على شكل خارطة طريق: إطلاق وثيقة لحل النزاع العربي الاسرائيلي

شبكة النبأ: عقب انتهاء مؤتمر أنا بوليس توصل المفاوضون الفلسطينيون والاسرائيليون الى تفاهم مكتوب ترَكَ الجانبين بأقل مما كانا يسعيان له في محادثات استمرت شهورا بشأن وثيقة مشتركة لمؤتمر سلام استضافته الولايات المتحدة، وفيما يلي انجازات كل طرف فيما يتعلق بمطالبه الاساسية:

الأطر الزمنية

لم يشمل التفاهم المشترك الذي تم التوصل اليه قبل دقائق من بدء اجتماع انابوليس بماريلاند كما قرأه الرئيس الامريكي جورج بوش الاطار الزمني الملزم الذي طالما طالب به الفلسطينيون لمحادثات اقامة الدولة او لتنفيذ أي اتفاق مستقبلي. بحسب رويترز.

وبدلا من ذلك تلقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعهدا من جانب رئيس الوزراء الاسرائيلي أيهود أولمرت بأن، نبذل كل جهد من أجل التوصل الى اتفاق قبل نهاية عام 2008.

ورغم تأكيدات الفلسطينيين على أنهم لن يقبلوا بأقل من تجميد كامل لانشطة الاستيطان لم يقدم اولمرت التزامات علنية واضحة.

ولم يذكر في كلمته أمام المؤتمر حتى كلمة "مستوطنات" وهو ما يخشى الفلسطينيون أن يدمر فرصهم في اقامة دولة قابلة للبقاء. وسعى بوش في كلمته الى قول ما لم يقله اولمرت بالدعوة صراحة الى انهاء التوسع الاستيطاني.

معضلة القدس

تصدى اولمرت لاقتراح فلسطيني بأن تنص الوثيقة على أن القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 ستكون عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية.

ولم يذكر بوش أو الوثيقة المتفق عليها مستقبل القدس الشرقية على الرغم من أن وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ادرجت القدس ضمن القضايا الاساسية التي اتفق الجانبان على التفاوض عليها وحلها. ومن شأن اي التزام واضح من جانب اولمرت الان بتقسيم المدينة المقدسة تفكيك حكومته.

المفاوضات

وافق اولمرت على اقتراح فلسطيني باستئناف "مجموعات العمل" للتركيز على مستقبل القدس والحدود ومصير اللاجئين الفلسطينيين.

وحصل عباس كذلك على التزام اسرائيلي ببدء المفاوضات خلال اسبوعين. وقال مسؤول اسرائيلي بارز ان "لجنة توجيه" اسرائيلية فلسطينية ستعقد اول جلساتها وحدد موعدا لها في السابعة مساء من يوم 12 ديسمبر كانون الاول في القدس.

المراقبة الامريكية

عطلت اسرائيل اقتراحا ايده عباس بتشكيل "لجنة" أمنية ثلاثية تضم اسرائيليين وفلسطينيين وامريكيين مشيرة الى مخاوف بشأن تبادل معلومات مخابرات حساسة مع الفلسطينيين. وبدلا من اللجنة اتفق الجانبان على تشكيل "الية أمريكية فلسطينية اسرائيلية" تقودها الولايات المتحدة.

ووافق اولمرت على اعطاء جنرال أمريكي سلطة الحكم  فيما اذا كانت اسرائيل تجمد انشطتها الاستيطانية وما اذا كان الفلسطينيون يكبحون جماح النشطاء بموجب "خارطة الطريق" المتعثرة منذ فترة طويلة.

ولم يحصل اولمرت على التزام فلسطيني علني بالاعتراف باسرائيل كدولة يهودية على الرغم من أن بوش نفسه قال "الولايات المتحدة ستبقي على التزامها بأمن اسرائيل كدولة يهودية."

