ملف الإحتباس الحراري: الكوارث المناخية تقترب..هل فوت العالم فرصة النجاة؟

14- 11- 2007

اعداد/ صباح جاسم

 شبكة النبأ: رغم التحذيرات المتواترة فان استهلاك الطاقة وغيرها من الموارد الحيوية يكسر الأرقام القياسية باستمرار ويخلّ بالمناخ ويقوض الحياة على الارض الامر الذي يدعو للحاجة الملحّة الى ضبط استهلاك الطاقة والموارد التي تساهم في ازمة المناخ، بدءاً بالملوث الأكبر، اي الولايات المتحدة المسؤولة عن اكثر من 21 في المئة من الانبعاثات الكربونية العالمية الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري.

نسبة انبعاثات الدول الغنية تقترب من اعلى معدل لها

اظهرت بيانات للامم المتحدة ان انبعاثات غازات الاحتباس الحراري للدول الغنية زادت مقتربة من اعلى مستوياتها على الاطلاق في عام 2005 وفي مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا على الرغم من القيود التي ترمي الى ابطاء معدل ارتفاع درجة حرارة الارض.

واعلنت امانة الامم المتحدة لتغير المناخ في بون ان انبعاثات 40 دولة صناعية كبرى زادت الى 18.2 مليار طن في عام 2005 من 18.1 مليون طن في عام 2004 وكانت تقل بنسبة 2.8 في المئة فقط عن مستواها القياسي المسجل عام 1990 والبالغ 18.7 مليار طن. بحسب رويترز.

وتؤكد الزيادة في عام 2005 اتجاها تصاعديا في السنوات الاخيرة رغم الجهود الرامية الى خفض الانبعاثات من قبل العديد من الحكومات القلقة من ان التغير المناخي الذي يلقي اللوم فيه على نطاق واسع على استخدام الوقود الاحفوري من شانه ان يتسبب في حدوث المزيد من الفيضانات والجفاف وموجات الحر وارتفاع منسوب البحار.

وقالت الامانة "منذ عام 2000 زادت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 2.6 في المئة."

وووفقا لاول احصاء تعده الامم المتحدة بناء على بيانات وطنية في 2005 ارتفعت انبعاثات الولايات المتحدة التي ظلت لفترة طويلة اكثر الدول المتسببة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الى 7.24 مليار طن في عام 2005 من 7.19 في عام 2004 . وبدأت الصين تنافس واشنطن على مركز الصدارة.

واصدرت واشنطن منذ ذلك الحين تقديرا اوليا بان انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون وهو الغاز الرئيسي ضمن غازات الاحتباس الحراري انخفضت بنسبة 1.3 في المئة في عام 2006 مقارنة مع مستواه في 2005 رغم النمو الاقتصادي القوي.

وكان انتعاش النمو الاقتصادي في دول الكتلة الشرقية السابقة عاملا رئيسيا في الزيادة الاجمالية للانبعاثات. وارتفعت الانبعاثات الروسية الى 13 ر2 مليار طن في عام 2005 من 2.09 في عام 2004.

ولا تزال الانبعاثات الروسية اقل بكثير من مستوى ثلاثة مليارت طن التي سجلتها في عام 1990 قبل ان يؤدي انهيار الاتحاد السوفيتي الى اغلاق صناعات متسببة في انبعاث الدخان في انحاء الكتلة الشيوعية السابقة.

ومن بين المناطق الرئيسية لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري انخفضت انبعاثات الاتحاد الاوروبي وكندا في عام 2005 عن مستواها في عام 2004 لكنها كانت اعلى قليلا في اليابان.

وارتفع اجمالي انبعاثات دول الكتلة الشرقية السابقة الى 3.6 مليار طن في عام 2005 من 3.4 مليار في عام 2000 لكنها اقل من مستوى 5.6 مليار طن المسجل في عام 1990. وبلغ اجمالي انبعاثات الديمقراطيات الغربية 14.6 مليار طن في عام 2005 ارتفاعا من 13.1 مليار طن في عام 1990.

ووقعت الدول الصناعية باستثناء الولايات المتحدة واستراليا بروتوكول كويوتو الذي يلزم الدول بخفض متوسط انبعاثاتها بخمسة في المئة على الاقل عن مستويات عام 1990 بحلول 2008-2012 .

