الاستهتار الأمريكي على مدينة الصدر

شوقي العيسى

 خرج من داره يسترق الأنظار ويتلفت يميناً وشمالاً واضعاً يديه في خاصرته رافعاً رأسه ذو أنـِفه وبختره وتطلعات لا يملؤها سوى رصاصة الرحمة، وقف شاخصاً مرة متمشياً تارة أخرى يتدحرج على ناصية أبواب جيران المحلة، نظرات الجيران تتعقّب خطواته المملة وسكون مفعم بالضجر والاشمئزاز يلوح في أفـق المحلة التي ابتلاها الله بشبح تلك الشخصية المرعبة حتى وقف عند أحـد أبواب المحلة ليركل باب الدار برجله الآثمة،، رجل مسن تعلوه شيبة مسرعاً الى باب الدار ليرى ماهذا الذي أندفع على باب داره. صمت يلوح في أفق المسكين متسائلاً ماذا تريد؟؟ لم يرد عليه ذلك الشخص فراح مخرجاً سلاحه بوجه صاحب الدار الذي بقي مذهولا من شدة المنظر قاطعاً الطريق عليه مدافعاً عن ذويه فما كان من ذلك الشبح المرعب إلا  أن أسكن طلقة سلاحة في مقدمة رأس ذلك الرجل الذي شخص بلحظته واختلط ذلك الدم الاحمر بشعر رأسه الأبيض، تعالت الأصوات وتدافعت النخوة والشهامة نحو ذلك الشبح وإذا بذويه وعشيرته بعدتها وعتادها تحول بينهم وبين ذلك المختر.

هكذا حال مدينة الصدر،، مدينة المقابر الجماعية.. فلم يزل استهتار الأمريكان على تلك المدينة البطلة والصامدة والمضحية،يطؤوها كلما راقت لهم ويقصفوها كلما لاحت لهم كما هو حال الشبح الذي تكلمنا عليه في مقدمة المقالة فهو الاستهتار بحد ذاته والاستحواذ على مقدرات البلد الذي تمكنت أمريكا وحلفائها من احتلاله بغباء صدام واعوانه لتكون بذلك مدينة الصدر وغيرها من مدن العراق الباسلة مسرح لعمليات الاحتلال من الامريكان وغيرهم من جياع العالم الذين قدموا للعراق متأملين لحس القصاع وإذا بهم يقعوا في وليمة السباع.

لم تنتهي معاناة مدينة الصدر من وطأة وقصف الامريكان مازالت حكومة العراق تكتفي ببيانات الشجب والاستنكار وشهداء المدن العراقية تلوح في أفق ترفعها أيدي أحبتها ويودعها مخلصي أهلها،، فمتى تنتهي حكايتنا وحكاية الغول الكبير؟؟؟ الذي أبتلع أرضنا وسفك دماؤنا.

ما ذنب هذه المدينة الصابرة أن تقصف كل يوم؟؟ وأن تعذّب كل ساعة وحين،، ومتى تمتلك حكومتنا سيادتها لتوقف استهتار الامريكان فمرة من بلاك ووتر ومرة بقصف مدينة الصدر وغداً لا نعرف منْ القادم؟.

ربما يكون ثمة شخص أو أشخاص ممن أثاروا هيجان الثور الأمريكي بقصف مدينة الصدر ولكن هذا ليس مبرر أن تؤخذ الابرياء بجريرة الاغبياء وان سلمنا ان هناك من ابتدأ بضرب الامريكان من مدينة الصدر فهناك أكثر من طريقة وأخرى للتحري واستقدام الفاعل من خلال الحكومة العراقية ومن خلال ابناء الشعب العراقي لا من خلال جحوش الامريكان.

فمن المسؤول عن اراقة دماء الابرياء؟ في كل مكان سواء اكان في مدينة الصدر أو غيرها من مدن العراق. هل الاغبياء الذين يثيرون جحوش الامريكان؟ أم الحكومة العراقية بصمتها المستمر واكتفائها ببيانات الشجب والاستنكار؟ أم الامريكان أنفسهم باستهتارهم المتكرر؟.

أسئلة كثيرة ومثيرة للشجون ويبقى الشيء الوحيد هو اراقة دماء الابرياء من الشعب العراقي سواء بمدينة الصدر او غيرها فيجب ان يكون هناك حل لذلك الاستهتار الامريكي.    

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 25 تشرين الاول/2007 - 13/شوال/1428