انتخابات نقابة الصحفيين بمصر: المعارضة والموالاة تناديان بالحقوق المهنية

شبكة النبأ: رغم انقسام الاتجاهات الانتخابية لدى اختيار نقيب الصحفيين في مصر بين معارض وموال للحكومة إلا ان الجميع اتفق على الاستمرار بالمناداة من اجل حرية تداول المعلومات والغاء القوانين التي تتيح معاقبة الصحفيين وسجنهم.

وأدلى بضعة ألوف من الصحفيين المصريين بأصواتهم لإنتخاب رئيس لمجلس نقابة الصحفيين و12 عضوا للمجلس في منافسة دارت تحت شعار لا لحبس الصحفيين.

وصدرت أحكام قضائية بحبس 11 صحفيا على الاقل خلال الشهرين الماضيين بينهم أربعة رؤساء تحرير صحف مستقلة ورئيس تحرير صحيفة حزبية بتهم تراوحت بين إهانة الرئيس حسني مبارك ونشر أخبار كاذبة.

ويقول مكرم محمد أحمد الفائز بمنصب نقيب الصحفيين المصريين انه ضد حبس الصحفيين لكنه سيسعى للحيلولة دون حبسهم من خلال التفاوض مع المسؤولين في الحكومة والحزب الوطني الديمقراطي الحاكم.

ويقول معارضون ان أحمد رشح للمنصب من قبل رئاسة الدولة. لكن مبارك قال بلسان المتحدث باسمه سليمان عواد انه لا يساند مرشحا بعينه للمنصب.

لكن رئيس مجلس الوزراء أحمد نظيف اجتمع مع أحمد وقال المرشح عقب الاجتماع أنه تقررت زيادة بدل نقدي شهري تصرفه الحكومة للصحفيين الى 530 جنيها (100 دولار). وكان البدل قبل الزيادة 330 جنيها. بحسب رويترز.

وقال صحفيون معارضون ان الزيادة في البدل النقدي هي رشوة للصحفيين لينتخبوا أحمد الذي يطالب أيضا بمنع مظاهرات المعارضين لمبارك على درج مبنى النقابة.

وخاض المعركة الانتخابية باسم المعارضة رجائي الميرغني نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الاوسط التي تديرها الدولة مطالبا بالضغط من أجل وقف تام لتطبيق بنود قانون العقوبات التي تجيز حبس الصحفيين في قضايا النشر.

مكرم محمد يفوز بمنصب نقيب الصحافيين 

وفاز الكاتب الصحفي بجريدة الاهرام المصرية مكرم محمد أحمد بمنصب نقيب الصحافيين المصريين خلفا للنقيب جلال عارف الذى انتهت مدته القانونية فى الانتخابات التى جرت بمقر نقابة الصحافيين بالقاهرة.

وحصل مكرم خلال العملية الانتخابية على أغلبية ساحقة من عدد الأصوات التى حضرت الجمعية العمومية وبلغت 3582 ناخب بنسبة حضور بلغت 3ر70 بالمائة وهى أعلى نسبة فى تاريخ انتخابات نقابة الصحافيين.

ولم يعلن بعد اسماء 12 عضوا من بين 77 مرشحا غير أن المؤشرات أشارت الى بروز أسماء ووجوه جديدة من الصحافيين الشبان الى دائرة الضوء.

وفي أول تصريح له قال مكرم محمد أحمد لـ ( كونا ) أنه ملتزم بتطبيق برنامجه الانتخابى والمتضمن اعادة هيكلة الاجور واصدار قانون بحرية تداول المعلومات يأخذ فى الاعتبار رأى نقابة الصحافيين بما يحقق حق كل صحفى فى الحصول على المعلومات من مصادرها.

واضاف انه يعطى اهمية كبرى لتفعيل ميثاق الشرف الصحفى وتطبيق نصوصه من خلال اللجان التى نص عليها قانون النقابة مؤكدا أنه يجب على النقابة أن يكون لها دور فعال فى انضباط الشارع الصحفى.

ووعد النقيب الجديد فى تصريحه بحل المشكلة التى تؤرق الوسط الصحفى حاليا والناجمة عن احالة خمس رؤساء تحرير للمحاكمة فى قضايا النشر اضافة الى محاولة تسوية الأحكام الصادرة بالحبس فى جرائم نشر سابقة فى اطار من المصالحة الجديدة بين الحكومة والصحافة. كما تعهد بأن يكون نقيبا لجميع الصحافيين بمختلف المؤسسات الصحفية القومية والحزبية والخاصة مشيرا الى ان أول عمل سيقوم به هو الدعوة لمؤتمر لشباب الصحافيين واجراء حوار معهم باعتبارهم مستقبل المهنة.

وحول الخدمات الجديدة التى سيقدمها النقيب الجديد قال، انه سيسعى الى اعادة هيكلة الأجور لتحسين الدخول ووضع أدنى لائق للصحفي الشاب اضافة الى توفير جهاز كمبيوتر محمول لكل صحفي من خلال دورات تدريبية وتأهيلية تعقدها النقابة بالتعاون مع المجلس الأعلى للصحافة.

ولفت احمد الى أهمية زيادة معاشات الصحفيين وانشاء صندوق زمالة يمول جراحات مرضى الكبد من الصحفيين اضافة الى برنامج للرعاية الصحية وخدمات الاسكان والرعاية الاجتماعية.

