حقوق الانسان في افريقيا.. بين السجون والعبودية وتشويه الحروب

اعداد/ صباح جاسم

 شبكة النبأ: رغم ما تتمتع به بلدان شمال افريقيا من بعض التقدم والتطور وتحقيق مستويات معينة  في  مجالات حقوق الانسان والحريات المدنية الا انه ما تزال العديد من البلدان في جنوب القارة السوداء وغربها لا يحكمها سوى شريعة الغاب وقوة السلاح بكل ما تحمله من عبودية وحملات ابادة جماعية وانتهاكات صارخة لحقوق الانسان سواء من الجماعات المسلحة او من السلطات الحاكمة:

المئات يقضون كل عام في سجون كينيا

قالت لجنة رسمية حول حقوق الانسان ان 720 معتقلا على الاقل يقضون كل عام في سجون كينيا المكتظة مطالبة باصلاح السجون في البلاد.

ونشرت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان التي تمولها الدولة تقريرا عن حال السجون اورد ان شخصين يقضيان يوميا في 89 سجنا للراشدين وثلاث اصلاحيات للقاصرين.

وقال ماينا كياي رئيس اللجنة خلال اعلانه التقرير "ادعو الى تطوير خطة استراتيجية لتحسين حقوق الانسان في السجن ولكن علي الاقرار بانه يجب القيام بعمل كثير". بحسب رويترز.

بدوره اقر المفوض المساعد للسجون مومبي غاشي بوجود صعوبات وقال "صحيح ان شخصين يموتان يوميا في سجوننا. انها مشكلة نحاول ايجاد حل لها لاننا نعلم ان هذا الامر مرتبط بظروف (الاعتقال) السيئة".

وتضيق السجون الكينية المجهزة اصلا لاستيعاب 15 الف شخص بنحو 48 الف معتقل وينتشر فيها الايدز والسل والملاريا وامراض اخرى. وتؤكد منظمات الدفاع عن حقوق الانسان ان السلطات الكينية تمارس التعذيب.

السلطات النيجرية تطلق تحقيقا وطنيا حول العبودية

 اعلن مصدر رسمي ان حكومة النيجر بدأت الخميس تحقيقا وطنيا بشأن مدى انتشار العبودية الامر الذي يثير خلافا مع مناهضي الرق الذين يقدرون عدد ضحايا هذه الظاهرة ب800 الف شخص.

وقال رئيس اللجنة الوطنية للحريات الاساسية غاربا لومبو ان "الحكومة تريد معرفة ما اذا كان مواطنون يعيشون هذا الوضع (العبودية) او ان الامر ليس اكثر من مزاعم لا اساس لها". بحسب فرانس برس.

وقال لومبو لدى تقديمه مئة محقق الخميس ان تحقيقهم يهدف الى الكشف عن ممارسات العبودية وعمل الاطفال.

واللجنة المكونة في معظمها من الجامعيين ستتولى "التحقيق لمدة ثلاثة اشهر في كافة مناطق البلاد لكشف غموض هذه المسائل". وستعد اللجنة اثر ذلك تقريرا سيتم بحث نتائجه في "منتدى وطني للحقيقة" بحسب لومبو.

وقال الغيلاس وايلا رئيس جمعية "تيميدريا" (اخوة) المحلية لمكافحة الرق ان "هذه مضيعة للوقت. وكنا لنكسب وقتا لو ركزنا مباشرة على ما هو اسياسي اي تحرير ثم اعادة ادماج اجتماعي واقتصادي لضحايا العبودية".

وكان تحقيق اجرته هذه الجمعية في 2003 احصى 870 الفا و346 شخصا من الرقيق في ست من ثماني مناطق في النيجر البلد الفقير الذي يضم نحو 11 مليون نسمة.

