الإكتئاب يرتبط بطبيعة العمل والصفات الوراثية

اعداد/ صباح جاسم

شبكة النبأ: تعد الكآبة آكل مختفي في طيات الشعور لدى الناس ورغم الهدوء الذي يتمتع به الا انه من الخطورة بحيث يكون الطريق لكثير من الامراض المدمرة اذ يتحول فعله انعكاسيا الى مرض عضوي بالغ الخطورة، وان كثير من الناس يقعون ضحايا له بنتيجة تعقيدات الحياة ولحساسية الاشخاص وجوانبهم الوراثية واسلوب الغذاء وثقافتهم الاجتماعية والعمل الذي يمارسونه، ولتعدد هذه الاسباب فانه قلما ينجو من قبضته الا النزر اليسير من المجتمع.

ففي تقرير حديث في امريكا يربط بين طبيعة الوظيفة والاكتئاب، تم الكشف أن معظم الأفراد الأمريكيين الذين يعملون في خدمة المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة وفي حضانة الأطفال والمطاعم، يعانون من معدلات مرتفعة من هذه الاضطرابات النفسية. بحسب الـ CNN.

ووجد تقرير حكومي أن هناك سبعة في المائة من إجمالي العاملين في القطاعات المذكورة آنفا وبدوام ساعات كاملة، قد عانوا العام الفائت من الاكتئاب.

وكشف التقرير أن الإناث العاملات في هذه القطاعات معرضات للإصابة بالاكتئاب أكثر من الذكور، كما أن صغار السن ممن يعملون في هذه الوظائف معرضين للوقوع ضحية الاكتئاب أكثر من نظرائهم من كبار السن.

كذلك هناك قرابة 11 في المائة ممن يعملون في مجال الإسعاف مثل الاهتمام بحضانة طفل ومساعدة المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة في تصريف أمورهم اليومية، قالوا إنهم أصيبوا باكتئاب استمر لأسبوعين أو أكثر، وفق أسوشيتد برس.

ومن عوارض هذا الاضطراب النفسي شعور الفرد بفقدان الاهتمام بمحيطه والاستمتاع بما يجري حوله، بالإضافة إلى ظهور عوارض أخرى متلازمة منها قلة النوم والقلق واضطرابات أخرى في الأكل والتركيز.

وبيّن التقرير أن الموظفين الأمريكيين الذين يعملون كنادلين وطباخين في المطاعم من كلا الجنسين، لديهم أعلى معدلات إصابة بالاكتئاب بين غيرهم من الموظفين الذين يعملون بدوام كامل، بلغت نسبتها 10.3 في المائة.

فيما جاءت أدنى معدلات بالمرض بين الموظفين الذين يعملون في مجال الهندسة والتصميم المعماري والمسح.

يُذكر أن التقرير الحكومي الأمريكي رصد ظاهرة الاكتئاب في 21 مجال وظيفي رئيسي، واستند إلى معلومات مجمعة منذ عام 2004 حتى 2006.

وأوضح التقرير الذي أشرفت عليه إدارة خدمات الصحة العقلية والإدمان أن الاكتئاب يؤدي إلى خسائر تتراوح بين 30 مليار دولار و44 مليار في السنة بسبب تراجع إنتاج الفرد في العام.

دراسة تحذر من مخاطر العودة الى عمل مجهد

من جهة اخرىقال باحثون كنديون ان الاشخاص في المرحلة المتوسطة من العمر الذين اصيبوا بنوبة قلبية ويعودون الى وظائف مجهدة يواجهون مخاطر للتعرض لنوبة قلبية ثانية تزيد بمقدار المثلين مقارنة باولئك الذين يعودون الى وظائف أقل اجهادا.

وخلص التقرير الصادر من جامعة لافال باقليم كيبيك والمنقول من قبل رويترز: الى ان الخطر يبقى قائما حتى بعد الاخذ في الاعتبار دور عوامل اخرى مرتبطة بامراض القلب مثل ارتفاع ضغط الدم والبول السكري والبدانة والتدخين.

