بوتين يحتال على الدستور من اجل رئاسة ثالثة في روسيا

اعداد/ صباح جاسم 

شبكة النبأ: رغم التحفظات التي تبديها جهات داخلية وكذلك حكومات وشركات اجنبية على سجل بوتين الديمقراطي فانها تنظر اليه كشخصية معروفة يمكن التعامل معها خاصة في الظروف الحالية التي لا يتوفر فيها خليفة واضح لروسيا.

ورغم ان الدستور الروسي يمنع الترشيح لولاية ثالثة الا انه من المرجح ان بوتين  سيتفادى ذلك بان يفسح الطريق لرئيس جديد على ان يعود لخوض الانتخابات التالية في عام 2012، او قبل ذلك اذا لم يكمل من سيخلفه مدة رئاسته بالكامل. والبديل الاخر ان يترك منصبه ويحتفظ بنفوذه في منصب اخر ربما كرئيس للوزراء.

وقال مصدر قريب من الكرملين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكنه خوض انتخابات الرئاسة العام المقبل اذا ما استقال مبكرا للالتفاف حول الحظر على تولي الرئاسة ثلاث فترات متتالية.

وكان بوتين قد أعلن انه سيترك منصبه العام المقبل ويسلم المسؤولية لغيره. وقال متحدث باسمه إن موقفه لم يتغير ولكن مصدرا له صلة بالكرملين قال لرويترز، إن أفرادا في الفريق المعاون له يطرحون خيار استغلال الثغرات القانونية.

ووفق هذا السيناريو يمكن ان يعلن بوتين استقالته مبكرا ربما في الشهر المقبل ليتولى رئيس وزرائه فيكتور زوبكوف منصب الرئيس المؤقت ويخوض بوتين انتخابات الرئاسة المقررة في مارس اذار 2008.

وقال الكسندر سوخين رئيس أكبر جماعة ضغط في قطاع الاعمال لمجلة اتوجي الروسية، من الممكن أن يخوض بوتين انتخابات الرئاسة في عام 2008. وتابع، ليس هناك حاجة لتعديل الدستور. لازالت هناك ثغرات في القانون.

وينص الدستور الروسي على انه لا يمكن لنفس الشخص شغل منصب رئيس روسيا الاتحادية لاكثر من فترتين متتاليتين. لكن السيناريو الذي يطرحه سوخين واخرون يتيح لبوتين العودة لمنصبه القديم بعد اسابيع فقط من استقالته.

وينص القانون الاتحادي الخاص بانتخابات الرئاسة على ان الرئيس الذي يترك منصبه قبل نهاية ولايته لا يمكنه ان يترشح في الانتخابات التي يتم الدعوة لها نتيجة توقفه عن ممارسة سلطاته قبل الموعد المحدد.

وهنا تكمن الثغره اذ لا يتضمن القانون اي قيود علي خوض الرئيس انتخابات يتم الدعوة اليها لسبب اخر غير تركه منصبه مبكرا.

وفي حالة استقالة بوتين بعد الاعلان رسميا عن انتخابات الرئاسة ومن المقرر ان يحدث ذلك في 26 نوفمبر تشرين الثاني فانه بذلك سيشارك في انتخابات مقررة.

وقال مصدر على صلة بمؤسسة الرئاسة، بدأت مهمة تأمين فترة ثالثة. من بين عدة بدائل اختير بديل يستغل هذه الثغرة. ولكن المصدر اضاف،  لم يتخذ بوتين قرارا نهائيا بعد... ليس بوتين الذي يفعل ذلك بل معاونوه ...لم يتخذ بوتين قراره بعد.

مسؤول روسي ينفي استحداث اي منصب جديد لبوتين

وفي سياق متصل  اعلن النائب الاول لرئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف  ان اي منصب جديد لن يتم استحداثه لفلاديمير بوتين بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في اذار/مارس المقبل وفي حال واصل اداء دور سياسي فسيقوم بذلك انطلاقا من منصب نص عليه الدستور. بحسب رويترز.

وقال ميدفيديف ردا على سؤال حول الشكل الذي قد يتخذه الدور السياسي لبوتين بعد انتهاء ولايته في ايار/مايو 2008 ، لدينا رئيس يضمن الدستور وحكومة قوية وبرلمان ونظام قضائي. واضاف خلال لقاء مع صحافيين اجانب، اذا اراد الرئيس مواصلة العمل فسيكون ذلك عبر منصب لحظه الدستور.