وقامت السلطات التي تحتج على هذه الارقام بحبس وايلا بين نيسان/ابريل وتموز/يوليو 2005 بسبب اعتزامه تنظيم احتفال بتحرير سبة آلاف عبد في اناتيس وهو مخيم للطوارق غرب النيجر وقرب مالي.

واعتبرت الحكومة حينها ان الاحتفال الذي دعمته جمعية "انتي سلافري انترناشيونال" ومقرها لندن سيكون من شأنه "الاساءة لصورة البلاد" التي تعاقب الرق بالسجن من 10 الى 30 عاما.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2001 نظم المكتب الدولي للعمل منتدى في نيامي اقر على اثره زعماء تقليديون نيجريون بوجود الرق في العديد من المناطق في النيجر وتعهدوا بمحاربة هذه الظاهرة.

مسلمو أنجولا محرومون من الحقوق الدينية

قال تقرير للامم المتحدة ان المسلمين يفتقرون الى حقوق دينية أساسية في أنجولا وأنه يوصمون من جانب وسائل الاعلام ومسؤولي الحكومة بسبب ما يرى انه صلة لهم بالارهاب والجريمة.

واستشهد التقرير بما قالته اسمى جهانجير وهي محققة خاصة بمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة من أن الطائفة المسلمة في أنجولا غير معترف بها رسميا وأن السلطات أغلقت بعض المساجد بصورة مؤقتة في العام الماضي. بحسب رويترز.

وقالت جهانجير أن عدة جهات رسمية عبرت لها عن مشاعر قلق لوجود مسلمين في أنجولا ومن أن البلاد تأثرت بالاتجاه العام لربطهم بالتشدد والنشاط الاجرامي.

وقالت جهانجير في التقرير "أبلغت بأن معظم المهاجرين بطريقة غير شرعية في البلاد مسلمون وأنهم متورطون في تزييف النقد وغسيل الاموال لكن لم يتم تزويدنا بأي أدلة تؤيد ذلك."

وأضافت "أن الحكومة ملزمة بتشجيع التسامح وأرجو ألا تصدر عن المسؤولين بيانات غير مثبتة تضر بأي جماعة دينية."

وذهبت جهانجير التي تشغل رسميا منصب مقررة الامم المتحدة الخاصة المعنية بالحرية الدينية وحرية العقيدة الى أنجولا في 20 نوفمبر تشرين الثاني بدعوة من الحكومة. وقالت ان الدعوة أظهرت التزام السلطات بالشفافية بشأن السياسات الدينية.

لكنها قالت ان الاقليات الدينية غير الاسلامية بما في ذلك المعارضون المنخرطون في صراع مع الكنيسة الكاثوليكية يعانون ايضا من القوانين المقيدة لحرية العقيدة والعبادة في أنجولا.

وقالت ان أربعة رجال اعتقلوا في جيب كابيندا في يونيو حزيران الماضي بموجب مرسوم يرجع تاريخه الى فترة الاستعمار البرتغالي لاحتجاجهم بصورة سلمية خلال قداس صلاة على أسقف عين مؤخرا.

كما زارت جهانجير التي تترأس أيضا اللجنة المستقلة لحقوق الانسان في باكستان مركزين للهجرة في لواندا عاصمة الدولة الواقعة في غرب القارة الافريقية.

وقالت ان الاوضاع في أحد المركزين حيث يوجد خمسة محتجزين فقط جيدة. لكن الاوضاع في المركز الاخر "بائسة" حيث أن 95 بالمئة من المحتجزين وعددهم 165 شخصا مسلمون وهم محرومون من امام ومن الكتب الدينية كما أن احتياجاتهم الغذائية لا تلبى.

اوغنديون شوهتهم قوات جيش الرب للمقاومة يتوقون للعدالة

أبدى المتمردون قدرا من الرأفة بالاوغندية كونسي لاويل عندما اكتفوا باستئصال شفتيها واذنيها وجدع انفها بالمنجل الزراعي ثم اجبروها بعدئذ على ابتلاع هذه الاعضاء. لقد كانوا يعتزمون قتلها اصلا بعد تشويهها.