ورفض الرئيس الامريكي جورج بوش في عام 2001 تنفيذ اتفاق كيوتو قائلا انه سيضر بالنمو الاقتصادي الامريكي وانه يستثني على نحو خاطيء تحديد اهداف لدول نامية مثل الصين والهند خلال المرحلة الاولى التي تستمر حتى عام 2012.

علماء يكافحون لتحديد مؤشرات ارتفاع درجة حرارة الارض

تحول اهتمام العلماء من دراسة مخاطر ارتفاع درجات حرارة الأرض الى بحث سبل تحديد المناطق التي ستتأثر جراء التغيرات المناخية ومساعدة دول على وضع خطط لكل الانشطة من محاصيل جديدة الى بناء سدود لتوليد الكهرباء من الماء.

وقد يتوقف مصير استثمارات بمليارات الدولارات بداية من الري الى بناء سدود لوقف مياه الفيضان الى مواقع حقول توليد الكهرباء من طاقة الهواء ومنتجعات التزلج على تقييم ماستؤول اليه الحال في منطقة محددة من حيث مستوى الجفاف أو حجم الامطار المتساقطة أو هبوب الرياح أو ارتفاع درجات الحرارة فيها.

لكن العلماء يحذرون من ان الدقة ربما تكون مستحيلة. فالمناخ يتسم بدرجة كبيرة من التقلب وهنا تبرز صعوبة بالغة في احصاء المتغيرات حتى ان افضل نموذج ابعد ما يكون عن الكمال في تقدير ما يحمله المستقبل.

ويقول ميشيل جارو رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التي تشرف على اللجنة الدولية للتغيرات المناخية التابعة للامم المتحدة "نحتاج لتحديد مؤشرات في دول مرجعية يمكن الاعتماد عليها عند اتخاذ قرارات."

وتابع "نحتاح معيارا على مساحة أقل منها في دول مثل اسبانيا وفرنسا او بريطانيا.. لم نصل اليه بعد."

وتجتمع اللجنة الدولية للتغيرات المناخية في بلنسية باسبانيا في الفترة من 12 الى 17 نوفمبر تشرين الثاني لاصدار تقرير نهائي يلخص النتائج التي تم التوصل اليها وتقع في ثلاثة الاف صفحة والتي حملت الانسان مسؤولية التغيرات المناخية ووضعت الحلول. بحسب رويترز.

كما يتناول ما قد يتضمنه التقرير المقبل وربما يصدر في عام 2013 اذا ما وافقت الحكومات على الانفاق عليه. وتقاسمت اللجنة جائزة نوبل للسلام مع نائب الرئيس الامريكي السابق ال جور.

وتضمن تقرير اللجنة في ابريل نيسان توقعات اقليمية لارتفاع درجات الحرارة مثل ذوبان الجبال الجليدية في الهيمالايا وتحسن ظروف نمو النباتات في الغابات في شمال اوروبا ولكن المعايير غامض اكثر من اللازم في معظم الحالات ومن ثم لا تعود بفائدة كبيرة.

ومن المحتمل ان يعلم الفلاحون من استراليا الى افريقيا اي مناطق مهددة بالتصحر. ويعلم اصحاب منتجعات التزلج من جبال الالب الى جبال روكي ارتفاع الجليد قبل الاستثمار في فنادق جديدة ومصاعد تزلج.

وربما لا تكون التوقعات دقيقة بدرجة كافية في تقييم اي من واديين متجاورين في الانديز على سبيل المثال ستسقط عليه كميات اكبر من الامطار بحيث يكون اكثر ملائمة لبناء سد لتوليد الكهرباء من الماء.

وقال العالم البريطاني مارتن باري الذي اشترك في رئاسة دراسات خاصة بالاثار الاقليمية للتغيرات المناخية ضمن عمل اللجنة "الوصول الى ( معلومات) مستوى الموقع خطوة ضخمة."

هل فوّت العالم فرصة النجاة؟

استهلاك الطاقة وغيرها من الموارد الحيوية يكسر الأرقام القياسية باستمرار ويخلّ بالمناخ ويقوض الحياة على الأرض، بحسب تقرير «المؤشرات الحيوية 2007 ـ 2008» الصادر حديثاً عن معهد «وورلد واتش» للأبحاث في واشنطن. والقضايا الـ44 التي تتبعها التقرير توضح الحاجة الملحة الى ضبط استهلاك الطاقة والموارد الأخرى التي تساهم في أزمة المناخ، بدءاً بالملوث الأكبر، أي الولايات المتحدة المسؤولة عن أكثر من 21 في المئة من الانبعاثات الكربونية العالمية الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري ( بحسب إحصاءات 2005).

