الحصاد الثقافي لشهر ايلول

ندوات..مؤتمرات.. محاضرات

شبكة النبأ: نظمت كلية العلوم الإنسانية في برلينDas Wissenschaftskolleg zu Berlin ضمن برنامج «أوروبا في الشرق والشرق في أوروبا» مؤتمراً لمدة عشرة أيام بين 2 و12 ايلول (سبتمبر) 2007 في اسطنبول التقى فيه 22 باحثاً يشتغلون بالدراسات الإسلامية من أنحاء العالم لمناقشة الدراسات القرآنية ودراسات العهدين القديم والجديد واشرف على المؤتمر عددٌ من الأساتذة العرب والأوروبيين منهم أنجيليكا نيورث ونصر حامد أبو زيد وشتيفان فلد.

والهدف من عقد هـذا المؤتمر مزدوج. فهو أولاً يرمي إلى إتاحة الفرصة للمشتغلين بالإسلاميات لتقديم بحوثهم الجديدة في حقول الدراسات القرآنية والتوراتية والإنجيلية ومناقشتها، ويرمي ثانياً وبصفة خاصة إلى التركيز على قضايا المناهج البحثية وتأثيرها في النتائج المقدمة خلاصةً للبحوث، خصوصاً في المسائل ذات الحساسية التي تتعلق بالأديان والحضارات.

ويأتي المؤتمر المشار إليه بعد 30 سنة من نشر كتاب «الاستشراق» لإدوارد سعيد وهو الكتاب الذي غيّر الحوار الأكاديمي في حقولٍ شتى منها الإسلاميات وبعد بدء ظهور تغيرٍ (ارتفاعٍ) ملحوظٍ في نسبة المشاركين في الدراسات الإسلامية في جامعات الغرب من أصول عربية وإسلامية ومن المسلمين الغربيين. صحيحٌ أن عدداً كبيراً من هؤلاء الباحثين من أصول عربية وإسلامية ومن المسلمين الغربيين هم أنفسهم نتاج أكاديمي غربي في الغالب لكن عدداً منهم على الأقل درس في معاهد إسلامية مع أساتذة ذوي شأن.

ولم يكن كتاب سعيد أول كتاب يتـنـاول قضيـة تأثير المنـاهج البحثـيـة في نتـائـج البحوث (فقد سبقـتـه تـقـاليد غربية طويـلة في هذا الميدان) ولا أول كتـاب أصرّ على أهمية تذكر العـلاقة بين الاستشراق والاستعمار عند تناول بحوث الغربيين في الدراسات الشرقية، فقد سبقه كثيرون منهم محمود أحمد شاكر (1996) الذي أصرّ على ربط الاستشراق والاستعمار والتبشير المسيحي في البلاد الإسلامية، لكن الأكاديميين الغربيين بدأوا يصغون عـنـدمـا كتـب الكلام بلغة غـربـية يفهمونها وساعدت على إبراز القضية عوامل أخرى منها التوقيت وبراعة سعيد في العرض ومنظوره الفلسفي وغير ذلك.

ورأى أحد المشاركين في مؤتمر اسطنبول المشار إليه أن الحوار بين المثقفين العرب والغربيين لا مناص منه فالحوار (مؤيداً بممارسة الكتابة والتدريس) وإن اعترته النقوص أحسن من الصياح والتأوه من الهجوم على ثقافة الإسلام والعروبة وتراثهما، فإن ذلك الصياح الذي يكاد يبرع فيه بعض المشتغلين والمشتغلات بالدراسات العربية والإسلامية في جامعات الغرب (ومنهم - منهن أذكياء وذكيات) يدعم دعاوى التافهين من أمثال دانييل بايبس وغيره الذين يمارسون الهجوم على الدراسات الشرقية والإسلامية في الجامعات الأميركية، خصوصاً باعتبارها صارت مجالاً للمتطرفين من المفكرين أصحاب النزعات المعادية للولايات المتحدة. والصياح أيضاً يضيّع على الطلاب الغربـيـيـن فرصـةً ثمينـةً ليتعلموا جديداً عن التاريخ والآداب العربية والإسلامية في إطارٍ من الهدوء والسكينة.

ويمكن القول إن الهجوم الذي تولاّه أمثال بايبس وكريمر على الدراسات الشرقية والإسلامية في الجامعات الأميركية قد فشل في تحقيق هدفه الأكبر إذا كان الهدف دفع الدراسات الإسلامية نحو الدعم المبسط للفكر الموسوس الخائف من كل مدح للإسلام وتاريخه. لكن يكون من الخطأ أن يقال إن هذا الهجوم لم يخلق جواً من الترقب وسوء الظن يتبادله الطلاب والأساتذة وأكثر ما يغيظني فيه تضييع الوقت الذي يسببه لأن أساس عملية التعليم تركيز الطاقـة في تجـاوز عـقـبـات البـحث كتعلم اللغـات المختـلفـة للتعامل مع المصادر بلغاتها الأصلية، والتنقيب عن المصادر النادرة، والتدريب النظري والفلسفي أو المنهجي (وهذا يرمي إلى التغلب على مشكلات تتعلق بالثقة في المصادر في شكل طبيعي)، لكن إنفاق الوقت في ترقب الخديعة من شركاء البحث والمناظرة أو الهجوم على الأقران والأساتذة - في رأيي -قتلٌ للوقت يكاد يسوّي ممارسة البحث بممارسة شيء آخر تماماً.

الحق هنا وسط بين طرفين، فالانسياق وراء الرغبة في مصارعة ذوي الخصومة إثمه أكبر من نفعه إذا سلمنا بأن فيه منفعةً وتجاهل التحيزات والمواقف المبدئية التي تجعل البحث انعكاساً مباشراً لآراء كوّنها الباحث أو الدعيّ من دون رغبةٍ صادقة في الفهم أيضاً خطأ والمطلوب إصرار الأكاديميين على القيام بوظيفتهم وهي التعلم والتعليم وإن أضاع هذا عليهم فرص الشهرة وإرضاء لذات الانتصار والخصومة مع استهجان التحيزات كلها بصفة مبدئية من غير انفعال وانخراط في تفنيدها. 

الندوة التداولية في الشارقة

  بدأت فعاليات الندوة التداولية «المتعالق بين الخطاط والفنان» بدار الندوة بالشارقة، والتي استمرت لمدة ثلاثة أيام وناقشت عدداً من المحاور من بينها الخط العربي باعتباره فناً بصرياً- التقعيد والتطوير..  

إشكالية الانخراط في الحياة- الخط العربي بين يدي التقنيات المعاصرة- هوية الفن العربي المعاصر والمرجعيات الخطية- الحرفة والإبداع، ثنائية التحول في الخط العربي- الهجرة المتبادلة بين الخطاط والفنان- الحروفية الجديدة باعتبارها تأصيلاً- الآخر، النظرة الخارجية لاستخدامات روح الخط العربي- المجتمع الإسلامي والحاجة إلى الفن- نسخ أم ابتكار، دور الخطاط في التعبير عن زمانه- استخدامات الفن المعاصر لأنواع الخطوط العربية- الحروفية الجديدة.. إشكالية الذات أم الموضوع ـ السعي لبناء لغة مشتركة بين الخط والمنمنمة المحدثة ـ هويات وذاتيات، الذاكرة المتبعة للوراقين والخطاطين ـ الحدود بين التراث واستخدامه في الأعمال الفنية المعاصرة.

وقد ألقى عبد الله بن محمد العويس مدير عام دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة كلمة دائرة الثقافة والإعلام بمناسبة افتتاح ندوة «المتعالق بين الخطاط والفنان «جاء فيها إن الندوة التداولية حول المتعالق بين الفنان والخطاط مناسبة أُخرى لتأصيل القيم المعرفية والجمالية المرتبطة بأنساق الفنون ومرئياتها المتعددة.

وكان محور اليوم الثاني ورقة الدكتور الحبيب بيده من تونس، جاءت تحت عنوان «هجرة الخط العربي عبر النبطي التشكيلي من الواقع الدلالي إلى الواقع الجمالي، تناول فيها تطور الخط عبر التاريخ من خط دلالي بسيط إلى خط دلالي جمالي، كالنقوش والسجاد والمعلقات وغيرها.  

ويرى د. الحبيب أن هذه الهجرة إما جاءت كرد فعل على سيطرة الفن الغربي والبحث عن خصوصية عربية إسلامية أو هجرته إلى اللوحة، مشيراً إلى أن كل ذلك بمحاكاة الضيعة وعلاقة الخط بالهندسة وبالتشكيل، مستنداً بذلك على دراسات ومقولات لمفكرين وباحثين وفلاسفة عرب وغربيين.

وتبعاً لكون الخط ابتكارا تطول على مهل، وتوثق بأجمل صورة الأولى في القرآن الكريم، فهل تطوره في بداياته جاء كفن تجريدي أم من خوف المسلمين من الصورة المحاكية لصور الطبيعة أم هو فن قائم على محاكاة الطبيعة أساساً؟

يقول د. الحبيب ان ثمة آلية للخلق عن طريق الوسائط، ومن خلال علاقة العقل بالنفس والنفس بالخلق وإيجاد وتطوير الكثير مما هو كائن، فإن الخط العربي من الفنون التي اعتمدت على محاكاة الطبيعة، وبالتالي هو فن تطور بإرادة وليس كتحصيل حاصل، ويؤكد أن هذا البحث هو المسألة التي يجب أن تطغى مقوماتها على كل حديث جديد، والحديث في لغتنا العربية بطبعه جديد.  

ويرى د. الحبيب أن العلاقة بين الفنان العربي بمفهومه الحديث والخط العربي كممارسة قديمة حديثة وفي نسيج البحث عن تحقيق هذه المعادلة الصعبة كانت كائنة كوناً جميلاً رغم بعض الشوائب الشكلية التي لوثتها نتيجة الاستسهال والابتذال، إذ إلى جانب المبدعين الذين تعاملوا مع العلامة الخطية تعاملاً عميقاً ومنتجاً للمعرفة التشكيلية والجمالية نجد استسهالاً من الأشياء التي يدعي أصاحبها تعاطفهم مع هذه العلامة  

في حين أن هذا التعاطف لا يعدو كونه تحولا من موضع بحث إبداعي إلى موضع تكرار واجترار «ماضوي» وبالتالي أصبح الحرف العربي من حيث هو علامة في متناول كل من هب ودب، يفعل به ما يشاء وكيفما يشاء..  

ولو سألت هؤلاء المستسهلين عن قصدهم وعن دواعي بحثهم وعن الخصائص التي يبحثون منها وفيها وعنها لظفرنا بجواب يتمثل في كونهم يعبرون عن انتماء ميتافيزيقي للحضارة العربية الإسلامية، وهو كلام أيديولوجي لا يتجاوز المعنى الزئبقي لهذا الانتماء في حين أن الفن هو إبداع للمعنى قبل أن يكون تعبيراً عنه.  

تجارب وحوارات  

كما ضمت الندوة في يومها الثاني عرض تجربتين للفنانين وسام حداد من العراق وتاج السر حسن من السودان، وعقب على التجربتين منسق الندوة طلال معلا والباحث عمران القيسي والدكتور الحبيب بيده.  

ورأى القيسي ان ثمة ملاحظة في اعمال الفنانين العراقيين وهي الجنوح نحو نوع من المقامات المتداخلة والتقسيم الشكلي، وأضاف في تعقيبه على تجربة حداد ان الوحدات بقدر ما هي متداخلة هي مستقلة والبناء اعتمد على تميزه باللون بالدرجة الأولى،

وثمة رائحة للطين في كل الاعمال.. ومع ان حداد يقترب من الجداريات البابلية والسومرية إلا ان عليه التعمق أكثر في التجربة وتأصيل المفردات بدلا من استخدام التذهيب «التشابيه» في عاشوراء. من جهته رأى الدكتور بيده ان ثمة نزوحا نحو الشكلانية في اعمال حداد، وتساءل هل الحروفية نابعة أساساً من رغبة أم من حاجة أم شعور داخلي وتحد أم هي تجربة شكلانية بصرية بحتة؟

ومن ثم تحدث تاج السر عن تجربته وعلاقة الرسم والفن التشكيلي بتجربته في الخط، وانتقاله من الخط الكلاسيكي إلى التجربة الحروفية وتناول حسا تماذج من اعماله يتكئ على النص الشعري أو القرآني موضحاً أن ثمة علاقة بين المضامين وحركة الحروف وآلية خطها

وبعد ذلك تناول نماذج من اعماله المتداخلة بين خطين كالتعليق والديواني، وتأثره بالخط المغربي ومن ثم انتقاله إلى اللون وحركة اللون مع لون الحروف الاساسية وجنوحه نحو التجريد والتجريب. وبعد ذلك استعرض الفنان تاج السر تجربة للفنان السوداني حسن موسى،

وتحدث عن شغله ما يربو على العشرين كتاباً للأطفال من خلال الرسم بالخط العربي أكان للحيوانات أو للمرأة مجسدة في حكايات شهرزاد.ودارت نقاشات عن الحروفية والفن والتشكيل والرسم، وهل الحرف العربي مأزق له علاقة باشكالية تطوره وصرامة قواعده أم ثمة اشكالية في الفن العربي عامة؟

 و اختتمت الندوة بعرض ثلاث تجارب متباينة لكل من الفنان الإماراتي د. صلاح شيرزاد، والفنان السوري خالد الساعي، والمخرج العراقي قاسم محمد.

ومصدر تباينها كان من حيث استخدامات الحرف ودلالاته وتجريده، والأجواء التي يتم فيها التعامل مع هذا الحرف والقاسم المشترك بين معظم أعمال الفنانين تأصيل هذا الفن والاستمرار في تطوير التجارب من جهة وتجويد الكتابة من جهة ثانية..

وتناول هذه التجارب كل من الدكتور الحبيب بيده، والباحث والناقد عمران القيسي، والناقد محمد الجزائري ومنسق الندوة الناقد خلال معلا الذي مهد للندوة بحديثه عن علاقة النقد بالتجارب الفنية ودور النقد في حل إشكالية تلك التجارب التي تعتمد على خبرة الذاكرة والصلة بالماضي، موضحاً أن بعض تلك التجارب حاولت أن تستند إلى إرث بصري ماضوي لكنها بقيت عاجزة عن مواكبة الحداثة.

وتطرق معلا إلى إشكالية الحروفية، والخلاف حتى بين الحروفيين أنفسهم، وعدم وعيهم للتاريخ أو تفكيكه، وعدم معرفة جيل منهم للأجيال السابقة مما أضعف التراكم التاريخي، إضافة إلى أن الحروفيين لم يستفيدوا من التنظير النقدي وظلوا أسيري الهوية والمقدس والعقيدة. وأكد معلا ان النقد هو الوحيد الذي يمتلك الأسس العقلية لمناقشة إشكاليات التجارب الحروفية.

تجويد وتجريد  

بكل تواضع وحيادية تحدث الدكتور صلاح شيرزاد عن مراحل تجربته الثلاث، موضحاً أنها لم تكن في زمن متتابع لكنها شكلت ثلاث تجارب مستقلة، كانت الأولى في تجويد الحروف والمقاطع وتنفيذها على النمط الكلاسيكي،  

معتمداً على الثلث والجلي الديواني مع بعض الزخارف ضمن شكل اعتيادي لا يوحي بأي مفهوم أو أية فكرة، وهو بذلك يركز على إحسان الاختيار والشغل على رصف النص على المساحة دون ترك فراغ يسبب خللاً في التكوين الكلي للوحة.  

المرحلة الثانية هي بداية الاعتماد على التشكيل البصري لكن ضمن علاقة الكلمة بمعناها، ومحاولة الخروج من القاعدة المألوفة في الكتابة وحضور للتناظر والشغل على دقة التكوينات، ضارباً على ذلك الكثير من الأمثلة، أكان من نصوص قرآنية أو شعرية.  

وفي هذه المرحلة ـ يضيف د. صلاح ـ ثمة شغل على خروج الحروف بكراً كما هي، ضربات حرة، والخروج عن المألوف في ربط المضمون بالشكل، كما في لوحة «قل هو الله أحد» والشغل على الألف كحرف واحد مرتبط بالوحدانية، وكذلك وجود شفافية لونية في لوحات ترتبط بالدعاء، وهي كمضمون تدل على شفافية الإنسان حين يقف أمام ربه.  

المرحلة الثالثة يبدأ فيها د. صلاح في التعامل مع الحروف كشخوص فاللوحة عناصرها من الطبيعة وفيها الحروف تمثل هذه العناصر ألحانا من حيث حجمها أو سماكة خطها أو لونها، وبذلك نتوزع في حوارات وتتمظهر في أشكال وصور وشخوص هامشية ورئيسية وهكذا.  

تجربة قاسم محمد المثيرة فاجأت الندوة من حيث عمقها ودلالاتها والشغل على تأصيلها من جهة، ومن حيث ربط الحروف بالجدار في عمق الخشبة وبالسينوغرافيا وبالأشكال والثياب وحتى بالأجساد المتحركة على المسرح،

جسدها حداد في مسرحية «مدونات المنشود بين المفقود والموجود» التي تبحث في أزمة الإنسان ووجوده عبر الزمان والمكان، وإنتاج المعاناة الإنسانية والإنطاق والتنطيق، زمان ينطق زماناً ومكان ينطق مكاناً وإبداع ينطق إبداعا.. وهكذا من أبي حيان التوحيدي الذي عاش 104 سنوات في ظل الاستعمار «البويهي» الذي استمر 125 سنة.

من بغداد أبي حبان التوحيدي إلى بغداد الآن  وعبر اشتغال متكامل على الحرف كحرف والكلمة كمجموعة حروف والدلالات اللغوية والإشارات والإيمان في ظل ملحمة من المنمنمات والمدونات تأصل للحرف كما تأصل لمعاناة الإنسانية والخلق والإبداع.

الفنان خالد الساعي من سوريا قدم نماذج من تجربتين متداخلتين من حيث الجنوح نحو التجريد والاشتغال على اللون متكئاً على الشعر كمفهوم وخاصة في التجارب الشعرية الصوفية، وإن كانت أغلب اللوحات لا تقدم للمشاهد قراءة واضحة لتلك الاختيارات إلا أن ثمة روحانية وشفافية وامتشاقات تضفي بعداً بصرياً على تلك الحروف وتداخلها، أكان من الجرس الصوتي للحرف وما يعطيه من حركات أم من التماشي مع روح النص.

ويشتغل الساعي بالثلث والديواني الجلي، كمصدر كالقوة والثبات عند الأول، والمرونة والزخرف عند الثاني، مع الاعتماد بشكل دائم في أغلب اللوحات على اللون الأصفر كخلفية والبني كلون مندرج للحروف ضمن تداخل للضوء والظل يمنح الحروف انكعاسات متتالية على مرايا خفية، مركزاً على حرف دون الآخر ضمن نصوص صوفية لابن الفارض والحلاج.

التجربة الثانية مختلفة من حيث اللون والتشكيل، وتجريد الحروف لاستثمار طاقتها الشكلية أكثر من الاعتماد على دلالاتها اللغوية في ظل حوارات بين الحروف ووشفافية ورقص لوني حركي، إضافة لمحاكاة الطبيعة ومحاولة وربط المقامين بالأشكال المجردة.

بعد استعراض تجربة للفنان البحريني إبراهيم سعد، كانت قد استعرضت دون وجوده في اليوم الأول، والنقاش حول دمجه الرسم بالحروف بعيداً عن أي قواعد وأصول التشكيل في الخط، واعتماده على نصوص شعرية لأبي فراس الحمداني والسياب وغيره

ورسم تلك النصوص مع إضافة لوحات حروفية للوحة منقلة عنها، بعد ذلك رأى الناقد القيسي أن تجربة إبراهيم سعد امتداد لتجارب عراقية سابقة مع محافظته على أصول هذه التجارب وتطويرها، مؤكداً أن ثمة حروفية تعبيرية إضافة للحروفية النصية.  

وفيما يتعلق بقاسم حداد قال القبيسي إن حداد فنان تشكيلي أيضاً، واستطاع من خلال تعامله مع الحرف في الاكسسوارات والخلفيات والملابس والأجساد أن يخلق قوساً بين المسرح لغوياً والمسرح بصرياً.  

ورأى في أعمال خالد الساعي تحميلاً للخلفيات أكبر من اللوحة وحركة الحروف المتداخلة تأويل تشكيلي وتحويل للحرف إلى إشارات وحركات قد يعطي مكوناً مستقبلاً على الفنان والمتلقي، ضارباً المثل بلوحة «منطق الطير» التي لا يمكن لأي مشاهد لم يقرأ للمتصوفة أن يفهمها كما شرحها صاحبها الساعي.

د. الحبيب بيده تحدث عن العمل الفني وكيفية صنعه للمعرفة ورأى في التعبيرية الرمزية والاتكاء على الصوفية كحامل للذات، إشكالية تؤدي إلى نزاعات واختلافات. كما تطرق إلى إمكانية الخط المقروء وغير المقروء، وعلاقة المعنى بالعلامات والإشارات الحروفية مشيراً إلى تجربة الدكتور صلاح شيرزاد وموضوعيته وتعامله مع حدود الحرف الذي يحمل المعنى رغم الشكل الرمزي للتكوين.

ورأى في تجربة الساعي قوة بصرية حين يتجرد الخط من المعنى وتختفي بالتالي القصيدة الصوفية لتعطي للمشاهد قصيدة بصرية، بينما إبراهيم بوسعد فيجاوز بين الشكل الصوري والخطي، ويواشج العلاقة بين اللغة الصورية والكتابة على المستوى المعنوي ضمن ثقافة شعرية وقراءة للعمل الفني.

وتضمنت النقاشات مداخلات من الحضور ومداخلة من الناقد محمد الجزائري تحدث فيها عن تجربة قاسم حداد واشتغاله على تأصيل الحرف كلغة واللغة كمسرح بدءاً من رسالة الطير لابن سينا ومروراً بكتابات على الجسد ومقامات الحريري وبغداد الأزل بين الجد والهزل، وانتهاء بمسرحيته الجديدة التي ستؤسس بدورها لمسرحيات ومسرحيات.  

في ندوة لنادي القلم بالمجلس البريطاني:

حدود حرية التعبير بين النص والتطبيق 

أقام نادي القلم المصري حلقة نقاشية حول حرية التعبير، بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني، شارك فيها العديد من الشخصيات المهتمة بهذا الموضوع، من مثقفين ومحامين وأعضاء من مجلس الشعب، بالاضافة لعضوين من نادي القلم بلندن وهما: جوناثان فرير وشوشة جوبي، وادارت النقاش اقبال بركة رئيس نادي القلم المصري.

في بداية اللقاء، تحدث بول سميث مدير المركز الثقافي البريطاني مؤكدا أن المركز باعتباره مؤسسة ثقافية تعليمية تشجع مثل هذه اللقاءات التي تهدف إلي التبادل الثقافي الحر للأفكار، من أجل التعرف علي الاختلافات الثقافية والحضارية ما بين شعوب العالم المختلفة، وأضاف: انه ربما لأننا نلتزم بحرية تبادل الأفكار والأراء نقدر هذه القيم التي تعبر الحدود الثقافية والجغرافية، فهي قيم انسانية وحقوق لابد أن تشترك فيها جميع الحضارات والثقافات.

وأشار بول سميث أن هناك الكثير من الأقوال التي حفظناها عن ظهر قلب، التي تعبر عن حرية التعبير وأهميتها، وأن هناك من يدعو الي توازن حرية التعبير مع باقي الحريات الأساسية مثل: الحماية من التحيز واختراق الخصوصية واستخدام المعتقدات الدينية.

وأكد رئيس المركز الثقافي البريطاني في كلمته أن حرية التعبير لايمكن أن تحدث إلا في ظل أنظمة سياسية ديمقراطية.

وفي تقديمها للندوة، تعرضت الكاتبة اقبال بركة الي رصد المواد المختلفة للدستور المصري التي تنص علي أن حرية الرأي مكفولة، إلا أن القانون يضم العديد من المواد التي تعوق الابداع الأدبي والفني، فمثلا قانون العقوبات في مصر، والفتاوي المتعاقبة، كل ذلك محمل بالكثير من المعوقات التي تعرقل انطلاق الفكر وتحليق الخيال وتدفق الابداع.

وطرحت اقبال بركة تساؤلا للخبراء القانونيين حول ما رصدته من وجود مواد في قانون العقوبات تخالف الدستور وتقيد من حرية المواطن المصري وتفكيره وابداعاته.

من جانبه بدأ حافظ أبوسعده سكرتير عام المنظمة المصرية لحقوق الانسان حديثه مشيرا إلي الضغوط الموجودة حالية من قبل تيارات أصولية تحارب أحيانا المفكرين والمبدعين، ونموذج ذلك قضية أحمد عبدالمعطي حجازي، وأضاف: ان الدستور المصري به مادتان (47 و48) تؤكدان علي حرية الرأي والتعبير، أما العيب في هاتين المادتين هو الاحالة الي القانون لتنظيم ممارسة هذا الحق، ليأتي المشرع العادي ويعمل علي مصادرة الحق وليس تنظيمه.

أما جورجيت قلليني عضو مجلس الشعب، فقد رفضت فكرة حافظ أبوسعدة الخاصة بأن القانون اعاق مواد الدستور : (لايمكن القول أن الاحالة للقانون تعني اعطاء الحق للمشرع أن يصدر قانونا يعوق المادة الدستورية أو يغير مضمونها أو يحد حتي من فاعليتها، لأن عدم الدستورية لايعني فقط مخالفة حرفية لنص المادة الدستورية و مجلس الشعب هو الذي يوافق علي القانون، ونحن لدينا نص دستوري جيد، ولو أي مادة قانونية بها افتراء علي الدستور ليس فقط بالمخالفة الحرفية ولكن بتفريغ المادة من مضمونها، أو بوضع تنظيمات ضيقة تصل لدرجة القيود، تصبح مخالفة دستوريا).

وأضافت أنا مع المؤيدين بشدة لحرية الكاتب بشرط الالتزام وان يتحري الصالح العام وليس المصلحة الشخصية وألايكون هنا تجاوزا في كلامه وخلط بين الرأي والمعلومة.

وعقب جمال فهمي عضو نقابة الصفحيين علي كلام جورجيت القلليني قائلا إنه كلما سمع كلمة (تجاوزات) تحسس مسدسه، وأن هذا اللفظ اختراع مصري أصيل، يعكس العداء والتوجس الشديد من حرية التعبير وحرية الصحافة.

ودعا حسام بدراوي الجميع الي تجاوز نقط الاختلاف الي الاتفاق موضحا أنه (لسنا مختلفين في الهدف، ولكننا مختلفين في وسائل التطبيق، وكل مهنة لها قواعدها وسلوكياتها، وهناك غياب للجدارة المهنية في مستويات مختلفة).

وتساءل د. فاروق عبدالوهاب: هل يمكن في دولة بوليسية ان تكون هناك حرية رأي وتعبير؟ وتساءل­ ايضا­ المحامي حمدي الاسيوطي: ما قيمة النص الدستوري دون تطبيق حقيقي.

الأديبة هالة البدري، فتحت بابا جديدا للحوار هو أن حرية التعبير لاتعترضها فقط القوانين وانما سلوك المثقفين انفسهم: (كانت صدمة لي ان المثقفين هم الذين يقفون ضد حرية الكتابة، بمعني ان الحوارات التي تمت معي والخطابات التي جاءتني تطلب المناقشة حول روايتي (إمرأة ما) كانت صادمة، فالبسطاء طالبوا بالمزيد من الحرية، في حين ان المثقفين والكتاب عاتبوني علي الجرأة والتجاوز، وكذلك عندما تحدثت عن حرب اكتوبر في رواية اخري، في فترة الرقابة علي كل صحيفة، كان الكتاب يتمتعون بحرية اكثر من وقتنا هذا، فالآن لايوجد رقيب أو جهة معينة للرقابة، إلا ان الضغوط علينا والخوف من الرقابة اسوأ بكثير من وجود الرقيب نفسه).

