اكتظاظ المدن وانتشار الجريمة

 شبكة النبأ: لعل الدول الصناعية قد غرقت فعلا بمشكلة الاكتظاظ السكاني في المدن ولا تملك الوسائل الواسعة لظاهرة السكن المديني إلا من خلال خطط تنموية صناعية، او تغيير النمط الاقتصادي، وهو امر حتمي الوقوع، حيث ان النظام الراسمالي عجز وسوف يعجز امام المشكلات والاختناقات المستمرة معه كالسرطان المتصاعد الخطورة يوما بعد آخر، لكن الدول الفقيرة التي تنامت معها ظاهرة السكن المديني لازالت تمتلك المناورة مع هذه المشكلة من خلال التنمية الزراعية والحراك الاقتصادي بهامش واسع.

ومن هذا الفقدان للامن في ظل الانظمة الاقتصادية المجحفة في الطبقات الواسعة في كافة الشعوب فان المشكلة تضرب باطنابها دولا كثيرة وتتسع جراء ذلك الجريمة المنظمة وغير المنظمة كناتج طبيعي للاكتظاظ السكاني.

فقد قالت وكالة تابعة للامم المتحدة ان الجريمة تنتشر بالعديد من المدن الكبيرة في العالم النامي ولكن الخوف من التعرض لهجمات أشد من مدى خطورتها الفعلية كما أنه يزيد من انقسام شعوب منقسمة على نفسها بالفعل. بحسب تقرير لـ رويترز.

وقال برنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية في تقريره عن عام 2007 انه رغم ان 60 في المئة من قاطني المناطق الحضرية بالدول النامية وقعوا ضحايا للجريمة خلال الاعوام الخمس الماضية الا أن الخوف العام من وقوع هجوم اجرامي او ارهابي لا يتناسب مع المستويات الفعلية للعنف.

ودفع ذلك الافراد والمخططين للتركيز على الامن الشخصي بشكل أكثر مما قد يكون ضروريا ويؤدي بشكل حرفي الى وضع اسوار بين الاشخاص الذين يتمتعون بأمن شخصي والاخرين الذين لا يتمتعون بذلك.

وقالت المديرة التنفيذية للبرنامج أنا تبايوكا  ان التوقعات اسوأ من الواقع، من الصعب ان لم يكن مستحيلا تحقيق التنمية الدائمة والناس يشعرون بالخوف.

وتابعت: لا يمكن ان نقيم حضارة تعيش في خوف. علينا ان نجد سبلا لبناء مجتمعات اكثر اطمئنانا.

وقال التقرير ان الفقر وعدم الامان في امتلاك اراض والعزلة الاجتماعية والتخطيط السيء والفساد كانت من بين الاسباب الجذرية لهذه المشكلة العالمية.

وقال التقرير انه يتعين على كل الحكومات بمختلف انحاء العالم مواجهة هذه القضايا على الفور والا خاطرت بمواجهة كارثة اجتماعية.

وتزداد الامور سوءا بعد سيطرة الحياة المدنية على العالم واستمرار زيادة عدد السكان من ستة مليارات الى تسعة مليارات.

وبحلول عام 2050 سيعيش ثلثا سكان العالم في بلدات ومدن ولذلك بات من المهم جدا مواجهة المشكلة.

وقال التقرير ان الكوارث الطبيعية والكوارث الاخرى التي يتسبب فيها الانسان تزيد من هذه المشكلات علاوة على ان التغير المناخي سيعزز الضغوط اكثر.

وقالت تبايوكا: ان افريقيا ستكون اشد المتضررين من التغير المناخي وان مدنا ساحلية مثل لاجوس ستكون أولى الخطوط الدفاعية.

وتابع: تحتاج افريقيا بشكل عاجل لاظهار مرونة امام الكوارث.

ويعيش اكثر من نصف مليار شخص او ثلث سكان المناطق الحضرية في عشوائيات وأغلبهم بالعالم النامي، وتقع العديد من كبرى المدن بالعالم بمناطق ساحلية وهي الاكثر عرضة لخطر ارتفاع منسوب مياه البحار.

وقال التقرير ان الجريمة تشيع بالمدن الكبيرة مثل تلك الواقعة بامريكا الجنوبية -- حيث يعيش 80 في المئة من السكان بمناطق حضرية -- وفي افريقيا وفيها اقل من اربعين في المئة يعيشون بمناطق حضرية.

وقالت تبايوكا: ان العنف بالمناطق الحضرية يؤثر على الوضع الاجتماعي للفقراء علاوة على ان انعدام الامن يؤثر اكثر على الفقراء ويدمر الروابط الاجتماعية-الثقافية ويحول دون قابلية المجتمع للتحرك وهكذا يساهم في نمو مناطق الاقليات بالمدن.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 3 تشرين الاول/2007 -20/رمضان/1428