وقال إريك أسادوريان، مدير برنامج «المؤشرات الحيوية» في المعهد، ان «الوقت ينفد أمام العالم في مواجهة تغير مناخي مأسوي، ومن الضروري أن تضغط أوروبا وبقية المجتمع الدولي على صناع السياسة الأميركيين لكي يتصدوا للأزمة المناخية. ويجب تحميل الولايات المتحدة مسؤولية انبعاثاتها، التي تبلغ ضعفي مستوى الانبعاثات الأوروبية على صعيد الفرد، وأن تحذو حذو الاتحاد الأوروبي فتلتزم بخفض مجمل انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 80 في المئة مع حلول سنة 2050».

وكان الاتحاد الأوروبي في الصيف الماضي مسرحاً لما سيؤول إليه العالم تحت تأثير تغير المناخ، بما في ذلك الحرائق المأسوية في اليونان وجزر الكناري، والفيضانات الهائلة في بريطانيا، وموجات الحر عبر القارة الأوروبية.

ومع بلوغ عدد سكان العالم 6,6 بلايين نسمة، وتزايده المطرد، تصبح خدمات النظم الايكولوجية التي تعتمد عليها الحياة مجهدة الى أقصى الحدود نتيجة المستويات القياسية للاستهلاك.

ففي العام 2006، استهلك العالم 3,9 بلايين طن من النفط. وكان حرق الوقود الأحفوري أنتج 7,6 بلايين طن من الانبعاثات الكربونية عام 2005، فيما بلغت تركيزات ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي 380 جزءاً في المليون. وزادت كمية الأخشاب التي أزيلت من الغابات عن أي وقت مضى.

وارتفع انتاج الفولاذ بنسبة 10 في المئة عام 2006، فسجل رقماً قياسياً هو 1,24 بليون طن. وازداد الانتاج الأولي للألومنيوم الى مستوى قياسي أيضاً بلغ 33 مليون طن، علماً أنه مسؤول عن نحو 3 في المئة من الاستهلاك العالمي للكهرباء. بحسب رويترز.

كذلك بلغ انتاج اللحوم رقماً قياسياً عام 2006 مقداره 276 مليون طن (43 كيلوغراماً للشخص). ويعتبر استهلاك اللحوم أحد العوامل التي ترفع الطلب على فول الصويا، الذي قد يؤدي التوسع السريع في زراعته في أميركا الجنوبية الى احتلاله 22 مليون هكتار من الغابات الاستوائية وسهول السفانا خلال السنوات العشرين المقبلة. ويترافق ارتفاع الاستهلاك العالمي لثمار البحر مع ندرة أنواع سمكية كثيرة، ففي العام 2004 مثلاً تم تناول 156 مليون طن من الأطعمة البحرية، أي ثلاثة أضعاف الاستهلاك الفردي عام 1950.

الاوزون سيضر بالزراعة والاقتصاد العالمي

قالت دراسة أمريكية إن انتشار غاز الاوزون وهو من الغازات الناتجة عن ظاهرة ارتفاع حرارة الارض او ما يعرف بظاهرة البيوت الزجاجية سيلحق أضرارا خطيرة بالزراعة في أماكن كثيرة من العالم وسيخفض قيمة المحاصيل العالمية بنسبة 12 في المئة بحلول عام 2100 مما يضر بالاقتصاد العالمي.

وقال باحثون انه في الوقت الذي يمكن فيه ان يساعد ارتفاع الحرارة وزيادة ثاني اكسيد الكربون الناجم عن الوقود الاحفوري الزراعة في المناطق الشمالية الا ان هذه التغييرات ستتأثر بالاضرار التي ستلحق بالمحاصيل العالمية بسبب مستويات الاوزون المرتفعة. بحسب رويترز.

وقال معهد ماساتشوستس لعلماء التكونولجيا الذي نشرت دراسته في عدد نوفمبر تشرين الثاني من دورية سياسة الطاقة انه بدون قيود على الانبعاثات ومع ازدياد احراق الوقود على مستوى العالم سيرتفع مستوى الاوزون عالميا 50 في المئة عام 2100 .