اما الكاتبة شوشة كوبي فتساءلت في مداخلتها عن أسباب منع كتب حنان الشيخ من التوزيع داخل مصر رغم انها عربية، ولها العديد من الكتب المترجمة الي الانجليزية وحققت كتبها أعلي مبيعات.

وتطرقت الحلقة النقاشية ­أيضا­ الي مشاكل المدونين علي الانترنت والقضايا التي يتعرضون

ترجمة القرآن الكريم بين الاقتباس والاختلاس

 بعد انتشار الإسلام في أصقاع الأرض ودخول الناس على اختلاق ألسنتهم في دين الله أفواجا ظهرت الحاجة لترجمة القرآن الكريم إلى لغات أخرى غير العربية بما يمكن المسلمين جميعا من فهم نصوصه وتدبر آياته، وقبل كل كذلك التعبد به.

ويقول الفيلسوف المغربي طه عبدالرحمن إن أغلب ترجمات القرآن "اختلاسية"، وهي بذلك بعيدة عن الاقتباس الذي يحقق المقصد الإلهي من إنزال القرآن وهو هداية الناس وإقناعهم بالإيمان.

ولتدعيم وجهة نظره يستشهد عبد الرحمن الذي كان يتحدث في محاضرة في الرباط تحت عنوان "الآيات القرآنية والترجمة التأصيلية" بقول الله عز وجل "إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا"، يقول في ذلك إن كلام الله ثقيل لأنه متعال ولا متناه، بينما الترجمة قول خفيف ومحال أن يوضح الكلام الخفيف حمولات الكلام الثقيل. 

ويميز المحاضر بين الأداء "الجبريلي" و"البروميثي" في حمل القول الثقيل. "فالأداء الجبريلي نسبة إلى جبريل عليه السلام حامل الوحي إلى الرسل يتولى النقل من الأصل الإلهي إلى لغة إنسانية بإذن إلهي خصوصي".

في حين أن الأداء البروميثي نسبة إلى أسطورة بروميثيوس اليوناينة يعمل على النقل من الأصل الإلهي بغير إذن منه، فهو اختلاس وانتهاك لحرمة الأصل. ولا مناص لهذا الاختلاس من حمل الأخطاء وارتكابها والوقوع في نقيض المقصود. 

نموذج للاختلاس

وانتقد طه عبد الرحمن الكاتب التونسي الأصل المقيم في باريس يوسف صديق في كتابيه "لم نقرأ القرآن أبدا" و"القرآن قراءة أخرى وترجمة أخرى" معتبرا أن صديق لم يكن قصده دفع الاختلاس، بل كان أكبر همه هو الكشف عن الأصول اليونانية في النص القرآني، "حتى ألبس النص القرآني النص اليوناني جاعلا من فصول أحد كتبه عناوين يونانية مثل "اللوغوس والكوسموس، والإبيستيمي، والتيوس والدوكسا والإيتوس والأنتروبوس".

وكشف المتحدث أن يوسف صديق عمد إلى حذف آيات الأحكام والاعتبار من أخبار الأنبياء، إذ لا حاجة للغربي إلى الوعظ والإرشاد وفق رأيه، واعتبر عبد الرحمن أن "هذا تصرف في القول بما لا يوافق إرادة صاحبه، وهو عين الاختلاس".

تعبدية اللغة العربية

وأكد عبد الرحمن أنه لا غنى للمترجم ولا للمتلقي عن التوجه إلى اللغة العربية التي اختارها الله سبحانه وتعالى لغة للقرآن الكريم.

فالعربية، والحديث لعبد الرحمن، هي التي تحمل المعاني والتوجيهات إلى المتلقي، فلا معنى لترجمة لم يسكنها روح القدس، ولم تقصد إلى تزويد المتلقي بالإيمان وإنهاض همته.

وشدد طه عبد الرحمن على علامتين تجعلان المترجم ملتزما بتوصيل معنى القرآن الحقيقي، "الأولى هي قدرة المترجم على أن يقرأ في قلبه كما يقرأ في كتاب، أي أن يكون متشبعا بالإيمان فلا يحول ولا يزول، فقلبه لوح روحي استحق أن تتنزل الآيات فيه. والثانية أن تتزود روحه بروح ثانية غير الروح الحيوانية، وهي الروح القدسية".

وأبرز في نهاية محاضرته أخطارا تعترض الترجمة سماها أخطار الابتعاد والإبعاد، فالأولى هي التطاول على القول الثقيل، والاغترار بالإتيان بمثله وممارسة التبديل والتحريف. وأما أخطار الإبعاد فهي عدم الاستماع، وعدم الكلام، وعدم النظر. 

فنانون تشكيليون: النقاد يمنحون جوائز الإبداع إلى اللوحات المسروقة

  ناقشت ندوة الفن التشكيلي المعاصر التي عقدت  في ساقية عبدالمنعم الصاوي بالقاهرة والتي حضرها عدد كبير من الفنانين التشكيليين وأساتذة الجامعات الأوضاع المتدهورة التي وصل إليها الفن التشكيلي في مصر وأكد الحضور على احتياج هذا الفن إلى الكثير من الجهود المخلصة من أبنائه ومن المسؤولين حتى يسترد مكانته.  

وأكد د.ياسر منجي الأستاذ بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان أن الفنانين التشكيليين الآن لا يقدمون فنا ذا مستوى إبداعي راق، بل هي في الأغلب أعمال تقليدية وربما تكون مسروقة عن فنانين عظماء من القدماء وتحدث منجي عن تطور الفن التشكيلي فقال: تطور الفن التشكيلي مع تطور المجتمعات ووجوه الفن التشكيلي في مختلف المراحل التاريخية فمثلاً في عهد صلاح الدين الأيوبي رسم أحد المصورين الإيطاليين من مدرسة البندقية في عصر النهضة صورة تعكس ملامح الفارس وبطل حرب كبير،  

وهي صورة رائعة ولكن فيها تجاوز للواقع وعلق على هذه الصورة الناقد جمال بدوي حين قال إن الناصر صلاح الدين لم يكن محارباً ولم تكن لرسمات تؤهله لدخول معارك حربية، بل كان مخططا عسكريا ماهراً وتاريخ الصورة يعود لنفس تاريخ حياة صلاح الدين الأيوبي وصورة أخرى نقلت للسلطان قنصوه الغوري وصورة للسلطان قاينباي  

وفي هذه المرحلة مرحل العديد من الفنانين الأوروبيين إلى الدولة الإسلامية لينالوا رضا الحكام كما فعل الشعراء، ثم جاءت بعد ذلك الحملة الفرنسية على مصر وقدم الفنان الفرنسي «جيرودية» لوحة مرسومة تعبر عن الضباط الفرنسيين وهم يهاجمون المصريين في انتفاضة القاهرة ولوحة أخرى لنابليون بونابرت في مقابر الخلفاء ومن ورائه أحد المصريين يركب حماراً، مما يعكس رؤية المحتمل الفرنسي لمصر في ذلك الوقت.  

وأضاف: واقع الفن التشكيلي الآن يثير الاستغراب فالفنانون لم يهتموا بالتراث الثقافي واسبتدلوا ذلك بمفاهيم غربية والآن يبادرون بالسرقة والخيانة للوصول إلى الشهرة والمجد حيث اتجه بعض الفنانين إلى تبني خطابات فيها مفاهيم لا تعكس الثقافة الدينية العربية، من خلال إظهار الإباحية في كل شيء وتجسيد الجنس بشكل واضح فقد جسدت عدة لوحات عورات ومفاتن النساء وهذا يتناقض مع أصول الحضارة الإسلامية.  

سرقات متتالية  

وحول سرقة أعمال الفنانين القدماء وإعادة رسمها مرة أخرى دون أن إبداعا جديدا قال محمد الصاوي مسؤول النشاط الثقافي بساقية الصاوي أصبحت هناك ظاهرة موجودة عند دخولك أحد معارض الفن التشكيلي حيث نجد لوحات قديمة يعاد طرحها مرة أخرى بنفس تفاصيلها والنقاد يجاملون هؤلاء الفنانين المزيفين بعبارات الإعجاب وأنا أتساءل كيف يجامل النقاد فناً مسروقاً  

فقد يكون من الطبيعي أن نتأثر بأعمال الآخرين، ولكن أن نسرق أعمالهم ونشطب أسماءهم ونقول: انها جديدة فهذا أمر خارج عن المألوف ويشير إلى أن هناك خطأ ما تقع فيه هناك لوحة لفنان ومن الأمثلة على اللوحات المسروقة أرماني «أخد يسايان» رسم فيها هند رستم، يأتي فنان آخر ويعيد رسمها كما هي في أحد المعارض الخاصة به.  

الإبداع العربي الإسلامي عبر التاريخ 

  ضمن فعاليات دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة لشهر رمضان الفضيل نظمت إدارة الفنون في سياق الفعاليات المصاحبة لمهرجان الشارقة للفنون الإسلامية ندوة الإبداع العربي عبر التاريخ مع فن الإبداع الوجداني (لقاء الشعر والنثر والقصة والرواية مع عذب القوافي وبلاغة العبارة وفن القصة والسرد ودراما الرواية).  

بالنادي الثقافي العربي بالشارقة وشارك فيها كل من: ـ د. إبراهيم السعافين (علوم العربية وفنونها: التأثير والتأثر) ـ د. محمد نافع المصطفى (فن البيان القرآني) ـ د. بنعيسى بطاهر (فن البلاغة بين الأمس واليوم) .  

شهرزاد في مؤتمر الاستشراق العالمي في فرايبورج

أضخم مؤتمر استشراق عالمي عقد في جامعة فرايبورج بألمانيا في الفترة من 24 سبتمبر إلي 28 سبتمبر بحضور ألف أستاذ وباحث في قضايا الاستشراق تحت شعار : الاستشراق الماضي والمستقبل لبحث القضايا التي شغلت وتشغل العاملين في مجال الاستشراق في العالم . وضمت قائمة الحضور مستشرقين من القارات الخمس يتقنون اللغة العربية وآدابها وتاريخها إلي جانب اللغات الأجنبية .

من العالم العربي والإسلامي شاركت نخبة متميزة من الأساتذة العاملين في مجال الاستشراق وعلي سبيل المثال لا الحصر من مصر حضر الدكتور يوسف زيدان مدير مركز المخطوطات بمكتبة الاسكندرية ليقدم تجربته في تحقيق ونشر الموسوعة الطبية الشاملة لابن نفيس ومن المغرب حضر الدكتور عبد الفتاح كليطو من جامعة الرباط ليقدم محاضرة عن ابن طفيل لحي بن يقظان وهو متخصص أيضا في حكايات ألف ليلة وليلة .

وعقد هذا المؤتمر العالمي وترتيبه الثلاثون في سلسلة المؤتمرات التي تختص بقضايا الاستشراق بمناسبة مرور 550 عاما علي تأسيس جامعة فرايبورج لإعادة النظر في مناهج البحث وتمهيد طرق جديدة أكاديمية للباحثين الجدد وتقييم المثالب التي صاحبت عمليات الاستشراق وأغضبت العالمين العربي والإسلامي حيث كانت نظرات الشك تحيط بالمستشرقين باعتبارهم أدوات استعمارية للسيطرة علي العالم الإسلامي وهي تهم لها أساس من الصحة غير أن جهود المستشرقين أفادت أيضا في تقديم الكثير من الأعمال المجهولة لنا وقد اعتمد الباحثون العرب علي العديد من جهود المستشرقين .

ألف أكاديمي وباحث يضعون خططا جديدة للسير بعملية الاستشراق قدما بعيدا عن ادعاءات أهل السياسة القصيرة النظر جهد جبار يستحق الالتفات إليه .

وإذا كانت معظم القضايا المطروحة تتعلق بالتراث العربي والإسلامي فالأدب العربي الحديث له نصيب أيضا في هذا المحفل العلمي . وهناك بحث لمستشرق إسرائيلي عن أصول الرواية العربية ويعود بها إلي سليم البستاني 1846 1884 كما قدم باحث ألماني محاضرة عن أدب بقايا المطبخ في مفهوم ما بعد الحداثة وناقش رواية علاء الأسواني عمارة يعقوبيان ورواية بنات الرياض للمانع بعد نجاح توزيعهما في الغرب من هذا المفهوم الحداثي . غيبة الناشرين العرب

وفي ظل غيبة الناشرين العرب أو معظمهم عن هذا المحفل العلمي حضرت دار لسان ومقرها مدينة بازل والمتخصصة في نشر الأدب العربي بالألمانية لصاحبها الدكتور حسن حماد بمجموعة من الترجمات وكذلك المجلة العلمية التي تصدرها الدار عن الأدب العربي .

بورخيس وجميل في الختام

واختتم المؤتمر بشهرزاد وهي تروي الحكايات علي بحيرة جنيف وإلي جوارها بورخيس وجميل عطية إبراهيم حيث قدمت المستشرقة الألمانية الدكتورة اورليكا ستيهلي محاضرة بعنوان شهرزاد وبورخيس وجميل عطية إبراهيم يروون الحكايات علي بحيرة جنيف في القرن الواحد والعشرين ومناقشة قضايا السرد بين شهرزاد وبورخيس وجميل عطية إبراهيم

في ورشة الزيتون :

مسئولية المثقف عن الفساد الثقافي

تحولت ندوة ورشة الزيتون التي أقيمت  لمناقشة سياسة المؤسسات الثقافية الرسمية إلي محاكمة لكل عناصر الفساد الثقافي وعلي رأسها تواطأ المثقفون أنفسهم ومحاربتهم بعضهم البعض لخدمة السلطة حيث قال شعبان يوسف في كلمته إن اليسار قد لعب دورا هاما في ترسيخ سلطة الرقابة وفي أسلمة الدولة. وضرب مثالا علي هذا بالرقابة التي مارسها الكاتب اليساري إلهام سيف النصر علي أعمال فتحي غانم وعلي رواية تلك الرائحة لصنع الله إبراهيم، وأشار شعبان أيضا إلي عمليات الاستقطاب التي حدثت لجابر عصفور وغالي شكري من قبل السلطة في الثمانينيات حيث تحول نقاد الأدب إلي نقاد للإسلام السياسي واستغلتهم الدولة لمحاربة التيارات المتطرفة.

شهدت الندوة التي أدارها د.نبيل عبد الفتاح حضور د.شريف يونس الذي تحدث عن دور المؤسسات الثقافية الرسمية من الزاوية التاريخية، فالثقافة في مصر حسبما أوضح كان لها ارتباط قوي مع الحكومة لكن هذا الدور تراجع بعد ثورة 1919 وظهر مثقفون عصاميون حاولوا صنع مسافة بينهم وبين الحكومة أمثال العقاد وجماعة أبوللو، لكن الحكومة بدأت تحاول التدخل في الشأن الثقافي مع وزارة أحمد ماهر وكان مجرد تدخل محدود تحت غطاء وزارة المعارف وتوقف عند حدود نشر كتب معينة ودعم بعض دور النشر والكتاب: لكن مع الثورة تغير كل هذا حيث أصبحت هناك وزارة تحمل اسم وزارة الإرشاد القومي دورها إرشاد الأمة لما يجب أن تعرفه واستبعاد ما لا يجب أن تعرفه.

وأوضح يونس أن تلك الفترة أيضا شهدت ظهور فكرة تعيين أشخاص من الطبقات الفقيرة وزرعهم داخل أجهزة الدولة المختلفة لمواجهة الطبقة البرجوزاية، ولأن الدولة في ذلك الوقت كانت محكومة من قبل العسكر فقد أرادوا طبقا للمنطق العسكري احكام قبضتهم علي كل شيء وزرع أقدامهم في كل مكان فظهرت فكرة الثقافة الجماهيرية كمحاولة للتغلغل أكثر داخل القري ومراكز المحافظات البعيدة عن القاهرة . ومع قدوم السادات تم استنزاف موارد الدولة المالية في الحروب ولذلك فقد قلت الأموال الموجهة للثقافة ومع الثمانيات تغيرت استراتيجيات الدولة حيث أصبح هدفها الأول هو التنمية والاستقرار وتراجع دور الثقافة لأن دورها ثانوي جدا في المحافظة علي أمن النظام ،ورفعت الدولة يدها من الشأن الثقافي فمن يريد أن يكتب فليكتب كما يريد والدولة من جانبها ودن من طين وودن من عجين لذلك فقد وصف شريف يونس جيل التسعينات بأنه أذكي جيل تعامل مع المؤسسة الثقافية الرسمية لأنه تعامل معها ببراجماتية شديدة حيث لم يرفض التعامل معها ولم يقبلها.

اختلف الروائي فتحي إمبابي مع حديث د.شريف يونس السابق حيث قال إن الثقافة لها دور أساسي في الحفاظ علي أمن النظام وضرب مثلا علي ذلك بما حدث في عهد السادات حينما تخلي عن الثقافة فضرب الإرهاب الدولة المصرية وعلي رأسها السادات شخصيا كما اعتبر إمبابي أن الدولة قد نجحت منذ الثمانيات في فرض الرقابة علي العمل الثقافي ليس من جهة الأمن بل من قبل المثقفين أنفسهم الذين دخلوا في صراعات مع بعضهم البعض تحاول كل شلة فيها تحطيم الشلة الأخري. واليوم أصبحت الأمور أعقد بكثير من الماضي فلم يعد خصم

المثقف هو رجل الشرطة لكن زميله المثقف.

الحوار مع الآخر والحفاظ علي اللغة الطريق الوحيد للنجاة

أقامت نقابة الصحفيين المصرية ندوة لمناقشة كتاب د.مصطفي عبدالغني مشرق ومغرب وهو رحلة أدبية قام بها في أرجاء العالم العربي من الجزائر إلي العراق ويحاول من خلال ذلك تلمس المشاكل التي يعاني منها هذا العالم. وقد تناول الكتاب بالتحليل د.مني طلبة و د.حسام عقل وأدارها د.محسن خضر. ونتيجة لطبيعة العمل ومحاولته لكشف الواقع الثقافي العربي الراهن فقد اتسع مجال المناقشة ليشمل العديد من القضايا منها دور المثقف وتناولته د. مني حيث اعتبرت أنه دور بلا تأثير خاصة إذا ما تعرض للسلطة وممثليها،.

كما أشارت د.طلبة إلي قلة الاهتمام الحالي باللغة العربية باعتبارها الكنز الذي يمتلكه العرب والسبيل الوحيد لوحدتهم، خاصة أن وضع العرب أفضل بكثير من الاتحاد الأوروبي علي سبيل المثال فيما يخص الجانب الثقافي، لأن الاتحاد يترجم ما يقرب من مليون ورقة يوميا نتيجة لاختلاف اللغات في القارة الأوربية.

وفي هذا الإطار نفت إمكانية تأثير العامية علي 'العربية'، فمن وجهة نظرها فإن الإبداع باللغة العامية يثري اللغة العربية، إذا كانت الأخيرة تحيا في إطارها الثقافي السليم، والدليل علي ذلك إبداعات فؤاد حداد وصلاح جاهين، ومسرح توفيق الحكيم والتي تعتبر إضافة ثرية للغة العربية. ثم عادت طلبة إلي الحديث عن عمل د.عبد الغني حيث اعتبرته أحد إبداعات ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الانحطاط، وإن عابه التخوف المبالغ فيه من التغريب، والذي تراه طلبة أحد ثمار نظرية المؤامرة، والتي يجب تجاوزها لأنه لا توجد ثقافة لا تتعرض للتغريب أو تعتمد علي إنتاج ثقافات أخري..وهو الرأي الذي اختلف معه د.مصطفي عبد الغني قائلا: ولكن التغريب عندما يرتبط بالاستعمار الذي نعيش أثاره الآن يكون الأمر مختلفا !..وعقبت مني علي ذلك قائلة: العرب غير موجودين علي الخريطة لأننا بلاد متخلفة ولابد أن نعلم ذلك ولا أحد يريد استهدافنا ثقافيا لأننا لسنا بهذه العظمة !

ومن جانبه تناول د.حسام عقل مشرق ومغرب من جانب آخر منطلقا من سؤال: هل نعيش هزيمة داخلية أم لا؟وفي محاولته للإجابة أشار عقل إلي أزمة الحوار مع الآخر حيث يري أن سبب الأزمة ليس عدم رغبتنا في الحوار مع الغرب، وإنما لأن الأخير إذا تحاورنا معه من الممكن أن يرفض ثقافتنا خاصة أن بلدين من العالم العربي(فلسطين والعراق) يقعان تحت الاحتلال، لهذا يري عقل أن حوارنا مع ذلك الآخر يجب أن يكون هدفه عقد مقارنة بيننا وبينه حتي ندرك المسافة التي يجب أن نقف عليها وتمكنا من التعامل معه.

وحول اللغة العربية وضرورتها لإثبات هويتنا قال عقل أن هناك قانونا مصريا يعاقب من يسيء لقواعد اللغة العربية بدفع غرامة قدرها عشرة جنيهات، لكن هذا القانون لم يستخدم مرة واحدة.. ومن جانبه تحدث د. محسن خضر مؤكدا وجود مؤامرة علي الثقافة العربية والهوية الثقافية، مشيرا إلي تعمد سلاسل المطاعم العالمية التواجد حول منطقة منشية البكري التي كان يسكنها الرئيس جمال عبد الناصر كأنها تؤكد عودة حصون الإمبريالية إلي مصر.   

خبراء يناقشون مستقبل الصحافة بين تأثيرات تقنية وسياسية

ما هو مستقبل الصحافة المكتوبة لا سيما المطبوعة منها؟ وما طبيعة التطور الذي أنتجته التقنيات الحديثة خاصة الإنترنت على جمهورها؟ ثم ما مدى تأثر استقلاليتها ورواجها بالأجواء السياسية؟  

تلك الأسئلة وغيرها كانت حاضرة للنقاش بالقاهرة  بين حشد من الإعلاميين المصريين والغربيين في المؤتمر السنوي الذي يعقده برنامج تطوير الإعلام التابع للمعونة الأميركية. 

الإنترنت والمطبوعة

هل يتسبب الإنترنت في اندثار الصحف الورقية؟ أو على الأقل تغير أسلوبها؟ هذا ما حاول رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم محمد عهدي فضلي الإجابة عليه، وقال إن الصحفيين بمصر لم يهتموا في البداية بالاستفادة الكاملة من الإمكانات التي يتيحها الحاسوب والتقنيات الحديثة.  

لكنه أشار إلى أن دراسات تنبأت باختفاء الصحافة الورقية خلال 40 عاماً لأسباب أهمها، منافسة وسائل الإعلام الأخرى، وارتفاع نفقات الطباعة. 

وبالمقابل استعرض أبحاثاً تحدثت عن تزايد معدلات توزيع الصحف عالميا بنسبة 2% في 2006، وفي المؤتمر العالمي للصحف بكيب تاون أشارت دراسات إلى ارتفاع عدد قراء الصحف اليومية إلى 1.4 بليون شخص في العالم، واستحواذ الصحف الورقية على أكبر نسبة من عائدات الإعلام بنسبة 42%.  

أما الخبير التقني بشركة ميكروسوفت كايلاش كالياني فأشار إلى إحصاءات تدل على نمو مجتمع المعلومات المصري بسرعة كبيرة ليبلغ مستخدمي الإنترنت 6.6 ملايين في 2007، بدلا من مليون في 2001، وبلغ عدد مستخدمي خطوط الهواتف المحمولة 23.5 مليونا.

المستقلة والحكومية

وعن مدى رواج الصحافة المستقلة في مصر وتأثرها بالمزاج السياسي، تحدث رئيس لجنة التدريب بالمجلس الأعلى للصحافة ويس جريس عن الصحف المستقلة، وقال إن الصحف الحكومية التي تصدر بعد الثورة كانت تحمل نفس العناوين، لكن عندما أنشأ الرئيس المصري السابق أنور السادات المنابر عادت الصحف الحزبية للوجود، وبدأت تنشر أموراً لم يعتدها المصريون، وأضاف "ارتبك المجتمع، وزادت وطأة الارتباك في الفترة الأخيرة، بسبب مانشتيات غريبة".  

بينما شدد رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية أسامة الغزالي على أن استقلال الصحافة هو جزء أساسي من النظام السياسي، وأكد للجزيرة نت أن الصحافة المستقلة أنقذت سمعة الصحافة المصرية رغم كل ما يمكن أن يقال من أخطاء، وأضاف "كلما كانت الصحافة مستقلة اقتربت من المعنى المهني الحقيقي للصحافة".  

من جانبه رأى رئيس تحرير صحيفة البديل المستقلة محمد السيد سعيد أن الصحافة المستقلة لا تزال تتطور في مرحلة معذبة بسبب استمرار التلاعب السياسي والتشريعي". 

ورأى أن مستقبلها معرض لثلاثة احتمالات، هي إعادة هيكلة جذرية لأسلوب الصحافة والإعلام "وهو ما نصبو إليه"، أو وقوع نكسة مؤقتة في تطورها، أو استمرار التعايش المؤقت بين الأنماط والمدارس في حقل الصحافة، بما لا يؤكد انتصار الصحافة المستقلة.

أما رئيس تحرير صحيفة المصري اليوم المستقلة الذائعة الصيت مجدي الجلاد فاعتبر أن الصحافة المستقلة تقع في مشكلة خطيرة جدا حينما تخلط الخبر بالرأي. 

وشدد على وجود "أزمة كبيرة بسبب عدم الاتفاق على معايير مهنية محددة تفرق بين الخطأ والصواب". 

واتفق الجميع في الهجوم على الصحف القومية، مطالبين بخصخصتها أو إيجاد حلول لها بما يجعلها منبرا لجميع أطياف الشعب كما يحدده القانون. 

يذكر أن المؤتمر شهد أيضا جلسة حول فرص وتحديات العولمة وتأثيرها على صناعة الإعلام. 

«أميرة الشاعرات العربيات» روضة الحاج في تجليات شعرية

  أحيت الشاعرة السودانية روضة الحاج أمسية شعرية على مسرح بلدية العين وسط حضور جماهيري تفاعل مع قصائدها التي جسدت تجربة شعرية نسائية عربية رائدة وألقت شعراً يفاجيء ولا يستسلم، تجاوز حدود الضبط الإيقاعي وقيود الوزن وتعرف كيف تسيطر على إبداعها.

وأكدت فيها جدارتها بأن تكون أميرة الشاعرات العربيات إلى جانب أمير الشعراء كونها الشاعرة الوحيدة التي صمدت حتى اللحظة الأخيرة على منبر مسابقة أمير الشعر مجسدة طموح المرأة العربية بل وكانت نداً قوياً لفحول القافية عبر كل مدارسها وفنونها ومواضيعها الشعرية فهي ليس بأقل قدرة على إتقان الصنعة الشعرية وإمتلاك ناصية اللغة بمفرداتها وصورها الجمالية .

ولم تكتف روضة بذلك بل أضفت عليها حضوراً شخصياً كمذيعة حيث كان الأداء والتلوين الصوتي في الإلقاء ذا أبعاد ودلالات كثيرة مكنت ذواقة الشعر من الإسستمتاع وأن تعيد للشعر ألقه وبريقه ومكانته حيث جاءت قصائدها مفعمة بمشاعرالصدق في الولاء والوفاء والانتماء لأمة كرمها الله بلغتها فكان الشعر ديوانها والوعاء الحافظ لتاريخها .

روضة التي ولدت في مدينة كسلا عام 1969 قال عنها النقاد إنها امرأة بحجم كل النساء وقد بدأت نشاطها الأدبي في مدرستها الثانوية عبر الإذاعة المدرسية حيث تميزت بالإلقاء والصوت العميق ولها رؤيتها الشعرية ورسالتها الإعلامية روضة وفي تعقيب لها على أسئلة الحضور قالت:

إن الشعرالعربي مازال بخير مادام للقوافي فرسانها وللكلمة الشعرية عشاقها يحاكون نجوم الليل في وقت تعالت فيه أصوات وهمهمات حاصرت اللغة العربية من كل الجهات .