تحدثت لاويل قائلة برفق من خلال فم قد التأم دون شفتين "تدخل قائد لمنعهم من قتلي." واضافت "الا انه بات علي ان أكمل بقية حياتي وانا مشوهة."بحسب رويترز.

ولاويل واحدة من الاف من ضحايا حرب عمرها عقدان من الزمن تدور رحاها بين قوات الحكومة الاوغندية ومتمردي جيش الرب للمقاومة وهي الحرب التي وضعت اوزارها العام الماضي عقب وقف لاطلاق النار.

ووصل مندوبو جيش الرب للمقاومة الى اوغندا الاسبوع الماضي في زيارة تاريخية عقدوا خلالها اجتماعا مع الرئيس الاوغندي يوويري موسيفيني من اجل تعميق المحادثات الرامية الى انهاء واحدة من اطول الحروب في القارة الافريقية.

ويقوم المندوبون الان بجولة في شمال اوغندا الذي تعصف به الاضطرابات من اجل حشد تأييد لمساع ترمي الى الحيلولة دون محاكمة جوزيف كونى زعيم متمردي جيش الرب للمقاومة كمجرم حرب امام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وان يحاكم بدلا من ذلك امام محكمة محلية تقليدية في اوغندا.

ويختبيء كوني وثلاثة قادة اخرين من المطلوبين في ملاذ في شرق الكونجو فيما يقول مندوبو متمردي جيش الرب للمقاومة انه ليس من المرجح ان يوقع اتفاقا للسلام حتى تسقط المحكمة الجنائية الدولية التهم المنسوية اليه.

واصبح متمردو جيش الرب للمقاومة يوصفون بسوء السمعة بسبب هجماتهم الشنيعة على المدنيين وقيامهم بضرب القرويين حتى الموت وقطع اعضاء من اجساد الضحايا علاوة على خطف ما يقدر بنحو عشرة الاف طفل وطفلة لاستخدامهم كجنود او كعبيد للجنس.

وأزهقت ارواح عشرات الالاف في هذا الصراع فيما ادى العنف الى تشريد ما يقدر بنحو مليوني شخص.

ويقول كثيرون من ابناء شمال اوغندا انهم على استعداد كي يصفحوا عن متمردي جيش الرب للمقاومة في مقابل السلام الا ان الاوغندية لاويل وهي ام لسبعة ابناء عمرها الان 25 عاما فانها تصبو للعدالة.

وقالت وهي تعيد ترتيب اكوام من الطماطم (البندورة) على مائدة العرض بالسوق في جولو بؤرة الصراع بالمنطقة "يتعين محاكمة كوني في لاهاي. يجب ان يسجن مدى الحياة عقابا على ما اقترفه."

وكان مع لاويل 11 امرأة اخرى عندما قام المتمردون ببنادقهم ومناجلهم بالهجوم عليهن في وضح النهار. واجبر المتمردون النسوة على الجلوس وقالوا لهن انهن سيقتلن.

وقالت وهي تشير الى ما تبقى من اذنها المتغضنة "كانوا يقتادونا واحدة تلو الاخرى ويقومون بجدع انوفنا وقطع اذاننا وشفاهنا على مرأى من الاخريات." ومضت تقول "ثم كانوا يجبرننا على مضغ هذه الاعضاء وابتلاعها."

وعندما غير المتمردون من رأيهم واطلقوا سراح النسوة سارعن باللجوء الى مستشفى لتضميد جروحهن.

ويقول مقيمون محليون ان شغف متمردي جيش الرب للمقاومة بتشويه اعضاء الضحايا كان الهدف منه هو انزال العقاب بالمدنيين للاشتباه في تواطؤهم مع القوات الحكومية.

