
شبكة النبأ: يستطيع المتتبع للشؤون
الأمنية في العراق ان يلاحظ تغير واضح وملموس عما كانت عليه الاوضاع
المتدهورة وخصوصا في العاميين المنصرمين من فوضى وإرهاب وعنف طائف،
وتعزى الاسباب الى أمور عدة منها، مشروع المصالحة الوطنية أضافة الى
الحوارات المستمرة بين الاطياف السياسية وعزل الأخرى التي تريد عرقلة
المسيرة السياسية، كذلك ما لخطة فرض القانون من مؤشر واضح في دعم
العملية الأمنية وخصوصا في المناطق الساخنة. خلال الايام القليلة
الماضية تحدثت تقارير صدرت من مراكز الدراسات والصحف الغربية عن تحسن
في الأوضاع الأمنية، ومن جهتها تحاول جماعة المحافظين والأطراف
المتشددة داخل الإدارة الأمريكية الاستفادة من هذا التحسن الذي حدث،
تأكيداً على صحة الخطط التي وضعتها إدارة الرئيس بوش إزاء العراق.
* من أبرز المؤشرات:
تركز الإدارة الأمريكية على مؤشرات عدة، باعتبارها برهانا على دور
وفعالية زيادة عدد القوات الأمريكية الموجودة في العراق:
• انخفاض مستمر في عدد القتلى من المدنيين والعسكريين.
• محاربة تنظيم القاعدة من قبل العناصر المسلحة السنية المسندة من
قبل زعماء القبائل السنية.
• محاربة المجاميع المسلحة والخارجة عن القانون من قبل الحكومة
العراقية.
* حقائق من مسرح الحرب في العراق:
تقول صحيفة آنتي وار الإلكترونية الأمريكية، وغيرها من الصحف
الأمريكية المناهضة للحرب، بأن إدارة بوش ووزارة الدفاع الأمريكية
(البنتاغون) وقيادة القوات الأمريكية الموجودة في العراق، قد تورطت
جميعاً في مخطط إخفاء الأعداد الحقيقية للقتلى الأمريكيين في العراق،
وأكدت هذه الصحف المعارضة أن عدد القتلى الأمريكيين قد تجاوز الـ 15
ألف قتيل، كذلك أشارت إلى أنه إذا استمرت الحرب في العراق وأفغانستان
لفترة العامين القادمين، فإن التكلفة الإجمالية سوف لن تكن أقل من 350
ترليون دولار (3500 مليار).
و تشير المعلومات أيضاً إلى قيام سلطات الاحتلال الأمريكي بالإشراف
على عملية دعم زعماء القبائل والعشائر العراقية، وتحويلهم إلى
متعاملين مع القوات الامريكية بحيث تتمخض عن ذلك عملية السيطرة
المباشرة لأمريكا على الواقع العراقي.
الصعيد الامريكي- الايراني
اما بخصوص الحرب مع ايران فقد كانت تصريحات قائد القيادة الوسطى
الأمريكية التي لمح فيها إلى أن الضربة الأمريكية ضد إيران أصبحت غير
واردة في الوقت الحالي بسبب تعاون إيران مع أمريكا في حفظ أمن
واستقرار العراق.
وفي أشارة بالنسبة للحرب ضد إيران، تقول المعلومات بأن الإدارة
الأمريكية قد استكملت استعداداتها العسكرية وتبقت فقط عملية قيام
الرئيس بوش بالتوقيع على الأمر التنفيذي وإرساله إلى القوات الأمريكية
لكي تقوم بالتنفيذ.
الصعيد التركي - الكردي
وعلى صعيد الوضع الإقليمي، فقد تصاعدت مخاطر اندلاع حرب تركية –
كردية في شمال العراق، وتزايدت احتمالات أن يتحول الصراع العراقي
الداخلي الإثنو-ثقافي والطائفي إلى صراع حول الثروة، لتنشأ بؤرتان
للصراع الداخلي، تتمثلان في العاصمتين النفطيتين العراقيتين:
• البصرة: وسيكون صراع السيطرة عليها بين جيش المهدي وفيلق بدر
وعناصر حزب الفضيلة الشيعي.
• كركوك: وسيكون صراع السيطرة عليها بين الأكراد والعرب والتركمان.
كذلك تقول التوقعات بأن تصاعد الصراع في البصرة وكركوك سوف يؤدي
بالضرورة إلى تصاعد الصراع حول بغداد مرة أخرى.
وتشيبر التحليلات إلى أن عملية "التطهير العرقي" التي نجحت سلطات
الاحتلال الأمريكي في فرضها على البنية المجتمعية العراقية، بحيث أصبحت
توجد مناطق شيعية خالصة وسنية خالصة وكردية خالصة، هذه العملية لن تؤدي
بأي حال من الأحوال إلى الاستقرار والسلام، وذلك لأن الصراع الذي كان
يدور "داخل" مناطق العشائر والقبائل العراقية سوف يتحول إلى صراع "بين"
هذه المناطق، وهو أمر يعيد إلى الساحة العراقية مرحلة حروب القبائل
التي سبق أن اندلعت في الماضي مثل حرب "البسوس" و"داحس والغبراء"
وغيرها..
العراق بين طريقين لا ثالث لهما
المحلل الأمريكي جيم لوبي، في تحليله الذي نشرته وكالة إنتربرس
الأمريكية، تساءل حول مستقبل العراق، ورأى بأن العراق أصبح بين طريقين
لا ثالث لهما:
• طريق التسوية الوطنية: وهو الطريق الذي تحاول الإدارة الأمريكية
تفاديه ووضع العراقيل أمام الأطراف العراقية والإقليمية الراغبة في
السير فيه.
• طريق دولة أمراء الحرب: وهو الطريق الذي بات أكثر احتمالاً، وذلك
بسبب تفضيل إدارة بوش ومن وراءها إسرائيل له.
ويؤكد تحليل جيم لوبي، بأن الإدارة الأمريكية تقوم حالياً بتمويل
زعماء القبائل والعشائر العراقية إلى أمراء حرب، وذلك عن طريق تحويل
قوام بعض العشائر والقبائل العراقية باتجاه النموذج الاجتماعي
الإسبارطي، وعملياً تقوم القوات الأمريكية حالياً بتوفير التدريب
والعتاد والمعلومات الاستخبارية اللازمة لبعض الكيانات القبلية
والعشائرية العراقية التي نجحت سلطات الأمريكي في تجنيد زعمائها.
*المركز الوثائقي والمعلوماتي
مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام
www.annabaa.org
Arch_docu@yahoo.com |