الاتفاق أُبرم في اخر لحظة

ووصل بوش للاكاديمية البحرية في أنابوليس بولاية ماريلاند الامريكية بعد نحو 20 دقيقة ليعرف أن الجانبين اقتربا من التوصل لاتفاق. وقال البيت الابيض ان تدخلا في اللحظة الاخيرة من جانب بوش ساعد في التوصل للاتفاق. بحسب رويترز.

وقالت دانا برينو المتحدثة باسم البيت الابيض ردا على سؤال لصحفي عن سبب اتخاذ بوش للخطوة غير المعتادة بارتداء نظارته وقراءة الاتفاق المؤلف من 437 كلمة قبل أن يلقي كلمته المعدة مسبقا، لم نكن نعلم أنه سيكون هناك اتفاق... ساعد الرئيس الجانبين في حل  الخلافات المتعلقة.

ورفضت برينو تحديد نقاط الخلاف ولكنها قالت ان مساعدين من الحكومات الثلاث وضعوا الصياغة النهائية للوثيقة. وتابعت، الجميع اتفق عليها والرئيس قال، لماذا لا أقرأ ذلك قبل كلمتي.. والجميع وافقوا.

وأعلن بوش توصل الجانبين لاتفاق ببداية مؤتمر السلام بالشرق الاوسط الذي استمر لمدة يوم واحد وحضرته 44 دولة بينما كان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس يقفان بجانبه.

محللون: الشكوك مستمرة بشأن الالتزام الامريكي بعد انابوليس

وحدد الرئيس بوش لنفسه المهمة الصعبة المتمثلة في قيادة التوصل الى اتفاق سلام فلسطيني اسرائيلي بحلول نهاية العام المقبل لكن الشكوك مستمرة في مدى التزامه بذلك.

وتصافح رئيس الوزراء الاسرائيلي أيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس في حين بدا بوش فخورا خلفهما يوم الثلاثاء متفقين على البدء على الفور في أول محادثات سلام رسمية منذ سبع سنوات.

وهدفهما هو التوصل الى معاهدة سلام بحلول نهاية عام 2008 قبيل انتهاء فترة ولاية الرئيس الامريكي لكن المحللين مازالوا متشككين في أن الزعيمين الضعيفين سياسيا يمكنهما ابرام اتفاق وفي أن بوش سيدفعهما بشكل جاد للقيام بذلك. بحسب رويترز.

وقال ارون ديفيد ميلر الاكاديمي بمركز وودرو ويلسون للدراسات في واشنطن ووسيط السلام السابق في الشرق الاوسط ان ادارة بوش، لديها الوقت الكافي. السؤال هو ما اذا كان لديها الارادة والمهارة.

وأضاف، لم اقتنع بعد انهم ادركوا جدية وحجم العمل المطلوب لتحقيق ما يقولون انهم يريدون تحقيقه-وهو التوصل الى اتفاق على القضايا الاساسية بحلول نهاية فترة ولاية بوش.

ومن المقرر ان تبدأ المحادثات بشأن هذه القضايا وهي الحدود والمستوطنات ووضع القدس ومصير اللاجئين يوم 12 ديسمبر كانون الاول وأي اتفاق سيتطلب تنازلات موجعة من الطرفين.

ويشكك المحللون فيما اذا كان اولمرت الذي يفتقر للشعبية بين الناخبين الاسرائيليين فيما يرجع جزئيا الى تحقيقات في قضايا فساد وعباس الذي فقد السيطرة على قطاع غزة لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في يونيو حزيران الماضي يمكنهما تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل اليه.

وقال جون الترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، لا يملك أي منهما التأييد الداخلي أو السيطرة على حكومته التي تمكنه من عمل شيء جاد للغاية.

ويرجع تشكك المحللين بشأن التزام بوش جزئيا الى ما يعتبره المنتقدون تجاهلا نسبيا للقضية في السنوات الست الاولى من رئاسته.

