الشكوك بزعزعة الإستقرار عامل جديد يواجه اللاجئين العراقيين

اعداد/ صباح جاسم

 شبكة النبأ: تستمر للعام الخامس مأساة ملايين اللاجئين العراقيين في الخارج والنازحين داخل البلاد  للمناطق الاكثر أمنا دون اية اهتمامات جدية من قبل الادارة الامريكية كقوة احتلال او من قبل الحكومة العراقية كراعية لحقوق العراقيين الذين تحدوا كل ارهاصات العنف والارهاب ليصنعوا العملية السياسية بدءا من الانتخابات الرئاسية والتشريعية وحتى تثبيت الدستور العراقي الذي اكد على ان حقوق المواطنين هي من اسمى الاهداف التي يجب على الحكومة السعي للوصول اليها والسهر عليها.

وقالت جماعة معنية بالدفاع عن اللاجئين ان الفشل في تمويل ودعم أكثر من مليوني لاجيء عراقي في الدول المجاورة يمكن ان يهدد بزعزعة استقرار المنطقة المضطربة بالفعل.

وتقول منظمة رفيوجيز انترناشونال ومقرها الولايات المتحدة ان دولا مثل الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين قامتا بغزو العراق في عام 2003 لم تفعل سوى القليل جدا لمساعدة اولئك الذين فروا من البلاد تاركة حكومات سوريا ومصر والاردن تصارع للتعامل مع الموقف.

وقالت كريستل يونس المحامية في المنظمة لرويترز في مقابلة بالهاتف اثناء زيارتها للندن سعيا للحصول على تبرعات، هناك استياء متزايد في المنطقة المضطربة بالفعل. مالم نتحرك الان سيكون لذلك تأثير مزعزع للاستقرار.. من مصلحة الجميع ان تعالج المشكلة. انها ستكلف اقل بكثير من تمويل الحرب.

وتقول ان اولئك الذين فروا من العراق لايمكنهم العمل بسبب قيود التأشيرة كما يجبرون على دفع مبالغ كبيرة مقابل الاقامة الاساسية مما يجعل حياتهم قاسية على نحو متزايد.

وقالت، انكم تنظرون الى اسر يتعين عليها ان تختار أيا من اطفالها يمكنها ان ترسله الى المدرسة او خفض الوجبات الى وجبة او وجبتين يوميا.

واضافت، انهم يصبحون محرومين من حقوقهم ويائسين ويفقدون مهاراتهم. لديك اطباء ومعماريون لايستطيعون العمل.

وقالت ان التمويل الغربي للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين ارتفع ولكن حكومات سوريا والاردن ومصر هي نفسها بحاجة الى المزيد من التمويل للتعامل مع الامر.

وقالت ان نظام المياه والصرف الصحي في العاصمة السورية دمشق مضغوط لاقصى حدوده. ولكن حتى الان لم تقدم الحكومات الغربية دعما ثنائيا مباشرا لسوريا. وتابعت، سوريا استوعبت لاجئين اكثر من كل الدول الاخرى مجتمعة.

واستطردت، نفهم ان هناك قضايا سياسية ولكن الحقيقة هي..مهما كان موقفك.. عليك ان تعترف بذلك. اذا كنت لاتريد ان تعطي اموالا مباشرة لسوريا هناك سبل اخرى للعمل من خلالها مثل الامم المتحدة او الجامعة العربية ولكن هذه السبل لاتستغل."

التوتر شمال العراق يضيف عبئا إضافيا على النازحين داخليا 

من جهة اخرى قالت المنظمة الدولية للهجرة في آخر تقييم لها حول الوضع في العراق إن التوتر الذي تسببت به الأزمة التي نشبت مؤخرا بين العراق وتركيا أضافت عبئا جديدا على الأشخاص النازحين داخليا، وخصوصا اولئك الذين كانوا قد لجأوا الى المحافظات الشمالية قبل نشوء الازمة، محذرة من أن وضع النازحين داخليا مستمر بالتردي.

وركز تقرير المنظمة الأخيرعلى النتائج التي ترتبت جراء التوتر العراقي التركي وماسببه من نزوح لعوائل كانت تسكن مناطق التوتر. بحسب رويترز.  

ورغم اشارة التقرير إلى أن أعداد النازحين من هذه المناطق لم تشكل حتى الآن مصدر قلق، إلا أنها قالت إن هذه الأعداد بدأت تضيف عبئا للاشخاص الذين كانوا قد هجروا مناطقهم ولجأوا الى المناطق الشمالية من قبل.

وقال التقرير الذي تسلمت وكالة (اصوات العراق) نسخة منه إن التوتر الذي نشب في شمال العراق مؤخرا والذي تسببت به الازمة الحدودية التي نشبت بين العراق وتركيا "يضع عبئا إضافيا على الأشخاص النازحين داخليا حيث يستمر وضع الأشخاص النازحين داخليا بالتردي في المحافظات العراقية الشمالية."

وأضاف أنه، رغم أن التوتر أدى الى حدوث نزوح على مستوى قليل... لكنه  أدى إلى زيادة أسعار الإيجارات في المدن مثل (محافظة) أربيل.

واشار التقرير قائلا، وفقا لآخر تحديث للمنظمة الدولية للهجرة فإن النزوح مستمر، وفي وضع يزيد من الضغوط على البنى التحتية والموارد على امتداد البلاد.

وقال التقرير ان الوضع في هذه المناطق "اصبح أكثر تعقيدا مع قلة فرص العمل و نقص الرعاية الاجتماعية."

