
شبكة النبأ: لا يمكن وصف التقارير
التي اخذ الجانب العراقي بزيادة كشفها للراي العام فيما يخص الدور
المزدوج الذي تلعبه ايران في العراق إلا حالة شائكة من تلاقي المصالح
وتقاطعها في نفس الوقت بمعنى ان لدى ايران حقوقا تراها مشروعة في الضغط
على الجانب الامريكي لسحب قواته كي تتخلص من فكّي الكماشة التي ضربتها
عليها الادارة الامريكية من جميع الجهات بينما هي في نفس الوقت ملزمة
بمساندة العملية السياسية والحكومة العراقية لانها افضل من يمثل امتداد
المصالح للجمهورية الاسلامية في المنطقة اذا ما تم لهذه الحكومة
الاستمرار والاستقرار. وكذلك فان انهيار العملية السياسية وتسرب
منجزاتها من بين يدي الاغلبية في العراق ستكون ايران اول المتضررين
منه.
وعودٌ على بدأ فان الحكومة العراقية لا تستطيع الانحياز الى احد
الجانبين الامريكي (المحتل) او الايراني (المتغلغل)، وعليه فان العراق
سيبقى ساحة صراع مفتوحة بين الاثنين حتى يلتقيان في نقطة واحدة.
واعتبر مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي ان ايران تلعب
دورا سلبيا للغاية في العراق وان تدخلها يهدد عملية المصالحة الوطنية
ولكنه اكد بالمقابل ان مهاجمة هذا البلد ستكون خطأ فادحا.
وقال خلال مؤتمر صحافي في واشنطن ان ايران ودول ومجاورة اخرى
للعراق مثل سورية تتدخل في شؤوننا الوطنية وتلعب دورا سلبيا للغاية.
بحسب فرانس برس.
واضاف، يجب ان توقف ايران تدخلها وإلا فان العملية السياسية الجارية
في العراق ستنهار برمتها. واشار الربيعي الى ان هذا التدخل يكبح
المصالحة الوطنية بين السنة والشيعة والاكراد في العراق.
وحذر مع ذلك من ان مهاجمة ايران ستكون خطأ فادحا. وقال ايضا ان
المنطقة برمتها ستعاني من هذا الهجوم وان جميع التقدم الذي تحقق منذ
اربع سنوات (في العراق) سيضمحل.
وطالب الربيعي باعتماد سياسة الجزرة والعصا تجاه ايران بالقول: يجب
الحاق الاذى بها داخل العراق وفي نفس الوقت تقديم تنازلات لها.
واعتبر انه من اجل ذلك، يجب اولا ان تجري الولايات المتحدة والعراق
محادثات جدية لتوحيد وتنسيق موقفهما حول ايران.
وتساءل، هل الولايات المتحدة مستعدة لتقديم تنازلات لايران ـ وما هي
هذه التنازلات ـ هل يتوجب علينا ان ندفع لهم كي يوقفوا تدخلهم في
شؤوننا الوطنية؟ ـ يجب ان نبحث هذه المشاكل.
وكان الربيعي قال في وقت سابق ان ايران زادت وبصورة كبيرة من تورطها
في العراق وذلك في اطارا لجهود لعرقلة أي تقدم تقوم به القوات
الامريكية الاضافية التي أرسلها الرئيس الامريكي جورج بوش.
وقال الربيعي في مقابلة نشرتها صحيفة واشنطن بوست ان ايران تزيد من
التوتر بتقديم مزيد من الاسلحة المتقدمة للمتشددين المسئولين عن شن
الهجمات على القوات الامريكية.
وقال ان ايران صعدت من دورها منذ لقاء أغسطس الذي تم بين السفيرين
الامريكي والايراني في بغداد لبحث المزاعم الامريكية من أن ايران تقوم
باثارة العنف في العراق.
وأضاف الربيعي أن كبار المسئولين الايرانيين، بما فيهم المرشد
الاعلى آية الله على خامنئي وافقوا على القيام بدور في العراق رغم أنهم
نفوا علانية أي تورط فيه.
وقال ان هناك سياسة واحدة في ايران وهناك آخرون ينفذون هذه السياسة
وهذا يحدث من خلال مجلس الامن الوطني والذي يترأسه المرشد الاعلى.
بيتراوس: السفير الإيراني لدى
العراق عضو في فيلق القدس
من جهة اخرى قال قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد
بيترويس في تصريحات لـCNN إنّ السفير الإيراني لدى بغداد هو في الحقيقة
عضو في فيلق القدس الذي تتهمه واشنطن بتوفير السلاح والتدريب للمسلّحين
في العراق.
وقال بيتريوس إنّ حسن قاسم القمي هو عضو في فيلق القدس، الذي يساعد
المسلحين من السنة والشيعة على حدّ سواء.
وقال، الآن هو يتمتع بالحصانة الدبلوماسية وهو يتصرف على أساس أنه
دبلوماسي، وذلك في التصريحات التي أدلى بها وهو في ديالى القريبة من
الحدود الإيرانية-العراقية.
وجدّد بيتريوس التأكيد على أنّ الإيرانيين الذين اعتقلتهم القوات
الأمريكية في العراق مؤخرا هم أعضاء في فيلق القدس.
وواحد من هؤلاء هو محمود فرهادي الذي تمّ اعتقاله في السليمانية،
فيما تمّ اعتقال خمسة آخرين في أربيل.
وكان قائد عسكري أمريكي في العراق قد جدّد مؤخرا التأكيد على أنّ
الرجل الذي اعتقلته القوات الأمريكية في إقليم كردستان العراقي الشهر
الماضي هو نشط "مهمّ" في فيلق القدس الإيراني مفنّدا نفي طهران الذي
يؤكّد أن المعتقل رجل أعمال.
وقال اللواء كيفن بيرغنر إنّ محمود فرهادي الذي تمّ اعتقاله في 20
سبتمبر/أيلول في مدينة السليمانية، فيما كان يقدّم نفسه على أنه رجل
أعمال ضمن وفد تجاري، هو في الحقيقة المسؤول عن كتيبة "ظفر" وهي واحدة
من ثلاث وحدات تشكّل لواء "رمضان" التابع لفيلق "القدس" التابع بدوره
للحرس الثوري الإسلامي الإيراني.
وتتهم واشنطن الحرس الثوري بدعم مليشيات شيعية في العراق. كما يتهم
الجيش الأمريكي فيلق القدس، الذي يعدّ جناح العمليات الداخلية في الحرس
الثوري، بتزويد المسلحين في العراق بعبوات ناسفة متطورة تستخدم ضد
قواته.
وقال بيرغنر إنّ لواء "رمضان" هو المسؤول عن أغلب العمليات التي
يقوم بها فيلق القدس في العراق وأنّ فرهادي، بصفته قائد كتيبة "ظفر"
كان هو المسؤول عن أنشطة فيلق القدس شمال وسط العراق والتي تتضمن
عمليات النقل عبر الحدود للأسلحة والأشخاص والأموال.
وأضاف أنّ فرهادي زوّد عناصر إجرامية بأسلحة كما أنه ضالع في النشاط
الاستخباراتي الإيراني في العراق لأكثر من 10 سنوات.
وقال المسؤول العسكري الأمريكي إنّه، زيادة على فرهادي، يقبع خمسة
آخرون من فيلق القدس رهن الاحتجاز الأمريكي في العراق.
وانتقد بيرغنر إيران لإغلاقها الحدود الشمالية مع العراق أثناء شهر
رمضان احتجاجا على عملية اعتقال فرهادي. |