
شبكة النبأ: بعد مرور اكثر من نصف قرن
على بداية الصراع العربي الاسرائيلي بشان فلسطين والقدس ولجت جهات
تربوية اسرائيلية وفلسطينية اسسا جديدة تتبع لاول مرة يكون فيها
الاطفال النواة الاولى في صنع ثقافة الاختلاط السلمي بين المسلمين
واليهود من خلال تدريس اللغتين العربية والعبرية في مدارس واحدة.
عندما يحتفل طال جراد (13 عاما) بسن البلوغ الديني (برمتسفاه) سيكون
مثل اي احتفال يهودي اخر لبلوغ تلك السن ولكن مع اختلاف وحيد هو ان
اصدقاءه العرب سيكونون هناك.
ويحضر جراد المدرسة الوحيدة التي تقوم بتدريس العربية والعبرية في
القدس والتي لها ناظران احدهما عربي والاخر يهودي وفصول مختلطة في جهد
نادر لتعزيز التفاهم والحوار بين الطائفتين.
ويقول مصطفى حسين احد زملاء جراد العرب في الفصل: ما يحدث في بلادنا
أمر سيء. لا اعتقد ان هذه المدرسة ستأتي بالسلام ولكنها تساعدنا على
فهم بعضنا البعض وحتى لو كنا نجادل بشأن السياسة فاننا نظل اصدقاء.
بحسب رويترز.
وتقع مدرسة (ماكس راين هاند ان هاند) بين منطقة بات اليهودية وضاحية
بيت صفافا العربية بالقدس وتخدم طلبة من قسمي المدينة التي يقدسها
المسلمون والمسيحيون واليهود وتقع في قلب الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
وبينما تتعلم الغالبية الكبرى من عرب اسرائيل العبرية فان قلة من
الاسرائيليين اليهود يدرسون العربية الى مستوى متقدم ونادرا ما يدرس
طلبة المدارس من كل طائفة سويا او يختلطون معا.
وتقول حنين كنانة (13 عاما) من عرب اسرائيل: عندما قلت لاصدقائي
للمرة الاولى انني سأحضر مدرسة بها اولاد يهود إستغربوا الامر ولكنهم
الان يشعرون بالغيرة. تعلم اللغة يساعدنا على فهم بعضنا البعض.
وتقبل المدرسة نفس العدد من الطلبة اليهود والعرب وتعامل الجميع على
قدم المساواة وهو امر غير معتاد بالنظر الى ان المدارس الاسرائيلية في
الغالب يتم الفصل فيها على اساس لغوي وغالبا ما تفتقر المؤسسات
التعليمية في المناطق العربية الى معايير المنشآت في نظيرتها اليهودية.
وتقول المدرسة التي تمول بنقود حكومية وتبرعات ورسوم انها تعلم
الاطفال الثقافتين بدمج المنهجين. وهي واحدة من اربع مدارس ثنائية
اللغة في اسرائيل والاولى في القدس.
وقال علاء الخطيب وهو احد الناظرين لرويترز في الجناح الجديد
بالمدرسة: مهمتنا بسيطة للغاية ولكن ليست سهلة في هذا المكان..هي
معاملة الناس على انهم متساوون وان يتعايشوا سويا.
والفلسطينيون الذي يحملون الجنسية الاسرائيلية منقسمون حول ما اذا
كان يتعين عليهم ان يصفوا انفسهم بانهم اسرائيلون عرب او فلسطينيون مثل
الذين يعيشون في الضفة الغربية المحتلة او غزة.
ولعب فصل في الصف الاول العابا لغوية مع تشجيع المدرسين العرب
واليهود للاطفال بالصياح "يلا ..يلا" اي هيا ..هيا ..التي يستخدمها
المتحدثون بالعربية والعبرية.
وتعد ميراف اليهودية بالصف الاول صغيرة للغاية بحيث لاتفهم معنى
تلقيها التعليم باللغة العربية والعبرية ولكنها فخورة بان تعلن انها
تتحدث اللغتين.
وقالت بابتسامة، اصدقائي يتحدثون العربية والعبرية ايضا لاننا نتعلم
اللغتين. انه امر لطيف.
بفضل قانون توراتي يوفر الفلسطينيون
الطعام الحلال لليهود!
وفي مفارقة مبهمة لكنها تاريخية يجبر قانون زراعي توراتي يفرض على
اليهود ترك أرضهم بلا زراعة عاما كل سبع سنوات الصهاينة الأكثر تشددا
في اسرائيل على اللجوء الى المزارعين الفلسطينيين لتوفير احتياجاتهم من
الطعام الذي تحلله الشريعة اليهودية.
ووفقا للشريعة اليهودية يجب على المزارعين اليهود ان "يريحوا" أرض
اسرائيل ويتركوها بلا زرع كل سبع سنوات مرة وهو ما يعني الا يزرعوا
المحاصيل ولا بساتين الفاكهة وان يتركوا الارض بورا.
في السنوات الماضية كان المزارعون اليهود يتحايلون على القانون بأن
يبيعوا أرضهم الى الاغيار بشكل رمزي لمدة عام.