وأشارت إلى أن تجربتها الشعرية التي انطلقت من موطنها كسلاً كانت مزيجاً من التجارب فهي تارة امرؤ القيس وتارة الخنساء وبدر الشاكر السياب ومرة أخرى نزار قباني والفيتوري والهادي آدم .

وأكدت انها لم تأت للمشاركة في مسابقة أمير الشعراء من أجل الفوز المادي بل لتؤكد حضور المرأة العربية بشكل عام والشعر السوداني بشكل خاص مستشهدة بمقولة الشاعر العربي نزار قباني الذي قال « في السودان إما أن تكون شاعراً أو عاطلاً عن العمل».  

العلاج بالفن والادب يعتبر من اشكال التنفيس وكشف المستور 

 قال الاديب وليد الرجيب ان العلاج بالفن والادب يعتبر شكلا من اشكال التنفيس واحيانا كشف المستور . 

واضاف الرجيب في مقاله له بعنوان (العلاج بالابداع) بمجلة البيان الشهرية الصادرة عن رابطة الادباء ان الفن العلاجي هو اشبه بالتنويم التحليلي او العودة للماضي عن طريق التنويم للبحث عن اسباب وحلول واجوبة ولانه كل انسان يختلف في نظام معلوماته وخبراته عن الاخر. 

واوضح ان الادباء والفنانين يختلفون بمستوى ابداعاتهم كما يختلف الابداع من مصدر العقل الباطن او العقل الواعي فالكلمات هي اختصاص العقل الواعي بينما مغزى الكلمات هو من اختصاص العقل الباطن . 

واكد ان الادب الجيد يترك تأثيره على افكار ومشاعر ومواقف الناس ويحدث فرقا في وعيهم بعد الانتهاء من قراءاته وهو بالتأكيد مصدره العقل الباطن مع ثقافة عميقة او وعي عميق للاديب بينما الادب السطحي والرديء هو اصطفاف كلمات وصور سطحية لا تؤثر بالقارئ. 

وافاد بان القصة اسلوب تربوي مهم جدا وخاصة عندما تقال للاطفال قبل النوم عندما تنزل عقولهم بذبذباتها الى حالة "الفا" العقلية وهي حالة القابلية للايحاء على ان تتضمن القصة ايحاءات ايجابية لها علاقة بالشجاعة والذكاء والسعادة والحب والقيم الايجابية بشكل عام . 

واشار الى ان من اهم الامور التي صاغت ذهن البشر هي الحكاية وكان ومازال لها وظائف فلسفية واخلاقية ونفسية مثل قضية الموت والحياة ومحاولة فهم الانسان لهذا الكون او كشف الغموض المحيط به وكل تفصيل دقيق يحيط بنا هو حكاية او جزء من حكاية وحياتنا حكايات لا متناهية تصوغ حياتنا وتعبر عن شخصياتنا . 

وختم الرجيب مقالته بتساؤل مفاده "اذا كان الكتاب والادباء يختارون موضوعات قصصهم فنحن ايضا نستطيع صياغة قصة حياتنا بالاتجاه الذي نريد باختيارنا نكتب قصة جميلة او سعيدة او نكتب قصة حزينة مليئة بالالام فماذا سنختار". 

العالم يعاني أزمة وجودية ونحن نصارع من أجل البقاء

نظم برنامج الدراسات الحضارية وحوار الثقافات بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ملتقي فكريا  القي خلاله الامير الحسن بن طلال رئيس منتدي الفكر العربي محاضرة بعنوان 'رؤية عربية لحوار الثقافات'.

قدم الأمير الحسن رؤية متكاملة للأزمة المصيرية التي يتعرض لها المجتمع العربي علي كافة المستويات قال انه لاسبيل للخروج من هذه الأزمة الا من خلال واحد من اتجاهين العودة الي الوراء وهذا يعني مزيدا من التراجع او السير نحو مستقبل جديد، وحتي يتحقق هذا­ حسب كلامه­ لابد من اعادة النظر في أفكارنا وانتاج حوار جديد يمكننا من فهم بعضنا البعض وتكوين رؤية كلية نجمع عليها بصرف النظر عن وجود خلافات وتمزقات عربية.

وقال الامير ان مهمة المفكرين والباحثين والمثقفين ليست فقط ان يذكروا ويوضحوا لنا ماحدث في الماضي، بل أن يرسموا لنا ايضا طريق الخروج من الحاضر، كيف يمكن ان نقيم ديمقراطية عربية صحيحة نصنعها نحن خارج اطار الايديولوجيات الغربية وخارج نظام العولمة والسوق الحرة؟!

وكيف يمكننا اعادة قراءة التاريخ كي نفهم الحاضر، وبأي أسلوب يمكننا تجاوزه، وكيف نعيد النظر في مفاهيمنا الاساسية مثل الوحدة والديمقراطية والمواطنة وحقوق المرأة وكيف نعيد صياغتها من جديد.

واضاف: بلادنا العربية تواجه في العقود القادمة تحديات اقتصادية واجتماعية وثقافية تتعلق بايجاد فرص عمل كافية لمشاركة الاعداد الكبيرة من الشباب في سوق العمل وتحدد هذه المؤثرات دور الشباب في حوار الثقافات وهنا يجب ان تنمو القدرة الانتاجية بمعدلات مرتفعة بما يكفي لاستحداث العدد المطلوب من الوظائف مع التركيز علي بناء المؤسسات الوطنية في وجود نظام حكم عادل، وبذلك يمكن تكوين رأس مال فكري بمقدوره توجيه جهود التنمية كما نصح بتلبية الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية بما يضمن اغناء الموارد البشرية ومساعدتها علي اللحاق بركب الامم المتحضرة بعيدا عن هجرة الادمغة او الاتجاه نحو التطرف والعنف والعزلة.

واعطي اهمية قصوي للمشاركة الفاعلة والمسئولية في اطار نظام الحاكمية الجيدة، مشددا علي انها تمثل اولوية استراتيجية للاصلاح الاجتماعي والاقتصادي وقال انه لابد من تعزيز قيم: الانفتاح والمشاركة والمساءلة الفاعلية والتضامن وفي ضوء هذه المفاهيم يصبح للحوار طعم اخر فيكون خطابنا الفكري منفتحا قادرا علي استيعاب التيارات الفكرية المختلفة، يتفاعل فيها الفكر الديني مع الفكر العلمي التجريبي علي حد سواء، ولاينفصل الخطاب عن الواقع المعاش ومعالجة قضاياه واشكالياته الاجتماعية والسياسية، ولانصبح بذلك ناقلين للمعرفة او مستوردين لها .

واشار الحسن الي ان مشروع 'هيئة المائة مفكر مسلم' الذي تم اطلاقه قبل اكثر من سنة يحاول ان يحقق هذه الغاية من خلال التصدي للقضايا الملحة التي تؤثر علي المسلمين في العالم عن طريق اللجوء الي الحوار السلمي والنقاش الهادف، في رشارة منه لمركز زايد للتنسيق والمتابعة التابع لجامعة الدول العربية وتوقيت غلقه قبل أربع سنوات انتهي معه دور نافذة قوية في دعم حوار الثقافات.

اضاف اننا بحاجة الي الاصوات العاقلة والمخلصة التي تفعل الحوار وتساهم في اشاعة ثقافة المشاركة والقيم والمعايير في اطار التنوع والاختلاف القائم علي مبدأ العدالة كما تعمل علي جسر الفجوة بين القيم الانسانية الاساسية التي نؤمن بها والواقع المعاش الذي يواجهنا بكل تحدياته وقسوته.

وفيما يخص الدين اوضح الامير الحسن انه يجب ان نفرق فيما يتعلق بالدين بين جوهره الروحاني والاخلاقي الذي يسمو علي كل شيء وبين الايديولوجيات المتطرفة التي تدعي الانتساب اليه، وخاصة المدن الدينية، وعلينا ان نواجه ظاهرة التوظيف الايديولوجي والنفعي للدين التي يتحول فيها الي اداة من اجل تحقيق غايات ومصالح فئوية خاصة، وهو خطر يهدد الاسلام والمسيحية علي حد سواء ويضرب تماسك المجتمع ووحدته.

واضاف اننا بحاجة الي احداث ثورة في الفكر تحرك العقول وتخلصنا من الجدل العازل الموجود في ثقافتنا ثم تناول الامير الحسن بالتفصيل ثلاثة انواع من الثقافة، ثقافة الخوف، ثقافة الاذلال، ثقافة الامل في اطار صراع العواطف الدائر في العالم.

وقال لابد من تدعيم التعددية الثقافية والحقوق الثقافية وتأكيد دور الثقافة في التنمية، وان الحقوق الثقافية جزء تكاملي من حقوق الانسان وأنها حقوق متكاملة لاتقبل التقسيم ويتطلب ازدهار التعددية الخلاقة للتطبيق الكامل للحقوق الثقافية كما هي معروفة في المادة 27 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، وفي المادتين 13،15 من الميثاق الدولي للحقوق الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

وأشار الي ان المشكلات التي يعاني منها العالم وجودية وليست ايديولوجية، اننا لانعيش صراع الحضارات والثقافات بل صراع بقاء، وان النظرة علي الاحصاءات تكشف اننا الان في مرحلة خطر، فقد تجاوزنا الحدود ووسعنا متطلباتنا من المصادر الطبيعية في مناطق مختلفة من العالم.

أقيمت الندوة في حضور عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة، وعلي رأسهم د. علي عبد الرحمن رئيس الجامعة ، ونوابه ، د. مني البرادعي عميد كلية الاقتصاد ، د. نادية مصطفي مدير برنامج الدراسات الحضارية وحوار الثقافات. 

محاضرة عن الشعر والترجمة والصحافة

أقام مركز لالش الثقافي في مدينة شاريا شمال العراق، اُمسية ثقافية للكاتب العراقي المقيم في النمسا بدل رفو المزوري ، في البداية قدم والنحات حميد عجيل الضيف الي الحضور وتفرعت محاضرة الاديب بدل رفو الي ثلاثة محاور وهي الشعر والترجمة والصحافة، وركز علي التعايش السلمي والاخوي بين الاديان والطوائف ومايربطهم هو الوطن الواحد والمصير الواحد وهذا مادعاه لاقامة هذه المحاضرة في مدينة ذات الاغلبية الايزيدية..

ففي محور الشعر تحدث عن دور الشاعر الحقيقي في المرحلة التي نعيشها ووظيفة الشعر والمقارنة بين الشعر الكوردي والنمساوي وقرأ بعضا من مختاراته الشعرية، وفي باب الترجمة تحدث عن حاجة منطقة بهدينان في كوردستان الي مؤسسات ودور نشر خاصة بالترجمة ودور الترجمة في تقارب الحضارات والشعوب ودعوة اصحاب الكفاءات من الخارج وفسح المجال امام المستقلين لبناء الوطن ، وفي محور الصحافة تحدث عن مستوي الصحافة في اقليم كوردستان بصورة عامة ومنطقة بهدينان بصورة خاصة وحول حاجة الاقليم الي صحافة مستقلة وسلطة رابعة فعلية في اطار موضوعي بعيدا عن التحريض... وفي نهاية الامسية اجاب المحاضر علي اسئلة واستفسارات الحضور بصدر رحب واستغرقت المحاضرة اكثر من ساعة.  

مؤتمر الادب العالمي يناقش الاسلام في الغرب

حظي موضوع فهم واستيعاب الغرب للثقافة الاسلامية التي تعيش في كنفه بنقاش ساخن في مؤتمر الأدب العالمي الذي عقد مؤخرا في برلين. بعض الباحثين رأي أن الأيدلوجية المتطرفة استغلت الخواء الروحي والثقافي لدي بعض الشباب في الغرب.

وشغل موضوع فهم واستيعاب الثقافة الاسلامية في الغرب، حيزا هاما من النقاش الساخن في أعمال مهرجان الأدب العالمي السابع الذي اختتم فعالياته في العاصمة الألمانية برلين . ففي برنامج التأملات الذي يعد احد فعاليات المهرجان، تم تخصيص أربع فعاليات منفصلة لمزيج من الموضوعات التي تتراوح من المرأة في المجتمعات الاسلامية الي الأحلام في الاسلام وحدود التسامح والاسلام في أوربا

ملتقي يناقش أدب الاطفال

اختتمت فعاليات ملتقي ادب الطفل امس حيث عقدت ثلاث جلسات تناولت الاولي برامج ترويج القراءة لدي الاطفال ودور مكتبات الاطفال ودور النشر في ذلك وتحدث فيها فلورا مجدلاوي ومي ابوغزالة حيث استعرضت مجدلاوي آلية توفير الكتب وكيفية الترويج للكتاب والتحديات التي تواجه تشجيع القراءة لدي الاطفال وشراء الكتب واهم تلك التحديات منافسة التلفزيون للكتاب وضعف القدرة الشرائية لكثير من ذوي الاطفال مع غياب الدعم الرسمي لبرامج تشجيع القراءة وغياب المكتبات المحدثة بكتب جديدة تواكب العصر ورغبات الاطفال. وأكدت مي ابوغزالة علي ان الكتب العربية لا زالت ضعيفة في محاكاة العصر وتلبية رغبات الاطفال مما يدفعهم لقراءة الكتب الانجليزية وشددت علي دور الاهل في تنمية الرغبة بالقراءة لدي الطفل .

وتناول ناصر شبانه استاذ الادب العربي بالجامعة الهاشمية البعد الرمزي في ادب الاطفال وقال"البناء الرمزي في مخيلة الطفل - علي ندرته - هوالذي يحفز مخيلة الطفل للذهاب ابعد مما يتوقعه المبدع ، فهوالمسؤول عن تخليق الاجنحة التي تحلق بالطفل بعيدا ، وتمنحه مخيلته من الامكانات في التحليق ما يعجز عنه الادب ذوالطاقة الخيالية المتواضعة وان من شأن هذا التوظيف ان يمنح الطفل زادا ادبيا خلاقا اوسع من محيط الواقع ، كما انه المسؤول عن جسر الفجوة بين ادب الكبار وأدب الصغار ، فهو ادب بمواصفات خاصة يقرؤه الكبير والصغير ويستقطب أطفال بالمراحل العمرية المختلفة دون ان يشعر الطفل ان هذا الادب دون مستواه وكل يأخذ منه قدر حاجته. 

سينما ومسرح

البرازيل تتطلع للأوسكار بفيلم يؤرخ للديكتاتورية 

 تتطلع البرازيل إلى نيل إحدى جوائز دورة الأوسكار الأميركية المقبلة عن فيلمها السينمائي "عام إجازة والدي". 

ويتناول الفيلم الحقبة الديكتاتورية من منظور طفل دولة البرازيل، ويمثلها في مسابقة اختيار الأفلام غير الناطقة باللغة الإنجليزية التي ستشارك في دورة الأوسكار.  

والفيلم من إخراج المخرج البرازيلي كاو هامبورجير وصرحت وزارة الثقافة البرازيلية أمس الأربعاء بأن اختيار فيلم هامبورجير جاء بناء على قرار لجنة تحكيم خاصة من بين 17 فيلماً. 

وستتولى الحكومةالبرازيلية تقديم طلب مشاركة الفيلم في الدورة رقم ثمانين للمسابقة السنوية لجوائز أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية بهوليود (الأوسكار). 

ويحكي الفيلم البرازيلي المختار قصة حياة فتى يبلغ من العمر 12 عاماً تم إرساله للإقامة مع جده في ولاية ساو باولو الواقعة جنوبي غربي البرازيل بسبب الاضطهاد الذي يتعرض له والداه المواليان لجماعة يسارية من النظام العسكري الذي حكم البرازيل في الفترة من 1964 وحتى عام 1985. 

وتدور أحداث الفيلم في عام 1970 وهو العام الذي فازت فيه البرازيل ببطولة كأس العالم التي أقيمت حينذاك في المكسيك حيث تختلط أحداث القمع العسكري مع ولع البرازيليين بكرة القدم وسط التعايش مع ثقافات أخرى تضم إيطاليين في منطقة تعج بالمهاجرين في ساو باولو. 

أكون أو لا أكون» حكمة شكسبير الأزلية في باريس

  يقدم المخرج الفرنسي جان فرانسوا سيفادييه Jean-François Sévadier أحد أكبر العروض المسرحية في باريس حيث يقدم رؤية جديدة لمسرحية الملك لير لشكسبير على مسرح الأماندييهThéâtre des Amandiers حتى نهاية شهر أكتوبر.   

تستغرق مدة العرض ثلاث ساعات ونصف وهنا فإن الإخراج المحكم لهذه المسرحية والأداء المتميز للممثلين يجعلان المتفرج في حالة تركيز مستمر بانتظار تتمة الأحداث.سبق وعرضت هذه المسرحية الكبيرة في مهرجان أفينيون الماضي على خشبة قاعة الشرف في قصر البابوات التي تعتبر من أكبر مسارح أفينيون حيث تتسع لألفي متفرج.  

هذه المسرحية التي كتبها شكسبير عام 1603 تحتوي على حبكتين متساويتين على طول العرض : يقرر الملك لير توزيع مملكته على فتياته الثلاث : غونريل، ريغان وكورديليا، شرط أن تبرهن كل واحدة منهن على حبها له.

تقوم كل من غونريل وريغان بالحديث مطولا عن فضائل الملك لير ومدى محبتهما له بينما تعتذر كورديليا حيث أنها لا تستطيع أن تعبر له عن حبها له بمجرد الكلام الأمر الذي يثير حفيظة الملك لير فيحرمها من الميراث ويوزع مملكته على غونريل وريغان كما يعاقب كنت الفارس المخلص الذي يحميه.

تتزوج كورديليا من ملك فرنسا وتهجر مملكة أبيها أما الملك لير فيقرر أنه سيقضي كل شهر عند واحدة من ابنتيه الاثنتين يرافقه مئة فارس. عندما يتخلى الملك لير عن عرشه يخرج إلى اللاشيء ويتغير العالم من حوله فتتصرف أبنتاه الكبيرتان بوحشية معه وتطرداه من مملكته فيقرر أن يهجر العالم إلى مكان بعيد.

«أن نكون أو لا نكون» هذا هو موضوع المسرحية حيث أن شكسبير يركز على مواضيع هامة مثل الوجود وينتقد الرغبة الجامحة للأشخاص بالتملك والوصول إلى السلطة وتشظي العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة. يتعرض الملك لير لتجربة قاسية بعد أن نزعت منه أملاكه

فيفقد عقله ويهذي متذكرا آخر أيام حكمه وهنا يبدو أن المسرحية تركز على موضوع الشفقة فتقدم بذلك درسا أخلاقيا عبر صورة ذلك الملك تخلى عن عرشه معتقدا أنه سيسيطر على حالة التجرد التي وضع نفسه فيها. لقد مزق ثيابه في عزلته وتعرض لقسوة العواصف وبردها.

بعد أن أخرج جان بيير سيفادييه مسرحيات لبومارشيه وبريشت وبوشنر يتعرض بجسارة لهذه المسرحية الشكسبيرية مقدما رؤية إخراجية جديدة حيث أننا نرى منصة كبيرة على الخشبة غطيت بقماش أحمر كبير بحيث ترمز للبلاط الملكي. وهو يعتمد تقنية الخشبة العارية في الكثير من المشاهد بحيث أنه يركز على إلقاء الممثلين للنص أمام الجمهور.

أحد التغييرات التي قام بها المخرج سيفادييه تتمثل بأنه جعل أحد الممثلين الشباب يؤدي دور ابنة الملك لير كما يؤدي دور المجنون امرأة. يلتزم المخرج وممثلوه بتقديم عرض متماسك جيد الأداء على مستوى الحبكة الشكسبيرية وهنا فإن الممثل نيكولا بوشو الذي يؤدي دور الملك لير يبدو أنه نقطة ارتكاز العرض حيث أن أداءه يتميز عن باقي الممثلين فهو يجسد عظمة الملك لير ومأساته على الخشبة.

يقول المخرج جان فرانسوا سيفادييه عن العرض :«في هذه المسرحية يبدأ المسرح من اللاشيء. وعندما تبوح كورديليا بهذه الكلمة فإنها تجعل أباها، الذي يملك كل شيء، يتعرض لأكبر المحن. ألا يكمن جوهر المسرح في اللحظات المصيرية هذه ؟

إنها تمنحه حبا نقيا غير مشروط بعبارات كما فعلت أختاها. وهكذا فإن شخصيات المسرحية يقضون وقتهم وهم يتبادلون أماكن الهوية محاولين أن يعرفوا هويتهم الحقيقية. إن المسألة الكبيرة التي تطرحها تراجيديا الملك لير هي «أن نكون أو لا نكون».  

«بالمقلوب»: شخوص على خشبة دائرية وحوارات متقاطعة

  بالمقلوب ليست مسرحية جديدة لميشيل فينافير فقد كتبها عام 1979 في إصدارها الأول حيث كتبها لتسعة ممثلين وأخرجها آنذاك المخرج الفرنسي جاك لاسال عام 1980 في مسرح شايو الوطني في باريس. ثم أعاد فينافير كتابتها عام 2002 وفي هذا الإصدار الثاني للمسرحية زاد عدد الشخصيات فأصبحوا 29. أما عن العمل الحالي فقد تم تحضير ورشة عمل في مسرح باريس الشرقي أشرفت عليها المخرجة الفرنسية كاترين آن.

ويستمر العرض في مسرح أرتيستيك أتيفان حتى الثلاثين من شهر أكتوبر. وقد اهتم الكاتب ميشيل فينافير بورشة العمل تلك وأراد إخراج المسرحية بعشرين ممثلا.

في هذا العمل نراه يطبق المبادئ التي دافع عنها دائما فيما يتعلق بزوال الجدار الرابع وبالديكور وبأهمية التقيد بالنص أثناء الإخراج. تدور أحداث المسرحية حول شركة برونزكس التي تنتج الكريم الشهير مي فا سول، وبينما تشهد الشركة ازدهارا في إنتاج وتسويق هذا الكريم، تظهر السيدة بيندكت دو بوربون بوجنسي، وهي امرأة معروفة كانت قد أصيبت بسرطان جلدي نتيجة تعرضها للشمس.

تجري تلك السيدة سلسلة لقاءات مع صحافي يحاورها علي قناة تلفزيونية ويسألها عن تطور مرضها بشكل مستمر. في هذه الأثناء تتدهور مبيعات شركة برونزكس مما يدفع بالمساهمين الأساسيين في هذه الشركة إلى مناقشة الآثار الفعلية لهذا التدهور ولعلاقات العمل التي تبدأ من الموظفين العاديين إلى المساهمين وحتى رئيس الشركة.

نرى على الخشبة الدائرية للمسرح بعضا من الكراسي يتوزع حولها الممثلون العشرون حيث يتحركون من مقاعدهم بين الجمهور الذي يحيط بالخشبة. نرى طاولة مستديرة في الوسط تستعمل في العرض تارة للإيحاء بغرفة الاجتماع وتارة بأنها مكتب لأحد الموظفين. لا يخلو المكان من بعض المقاعد المتحركة التي تتوضع عليها الشخصيات وتتحاور في ثنائيات وثلاثيات متوزعة حول أطراف الخشبة وفي مقدمتها نرى صنبور ماء وهو أحد الأشياء التي يمكن أن نصادفها في أية شركة عادية.

تتابع الأحداث في هذه المسرحية بشكل متقاطع بحيث تتكلم بعض الشخصيات في الممر مثلا بينما يتكلم الآخرون حول طاولة مكتب أو على مقعد. وتتقاطع هذه الفضاءات المختلطة بشكل موسيقي حيث اننا لا نتابع حديثا متناسقا واحدا لاثنين أو لثلاثة من الشخصيات.

وإنما يتكلم الممثلون العشرون بشكل متتابع ويتنقلون من المقاعد الأولي للمسرح إلى أماكن تحركهم سواء حول الطاولة أو المقاعد.. أحيانا نسمع ملاحظة ما أو تعليقا من أحد الشخصيات حول موضوع معين ثم نسمع من جهة أخرى مقطعا من المقابلة التي يجريها الصحافي مع السيدة بينيدكت التي راحت تشرح تطور مرضها. كتب فينافير هذه المسرحية قبل خمس عشرين سنة من وصول والمتمثلة بسلسلة اللقاءات التي يجريها الصحافي مع السيدة بينيدكت حول مرضها والتي كانت تعرض أسبوعيا على شاشة التلفاز.

وهكذا في هذا الفضاء الدائري تتقاطع الشخصيات وتتصادم في تناثر جميل يشبه الباليه حيث يشكل مجموع هذه التقاطعات فضاء واحدا هو الجو العام المحيط بالشركة في يوم عمل اعتيادي. إن نجاح هذه المسرحية يعود بشكل أساسي إلى تلك الزوبعة الصوتية التي يراها ويسمعها المشاهد الجالس في مكانه والذي ينقل سمعه وبصره إلى مصادر الصوت المختلفة على الخشبة.  

تظهر المسرحية هموم ومشاكل الشركة التي تتعرض لأزمة في إنتاجها وإلى ما هنالك من علاقات بين الموظفين ورؤسائهم. وهنا يجد المشاهد نفسه أمام شبكة من العلاقات الاجتماعية والمهنية التي قد يكون معنيا بها بشكل أو بآخر على فرض أن معظم المشاهدين هم من الموظفين، وبذلك فإنه سيرى في هذا العرض عالما ينقله إلى أجواء أخرى لكنها ليست بعيدة عنه كثيرا. يقول الكاتب ميشيل فينافير عن هذه المسرحية في تصريح له في شهر فبراير الماضي: إن المبدأ الذي وضعته أمامي لإخراج هذه المسرحية هو المبدأ الدائري.  

يجب أن يكون الفضاء دائريا أو بشكل يشبه الدائري كالمربع أو البيضاوي أو المستطيل. وهنا يجب أن يحيط الجمهور بالخشبة وبهذه العملية تتحقق الكثير من مبادئي المسرحية: حيث اننا لم نعد نرى الجدار الرابع، وكل شيء يوضع على طاولة النقاش فلا مكان للتدرج الكلاسيكي بين الأمام والخلف والوجه الجانبي للشخصية.

صياغة الواقع في « بيت الأموات» الباريسي

  اقام مسرح سان كاتر ورشة عمل مسرحية حول مسرحية «بيت الأموات» للكاتب الفرنسي فيليب منيانا Philippe Minyana, طوال شهر سبتمبر الماضي، ويشهد لهذا الكاتب بغزارة قلمه وتجدد الشكل الدرامي في مسرحياته.  

فيليب مينيانا يعتبر أحد أهم الكتاب الفرنسيين المعاصرين وأكثرهم عرضا بين أقرانه فهو يتخذ من الواقع مادة أساسية لكتابة مسرحياته فهو يعتمد في كتابته للمسرحية على عدة تقنيات أهمها المقابلات التي يجريها مع بعض الأشخاص وقراءته لبعض الوقائع في الصحف اليومية، ثم يقوم بتسجيل هذه المقابلات لكي يتثنى له فيما بعد إعادة صياغتها في فضاء درامي يحاكي الواقع دون أن يلتصق به بشكل كامل.

المسرحية : في مسرحية «بيت الأموات» يصور الكاتب مجموعة من الأشخاص التي تعيش مع بعضها في مجتمع منطو على ذاته ومغلق على العالم وهذا الأمر نلاحظه من خلال الأمكنة المغلقة كالغرفة والممر التي تغلب على مشاهد المسرحية السبعة والتي يسميها الكاتب بـ «الحركات» حيث يسبقها بمشهد تمهيدي وينهيها بمشهد ختامي.

تتابع حركة الأشخاص ضمن هذه الحركات السبعة في مشاهد طريفة بعض الأحيان وغريبة أحيانا أخرى. وهكذا فان مسرحية بيت الأموات كانت وليدة عدة قراءات لبعض الملفات الإدارية المتعلقة بتبادل مجموعة من الرسائل بين مسؤول جامعي وإحدى الخادمات التي تمثل دورها الممثلة الفرنسية القديرة كاترين هييغل.