وقالت لاويل "الهدف منها هو خلق تذكرة وعلامة. لو كنت قد قتلت لما راني احد. الا ان عودتي مشوهة فمن شأنها ان تنقل الرسالة الى الجميع."

وأقلمت لاويل نفسها مع هذه الندوب النفسية والجسدية من خلال الانغماس في العمل وتقول ان صديقاتها كن يشفقن عليها مما يعني ان تروج بضاعتها في السوق الا انها تريد عونا من الحكومة ووكالات المعونة.

تقول لاويل "لماذا تساعد الحكومة متمردي جيش الرب للمقاومة ولا تمد يد العون للضحايا؟"

محاكمات جرائم الابادة في رواندا لن تتم في المهلة المحددة

قالت المحكمة التي شكلت لمحاكمة المشتبه بارتكابهم جرائم ابادة جماعية في رواندا عام 1994 انها لن تفي بالمهلة المحددة لاتمام المحاكمات في عام 2008 وان 14 من المتهمين بالتامر في المذابح لا يزالون هاربين.

وقال رولاند اموسوجا كبير المستشارين القانونيين للمحكمة الجنائية الدولية الخاصة برواندا ان أحد الاسباب في عدم انجاز بعض القضايا قبل انتهاء التفويض الخاص بالمحكمة هو أنها معقدة أكثر مما يلزم.

وقال اموسوجا للصحفيين على هامش قمة دول الكومنولث في كمبالا بأوغندا "من غير الممكن انجاز كل القضايا قبل نهاية ديسمبر 2008."بحسب رويترز.

وتحاكم المحكمة الجنائية الدولية في أروشا بتنزانيا مدبري عمليات الابادة التي قتل فيها متشددون من الهوتو حوالي 800 ألف شخص من التوتسي والهوتو المعتدلين في أحد أسوا عمليات اراقة الدماء في تاريخ افريقيا.

وأضاف اموسوجا أن 14 هاربا لا يزالون مختبئين في دول أجنبية غير متعاونة في جهود تعقبهم.

مخاوف من أزمة إنسانية في الكونغو

أعلن رئيس أركان الجيش في جمهورية الكونغو الديمقراطية أن النزاع في شرق البلاد على وشك الدخول في مرحلة جديدة. وحذر الجيش من أن الكارثة الإنسانية في شمال منطقة كيفو يحتمل أن تزداد سوءاً.

وعلى الجانب الآخر يصر المتمردون على أنهم يريدون إنهاء القتال، وقد أعلن رينيه أباندي، المتحدث باسم الجنرال المنشق لوران نكوندا أن المتمردين على استعداد لإجراء مفاوضات سلام، واتهم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بتعقيد الوضع في الكونغو. بحسب رويترز.

وتعود جذور الصراع الى العام 1986 عندما هزم الجيش الاوغندي النظامي على ايدى القوات الموالية للرئيس الحالي يوري موسيفيني.

بعدها فرت عناصر الجيش الاوغندي المهزوم نحو الشمال الاوغندي ورفعت راية العصيان تحت زعامة اليس لاكوينا التى هزمت فى العام التالي وتركت دفة القيادة لجوزيف كوني الذى اعاد تشكيل تلك القوات تحت اسم جيش الرب للمقاومة.

وعلى مدار سنوات عديدة شن جيش الرب للمقاومة هجمات على سكان المناطق الشمالية خاصة قبيلة اتشولي التى انتمي كوني نفسه لها. ويؤمن كوني بضرورة القضاء على ابناء قبيلته لانهم لم يدعموه فى حربه ضد القوات الحكومية.

وكانت الجماعة تتلقي حتى وقت قريب دعما من السودان الذى كان يرد على دعم السلطات الاوغندية لمتمردي جنوب السودان قبل توقيع اتفاق السلام الشامل مع الحركة الشعبية لتحرير السودان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 3 كلنون الاول/2007 - 22/ذوالقعدة/1428