افتتاح قيادة امريكية في إفريقيا تدشين مكان جديد للصراعات الدولية   

شبكة النبأ: يروج الجيش الامريكي لقيادته الجديدة في افريقيا باعتبارها يد المساعدة والتدريب لأفقر قارات العالم ولكن الكثير من الافارقة يخشون ان تؤدي لمتاعب جديدة في منطقة تعاني من صراعات متشابكة ومتعددة الجوانب.  

ويضفي المسؤولون الامريكيين على القيادة الاقليمية الجديدة التي يجري تدشينها حاليا طابعا زاهيا لخدمة الآخر، قائلين انها مصممة لمساعدة افريقيا على تحسين استقرارها وأمنها من خلال الحكم الرشيد وسيادة القانون وتوفير الفرص الاقتصادية. بينما يرى اخرون ان هذا التواجد قد يدفع روسيا والصين وفرنسا للدخول في صراعات هيمنة مع امريكا لن تضيف للقارة السمراء سوى متاعب جديدة.

والافارقة الذين يشيرون لما يحدث في العراق وأفغانستان يرون مخاطر مزدوجة من القيادة الامريكية في افريقيا في صورة زيادة التدخل الامريكي واحتمال التدخل العسكري ومن خلال جعل افريقيا هدفا لاعداء الولايات المتحدة في العالم.

بينما يرى محللون دوافع استراتيجية تتضح من خلال التجارب السابقة وراء انشاء القيادة العسكرية الامريكية في افريقيا.

وقال بايل عابدي وهو عامل يعاني من البطالة في الصومال، الجيش الامريكي لن يساعد في جلب سوى الضرر لافريقيا. وقتل جنود أمريكيون في الصومال خلال تدخل "انساني" مروع في أوائل التسعينات.

كما ينتقد بعض الصوماليين الدعم الامريكي في الاونة الاخيرة للحكومة الصومالية المؤقتة وحلفائها من الاثيوبيين في مواجهة قوات اسلامية باعتبار أن هذا أدى الى جلب المزيد من العنف الى القرن الافريقي.

وأضاف عابدي، اذا نشرت أمريكا نفسها في افريقيا فان أعداءها.. روسيا وايران والصين.. سيأتون أيضا.

هم يقولون ان الولايات المتحدة تريد تأمين تدفق النفط من قارة تمثل بالفعل مصدرا رئيسيا لواردات الطاقة الامريكية في عالم مضطرب. فسرعان ما ستكون دول في خليج غينيا منتجة للنفط مثل نيجيريا وأنجولا مصدر ربع واردات الولايات المتحدة من النفط.

كما أصبحت صحاري وجبال القرن الافريقي ومنطقة الساحل القاحلة جبهة جديدة في الحرب الامريكية على الارهاب والتي ربما تتعرض فيها دول منتجة للنفط في افريقيا جنوب الصحراء لهجمات من اسلاميين يأتون من الشمال.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن القيادة الامريكية في افريقيا لا تعني وجود قواعد عسكرية جديدة في افريقيا بخلاف القاعدة الموجودة بالفعل في جيبوتي. غير أن بعض المراقبين يرون ان زيادة الوجود العسكري الامريكي يهدف الى مواجهة حملة تجارية ودبلوماسية من الصين للاستفادة من أحد مخزونات النفط والمعادن في العالم التي لم تستكشف بعد بصورة كبيرة.

وقال بيتر تاكيرامبودي مدير افريقيا لهيومان رايتس ووتش (منظمة مراقبة حقوق الانسان)، هناك هدفان رئيسيان.. أحدهما هو تأمين تدفق الموارد خاصة النفط ثم مكافحة الارهاب.

وأبلغ رويترز بأنه في حين أن القيادة العسكرية الامريكية في افريقيا ستعزز من القدرة الدولية على رصد كوارث انسانية ومواجهتها بقوة لا يستهان بها في افريقيا مثلما حدث في دارفور والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان فان الحال قد ينتهي بتغلب الاعتبارات الاستراتيجية الانانية.

وأضاف، عندما تكون هناك صراعات مرتبطة بمكافحة الارهاب وأمن الطاقة فان كلاهما يعزفان على وتر حقوق الانسان.

وعلى الرغم من أن القيادة الامريكية في افريقيا سيظل مقرها في باديء الامر في المانيا فانها ستنتقل في النهاية للقارة ويمثل التوصل الى مقر في افريقيا مشكلة دبلوماسية شائكة.

اذ يرحب حلفاء الولايات المتحدة بهذه المبادرة.

فقال روث نانكابيروا وزير الدولة لشؤون الدفاع في أوغندا، ستكون القيادة العسكرية الامريكية في افريقيا فكرة طيبة للغاية لتعزيز الاستقرار ومكافحة الارهاب في القارة.

وعلى الاقل هناك بلد واحد وهو ليبيريا التي أقامها العبيد الافارقة من أمريكا الذين تم تحريرهم عام 1847 يعرض استضافة مقر القيادة. وقال لورانس بروبليه وزير الاعلام  لرويترز، مجيء القيادة هنا يعني الكثير للبلدين.

غير أن الجزء الجنوبي من افريقيا الذي يضم القوة الاقليمية لجنوب افريقيا معارض بشدة فيما يبدو لوجود قاعدة أمريكية.

وقال الرئيس الزامبي ليفي مواناواسا وهو الرئيس الحالي لمجموعة تنمية الجنوب الافريقي مؤخرا، لن تكون هناك قاعدة عسكرية في زامبيا أو في منطقة المجموعة.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن العاملين في القيادة سيجري توزيعهم على عدد من الدول الافريقية بدلا من تركيزهم في موقع واحد.

ويرى كورت شيلينجر وهو محلل في معهد جنوب افريقيا للشؤون الدولية أن الأهداف الاستعمارية الجديدة والتآمرية وراء القيادة ربما تتلاشى في نهاية الأمر.

وقال، أعتقد أنه بمرور الوقت ستحقق الدول المضيفة مكاسب أكبر كثيرا مما تخاطر به فيما يتعلق بوجود جيوش أكثر حرفية وعلاقات مدنية عسكرية أقوى وقدرة أكبر على مواجهة الكوارث.

ومضى يقول، أعتقد أن الوقت... سيكون كفيلا بتهدئة الأوضاع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 9 تشرين الاول/2007 -26/رمضان/1428