يضعنا الكاتب في هذه المسرحية في فضاء بيت قروي حيث تدور الأحداث الصعبة التي تعصف بحياة هذه المرأة على مدار سنوات عديدة. وفي هذه المشاهد القصيرة المتلاحقة تمر شخصيات أخرى كالزوار والجيران حيث يعاني كل واحد منهم من مشكلة ما في حياته.

تدور أحداث المسرحية حول قصة امرأة عبر مراحل متعددة من حياتها بحيث يكون عمرها في المشهد الأول عشرين عاما وتنتهي المسرحية وهي تناهز التسعين. كما هي الحال في دراما الحدث، تمر هذه المرأة من بيت إلى بيت ومن حجرة إلى أخرى وهي تراقب عبر النوافذ فتلاقي أشخاصا آخرين لهم مآس أخرى تماما كحالتها.

تجتاز هذه المرأة عددا من المواقف المؤلمة : فنراها ـ في المشهد الأول ـ ملاحقة بالرسائل الإدارية التي تحرمها من حقها في الضمان الصحي. وبعد أن عنفت من قبل أفراد عائلتها (حيث يغتصبها أبوها)، تمضي مع جارتها وطفلها قاصدة حياة أخرى.

 وفي مشهد آخر نجدها تعمل كخادمة لدى إحدى جاراتها. في المشهد الأخير من المسرحية، يطلب منها طفلها الموت فتقتله ! وبعد أن التمست عذر الجماعة في المشهد الختامي ـ أي نحن المشاهدين ـ، هكذا وبعد أن كابدت كل المآسي التي يمكن أن تواجه الإنسان، نراها تجلس على كرسيها منتظرة بدورها قدوم أجلها.

يتعامل الكاتب فيليب منيانا في هذه المسرحية مع الواقع بطريقة مختلفة عن معاصريه وذلك من حيث التركيز على ملحمة المواقف الحميمة للنماذج والأشخاص التي يعرضها. ثم يطرح هذا الواقع على الخشبة مع عناصر جديدة تحاكيه في بعض الأحيان وتوحي لنا أن ما نراه ممكن الحصول.

يبدو فضاء المسرحية مغلقا على نفسه (في فضاء أحد بيوت القرية) حيث تجتمع الشخصيات حول النافذة المغلقة على العالم والتي تعيد العالم الخارجي إلى الداخل بدلا من أن تطل عليه فنسمع بين الفينة والأخرى صوت الرياح وبعض الحيوانات الداجنة التي يمكن أن يحويها أي بيت في القرية.  

ونسمع أيضا أصداء صوت الجار القريب الذي نلاحظ مروره عبر النافذة والذي لا يتوقف عن التذمر. عبر هذا المرور نلاحظ دوما أن الشخصيات التي تنمي للفضاء الخارجي تدخل إلى المنزل وتتكلم مع الشخصيات التي لا تغادره.  

وهكذا فنحن أمام مشاهد بسيطة من الحياة اليومية لهذه الأشخاص المحيطة بالمرأة الخادمة عبر مواقف متتالية من حياتها تعرض عبر سبع مشاهد قام المخرج بتوزيعها بطريقة جديدة حيث اعتمد على شاشة عرض صغيرة علقت على يمين الخشبة بحيث تظهر بعض الشروحات المتعلقة بالمكان والزمان، وبذلك يتثنى للمشاهد فهم تسلسل أحداث المسرحية بشكل أفضل.  

ليلة البيبي دول ... الفيلم المصري الأكثر تكلفة

أعلنت شركة جود نيوز سينما المصرية  التفاصيل النهائية لأحدث أفلامها السينمائية (ليلة البيبي دول). 

وهذا الفيلم آخر ما كتبه كاتب السيناريو الراحل عبد الحي أديب ويتولى ابنه عادل أديب إخراجه ويدير أيضا الشركة المنتجة له. وسيشارك فيه أكثر من 60 ممثلا من 5 دول عربية إضافة إلى فنيين بريطانيين وأميركيين وفرنسيين. 

وقد تولى الإعلامي جمال عنايت تقديم الحفل، فذكر أن "الفيلم ينتمي إلى نوعية من الأفلام يمكنها أن تنقل السينما العربية لمساحة أكبر من المشاهدة عربيا وعالميا". 

وقد احتار مستشارو الشركة المنتجة في تصنيفه، فهو تركيبة غريبة على السينما حيث يجمع الكوميديا والسياسة و(الأكشن) بصدق وعمق. 

وتواجه الشركة المنتجة ضغوطا كثيرة لم يكشف عمن يقف وراءها لوقف تنفيذ الفيلم. وقد رصدت له ميزانية غير مسبوقة في تاريخ السينما العربية بسبب أسماء النجوم المشاركين وأماكن التصوير المختلفة.  

فهي تتجاوز مبلغ 40 مليون جنيه مصري (7 ملايين دولار تقريبا)، وبالتالي فالفيلم هو الأكثر تكلفة في تاريخ السينما المصرية حيث تخطى الـ20 مليونا التي رصدتها نفس الشركة لفيلم (عمارة يعقوبيان). 

وقد اشترطت الشركة المنتجة على جميع الممثلين عدم الكشف عن أدوارهم في الفيلم إلا في أوقات تختارها بعناية ضمن إستراتيجية إعلامية مدروسة. 

وتدور أحداث الفيلم في ليلة واحدة هي ليلة رأس السنة عام 2001. وبطله مغترب مصري يمني نفسه بليلة رأس سنة يقضيها مع زوجته فيتصادف مع حادث إرهابي يتورط فيه صدفة فينقذه سائق تاكسي وتضيع ليلته في المطاردات القاتلة.

كما يتعرض الفيلم لنظرة الغرب للعرب والمسلمين المقيمين في الخارج على أنهم جميعا إرهابيون. 

ومن بين نجومه محمود عبد العزيز ونور الشريف ومحمود حميدة وليلى علوي وجميل راتب وعزت أبو عوف وغادة عبد الرازق وعلا غانم ومحمود الجندي والمطربة روبي من مصر ومن سوريا جمال سليمان وسلاف فواخرجي ومن لبنان نيكول سابا ومن تونس درة ونادية.

وسيتم تصويره بين نيويورك وواشنطن وتورنتو ويوغسلافيا وتركيا وسوريا إضافة إلى مصر. ومن المتوقع أن يشارك الفيلم في الدورة المقبلة لمهرجان كان السينمائي.

افتتاح فعاليات مهرجان سان سيباستيان السينمائي بإسبانيا 

افتتحت الدورة الـ55 لمهرجان سان سيباستيان السينمائي الدولي اليوم الخميس بمدينة سان سيباستيان الإسبانية الساحلية، واستمرل 10 أيام.

وشارك فيه عدد من النجوم والمخرجين. ومن بين نجوم التمثيل المشاركين الأميركي ريتشارد جير ومواطنته ديمي مور ونجم هوليوود صمويل جاكسون والممثل الأميركي الدانماركي فيغو مورتنسن والنجمة الأسترالية ناعومي والمخرجة النرويجية ليف أولمان.

و أول فيلم عرض هو (وعود شرقية) للمخرج الكندي ديفد كرونينبرغ الذي يتحدث عن العصابات الروسية وتدور أحداثه في لندن ويلعب بطولته مورتنسن وواتس.

وكان الوضع العراقي المتأزم حاضرا في المهرجان من خلال من خلال فيلم (معركة من أجل حديثة)، وهو فيلم مناهض للحرب من إخراج البريطاني نيك برومفيلد.

وحصل كل من الأميركي ريتشارد جير والنرويجية ليف أولمان على جائزة دونوستيا عن مجمل عطائهما الفني. ويشارك جير في التمثيل في فيلم (الخدعة) للمخرج السويدي لاس هالستروم الذي يحكي عن فضيحة أدبية يمتد تأثيرها إلى البيت الأبيض.

وحضر صمويل جاكسون ليشهد العرض الأوروبي لفيلمه "كلينر"، وهو فيلم ينتمي لنوعية الإثارة من إخراج ريني هارلين المولود بفنلندا.

ومهرجان سان سيباستيان من أهم المهرجانات السينمائية الأوروبية شأنه في ذلك شأن مهرجان كان بفرنسا ومهرجان فينيسيا بإيطاليا ومهرجان برلين بألمانيا.

85فرقة من 50 دولة في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي 

  انطلقت في القاهرة فعاليات الدورة 19 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي وذلك من 1 وحتى 11 سبتمبر 2007 وشاركت فيه 85 فرقة مسرحية من 50 دولة عربية وأجنبية:

 سوريا، الأردن، السودان، قطر، الجزائر، تونس، الكويت، المغرب، البحرين، ليبيا، مصر، أرمينيا، اسبانيا، أوزبكستان، السويد، الكاميرون، المجر، اليونان، ايطاليا، فرنسا، كرواتيا، قبرص وسريلانكا. وتتألف لجنة التحكيم لهذه الدورة من 11 عضواً برئاسة الكاتبة والناقدة المسرحية الايرلندية كارين فريكر، وعضوية الكاتب والمخرج البولندي إدوارد فلويتاجيك والكاتب والمفكر الألماني توماس انجل.  

وأستاذ الدراما والفنان اللبناني رفعت أسعد طربية، والممثلة الأميركية سوزان كارلسون، والمخرج المصري عصام السيد، وأستاذ النقد البورتوريكي كارلوس كاناليس، والممثلة الروسية ليلا كراشينوفا، وأستاذ الدراما والمخرجة ماري كرور من جنوب افريقيا والمتخصصة في إدارة الفرق الايطالية مارينا رافانيني، والممثل والمخرج الفرنسي ارفيه فلان ديرمولان.

فريق كوميدي من الأمريكيين الشرق أوسطيين يلقى شعبية كبيرة في الولايات المتحدة 

 لم يجد الثلاثي أحمد وهارون وماز سوى الكوميديا المطعمة بنكهة شرق أوسطية وسيلة للتقريب بين الأمريكيين والعرب وانتزاع الضحكات والقهقهات من افواه وقلوب الجمهور الأمريكي الذي ينسى همومه على أيدي (محور الشر) الكوميدي الجديد.

و(محور الشر) هو الاسم الذي اختاره الفنانون الثلاثة الأمريكي المصري أحمد أحمد والأمريكي الفلسطيني هارون قادر والأمريكي الايراني ماز جوراني لفريقهم الكوميدي الذي يقولون انه يساعد في رأب الفجوة بين الأمريكيين وشعوب الشرق الاوسط باستخدام الكوميديا.

ففي حفلاتهم المتنوعة التي تنقلت بين مختلف المدن الأمريكية ظل الضحك سمة واحدة تطغى عليها جميعا ما شجعهم على الانتقال بفنهم الى حيث جذورهم في العالم العربي.

وقال الفريق انهم اتفقوا بالفعل على احياء حفلات في العالم العربي خلال جولة تستغرق شهرين وتبدأ في شهر نوفمبر القادم وتشمل بيروت والقاهرة ودبي.

ويحكي أحمد الذي هاجر من مصر الى الولايات المتحدة مع أسرته عندما كان عمره شهرا واحدا قصة (محور الشر) الجديد فيقول أن الفريق تكون منذ سبع سنوات في مدينة هوليوود بولاية كاليفورنيا تحت اسم (ليالي عربية) غير أنهم قاموا بتغيير الاسم في عام 2005 ليصبح (محور الشر) الذي استلهموه من اللقب الذي أطلقه الرئيس جورج بوش قبل سنوات على العراق وايران وكوريا الشمالية.

وأضاف انه على الرغم من التوتر الذي شاب العلاقة بين الامريكيين وذوي الأصول الشرق أوسطية في الولايات المتحدة عقب هجمات سبتمبر عام 2001 فان الفريق لقي تشجيعا كبيرا من جمهوره ما دفع أفراده الى الاستمرار ومواصلة نشاطهم الفني في مختلف المدن الامريكية.

واعتبر أحمد ان تلك الهجمات جعلت الأمريكيين راغبين في سماع الكوميديا الشرق أوسطية ورؤية وجهة نظر القادمين من تلك المنطقة والتعرف على الأشياء المضحكة لدى شعوبها.

وعلى الرغم من أن الفريق يستعرض العديد من الموضوعات خلال أدائه الفني فان السياسة والثقافة الشرق أوسطية والتجارب الشخصية لاعضاء الفريق في الولايات المتحدة تظل عاملا مشتركا في أدائهم.

وبالرغم من كونهم أمريكيين الا أن تجاربهم في عالم ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر دائما ما تطلق الضحكات لدى الجمهور الأمريكي حيث يقول أحمد أن حمله لاسم أحد المطلوبين على قائمة المباحث الفيدرالية جعل منه هدفا سهلا في جميع المطارات الأمريكية على نحو أصبح مضحكا.

ويضيف ان عروضهم يحضرها مزيج من الأمريكيين والشرق أوسطيين معا مشيرا الى انه على الرغم من القبول الذي تحظى به تلك العروض هنا الا أنهم يعتزمون ادخال بعض التغييرات عليها في الحفلات المقدمة في الشرق الأوسط التي ستكون الأولى لهم في المنطقة بهدف اجتذاب الجمهور العربي مثلما جذبوا الجمهور الأمريكي. 

«بورتيا» تستحضر حكاية «تاجر البندقية» برؤية منال بن عمرو

  على خشبة منسقة تماماً تعيدنا بترتيبها إلى حقبة قديمة من الزمن، حضر «تاجر البندقية» ومعه مبدع حكايته الكاتب الانجليزي الشهير ويليام شكسبير  إلى قاعة مسرح جمعية دبي للفنون الشعبية.

حيث اتخذت القصة اسماً آخر هو «بورتيا» في عرض مسرحي من إعداد وإخراج منال بن عمرو، وتمثيل كل من لمياء حشاني في دور(بورتيا) وعلي السراج (المرسال) وطارق المنصوري (بسانيو) ومحمد نذير (انطونيو) وحسين جواد (شايلوك)،وفيصل علي (القاضي).

وهذا العرض تلاه  عرض «الياتوم» لكل من سالم الحتاوي ومحمد الحمادي ، قبل أن تختتم  فعاليات مهرجان دبي لمسرح الشباب في دورته الأولى بالعرض الكويتي المستضاف «غسيل ممنوع النشر» لفرقة مسرح الخليج العربي.واعقب ذلك توزيع الجوائز على الفائزين.

ربما تكون الموسيقى وايقاعاتها المتزامنة مع بدء العرض المشهدي الأول من مسرحية «بورتيا»، عن رائعة شكسبير «تاجر البندقية» هي المفصل المرن على المسرح.

ومع انتهاء الإيقاع الأخير من المقطع الموسيقي، دارت حوارات رتيبة،وتحركات متثاقلة تحدُ من أداء الممثلين على خشبة المسرح، وكأن بالحوارات حفظت عن ظهر قلب، ما تسبب بفقدان العمل لأبسط قواعد المسرح.  

وهو فن إقناع المشاهد بأهمية ما يسمع ويرى. ولعل التأزم بين شخصيتي طارق المنصوري (بسانيو) ومحمد نذير (انطونيو) يشير إلى أهمية الصداقة بين الرجلين، فكلاهما يستخدمان الصداقة بمعناها الكياني للكلمة. إذ أن أنطونيو لا يدخر وسعا لحماية صديقه بسانيو، ويرى في دعمه أمام (القاضي) فيصل علي هو المرتكز الرئيس لمعنى الصداقة بينهما.

وشكل دور المرأة (بورتيا)، والذي جسدته لمياء حشاني، المفصل الدرامي في العرض المسرحي، ففي مطارح كثيرة من العرض كانت المحرك الحيوي لزملائها على الخشبة. فهي تارة (بالتزار) المحامي، وتارة أخرى (بورتيا).  

التراجيديا والأزمة في عمق النص يتجليان بأوضح صورهما في المسرح الشكسبيري، ويبرز هذا حين تدافع (بورتيا) المتنكرة بزي المحامي (بالتزار) عن (بسانيو) أمام (القاضي).

إن أزمة المسرح الشكسبيري تتعقد وتتفاوت في الحوارات المفترضة بين الشخصيات على الخشبة، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل استطاعت المخرجة منال بن عمرو في نقل الحوارات من دون أن تنتقص من معناها؟

ولابد من التوقف عند الرؤية الإخراجية التي نفذتها منال حيث بدت المشاهد جامدة، وغير مقنعة في أدائها على الخشبة، كما لاحظنا أن التركيز على الديكور والأزياء كان أكثر من حضوره في الحوارات بين الممثلين، مما وسم العمل المسرحي بطابع من الملل في كثير من الحوارات.

أما شخصية( شايلوك اليهودي ) الذي قام بتجسيدها حسين جواد، فقد عملت المخرجة عليها أكثر من غيرها، الأمر الذي أضعف الشخصيات الأخرى، فبدت غير مقنعة في أدائها.  

آراء ووجهات نظر  

لم تكن النقاشات في الندوة التطبيقية حول العرض المسرحي «بورتيا» كما جرى في الندوات السابقة، حيث كانت المداخلات قليلة. وقد شارك في النقاش على المنصة كل من المشرف الفني على عروض المهرجان المخرج العراقي محمود أبو العباس الذي رحب بالحضور، وبالفنان المسرحي العماني طالب البلوشي، ومعدة ومخرجة العمل منال بن عمرو.  

واستهل البلوشي مداخلته بالإشارة إلى أهمية المسرح، في حياتنا اليومية، واصفاً إياه بالبحر الكبير الذي لا نعرف حدوده. ولاحظ أن المخرجة ارتكزت في إعدادها على زبدة النص الأصلي لمسرحية شكسبير الشهيرة «تاجر البندقية» وبعض الجزئيات منه.

وأشار إلى أن الموسيقى وظفت بشكل دقيق في مشاهد العمل المسرحي، لافتاً إلى وجود رتابة في الحوارات وحركة الممثلين. وقال البلوشي إنه توقف عند جملة وردت في العرض المسرحي لم يستخد مها شكسبير في نص مسرحيته، وهي التي قالها مجسد شخصية «اليهودي شايلوك» ومفادها: «اللعنة على الحكمة».

وخلص البلوشي إلى القول إن الموسيقى كانت بديعة، متمنياً لو انها وظفت بشكل أكبر أثناء المشاهد المسرحية.  

ورأى المخرج الإماراتي إبراهيم سالم أن ثمة مصداقية في تعامل المخرجة والمعدة منال بن عمرو مع النص، ولاحظ أهمية اللمسة الأنثوية التي وسمت الإخراج والملابس. بينما بدا الممثلون في منتهى الشفافية في أدائهم للشخصيات.

وأبدى المخرج الإماراتي حسن رجب إعجابه بتقديم منال بن عمرو المضمون الحقيقي للمسرحية الأصلية بشكل مكثف، وتمكنت من إيصال الفكرة، لكنه أشار إلى أن حركة الممثلين لم تكن بالمستوى المطلوب على الخشبة. وبينما قدمت مداخلات لعدد من الجمهور، أشاروا فيها إلى الرؤية الموفقة التي قدمتها المخرجة منال بن عمرو، وإلى ضرورة أن يكون هناك المزيد من الجرأة في التقديم، وتحدث أحدهم عن ضعف أداء بعض الممثلين في نطق مخارج الحروف.

وتحدث عمر غباش رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان ، حيث أثنى على جهود المخرجة وتركيزها على التفاصيل، ولا سيما الملابس التي نقلتنا إلى تلك الحقبة الزمنية الغابرة.

منوهاً بالاستخدام الجيد للماكياج والدخان في العمل المسرحي. وفي الختام، تحدثت المخرجة منال بن عمرو باقتضاب، مشيرة إلى أن العرض المسرحي الذي قدم، هو نتاج الورشة المسرحية التي دامت حوالي الشهرين. وأوضحت أنها صنعت خلال الورشة والعرض ممثلاً جديداً على الساحة الفنية هو حسين جواد الذي أدى شخصية «اليهودي شايلوك».

آنغ لي يتسلم جائزة الأسد الذهبي للمرة الثانية خلال ثلاثة أعوام 

حقق المخرج السينمائي آنغ لي تايوان مكسبا مزدوجا بفوزه بجائزة الأسد الذهبي التي تمنح لأفضل فيلم في مهرجان البندقية السينمائي الدولي في إيطاليا تقديرا لفيلمه "الرغبة" بعد أن كان فاز بنفس الجائزة قبل سنتين عن فيلمه "بروكباك ماونتن". 

كما منح فيلم "الرغبة" العاطفي الذي تدور أحداثه في أربعينيات القرن الماضي على خلفية سياسية، جائزة أفضل تصوير، وقد ذهبت للمكسيكي روديغو بريتو. 

وهذه هي المرة الثالثة التي يكرم فيها المهرجان سينمائيا صينيا، إذ إن جائزة الأسد الذهبي منحت العام الماضي للصيني جيا جانكي عن فيلمه حول بناء سد المضايق الثلاثة. 

وحصل فيلم الفرنسي التونسي عبد اللطيف قشيش "البذرة والبغل" على جائزتين هما جائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة أفضل عمل تمثيلي. 

وقد اعتبرت عضوة لجنة التحكيم المخرجة الفرنسية كاترين بريا أن هذا الفيلم هو "اكتشاف المهرجان"، ويدور حول كفاح الجيل الأول من المهاجرين المغاربيين إلى فرنسا دون أن يحصلوا على اعتراف بنتيجة عملهم المتواصل وجهدهم.

وقد أثار غياب قشيش عن المؤتمر الصحافي الذي أعقب إعلان النتئاج وحضره كافة الفائزين، تكهنات بأنه غير راض عن الجائزة التي منحت له.

 وقد حصلت الممثلة الواعدة حفيصة حرزي -التي لم يسبق لها أن درست فن التمثيل- على جائزة مارسيللو ماستروياني لأفضل ممثلة واعدة عن دورها في فيلم "البذرة والبغل". 

أما جائزة الأسد الفضي للمهرجان الذي استمر 12 يوما فذهبت للأميركي بريان دي بالما عن فيلمه "ريداكتد" الذي تناول الحرب في العراق وخصوصا جريمة اغتصاب فتاة عراقية من قبل جنود أميركيين.

 في حين حصل الأميركي براد بيت على جائزة أفضل تمثيل للرجال عن دوره في فيلم "مصرع جيس جيمس" للمخرج لواندريو دومينيك.

 فيلم روسي يفوز بالجائزة الكبرى لمهرجان الإسماعيلية 

فاز فيلم روسي بالجائزة الكبرى لمهرجان الإسماعيلية الدولي الـ11 للأفلام التسجيلية في حين ذهبت جائزة لجنة التحكيم إلى فيلم مغربي قصير ونال فيلمان من الجزائر ومصر شهادتي تقدير.

وأعلن المخرج الفلسطيني ميشيل خليفي رئيس لجنة التحكيم أمس الأحد فوز الفيلم الروسي "ثلاثة رفاق" لماشا نوفيكوفا بالجائزة الكبرى وقدرها نحو 1770 دولارا.

وفي مسابقة الفيلم الروائي القصير فاز "المعاملة بالمثل" لميشائيل دريهر بجائزة أفضل فيلم ونال فيلما "الباب" للجزائرية ياسمين شويخ و"عشق آخر" للمصرية هبة يسري شهادتي تقدير في حين منحت لجنة التحكيم الدولية جائزة خاصة للفيلم المغربي "آخر صرخة" لحميد باسكيط.

وعرض في المهرجان على مدى سبعة أيام أكثر من 100 فيلم تمثل 41 دولة منها عشر دول عربية هي الجزائر ومصر وتونس وسوريا ولبنان وفلسطين والبحرين والأردن والسعودية والمغرب.

وتنافس 94 فيلما في خمسة أقسام هي الفيلم الروائي القصير والتسجيلي الطويل والتسجيلي القصير والرسوم المتحركة والأفلام التجريبية.

وفي مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة فاز الفيلم التشيكي "مارسيلا" بجائزة أفضل عمل ومنحت لجنة التحكيم جائزة خاصة للفيلم البريطاني "كل زواج موفق يبدأ بالدموع". 

أما في مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة ففاز فيلم "سونيا وعائلتها" من سلوفاكيا بالجائزة الأولى ومنحت لجنة التحكيم جائزة للفيلم الفرنسي "رحلة على أنغام صول ماجير" شهادة تقدير للفيلم البرازيلي "رابسودي العبث". 

وفي مسابقة الرسوم المتحركة فاز الفيلم البريطاني "أحلام ورغبات قيود عائلية" بالحائزة الأولى ومنحت لجنة التحكيم جائزة للفيلم الكندي "نيجاتيف ماكلارن". أما الأفلام التجريبية فذهبت جائزة مسابقتها للفيلم البريطاني "ضبط" ونال الفيلم البلجيكي "من علم الإنسان" جائزة لجنة التحكيم.

نيلسون مانديلا يفتتح مهرجان الإسكندرية للأفلام

افتتح فيلم "وداعا بافانا" عن رئيس جنوب أفريقيا السابق ومناضلها المعروف نيلسون مانديلا، الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض المتوسط. 

والفيلم إنتاج مشترك بين ست دول هي بلجيكيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وجنوب أفريقيا. 

واستند الفيلم إلى كتاب وضعه حارس مانديلا الذي أمضى 27 عاما من حياته في السجن. 

والفيلم كما تقول الناقدة علا الشافعي "أقرب إلى الوثائقي منه إلى الروائي، إلا أن كاتب السيناريو استطاع أن يظهر مفاصل إنسانية جميلة من دون صخب ولا تنظير، وسلاسة الفيلم تحسب له لأنها أعطته بعدا دراميا جميلا بكل المقاييس الإنسانية".

 وبالإضافة للفيلم تشارك تسع دول في المسابقة الرسمية للمهرجان بينها أربع دول عربية هي لبنان وتونس والمغرب والجزائر إلى جانب خمس دول أوروبية هي فرنسا واليونان وتركيا وإسبانيا وإيطاليا. 

وللمرة الأولى تغيب مصر الدولة المضيفة عن المشاركة في المسابقة الرسمية وذلك لعدم توفر أفلام تليق بتمثيلها في هذا المهرجان الدولي.

انتهاكات واشنطن لحقوق الإنسان بمهرجان تورنتو السينمائي 

قدم الفيلم السينمائي "رينديشين"، الذي يتصف بنظرة نقدية حيال قيام الولايات المتحدة الأميركية باعتقال المشتبه بتورطهم بما يسمى الإرهاب في سجون أجنبية، جرعة كبيرة من ممارسات التعذيب والسياسة وانتهاكات حقوق الإنسان إلى جمهور مهرجان تورنتو الدولي للأفلام السينمائية لدى عرضه لأول مرة أمس الجمعة. 

ويعرض بالمهرجان عدد من الأعمال السينمائية الأخرى التي ناقشت هي الأخرى العديد من المسائل المتعلقة بالحرب والأمن القومي. 

يتحدث الفيلم عن قصة أميركي من أصل مصري يعتقل في الولايات المتحدة ويلقى به في أحد السجون بشمال أفريقيا، حيث يتم تسليط الضوء على الممارسات الخلافية التي تطرح العديد من الأسئلة بخصوص التوازن بين الأمن القومي وحقوق الإنسان. 

وصرح نجوم الفيلم لوكالة رويترز للأنباء بأنهم لا يسعون إلى دعم النظرة الليبرالية المعروفة عن هوليوود بإطلاق هجوم ثقافي على إجراءات الولايات المتحدة الأمنية.

سؤال

فقد ذكر الممثل جاكي غليلنهال أن القضية الأساسية في الفيلم تتصل مباشرة بالسؤال المطروح عما إذا كان مقبولا التضحية بحقوق شخص واحد من أجل حماية حياة آلاف من الناس، وهو السؤال الذي يتركه الفيلم معلقا دون إجابة.

 ويلعب غليلنهال في الفيلم دور محلل يعمل لدى السي آي إيه يكلف بمهمة متابعة تعذيب الأميركي المصري أنور الإبراهيم الذي يلعب دوره عمر متولي.