وشملت الدراسة 972 رجلا وامرأة تقل اعمارهم عن 60 عاما سبق ان اصيبوا بنوبة قلبية في الفترة بين 1995 و1997 وعادوا الى العمل.

وخلال متابعة استمرت حوالي 6 سنوات اصيب 124 منهم بنوبة قلبية ثانية وكانت 13 منها قاتلة فيما اصيب 82 بذبحة صدرية.

وقالت الدراسة التي نشرت في مجلة الجمعية الطبية الامريكية the Journal of the American Medical Association ان الاجهاد الوظيفي المزمن الذي حددته بأنه ينطوي على ضغوط نفسية كبيرة وتحكم ضئيل في القرارات التي يتعين اتخاذها ارتبط بزيادة بمقدار المثلين في مخاطر الاصابة بنوبة قلبية ثانية.

وقال الباحثون الذين اشرف عليهم الدكتور كورين ابوا ايبولي ان المخاطر التي تنطوي عليها الوظائف المجهدة تتعلق باستجابة الجسم التي يمكن ان تؤدي الى التهاب بجدران الشرايين وتكوين تخثرات وجلطات دموية في وقت لاحق.

وقالت الدراسة انه ربما يعتقد ان الفشل في اتباع اسلوب حياة اكثر صحة بعد الاصابة بنوبة قلبية او عدم الالتزام بالعلاج بعقاقير ربما يكون ايضا عامل.. لكن لا احد من المعلومات ايد هذه الفرضية.

وقالت الدراسة، الاجهاد الوظيفي المستمر يرفع بشكل كبير مخاطر التكرار (لمشاكل القلب) بين المرضى في الفئة المتوسطة من العمر الذين يعودون الى العمل...

وهذه النتائج تشير الى ان التدخلات الوقائية التي تهدف الى الحد من الاجهاد الوظيفي ربما يكون لها تأثير كبير على تكرار حدوث مشاكل القلب.

الإرهاق المزمن.. قد تسببه فيروسات المعدة والساعة البيولوجية

وقال الدكتور حسن محمد صندقجي: مما قد يكون مفيداً في تخفيف الأعراض التي يُعاني منها المُصابون بحالات متلازمة الإرهاق المزمن Chronic Fatigue Syndrome (CFS) هو انتظامهم في تناول كميات قليلة من قطع الشوكولاته الداكنة Dark chocolate ، أو إضافة مسحوقها إلى المشروبات الساخنة أو الباردة، أي تناول قطع الشكولاتة المُعدة بشكل رئيسي من مسحوق ثمار أشجار الكاكاو، ومن دون الإكثار من إضافة الحليب والزبدة والسكر إليها لتخفيف مرارة طعم مسحوق الكاكاو الطبيعي. وهذا ما دلت عليه دراسة مرشدة ابتدائية Pilot Study تم إجراؤها في بريطانيا على مجموعة صغيرة من المرضى المُصابين بحالات متلازمة الارهاق المزمن، قد وجدت أن أعراضهم المرضية تقل عند تناول الشوكولاتة الداكنة أكثر مما هو حال تناول الشوكولاتة البنية الفاتحة اللون.

واضاف د. صندقجي، كان الباحثون من ولاية كاليفورنيا الأميركية قد طرحوا في عدد أواخر سبتمبر الماضي من مجلة "علم الأمراض الإكلينيكي"، احدى أشد الدراسات طرافة في دواعي إجرائها حول ما قد يكون من أسباب الإصابات بحالات متلازمة الإرهاق المزمن. ذلك أن الباحثين الرئيسيين كانا الطبيب الأب المتخصص في الأمراض المُعدية، وابنه الطبيب المُصاب بهذا المرض! وربطا في نتائج دراستهما بين الإصابات بفيروسات إنتيرو Enteroviruses، التي تصيب الجهازين التنفسي والهضمي وبين ظهور أعراض متلازمة الإرهاق المزمن. في حين ذكر الأطباء من زيورخ بسويسرا في عدد أواخر يوليو الماضي لمجلة "تطورات الأكاديمية القومية للعلوم" في الولايات المتحدة، أن ثمة اضطرابات كيميائية تحصل في جهاز مناعة الجسم، وتُخل بالتالي بعمل الساعة البيولوجية في الدماغ.. وهو الأمر الذي يُفقد المرء ذلك النشاط المرتبط بالإحساس بحلول أوقات النهار، دون ذلك الخمول الطبيعي الذي يعتري المرء في أوقات الليل من اليوم.