لكن في العام الحالي يريد يهود متشددون سد هذه الثغرة وتحولوا الى
المزارعين الفلسطينيين لمدهم بالخضر والطعام الذي تحلله الشريعة
اليهودية ولم يمسسه اي دنس في مفارقة صارخة في منطقة يتمحور الصراع
فيها حول الارض.
وتوجهت مجموعة من اليهود المتشددين الملتحين وهم يرتدون أوشحة
الصلاة التقليدية الى مزارع الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة
ليختاروا أفضل محصول مكتنز من الطماطم (البندورة) وأكثره صلابة ليعودوا
به الى أهلهم.
وضعوا على كل صندوق ختما أسود باللغة العبرية يعلن ان هذا "طعام
حلال".
وقال الحاخام شنير ريفاتش رئيس المجموعة التي ترعاها الحكومة وتشرف
على تطبيق القانون التوراتي: الرب يريد ان يذكرنا ويقول لنا تذكروا اني
مالك هذه الارض. مرة كل سبع سنوات دعوا قانون الطبيعة يسري وضعوا ثقتكم
في.
بدأ العام الذي يحل كل سبع سنوات بلا زرع او كلأ عام "الشميتا"
الشهر الماضي مع بدء السنة اليهودية وقالت وزارة الصناعة والتجارة
الاسرائيلية ان واردات اسرائيل من المنتجات الفلسطينية زادت بشكل كبير
منذ ذلك الحين.
كانت السلطات الدينية الاسرائيلية تسمح في سنوات "الشميتا" السابقة
بالبيع الرمزي للارض الى الاغيار في اطار ما يعرف باسم "هيتير ميتشرا."
وقال ريفاتش: أجاز الهيتير ميتشرا حاخامون قالوا.. ماذا سيحدث
للمزارع اذا رحلوا؟ خسائر. العدو سيأخذ الارض.
لكن يريد حاخامون متشددون العام الحالي تطبيق تفسير متشدد للقانون
الزراعي التوراتي ومنع الالتفاف من حوله.
ومن اساليب الالتفاف على هذا القانون لجأ بعض المزارعين اليهود الى
نظام المدرجات لزرع المحاصيل على مدرجات مرتفعة يقيمونها فوق الارض
وبهذا يلتزمون حرفيا بعدم زراعة الارض نفسها وتصلح هذه المدرجات لزراعة
معظم أنواع الخضر التي تزرع في اسرائيل.
كما لجأ البعض الى تغطية حقولهم بصوبات زراعية طوال العام وبهذا لا
تصبح أرضهم في الهواء الطلق ومن ثم لا يسري عليها القانون.
وخولت الهيئة العليا للحاخامين المجالس الدينية المحلية سلطة اتخاذ
القرار بشأن كيفية تطبيق احكام الشميتا ويتمسك عدد من اليهود المتشددين
بتفسير حرفي للقانون التوراتي مما أجبر المزارعين العلمانيين على
الانصياع.
واضطر المزارع درور ميموني الذي كان يلجأ مثل كثير من الاسرائيليين
الى "بيع أرضه للاغيار" خلال سنوات الشميتا السابقة لان يقلص انتاجه
لان محصوله لا يعتبر "كوشير" او حلالا طبقا للتفسير المتشدد للشريعة
اليهودية.
وقال ميموني، قللنا الانتاج الى أدنى كمية ممكنة لان مبيعاتنا ليست
مثل السنوات الاخرى.
ويتأثر بعام "الشميتا" حتى الاسرائيليون غير المتدينين لان المتاجر
التي تبيع منتجات لا تجيزها السلطات الدينية مهددة بأن تخسر نشاطها.
وقالت كيرين كاسيت صاحبة متجر في مدينة تل ابيب وهي معقل العلمانيين
في اسرائيل وكانت سلعها لا تحمل ختم "الطعام الحلال" طبقا للشريعة
اليهودية، عدد كبير من الزبائن المعتادين لا يظهرون بسبب الشميتا.
وصرح بائع في سوق بتل ابيب عرف نفسه باسم سامي فقط بأن نقص السلع
التي تحمل ختم "الطعام الحلال" رفع الاسعار.
وقال ان اليهود المتشددين ملتزمون بالشميتا ويشترون من العرب هذا
دينهم. والان ارتفعت الاسعار بصورة كبيرة.
وتناقش المحكمة الاسرائيلية العليا مدى شرعية عملية بيع الارض
للاغيار "هيتير ميتشرا" وشكل بعض الحاخامين جماعات تقدم بدائل للحظر
الديني يلتف حول التطبيق المتشدد له يسمح للمزارعين اليهود بالاستفادة
من الثغرات.
في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة وقف التاجر الفلسطيني غالب
ابو سنينة الى جوار أقفاص الخضر والفاكهة بينما كان اعضاء يهود من لجنة
الشميتا المسؤولة عن تطبيق القانون التوراتي تختار ما ستشتريه.
كان للقانون التوراتي تأثير على الاقتصاد الفلسطيني بزيادة الطلب
على المنتجات الفلسطينية.
وقال ابو سنينة، ارتفعت اسعار الخضر.. خاصة الطماطم لان
الاسرائيليين يشترون مئات الاطنان من المزارعين الفلسطينيين. |