 ورغم أن الحبكة أخذت من العناوين الرئيسية للصحف التي تابعت القصة الحقيقية، يبقى الفيلم دراما سياسية يقفز فيها السرد القصصي بين واشنطن وإحدى الدول العربية في شمال أفريقيا مع ترتيب زمني ذكي للأحداث.

 أما بطلة الفيلم ريز ويذرسبون، التي تلعب دور زوجة إبراهيم الحامل فقد ذكرت لوسائل الإعلام أنها استمتعت بأداء دورها الذي منحها فرصة لتقديم امرأة تجتمع فيها صفات القوة والضعف وهي تصارع من أجل تحرير زوجها من السجن.

 وترى ويذرسبون أن الرسالة التي يحاول الفيلم إيصالها كانت بالنسبة لها في المرتبة الثانية بعد جاذبية الشخصية التي أسندت إليها، مشيرة إلى أنها لم تكن لتشارك في العمل لو أنها شعرت بأنه منحاز لطرف واحد ضد الآخر.

 أما مخرج العمل الجنوب أفريقي غافين هوود فقد أشار إلى أن اهتمامه بالقصة جاء من احترامه وتقديسه للدستور الأميركي، لافتا إلى أنه تم التعدي على بعض المبادئ في هذا الدستور من أجل تطمين المخاوف الأمنية.

حرب العراق حاضرة بقوة في مهرجان دوفيل السينمائي 

فظاعات الحرب على العراق حاضرة بقوة خلال الدورة الثالثة والثلاثين لمهرجان السينما الأميركية في دوفيل (غرب فرنسا) مع عرض فيلم "أن ذي فالي أوف إيلاه" (في وادي إيلاه) من إخراج بول هاغيس، والذي يروي قصة اختفاء عسكري خلال مأذونية. 

ولدى عودته من العراق خلال مأذونية، اعتبر الجندي مايك ديرفيلد هاربا من صفوف الجيش بعد اختفائه قرب قاعدته في ولاية نيومكسيكو. 

ويحاول والده هانك ديرفيلد، العنصر السابق في الشرطة العسكرية الذي يجسد شخصيته الممثل القدير تومي لي جونز، العثور عليه من خلال إقامة علاقة صداقة مع الضابط المكلف التحقيق في الملف. 

لكن الجيش الأميركي لا يبدي تعاونا كبيرا لكشف الحقيقة، في حين يكتشف هانك ديرفيلد بفضل لقطات فيديو صورها ابنه على هاتفه النقال الفظاعات التي يرتكبها الجنود الأميركيون بحق المدنيين العراقيين في هذه الحرب.

 وتحضر الحرب على العراق، التي تلازم ذكراها الجنود الأميركيين حتى بعد عودتهم إلى الولايات المتحدة، بقوة في هذا الفيلم الذي يعكس بشفافية وصدق وقائع هذا النزاع.

 ويكشف هذا الفيلم التحول التدريجي في موقف والد يشعر بالفخر لأن يكون ابنه يخدم في صفوف الجيش الأميركي وتنهار قناعاته شيئا فشيئا على وقع تطور الأحداث.

 وقال المخرج الكندي إنه فكر في تصوير الفيلم لدى مشاهدته على الإنترنت لقطات فيديو حول الحرب على العراق.

 وأكد هاغيس أنه قرر في نهاية المطاف الغوص في هذا الموضوع بسبب "غياب" التقارير حول الحرب على العراق في وسائل الإعلام الرئيسية في الولايات المتحدة.

 وقال المخرج الحائز على ثلاث جوائز أوسكار عام 2006 عن فيلم "كراش" (اصطدام) "خلافا للحرب في فيتنام تطبق وسائل الإعلام تعليمات الحكومة التي تؤكد أن نشر صور  القتلى غير وطني".

 ويعتبر هاغيس أنه لم يقم بعمل سياسي وأنه وضع أولا في فيلمه "الجميع أمام مسؤولياتهم".

 ويرفض تحميل الرئيس جورج بوش المسؤولية كاملة عن فظاعات الحرب على العراق، مشيرا إلى أن الديمقراطيين وأيضا الجمهوريين وافقوا على شن هذه الحرب، وأن الغالبية العظمى من الأميركيين في حينها كانوا وراء حكومتهم.

 و"أن ذي فالي أوف إيلاه" من الأفلام المتنافسة في مهرجان البندقية للفوز بجائزة الأسد الذهبي.

 وهو ثاني فيلم عن الحرب على العراق يعرض خلال مهرجان دوفيل بعد "ريداكتد" (حرر) الذي يروي فيه المخرج براين دي بالما بقساوة "الأضرار الجانبية" الناجمة عن الاحتلال العسكري الأميركي للعراق، ويكشف القصة الحقيقة  لحادثة اغتصاب وقتل فتاة عراقية على أيدي جنود أميركيين. 

  إعلان تأسيس الهيئة العربية للمسرح في القاهرة  

  أعلن إسماعيل عبدالله رئيس جمعية المسرحيين بالدولة عضو اللجنة التأسيسية للهيئة العربية للمسرح عن إشهار هيئة المسرح العربي، وذلك ضمن احتفال كبير أقيم في قاعة طيبة بفندق سميرا ميس بالقاهرة ،وقد حضر الاحتفال حشد كبير من المسرحيين العرب والعالميين من 50 دولة تشارك بمهرجان المسرح التجريبي الذي يقام ً بالقاهرة.

 حيث حضر الاحتفال نخبة من الممثلين أبرزهم « الفنانة ليلى طاهر، الفنانة فردوس عبدالحميد، الدكتور أشرف زكي، الفنان سعد اردش، الفنان جمال سليمان، الفنان أيمن زيدان، الفنانة عايدة عبدالعزيز والفنان سيد راضي »، كما حضر الاحتفال سعادة الأستاذ عبدالله بن محمد العويس مدير عام دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة.  

ووفد اللجنة التأسيسية للهيئة العربية للمسرح المكون من « قيادات ( دائرة الثقافة والإعلام وجمعية المسرحيين )»، وحضر الاحتفال أيضاً اللجنة العليا لمهرجان المسرح التجريبي وقيادات العمل الثقافي بجمهورية مصر العربية .  

قاصة فرنسية تقدم عرضا مسرحيا لأساطير يمنية برؤية فرنسية 

 قدمت القاصة والكاتبة المسرحية الفرنسية بريجيت كارل معالجة مسرحية لبعض الحكايات الشعبية والاساطير اليمنية على قاعة المركز الثقافي الفرنسي في العاصمة اليمنية صنعاء.

شارك في العرض الذي قدم  باللغتين العربية والفرنسية مجموعة من خريجي قسم اللغة الفرنسية في جامعة صنعاء تحت عنوان (سفر حكايات وقصص يمنية) وهو العرض الثاني إذ سبق لها أن قدمت عرضا مماثلا في باريس في مايو الماضي. 

وتحدثت كارل للصحافيين موضحة ان فكرة تقديم الموروث الحكائي الشعبي اليمني على المسرح نشات عندما كانت تتبادل الحكايات مع مرافقيها اليمنيين اثناء زيارة سياحية لها لليمن عام 2005. 

واشارت الى ان العرض يعد تمهيدا لانطلاق عروض (سفر) في باريس لتنتقل الى ليون ومدن فرنسية اخرى.

 وأوضحت كارل انها جمعت مجموعة من الحكايات والاساطير اليمنية من بعض المناطق الشمالية التي زارتها في رحلتها السابقة كما استعانت بما نشره بيت الموروث الشعبي من حكايات معتبرة أن مشروع (سفر) يستهدف صون التراث الشفهي اليمني من الاندثار فمرحلة التحول الى الحداثة التي يمر بها اليمن تنطوي على خطر اضمحلال الموروث الشفهي. 

وتتنوع موضوعات (سفر) ما بين الحب الخيالي والمكر والحكمة واساطير سبأ وبلقيس وحكايات الجن والشرف.

 وقدمت كارل منذ تأسيسها فرقة أرتيم في العام 1992 عددا من الاعمال المسرحية أبرزها (أمسية الذئب) إضافة الى عروض من مسرح الشارع.

 كوميديا الخشخاش .. عرض مسرحي موسيقي يثير ضجة في بريطانيا

     إنها المرة الأولى التي يثير فيها عرض مسرحي هذه الضجة التي لم تقتصر على السجالات النقدية في الصحف والمناقشات المتواصلة في أوساط المسرحيين والجمهور المسرحي على حد سواء.  

بل تجاوزها إلى تدخل الحكومة البريطانية نفسها للتحريض على وقفه وحث الجمهور على مقاطعته بعد أن نشرت نداء في موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت تدعو فيه المواطنين للتصويت ضد عرض العمل والمطالبة بوقفه.

 وعلى الرغم من أن رّد فعل الحكومة البريطانية اقتصر على المطالبة بمقاطعة العرض وعدم العمل على منعه، يعد مؤشراً آخر على مدى الحرية التي يتمتع بها المسرح في بريطانيا وأوروبا عموماً، إلا انها المرّة الأولى لجهة تدخل الحكومة وتحريضها ضد عمل إبداعي.

يتناول العرض المسرحي الاستعراضي الموسيقي الضخم (الجهاد ـ موسيقى) قضية الإرهاب الدولي بواسطة حكاية فلاح أفغاني بسيط يدعى حسين المنصور، كان يزرع أرضه بسلام بعيداً عن العالم قبل أن تصل إلى المنطقة امرأة أفغانية غامضة ترتدي الشادور ويفيض السحر من عينيها السوداوين وتقنعه بزراعة الخشخاش الذي سيجني منه أموالاً طائلة.  

وبعد تشكك وتردد وتفكير يخضع حسين المنصور لإغراءات المرأة الغامضة ( وهي منقبة) ويزرع الخشخاش، وبعد أن يجري المال بين يديه ويستمرئ اللعبة سرعان ما يبدأ بالتشكيك بنوايا تلك المرأة ويرتاب بعلاقاتها السّرية مع ما تسميه شركة غربية مهتمة بمحصول الخشخاش الذي تشتريه من المزارعين.  

وتصدره إلى الغرب، ناهيك عن اتصالها برجال ذوي سحنات قاسية ولحى يتحدثون معها باللغة العربية وليس بالأفغانية، وسرعان ما يكتشف حسين المنصور أن الشركة التي تشتري الخشخاش وتصدره إلى الغرب بطرق غامضة، ماهي إلا واجهة لمنظمة إرهابية تسعى لتفجير أهداف إستراتيجية كبرى في الغرب.

وبين شعوره بالواجب وضرورة التبليغ عن نشاط الجماعة المشبوهة وخوفه من تلك المرأة ونفوذها القوي، يتعرف حسين المنصور على صحافية غربية متخفية بزي أفغاني تشجعه على البقاء معهم في الحلقة وإدامة علاقته بشركة تصدير الخشخاش ليزودها بالمعلومات مقابل مبالغ مالية، الأمر الذي يجعله محشوراً بين سندان الإرهابيين ومطرقة الصحافة

العرض من إخراج البريطاني إيفان كابينت وتأليف الأميركي زو صاموئيل وعرض في مهرجان فرينغ أدنبرة المسرحي في اسكتلندا وهو يأتي بعد مدة قصيرة من محاولة الهجوم الإرهابي الأخير في غلاسكو وعملية لندن الإرهابية الأمر الذي أعطى مبرراً، على مايبدو للحكومة البريطانية للاحتجاج عليه مراعاة مشاعر الأهالي وأقارب الضحايا.

وبالنسبة لصانعي العرض فإنهم يقولون، نحن لا نريد التسبب بالألم لأحد، ويضيف منتج العمل الأميركي جيمس لوير مدافعاً، إنه مجرد عرض موسيقي كوميدي لا يشذ عن تقاليد المسرح الانجليزي العريق والمتمسك بمبادئ الحرية. لقد راعينا فيه عدم الإساءة للأديان وعدم السخرية من ثقافات الشعوب، إن هؤلاء الذين يناشدون حجب العرض أو تأليب الجمهور ضده لم يشاهدوه بعد.

العرض شأنه شأن العروض المسرحية الضخمة في أوروبا استند إلى تكوينات صورية رائعة استفادت من تقنيات الصوت والضوء الحديثة مما جعله أقرب إلى العرض السينمائي الحيّ بممثلين حقيقيين يتراكضون على خشبة المسرح التي بدت واسعة .

ولا نهاية لها في مشاهد حقول الخشخاش، بينما بدا محور العرض الفنان من أصل أفغاني سهراب وديع الذي لعب دور الفلاح حسين المنصور متألقاً ومتعدد المواهب، فقد مثل ورقص وغنى وأضفى روحاً مرحة على العرض الذي اعتمد عليه على مدى أكثر من ساعة.

في حين لعبت دور شازيا المرأة الغامضة الممثلة الشابة دانيلا رباني مستفيدة من ملامحها الشرقية الساحرة لاسيما في النقاب الذي زاد من سحر عينيها الفاتنتين، أما بقية الأدوار فقام بتأديتها كل من الممثلة ميتو تشالا بدور نور، جوناثان وينر بدور جاكوز، ديفيد إنجر بدور بلال.

وأيملي ماكنمارا بدور الصحافية فوكسي، وتضمن العمل استعراضات راقصة عديدة ومجموعة من الأغاني الراقصة من مثل أغنية I only see your eyes (لا أرى سوى عينيك) .

لكن هل ضحك البريطانيون فعلاً من هؤلاء الذين يريدون تخويفهم كما قال منتج العرض جيمس لوير؟

سياسياً ليس ثمة إيحاءات مقصودة أو محددة في العرض، أيضاً ليس ثمة سخرية من أحد اللهم إلا من سخرية عابرة من الصحافة الغربية وتهافتها على المعلومة بأية وسيلة حتى لو تقاطعت تلك الوسائل مع نبل الغايات، نعم هناك سخرية واضحة من تجار الأفيون والمخدرات ومزارعي الخشخاش البسطاء الذين هم في الغالب ضحايا منظمات إرهابية تدفعهم لزرعه سواء بالترغيب أو بالتخويف والإكراه، لعلها الركيزة الفكرية الوحيدة التي انطوى عليها العرض ليقول للجمهور، انظر إلى هؤلاء الذين يدعون الصلاح من أجل المبادئ النبيلة.

وهم يتخذون من الأساليب الرثة المحملة بالخطايا وسيلة لتمويل أعمالهم، عدا ذلك هناك كم هائل من الرقص الآسر والغناء الاستعراضي الجميل والموسيقى المطلقة التي جعلت منها تقنيات الصوت الحديث - دولبي ديجتال- سمفونيات زرقاء هابطة من سماء لندن الرصاصية المبللة.

معارض فنية 

فنان مغربي يحتفي في معرض بالرباط بالخطوط الفارسية القديمة   

 احتفى الفنان والخطاط المغربي حسن ميكري بالخطوط الفارسية القديمة في اخر معارضه التشكيلية التي افتتحها باحد اروقة العاصمة الرباط. 

وتضمن المعرض الذي اقيم حول موضوع (فن الخط الايقوني الفارسي) على مدى اسبوع عددا من اللوحات الراقية التي تمجد الخط الفارسي ودوره الكبير في اثراء الفنون البصرية الاسلامية. 

وقال ميكري "ان الخط الفارسي يعد من بين اجمل الخطوط العربية التي تمتاز عن باقي الخطوط الاخرى بالليونة والرشاقة والخصوبة الابداعية الخالصة". 

واكد ان هذه الخطوط التي تحتفي بايات القران الكريم في عدة لوحات فنية بديعة وباشكال ساحرة تجسد القيمة الرمزية والابداعية لهذا الفن الرفيع في التاريخ العربي والاسلامي القديم. 

واوضح ميكري ان هذا الخط الذي وصفه ب"اصعب الخطوط العربية واجملها" يجد فيه متعة فنية كبيرة. 

واشار الى عدد كبير من انواع الخطوط الفارسية ومن بينها "النسخ والتعليق" مؤكدا انها تحظى بكثير من التقدير لدى كثير من الفنانين والمتابعين في العالم. 

وقال ان خط (النستعليق) ذا الابعاد الروحية والابداعية الصوفية يوصف بانه "عروس الخطوط" ويشكل قاسما مشتركا بين كثير من الحضارات وثقافات الشعوب.

واشار الى ان هذا الخط الذي يوحد الفنون العربية والاسلامية يحمل دلالات مهمة على قيم التسامح الكوني والتعايش والسلام وغنى الموروث الحضاري الاسلامي. 

يذكر ان ميكري تم تكريمه مؤخرا من قبل اكاديمية (فنون..علوم وآداب) في باريس في حفل رسمي تم تنظيمه بمناسبة الاحتفال السنوي بالميدالية الذهبية لهذه المؤسسة التي يرعاها الرئيس الفرنسي الاسبق جاك شيراك. 

وتم تكريمه أيضا كممثل المجلس الدولي للموسيقى بمنظمة (يونيسكو) بالمغرب بتلك الجائزة الدولية لمساهمته الكبيرة في احداث مؤسسة (عالم الموسيقى العربية) ولتجديده في فن الخط الايقوني الفارسي.

معرضان للصور في عمّان «ينقدان» الهيمنة الرقمية

احتضنت «دارة الفنون» في عمّان ، معرضين بنكهتين مختلفتين تجمعهما الصورة. في أحدهما انتقاد لاذع لهيمنة الرقمية على حاسّة البصر. أما الآخر فيوثّق لثنائية الظل والنور من خلال معلمين حضاريين إسلاميين. 

لكل من فناني المعرضين دافع دفين حرّكه لالتقاط الصورة. فبينما عَرَض السعودي فيصل السمرة الخوف من تزوير الحقيقة على يد التكنولوجيا، ضغط الفلسطيني - الأميركي سعيد نسيبة على زر التقاط الصورة شغوفاً بقباب مغموسة بروحانية خالصة. 

واقع محرّف

 في معرض «واقع محرّف» يحذر السمرة من استغلال الشركات المتعدّدة الجنسيات والمعولمة ووسائل الإعلام وأقطاب السلطة، الصورة الحقيقية وتشويهها عبر خليط من نتاجات التصوير الرقمي والفيديو. كما يحذّر من الصورة المركبة «حاسوبياً» القادرة على تزوير الحقائق وتجميلها، لكنها مختلفة تبعاً لمروجي الصورة.

في السياق ذاته، يقول السمرة، الذي درس في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في باريس، إن «الصورة في الزمن المعاصر، أصبحت خطيرة جداً، لأن حقلنا البصري والذهني مطارد من جانب منتجي الصورة على اختلاف مشاربهم. فمن أجل إغوائنا والاستحواذ على انتباهنا صنع هؤلاء المنتجون صورة لواقع مُحرّف تخدم أهدافهم فقط».

 ويتضمن «واقع محرّف» تيارين مشهديين متضادين، أحدهما يجانب الحقيقة، والثاني يعكسها كما هي بكل عيوبها ومزاياها. ويعتبر السمرة أن «هناك نوعين من منتجي الصورة. أولاً، منتجو الصورة المبهرجة الذين يحرّفون الواقع بهدف إنتاج صورة تخفي الحقيقة أو جزءاً منها، لجعلها تبدو أبهى في عيوننا، لأننا بطبيعتنا نسعى دائماً إلى الأحسن ونتجنب الأسوأ». ويتابع السمرة «على رغم نسبية هذا الأمر لكل منا، تم استغلال هذه الغريزة الأساسية لدينا لتحقيق أهداف مختلفة.

 والحقيقة الخطيرة لهذه الصورة هي أنها، في غالبية الأحيان، تُظهر الأسوأ على أنه الأحسن لتلميع المُنتَج فقط من أجل بيعه وشراء مساحة في حقلنا البصري». أما النوع الثاني، بحسب السمرة، فهم «منتجو الصورة غير المبهرجة»، الذيـن يحــرّفون الــواقع لإنتاج صورة تقاوم من أجل إظهار الحقيقة وتعرية الواقع كما هو، وتعالج الأسوأ قبل الأحسن. وهي الصورة في الفن.

ويبدو أن السمرة الذي اقتنت أعماله العديد من المتاحف والمجموعات الخاصة، كالمتحف البريطاني، ومتحف البحرين الوطني، والمجموعة الخاصة في دارة خالد شومان في عمان، يقدم من خلال معرضه لقاحاً يقاوم بهرجة الصورة. ويؤكد أن معرضه محاولة للدفاع عن النفس في وجه غزو «الصورة المبهرجة»، لا سيما الدعائية والسياسية للبصر والذهن.

 وبعيداً عن دهاء الرقمية، التقط سعيد نسيبة صوراً للمسجد الأموي في دمشق، والمسجد الأقصى في القدس، جمعها في معرضه «روحانية وحداثة في مسجدين أمويين»، مُركّزاً على المجال الأثيري للمعلمين تمثل بسطوع النور وعتمة الظل، من دون أن يغيب عن عدسته التركيز على الاحتراف المعماري وحقبته التاريخية. 

ويصور صاحب كتاب «قبة الصخرة»، هذين المسجدين بوصفهما مقاييس حضارة، محاولاً التعبير عن الهالة المهيبة الغامضة التي تحيط بالمسجدين عبر مجموعة من صوره الفوتوغرافية. وفي تجربته، يخلّد نسيبة ذكرى شعوب مضى زمنها، علّها تكون شعلة مضيئة تلهم أبناء الأمة في العصر الحديث.

 ويسلط نسيبة، الذي يمضي وقته متنقلاً بين عمّان ودمشق وسان فرانسيسكو مسقط رأسه، الضوء في مجموعته «قباب: تَعبُر من جانب إلى آخر» على عنصر معماري محدد هو القباب، فهو يتقصّى قالبه الأنيق الموحي، والأحاسيس التي يستثيرها أيضاً. 

وتلخص الصور المطبوعة باللونين الأبيض والأسود، إيحاءات القباب التي تحمل المتلقي للتحليق بعيداً في فضاء الإيمان والسكينة. وفي هذه المجموعة يسلط نسيبة الضوء على هندسة القباب المعمارية، فهو يتقصّى قالبه الأنيق الموحي، والأحاسيس التي يستثيرها هذا العنصر.

 يذكر أن سعيد نسيبة المصور الفوتوغرافي المحترف، ولد في سان فرانسيسكو. عرض أول مجموعة التقطها لوادي رام وللحياة الرعوية لعشيرة الحويطات، في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة في العام 1986.

 وأصدر سنة 1996 كتاباً باللغتين الإنكليزية والفرنسية بعنوان «قبة الصخرة»، يضم صوراً التقطها لفسيفساء الجامع الأموي التي زُيّن بها في القرن السابع الميلادي. وقد عرضت الصور في دارة الفنون سنة 2002. ويقوم نسيبة الذي حصل أخيراً على زمالة عليا من مؤسسة فولبرايت، بجولات في بلاد الشام متتبعاً الإرث الجمالي للعصر الأموي في المنطقة. وهو يستمر في مزاولة عمله التصويري الذي بدأه منذ كان في الـ 13 من عمره.

 معرض باسم الساير في روحه الشرقية

  استضافت جمعية الإمارات للفنون التشكيلية معرض الفنان السوري باسم الساير، ويأتي المعرض ضمن فعاليات مهرجان الفنون الإسلامية الذي قدم زخماً كبيراً على صعيد التنوع والغنى. تجربة التشكيلي باسم الساير تشتغل على المنمنات والروح الشرقية.

 واعتبر الناقد محمد الجزائري أن هذا المعرض يكرس روح المنمنمة الشرقية في (التشابه) و(التناظر)، لكن في منطقة الاشتغال ثمة فروقات في الموضوع وحركة الحشود أو الجماعات. باسم الساير لا يحار في موضوعاته، فقد أمسك بالثيمة، وناور على مفرداتها وتحركها على مساحة القماشة، ليوجد فضاء الأسلوب الذي يميزه.

 والساير يتناول (العرس) وسواه من الحالات الإنسانية، لكن الحشود هي السمة المميزة الغالبة، حتى في تلك المربعات المتكررة أو الأشكال المقاربة لصياغتها الهندسية.. ونوع الضربات التي تؤكدها في الشكل والتجاورات اللونية. إنه يستعير من التنقيطية حركة اللون، لكنه يحيلها إلى قامات مستدقة أو ملتوية، أو مثل حشد متناغم.  

الفضيحة على جدران المتاحف 

  تمكن الفنان التشكيلي الكولومبي وأستاذ مادة الرسم المتجول فيرناندو بوتيرو(74 عاماً) من وضع تفصيلات سجن (أبو غريب) والأحداث المرعبة والمشينة التي قام بها الجنود الأميركان ضد السجناء العراقيين، على جدران المتاحف الأميركية والعالمية، بعد أن اشترت جامعة كولومبيا الأميركية 24 عملاً زيتياً و23 عملاً تخطيطياً من أعماله الفاضحة المستوحاة من المأساة.  

وكان بوتيرو بدأ سلسلة أعماله المتعلقة بأبي غريب في سبتمبر 2006 تحت عنوان (لا تستح من الحقيقة ) ومن ذلك الحين بدأ مساعيه الرامية إلى إيصال تلك الأعمال إلى المتاحف الأميركية والعالمية، وكان أول نجاح له في الولايات المتحدة تمكنه من بيع عدد من تلك الأعمال إلى جاليري مارلبورو في مدينة نيويورك الذي أصبح أول قاعة فنون تشكيلية معروفة تعرض هذه الأعمال التي جذبت انتباه الجمهور حتى غير المهتم بالفنون التشكيلية، بعد أن أدى الأمر إلى وضع كاليري مارلبورو المغمور على خارطة أهم قاعات العرض المتخصصة بالفنون التشكيلية.  

حالياً تعرض مجموعة من لوحات سلسلة (أبو غريب) في متحف يوسي بيركلي التابع لمركز الدراسات والأبحاث الأميركية اللاتينية، في حين يستعد متحف الجامعة الأميركية ومركز كاتز للفنون في واشنطن العاصمة لعرض تلك الأعمال في شهر نوفمبر المقبل حسب ماصرح به راي موسن المدير الفني للمتحف .

كما يجري التفاوض على عرض مجموعة من أعمال بوتيرو - أبو غريب لدخول متحف بالازو فينيسيا في إيطالي، وهناك خمسون لوحة زيتية منها سيستضيفها متحف فوورث الألماني ومتحف إلازو ريال في مدينة ميلان الايطالية ومتحف أي في أي أم في مدينة فالانسيا الأسبانية.  

معرض الخط العربي يستعرض انواع الخطوط العربية بمشاركة رواد الفن العربي الاصيل

ضم المعرض الذي اقامه المجلس الوطني للثقافه والفنون والاداب مجموعة من الاعمال التشكيلية التي تبرز جماليات فنون الخط العربي وزخارفه الاصيلة حيث تنوعت الخطوط ما بين الديواني والكوفي والنسخ والثلث والرقعة فضلا عن الزخارف التي زينت بها تلك الخطوط الجميلة.

وقال مدير ادارة البحوث والدراسات في المجلس الوطني سهل العجمي في تصريح لوكالة الانباء الكويتة (كونا) عقب جولة تفقدية للمعرض الذي افتتحه  بقاعة الفنون بضاحية عبدالله السالم ان هذا المعرض يقام في شهر رمضان المبارك تقديرا لفن الخط العربي وخطوة مساهمة من المجلس الوطني لنشره والتعريف باصوله الجمالية والدفع بمحبيه للتمسك بهذا الموروث الحضاري الجميل. 

وافاد العجمي ان هذا المعرض يأتي ضمن انشطه وفعاليات المجلس التي تستمر طوال العام اذ شارك في المعرض ثمانية فنانين من الكويت والدول العربية حيث اتيحت لهم الفرصه في استعراض ابداعاتهم في مجال الخط العربي. 

واكد ان الهدف من المعرض هو الاستفاده بشكل كبير من خبرة الخطاطين الرواد فضلا عن التمتع بابداعاتهم التي تختص في مجال فن الخط العربي والحفاظ على استمرارية وتجديد قيمة تراثنا العربي والتمسك به. 