وأضاف أن، السلطات في أربيل اعلنت أنه قد تم التخطيط لتقديم مساعدة مالية للعائلات النازحة داخليا ولكن ليس واضحا متى سيتم تقديم هذه المساعدة.

وقال التقرير، لاحظ المتابعون أيضا أن العائلات من النازحين داخليا (في الماضي) يتم إخلاؤهم بسبب عدم قدرتهم على دفع الإيجارات.

واضاف أنه وفي عدد من المحافظات العراقية " حيث الأمن غير مستقر ينظر إلى الأشخاص النازحين داخليا بشكل مستمر كمشتبه بهم في التعاون مع المتمردين ، كما أنه في بعض المناطق مثل تكريت قد تم إخلاؤهم بناءً على هذه الشبهة."

وفي المقابل، قالت المنطمة في تقريرها ان ارقام وزارة الهجرة والمهجرين العراقية افادت أن هناك هجرة معاكسة للعوائل التي كانت قد فرت من مناطقها بسبب العنف، وأن أعدادا من العوائل العراقية بدأت بالعودة الى منازلها في عدد من المناطق التي شهدت تحسنا للوضع الامني فيها.

وشهدت بعض مناطق بغداد ومناطق اخرى في عدد من المحافظات العراقية تحسنا طفيفا للامن وخاصة بعد الخطة التي تقوم بتنفيذها قوات امريكية وعراقية منذ شباط فبراير والتي تهدف الى اعادة فرض الامن في بغداد والمحافظات الاخرى.

وقال التقرير إن أرقام وزراة المهجرين والمهاجرين اظهرت "بأن هناك زيادة في أعداد العائلات النازحة داخليا التي تعود إلى منازلها السابقة."

واضاف البيان أن، أكثر من ثلاثة آلاف ومئتى عائلة تم تسجيلهم كعائدين منذ كانون الثاني يناير من هذا العام، وان السلطات العراقية قامت بتقديم ما يعادل 800 دولار أمريكي للعراقيين الراغبين في العودة إلى ديارهم.

واشار البيان أن المشكلة التي تواجه هذه العوائل هي أن، العديد منهم قد وجدوا بيوتهم قد احتلت بشكل غير شرعي أو تدمرت في الصراع.

ايجارات تعجيزية وندرة وظائف تواجه اللاجئين

من جهة اخرى قالت المنظمة الدولية للهجرة ان ندرة الوظائف والايجارات المرتفعة بشدة جعلت الحياة أكثر صعوبة على العراقيين النازحين وأجبرت بعض النساء على ممارسة الدعارة.

وتفاقمت المشكلة نتيجة لتهديد تركيا هذا الشهر بشن هجوم عسكري مما زاد من أعداد العراقيين الذين هجروا منازلهم في شمال البلاد.

وقالت بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق في تقرير اطلعت عليه رويترز إن نحو 160 الف عراقي فروا الى ثلاث محافظات شمالية منذ عام 2006 بحثا عن مأوى من العنف الطائفي والعمليات العسكرية والجريمة في مناطق اخرى بالعراق.

وقالت دانا جاربر الخبيرة في شؤون النازحين العراقيين لدى المنظمة الدولية للهجرة إن تدفق النازحين أدى الى ارتفاع ايجارات المنازل في مدن شمالية مثل أربيل وتعرض بعض المستأجرين للطرد من منازلهم.

وقالت جاربر ان المنظمة الدولية للهجرة تلقت تقارير ايضا من نساء عراقيين خارج العراق أجبروا على ممارسة الدعارة أحيانا من جانب افراد من العائلة.

وقالت جاربر، يشاهد هذ الامر في انحاء البلاد لكن توجد تقارير عن ذلك في اماكن اخرى فر اليها العراقيون مثل سوريا.

وقال مكتب المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين ان تقديراته هي ان عدد العراقيين النازحين في شمال العراق يبلغ 800 الف عراقي.

جمعية الهلال الاحمر العراقية: ارتفاع عدد النازحين داخل العراق

 واظهر تقرير لجمعية الهلال الاحمر العراقية ارتفاع عدد النازحين داخل العراق الى نحو 2,3 مليون شخص بارتفاع نسبته 16% مقارنة بشهر اب/غسطس الماضي.

وجاء في التقرير الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه ان "العدد الاجمالي للنازحين داخل العراق وصل حتى نهاية ايلول/سبتمبر الى مليونين و299 الفا و425 شخصا". واكد البيان ان عدد النازحين زاد بنسبة 16% مقارنة بشهر اب/اغسطس.

واشار التقرير الى ان "65,3% من النازحين هم اطفال دون سن الثانية عشرة". وبلغ عدد النازحين الاجمالي لغاية شهر اب/اغسطس الماضي مليونا و930 الفا و946 شخصا وشكل الاطفال 51,3% منهم.

ويشكل النازحون في محافظة بغداد نسبة 63,6% من العدد الاجمالي بينهم 88,3% من النساء والاطفال وفقا للتقرير.

وكانت المنظمة الدولية للهجرة حذرت منتصف شباط/فبراير الماضي من ان عدد العراقيين النازحين داخل بلادهم هربا من اعمال العنف قد يبلغ 2,4 مليون نسمة مع نهاية السنة الحالية اذا استمر انعدام الامن.

وتفيد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان ثمة اكثر من 4,2 ملايين عراقي بين لاجئ ونازح اضطروا الى مغادرة منازلهم بسبب اعمال العنف. وقد لجأ مليونان الى سوريا (1,4 مليون) والى الاردن (500 الى 750 الفا).

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 8 تشرين الثاني/2007 - 27/شوال/1428