وجرت انتخابات نقابة الصحافيين في مقر النقابة الرئيسي وسط القاهرة وبمقرها الفرعي بالإسكندرية وتنافس فيها خمسة مرشحين على منصب النقيب أبرزهم مكرم محمد أحمد ورجائي الميرغني.

كما تنافس على مقاعد أعضاء المجلس 77 مرشحا منهم 9 من أعضاء المجلس القديم و11 سيدة كأكبر عدد من المرشحات السيدات لعضوية المجلس طيلة تاريخ النقابة المصرية.

وشهد الوسط الصحافي المصري حالة واسعة من الجدل في أعقاب لقاء جمع بين مكرم محمد أحمد المرشح لمنصب النقيب ورئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد نظيف أعلن بعدها مكرم موافقة رئيس الوزراء على دعم البرنامج الانتخابي له بعدد من الإجراءات في مقدمتها الموافقة على زيادة "بدل التكنولوجيا".

والتي سيحصل بموجبها الصحافيون على زيادة شهريه بمعدل 200 جنيه مصر في زيادة هي الأعلى من نوعها منذ اقرار الدولة حصول الصحافيين على هذا الدعم قبل سنوات.

وكان اللافت للنظر في هذه المعركة الانتخابية ان غالبية برامج المرشحين بدت متشابهة الى حد كبير في مضمونها فاستندت على محاور أهمها التصدي للحبس في قضايا النشر وهو ما شكل قاسما مشتركا خاصة بعد صدور أحكام بالحبس على خمسة رؤساء تحرير وستة صحافيين آخرين.

يذكر أن نقيب الصحافيين الجديد الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد يبلغ من العمر 75 عاما وسبق له رئاسة مجلس ادارة دار الهلال ورئيس تحرير مجلة المصور الاسبوعية عام 1980 كما تولى منصب النقيب ثلاث دورات سابقة من عام 1989 حتى عام 1991 ومن عام 1991 حتى عام 1993 وبعد احالته للتقاعد من مؤسسة دار الهلال أصبح كاتبا متفرغا بمؤسسة الأهرام .

وبدأ احمد مشواره الصحفي محررا بصحيفة الاخبار ثم مديرا لمكتب الاهرام بالعاصمة السورية دمشق من عام 1959 حتى عام 1960 ومراسلا عسكريا باليمن عام 1967 ورئيس قسم التحقيقات الصحفية بالاهرام وتدرج حتى وصل لمنصب مساعد رئيس التحرير ثم مدير التحرير بالاهرام.

مرشحو الصحف الكبرى يكتسحون انتخابات النقابة

واكتسح مرشحو الصحف المصرية الكبرى انتخابات نقابة الصحفيين محققين الفوز بمنصب النقيب و10 مقاعد في مجلس النقابة الذي يتكون من 12 مقعدا.

ويوجد في النقابة جدول لقيد الصحفيين الذين يعملون تحت التمرين ولا يحق لهم التصويت الا بعد انتقالهم الى جدول الصحفيين المشتغلين.

وفاز بعضوية مجلس النقابة محمد خراجة وهو عضو في المجلس المنتهية ولايته وهاني عمارة وعلاء ثابت من صحيفة الاهرام المسائي التي تصدر عن مؤسسة الاهرام وعبد المحسن سلامة من صحيفة الاهرام أهم وأقدم صحف المؤسسة.

وفاز من دار أخبار اليوم التي تملكها الدولة أيضا حاتم زكريا وهو عضو سابق في مجلس النقابة وعبير سعدي وياسر رزق ومحمد عبد القدوس. والأخيران عضوان في المجلس المنتهية ولايته.

لكن عبد القدوس ينتمي الى الاخوان المسلمين وينشر مقالاته السياسية في صحف مستقلة وحزبية. ويرأس رزق مجلة الاذاعة والتلفزيون التي يصدرها اتحاد الاذاعة والتلفزيون.

وفاز من مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر التي تملكها الدولة أيضا يحيى قلاش السكرتير العام لمجلس النقابة المنتهية ولايته وجمال عبد الرحيم.

وشغل المقعدين الباقيين جمال فهمي من صحيفة العربي الناطقة بلسان الحزب العربي الديمقراطي الناصري وصلاح عبد المقصود من صحيفة لواء الاسلام وهو عضو بارز في جماعة الاخوان المسلمين.

ونافس على عضوية المجلس 77 مرشحا من مختلف الصحف. ومؤسسة الاهرام ودار أخبار اليوم ودار التحرير للطبع والنشر هي أكبر ثلاث مؤسسات صحفية في مصر. ودارت المنافسة الانتخابية تحت شعار "لا لحبس الصحفيين".

وقال عبد الحليم قنديل أحد رؤساء التحرير الذين صدرت ضدهم أحكام بالحبس لرويترز، انه يعتقد أن الحكومة ضغطت من أجل انجاح أحمد "ليستمر الحبس في قضايا النشر."

ولم ينفذ أي من الاحكام التي صدرت بحبس صحفيين لانها جميعا في مرحلة الاستئناف. لكن من صدرت ضدهم دفعوا كفالات تقدر بألوف الدولارات لوقف تنفيذ العقوبة.

وتقول الصحف المستقلة والحزبية ان أحكام الحبس هي جزء من حملة هدفها اسكات الاصوات التي تنتقد الحكومة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 25 تشرين الثاني/2007 - 14/ذوالقعدة/1428