بدوره قال الخطاط عبدالامير البناي ل(كونا)انه شارك بسبعة اعمال في فن الخط العربي اذ ركز على الخط (جلي الديواني) الذي يضم اعمال زخرفه وتشكيل بكثره فضلا عن التنقيط الواضح به مختلفا عن الخط الديواني العادي الذي لا يحتوي على حركات زخرفية او تنقيط كثير. 

واكد انه تعلق فن الخط العربي منذ الصغر بتشجيع من زملائه فترة الدراسة اذ استمد اساسيات هذا الفن من معهد تحسين الخطوط العربية فضلا عن الاستعانه بالكتب ذات الصله بفن الخط العربي. 

والخطاط البناي هو رئيس قسم الخط والرسم بتلفزيون الكويت منذ سنه 2002 وله العديد من الاعمال التي تختص بالخط في التلفزيون منذ 1978 فضلا عن تمتعه بالعديد من العضويات المحلية والاقليمية في مجال الخط العربي. 

ويقدر مجموع الاعمال في هذا المعرض حوالي 40 عملا فنيا متميزا فضلا عن اقامة ورشه عملية مصاحبة للمعرض يقوم من خلالها الخطاطين بكتابة الاسماء والعبارات الجميلة بخطوط مدعمة بزخارف اسلامية وعربية اصيلة. 

معرض «مجموعة سبتمبر»

ألوان قوس قزح لسبع حوريات تونسيات 

الفنون التشكيلية فى تونس وفى كل الأوطان العربية تقريبا.. حالة طقوسية موسمية تمتد دائما من الخريف إلى الربيع، لا على مستوى الخلق الإبداعى الذى يظل أبدا فردانيا ومنجزا فى كل حين متى توفرت لحظة الولادة الفنية لدى الفنان.. الليل قد يكون حلم الفكرة والهزيع الأخير منه، تصميمها الأولى فى شكل خطوط أو ما يعرف بـ"الكروكي"، ليكون الصباح إضفاء للألوان والخربشات والتلصيق على الحامل.. ليرتد الفنان إثرها ارتداده الأخير فى آخر العشية ليخطّ أخيرا توقيعه المخلد لمنجزه الخاص.. تلك هى الدورة المرسمية للفنان فى مرسمه الخاص.. ثم يُبَرْوِز أيقونته منتظرا فرصة عرضها للعموم مع بداية موسم الصالونات والأروقة، لكن أن يكون شهر سبتمبر/ أيلول شهر العرض، فذاك هو الطريف فى المعرض الجمالى النسوى الذى أقيم بفضاء "الدامة" بضاحية "ميتوال فيل" العاصمية الراقية لصاحبها سلفان مونتليان.

 لعب الكلمات

 المعرض حمّل اسمه مُسميات الفكرة والطرح الاستثنائى فى شهر الجماد الاستيتيقى الذى جاءنا بلغة موليار لعبا جميلا على الألفاظ وتقطيعاتها.

 "Sept/embre groupe" "ست/ أومبر غروب" و"ست" بالفرنسية تعنى سبعة و"أومبر" مع تعديل لها تعنى الظلال أما "غروب" فتعنى المجموعة والكل متجمع يعنى "مجموعة سبتمبر/ أيلول" فكم جميل هذا اللعب اللفظى المفضى إلى توثيق مرور أنيق لسبع حوريات يرسمن جنانهن الخاصة من خلال فرشاة أشد خصوصية.

 سبع حوريات

 * أميرة همامى جديدي: دكتورة فنون جميلة لها العديد من المشاركات الجماعية والفردية بتونس وألمانيا والجزائر والقاهرة.

* أسماء التريكي: طالبة فى مجال الهندسة بباريس، ترسم منذ أن كان عمرها 14 سنة.

* آمنة بالرحومة: طالبة فى الصيدلة لها مشاركات فردية وجماعية بنفس الفضاء "الدامة" الحاضن لفرشاتها.

* هاجر دغري: متحصلة على الماجستير فى علوم مالية المؤسسات بليون الفرنسية ورسامة بالفطرة.

* سارة بن عيسى: أستاذة تربية فنية عرضت قبلا بفضاء "صوفيننزب" بقرطاج وقصر السعادة بالمرسى.

* سلمى الشريف الدزيري: صاحبة مشاركات فردية وجماعية بالعديد من الأروقة التونسية.

* سونيا تريمش: متحصلة على شهادة فى المحاسبة والكومبيوتر. مشاركة بامتياز فى معارض تونسية وفرنسية.

 مشاهدات من المعرض

 مدارس فنية متعددة قد تتقابل حينا وقد تتباعد أحيانا لكنها فى النهاية تتمازج لتنتج ظلالا لونية وحركات فرشات نسوية مستفيضة بالإحساس والجماليات. فالرسم عند أميرة همامى جديدى مثلا رسم ثنائى حينا وأحادى فى أحايين كثيرة بتقنيات الفن الحديث المستلهم من التنصيبات وما هو بتنصيبات، بل هو تقنيات متعددة من التلصيق والخدش والألوان على حامل مُبروز بكلاسيكية اللوحة المتعارف عليها.

 تصدمك فى كل اللوحات عين ناظرة باتجاهك فى ركن قصى من القماشة إما شمالا أو يمينا، تستفز فيك ضرورة الإمعان فى النظرة والمعنى، لكأن النظرة هى ملهاة الرسامة فى تجوالها بين الألوان والحامل. المعنى غير مهم فى أيقونة أميرة فلك أن تفهمه كيفما تشاء.. ولها أن توظفه كيفما أرادت، بل الأهم فى كل هذا هى التقنية التى وإن كانت غير جديدة بمفهوم التجديد فى الفعل المرسمى لكنها تحمل من الجادة أقصاها، ففن التلصيق والخدش تقنيتان مستقلتان بإمكانهما الاجتماع لدى أميرة بمعية الألوان لتكون الجرائد وجها والخدش رسما والألوان الحارقة والأخرى الداكنة معنى لنظرات وانتظارات ستكون.. فى حين يأتينا الرسم لدى سونيا تريمش كتلة أتربة ورمال فى عجينة لونية لألوان الحب والنار والأمل والانتظارات التى تشكل فى نهايتها محاولة لرسم جنين فى رحم أم، على حد تعبير الآنسة. 

المخيال لدى سونيا حملها إلى أن تستكشف عوالم الولادة لدى الأنثى قبل الوضع لتمنح فرشاتها دور آلة الرنين المغناطيسى "الإيكو" الكاشف لخبايا الخلق الجنينى عند المرأة مستفزا فينا لذة تجلى الجنس ذكرا كان أو أنثى.. لتكون هى الولاّدة بمخيالها وأنت الوليد بخيالك. 

أما أسماء التريكى فلوحاتها تحكى عن موهبة مرسمية قادمة بمهل دون كثير ثرثرة.. من خلال ألوان تتمازج فى لين وفى كل حين لا تفصل بينها سوى خطوط انحنائية وأخرى دائرية طفيفة، بعيدة عن الخطوط الفاصلة بمفهومها الحدودي، بل هى خطوط شفافة كشفافية تواضع الآنسة فى الحكى عن رسومها وإيحاءاتها.. وهو عين عظمة الفنان.. فالرسم منه والتأويل لك. 

أسماء فى رسمها أنثوية إلى أقصى حد، تستفز فيك لعبة الانحناءات لتخال الأيقونة أجسادا وما هى بأجساد.. امرأة حبلى بمعانيها.. أنثى مفعمة بأمانيها.. ولوحة حمالة لتواضعها الفنى الخام.. أما الألوان فهى قراءة أكاديمية لتمازج الألوان الأولية وقدرتها على تشكيل قوس قزح ألوان، ليكون البنفسجى لونا طاغيا فى اللوحة يتدرج انسيابيا مع جميع الألوان.. كأنها تُهجّينا ألف باء التكوين اللونى للبنفسجى الزهرى فالبنفسجى الترابى فالبنفسجى الغابى فالبنفسجى البحرى وغيرها من تدرجات اللون فى علاقته الكونية الفلكية بمفهومها الترابى والمائى والهوائى والناري.. 

معرض "مجموعة سبتمبر" معرض احتفى بالاستيتيقا النسوية فى علاقة قزحية للألوان السبعة لحوريات سبع فى الشهر التاسع للعام وما يعنيه هذا الرقم من حينية المخاض لدى الأنثى.. فزوروا الرواق من الأكيد أنكم ستتلذذون عودة الولادة فيكم. 

أيمن حامد يعيد حرافيش نجيب محفوظ بـ «رائحة المكان» 

  بمناسبة ذكرى رحيل الأديب العالمي نجيب محفوظ، أقام الفنان أيمن حامد معرض رسومات تعبر عن عالم نجيب محفوظ والحرافيش، وكذلك مسقط رأسه في حي الجمالية والحسين بعنوان «رائحة المكان». وأكد أيمن أنه خلال تجهيزه لهذا المعرض شعر بأن عبقرية نجيب محفوظ تخرج من الأرض إلى السماء، فهو بصرف النظر عن فوزه بجائزة نوبل رغم أن أدبه كان شديد المحلية لصيقاً بالحارة المصرية، ويعبر عن أسرار المصريين البسطاء، وهذه البراعة في أدب محفوظ مثل براعة شكسبير عندما عبر عن حواري وأزقة بلده بصدق شديد.  

وقال: يمر الآن عام على رحيل نجيب محفوظ، ولذلك قمت بعمل بورتريهات له، بالإضافة إلى رسم المكان الذي ولد وتعلم فيه محفوظ وبالتحديد حارة قرمز ومنطقة بيت القاضي مروراً بسلسلة الجوامع الأثرية والأزهر والحسين وبرقوق وبيت السحيمي وشارع المعز وبيت القاضي.وهذه الأماكن بقيت بينما اختلفت بعض مظاهر الحياة مثل الطربوش والمنشة والملاية اللف والبرقع وتطور المكان، فظهرت المقاهي السياحية وانتشرت البازارات، التي أصبحت ملتقى السياح العرب والمصريين على اختلاف ثقافاتهم. وأضاف: حرصت في لوحاتي على استخدام اللونين الأبيض والأسود مع الألوان المائية بدون إضافة خامات أخرى لإعطاء نوع من التلخيص والتركيز والشفافية والسلاسة والرقة.وتعليقاً علي فنية لوحات معرض «رائحة المكان»: يقول د. محمد السيد سعيد- رئيس تحرير جريدة البديل المصرية: اللوحات بها واقعية خلاقة، فهناك تناغم في الخط وخفة دم، ورؤية المكان تتحكم في الأحجام والتناسبات، وهناك نوع من الزخرفة تظهر فيه كتل وأشخاص وكراس، وأحياناً يكون الخروج عن الواقع بفرض أشكال قوي ومفتاح للوحة ككل، واللوحات فيها علاقة بين الخط المستقيم والمخي تعطي شكل السؤال والجواب، كأن اللوحات تقدم أسئلة وتجيب عليها.

ويضيف: اللوحات التي فيها حي الحسين توحي بالحميمية والألفة، كذلك المساجد نجد عناصرها تعطي إيحاء بالموسيقى والفرح بأن المسجد ينقل رسالة دينية كأن الدين يعطي الحب والبهجة للحياة، كذلك رسمه لسيدات يجلسن بجوار شجرة ويلبسن ملابس بيضاء فيه سحرية وألوان رقيقة، أما رسمه للمقاهي والحرافيش فيه إحساس مختلف.

 حيث يصور الناس يجلسون على المقاهي بشكل غير مرتب، مما يعطي إيحاء بالطبيعية والواقعية كأنه يجلس معهم إضافة إلى تجسيد العلاقة بين الإنسان والأشياء، فهو ربط بين الجامع والناس، واظهر الزخارف الإيرانية في الجامع الأزهر، ورسم «رقصة الملاوية» أو التنورة، التي يرقصها الدراويش.

كما رسم الفنان أيمن حامد شيخ البدوية وهو يرفع يده اليمنى للأعلى واليسرى لأسفل، كذلك رسم بورتريه ذا ملامح كاريكاتورية لشخص ما ولفتاة سودانية، وسيدة نوبية تقرأ المصحف الشريف، بالإضافة لرسمه بورتريه د. «رباب» وهي بطلة رواية محفوظ السراب، وكأنك تشاهد اللوحات من أكثر من زاوية، فاللوحات متعددة الأبعاد كلما نظرت إلى جزء منها تشعر بوجود قصة كاملة لها معنى ومغزى.

 لمسة الجمال في ثلاثة قرون من حياة الجزائريين

 يستمتع رواد المتاحف في الجزائر بمعرض (الحياة اليومية في مدينة الجزائر) الواقع بحي القصبة الشهير في قلب العاصمة. 

وتناول المعرض العادات والتقاليد السائدة في العاصمة كما ضم مجموعة ضخمة من التحف تعود للقرون الثلاثة السابقة.

 وأوضحت المسؤولة بالمتحف الوطني ورئيسة قسم الحفظ والصيانة نصيرة عزوق  أن المعروضات تروي كيفية قضاء الجزائريين حياتهم اليومية بما فيها من تطريز وحياكة وطهي وزينة.

 وأشارت عزوق إلى اعتناء المجتمع بدقة الصنعة وجمال المظهر ومتانة الخام المستخدم في عصر يمكن وصفه بعصر الأدوات النحاسية والخشبية.

 ويتطرق المعرض إلى تفاصيل الحياة اليومية لينقل المشاهد إلى واقع وروح القرون الثلاثة الأخيرة والتركيز على أدق وقائع الحياة اليومية، مثل التحضير للزفاف وختان الأطفال ونماذج اللباس التقليدي الذي يتميز به سكان العاصمة عن غيرهم من المناطق.

 ستائر أندلسية

ويوضح المعرض مدى اهتمام الجزائريين بالنظافة والتعطر في حياتهم اليومية الأمر الذي أبهر الفرنسيين عندما احتلوا البلاد. 

ويقدم المتحف قاموساً كاملاً من المصطلحات المستخدمة خلال الفترة المذكورة التي لا يزال الكثير منها متداولا إلى يومنا هذا. 

وتمثل صناعة الأسجاف درة أعمال التطريز التي يضمها المعرض، والأسجاف ستائر أندلسية الأصل تسمى باسم (إزار الباب) لتأثيث وتزيين الغرف والفواصل بينها. 

ويستخدم في صناعتها قماش الجوخ الثخين لكي يحمي من بالداخل من نظرات الفضوليين. 

ولا يكاد الصانع الجزائري يفوت فرصة في إبراز العنصر الجمالي وتحويل صناعته إلى تحفة فنية وقطعة جمالية بديعة وهو ما ينطبق على التطريز الذي تتباهى به صناعة الأسجاف. 

ويكون هذا الستار في الأيام العادية بسيطا، أما في أيام الأفراح والأعياد فتكسو مداخل الحجرات ستائر فاخرة مطرزة بخيوط من الحرير المتعدد الألوان. 

ويراعي هذا التقليد البعد الإسلامي في المجتمع الجزائري حيث يتضمن الحفاظ على حرمة المرأة باعتبار أن "القصبة" كانت تضم عدة عائلات تربطهم صلة قرابة، فعندما يكون الستار مسدولا فهذا يعني أن الرجل موجود في البيت وإذا رفع الستار فهي إشارة للجارات بإمكانية الدخول.

المجوهرات والحلي

أما عن المجوهرات الذهبية المطعمة بالألماس، فهناك أطقم متنوعة وبديعة مثلما هو الحال مع "خيط الروح" أو "عصابة" المستخدمين لزينة جبهة المرأة.

 ولا يقل سوار "مسياسة" أو قلادة "كرافاش بو لحية" روعة عن سابقيهما. 

وينبهر رواد المعرض بمجموعة الخلاخيل الفضية لما تتميز به من دقة النقوش. 

ومن المجوهرات والحلي إلى صندوق العروس ينتقل الزائر ليطالع فنا لا يزال قائما له مدرسته الشائعة، ومن أبرز أعلامها الراحل الفنان مصطفى بن دباغ. ويشتهر صندوق العروس الخشبي بالرسومات الزيتية الدقيقة بألوانها الزاهية التي تحيله تحفة فنية تمتع الناظرين. 

وتتفاوت القطع المعروضة منه، فهناك صناديق صغيرة مصنوعة من الخشب المطعم بالنحاس أحياناً وبالعاج أحياناً أخرى.

 ومن أبدع ما يراه الزائر صندوق يزدان ببعض الحكم مثل "من جد وجد".  

ويعد المعرض سجلاً تاريخياً حياًَ للمجتمع الجزائري على مدى ثلاثة قرون بما في ذلك الملابس النسائية مثل سترة "غليلة" و"جبادولي" و"كاراكو" ولكل منها طرازه الخاص.

 ولا تزال بصماتها واضحة للعيان في ملابس الأعراس وهو الأمر ذاته الذي يلحظ في ملابس الأطفال بمناسبة الختان. 

وخصص المتحف الوطني للفنون والتقاليد الشعبية غرفة خاصة للحمام الشعبي الذي يعتبر محطة هامة في حياة امرأة العاصمة التي تجعل له يوما خاصا وطقوسا متميزة، كما خصص مكان آخر لغرفة العروس، وقاعة لاستعراض بعض الدمى بلباس العاصمة تحاكي جلسات الأفراح.  

«حيطان» تبكي وأخرى تفرح في معرض شريف عبدالمجيد

     أكد المصور الفوتوغرافي المصري شريف عبدالمجيد أنه اكتشف أن الحيطان تبكى وتحزن وتفرح بالإضافة للمعلومة الثابتة التي يتناقلها الناس وهى أن لها آذاناً.

وذكر عبدالمجيد الذي يعمل معداً بالفضائية المصرية أن صورة الحائط لها سحر خاص فهي يمكن أن تحكى قصة حب بين ولد وبنت وقد تكون دليلاً على نزعة دينية لدى الأسرة وقد تعبر عن فرح الأسرة أو بكاها.  

جاء ذلك خلال معرض الفوتوغرافيا الذي أقامه شريف عبدالمجيد بساقية الصاوي بالقاهرة تحت عنوان «حيطان» وضم المعرض 56 صورة كلها لحيطان التقطها من أكثر من مستوى من الشارع «خارجية» ومن البيوت «داخلية» والأسطح كما التقط البعض الآخر من درجات السلم.

قال المصور شريف عبدالمجيد صاحب المعرض: الحيطان لها آذان لكن حزنها وبكاءها لم يقله أحد من قبل فالحيطان سنوات تدور على سرها وقلبها الموجوع بوجع غريب، وأتعجب أنه لماذا منتهى أملى أن يكون لي أربعة حيطان تجمعني مع الأحباب هذه الكلمات تعبر عما يدور بداخلي أثناء تصويري للوحات.

وهذه اللوحات تعبر عن أفراد لم يذكرهم التاريخ، فالحيطان وتحكى علاقة الإنسان بالمكان والزمان، وأنا أعبر عن شريحة تحتل جزء كبير من المجتمع المصري وهى الشريحة الدنيا التي تعانى من ظروف صعبة ورغم هذه الظروف تحاول التعايش والتحايل عليها، فتجد الناس يعيشون في بيوت فقيرة ويشاهدون الفضائيات ويتمتعون بمختلف وسائل الترفيه.

وأضاف: لدى رؤى تشكيلية بها واقعية تعبيرية وليست تسجيلية فأنا أحب اللوحة التي بها تجريد، والتجريد هو تخليص الشيء من الزوائد الملحقة به فهناك لوحة بها شخص يظهر وكأنه يرقص على الجدران، ولوحة أخرى تعبر عن علامات الكف المحملة بالدم «خمسة وخميسة»، مما يدل على الثقافة الشعبية وما يعيشه هؤلاء الناس وظروفهم الخاصة، ولوحة أخرى بها رجل محاصر بين الحيطان يفكر لا يعرف طريقه وإلى أين يذهب مما يوحى برغبة الناس في الخروج من الواقع.

 ولوحات أخرى تعبر عن المقاهي وعن السفن التي تومئ بالسفر والترحال والغربة وفضل تصوير كراسي المقاهي خالية لا يجلس عليها أحد وبشكل غير منظم حتى تدل بأن هناك أشخاصا كانوا يجلسون وتركوها، ودخلت بعض الكلمات على اللوحات لإظهارها كأنها جزء من الحيطان وهو تداخل مقصود، ولم استخدم أي تقنيات لأنها تضعف الصورة فهناك إضاءة خفيفة لإظهار الألوان وإخفاء عيوب الصورة.  

وأضاف: الفوتوغرافيا تعبر عن واقع فيمكن تلخيص قصة في صورة «فالصورة بألف كلمة»، فالصورة الواحدة يمكن أن تحكى قصة كاملة قد تكون قصة حب بين ولد وبنت وصور تعبر عن النزعة الدينية لدى الأسرة المصرية كصورة قوافل الحج التي يرسمها أهل الحاج، وصورة فيها النوق تحمل هودج وعليها عبارات «حج مبرر وذنب مغفور».

معرض يكشف عن صور ووثائق نادرة لسعد زغلول 

بالصور والوثائق النادرة ، احتفل متحف بيت الأمة بمرور 80 عاما علي رحيل سعد زغلول، باقامة معرض وثائقي مستمد من الأوراق الشخصية للزعيم، منها خطبة تعود لعام 1920 وتخص مفاوضات مصر مع لجنة ملنر، ومجموعة من الخطابات الخاصة بثورة 1919. المعرض ضم مجموعة نادرة من الصور الشخصية لسعد في المراحل المختلفة لحياته.

يتصدر هذا المعرض الوثائقي الهام ، كتاب يضم البرقيات ،والتوكيلات الشعبية من المواطنين من مختلف أنحاء مصر،تأييدا للوفد المصري في مفاوضاته مع المحتل الانجليزي.

المعرض يتضمن كذلك نسخة أصلية بخط أم المصريين صفية زغلول ،من خطابها الموجه إلي الحكومة المصرية لنقل رفات زوجها الي الضريح المقابل لبيت الأمة، وهو الأمر الذي استجابت له الحكومة ، وتم النقل من مقابر الامام الشافعي الي ضريحه الذي بني علي هيئة علي الطراز الفرعوني، وقد اختارت صفية هذا المكان حتي تتمكن من رؤيته يوميا من خلال شرفتها .

المعرض يقود الزائر الي تفقد المنزل الذي شهد العديد من الأحداث التي أثرت في تاريخ مصر، فقد كان بمثابة منتدي يرتاده أفراد الشعب الذين ألفت بين قلوبهم ثورة 1919 ، واستمر البيت مفتوحا حتي بعد وفاة سعد في 23 أغسطس 1927 ، حتي أوصت صفية زغلول في عام 1944 بتحويله الي متحف.

وتؤكد سامية عرفة مديرة المتحف : أن المعرض والبيت هما بمثابة وثيقة لحياة الزعيم سعد زغلول وزوجته صفية، ويضم بين جنباته مادة رائعة للباحثين والمتخصصين تؤرخ لمرحلة هامة من مراحل النضال الوطني.

وعن سبب تسمية منزل سعد ببيت الأمة تقول سامية عرفة:حدث أثناء تأليف الوفد المصري للدفاع عن استقلال الوطن ، أن أثيرت مناقشات عنيفة بين أربعة من أعضاء الحزب الوطني وهم: عبد المقصود متولي، مصطفي الشوربجي، محمد زكي، محمد عبد الحكيم، واشتد محمد زكي في مهاجمته لسعد، فقال له الأخير كيف تهينني في بيتي، فرد عليه زكي أنه ليس بيتك بل بيت الأمة، فسر سعد بالتسمية ومنذ ذلك الحين عرف منزل سعد زغلول ببيت الأمة. 

معرض ذاكرة مدينة

  استضاف «مينا كاليري» للفنون التشكيلية في محافظة البصرة المعرض الشخصي الفوتوغرافي الأول للفنان تضامن العضب بعنوان ذاكرة مدينة.

ويأتي هذا المعرض ،الذي يؤكد انفتاح الكاليري على كل المواهب والطاقات الواعدة، مع بداية دورة مينا كاليري الخريفية، التي أخذت على عاتقها نشر الثقافة الإبداعية والتشكيلية وتسليط الأضواء على تجارب المبدعين من الفنانين البصريين والعراقيين عموما من الرواد والشباب ، في مدينة عانت الكثير من عزلتها وابتعادها عن العروض التشكيلية والفنية التي تليق بمكانة مدينة البصرة الفيحاء.

كنوز الكرملين تجتمع في أبوظبي 

استضافت مدينة أبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة بداية من الاثنين 10 سبتمبر/ أيلول الحالي حتى 18 نوفمبر/ تشرين ، أول معرض عالمي للكنوز التاريخية المملوكة لمتحف الكرملين في روسيا، تحت عنوان "ترسانة القياصرة الروس: كنوز متاحف الكرملين في موسكو". 

وتعتبر الإمارات الأولى التي تستضيف هذا المعرض، الذي سيعرض فيه أكثر من 100 قطعة أثرية من متاحف الكرملين. 

وأكد المدير العام لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث محمد خلف المزروعي في المؤتمر الصحفي الذي عقد  بأبوظبي للإعلان عن تفاصيل الحدث الثقافي أهمية الاطلاع على كنوز نادرة وروائع فنية تجسد حقبات تاريخية هامة عاشتها الجمهورية الروسية. 

وأشار المزروعي إلى أن ما تقوم به الهيئة من استضافة لأهم المتاحف والكنوز العالمية ليس إلا "إسهاما متواضعا لاكتشاف ما نتقاسمه من صلات ثقافية مع مختلف الأمم والشعوب". 

وأكد على ما للعامل الثقافي من دور في تطوير العلاقات بين الدول الصديقة، واصفا تلك الآثار بأنها "تبقى شواهد تراثية وثقافية ثابتة على مر العصور".  

أسلحة ومعدات

وضم المعرض مجموعة واسعة من الأسلحة والمعدات الحربية القديمة، مثل خوذة المحارب، وهى خوذة حربية صنعت بتركيا في القرن الـ16، ونقشت عليها آيات من القرآن الكريم، وكذلك درع المحارب الذي صنع للملك ميكائيل فيودورفيش عام 1616. 

ويضاف إلى ذلك العديد من مقتنيات الأسلحة الشرقية التي كانت عبارة عن هدايا مقدمة من رؤساء دول الشرق الأوسط إلى السياسيين والرؤساء الروس، ضمنها السيف والغمد الإماراتي المصنوع يدويا، الذي قدمه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الاتحاد الإماراتي إلى الرئيس الروسي ليونيد برجينيف فى مارس/آذار 1982.

وفى حديثها عن متاحف الكرملين، ذكرت الرئيس العام للمتحف الدكتورة إلينا جاجارينا أنه يعد من أقدم المتاحف العالمية والوطنية لعرض تاريخ وثقافة روسيا، حيث افتتح للزوار لأول مرة في أكتوبر/ تشرين الأول 1814.

 ويضم المتحف مجموعات نادرة من التحف والأسلحة، والأعمال الفنية لفنانين روس تمتد من القرن الرابع وحتى القرن الـ21.

 يقع متحف الكرملين بقلب العاصمة الروسية موسكو، وقد أصبح منذ العام 1991 مقر الإقامة الرسمي لرؤساء روسيا الاتحادية ويندرج كذلك تحت قائمة منظمة اليونسكو للتراث  العالمي.   

«جلجامش» في رواق الشارقة للفنون 

  ضمن البرنامج الثقافي لدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة لشهر سبتمبر  نظمت إدارة الفنون معرض (جلجامش) أجنحة الطين والنار للفنان (وسام حداد) والذي افتتح برواق الشارقة للفنون بالشارقة منطقة الشويهيين ويستمر المعرض لمدة شهر.

 50 فناناً في ملتقى الفن والجماهير بمصر

افتتح ملتقى الفن والجماهير وذلك في حديقة الجزيرة بالجيزة. وشارك بالملتقى 50 فنانا من الشباب المتميزين قاموا بتنفيذ أعمالهم مباشرة أمام الجمهور في مجالات الفن المتعارف عليها من «رسم- تصوير- طباعة» وفي الفنون الحديثة من فيديو آرت وبيروفورمانس (التشكيل بالجسد).

