زيارة خاصة الى مثلث الموت(2-3)

مشاهدات عراقية ساخنة شمال بابل

 الحصوة - الاسكندرية - اللطيفية - اليوسفية

علي الطالقاني

شبكة النبأ: بالرغم من هشاشة الوضع الأمني وانتشار الكثير من المجاميع المسلحة التي حملت عنوان الجهاد تحت غطاء القتل في مناطق مثلث الموت التي تشمل اليوسفية جنوب بغداد15 كم والمحمودية 20كم واللطيفية 30 كم والحصوة 45كم تبقى مشاهد القتل والدمار والتخريب معلم واضح من معالم العنف والإرهاب، ففي الحلقة السابقة تحدثنا عن بعض المشاهد وتأتي هذه الحلقة الثانية مكملة لباقي المشاهد هناك. علما بأن هناك حلقة أخيرة تحت الإعداد.

المشهد السادس: كانت هناك مجاميع مسلحة ترتدي الزي العسكرية وينفذون عمليات القتل للابرياء والمدنيين فهذا شيء اخر لا يستطيع الفرد ان يأمن على نفسه علما ان تلك المنطقة التي زرتها فقد أهلها الكثير من أبنائهم وذويهم بهذه الطريقة ، توسعت تلك العمليات واخذ الناس على عاتقهم ان يجدوا حلا لهذه المشكله الكبيرة المتنامية اخبر الناس الامريكان بتلك العمليات حينها اصدر الامريكان امرا الى القوات العراقية بعدم الخروج ليلا للتفتيش والمداهمات وكذلك اخبروا الناس على انهم يتصدوا لكل من يقرب منهم بهذا الزي ليلا.

المشهد السابع: حدثت عمليات ارهابية على الشارع العام بين محافظة بغداد وبابل وخصوصا في منطقة مابين مشروع المسيب واللطيفية شهدت هذه المنطقة  اعمال كثيرة ومن احدى المشاهد جاءت سيارة فيها ثلاث اشخاص احدهم كان معمما متوجهون الى محافظة بابل وكانت سيارة من نوع اوبل اوميكا تسير خلفهم موجهة السلاح تجاه الركاب ويطلقون وابل من الرصاص، أدى أطلاق الرصاص الى انقلاب السيارة على جانب الطريق و أما السيارة الاوبل تقدمت مسافة 400 متر تقريبا وغيرت اتجاهها قادمة نحو السيارة المقلوبة نزل شخصين من الاوبل يحملون معهم البانزين رموه على السيارة المقلبوة واحرقوها مع الركاب.

وهناك مشهد اخر لايقل وحشية كان طفل يرعى الغنم لا يتجاوز عمره اثنتي عشرة عام قرب الشارع العام اختطفه مسلحون قرب تلك المنطقة وذبحوه من الوريد الى الوريد ورموا براسه.

المشهد الثامن: بينما كنت اتجول في منطقة الحصوة شمال بابل رايت مظهرا من مظاهر العنف لا يقل أهمية عن المواقف المسبوقة، عند تجولي في المنطقة وكنت مشغول بمعالجة احد المرضى وانا في الطريق بينما كان صاحب محل للادوات الاحتياطية داخل محله وكان معه ابنه البالغ من العمر 10 سنين وكان هناك زبون يتبضع من المحل توقفت سيارة من نوع أوبل ايضا وكانت هذا النوع من السيارات دائما مايمارس به عملية القتل وذلك لمتانة السيارة، نزل مسلحون يرتدون ملابس مدنية لا تظهر عليهم ملامح التسليح دخلوا المحل بينما كان صاحب المحل يتكلم مع الزبون ناداه احد الارهابيين ليتجه نحوه أخرج أحد المسلحين مسدس وهو  يرمي الرجل مع الطفل باطلاقات ملئت صدر الرجل واصابت ابنه، انتشر الذعر في المنطقة واخليت من الناس تقريبا بينما الرجل ينزف ويعاني من الم الموقف الذي رآه بأن أبنه مضرج بالدماء، نقل الاثنين الى المستشفى واثناء الطريق واذا فوجئت بسيارة يقطنها مسلحون وهم يخرجون السلاح ويطلقون وابل من الرصاص تجاه سيارة من نوع لاندكروز قتل صاحبها وسقطت السيارة في النهر الذي يربط مدينة الحصوة بمنطقة الاسكان.

كان ذلك اليوم حافلا بالعمليات الارهابية عند وصولنا الى مستشفى الاسكان القريبة من الحصوة ونحن في صالة عمليات المستشفى وقرب الطواريء حيث كان ذوي الجرحى والمقتولين يتجمعون ترتسم على وجوههم ملامح الخوف من القادم. كان المنظر لايحتمل كان الاطفال يبكون ونساء تترقب قرار الطبيب حول حالة المصاب ولا تعلم أنها ستترمل بعد ساعة أو أكثر.