وقال بروس ريديل المحلل في معهد بروكينجز، هناك فيما اعتقد شكوك كبيرة باقية بشأن ما اذا كانت الادارة مستعدة لحمل العبء الثقيل... لانجاح هذا العمل.

وأثار وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في كلمته في أنابوليس الشكوك بشأن التصميم الامريكي مشيرا الى أن واشنطن التزمت بمحاولة تسوية الصراع في اطار زمني محدد وان السعودية ستحملها مسؤولية ذلك.

غير ان دانييل ليفي من مركز دراسات مؤسسة امريكا الجديدة قال انه يرى ما يدعو الى "تفاؤل متحفظ للغاية" في حقيقة أن بوش أظهر اهتمامه بالقضية ببساطة باستضافة 44 دولة في اجتماع انابوليس. واضاف، كان هذا استثمارا لمكانة الرئيس لم نشهده من قبل.

وأشاد ليفي كذلك بحقيقة أن الاسرائيليين والفلسطينيين اتفقوا على العمل على حل قضايا الوضع النهائي وفي الوقت نفسه على محاولة تحسين الوضع على الارض باعتبارها خطوة في الاتجاه الصحيح.

وقال، السؤال المهم مازال يتعلق بالارادة السياسية والشجاعة السياسية لدى جميع الاطراف... لكن هناك سياقا متحسنا بعض الشيء ... يمكن في اطاره اتخاذ هذه القرارات التي تتعلق بالارادة السياسية والشجاعة السياسية.

حل الدولتين هو الوحيد للحفاظ على وجود اسرائيل

وصرح ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي في حديث صحفي بأن فشل المفاوضات مع الفلسطينيين حول حل اقامة دولتين يمكن ان يهدد وجود اسرائيل على المدى الطويل.

وقال اولمرت لصحيفة هاارتس، اذا جاء اليوم وانهار فيه حل الدولتين وواجهنا صراعا على غرار جنوب افريقيا من أجل حقوق متساوية في التصويت (للفلسطينيين)...حينها وفور حدوث ذلك ستنتهي دولة اسرائيل.

ونشر الحديث بعد يوم من اجتماع اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس مع الرئيس الامريكي جورج بوش في واشنطن لاستئناف أول محادثات سلام منذ سبعة أعوام.

وتخشى اسرائيل من مجيء يوم يفوق فيه عدد الفلسطينيين عدد الاسرائيليين اذا احتفظت بالاراضي التي احتلتها في حرب عام 1967 .

وقال اولمرت انه اذا فشلت اسرائيل في الاتفاق على حل الدولتين وحاولت استيعاب الفلسطينيين في دولة يهودية دون ان تمنحهم حقوقا متساوية في التصويت ستكون المنظمات اليهودية الامريكية ذات النفوذ، أول من تعلن معارضتها لنا.

واضاف، سيقولون انهم لا يستطيعون دعم دولة لا تدعم الديمقراطية وحقوق التصويت المتساوية لكل سكانها.

وصرح اولمرت بأنه منذ أربع سنوات مضت حين كان نائبا لرئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون طالب بانسحاب اسرائيل من معظم الاراضي التي احتلتها في عام 1967 .

وقال اولمرت ان الناس، سيقولون انني اواجه مشاكل ولذلك احاول القيام (بعملية سلام) لكن الحقائق يجب ان تطرح بشكل عادل.

وذكر اولمرت انه ووزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني سيستمران في قيادة فريق التفاوض الاسرائيلي لكن، سيكون هناك اناس اخرون يتصرفون باسمي وسيكون لهم دور مهم للغاية في هذه العملية.

وأظهر استطلاعان للرأي ان نحو 50 في المئة من المشاركين في الاستطلاعين يرون ان مؤتمر انابوليس فشل.

وجاء في استطلاع نشر في صحيفة يديعوت احرونوت ان 50 في المئة يرون ان المؤتمر فشل وان 18 في المئة فقط يقولون انه نجح. وفي استطلاع هاارتس قال 42 في المئة انه فشل.