وواظب بوتين على التأكيد انه يرفض تعديل الدستور واعلن مرارا انه سيغادر الكرملين عام 2008 مع احتفاظه بدور سياسي.

ومنذ اسابيع تشهد انحاء البلاد تظاهرات تحضه على "البقاء للزعيم الوطني" لروسيا. وتتهم المعارضة الكرملين والادارات المحلية بتحريك هذه الدعوات. ويترأس بوتين قائمة حزب روسيا الموحدة الحاكم للانتخابات التشريعية المقررة في الثاني من كانون الاول/ديسمبر. وحاز الحزب في اخر استطلاع للرأي اجراه معهد "ليفادا" المستقل على 67 في المئة من نوايا الناخبين.

حركة نسائية تحث زوجة بوتين على الترشيح للرئاسة

من جهة اخرى  قالت صحيفة روسية ان حركة نساء روسية حثت سيدة روسيا الاولى ليودميلا على ترشيح نفسها في انتخابات الرئاسة العام المقبل عندما يتقاعد زوجها ولكن بعض الساسة قالوا انهم يعتقدون ان هذه الحركة حيلة دعائية.

ولم تبد سيدة روسيا الاولى التى تتحاشي اجهزة الاعلام اي طموح سياسي ولكن هذه الفكرة هي الاحدث في سلسلة من المقترحات التي طرحها انصار الرئيس فلاديمير بوتين للحفاظ على نفوذه بعد انتهاء فترة رئاسته الثانية. بحسب رويترز.

وناشدت حركة مقرها ساحل روسيا المطل على المحيط الهادي وتطلق على نفسها اسم نساء فلاديفوستوك سيدة روسيا الاولى على ان تحذو حذو الارجنتين حيث تم انتخاب كريستينا فرنانديز دي كيرشنر الشهر الماضي رئيسة للبلاد خلفا لزوجها نيستور.

وقامت حركة منفصلة غير رسمية ترفع شعار"من اجل بوتين" بتنظيم تجمعات حاشدة في شتى انحاء البلاد خلال الاسابيع القليلة الماضية لحث بوتين على البقاء . ويقول منتقدو بوتين ان هذه التجمعات ليست عفوية ولكن من ترتيب المسؤولين.

ونقلت صحيفة كوميرسانت عن ساسة اقليميين في فلاديفوستوك قولهم انهم يعتقدون ان الحملة الرامية الى انتخاب سيدة روسيا الاولى حيلة دعائية من جانب حركة نساء فلاديفوستوك التي تخوض انتخابات محلية الشهر المقبل.

ونقلت الصحيفة عن الحركة قولها في رسالة مفتوحة ان " ليودميلا زوجة مثالية ونشطة اجتماعية جدا ايضا. "وهي تمثل بلادنا بكرامة خلال رحلات الرئيس للخارج. في حقيقة الامر هي بالفعل سياسية محنكة."

المعارضة الروسية تحذر من عدم إرسال مراقبين أوروبيين

من جهتها حذرت أحزاب المعارضة الروسية من أن قرار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) عدم إرسال مراقبين إلى الانتخابات البرلمانية الروسية الشهر المقبل سيسمح للسلطات بتزوير النتائج.

وقال زعيم حزب روسيا الأخرى جاري كسباروف إن الانتخابات تحولت إلى سحابة دخان تخفي حكومة متسلطة. فيما عبر الاتحاد الأوروبي عن أسفه لهذه التطورات.  وكانت المنظمة قد ردت قرارها إلى عدم التعاون من قبل موسكو خاصة في منح تأشيرات الدخول للمراقبين. بحسب رويترز.

وكانت منظمة الامن والتعاون في اوروبا قالت انها لن ترسل مراقبين للاشراف على الانتخابات البرلمانية في روسيا بسبب عدم منح موسكو تأشيرات لموظفيها.

وافادت المنظمة ان قرارها يعود "لتأخر السلطات الروسية ولفرضها قيود" على المراقبين الذين من المفترض ان يشرفوا على الانتخابات.

واتهمت المنظمة موسكو بفرض ما سمته بـ"القيود غير المسبوقة على طلبها مراقبة الانتخابات النيابية"، في الوقت الذي رفضت فيه روسيا هذه الاتهامات الموجهة اليها.

