جديد سلسلة القرآن نور: حركية الإصلاح من النظام إلى الانتظام

شبكة النبأ: صدر مؤخراً عن مؤسسة القرآن نور بالقطيف الكتاب الثامن من سلسلة القرآن نور، بعنوان: (حركية الإصلاح من النظام إلى الانتظام.. رؤية قرآنية)، من تأليف الباحث العراقي عباس أمير.

الكتاب يقدم في فصلين رؤية قرآنية لموضوع الإصلاح، متناولاً بالحديث حركية الإصلاح، والإصلاح من الثابت إلى المتحرك، والإصلاح والتجديد، وجهات الإصلاح، والإصلاح من الكوني إلى الإنساني، وشروط المصلح، وبعض مظاهر الإصلاح.

يقول المؤلف في مقدمة كتابه: "لعل الغاية من فعل الإصلاح هي الإبقاء على ما هو حق وخير وجميل، وإذهاب ما هو باطل وشرٌ وقبيح، ولعل هذه الغاية مما يتفق عليه الجميع على مرّ الأزمنة واختلاف الأمكنة.

والذي يقابل ذلك الفعل بوصفه عملاً،  هو العلم بالفعل، العمل، أقصد؛ فعل الإصلاح وإذا كان العمل سابقاً العمل وموجهاً له، اتضح أن الكتابة في مفهوم الإصلاح وحيثياته وآلياته، هي الأخرى يستلزم فيها الإبقاء على ما هو خير وحق وجميل، وإذهاب ما هو غير ذلك... ويقيناً أن فهم القيم الثلاث السابقة (الحق، الخير، الجمال)، والموقف منها مختلف باختلاف مفهوم الصلاح لدى الفرد أو ذاك، لدى هذه الأمة والأخرى،.. فإذا كان الأمر كذلك فإن تلك المفاهيم بالنسبة إلى المسلم، تبين وتتضح، بالعود إلى النص الكريم -القرآن- بوصفه الصالح السماوي، الذي لا بد للصالح الأرضي من التعشق به، بل لا بد له من قصر اللجء عليه أصالةً، وإن كان ذلك القصر لا يمنع من أخذ الحكمة أينما كانت ولكن الذي لا بد منه تنقية تلك الحكمة ممّا علق بها من مفهوم ورؤى أسهم المكان والزمان والكائن في ترسيخها حتى صارت كأنها الحكمة التي يُبحث عنها، وما هي بحكمة حقيقة...

ومن ها هنا، كان لهذه المحاولة المتواضعة أن تضّيق على صاحبها ما وسّع الآخرون، وأن تقصر سعيه إلى تلمّس مفهوم الإصلاح، على النص القرآني دون سواه، وكان من نتائج ذلك التضييق تعرية ما لم يعرَّ، وتنقية ما حسب نقيّاًً، وتبيين ما ظنه الظانون بينّاً واضحاً...

وأبداً، كان الحرص على قراءة مساحة الإصلاح في النصّ الكريم، حرصاً معرفياً، مع التركيز على الجانب الأخلاقي من جوانب المعرفة الدينية، وما ذاك إلا لتركيز النصّ الكريم على ذلك الجانب وهو يتحدث عن الإصلاح أو يعرض لمتعلقاته...

ولقد ترتب على إضاءة مساحة الإصلاح بهدي من النصّ القرآني الكريم، قراءات، في إدراك النص الكريم، وفي الفكر الذي أدرك النصّ، ثم في اجتماعيات ذينك الفكر والإدراك، وتحديداً في الجانب السياسي لمجتمع النصّ، أقصد قراءة مفهوم الحكم في الإسلام، وما ترتب على القراءة الأقل صلاحاً، من نتائج كان يمكن أن تضيق لولا فسحة الأمل الدنيوي، فكراً وسلوكاً".

والجدير بالذكر أن الباحث عباس أمير، عضو في اتحاد الأدباء والكتاب العرب، وعضو اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، وزميل جمعية البحوث والدراسات في الأردن، وعضو هيئة رعاية الموهوبين والمبدعين بجامعة القادسية. وهو حاصل على عدة جوائز فكرية وأدبية، وله من المؤلفات بالإضافة إلى الكتاب المذكور: كتاب (العمل الأدبي من المعنى إلى الشكل) وكتاب (الإعجاز القرآني: التبيان،  التكون،  القراءة).

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 15 تشرين الثاني/2007 - 4/ذوالقعدة/1428