الاعلان عن تحالف دولي لمواجهة غاز الكربون 

 اعلن في العاصمة البرتغالية عن تشكيل التحالف الدولي لمواجهة غاز الكربون يضم في عضويته عددا من الدول الاوروبية وبعض الولايات الامريكية والمقاطعات الكندية ونيوزيلندا والنرويج.

وقال بيان صادر عن رئاسة الاتحاد الاوروبي التي تتولاها حاليا البرتغال ان التحالف الجديد سيشكل منتدى دوليا يتيح للحكومات والسلطات المحلية التي تتبنى سياسات الزامية لتقليص انبعاث الغازات السامة من تبادل الخبرات وافضل الوسائل لمواجهة هذه المشكلة البيئية. بحسب (كونا).

واكد رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروزو الذي شارك في حفل التوقيع على المسؤولية الخاصة التي تقع على عاتق الدول المتقدمة لتقليص نسبة الانبعاثات والدفع للتوصل الى اتفاق عالمي بخصوص قضية المناخ.

واضاف باروزو "اننا على قناعة باهمية وضرورة تقليص انبعاثات الغازات السامة بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2050 لتفادي التاثيرات السلبية على التغيرات المناخية".(النهاية) ن ك / و د كونا291826 جمت اوك 07 

 خبراء أمريكا يروجون لحمية الاحتباس الحراري

قد لا تبدو ظاهرياً أي عوامل مشتركة بين ظاهرة السمنة التي تنؤ تحت ثقلها أمريكا، والاحتباس الحراري الذي يتهدد كوكب الأرض، إلا أن خبراء الصحة العامة يقترحون التصدي للظاهرتين بخفض استهلاك السعرات الحرارية وثاني أكسيد الكربون في آن معاً.

ويجمع الاطباء وعلماء البيئة أن المشي، وحتى لفترة قصيرة، عوضاً عن استخدام السيارة، عاملان مساعدان للياقة البدنية ولكوكبنا الأرض.

ووسط تشكيك العلماء، يقول أحدهم إنه في حال استعاضة الأمريكيين في الفئة العمرية بين 10 و74 عاماً قيادات السيارات بالمشي لمدة نصف ساعة يومياً، فان الانبعاثات الحرارية التي تنتجها الولايات المتحدة سنوياً ستنخفض بمقدار 64 مليون طن.

وسينخفض استهلاك الغازولين بقرابة 6.5 مليار غالون، وسيخسر الأمريكيون أكثر من 3 مليار رطل (باوند) من الشحوم. بحسب الـCNN.

وفي شأن متصل، جاءت إحصائيات الخبير بول هيغينز، من منظمة "المجتمع الإرادي الأمريكي"، كالتالي: "سيفقد كل من يمارس رياضة المشي يومياً لنصف ساعة،  قرابة 13 رطلاً سنوياً، وإذا اتبعت الأمة ذات الروتين، عوضاً عن قيادة السيارات، فسيفقد الأمريكيون 10.5 تريليون سعرة حرارية في العام."

ميركل تطلب من الهند فعل المزيد لمواجهة التغير المناخي

حثت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الهند وهي احدى اكثر الدول المسببة للتلوث في العالم على فعل المزيد لمواجهة التغير المناخي قائلة ان بلادها على استعداد لمساعدة نيودلهي على احراز تقدم.

وقالت ميركل وهي وزيرة بيئة سابقة دفعت بالتغير المناخي الى صدر جدول اعمالها الدولي ان الدول الغنية والدول ذات الاقتصاد الاخذ في النمو بحاجة لتحقيق نوع من التوازن في قدر المسؤوليات التي تتحملها لمنع التغير المناخي بدلا من الخلاف بشأنه. بحسب رويترز.

وقالت ميركل اثناء زيارتها للهند لقادة الاعمال في نيودلهي "علينا أن نثبت اننا مستعدون لتحقيق التوازن... الاتفاقات متعددة الاطراف هي الاساس."

وأضافت المستشارة الالمانية أن بامكان ألمانيا مساعدة الهند لتصبح مستخدما أكثر كفاءة للطاقة من خلال تقاسم التكنولوجيا لتجنب "الاخطاء التي ارتكبناها في الدول الصناعية". وتعارض الدول ذات الاقتصاد الآخذ في التقدم مثل الصين والهند وهي في ذات الوقت دول تتسبب في قدر كبير من التلوث فرض قواعد تنظيمية بيئية صارمة او قيود على استهلاك الطاقة خشية أن يقيد ذلك النمو الاقتصادي.

