لاحق لوضع المواطن في الصورة الحقيقية.

وأوضح أن، مصادر التمويل الخارجية للإرهاب ستعلن في وقت لاحق بتفاصيلها، مشددا على أن الممولين أخطر من المنفذين وقال: سنصل إلى الممولين، إن شاء الله، وسبق أن جففنا الكثير من منابع الدعم.

ووصف في تصريحات صحافية عقب رعايته نيابة عن الأمير سلطان بن عبد العزيز ، افتتاح المؤتمر الهندسي السابع، من يستخدم منابر المساجد لإحداث الفتن والانشقاق بالخوارج، مشيرا إلى أن منابر المساجد وجدت من أجل توجيه الناس وتنويرهم.

انخفاض تدفق الأسلحة والمقاتلين الأجانب عبر الحدود مع العراق

وفي سياق متصل بتدفق المقاتلين الاجانب عبر الحدود مع العراق أعلن مسؤول عسكري أمريكي رفيع المستوى في العراق أن تدفق الأسلحة والمقاتلين الأجانب من كل من سوريا وإيران انخفض في الشهر الماضي، وأن الجيش الأمريكي "مسرور" للتحسن والتطور الذي أظهرته سوريا، لكنه لم يبد أي تعليق فيما يتعلق بإيران.

وقال ثاني أعلى قائد أمريكي في العراق، الفريق راي أودريانو، في تصريح لبرنامج "الطبعة الأخيرة مع وولف بليتزر" على قناة CNN، إنه تبنى مفهوم "انتظر وشاهد" فيما يتعلق بإيران بعد أن لوحظ "انخفاض طفيف" في عدد المتفجرات شديدة الانفجار التي تم العثور عليها في العراق مؤخراً.

وقال أودريانو: يعد هذا الأمر مؤشراً إيجابياً.. لقد شهدنا انخفاضاً في النشاط، وآمل، من جانبنا، أنهم توقفوا عن تزويد هذه الجماعات المتطرفة بها (المتفجرات).. وهو أمر رائع للغاية. لكنه استدرك قائلاً: مازلت غير مستعد لقول إنهم فعلوا ذلك.

وكان الجيش الأمريكي في العراق قد دأب على القول إن هذه المتفجرات شديدة الانفجار، والخارقة للدروع، تصنع في إيران، وأن المواد الداخلة في صناعتها يتم تهريبها إلى العراق بواسطة قوات القدس، وهي قوات النخبة التابعة للحرس الثوري الإيراني، والمتهمة أيضاً بتدريب المسلحين. وكررت طهران نفي أي شكل من أشكال التورط.

وقال أودريانو إن الجيش مازال يحتجز 10 أو 15 إيرانياً، وأن بعض هؤلاء من عناصر الحرس الثوري الإيراني، فيما أقر بأن، حلاً سياسياً.. إلى جانب مشورتنا العسكرية، يجب أن تعملا معاً قبل إطلاق سراحهم.

وكان الجيش الأمريكي في العراق قد أطلق في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي سراح تسعة إيرانيين بعد أن أصبحوا لا يشكلون أي خطر أو تهديد، وفقاً للجيش الأمريكي.

وعلى صعيد تدفق المقاتلين الأجانب إلى العراق، قال أودريانو إن هناك انخفاضاً بنسبة بين 25 و30 في المائة في عدد المقاتلين الأجانب الذين يتدفقون على العراق من سوريا، مقراً بأن دمشق، تتخذ بعض الخطوات للحد من هذا الأمر.

وقال ثاني أعلى قائد أمريكي في العراق: نحن سعداء لحقيقة أنهم (السوريين) يتحملون بعض المسؤوليات الإضافية فيما يتعلق بإجراءاتهم الأمنية الداخلية.

لكن أودريانو أردف قائلاً: مرة أخرى، مازال هناك الكثيرون يتدفقون عبر الحدود، ونحن نأمل بتوقف ذلك نهائياً.

ويترافق ذلك مع تقارير بانخفاض أعداد القتلى من المدنيين العراقيين، وكذلك بين عناصر القوات الأمريكية في الشهور الأخيرة.

فقد أظهرت تقديرات وزارة الداخلية العراقية والجيش الأمريكي بالعراق، تراجعاً "قياسياً" في أعداد القتلى سواء بين المدنيين العراقيين، أو العسكريين الأمريكيين، إلى أدنى مستوى لها، منذ ما يقرب من عامين، خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وحسبما أعلنت الداخلية العراقية، فقد سجل الشهر المنصرم مقتل 538 مدنياً، من بينهم 131 جثة تم العثور عليها في أنحاء مختلفة من العراق، يُعتقد أن أصحابها قُتلوا نتيجة أعمال عنف طائفية.

وتُعد هذه الحصيلة هي الأدنى منذ ارتفاعها إلى أعلى مستوياتها، بعد تفجير مسجد العسكري الشيعي في سامراء، في فبراير/ شباط من العام 2006.

كما تراجعت أعداد القتلى من أفراد القوات الأمريكية بالعراق خلال الشهرين الماضين، إلى أدنى مستوياتها، منذ أوائل العام 2004.

وسجل الشهر الفائت مقتل 37 جندياً، بفارق جندي واحد عن أكتوبر/ تشرين الأول السابق، الذي شهد مقتل 38 جندياً أمريكياً، رغم أن العام الجاري سجل أعلى حصيلة خسائر بشرية للقوات الأمريكية منذ بدء الحرب على العراق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 4 كلنون الاول/2007 - 23/ذوالقعدة/1428