معرض المصاحف والمخطوطات بالشارقة

  ضمن الفعاليات المصاحبة لمهرجان الفنون الإسلامية الذي نظمته دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة - إدارة الفنون، افتتح معرض المصاحف والمخطوطات بمقر مكتبة الشارقة العامة بالتعاون مع مركز جمعة الماجد..  

حيث احتوى المعرض على مجموعة من مطبوعات نسخ المصاحف وتطور هذا الفن على مدى العصور والخطوط المستعملة في نسخ المصاحف - لوحات على شكل ورق مقوى توضح عملية تطور نسخ القرآن الكريم - مجموعة من اللوحات المؤطرة والمحتوية على لقطة أو أكثر منتقاة من المصاحف المخطوطة والمتميزة - مصاحف مجلدة وقد تم انتقاء أجزاء معينة من المصحف الشريف من كل الخطوط إضافة إلى مجموعة من اللوحات الخشبية توضح أنواع الخطوط المستعملة في المخطوطات الإسلامية على وجه العموم .  

هذا وتعد المخطوطات واحدة من أهم الثروات الإنسانية وأحد أهم مصادر النتاج الفكري لكل الشعوب، من هنا جاء اهتمام دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بنشر ثقافة إنسانية راقية تلتزم بالإرث الحضاري والإنساني كمرجع.  

افتتاح أول معرض لتماثيل محاربي الصين القدماء في المتحف البريطاني 

 افتتح أول معرض لتماثيل محاربي الصين القدماء المصنوعة من الطين والتي عثر عليها في قصر تحت الأرض اذ صنعت لحماية امبراطور الصين الأول في مرحلة البعث بعد الموت في المتحف البريطاني في العاصمة لندن. 

ومن المقرر أن يستمر المعرض الذي اعتبره علماء الآثار أهم الأحداث التي تتعلق بامبراطور الصين الأول الى السادس من ابريل من العام المقبل اذ فاقت مبيعات التذاكر كل التوقعات حيث تم بيع حوالي 130 ألف تذكرة.

وقال مدير عام المتحف البريطاني نيل ماكغريغور  انه منذ عرض كنوز توت عنخ امون وقناعه منذ ثلاثين عاما لم يبهر معرض آخر بريطانيا معربا عن اعتقاده بأن يدهش معرض آثار العصور القديمة التي لا تقدر بثمن الجمهور البريطاني. 

وأضاف ان المعرض افتتح في قلب المتحف البريطاني في قاعة المطالعة بشكل مؤقت ويشمل 120 قطعة عثر عليها في ضريح امبراطور الصين الأول تشين شينهوانغ حيث لم يوجد لقبره مثيل من حيث المدى والروعة. 

وأوضح ان تماثيل الجنود عثر عليها القرويون الصينيون بمحض الصدفة في عام 1974 واستمرت عملية التنقيب في الموقع منذ ذلك الحين الى الآن مبينا أنه سيعرض حوالي 12 تمثالا لأفراد من مختلف الرتب العسكرية.

 من جانب آخر أعربت احدى الأمناء في المتحف البريطاني جين بورتال عن اعتقادها بأن لكل تمثال منها شخصية مميزة نافية أن يكون الغرض منها تخليد صور لأفراد بعينهم مضيفة انه ستعرض عدة ايقونات مهمة كنماذج اكتشفت مؤخرا ويندر عرضها خارج الصين. 

وقالت ان المعرض يهدف الى تقديم المحتوى التاريخي والأثري لهذه التماثيل الشهيرة كما أنها ستكون بمثابة اعادة تقييم لامبراطور الصين الأول ككيان سياسي مؤكدة أن اكتشاف هذه التماثيل أذهلت العالم وتمنحنا فرصة لا مثيل لها لمشاهدتها في المملكة المتحدة. 

وأضافت ان امبراطور الصين الأول يعد شخصية مهمة في تاريخ الصين حيث وحد البلاد التي نعرفها حاليا بالصين في عام 221 قبل الميلاد وتعد أقدم كيان سياسي في العالم كما بني سور الصين العظيم في عهده. 

وأشارت الى أن التماثيل المصنوعة من الطين صنعت لحماية الامبراطور في فترة البعث وما بعد الموت والاشراف على الأمور العسكرية.

 ونوهت بأن المعرض جاء نتيجة عمل دؤوب من المفاوضات الدبلوماسية استغرقت سنوات عدة أدت الى موافقة السلطات الصينية على اقراض المتحف البريطاني 20 تمثالا بالحجم الطبيعي مصنوعة من الطين اضافة الى أدوات أخرى تتصل بالجيش والشؤون العسكرية التي عرفت في عهد الامبراطور تشين.

 يذكر أن المتحف البريطاني يعد أكبر متحف في المملكة المتحدة وأحد أهم المتاحف المختصة بالتاريخ والثقافة الانسانية وأقدمها حيث تأسس في عام 1753 بادئا بعرض مجموعات العالم الفيزيائي السير هانز سلون.

 وكان المتحف افتتح في 15 يناير 1759 في بلومزبري ويحتوي حاليا أكثر من سبعة ملايين مادة من جميع أنحاء العالم ويرأس المتحف السير جون بويد ويديره نيل ماكغريغور.

  عرض (زوايا ابداعية) يبرز ابداعات ثلاثة فنانين شباب

 استعرض معرض (زوايا ابداعية) ابداعات ثلاثة فنانين شباب استطاعوا ان يبرزوا ثلاثة زوايا ابداعية تمثل الطبيعة الخلابة باسلوب واقعي وتأثيري يبشر بمستقبل فني له الوانه الابداعية. 

واعرب عالم الفلك الكويتي الدكتور صالح العجيري الذي افتتح المعرض التشكيلي في (بيت كاريزما) عن سعادته بافتتاح المعرض لرؤية ابداعات الشباب عبر اعمال فنية جميلة تتميز بالرقي والابتكار. 

وقال ان هذه الفعاليات تزيد من زخم المعارض التشكيلية في الكويت معبرا عن ما راه من اعمال تسر النفس البشرية لجيل صغير من الشباب يصعد رويدا رويدا متمنيا لهم التوفيق والنجاح في معارض فنية قادمة. وبدوره قال الفنان التشكيلي خالد الخميس ان "من خلال هذا المعرض البسيط الذي اقمناه اردنا توصيل رسالة للمجتمع الكويتي بأنه يوجد شباب كويتيين مبدعين في جميع المجالات الفنية لا سيما جانب الفن التشكيلي والحرفي والتصميمي". 

وشارك الفنان الخميس بلوحات عدة عبرت عن الطبيعية بشكل تجريدي وتأثيري واقعي. 

من جانبها قالت الفنانة التشكيلية هبة التميمي ان مشاركتها تعتبر الثالثه في معارض الفن التشكيلية مبينة انه من خلال هذا المعرض الصغير اردنا ان نؤسس "حركة زوايا ابداعية" التي تسعى الى استقطاب جيل الشباب الحالي من المبدعين في شتى المجالات الفنية الابداعية.

 وافادت التميمي انها اعتمدت في لوحاتها ال13 على المدرسة الواقعية في رسم الطبيعة بالقلم الرصاص والالوان الزيتية. 

وقال المصمم والفنان التشكيلي سعد الشامري انه يصمم ملابس تناسب جميع شرائح المجتمع فضلا عن استقباله لافكار وابداعات الاشخاص وتنفيذها على ارض الواقع . 

1200 عمل فني بمشاركة 300 فنان

  افتتح سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة المعرض الوطني الرابع للفنون التشكيلية والمقتنيات  والذي يعد الأكبر والأهم من نوعه على مستوى الدولة.  

وقال اللواء الركن محمد هلال سرور الكعبي نائب رئيس أركان القوات المسلحة رئيس مجلس إدارة النادي:يعتبر المعرض الوطني الرابع للفنون التشكيلية والمقتنيات هو الأكبر على مستوى الدولة ويعرض فيه، 1200 عمل فني تعود لـ 300 فنان تشكيلي.  

وهذا ما يجعلنا نشعر بالاعتزاز، خاصة وأن المعرض يحظى حقق  خلال دوراته الماضية، موقعه على خارطة المعارض الفنية المحلية والدولية، باعتبار أننا قد حرصنا عبر الدورات الأربع للمعرض على تقديم كل ما هو جديد ومتميز، كما قمنا بإنشاء أجنحة جديدة، تتلاءم واحتياجات المجتمع الثقافية والفنية، وتعكس بالوثائق والصور تاريخ المنطقة.

 وعن محتويات المعرض أشار الكعبي: تعكس الأعمال الفنية المشاركة تجارب فنانين محترفين وهواة، من مختلف اتجاهات الفن من رسم، ونحت، وخط عربي، وتصوير فوتوغرافي.  

وتصور هذه الأعمال معالم الدولة القديمة والحديثة، مما يوثق تراثها، ويعكس حضارتها ونهضتها المعاصرة، لتسرد الأعمال التباين الحاصل، بين الماضي والحاضر، إلى جانب الاتجاهات الفنية الأخرى من تجريدي، وانطباعي وسريالي وغيرها. مما يكسب الأعمال المعروضة صفة التنوع، ويساهم في إثراء الثقافة البصرية لزوار المعرض.  

وأضاف الكعبي: (نظرا لتقديرنا لأهمية الفن التشكيلي في الدولة، قررنا بدءا من هذه الدورة تكريم أحد الرواد الذين ساهموا في تأسيس وتطوير النهضة التشكيلية لدولتنا، والتي وصلوا من خلالها إلى العالمية.

نكرم في هذه الدورة الفنان عبد القادر الريس، كما خصصنا له جناحا يعرض فيه العديد من أعماله التي تبرز مقدرته الإبداعية، وتختزل تاريخه الفني، عبر لوحات رسمها خلال سنوات طويلة. وسنعمل في الدورات القادمة على تكريم فنانين آخرين ممن أرسوا بإبداعاتهم معالم الحركة التشكيلية في الدولة).

وعن الأجنحة الأخرى قال اللواء الكعبي: (يستمر المعرض في تقديم بعض الأجنحة التي حرصنا على تواجدها في الدورات السابقة، مثل الجناح الخاص بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله».

وذلك كنوع من التقدير والعرفان، لقائد دولة الاتحاد، الذي كان له الفضل في بناء دولتنا الحديثة، ومن خلال اللوحات التي رسمها الفنانون، بمختلف الأساليب، نوثق لمسيرة الشيخ زايد أثناء جولاته المحلية، إضافة لتواجده في المحافل الدولية.

 بينما يعرض في جناح مركز الوثائق والبحوث التابع لوزارة شؤون الرئاسة، مجموعة هامة من الوثائق التاريخية النادرة التي يمتلكها المركز، إلى جانب العديد من الصور القديمة التي تحفظ بعضا من تاريخ المنطقة بالإضافة لجناح المقتنيات وجناح جامعة الإمارات والتي يعرض فيها مجموعة من الأعمال المتميزة لبعض الموهوبين والموهوبات من الطلبة، وهكذا يستفيد الموهوبون من تجارب الفنانين المحترفين، من خلال بعض المناقشات والملاحظات خلال فترة تواجدهم في المعرض، مما يساهم في صقل المواهب الشابة الواعدة،ويحقق استمراريتها في المستقبل).

وعن الأجنحة التي تقام للمرة الأولى في هذه الدورة الرابعة أكد الكعبي في مستهل حديثه: (منذ بدايتنا ونحن نسعى لتطوير المعرض، وجعله موازيا لما يقام في دول العالم من مهرجانات وبيناليات فنية، ومن منطلق إيماننا بأهمية تعدد الأدوار لجمعيات ومؤسسات الدولة، أقمنا جناحا خاصا بجمعية الصحافيين.

وفيه نقيم أكبر معرض تصوير فوتوغرافي على مستوى الدولة، إذ تم اختيار 350 عملا تعود إلى 35 مصورا من أعضاء جمعية الصحافيين، الذين يتواجدون بحسب طبيعة عملهم بشكل يومي في الكثير من المناسبات الرسمية والفعاليات المتنوعة، وبالتالي ينعكس هذا على طبيعة معروضاتهم التي تنوعت بين ما هو رسمي، أو تراثي، أو رياضي، أو غيرها من صور تثير مخيلة المصور الذي يعمل على التقاط كل ما هو مميز وخارج عن المألوف.

كما يقام جناح آخر بالتعاون مع شركة «أدكو» وفيه تعرض الشركة مجموعة من الصور النادرة لإمارة أبو ظبي، من منتصف القرن الماضي، إلى وقت قريب مما يسرد تاريخ التطور الحضاري والعمراني في الدولة، ويساهم بالتالي بجذب المزيد من الزوار الذين اعتادوا على زيارة المعرض، وبهذا يحقق هدفه الجماهيري، والإعلامي، ويساهم مع بقية الفعاليات الأخرى في اختيار أبو ظبي عاصمة للثقافة العربية).

«التيناوي».. الحفيدة على خطى جدها في الرسم الشعبي والأسطوري

  شهدت صالة المعارض في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق مؤخراً، معرضاً طريفاً لحفيدة الرسام الشعبي الدمشقي التلقائي الشهير «أبو صبحي التيناوي» الفنانة الفطرية «نجاح حرب التيناوي» ضم مجموعة من اللوحات المنفذة بالألوان على الزجاج، وهي التقنية التي اشتغل عليها جدها معظم مراحل تجربته الفنية الطويلة التي رافقت حياته الممتدة من العام 1888 وحتى رحيله في العام 1973.

في هذه الأعمال، تستعيد الفنانة الشابة نجاح، مواضيع وتقنية جدها، معيدة بذلك إحياء تجربة مهمة في الرسم التلقائي الشعبي، ذاع صيتها في أركان المعمورة، واحتفى بها عبر المعارض والندوات ووسائل الإعلام، وصاحبها التيناوي الشيخ، لم يغادر مسقط رأسه دمشق أبداً، ولم يسمع بهذا الاحتفاء، ولا يريد أن يسمع كما أخبرني شخصياً قبل رحيله بعام، عندما قمت بزيارته في بيته الشامي العتيق بباب الجابية بدمشق.

والفنانة نجاح، لا تأخذ مواضيع وتقنية جدها فحسب، بل وأسلوبه الفني القائم على الرسم في الدرجة الأولى، وعلى نوع من التلقائية الطفلية التي تحاكي رسوم الأطفال، مع نزعة شعبية واضحة، حيث الاعتماد على الكلمات والزخارف والحكايا والأساطير الشعبية العربية، بدءاً من حكاية عنترة وعبلة وأبو زيد الهلالي ولقاء الإمام علي مع عمرو بن ود العامري، والظاهر بيبرس، وانتهاء بمحفل الحج، وكراكوز وعيواظ.. وغير ذلك، مما تكتنزه الذاكرة الشعبية العربية وتعتز به. تماهت إلى حد كبير، تجربة الحفيدة مع الجد، رغم فارق السن بينهما، ما يؤكد وجود أصول واحدة للتجربتين، وهو ما حاول أبو صبحي نفيه باستمرار.

حتى أنه رفض إدخالي إلى محترفه في العام 1972 بحجة وجود أسرار لمهنته، لا يريد لها أن تخرج عن اطار العائلة، فهي متوارثة فيها، ويجب أن تستمر كذلك، ويبدو أن ما أراده (أبو صبحي) تحقق، فها هي حفيدته تتمثل تجربته بقضها وقضيضها، بما في ذلك توقيعه الشهير الذي كان يتركه في أبرز مكان في اللوحة، وكان كما يلي: (الرسام أبو صبحي التيناوي ـ دمشق ـ باب الجابية ـ زاوية الهنود ـ سوريا) وهذا التوقيع ـ العنوان، هو ما قاد عشاق فنه التلقائي الشعبي إليه.

محطات حديثة لقطارات التاريخ وصرخة في ذاكرة المكانش

  ستضافت صالة «آرت سبيس» في فندق فورمنت بدبي الفنانة اللبنانية كلارا جبران عبر معرض للصور الفوتوغرافية يضم عشرة أعمال تتراوح قياساتها بين 120 و150 سنتيمتراً، تجسد تجربة جديدة للفنانة ، وتضيف بعداً مغايراً لاهتماماتها الفنية من جهة، والفكرية من جهة أخرى،

فنياً كانت اهتمامات جبران عبر مسيرتها الطويلة تنصب على الإنسان في شكله ولبسه وحياته وأدواته، وكان الجمال محور أعمالها، أكان عبر الأزياء والقضايا الكمالية، أم عبر الأشياء وتمظهرها في الأمكنة، أم عبر اللقطات اللافتة للطبيعة.

في هذا المعرض ثمة حالة مغايرة تماماً، وربما أمكننا القول إنها طفرة في حياة كلارا، فالصور لا وجود للإنسان فيها، ولكن هذا لا يعني عدم وجود ظله، وسلطة ظله، فالمعرض يشكل صرخة ضوئية ضد الزوال، ويدون ما هو زائل، صرخة ضد هدم ذاكرة المكان، وضد إعادة كتابة التاريخ دون شواهد..

وهو بالتالي صرخة ضد ما يفعله الإنسان، أو ما فعله.. والمفارقة أن كل هذا عبرت عنه الفنانة كلارا عبر موضوع واحد ولكنه تشظى لمواضيع وأفكار ودلالات جديدة وانفتح على محطات حديثة لقطارات التاريخ، وفي هذا السهل الممتنع تجاوزت كلارا أعمالها.

وتجاوزتها الأعمال في جدلية تصبو بالمعرض ككل إلى مصاف المختلف، فكلارا قامت ببحث مضنٍ في محطات القطارات القديمة التي كانت شاهدة على تاريخ ما، محطات موصدة بانتظار هدمها بصمت، إزالتها من متحف التاريخ ومن ذاكرة المستقبل، صورت العربات والسكك وما فعله الزمن كفنان تشكيلي صبور يحفر بالصدئ والأكسيد ويلون بالغبار، وما فعله الإنسان كفنان نزق لا يجيد إلا الخراب بأدوات الهدم والتدمير.

ومع كل هذا ، ومع ما دونته كلارا من آثار للحرب اللبنانية بحيادية مرهفة وحزن دفين، ثمة أزهار تتفتح على ضفتي السكك الحديدية، وثمة عرق اخضر ينمو بين العربات الحديدية الصدئة.. وثمة صرخة تدوي، ولكل رجع للصدى دلالات تنفتح على دلالات جديدة.

 واللافت أن هذا التشظي الدلالي الذي تجاوز وحدة الموضوع، وشكل زخما فكرياً لم يطغ على الجوانب الجمالية والفنية عند كلارا، فالفنانة التي لا تستخدم (المحسنات البديعية الكمبيوترية أبداً) تضفي على الصور بخبرتها الطويلة بعداً لونياً أخاذا، من خلال الظل والضوء والتوقيت والمسافات وفتحة العدسات وزاوية الالتقاط، وغيرها من جهة، وحسها المرهف ومرجعيتها النفسية والجمالية والفكرية من جهة ثانية..

وهذا البعد اللوني ساهم في التنوع الفني وواكب التنوع الدلالي، ولم يتوقف الأمر على اللون داخل اللوحة الواحدة، على دقة اختيار جبران للقطات التي تحتاج للأسود والأبيض فقط، مما منح الصورة في بعض الأحيان مسحات تشكيلية أقرب للجرافيك منها للتصوير الضوئي.. والمسافات التي منحتها القياسات الكبيرة للوحات أبعاداً جديدة لم تذهب بالمشاهد نحو العمق وحسب، بل منحت للصرخة أصداء اتجاهات مغايرة، وللصمت رهبة، ولحقيقة الأمكنة ثقل ظل ضاعف من حجم الخراب وحدة الوهلة..  

فن الاحتجاج

شهادة بوتيرو علي حروب بوش الخاسرة 

 إنضم الفنانين التشكيليين المعاصرين لموجة الإحتجاج بأعمال فنية تصور بشاعة المماراسات الأمريكية في العراق ، وبذلك لحقوا بالجيل الأقدم المعاصر لحرب فيتنام، وساروا علي خطي جويا و بيكاسو.

بيتر بيمونت محرر الشئون الخارجية لجريدة الأوبزرفر البريطانية أشار أن الطريقة التي استوحي بها الفنانون المعاصرون لأعمالهم الفنية من تلك الحرب ، ربما تكون أكثر تفردا من أي فترة في التاريخ الحربي ، فالأستويوهات بدايه من لندن الي سان فرانسيسكو تذخر بفنانين يناضلون من خلال الرسم علي القماش و التصوير الزيتي و فن الكولاج من أجل ترجمة صورة حرب حظيت بأكبر دعاية، وبالرغم من أن استجابة الفنانين كانت بطيئة في البدايه ، إلا انه خلال الثمانية عشر شهرا الأخيرة شهدت انطلاقة فنيه في انتقاد حرب العراق .

العام الماضي كانت أهم القطع المعروضة بمتحف ويتني لبينالي الفنون الأمريكية لوحة من إبداع الفنان مارك دي سيرفيو بعنوان برج السلام كشاهد علي حرب فيتنام ، و في نوفمبر القادم ستعرض مجموعة من لوحات الرسام الكولومبي فرناندو بوتيرو مجتمعة لأول مرة في متحف الجامعة الأمريكية بواشنطن ،وهي مستوحاة من صور التعذيب في سجن أبو غريب ، بالإضافة لمجموعة من الصورالفوتوغرافية العملاقة لفنان الساحل الغربي المثير للجدل كلينتون فين و تعتبر تلك الخطوة إزدهار مفاجئ لفن الإحتجاج من الجيل الأسبق الذي يمكنه تذكر فيتنام و الأصغر ممن إبتعدوا عن الفن السياسي العلني ،بالإضافة للأمريكية مارثا روسلر التي لديها إعادة تخيل للعمل الذي انتجته في الستينات حول تأثير الحرب علي الجبهة الداخلية ، بينما عالج جيرهارد ريشتر أحد أهم الفنانين الألمان الأحياء ويلات الحرب في كتاب من فن الكولاج يحمل عنوان حرب مقطٌعة، لكن ربما تكون رسومات بوتيرو من عدة نواحي لوحات تذكيرية لكوارث الحرب لفرانسيسكو جويا ،و قد وصف بوتيرو أعماله بأنها شهادة و أضاف لقد اصبحت مهووسا بالرسم _ و عكفت 11شهرا متواصلا لا يشغلني شئ سوي إنهاء تلك اللوحات، فعند نشر صور التعذيب في أبو غريب صدمني أن بلدا يقدم نفسه كنموذج لتطبيق حقوق الإنسان يمكنه إرتكاب ذلك ، إنها بمثابة إدانه أبدية _ ومن هذا المنطلق يمكن إعتبار الفن موطن ضعف وقوة في نفس الوقت .

و بالرغم من عرض بعض تلك اللوحات في كلا من نيويورك و بيركلي من أجل اللحصول علي مشاهدة أعلي ، إلا أننا غير متأكدين من طريقة استقبال شئ يحتوي نقد مباشر لأمريكا في واشنطن وهي مدينة مختلفة تماما ، ويعترف جاك راشميس مدير المعرض انه فوجئ برد الفعل البطئ نسبيا من الفنانين تجاه الحرب خاصة في واشنطن قائلا: أعتقد أن هناك حساسية بين الفنانين من المجازفة بالانتاج ليس في الفن بل في الملصقات السياسية، و أظن أن هؤلاء الناس يعتقدون أن ذلك لن يساعدهم في مهنتهم ، لأنه يسير عكس الإتجاهات السائدة في الفن ، لكن الآن أصبح الناس يقدمون علي المجازفة . وبينما راشميس غير مقتنع أن الفن يمكنه إحداث تغييرا في المشهد السياسي ، فإن بوتيرو يري من المهم أن يتحمل فناني الحاضر القيام بدور الشاهد : الفن لا يمكنه تغيير الحرب ، بل تقديم شهادة ، وعندما يمتنع الناس عن التحدث حولها ، يظل الفن شاهدا عليها .

و بعد معرض بوتيرو لدي راشميس معرضان آخران العام القادم _عام الانتخابات الرئاسية­ كما أشار : أتصور أن فنانين متأثرين بالحرب سيتخذون من لوحه كوارث الحرب لجويا كنقطة بداية ، أما مارك سلادنمصمم المعارض بمركز الفنون المعاصرة في لندن و الذي نظم معرض عرض حال العراقفي وقت سابق الصيف الحالي قال: أحد الأشياء التي حفزتني علي إقامة المعرض ، إحساسي أن عالم الفن أصبح هادئا علي غير العادة ، و إعتقادي وجود تحيز ضد الأعمال التي ينظر اليها كأعمال إيضاحية أو عقائدية، بدا لي الوضع ليس متجمدا و الناس تجد طرقا للتعبير عن الموضوعات السياسية التي لم يفرط في تفسيرها الي حد سوء الفهم ، إحدي الشخصيات المؤثرة من وجهة نظري هي الفنان الأمريكي سام دورانت الذي له قطعة جميلة في معرضنا يقترح فيها تكويم حطام الحرب حول مبني الحكومة البريطانية و البيت الأبيض ، كذلك الفنان السويسريتوماس هيرشهورن ، في الواقع معظم أعماله الأخيرة _ظاهريا متشابكة _ و بعض النقاد يقارنها بجيرونيكا بيكاسو ، فهي عبارة عن عرض لمئات الصور الملونه للعرب و الأفغان ممن نسفوا نسفا كاملا ووصف ما يحدث بأنه لحظة انتقالية ، و شئ هام يحدث الآن بين المتحكمين في سوق الفن والفنانين حيث كل منهما يجذب في اتجاه مغاير.

كوارث الحرب لجويا 1746­1828هي مجموعة رسومات مكونه من 82 لوحة ، صور فيها جويا النزاع الوحشي بين الفدائيين الأسبان و جيش نابليون، تحوي مشاهد تعذيب و إغتصاب و تشويه و مجاعة و إعدام ، و رغم انه انهي العمل بها في سنه 1820 إلا أنها لم تنشر إلا سنه 1863 بعد أكثر من ثلاثين عاما من وفاته ، و يدرسها الباحثين في فن مناهضة الحرب الحديث، و جيرونيكا بيكاسو 1881­1973 ربما تكون الأكثر شهرة من بين كل الأعمال التي تصور رعب الحرب ، ورسمها تخليدا لذكري تفجيرالقنابل من الألمان علي بلدة جيرونيكا بإقليم الباسك في 26 إبريل 1937 ضد مؤيدي الجمهورية في أسبانيا، وقد بدأ بيكاسوالعمل فيها بعد القصف بأسبوع ، و أصبحت منذ ذلك الحين ايقونه المحتجين علي الحرب.

 نشر .. واصدارات

الموقف الأدبي تبحث في بيت الجواهري

صدر مؤخرا العدد الجديد من مجلة الموقف الادبي الشهري عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق، و العدد يقع في 203 صفحة من القطع الكبير وعبر ابوابه الثابتة جملة من المواضيع المختلفة في فنون الأدب، ففي باب الدراسات نقرأ: رواج التفكيكية في التجربة النقدية المعاصرة للدكتور بشير تاوريريت من الجزائر،وتقنية التوازي بين تعدد البني ووحدة المعني في الشعر الحديث للدكتورة عشتار داود من العراق، وشعرية النظم عند وجيه البارودي للدكتور أحمد علي محمد، والخطاب الأدبي في ضوء التفسير والتأويل للكاتب ياسر محمود الاقرع، ورؤية في ثلاثية الزمن للكاتب محمد السموري، وبيت الجوهري الثابت والتاريخي المتحول للدكتور عبد المجيد زراقط من لبنان، واخيرا تآلف المفردات المخاتلة للكاتب ياسر قبيلات. وفي باب (واحة الشعر) ضم العدد القصائد الآتية: ثلاث قصائد للشاعر عصام ترشحاني، وصورة سليمان البوطي للشاعر ابراهيم الجرادي، ومن صورها الشخصية للشاعر العراقي حمد محمود الدوخي، ورقصة البجع للشاعر الجزائري عبد القادر رابحي، وبنت الابجدية للشاعر جابر ابراهيم سلمان، وماسرها للشاعرة السورية سمر علوش، وفي رحاب الشعر لعبد العزيز دقماق، وخطاب اليوم نص لهوشنك أوسي.