وتطالب هذه الدول الدول الصناعية وهي عادة أكبر الدول التي تنبعث عنها الملوثات بتحمل العبء الاكبر لخفض الانبعاثات الضارة.

ويقول العلماء ان من المتوقع أن يتسبب التغير المناخي في تأثير خطير على جنوب اسيا اذ تعتمد المنطقة على الامطار الموسمية والانهار التي يغذيها ذوبان الجليد من جبال الهيمالايا كما أن لها سواحل ممتدة.

ومن المتوقع أن تخرج الهند بخطة قومية لمواجهة التغير المناخي نهاية هذا العام ويقول الخبراء الهنود ان بلادهم حققت بالفعل قدرا ملحوظا من الكفاءة في استخدام الطاقة.

وتهدف زيارة ميركل للهند وهي الاولى لها كمستشارة بشكل أساسي الى دعم العلاقات في مجال الاعمال بين البلدين. وقد لامس حجم التجارة بين نيودلهي وبرلين ما قيمته 10.5 مليار يورو قبل أربع سنوات من الموعد المستهدف رسميا.

الاحتباس الحراري يشكل اختباراً أخلاقياً

رأى المرشح الديمقراطي لسباق الرئاسة الأمريكية جون آدواردز ، أن قلب الأوضاع إزاء ظاهرة الاحتباس الحراري وما تشكله من مخاطر على البشرية، يعتبر "اختبارا أخلاقيا عظيما"، قائلا إن على الرئيس الأمريكي المقبل التصدي للقوى المعارضة لهذا التغيير والجماعات الضاغطة في عاصمة القرار واشنطن.

وأوضح آدواردز في مسيرة لدعم قضايا البيئة في نيو أورلينز "هذا هو الاختبار الأخلاقي لأجيالنا" متسائلا "هل سنترك هذا الكوكب وأمريكا في أوضاع أفضل لأطفالنا عما قد وجدناها.؟

وقال إن سبب عدم تعاطي إدارة بلاده مع قضية التغييرات المناخية والاحتباس الحراري، يعود للضغوط التي تمارسها شركات النفط والغاز والطاقة وكل جماعات الضغط في العاصمة واشنطن. وأضاف آدواردز انه من الضروري وجود رئيس قادر على التصدي لهذه الجماعات، وفق وكالة أسوشيتد برس.

وكانت جماعة "Friends of the Earth Action" البيئية قد أعلنت عن دعمها لآدوارز لدخول سباق الرئاسة.

وأصبح آدواردز زائرا معتادا في نيو أورلينز، كما أطلق حملته الرئاسية منها في ديسمبر/كانون الماضي فيما ركزت عناوين حملته على قضيتي تبعات الإعصار كاترينا وما خلفته من آفات اجتماعية.

يُشار إلى أن جهات أمريكية مسؤولة كانت أعلنت الشهر الفائت أن واشنطن ستبدأ خلال الفترة القريبة المقبلة تطبيق بعض الإجراءات للحد من انبعاث الغازات السامة، وذلك رغم تشبث للبيت الأبيض برفض وضع أي إطار قانوني يلزم الولايات المتحدة بذلك.

وجاءت هذه الإشارات على لسان دان أرفيزو، مدير "المختبر الوطني للطاقة المتجددة،" خلال مؤتمر حول الوقود الصديق للبيئة، وذلك أسبوع على مشاركته في مؤتمر "حرارة الأرض" الذي استضافته واشنطن بحضور ممثلين عن الدول الصناعية الكبرى.

وقال أرفيزو: "أنا غير معني بالخيار الذي سيتم اتخاذه لتنظيم انبعاث الغازات، لكن من الواضح أننا سنشهد قريباً تنظيم هذه القطاع، سواء أكان ذلك عبر الضرائب المباشرة، أو عبر ربط الحد الأقصى لإنتاج الغازات بالتجارة، أو باستخدام وسائل أخرى،" وفقاً لأسوشيتد برس.

كاليفورنيا ترفع شكوى ضد السلطات الفدرالية لرفضها التحرك بشأن التلوث

اعلنت سلطات ولاية كاليفورنيا الاميركية الخميس انها قررت رفع شكوى ضد الحكومة الفدرالية الاميركية لحملها على اقرار قوانين صارمة اعدتها الولاية حول انبعاث الغازات الملوثة من السيارات.

