كوارث تغيرات المناخ أمست حقيقة واقعة

اعداد/ صباح جاسم

 شبكة النبأ: لا شك ان الانتعاش الاقتصادي في العالم سارع من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري لتبلغ مستوى خطيرا لم يكن متوقعا للسنوات العشر المقبلة وقد يسبب تغيرا مناخيا لا يمكن التغلب عليه بحيث تتحول التنبؤات الكارثية الى حقيقة واقعة تفتك بالبيئة والمخلوقات في جميع اصقاع الارض..

وقال تيم فلانيري وهو عالم شهير على مستوى العالم في مجال التغير المناخي اختير شخصية هذا العام في استراليا ان تقرير الامم المتحدة عن التغير المناخي المقرر أن يصدر في نوفمبر تشرين الثاني سيظهر أن الغازات المسببة للاحتباس الحراري وصلت بالفعل الى مستوى خطير. بحسب رويترز.

وأضاف فلانيري أن تقرير اللجنة الحكومية للتغير المناخي سيظهر أن الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي في منتصف عام 2005 وصلت نحو 455 جزءا لكل مليون من مكافئ ثاني أكسيد الكربون وهو مستوى لم يكن متوقعا لعشر سنوات أخرى.

وقال فلانيري للتلفزيون الاسترالي، اعتقدنا أننا سنصل الى هذا المستوى خلال نحو عشر سنوات.

وأضاف، الذي يثبته التقرير هو أن كمية الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي تعدت بالفعل المستوى الذي قد يسبب تغيرا مناخيا خطيرا.

ومضى فلانيري مؤلف كتاب "صناع الطقس" يقول انه اطلع على البيانات الاولية التي سيرد ذكرها في تقرير اللجنة الحكومية للتغير المناخي.

وأضاف أن قياس الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي لا يشمل ثاني أكسيد الكربون فحسب بل أيضا أكسيد النيتروس والميثان والهيدروفلوروكربون.

وأردف قائلا، جميعها لها أثر. ربما يكون أثر ثاني أكسيد الكربون يمثل 75 في المئة ولكن النسبة الباقية هي مزيج من الغازات الاخرى.

وقال فلانيري ان التوسع الاقتصادي العالمي خاصة في الصين والهند يمثل عاملا رئيسيا وراء التسارع غير المتوقع في مستويات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

تغير المناخ سيغير أنماط السفر خلال العقود المقبلة

من جهة اخرى أفاد تقييم لخبراء بالامم المتحدة بأن ظاهرة الاحتباس الحراري ستؤدي الى ظهور سياح يفضلون البقاء في بلادهم مما سيغير جذريا من أنماط السفر ويهدد الوظائف والاعمال في البلدان التي تعتمد على السياحة.

وقال برنامج البيئة التابع للامم المتحدة والمنظمة العالمية للارصاد الجوية والمنظمة العالمية للسياحة ان القلق بشأن التقلبات الشديدة في الطقس والدعوات لخفض السفر بالطائرات الذي يسبب انبعاثات كثيفة للغازات الضارة سيجعل رحلات الطيران البعيدة المدى أقل جاذبية.

وقال الخبراء ان سياح العطلات من أوروبا وكندا والولايات المتحدة واليابان من المرجح أن يقضوا مزيدا من الاجازات في بلادهم أو بالقرب منها للاستفادة من فصول الصيف الاطول.

وفي تقرير تم اعداده لمؤتمر للامم المتحدة حول التغير المناخي والسياحة تنبأ الخبراء بأن الاحتباس الحراري سيقلل الطلب على السفر بين شمال أوروبا والبحر المتوسط وبين أمريكا الشمالية والكاريبي وبين شمال شرق اسيا وجنوب شرقها.

وقالت المنظمات، اعادة التوزيعات الجغرافية والموسمية للطلب على السياحة قد تكون كبيرة جدا بالنسبة لوجهات الافراد والدول بحلول منتصف القرن الى اخره.

وقال كريستوفر رودريجيس رئيس وكالة "زوروا بريطانيا" التابعة للحكومة البريطانية ان القطاع يحتاج لايجاد طرق لتقليل آثار الطلب السياحي المتزايد على الدوام على البيئة والتي تؤثر بدورها على أحوال صناعة السياحة والسفر.

واضاف رودريجيس أمام المؤتمر، الخطر الاكبر هو أن يصبح نجاح صناعة السياحة هو عامل دمارها.

دراسة لـ ناسا تظهر تقلص سماكة ثلوج المنطقة المتجمدة الشمالية 

 من جهة اخرى اظهرت دراسة جديدة لادارة الفضاء والطيران الامريكية (ناسا) ان سماكة ثلوج المنطقة القطبية الشمالية تقلصت خلال العامين الماضيين بنسبة 23 في المائة.

وذكرت الدراسة التي نشرتها مجلة (جيوفيزيكال) البحثية ان تراجع الثلوج التي تطرحها المنطقة القطبية الشمالية في البحر سنويا هي المسبب الرئيسي لتقلص الثلوج البحرية وما لذلك من تاثيرات بيئية. بحسب (كونا).

واستخدم علماء ناسا صور الاقمار الصناعية لمسح مختلف انواع الثلوج البحرية بما في ذلك الكتل القديمة وتلك المتشكلة حديثا ليكتشفوا ان الثلوج التي تقلصت تبلغ حجم ولايتي تكساس وكاليفورنيا مجتمعتين وذلك بين شتائي عامي 2005 و 2007.

وتقلصت مساحات ثلوج المنطقة القطبية شمال كندا الى ادنى مساحاتها على الاطلاق كما ان الثلوج الموسمية التي تدفعها الرياح السطحية الى البحر اصبحت اقل سماكة وتذوب بعدلات اسرع من معدلات ذوبان الجليد القطبي.