العرب يشككون ايضا    

من جهة اخرى وصف معلقون عرب استئناف المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية بأنها حدث اعلامي نظمته الولايات المتحدة ومن غير المرجح أن يؤدي الى احلال السلام في الشرق الاوسط.

وقال البعض ان هدف الرئيس الامريكي جورج بوش الحقيقي في عقد مؤتمر أنابوليس بولاية ماريلاند الامريكية كان إنقاذ صورته بعد فشله في العراق وأفغانستان أو لاقناع الدول العربية بأن خصمهم اللدود هي ايران وليس اسرائيل. بحسب رويترز.

وقال عصام العريان العضو القيادي بجماعة الإخوان المسلمين المصرية، الفشل في أنابوليس أصبح واضحا الآن. سيعود (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس الى فلسطين دون أي شي. وتابع، كان المؤتمر يهدف الى تحقيق علاقات عامة والمشاركون كانوا مرغمين على المشاركة.

أما وزير الاتصالات اللبناني السابق عصام نعمان فكتب في صحيفة الاخبار المعارضة، نجحت أمريكا رغم كل الصعوبات والعوائق في جر العرب الى مهرجان للكلاملوجيا الدبلوماسية أعلنت من فوق منبره بالفم الملآن وأمام العالم أجمع أنا بوليس الشرق الاوسط المسؤول عن أمنكم واستقراركم فحذار المراوغة والمشاغبة. اسرائيل ليست عدوا.. ايران هي العدو.

وقال غسان شربل رئيس تحرير صحيفة الحياة ان الدول العربية توجهت الى أنابوليس دون أوهام. وكتب في مقال افتتاحي، يعرفون أن اسرائيل تريد التفاوض من دون أن تكون جاهزة لدفع ثمن الحل. ويدركون أن المفاوض الاسرائيلي سيطالب السلطة الفلسطينية بما لا تستطيع تقديمه.

وتساءل العرب عما اذا كان بوش سيضغط على اسرائيل بالدرجة الكافية لوقف احتلال أراض فلسطينية وبناء مستوطنات عليها.

وقالت صحيفة جالف توداي الناطقة بالانجليزية والتي تصدر في الامارات العربية المتحدة، الفلسطينيون... يريدون خطوات واقعية على الارض ومن هنا تواجه الولايات المتحدة التحدي اذا كانت مهتمة بحق في انقاذ مصداقيتها التي فقدتها.

وشكك محمد السيد سعيد نائب مدير مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة في مدى فهم بوش للشرق الاوسط والتزامه بالسلام.

وقال، انه (بوش) منحاز تجاه اسرائيل وفي كلمته فسر مشاكل المنطقة فقط بالاشارة الى من يعتبرهم متعصبين أو متطرفين.

وحثت صحيفة الوطن السعودية واشنطن على الضغط على حليفتها اٍسرائيل بدلا من الضغط على الطرف الذي عرض حلا في اشارة الى خطة السلام التي قدمتها السعودية من قبل وتدعو الى علاقات كاملة مع اٍسرائيل اذا عادت الى حدود 1967.

وقالت صحيفة الرياض السعودية في مقال افتتاحي، الدعوة للتطبيع بين الطرفين عندما تطرح قبل الاتفاق على الحلول هي مقدمة لفشل قادم.

وسخر الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد من المشاركة العربية في المؤتمر. وقال، اليوم نشهد كيف خسر الناس سمعتهم وكيف ضحت الحكومات بسمعتها وهذا الاجتماع لم يحقق أدنى انجاز لمن نظموه. وقالت صحيفة كيهان الدولية الايرانية ان المشاركين العرب كانوا ببساطة، ديكورا في مسرح أمريكي.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 1 كلنون الاول/2007 - 20/ذوالقعدة/1428