وجاء في بيان ان "حاكم كاليفورنيا ارنولد شوارزينغر ووزير العدل ادموند براون رفعا شكوى اليوم (الخميس) ضد الوكالة الفدرالية لحماية البيئة". بحسب فرانس برس.

واوضح البيان الصادر عن كتب براون ان الاجراء يهدف الى "حمل الوكالة على التحرك بطلب من كاليفورنيا لخفض انبعاث غازات الدفيئة الناجمة عن السيارات" على اراضيها.

البحار تمتص غازات الاحتباس لكن سلسلة الغذاء تتضرر

قال علماء ان عوالق بحرية دقيقة في المحيط يمكن أن تقلل من ارتفاع درجة حرارة الارض من خلال امتصاصها لكميات كبيرة بشكل غير متوقع من غاز ثاني أكسيد الكربون لكن خلاياها المتخمة بالكربون يمكن أن تضر بسلاسل الغذاء في الحياة البحرية.

وأظهرت التجارب التي أجريت في جرف نرويجي ان العوالق وهي عبارة عن كائنات حيوانية ونباتية صغيرة معلقة أو طافية في المياه يمكن أن تمتص نسبة أكبر تصل الى 39 في المئة من غاز ثاني أكسيد الكربون وهو الغاز الرئيسي المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري. وأجريت التجارب في أحواض بحرية تحاكي الظروف المناخية المتوقعة حتى عام 2150. بحسب رويترز.

وقال أولف ريبسيل عالم الاحياء البحرية في معهد ليبنتز لعلوم البحار في كييل بألمانيا الذي قاد فريق الخبراء الالمان والنرويجيين "هذا تغيير شامل ومدهش في محتوى الكربون لهذه الكائنات."

وأظهرت دراسات أخرى أن المحيطات تمتص نحو نصف غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من احتراق الوقود الاحفوري منذ الثورة الصناعية لكن قليلا منها أولت اهتماما بكيفية تأثير غازات الاحتباس الحراري على الحياة البحرية في المحيطات في المستقبل.

وتمثل الدراسة خبرا سارا للمناخ من خلال الاشارة الى أن العوالق يمكن أن تساعد في امتصاص مزيد من الكربون مما يساعد على الحد من ارتفاع درجة حرارة الارض التي قالت لجنة مناخية تابعة للامم المتحدة انها ستسبب مزيدا من الموجات الحارة والعواصف وموجات الجفاف والفيضانات.

لكن ريبسيل قال ان الدراسة التي نشرت في دورية نيتشر العلمية تحمل أيضا أخبارا سيئة للحياة البحرية.

وقال معهد ليبنتز في بيان "ما يبدو انه نعمة من خلال التأثير على ظاهرة الاحتباس الحراري قد يتضح أنه نقمة على النظام البيئي في أعماق المحيطات."

فعندما تموت هذه العوالق وتغوص في المياه فإن تحللها يمتص الاوكسجين الضروري للحيوانات البحرية التي تعيش في الاعماق. وقال ريبسيل لرويترز " سيؤدي ذلك الى اتساع أجزاء المحيطات التي بها القليل جدا من الاوكسجين." 

وثاني أكسيد الكربون المتحلل حامض ضعيف وبالتالي فإن الانتقال السريع للكربون الى قاع البحر يمكن أن يزيد حموضة المياه مما يجعل من الصعب على كائنات بحرية مثل المحار والسرطانات تكوين قشورها الصلبة.

الاف الاستراليين يتظاهرون بسبب التغيرات المناخية

نظم عشرات الالاف من الاشخاص مسيرات احتجاجية في انحاء استراليا لمطالبة الاحزاب السياسية باتخاذ اجراء اقوى بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري.

ونظمت مظاهرات "المسيرة ضد الاحتباس الحراري" في المدن الكبيرة وفي حوالي 50 بلدة صغيرة بهدف جذب الانتباه لقضية التغير المناخي في الاسابيع الاخيرة لحملة الانتخابات العامة التي ستجرى في 24 نوفمبر تشرين الثاني.

وقالت المديرة التنفيذية لمجلس الحفاظ على الطبيعة كيت فهرمان ان التقديرات الاولية تشير الى ان ما يصل الى 150 الف شخص نظموا مسيرات احتجاجية في انحاء استراليا. بحسب رويترز.