الدول الجزر تحذر من تهديد ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي

وحذرت الدول الجزر ، أنه رغم النقاش الذي أثير حول ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية واحتمال ارتفاع مستوى سطح البحر، إلا أنه لم يكن هناك أي إجراءات كبيرة فعالة، تثير الاهتمام حول تغيرات المناخ التي تهدد وجودها.

وقال وزير خارجية جزر المالديف، عبدالله شهيد، أمام اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة إن المجتمع الدولي قام بعقد العديد من المؤتمرات والقمم، التي تم الاتفاق من خلالها على برامج وخطط متنوعة للتصرف، غير أن الفشل كان حليف التطبيق مقابل الأقاويل والبلاغة. بحسب الـCNN.

وجاءت كلمات شهيد هذه بعد أيام قليلة على تنظيم أول قمة مناخ دولية على الإطلاق، حيث سعت نحو إضفاء مزيد العجالة على المحادثات الدولية للتقليل من إنبعاثات غازات الدفيئة.

ويكمن مصدر الانبعاثات الخطرة، التي يطلق عليها أيضاً اسم غازات الدفيئة، بشكل أساسي من احتراق الوقود الأحفوري، مثل محطات الطاقة التي تستخدم الفحم، وفقاً لما نقلته وكالة الأسوشيتد برس.

ويلقي العلماء وأنصار البيئة باللوم على غاز أكسيد الكربون بشكل خاص في ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الأنهار الجليدية وارتفاع مستويات البحر.

وقامت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي بعقد أول قمة مناخية لإعطاء الزخم اللازم للمؤتمر السنوي لمعاهدة المناخ التي تستضيفها بالي في إندونيسيا في ديسمبر/كانون الأول المقبل، حيث تأمل كل من أوروبا واليابان وغيرها من الدول في الشروع بمحادثات للتوصل إلى اتفاقية خفض الانبعاثات الضارة، لتكون بديلاً لبروتوكول كويوتو عندما ينتهي العمل به في العام 2012.

ويذكر أن بروتوكول كويوتو، الذي صادقت عليه 175 دولة، والذي ترفض الولايات المتحدة التوقيع عليه، يطالب 37 دولة صناعية بخفض انبعاثات غاز أكسيد الكربون وغازات أخرى تساهم في ارتفاع الحرارة.

يشار أن المالديف دولة مكونة من عدة جزر مرجانية في المحيط الهندي، وتعتبر الأرض الأكثر استواء على سطح الأرض، حيث يبلغ معدل ارتفاعها عن سطح البحر حوالي 7 أقدام فقط، وبالتالي فهي تعتبر، وبشكل خاص، الأكثر عرضة لمخاطر التغيرات المناخية العالمية.

المناهضون لتغير المناخ يتصدرون المرشحين لجائزة نوبل للسلام

ويتصدر ال جور نائب الرئيس الامريكي السابق وغيره من النشطاء المناهضين للتغير المناخي ترشيحات الخبراء لجائزة نوبل للسلام في عام 2007 وهي الجائزة التي كانت تمنح في السابق لرجال الدولة وصناع السلام والناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الانسان.

وفي حالة فوز أحد النشطاء المناهضين لظاهرة الاحتباس الحراري بالجائزة العالمية الرفيعة في وقت لاحق هذا الشهر فسيؤكد هذا حدوث تحول في مجال العمل الذي تمنح عليه الجائزة بعيدا عن صنع السلام التقليدي ويعزز العلاقة بين السلام والبيئة. بحسب رويترز.

وسيعلن اسم الفائز بالجائزة التي تبلغ قيمتها 1.5 مليون دولار في العاصمة النرويجية في 12 اكتوبر تشرين الاول حيث سيتم اختياره من بين 181 مرشحا.

ورشح عضوان في البرلمان النرويجي ال جور الذي ساهم في زيادة الوعي بتغير المناخ من خلال فيلمه الوثائقي "حقيقة مزعجة" والناشطة الكندية شيلا وات كلوتييه التي سلطت الاضواء على مدى تأثير ارتفاع درجة حرارة الارض على سكان المناطق القطبية لاقتسام الجائزة فيما بينهما.

وقال شتاين توينيسون مدير معهد أوسلو الدولي لابحاث السلام وهو مراقب منذ فترة طويلة لجائزة نوبل للسلام، أعتقد أنهما الفائزان هذا العام على الارجح.

وذهبت جائزة العام الماضي الى الاقتصادي البنجلادشي محمد يونس وبنكه (جرامين) لجهوده في انتشال الملايين من الفقر عبر نظام لمنح القروض الصغيرة.

 ميركل: التبدل المناخي "صار واقعا" في جنوب افريقيا

 وفي سياق متصل اعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان الاحتباس الحراري "صار واقعا" في جنوب افريقيا وذلك خلال تفقدها السبت في شبه جزيرة الكاب منشآت تتصل بالابحاث حول التنوع البيولوجي في افريقيا.

وقالت ميركل اثناء زيارتها منشآت "بيوتا افريكا" وهو مشروع ابحاث حول التنوع البيولوجي في افريقيا وضعه بحاثة المان وافارقة، يمكننا القول ان التبدل المناخي بات امرا واقعا هنا. واضافت ان التبدل المناخي مؤكد في جنوب افريقيا اكثر منه في المانيا. بحسب فرانس برس.

وتابعت في اليوم الثالث من زيارتها لجنوب افريقيا في اطار جولتها على ثلاثة بلدان في القارة السوداء، اذا ارتفعت الحرارة في جنوب افريقيا بمعدل سبع درجات يكون قد فات الاوان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 12 تشرين الاول/2007 -29/رمضان/1428