وعند استفساري على الشخص الاول اي صاحب المحل تبين انه قد شارك في بناء حسينية وهدد من قبل بسبب التبرع للبناء ولم يستجيب لهم بان يهاجر عن المنطقة. أما الثاني فلا علم لي به.

المشهد التاسع: عند وصولي الى منطقة الحصوة وبالضبط في السوق شهدت عملية لا تقل خطورة بالنسبة لي وكنت معرضا للقتل بسبب الرمي العشوائي كان هناك علامة مرورية قرب مركز للشرطة عندها كان زحام السيارات ظهرا وكان الوقت يقترب من الصلاة وبينما كان المؤذن ينادي للصلاة سمعت وابل من الاطلاقات ومسلحون يتوجهون على سيارتين من نوع GMC أيضا متجهة الى محافظة بابل كانت السيارتين تحمل أشخاصا يرتدون ملابس مدنية ويوحي المنظر بأنهم رجال من الاستخبارات أو الأمن الأمريكي وكانت سيارة الأوبل تسير خلفهم ويخرج منها اطلاق النار بكثافة عندها أصيبت السيارتين بعدد من الأطلاقات ولاحظت أن كميات من الدم تسيل من السيارة بينما كانت تسير مسرعة وهربا من الحادث عندها لم يقتل السائق لأن رمي الرصال كان من الخلف.

المشهد العاشر: كان هناك مجموعة من الاطفال يلعبون كرة القدم في ساحة وسط الحصوة وتحديدا في بداية حي الانتصار ولكن لايعرف هؤلاء الأطفال ماسيلحق بهم من أذى، بينما كان الطفل أحمد أو محمد يلعب بالكرة متجها نحوة الهدف يريد أن يسجل الرقم القياسي على لائحة الأهداف سجل الهدف وسجل معه أنتصار آخر هذا الأنتصار تمثل في الشهادة على أيدي زمرة أرهابية أستهدفتهم بواسطة قذيفتين هاون.

عندها وقعت في حيرة متعجبا من شدة الموقف وبدا لي سؤال ما ذنب هؤلاء الاطفال الذين منعوا من اللعب في هذه الساحة والتي جعلت ساحة للنفايات فيما بعد، تبين أن هذا التجمع كان ملفتا للنظر ومخيفا علما أنه لم يسبق حادث من هذا النوع ولاكن أصر الأرهابيين على نشر الذعر في المنطقة بعد أن منعوا من دخولها.

المشهد الحادي عشر: كانت هناك شاحنتين تسير بسرعة منخفضة وهي محملة بمادة الكاز لاحدى محطات الوقود على الشار العام الذي يربط منطقة اللطيفية مع منطقة الحصوة وتعتبر هذه المنطقة من أشد المناطق خطورة وعرضة للاستهداف من قبل المجاميع المسلحة وبسبب عدم وجود طريق آخر يربط محافظة بغداد بالمحافظات الجنوبية عدا الخط السريع ولكنه لايقل خطورة لعدم سالكيه.

كانت الشاحنتين متوجهتين الى اللطيفية ألحقتهما سيارتين تحمل مجاميع مسلحة بينما كان هناك مسلحين يتخفون خلف القصب والأدغال على جانبي الطريق نحن كنا بالاتجاه المعاكس ولزحمة الطريق كانت السيارة تسير ببطىء خرج المسلحون يحملون سلاح من نوع القاذفات (RBG7) أطلقوا قذائفهم مستهدفة الشاحنتين عندها انفجرت السيارتين وتصاعدة ألسنة اللهب وقد أخذت مني شيء وأحسستني بحرارتها وذكرتني بحرارة جهنم وأن هؤلاء كيف لا يشعرون بها وهم يقتلون نفس ويزهقون أرواح بلا ذنب عدت بعد يوم من الحادث وكانت السيارتين متوقفتين وسط الشارع العام قد أخذت النيران منها مأخذ بليغ حتى انتبهت اليها لايوجد سوى هيكل فقط بينما كان الشارع هو الآخر لم يسلم من هذا الحادث فكانت هناك حفر في الشار بسبب النيران ومادة الكاز التي أتلفت الشارع.

المشهد الثاني عشر: في نفس المنطقة تقريبا كان هناك حادث مشابه للحادث السابق ولكن كانت الشاحنتين محملتين بجدران كونكريتية متوجهة الى بغداد حيث احرقت الشاحنتين وقطع رؤوس السائقين حسب رواية أهالي المنطقة.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 29 تشرين الاول/2007 - 17/شوال/1428