وقالت للصحفيين ان المتظاهرين يريدون من الاحزاب اظهار التزام اقوى نحو تقليص انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري واضافت ان من الضروري وضع أهداف قصيرة المدى لخفض الانبعاثات بنسبة 30 بالمئة بحلول عام 2020. وحددت المعارضة العمالية عام 2050 لتحقيق اهداف خفض الانبعاثات.

وتشير تقديرات الشرطة الى ان الحشود في ملبورن تراوحت بين 20 الفا و30 ألفا شخص بينما قال المنظمون في مسيرة سيدني ان عدد المشاركين فيها بلغ اكثر من 28 الف شخص. ورفض المتحدث باسم شرطة سيدني اعطاء تقديرات عن عدد الحشود.

وقال اليكس مار مدير الحملة الوطنية لجمعية الحياة البرية امام المتظاهرين في سيدني "يعاني الحزبان الكبيران من مشكلة المصداقية فيما يتعلق بالتغيرات المناخية وذلك بسبب فشلهما في الالتزام بتخفيضات كبيرة لانبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري خلال العقد القادم والتي تعد ضرورية للحيلولة دون حدوث تغيرات مناخية خطيرة."

وترفض استراليا والولايات المتحدة التصديق على بروتوكول كيوتو الذي يحدد اهدافا ملزمة للدول المتقدمة للحد من التلوث الناجم عن الكربون.

كي مون يزور القطب الجنوبي لتفقد تأثيرات الاحتباس الحراري

قام الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بزيارة القطب الجنوبي للاطلاع "عن كثب" على الأوضاع البيئية في تلك المنطقة التي تشكو مسطحاتها المتجمدة من تأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري التي تؤدي إلى ذوبانها.

وقد انطلقت زيارة كي مون من مدينة بونتا أريناس التشيلية إلى قاعدة إدواردو فريو التابعة لسلاح الجو التشيلي وذلك برفقة عدد من العلماء والمسؤولين الدوليين.

وقد حلقت طائرة من القاعدة بكي مون فوق المنطقة لقرابة 45 دقيقة، شاهد خلالها مجموعة من المسطحات الجليدية والأنهار المتجمدة. بحسب رويترز.

كما زار قاعدة تابعة للأوروغواي في المنطقة إلى جانب قاعدة أخرى تعود إلى بلده الأم، كوريا الجنوبية، حيث حظي بترحيب حار من مجموعة العلماء الذين يشغلونها، والذين عرضوا عليه أطعمة ومشروبات كورية تقليدية، وذلك قبل أن يعود إلى بونتا أريناس.

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت قبل فترة من اتساع الفجوة بين الاحتياجات البشرية وقدرة الأرض على الوفاء بتلك الاحتياجات، بسبب تزايد الأنشطة الملوثة للبيئة، فضلاً عن ارتفاع معدلات استهلاك الموارد الطبيعية بصورة وصفها التقرير بأنها "غير مسبوقة."

وأكد تقرير "توقعات البيئة العالمية الرابع" GEO-4، أن الثروة المالية لكوكب الأرض ارتفعت بنحو الثلث، إلا أن جزءاً كبيراً من "الموارد الطبيعية"، التي يعتمد عليها الإنسان في الكثير من نشاطاته اليومية، استمرت في الانخفاض، مرجحاً أن يكون ذلك ناجماً عن "زيادة البصمة البيئية" التي يتركها سكان الأرض.

ويُعد تقرير التوقعات البيئية العالمية الرابع، واحداً من سلسلة التقارير التي تصدر مرة كل خمس سنوات، حيث يقدم تقييماً عالمياً وإقليمياً للقضايا البيئية ذات الأولوية، والسياسات المعتمدة ذات العلاقة بالإضافة إلى تحليل للتحديات البيئية المستقبلية.

وقد تم إصدار ثلاثة تقارير سابقة لتوقعات البيئة العالمية، حيث عُرض الإصدار الأول GEO-1، في العام 1997، بعد مرور خمس سنوات على قمة الأمم المتحدة حول البيئة، والتي عُقدت بمدينة "ريو دي جانيرو" البرازيلية.

أما التقرير الثاني، GEO-2، فقد تم طرحه في العام 1999، بينما عُرض التقرير الثالث GEO-3، في العام 2002، وذلك قبيل القمة العالمية للتنمية المستدامة، والتي عقدت في مدينة "جوهانسبرج" بجنوب أفريقيا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 15 تشرين الثاني/2007 - 4/ذوالقعدة/1428