
شبكة النبأ: الاجواء في ايران تعيد
الى الاذهان تلك التي شهدتها بغداد في الاشهر التي سبقت الحملة
الامريكية على العراق العام 2003 حيث ان وقت الدبلوماسية والضغط
العقوباتي يكاد يقترب من النفاد وسط تصاعد حدة المواجهة بين ايران
وامريكا. وما بين هذا وذاك يقف الروس مراقبين عن كثب (ايجابيات) ما
سيجنونه من تزايد التورط الامريكي في الشرق الأوسط.
وقالت صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية ان الروس باتوا مقتنعين بأن (صوت
الاحذية العسكرية يرتفع)، منذرين بضربة ضد ايران واكدت انهم اسروا
بمخاوفهم هذه الى السعوديين، محذرين من تهديدات ستطال منشآتهم النفطية.
ونقلت الصحيفة عن وزير الشؤون الاجتماعية السعودي عبد المحسن العكاس
ان (المواجهة باتت وشيكة)، فيما ذكرت نقلا عن رحاب مسعود المساعد الاول
لمستشار الامن القومي السعودي الامير بندر بن سلطان ان (لهجة الرئيس
جورج بوش توحي بانه حسم خياره وقراره ولن يغادر البيت الابيض قبل ان (
يعالج) الازمة النووية الايرانية).
وذكرت لوفيغارو عن دبلوماسي غربي في الرياض قوله، عندما تسأل
السعوديين عن ايران يجيبونك : الايرانيون في العراق ولبنان وفلسطين
وسورية.
وقالت الصحيفة ان السعوديين قلقون من تغلغل ايراني في صفوف الاقلية
الشيعية التي تنتشر في المناطق الغنية بالنفط في المملكة.
وابلغ العكاس الصحيفة الفرنسية قلقه من ضربة انتقامية ايرانية في
حال تعرضها لهجوم امريكي وقال، اذا اراد الايرانيون ايذاء واشنطن،
سيعملون على وقف الامدادات النفطية عبر ضرب مرفأ الابقيق اومصفاة رأس
التنورة. وهو ما اعتبرته الصحيفة سبب الحذر السعودي الشديد الذي
تلتزمه حيال اي مواجهة مع طهران، معززة ذلك بقول دبلوماسي فرنسي: عندما
نقترح على السعوديين اعلانا مشتركا حول النووي الايراني يرفضون!.
المسؤولون العسكريون الامريكيون لا
يستعجلون هجوماً على إيران
وبخلاف الرئيس جورج بوش، لا يستعجل المسؤولون العسكريون الامريكيون
الكبار عملا عسكريا ضد ايران، ويحاولون تبديد المخاوف من هجوم وشيك على
طهران.
وكان بوش لوح الشهر الفائت بضربة عسكرية متحدثا عن خطر اندلاع حرب
عالمية ثالثة في حال تمكنت ايران من تصنيع اسلحة نووية.
ولم تمض بضعة ايام حتى اكد نائب الرئيس ديك تشيني لأحد مراكز
الابحاث في واشنطن، لن ندع ايران تمتلك اسلحة نووية. بحسب فرانس برس.
ولكن المسؤولين العسكريين الامريكيين الكبار يؤكدون ان عملا عسكريا
ضد ايران هو آخر تدبير يمكن اللجوء اليه كونه يهدد بتعقيد مهمة القوات
الامريكية المستنفرة بقوة في العراق وافغانستان.
وفي هذا السياق، شدد الاميرال وليم فالون قائد العمليات العسكرية
الامريكية في الشرق الاوسط في حديث الى صحيفة فاينانشيال تايمز ان
التعامل مع الملف الايراني يشكل »تحديا«.
واضاف، ان الامور تزداد تعقيدا مع استمرار نشر مقالات تتوقع حربا
بين يوم وآخر، الامر الذي لا يعكس النهج الذي نريد تبنيه. وتابع فالون
عموما، لا تنطوي التعليقات المنذرة بالحرب على فائدة كبرى.
شكوك في امكانية الهجوم
ومنذ تولى مهماته في الاول من اكتوبر، ابدى الاميرال مايكل مولن
القائد الجديد لهيئة اركان الجيوش المشتركة شكوكا حيال عمل عسكري ضد
ايران.
وقال في الاونة الاخيرة امام خبراء في مجال الدفاع، علينا ان ندرك
الاخطار التي تواجهنا اذا خضنا ايا من انواع الصراع في بلد من العالم
الثالث، في هذه المنطقة من العالم. وبدوره، يحرص وزير الدفاع روبرت
غيتس على التكرار ان ضغوطا اقتصادية على طهران تظل الحل الامثل.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جوف موريل ان مهاجمة ايران خيار بديل
في حال قامت بتصرف غبي. وتدارك، لكننا نركز جهودنا حتى الان على
العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية، حتى لو لم تبد طهران استعدادا
للتخلي عن برنامج تخصيب اليورانيوم.
وفي موازاة ذلك، لا ينفك الجيش الامريكي يدلي بتصريحات ويتخذ خطوات
تساعد في تبديد التوتر بين ايران وواشنطن.
فالامريكيون افرجوا أخيرا عن تسعة ايرانيين اوقفوا في العراق بتهمة
دعم التمرد العراقي، معتبرين انهم ما عادوا يشكلون اي تهديد على الامن
في العراق. وفي بغداد، يتحدث العسكريون عن توجه يوحي بتراجع ارسال
الاسلحة الايرانية الى العراق.
واكد المسؤول الثاني في الجيش الامريكي في العراق الجنرال راي
اودييرنو انه لاحظ تراجعا متواصلا منذ ثلاثة اشهر في استخدام العبوات
الناسفة الايرانية، رغم اعتباره انه »من السابق جدا لاوانه«القول ان
طهران اوقفت ارسال الاسلحة الى العراق.