ومن المتوقع ان تفوز الاحزاب الموالية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعلى رأسها حزب روسيا المتحدة، في الانتخابات التي ستجرى في 2 دسمبر/ كانون الاول المقبل.

في المقابل، حاولت موسكو التقليل من اهمية اعلان المنظمة الاوروبية اذ قال مخائيل كامينين الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ان "منظمة الامن والتعاون في اوروبا لها الحق باتخاذ القرارات التي تريدها".

كما قال وزير الخارجية الروسي في بيان له ان "المنظمة الاوروبية اخترعت حجة اسمها صعوبة الحصول على تأشيرات من اجل الغاء مهمتها في روسيا".

اما واشنطن، فقد عبرت عن قلقها من استمرار موسكو بوضع قيود على مهمة مراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا.

وفي السياق ذاته، افاد مراسل بي بي سي في موسكو جيمس روجرز ان الغاء المنظمة الاوروبية لمهمة مراقبة الانتخابات التشريعية في روسيا سيحرم موسكو من مسح تعتمد عليه الحكومات الغربية للتأكد ان الانتخابات جرت بشكل حر وعادل.

70 مراقبا فقط

وفي رسالة ارسلها فرع مراقبة الانتخابات في منظمة الامن والتعاون في اوروبا الى اللجنة المشرفة على الانتخابات اسفت فيها للـ"التأخير وللقيود المفروضة على طالبي التأشيرات ما يجعل المنظمة غير قادرة على القيام بمهمتها".

وكانت وكالة رويترز للانباء قد افادت في وقت سابق من هذا الاسبوع ان رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات حمل "المراقبين الدوليين مسؤولية عدم الحصول على تأشيرات بسبب تأخرهم بابراز المستندات اللازمة للحيازة على تأشيرات".

يذكر ان موسكو كانت قد ارسلت الشهر الماضي رسالة الى المنظمة الاوروبية طلبت فيها صلاحية ابداء الرأي في اللجنة التي قد توكل مراقبة الانتخابات.

كما طلبت موسكو الا يتعدى عدد المراقبين 70 شخصا وهو عدد اقل بكثير مما كان قد ارسل خلال الانتخابات النيابية التي جرت منذ اربعة اعوام والتي ارسل 465 مراقبا للاشراف على سيرها.

مسلمون روس ينضمون للحملة الانتخابية المؤيدة لبوتين

وبارك كبار رجال الدين المسلمين في روسيا خطط اقامة حركة اسلامية تقدم الدعم للرئيس فلاديمير بوتين منضمين الى حملة تنتشر في كافة انحاء البلاد قبل انتخابات الرئاسة المقررة في الثاني من مارس اذار القادم.

وانضم مجلس المفتين في روسيا وهم كبار رجال الدين الذين يمثلون التيار السائد بين التجمعات الاسلامية في روسيا الى الحملة في اجتماع للمجلس. بحسب رويترز.

وقال بيان صحفي نشر على موقع المجلس على الانترنت، يساند المجلس مبادرة المركز الثقافي الاسلامي بانشاء حركة شعبية باسم 'مسلمون مؤيدون للرئيس بوتين' .

واضاف، المجلس يبارك قيام مدير المركز عبد الواحد نيازوف بتنظيم الحركة وجعلها جزءا من حركة عموم روسيا الشعبية المساندة لبوتين.

وتوصل المفتون الى قرارهم بعد اسبوع من لقاء بوتين مع رئيس مجلسهم رافيل جاينوتدين لدعوة مسلمي روسيا للمشاركة في الانتخابات البرلمانية يوم الثاني من ديسمبر كانون الاول المتوقع ان يفوز فيها حزب روسيا المتحدة الرئيسي المؤيد للكرملين.

وتنسق التجمعات الاسلامية الرئيسية في روسيا مع الكرملين في محاولته تفادي انتشار الجماعات المتطرفة التي ظهرت خلال الحروب الانفصالية في جمهورية الشيشان المسلمة اساسا في اعوام التسعينات.

واكد بوتين اكثر من مرة على ان القتال ضد الانفصالية الشيشانية لا علاقة له بالاسلام. وتتمتع التجمعات الاسلامية المعتدلة ذات الصلة بالحكومة بمكاسب كبيرة في روسيا تميزها عن الجماعات الاسلامية الاخرى.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 24 تشرين الثاني/2007 - 13/ذوالقعدة/1428