ازدواجية التعامل الأمريكي مع الأحزاب الشيعية في العراق ترشح الفوضى والصراعات المستقبلية 

شبكة النبأ: لا شك بأن التوازن بين القوى والاحزاب الشيعية العراقية وخاصة الرئيسية منها عاملا مهما ان لم يكن حاسما في استتباب واستقرار الوضع السياسي والأمني في العراق بشكل عام، وأن الوضع الحالي الذي يوحي بأن السياسة الحكومية المسنودة بدعم امريكي تمارس العنف المفرط والموجه علنا باتجاه مجموعات مسلحة تعمل بإسم جيش المهدي سيكون له تاثيره المباشر والسلبي على الاستقرار السياسي والمجتمعي ان لم يتسم هذا التعامل بالحذر والعدالة وعبر التنسيق المباشر مع الجهات الحكومية والبرلمانية التي تمثل التيار الصدري  باعتبارها الجهة المعنية الرئيسية في المسألة.

ونصح تقرير لمجموعة الازمات الدولية واشنطن باعتماد موقف اكثر توازنا حيال المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم والتيار الصدري.

وقالت المجموعة التي تتخذ من بروكسل مقرا في تقريرها ان المنافسة بين المجلس الاعلى الاسلامي العراقي والتيار الصدري ستساهم في تحديد المستقبل السياسي للعراق.

وشدد التقرير على ان واشنطن قدمت "دعما كاملا" للمجلس الاعلى في مواجهة التيار الصدري الذي تنبثق عنه ميليشيا جيش المهدي واعتبر ان "هذه سياسة خاطئة وخطرة وستعمق الخلافات والهوة بين الطرفين الشيعيين وهي تتجاهل القاعدة الشعبية التي يتمتع بها التيار الصدري". بحسب فرانس برس.

ويقود المجلس الاعلى ميليشا "قوات بدر" التي تلقى عدد كبير من عناصرها تدريبات في ايران وانضم عدد منهم لقوات الامن العراقية.

ويتصارع المجلس الاعلى والتيار الصدري بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر بصورة متواصلة على السلطة ويحاولان بسط نفوذهما في المناطق الشيعية التي تمثل غالبية سكان العراق.

ووفقا لمدير برنامج الشرق الاوسط جوست هيلترمان فان "الصراع الطبقي بين النخبة التي تمثلها المجلس الاعلى الاسلامي والطبقة الشعبية التي يمثلها التيار الصدري سيساهم في تحديد مستقبل العراق".

واشار الى ان المجلس الاعلى الاسلامي يحاول الحصول على احترام اكبر من خلال الابتعاد عن طهران والتاكيد على اهمية وحدة العراق. لكن جيش المهدي الذي يمتلك قاعدة شعبية واسعة "يمثل المنافس الوحيد" للمجلس الاعلى وفقا للتقرير.

وحث التقرير واشنطن على دفع المجلس الاعلى للمشاركة في اعادة اعمار البلاد وحثه على الابتعاد عن الخطاب الطائفي وتجنب المشاركة في اعمال غير قانونية. واضاف، يمكن للمجلس الاعلى التحول الى حزب سياسي منفتح وان يساهم في اعادة اعمار البلاد.

واكد التقرير ان بامكان الولايات المتحدة اعتماد نهجا اكثر حيادية بين الفريقين الشيعيين والضغط على المجلس الاعلى للتخلي عن ممارساته.

وشكل المجلس الاعلى في مطلع الثمانينات اية الله محمد باقر الحكيم الذي قتل بانفجار سيارة مفخخة في النجف في مطلع 2003 من مجموعة من المعارضين الشيعة في ايران.

ويمثل التيار الصدري حركة اجتماعية وسياسية في داخل العراق منذ مدة طويلة وقد اتخذت بعدا جديدا بعد اجتياح العراق في اذار/مارس 2003 من خلال اعلان زعيمها مقتدى الصدر بشكل مستمر رفضه العلني للاحتلال ومعاداته للولايات المتحدة الاميركية وتشكيل جيش المهدي.

 اعتقال 12 من الصدريين في الديوانية واتهامات للمجلس الأسلامي

من جهة اخرى أتهم مدير إعلام مكتب الصدر في الديوانية، المجلس الأسلامي بالوقوف وراء عمليات الاعتقال التي تطال أنصار مكتب الصدر وعناصر جيش المهدي في الديوانية، و ذكر أن القوات الأمنية اعتقلت، الخميس، 12 من أنصار مكتب الصدر في الديوانية.

وأوضح أبو زينب الكرعاوي في اتصال هاتفي مع وكالة (أصوات العراق) أن موجة الاعتقالات في الديوانية والتي تطال حصرا أنصار مكتب الصدر وعناصر جيش المهدي في الديوانية، يقف ورائها المجلس الأسلامي الأعلى، في محاولة منه لإفراغ الساحة من الصدريين وتهيئتها لكسب الانتخابات القادمة.

