الأوزون.. حافظة الأرض تحت الخطر

عدنان عباس سلطان

 شبكة النبأ: في قراءة لكتاب البيئة لمؤلفه الإمام الشيرازي بخصوص البيئة وما يعتريها من مخاطر فاننا نجد استفاضة من لدن الشيرازي حول هذا الموضوع المهم والحساس، فيعرّف الإمام البيئة الهوائية او الغلاف الجوي بالحضن الدافئ الذي تحيا الارض فيه وكانه رحم كبير خلقه الله سبحانه وتعالى من ضمن الفيض الكبير الشاسع لكي يمارس البشر حياتهم على امتدادها ويكملون مسيرتهم وسعيهم نحو الكمال ليعبروا  به الى العالم الآخر.

والبشر هنا وهم يسعون للميلاد المنتظر ذلك الميلاد السرمدي الذي تصبو اليه نفوس المؤمنين والموحدين والمناضلين من اجل خير الانسانية في بقاع الارض غربا وشرقا وهو ذا مخاضهم في هذا الحضن المحفوظ. انما يؤصلون سلوكهم النبيل والمعمر في الحياة من اجل تحقيق المثل العليا في الاخلاق ويسلكون السلوك الافضل من اجل صيانة الانسانية من التردي والنكوص، وهذا هو نضالهم الحقيقي وهم يتصدون لأهل الشر الذين يمارسون تخريب الاشياء ويسلكون الطرق الراكسة في العفونة من اجل الغايات الموقوتة والمطامع التي تبنى في غالبها على مآسي الآخرين ظلما واستغلالا واستعباد.

والاوزون يشبه ان يكون من ضمن البالون الهوائي الذي يدور مع الارض دورانها كحافظة مرنة تصد المؤثرات المدمرة من النيازك والشهب ومن حجارة او حديد مقذوف من الكواكب المتفجرة والانتحارات الحادثة في الفضاء في الاجرام السابحة القديم منها او الحديث.

وتصل سرعة النيزك في بعض الحالات الى 50 ميل في الثانية ثم انها تتعرض للاحتراق السريع عندما تدخل في الغلاف الهوائي الحاوي للارض ولا يبقى منه غير الرماد ويعتمد ذلك كمية الطاقة الحركية والعزم الدافع لحركة النيازك.

اما الضوء المتوهج الذي يمكن مشاهدته انما هو الهواء المحتك والمزاح امام النيزك والذي ياكل النيزك تدريجيا، وخلال ثوان يكون النيزك قد تحول الى هباب من الدخان والرماد.

يتالف الغلاف الجوي من ثلاث طبقات.

**التروبوسفير : وهي الطبقة القريبة من الارض اذ يبلغ علوها مابين 12 ـ 15 كيلومتر وفيها تحدث تفاعلات المناخ والطقس.

** الاستراتوسفير : وتبعد عن الارض بـ 20 ـ 40 كيلومتر، وفيها نسبة قليلة من غاز الاوزون وهي المصفاة لمعظم الاشعاعات الشمسية الضارة.

التربوبور وهي المنطقة التي تتوسط المنطقتين السابق ذكرهما، وكل هذه الطبقات انما هي فلاتر الغلاف الجوي الذي يشكل حافظة متينة وقوية ضد القوى المهددة لامن البشرية وهي معدة بطريقة تكوينية ان تحمي من الخارج فيما تكون من داخلها مرنة تقبل التبادل التاثيري ومن هذه النقطة فان الاختيار يظل لدى الانسان في ابقائها على نقاوتها ام يجنح الى التاثير السيء فيها.

**( وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون..).

**(والارض مددناها والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل شئ موزون..).

غاز الاوزون ازرق اللون باهت وله رائحة مميزة وينتج طبيعيا عن طريق التفريغ الكهربائي او يتم انتاجه صناعيا من الاجهزة عالية الفولتية وعن طريق التفاعلات الكيمياوية لضوء الشمس مع التلوث عندما يصطدم الاشعاع فوق البنفسجي المنبعث من الشمس مع جزيئات الاوكسجين في اعلى الغلاف الجوي حيث يقوم فوتون ضوئي بشطر جزئي الاوكسجين الى ذرتي اوكسجين عاليتي النشاط تقوم كل واحدة منهما بالاتحاد مع جزيء آخر لتشكل غاز الاوزون السام، وكلما كان تلوث البيئة الناتج صناعيا كلما نقصت نسبة غاز الاوزون الطبيعية التي تمتص الاشعة الضارة الآتية من الشمس ويزداد ايضا احتمال الخطر وتدني الكفاءة الحافظة بما لها من ميزات للحماية من الاشعاعات الداخلة الى الارض اي انها قد تحدث بما يشبه الثقوب الواهنة في الغلاف الجوي وقد تتكاثر هذه الثقوب لتشكل شرخا بيئيا ينجم عن مخاطر مهلكة للاحياء او مؤثرة بدرجة الكارثة.

حيث يكون من الطبيعي في تلك الحالة الغير طبيعية ان يصاب الانسان والحيوان بالامراض الخطيرة الناجمة عن الاتعرض القسري للاشعاع كسرطان الجلد الناتج عن تاثير مركبات الكلورو فلور كاربون إضافة للحروق الشمسية والعمى والشيخوخة المبكلرة وتشوه الاجنة واضعاف جهاز المناعة في جسم الانسان.

ومن المعلوم ان الاشعة المتوازنة لها اهمية بالغة بالنسبة للاحياء وان نقصها او زيادتها تؤدي الى اضرار وخيمة فيما يكون الحرمان من الاشعة الشمسية الى هشاشة العظام ونقص فيتامين de  اذ لا تزيد نسبة الاشعة في لندن على سبيل المثال عن 82 بالمائة في المدن الصناعية وقد جائت توصية الاطباء بلزوم تعرض المواطنين في الدول الصناعية الى الاشعة ولو لمدة شهلر واحد في السنة يقضونها على الشواطئ او المنتجعات الريفية او البعيدة عن الجو المغبر بالدخان الصناعي.

**يقول الإمام الشيرازي (قده) : ان الافراط ينتج بالضرورة خلل، بكونه يشذ عن الوزن الذي جعله الله سبحانه وتعالى في الاشياء.

فان الاشعة البنفسجية التي تصل الى الارض من الثقب الاوزوني تكون ذات طاقة عالية تكفي لتحطيم جزيئات مهمة في جسم الانسان ومنها الجزيئات المسؤولة عن نقل الصفات الوراثية في الاحياء من بشر ونبات وحيوانكذلك تزيد من الامطار الحمضية وينعكس على البيئة والمناخ بصورة كبيرة إضافة الى زيادة منسوب البحار والمحيطات بسبب حرارة الارض وهذ ما يؤدي الى غرق مدن ساحلية في شتى بقاع العالم.

**وهنا يقول الشيرازي (قده): لقد تحول الساسة في منتصف القرن الحالي الى عمالقة اقتصاد وسلاح وصناعة لكنهم صاروا اقزاما في الايمان بالله والقيم والمبادئ والاخلاق المسيحية التي يدعونها ولم يحاولوا بجد ان يتصدوا لهذا الخطر رغم انهم يمسكون بالامكانيات.

**( وإذ قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون ..).                                              

المصادر:

كتاب البيئة/ الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 5 تشرين الثاني/2007 - 24/شوال/1428