قراءة في كتاب: الشيعة في العالم

الكتاب: الشيعة في العالم

المؤلف: فرنسوا تويال

نقله الى العربية: نسيب عون

الناشر: دار الفارابي

عرض: عدنان عباس سلطان

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ: لقد بدأ العالم على شتى المستويات يدرك القوة والاهمية الاقليمية او الدولية للمسلمين الشيعة ويضع في الحسبان الجغراسي، المكون الاسلامي الشيعي باعتباره وحدة مهمة من الوحدات الاساسية التي تؤثر في المحصلة على الوجه السياسي او الاقتصادي والعلاقات الدولية.

وذلك لان سياسة اللامبالاة والتهميش التي اعتمدت طوال حقب طويلة في النسق السلطوي بات من الجهالة الاستمرار عليها كذلك باتت هذه الوحدة عصية بدرجة كبيرة لمن يسعى في النسق القديم والمختص بالتهميش السياسي او أي من القرارات.

 ويبدو ان هناك تبادلية تاريخية قد ارتقت بالأضعف الى مستوى القوة المتفاقمة في شتى ارجاء العالم وقد اسس على انبثاقها كقوة كامنة علاقات ومصالح وتبادلات دولية سيما وان هذه القوة النشطة متقاسمة واقعيا مع الوحدات الاخرى الشكل والمضمون الجغرافي السياسي هذا إضافة للتاثيرالفعال والمداوم.

فبحسب التقديرات ان عدد المسلمين في العالم مليار ومائتين مليون نسمة وهو الرقم الذي سيؤول الى مليارين خلال العشرين سنة المقبلة وازاء ذلك سيكون لزاما على الجغرافيا السياسية او الجغراسيا ان تضع المسالة الاسلامية بشكل مفصل وان يفهم على ان الاسلام ليس اسلاما واحدا وانما صورة مكعبة أي اسلامات متعددة، ففي العدد الذي ذكرناه يشكل الشيعة من 10ـ 12 بالمئة منه مما يجعل عددهم حوالي مائتي مليون نسمة.

وان اعداد الصراعات التي خاضها الشيعة كالثورة في ايران والحرب الاهلية اللبنانية كانت دافعا قويا باتجاه تصدر المسرح كظاهرة جغراسية والتاثير بالمجتمع الدولي.

يمكن للمراقب للشرقين الادنى والاوسط أي من لبنان الى باكستان ومن طاجكستان الى الخليج ان يرى هناك صراعات يبدو فيها الشيعة من العناصر الفاعلة سواء تعلق الامر بالازمة الافغانية او بالفوضى في جنوب باكستان او بمستقبل الدولة السورية واحداث لبنان او الاستقرار في السعودية او بالصراع من اجل العلمانية في تركيا.

كما تبدو كلمة شيعة دائما في اعمدة الصحف ووسائل الإعلام المتنوعة، واذا كان هناك مجال للشك بضرورة دراسة الشيعة فان الاهمية الدبلوماسية الايرانية العاملة على نشر الشيعة والدفاع عنها تكفي للاقتناع بهذه الضرورة ويمكن الاشارة الى ان منطقة الخليج التي تحتوي على ثلاثة ارباع المخزون النفطي العالمي الاحتياطي يسكنها حوالي 70ـ بالمائة من الشيعة ، واذن فان الشيعية هي قلب الكثير من الصراعات ذات الطابع الاقليمي او الدولي.

ان الدخول في معرفة النفوذ الشيعي في العالم يستدعي معرفة تاريخية للاطلاع على الآليات التي يسرت عودة الشيعة الى مقدمة المسرح السياسي الدولي، وان هذه العودة عودة دائمة كما تشير جميع الدلائل مهما كانت التحركات الشيعية ومستقبلها في ايران او لبنان او افغانستان.

فالشيعة منذ القرن السادس عشر مذهب اقليات ومستبعدين ومضطهدين وفي الوقت نفسه ومع حيوية تطورها نمت نظرة رئيوية ونهائوية للعالم والتاريخ. انها ديانة آخروية تعتقد بنهاية التاريخ الانساني ولذا فانها تنفتح على العالم وتصبح ديانة ثورية.

ميزة هذا الكتاب لمؤلفه فرنسوا تويال كونه يعطينا خريطة جغرافية ـ سياسية ـ استرتيجية لمذاهب المسلمين الشيعة واهلها في العالم المعاصر كدراسة مستفيضة ليس دفاعا عن الشيعة ولا تعريضا بالسنّة وانما هو تقرير حال واقعي يفرض وجوده على الساحة الدولية، والمؤلَف يقع على مسافة واحدة ازاء الحساسيات المحتملة من جميع الاطراف.

ديموغرافيا الشيعة بالمليون:

البلد......         السكان......              عدد الشيعة...

افغانستان           27                       4

السعودية           21                        800 الف

اذربيجان           8                         6500 الف

البحرين            800   الف               400 الف

بنغلادش           129 مليون              11 مليون

الاماراتالعربية     2900                    400 الف

الهند             100100000             25 مليون

العراق           24                        15 مليون

ايران            68                        61 مليون

الكويت          2 ونصف                   600 الف

لبنان           4 ونصف                   مليون و600 الف

قطر            700 الف                     60 الف

باكستان        151 مليون                  34 مليون

سوريا          17 مليون                   4 ونصف مليون

طاجكستان      6مليون و600 الف          300 الف

تركيا           66مليون                     16 مليون

اليمن           17مليون                     7 مليون

ويقع الكتاب في عدة فصول مهمة منها:

1ـ عودة الشيعة

2ـ شيع الشيعة

3ـ الشيعة الايرانية

4ـ شيعة شبه القارة الهندية

5ـ آسيا الوسطى

6ـ  الشيعة العربية

7ـ  المفارقة العراقية

8ـ   الخليج الشيعي

9ـ  انفجار شيعي

المعلومات التي تصدى لها هذا الكتاب يكون من المحتمل ان اغلب القراء العرب يجهلونها كذلك من غير العرب ايضا من مسيحيين ومسلمين شيعة وسنّة بفرقهم المتنوعة اثنى عشريين اسماعيلين علويين دروز في سائر انتشارهم في البلدان ايران اسيا الوسطى شبه الجزيرة الهندية القوقاز الخليج العربي العراق سوريا لبنان. انها كما يصفها الناشر نزهة في التاريخ والجغرافيا والسياسة.

انها دراسة تستشرف المستقبل فالتاريخ لا يتوقف في مآسيه او امجاده وانما هو ماض وفق ناموس لايعير بالا لطموحات البقاء لفئة من الناس وانما هو الصراع الذي يفضي بانسجام مع ناموس الحياة ويفعل فعله بعد بوادر معينة يمكن ان تقرا.

وفرانسوا تويال مدير الدروس في المدرسة الحربية العليا للجيوش الفرنسية ومستشار مجلس الشيوخ الفرنسي ومتخصص في الدراسات الستراتيجية وله 25 اصدار.

كتاب مهم ندعو قراء شبكتنا الى مطالعته والاستفادة من الكم الهائل من المعلومات التي وردت فيه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 22 تشرين الثاني/2007 - 11/ذوالقعدة/1428