ثنائية الخير والشر ومبدأ الحكم بذنوب الآخرين

أمينة الحماقي

ثنائية الخير والشر قد شغلت الناس منذ بدء الخليقة والقرآن حيث خلق الله النفس الانسانية بفجورها وتقواها  مما جعل الصراع في الحياة يحتدم على ضعفها وقوتها لعمل الخير والشر..

جبل البشر على التمسك بالسلبيات رغم عواقبها أكثر من الايجابيات رغم فوائدها..في كل شيء حتى في الحوار والظن والاقدام على العمل..

يفكرون في الفشل قبل النجاح وبالرفض قبل القبول..الخ فنرى  الشر او التفكير السلبي يسبق دائما.حكمه على التفكير  الخيَر والتفاؤل. فأصبح هذا التفكير سمه وعاده في اسائتهم الغير مباشرة من خلال احكامهم على الكل لأثر واحد.  وذلك حين يكون احد افراد الاسرة منحرفا او سيء الخلق  يكتسب محيط الاسرة جزءا كبيرا من جزاء هذا الانحراف في نظرة  المجتمع.قد جعل الناس حكمهم شر محض لا مجال للخير فيه من خلال احكامهم بالشر ليكون بصمة ثابتة على كل المجتمع والناس بشكل مستفحل يستعصي اصلاحة او تغييره مهما كان حجمه او تفسيره.

قليل من البشر ممن يتمكنون من تجويد طاقاتهم النفسية  بمحايدة بين الخير والشر.

فالتفكير لدى الانسان لسع يقع على الخير والشر رغم انه من مخرج واحد هو العقل ولا يختلف كونه او تكوينه عند الرجل او المرأة اللهم الا بالعلم يكون مكيال الفكر فارقا..فالقدرة على التفكير طاقة محايدة  ولكن حين  نستخدمها للنفع العام فهي خيرة ونستخدمها للإيذاء وإيقاع الضرر فهي شريرة  ولكنها هي في ذاتها من حيث هي نشاط بشري لم تتغير في الحالتين فالمجتمع الواعي بالتربية والعلم والعقيدة يسوده الأمان من خلال تحديده السلوك والفكر السليم ومعرفته بحجم الصراع داخل نفسه بين هذين القطبين المتنافرين فلا يمكن ان يظلم أحد على حساب آخر أو يحمل إنسان وزر آخر..

القرآن الحكيم لم يغفل ذلك الامر من حيث تحمل الانسان وزر الاخرين سواء بالسمعة او العقاب او الشهرة..

قال الإمام الطبري في تفسيره: "{ ولا تزر وازرة وزر أخرى } يقول: ولا تأثم نفس ءاثمة بإثم نفس أخرى غيرها ولكنها تأثم بإثمها وعليه تعاقب دون إثم أخرى غيرها.

مشكلة المجتمع العربي بالذات أنه سلبي النظرة غالبا وفي أمور القضايا والذنوب خاصة فهي لا تغتفر ويبقى الانسان يعاني منها مهما طهر وتاب يبقى جرح الذنب لا يلتأم وليس ادل على ذلك حين المصاهرة فكثير من الفتيات والاسر قد حملوا ذنوب عائلهم مثلا إذ هو يتعاطى المنكر وهناك من زل فكره وأضاع الكبر عقله ليرى الفقر ذنبا..

ففي العقيدة السمحاء نرى ان  الخطأ او الذنب عند المذنب  يستوجب التوبة لقوله تعالى :رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا. والإنسان منا يحاسب الإنسان لآخر حياته بذنب غيره.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 7 تشرين الثاني/2007 - 26/شوال/1428