نجاد: ايران ستكون مستعدة اذا تعرضت
لهجوم
من جهته قال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ان ايران مستعدة للرد
اذا تعرضت لهجوم لكنه هَوَن من احتمال خوض حرب مع الولايات المتحدة.
وكان أحمدي نجاد يتحدث خلال زيارة للبحرين جاءت في ظل تزايد المخاوف
في الخليج من أن الولايات المتحدة قد تنفذ عملا عسكريا ضد ايران رغم أن
واشنطن تقول انها ملتزمة بالتوصل لحل دبلوماسي لازمة بشأن طموحات طهران
النووية.
وقال أحمدي نجاد عبر مترجم، لا نريد أي حرب في هذه المنطقة لكن من
جهة أخرى فقد أعددنا العدة ولو أن هناك أي شبهات بشأن هذه المسألة فنحن
على استعداد. بحسب رويترز. وقال للصحفيين، أُريد أن أؤكد مرة أخرى أننا
لا نعتقد أنه ستكون هناك حرب في المنطقة. ولم يُبد أسبابا لذلك.
وكان أحمدي نجاد قد أبلغ قناة العربية التلفزيونية في وقت سابق أن
الولايات المتحدة ليس لديها أي مبررات سياسية أو اقتصادية أو عسكرية
للهجوم ووصف الجيش الأمريكي بأنه "رث".
وفي تقرير لها قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران باتت
أكثر تعاونا في تحديد معالم أنشطتها النووية لكنها لم تجب بعد عن أسئلة
مهمة. وتقول واشنطن ان الكشف عن جوانب من البرنامج النووي ليس كافيا
وتسعى لفرض عقوبات جديدة على طهرا.
وجادل أحمدي نجاد في مسألة تسمية المواجهة مع الغرب بأنها أزمة وقال
ان ايران تعاونت بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال، لا
نشعر بأن هناك أزمة في المنطقة...وكذلك دول المنطقة... نعتقد أن الازمة
في واشنطن.
وذكر أحمدي نجاد أنه أجرى محادثات بشأن قضايا ثنائية واقليمية
ودولية مع شخصيات من العائلة المالكة وسياسيين في البحرين لكن لم تعلن
مبادرة جديدة للحد من التوتر. ودعا وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد
بن أحمد ال خليفة لمزيد من الدبلوماسية.
وستكون دول الخليج من بين أكثر المتضررين اذا نشب صراع بين ايران
والغرب. وتحذر هذه الدول بشكل مستمر من نشوب حرب.
انحسار المتفجرات الإيرانية الصنع
يحير واشنطن
من جهة اخرى وفي وقت يتوعد الرئيس الامريكي بتشديد الضغوط على
ايران بشأن ملفها النووي، يثير انحسار الاعتداءات التي تقع في العراق
والتي تستخدم فيها اسحلة مصنعة في ايران حيرة القادة العسكريين
الامريكيين.
ويعتبر وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس وغيره من كبار المسؤولين
العسكريين ان الوقت ما زال مبكرا لاستخلاص العبر من التراجع المسجل منذ
ثلاثة اشهر في استخدام متفجرات خارقة للدروع وأسلحة اخرى مصنعة في
ايران في اعتداءات في العراق. بحسب رويترز.
غير ان الجنرال جيمس سيمونز احد كبار ضباط القيادة الامريكية في
العراق اعتبر ان ايران تلتزم على ما يبدو بالوعد الذي قطعته لرئيس
الوزراء العراقي نوري المالكي بالمساعدة على وقف تدفق الاسلحة الى
العراق.
وان كان بعض كبار مسؤولي الدفاع في واشنطن يرون بعض المبالغة في
استنتاجات الجنرال سيمونز، الا انه من المؤكد بنظرهم ان تدفق الاسلحة
القادمة من ايران الى العراق انحسر ان لم يكن توقف.
وتراجع عدد الهجمات بواسطة المتفجرات الخارقة للدروع من 99 اعتداء
في يوليو الى 53 في اكتوبر. اما العبوات التي تم اكتشافها اخيرا في
مخابئ اسلحة في العراق، فلا شك انها كانت اودعت فيها حين حصل المالكي
على الوعد الايراني اثناء زيارته الى طهران في اغسطس.
والسؤال المطروح الان هو ان كان الايرانيون توقفوا فعلا عن ارسال
هذه الاسلحة الى العراق والاسباب التي دفعتهم الى ذلك، وان كان الامر
يؤشر الى تغيير شامل في سياسة طهران ام مجرد هدنة مؤقتة.
ورأى مسؤول امريكي كبير في وزراة الدفاع »لم نصل بعد الى هذا الحد«،
داعيا الى التريث قبل استخلاص العبر »ولو اننا نأمل بالطبع ان يكون
الايرانيون قرروا الوفاء بالتزاماتهم حيال حكومة المالكي«.
ويفضل المسؤولون الامريكيون لزوم الحذر معتبرين ان الامر اجمل من ان
يكون حقيقة، ويذكرون بهذا الصدد بماضي ايران التي عملت على تدريب
وتسليح متطرفين من الشيعة قاموا بعدها بقتل جنود امريكيين.
وذكر مسؤول عسكري كبير طالبا عدم كشف هويته بانه من المؤكد انهم
مارسوا نفوذا سلبيا في الماضي وساهموا في قتل جنود عراقيين وامريكيين
ومن الائتلاف. واضاف، نود منهم ان يلعبوا دورا سلميا وايجابيا وبناء
اكثر، مقرا بانه ليس هناك حاليا ما يؤشر الى ذلك. |