وأضاف أن، هناك اعتقالات تعسفية تطال كل من ينتمي الى التيار الصدري، وأن قوات الطوارئ و الشرطة الوطنية دخلت اليوم جميع الإحياء التي يشاع أنها لاتخضع لسيطرة الحكومة دون أن تواجه بأي نوع من المقاومة أو أي عمل مسلح، ولكنهم اعتقلوا رغم ذلك 12 من أعضاء مكتب الصدر في الديوانية بشكل تعسفي.

وأشار إلى أن لواء الباقر للطوارئ يهدد باعتقال العوائل في حالة عدم وجود رب العائلة، الذي ربما يكون مطلوبا من قبل هذه القوات.

وذكر مصدر في شرطة الديوانية أن التحضيرات الميدانية بدأت، الخميس، لتنفيذ خطة (قطرة الزيت) العسكرية الواسعة التي تقوم بها القوات العراقية بإسناد من القوات المتعددة الجنسيات في مدينة الديوانية. 

وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة (أصوات العراق) قائلا، بدأت الخميس، التحضيرات الميدانية لتنفيذ خطة (قطرة الزيت ) العسكرية لفرض الأمن والاستقرار والقبض على الخارجين عن القانون في مدينة الديوانية  التي تنفذها القوات العراقية وبإسناد من القوات المتعددة الجنسيات.

قوات جديدة تشارك في خطة "وثبة الأسد" الأمنية في الديوانية 

من جهته قال قائد الفرقة الثامنة وقائد عمليات الديوانية، إن قوات جديدة بدأت مشاركتها في خطة( وثبة الأسد)، فجر السبت، إلى جنب قوات الجيش والشرطة الوطنية والشرطة المحلية، والتي تستهدف ملاحقة الخارجين عن القانون ونزع أسلحتهم.

وأوضح اللواء عثمان علي فرهود خلال مؤتمر صحفي في مقر الفرقة الثامنة في الديوانية أن، خطة (وثبة الأسد)، انطلقت في الساعة الرابعة من فجر السبت، في يومها الثاني بمشاركة قوات فوج الرد السريع التابع للفرقة السابعة، وفوج دبابات من الفرقة التاسعة إضافة إلى قوة عسكرية قوامها 3000 عنصر من الجيش العراقي، وقوات من الشرطة ضمنهم اللواء الخامس من الشرطة الوطنية، وقوات من الفرقة الثامنة بالإضافة إلى شرطة المحافظة، لملاحقة الخارجين عن القانون ونزع أسلحتهم.

وأشار إلى أن العملية تستمر عدة أسابيع، وتمتد من مركز مدينة الديوانية إلى بقية الاقضية والنواحي والقرى التابعة لها.

وأضاف أن تعاون قوات الشرطة مع قوات الجيش كان جيدا جدا في مجال الدعم والتنسيق. لافتا إلى أنه تم ضبط 20 قطعة سلاح تعود لإحدى الشركات الأمنية غير المرخصة، و20 قطعة سلاح أخرى في مناطق متفرقة من الديوانية.

وتابع، تم إنشاء عدة مراكز مشتركة ثابتة ضمن هذه العملية، لتكون هذه المراكز قواعد ثابته للجيش والشرطة العراقية، في إحياء الوحدة والنهضة والعصري، وأن حظر التجوال يفرض في المناطق التي تجري فيها عمليات مداهمة وتفتيش.

وكشف عثمان إلى أنه، بعد استقرار الوضع الأمني في الديوانية وانتهاء العمليات العسكرية فيها، سيتم القيام بحملة واسعة للأعمار تشارك في تنفيذها الحكومة المحلية والقوات المتعددة الجنسيات، لتقديم الخدمات للمواطنين كما سيتم قبول شكاوى المواطنين على المتهمين بجرائم القتل والخطف والاغتصاب لغرض تقديمهم للعدالة.

وذكر مسؤول إعلام اللواء الخامس للشرطة الوطنية، الجمعة، إن قوات مشتركة من الشرطة الوطنية ولواء طوارئ الباقر في الديوانية، بدأت قبل ثماني ساعات بتنفيذ خطة (وثبة الأسد)، واعتقلت خلالها 12 من المشتبه بهم، وضبط الكثير من الأسلحة وأجهزة الاتصال.

وأوضح المقدم إحسان علي إبراهيم، أن قوة مشتركة من الشرطة الوطنية وقوات طوارئ الديوانية، بدأت قبل ثماني ساعات بتنفيذ خطة أمنية جديدة (وثبة الأسد)، هدفها أقرار الأمن في الديوانية.

وأضاف أن، الخطة تتركز على مسك الأرض وتحريرها من المليشيات والمسلحين، وتسليمها بعد ذلك إلى الفرقة الثامنة للجيش العراقي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 19 تشرين الثاني/2007 - 8/ذوالقعدة/1428