واضاف صندقجي، ولا تزال حالات متلازمة الإرهاق المزمن ترهق المرضى والأطباء، بل وميزانيات المخصصات الصحية في دول شتى من العالم، ولا يزال العلماء يبحثون عن الأسباب وراء تفشي هذه الظاهرة المرضية.. وتشير الاحصاءات لهذا العام، الى أن عدد الحالات التي تم تشخيص الإصابات بها في الولايات المتحدة يبلغ حوالي مليون حالة، وأن تكلفة معالجة هؤلاء المرضى تتجاوز مبلغ 9 مليارات دولار سنوياً.. ناهيك عن عدد الحالات المنتشرة في المجتمع الأميركي.

·   توارث الفيروسات: كان الأب، الدكتور جون تشاي، قد همه ما أصاب ابنه، الدكتور أندرو تشاي، منذ عام 1997. وهو العام الذي تم فيه تشخيص إصابته بمتلازمة الإرهاق المزمن. وقاد البحث في أسباب الإصابات بهذا المرض بالتعاون مع ابنه، والذي توصل به إلى علاقة بين الإصابات بأحد مجموعة فيروسات إنتيرو بالذات وظهور متلازمة الإرهاق المزمن كنتيجة لذلك، والمعلوم أن مجموعة هذا النوع من الفيروسات تضم أكثر من 70 نوعاً، وتصيب بالدرجة الأولى الجهازين التنفسي والهضمي، إضافة إلى القلب والعضلات والجهاز العصبي المركزي، وطُرحت في السابق أنواع مجموعات أخرى من الفيروسات، مثل فيروسات إبستن - بار Virus Epstein-Barr وسايتوميغالي Cytomegalovirus وفيروسات بارفو Parvovirus ، كأسباب لهذه المتلازمة المرضية. لكن الإشكالية العلمية، كما قال الدكتور تشاي الأب، كانت في إثبات وجود أي منها حال التسبب بالإصابة بهذه المتلازمة المرضية.

وكان فريق أوروبي قد أثبت وجود الفيروسات هذه في أنسجة الدماغ والقلب لدى منْ أقدموا على الانتحار من مرضى متلازمة الإرهاق المزمن، ولأنه معلوم بداهة أن من الصعب أخذ عينات من أنسجة هذه الأعضاء من الأحياء، فإنه توجه بالبحث عن الفيروسات في المعدة، وذلك لأن الفيروسات هذه قادرة على مقاومة تأثيرات أحماض المعدة، وبالتالي فإن من السهل عليها التكاثر هناك..

وذكر البروفيسور ستيف أتكن، الباحث الرئيس في الدراسة، أن مما استرعى اهتمامه تلك الملاحظة التي أبدتها إليه إحدى مريضاته، بحالة متلازمة الإجهاد المزمن، من أنها تشعر عادة بتحسن واضح في الأعراض التي تُعاني منها عند تناولها قطع الكاكاو الداكنة. وذلك بخلاف ما يحصل معها عند تناول قطع الشوكولاتة الفاتحة اللون الغنية بالحليب والزبدة والسكر.

* متلازمة الإرهاق المزمن حالة شائعة قلما يُلتفت إليها، وتتسبب حالة متلازمة الإرهاق المزمن في الشعور بالإرهاق والتعب الشديدين، وهو ليس من النوعية المعتادة للإرهاق والتعب اللذين يأتيان عند بذل المجهود البدني أو الذهني ويزولان حال الراحة، بل يستمران لفترات زمنية طويلة، ويُعيقان المرء عن ممارسة الأنشطة اليومية المعتادة والضرورية للدراسة أو كسب الرزق أو العناية بالأسرة ومتطلباتها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 18 تشرين الاول/2007 -6/شوال/1428