أما في باب (عالم القصة) فتطالعنا قصص أبو عبد الله الحجل للقاص رشاد أبو شاور، والوجه الاخر للقاص عمر الحمود ، وفي شرفة الحلم للقاص نزار نجار، واخر ليالي المونديال للدكتور جرجس حوراني، والسمكة والأرشيف للقاص محمد أبو معتوق، واخر ايام العشق للقاص العراقي ابراهيم سليمان نادر، والجدار للقاص عبد الحفيظ حافظ، وأب + فتاة للقاص عارف الخطيب، والحكم الأقوي للقاص غانم بو حمود. 

معالجات في رأس المال البشري للعرب 

يثير رئيس تحرير المجلة الدكتور محمد سمير مصطفي في افتتاحية العدد (39 ــ صيف) 2007 أسئلة قديمة/ جديدة تكررت وتتكرر دائما بشأن "تقدمهم وتخلفنا".

ويقول: "هناك قائمة طويلة من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية تواجه العرب والزمن العربي" والسؤال ما زال قائما: متي تنتهي هذه التحديات؟ وهل العرب جديرون بالتصدي وقادرون علي المواجهة وهم علي هذا الضعف والتخلف والسكون بينما العالم من حولهم يهدر ويتمدد ويتعولم؟

هذه المجلة معنية بالإجابة علي هذه الأسئلة ومثيلاتها، عبر البحوث والدراسات المنشورة التي تتمحور حول المعضلات الاقتصادية والسياسية والثقافية، باعتبارها حزمة متداخلة يؤثر أحد عناصرها في الآخري. تضمن العدد أربع دراسات: نظريات التجارة الدولية التقليدية (الكلاسيكية) والحديثة والتكلات الاقتصادية: مع إشارة إلي السوق الأوربية الموجدة للدكتور طه يونس حمادي، والاقتصاد العربي وتحديات القرن الواحد والعشرين للدكتور شريط عابد، ورأس المال البشري في مصر.. المفهوم؟ القياس؟ الوضع النسبي للدكتور أشرف العربي، التعاون بين البنوك المركزية في البلدان العربية "الضرورات، المجالات، المتطلبات" للدكتور أحمد شعبان محمد علي.

وفي العدد أيضا مراجعات لثلاثة كتب.

المجلة من إصدار الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية بالتعاون مع مركز دراسات الوحدة العربية. 

صفحات مهجرية.. احتفاء بمدينة حلب 

دوريات المثقفين العرب في المهاجر جسر من كلمات دافئة يصل بين شاطئين: المغترب والوطن.

(صفحات مهجرية تشبه الوطن أكثر من تشبهها بالمغترب من حيث روح النص المنشور ومنهج النشر وتطلعات كتاب هذه المطبوعة البسيطة، فكتاب العدد بين مقيم ومهاجر يلتقون علي جوهر الانتماء لجذورهم الأولي، من أمريكا والسويد وبقية بلدان الاغتراب حتي سوريا، مرورا بفلسطين والعراق ومصر والجزائر والمغرب ولبنان وبقية البلدان العربية. وهي كما جاء في تعريف الغلاف " كتاب أدبي ثقافي نصف سنوي يصدر عن رابطة القلم العربية الأمريكية.

كتب د. عدنان مكي، الأمين العام لرابطة القلم العربية الأمريكية افتتاحية العدد محتفيا بمدينة حلب (عاصمة الحضارة والحوار) منوها بالدور الحضاري والإبداعي للمدينة "منذ الفتح الإسلامي لتصبح الدولة الحمدانية ملتقي الشعراء والفلاسفة أمثال المتنبي وابي فراس والفارابي وسواهم وذلك في بلاط الأمير العربي سيف الدولة الحمداني، وديوان المتنبي أكبر شاهد علي تلك الحقبة المشرقة، حيث ألّف ثلث ديوانه في حلب...".

يركز الكاتب علي الدور الحضاري للمدينة العربية بخلاف ما يرسم لمدننا ومواطنينا اليوم مقرونين بالعنف والإرهاب.

حفل العدد 15 شتاء؟ ربيع 2007) بمقالات ونصوص متنوعة من كتاب العدد د. تيسير الناشف الذي كتب (المرأة العربية مقهورة ولا يمكن تحقيق النهضة من دون تحقيق الإبداع النسائي)، وكتبت (مشاهد من ذاكرة شاعرة؟ مساءلات) بمثابة تحقيق صحفي حول مكاشفات عدد من الكتاب عن أبرز ما يهتمون به من قضايا تشغل عقولهم وعواطفهم، وكتب ميلاد فايزة (نجيب محفوظ يولد مرة أخري)، وكتب ابراهيم سعد الدين قصة (مطر صيفي) وخصصت المجلة بابا لتجارب الشباب، كما حوت خواطر ونصوص وجدانية ومتابعات أدبية.

«مصريات» سلسلة كتب جديدة

  أكد د.ناصر الأنصاري رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية للكتاب أنه بصدد تأسيس سلسلة كتب جديدة بعنوان «مصريات». تصدر عن الهيئة الكتب التي تتحدث عن مصر عموماً، سواء مؤلفة أو مترجمة، مع الاهتمام بالدراسات عن مصر القديمة الفرعونية.

وقال د.ناصر إن سلسلته الجديدة سوف تصدر إلى جوار سلسلة «تاريخ المصريين» التي أسسها المؤرخ الراحل د.عبدالعظيم رمضان وتتناول إصدارات تاريخ المصريين أعمال المؤرخين مع التركيز علي التاريخ الإسلامي والتاريخ الحديث والمعاصر. من جهة أخرى يختار د.الأنصاري قريباً رئيس تحرير جديداً لتاريخ المصريين وعلى الأغلب سوف يكون من بين أساتذة التاريخ الشبان  

«تغريدة البجعة» ترصد المهمشين في القاهرة 

  صدر حديثاً للروائي المصري مكاوي سعيد روايته الثانية «تغريدة البجعة» التي يرصد من خلالها التفاصيل الدقيقة حول عوالم المهمشين في القاهرة بدءاً بأطفال الشوارع وعالمهم الخاص المليء بالقهر الإنساني والقسوة الشديدة التي فرضت عليهم ، وصارت جزءاً من تكوينهم النفسي وسلوكهم فيستعيدوها بينهم مع الآخرين الذين يحاولون الاقتراب منهم. ويشير الروائي إلى وجود عدد من الباحثين والباحثات الأجانب يعيشون بالقاهرة لدراسة هؤلاء الأطفال والمجتمع المصري عموماً  

ميراث الثورة الاسلامية يحدد طبيعة العلاقات المصرية الايرانية

 فى رصده للعلاقات بين القاهرة وطهران يرى باحث مصرى أن ميراث الثورة الاسلامية عام 1979 لايزال يثير شكوك مصر تجاه ايران "لمجرد أنها كانت تعمل على زعزعة الاستقرار" بالبلاد منذ نهاية عهد الرئيس السابق أنور السادات. 

ويقول سعيد الصباغ مدرس التاريخ بجامعة عين شمس ان اية الله روح الله الخمينى مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية الراحل كان يدعو فى نداءات موجهة للمصريين الى الثورة على السادات "الخائن والكافر والعميل" لكن تلك النداءات لم يسمعها المصريون ثم غطى اغتيال السادات فى السادس من أكتوبر تشرين الاول 1981 بأيدى متشددين اسلاميين على أى تحريض خارجي. 

ويضيف فى كتابه "العلاقات المصرية الايرانية بين الوصال والقطيعة 1970- 1981" أن الاهتمام الايرانى بعد اغتيال السادات تجاوز عملية التحريض الشعبى ضد النظام المصرى الى "محاولة تبنى الجماعات الارهابية" التى كانت وسائل الاعلام الايرانية تطلق عليها "الثوار المسلمين فى مصر" مضيفا أن هذا التحريض استمر بعد تولى الرئيس حسنى مبارك. 

ويورد المؤلف نص نداء الخمينى للشعب المصرى فى اليوم التالى لاغتيال السادات يحرض فيه على انتهاز الفرصة لقلب نظام الحكم "اليوم الذى قتل فيه –السادات- عمت السعادة كل مصر. أما هذا الرئيس المفروض الثانى –مبارك- فقد وضع سلطاته كافة تحت تصرف أمريكا قبل أن يصل الى الرئاسة... يجب على الشعب المصرى أن يعلم أنه لو اقتنص الفرصة مثلما انتفضت ايران على المؤامرات فلسوف ينتصر" حيث كرر أن هذا التوقيت هو الانسب لقيام الشعب المصرى بالثورة. 

ويقع الكتاب فى 235 صفحة كبيرة القطع وصدر الكتاب فى سلسلة "اعادة قراءة للتاريخ المصري" عن مكتبة "دار الشروق" بالقاهرة. 

جديد مجلة «العلم»

قصص الخيال العلمي.. والتهديدات المتكررة للحياة

"قصص الخيال العلمى تساعد الأطفال فى حل المشاكل"، هذا ما أوضحه الباحث سمير عبد اللطيف فى العدد الجديد من مجلة "العلم"، التى تصدر شهريًّا فى القاهرة عن دار التحرير للطباعة والنشر. ويوضح الباحث أن "استخدام قصص الخيال العلمى فى تنمية مهارة حل المشكلات لدى طفل الروضة" كان موضوع الدراسة، التى حصلت بها الباحثة قدرية سعيد على درجة الماجستير فى التربية من معهد الدراسات والبحوث التربوية بجامعة القاهرة، تحت إشراف الدكتور كمال الدين حسين، أستاذ الأدب المسرحى والدراسات الشعبية بكلية رياض الأطفال، والدكتور وائل عبد الله محمد أستاذ المناهج وطرق تدريس الرياضيات بمعهد الدراسات والبحوث التربوية. 

وقد قسمت الباحثة رسالتها إلى خمسة فصول، استهلتها بمشكلة البحث، متعرضة إلى عدة نقاط ومحاور هى الأسس والركائز المهمة التى انطلقت من خلالها بقية عناصر وفصول الرسالة التى أكدت النتيجة السابقة. 

وبعنوان " القاهرة.. وحملة تحيا الأرض "، كتب الدكتور على مهران هشام، مشيرًا إلى أنه كلما شعر البشر بتغير المناخ وقسوته.. وكلما غمرت الفيضانات الشوارع والطرقات والمناطق الحضرية حتى أصبح الانتقال من منطقة إلى أخرى داخل المدن يتم بواسطة القوارب فى بعض الدول الأوروبية والآسيوية والأفريقية..، وكلما شاع الشر والفساد والتلوث وهبوط القيم..، كلما حدث ذلك وغيره كثير..، تذكر الناس البيئة! فالتهديدات المتكررة للحياة على سطح الأرض أشعلت الحماس فى نفوس الأفراد بكافة فئاتهم وطبقاتهم وثقافاتهم ودخولهم أيضاً للاهتمام بالبيئة، وتركيز الضوء والكاميرات عليها، من أجل خلق روح جديدة بين الناس تكون صديقة للبيئة، حتى أن الساسة ورجال الأعمال والاقتصاد والمشاهير من الفنانين والمؤسسات أصبح جزء من اهتماماتهم موجهاً إلى القضايا البيئية، وعدم التصادم مع معطياتها وكنوزها الطبيعية البكر والمتوازنة.

ويقول الدكتور على مهران: "تشير الإحصائيات إلى أن بيل جيتس وبول آلن مؤسسى شركة مايكروسوفت الشهيرة قد أنفقا حوالى 84 مليون دولار فى مشروع لإنتاج الأيثانول من نبات الذرة، وينفقان أيضاً لإنشاء مشروع سكنى يستخدم المواد والطاقة الصديقة للبيئة فى مدينة سياتل الأمريكية. 

كما أن سيرجى براين ولارى بيج مؤسسى شركة جوجل الشهيرة حولا مقر الشركة فى ولاية كاليفورنيا والذى يبلغ حوالى نصف المليون قدم مربع إلى مبنى صديق للبيئة، حيث يستخدم الطاقة الشمسية للتدفئة والإضاءة، كما أن الخامات والمواد معظمها متوافق مع البيئة، ومعظم الأثاث المستخدم فى المبنى يمكن تدويره مثل أقمشة الجينز الزرقاء التى يمكن إعادة استخدامها كعازل على الجدران. 

ويتناول موظفو شركة جوجل غذاءهم مجاناً فى مطعم الشركة، الذى يستخدم منتجات وعناصر غذائية طبيعية فقط، ويذكر أن لبراين حقيبة جلدية يحملها على ظهره تحتوى على لوحات شمسية صغيرة ليشحن بها هاتفه، وجهاز MP3، كما يستخدم مالكا شركة جوجل سيارة تعمل بالطاقة الشمسية، أو وقوداً صديقاً للبيئة". 

ويوضح الدكتور على مهران أن الطاقة البديلة أو صديقة البيئة ليست ترفاً، بل إن حجم الاستثمارات فيها يصل إلى 38 مليار دولار أمريكى فى العالم، وأقطابها شركة الطاقة الشمسية الصينية "صن تيك باور". 

ويعتبر رجل الأعمال البرازيلى روبنز أوميتو سلفيرا ميلو أول ملياردير فى العالم جمع ثروته من تقطير قصب السكر وتحويله إلى وقود نظيف، وهو رجل عام 2007 "صديق البيئة" من وجهة نظر الدكتور على مهران، الذى يقول عن حملة "تحيا الأرض": "تحيا الأرض صرخة استغاثة عالمية لحماية الكوكب المظلوم.. 

بداية الحملة قامت بها منظمة "تحالف من أجل حماية المناخ"، والتى يرأسها نائب الرئيس الأمريكى السابق آل جور.. وهى حملة للتوعية البيئية محلياً وإقليمياً وعالمياً، وباستخدام وسائل الميديا والاتصالات، ولجعل الصوت يصل إلى الجميع، ولتنبيه البشر بالمخاطر والأضرار والخسائر، التى تلحق بالكل فى حالة عدم التوقف عن بث السموم والدخان والملوثات الكيميائية والإشعاعية فى مياه وسماء وتربة الكوكب الأرضي. 

إن تغيير سلوك البشر وتصرفاتهم مع عناصر البيئة كان هدفاً لحملة "تحيا الأرض"، كما أن تغيير تصرفات رجال الاقتصاد ومتخذى القرار من السياسيين كان الهدف الآخر لها.  

ولا شك فى أن خطر تغير المناخ أضحى حقيقة تهدد الاتزان الطبيعى الفطرى لكوكب الأرض، حيث بلغ تركيز ثانى أكسيد الكربون فى الهواء الجوى 379 جزءاً فى المليون، مقابل 280 جزءاً من المليون عام 1850م، كما حدث تراجع لأحجام ومساحات الجبال الجليدية المغطاة بالثلوج فى نصفى الكرة الشمالى والجنوبي، وقد وجد انكماش سنوى للأنهار الجليدية يبلغ 7.2 ٪، يزداد فى فصل الصيف إلى 4.7 ٪ سنوياً، كما حدث تغير فى كميات سقوط الأمطار فى أجزاء مختلفة على سطح الأرض، وقد حدث ظهور للجفاف فى الكثير من بلدان العالم مع تغير خط العواصف والفيضانات على نحو بالغ الضرر والخطورة، إضافة إلى التزايد المستمر فى درجات الحرارة الكونية ". 

إن كوكب الأرض، بمكوناته ومحتوياته وكنوزه وسطحه وباطنه وسمائه، يواجه تهديداً كبيراً حقيقياً، كما يوضح الدكتور على مهران، بسبب سطوة ونفوذ المنفعة المادية للقوى الكبرى والصناعية، والتى يجب أن تحكم العقل والضمير والإنسانية لكى "تحيا الأرض". 

وتضمنت مجلة العلم كذلك دراسة مهمة عن المبادرات الجديدة لشركات التكنولوجيا، بهدف توظيف أجهزة الكمبيوتر لإنقاذ المناخ، وتقليل انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري. تشير الدراسة إلى أن معظم الدول المتقدمة تضع حاليا قضية التغير المناخى وارتفاع درجة حرارة الأرض على رأس أولوياتها التنموية، فقضية تغير المناخ أصبحت رغما عن الإنسان قضية محورية فى حياته، وهذه المحورية التى تحتلها قضية تغير المناخ ليس السبب فيها فقط هو الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة، كما عانى المصريون خلال الصيف الحالي، وإنما يتعدى الأمر هذه الظاهرة إلى تأثير على طبيعة الحياة على كوكب الأرض، والتوزيع السكانى والأنشطة الزراعية والصناعية والتجارية، ناهيك عن القضايا المتعلقة بالنقل والطيران.  

والدور الشائع لتكنولوجيا المعلومات فى قضية تغير المناخ، هو المساعدة فى إجراء الأبحاث اللازمة لرصد الظاهرة وتحليلها، والتعامل معها. لكن مؤخرا ظهر دور جديد لمنتجى أجهزة الكمبيوتر، يرفع من مكانة هذه الصناعة، ويجعل لها دورا بيئيا رائدا.

 وتوضح الدراسة أن مجموعة شركات كبرى تعمل فى مجال تكنولوجيا المعلومات قد أعلنت مؤخرا عن إطلاق مبادرة "توظيف أجهزة الكمبيوتر لإنقاذ المناخ"، ومن بين هذه الشركات إنتل وجوجل وديل وإى دى اس ووكالة حماية البيئة وهيوليت باكارد وآى بى أم ولينوفو ومايكروسوفت والاتحاد العالمى للحياة البرية، بالإضافة إلى أكثر من عشر شركات ومنظمات أخرى.

تهدف المبادرة البيئية الجديدة إلى توفير الطاقة، وتقليل انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، عن طريق وضع أهداف جديدة طموحة، لرفع الكفاءة فى استهلاك الطاقة فى الحاسبات ومكوناتها، وتشجيع تبنى الحاسبات الفاعلة فى استهلاك الطاقة، وأدوات إدارة الطاقة فى أنحاء العالم.. ويقول أورس هويلزل كبير نواب الرئيس للعمليات فى شركة جوجل: إن نصف طاقة معظم الكمبيوترات المكتبية، وثلث طاقة الأجهزة الرئيسية تضيع هباء، ولا يستفاد منها حاليا على الإطلاق، وتضع مبادرة إنقاذ المناخ هدفا طموحا لكفاءة وحدات التغذية الكهربائية لتصل إلى 90 ٪.

 وفى حال نجاح هذه الشركات فى تحقيق هذا الهدف، ستقل كمية الغازات المنبعثة والمسببة للاحتباس الحرارى بمقدار 54 مليون طن فى السنة، مما يوفر أكثر من 5.5 مليار دولار من تكاليف الطاقة حول العالم. 

ودعا هويلزل الشركات والأفراد حول العالم، للانضمام إلى المبادرة، والبدء فى إدارة الطاقة بشكل أفضل وشراء الحاسبات الموفرة للطاقة. وتمثل الشركات الأولى التى تعتزم المشاركة فى هذه المبادرة طرفى العرض والطلب من صناعة أجهزة الكمبيوتر، بما فيها منتجو الحاسبات، ومنتجو الشرائح، بالإضافة إلى منظمات البيئة، وشركات الطاقة، وبائعى التجزئة والوكالات الحكومية وغيرها. 

وقال بات جيلسينجر كبير نواب الرئيس والمدير العام لمجموعة المؤسسات الرقمية فى إنتل: إنه بحلول عام 2010 ستكون المبادرة قد أسهمت فى تخفيض كمية الغازات المنبعثة المسببة للاحتباس الحرارى بكميات تعادل التخلى عن 11 مليون سيارة أو إغلاق 20 محطة طاقة تعمل بالفحم الحجرى بطاقة 500 ميجاوات، وهى خطوة مهمة على طريق تخفيض انبعاث الغازات المضرة بكوكب الأرض.

وأضاف جيلسينجر أن أجهزة الكمبيوتر ساعدت فى قطع خطوات كبيرة نحو التقدم الذى وصلت إليه البشرية حاليا، ومن أهم مظاهر هذا التقدم تقليل الحاجة للسفر، وزيادة الإنتاجية، وإجراء التعاملات عبر الإنترنت، وغير ذلك، وفى الإمكان باستخدام أحدث التقنيات الفاعلة فى استهلاكها للطاقة، تحقيق المزيد نحو تقدم البشرية ورفاهيتها. 

ومن المنتظر أن يلتزم الأعضاء الداعمون للمبادرة من منتجى الحاسبات ومكوناتها بتصنيع منتجات ذات كفاءة عالية فى استهلاك الطاقة تحقق أو تتجاوز دليل "انرجى ستار"، الذى وضعته وكالة حماية البيئة. كما يجب أن يلتزم قطاع الأعمال بطلب أنظمة ذات كفاءة عالية فى استهلاك الطاقة، لمعظم مشتريات الشركات من الحاسبات المكتبية، ونشر واستخدام أدوات إدارة الطاقة فى الحاسبات المكتبية. 

ويمكن لأى شخص المشاركة فى مبادرة إنقاذ المناخ عبر التسجيل فى موقع الإنترنت المخصص لذلك، والتعهد بشراء الأجهزة الفعالة فى استهلاك الطاقة، التى يتم إقرارها من جانب المبادرة. 

وسيساعد الموقع المستهلكين على تعلم كيفية الاستفادة بشكل أفضل من قدرات توفير الطاقة الموجودة حاليا فى حاسباتهم، مثل وضع الكمبيوتر فى وضع النوم والسبات، حيث يمكن التقليل من كمية الطاقة المستهلكة بما يصل إلى 60 ٪.

العالم الانغلوفوني يحتفل بالذكرى المئة والخمسين لولادته ... جوزف كونراد رمته عزلته الباكرة والمنفى في «قلب الظلمة»

لمناسبة مرور مئة وخمسين سنة على ولادته، صدرت أخيراً في لندن سيرة حياة جوزف كونراد، البولوني الأصل الذي انتقل قلباً وقالباً الى الثقافة الإنكليزية وجاءت أعماله الروائية حجر زاوية في عمارة الرواية الحديثة. وضع السيرة الباحث الكندي جون ستيب، اكثر الاختصاصيين معرفة بأعمال وحياة كونراد، صدرت له سابقاً دراسات ومؤلفات أحاطت بمختلف أوجه الظواهر الإبداعية التي تركها مؤلف «قلب الظلمة» وعلى رأسها تأثيره العميق في الأدب المعاصر: تي. إس. إليوت. وليام فولكنر. أرنست همنغواي، نيبول، وغيرهم كثر تأثروا بأعمال كونراد. 

الواقع ان التحدي الأصعب الذي واجه ستيب لدى كتابة هذه السيرة يكمن في كيفية إعفاء القارئ من الابتئاس والإحباط اللذين طبعا حياة كونراد من المهد الى اللحد: «يا طفلي الحبيب إسأل نفسك/ وأنت بلا أرض وبلا حب/ بلا وطن وبلا شعب/ وفيما بولندا – امك تدخل الجب» تلك بعض أبيات قصيدة ألقاها والده يوم عمادته. كان ذلك في السنة الخامسة والثمانين للنفوذ القيصري في بولندا. ولعل الروح الوطنية الواضحة في تلك الأبيات ترسخت في جوزف الصغير، فلم تفارقه على رغم هجرته والتحاقه بثقافة الإنكليز. ففي الرابعة من عمره عانى جوزف المنفى الى مستنقعات الشمال الروسي بسبب مواقف والده الحادة تجاه القيصر. هناك قتل الطقس الضاري امه، ولم يصمد والده اكثر من سنوات اربع ليتركه يتيماً وهو في الحادية عشرة. 

العزلة طبعت حياة كونراد باكراً. في العام 1874 وهو في السادسة عشرة غادر الى فرنسا مقتلعاً، بالغ الكآبة، حتى انه حاول الانتحار. من هناك الى انكلترا حيث التحق بالبحرية التجارية متصدياً من دون نجاح يذكر لتربيته المتثاقفة وأسلوبه المترفع حيال صلف البحارة العاديين. حتى الزواج لم يشف غربته. الإنكليزية جيسي جورج التي اقترن بها على عجل، كانت من الطبقة العاملة، ولم تستطع فهم أطواره، بل اعتقدت غير مرة انه سيقتلها بقدر ما ظن هو ايضاً انه يحق لها قتله وذلك ظهر في قصصه القصيرة، خصوصاً اشهرها «ايمي فوستر» التي تروي حكاية امرأة بريطانية من الطبقة الدنيا تزوجت من بولوني، وعندما مرض وبدأ يهذي بلغته جرّاء الحمى تركته يموت لأنها لم تفهم ما يقول.

 خلال عشرين سنة من العمل في البحرية تآزرت العزلة والحظ العاثر ناهيك عن سوء الأحوال الصحية لتأصيل سوداوية كونية لم يشفع بوطأتها سوى سياق المغامرة والتوق الدفين الى رومانسية تختلط فيها الأجناس وتلاعبها المصادفات على ايقاع عواصف البحر وغرائب الجزر في المجاهل البعيدة: سفن تغرق. قراصنة. مستعمرون قساة، كالبلجيك في الكونغو حيث خرطش السطور الأولى لـ «قلب الظلمة». الى ذلك لم يكتب كونراد بلغته الأم ولا بلغته الثانية، الفرنسية، بل اقتحم مخدع تشوسر ومحبرة شكسبير معلّماً نفسه بنفسه اللغة الإنكليزية، إلا ان حظه ناصبه العداء حتى وقت متأخر من حياته، فحين غرقت «تيتانيك» أغرقت معها مخطوطة لا نسخة عنها كان أرسلها الى ناشر اميركي. حتى قنديله «انتظر» السطر الأخير من روايته القصيرة «نهاية الاحتمال» وانقلب على المخطوطة فأحرقها. وحين أخذ أسرته للمرة الأولى الى بولندا اندلعت الحرب العالمية الأولى.

لذلك جاءت معظم السير عنه، خصوصاً ما كتبه جون ستيب، مجمعة على فكرة الصهر والتحويل، معتبرة ان خلاص كونردا كمن في الكتابة وأنه، غبر مخيال خصب مترع بالتجارب المعيشة، انقذ عقله من الجنون، وبالتالي أعطى الأدب مادة هادرة بالغرائب والعنف وتجليات النفس البشرية. عالمه «الشرقي» الممتد من الصين الى جنوب اندونيسيا والفيليبين لم يأت إكزوتيكياً للتزيين والجذب الحسي، بل جاء محمّلاً بتحليل قاسٍ لمفاعيل الاستعمار ونتائج الديكتاتوريات التي زرعها خدمة لمصالحه، وبالتالي لولادة الثورات والجوع الى الحرية. ويجمع ستيب وغيره ممن درسوا كونراد ان تحليلاته السياسية لا تزال معاصرة حتى اليوم. 

لو أخذنا «العميل السري» مثلاً، قصته المتهكمة ذات المحور السياسي الملتبس لرأينا شخصية «الإرهابي» الرائجة راهناً في الطبقة العليا للباص اللندني الأحمر يتأمل الشوارع محتضناً جهاز تفجير في ملابسه، مستعداً لارتكاب مجزرة.

 ركز ستيب في هذه السيرة على تفاصيل عائلية امتدت الى ابعد من اسرة كونراد مهتماً بمسائل غير ذات اهمية نسبة الى القارئ الجدي. الا انه كان أَولى في دراساته الأخرى اعمال كونراد الاهتمام الذي تستحقه بدءاً من السنوات القليلة التي أمضاها في فرنسا «ضيفاً» على جماعات البوهيميين في مونمارتر ومونبارناس، حيث تعرّف الى المسرح والأوبرا وهو يتابع دراسة العلوم البحرية حتى حاز إجازة مراقب إبحار للسفن الشاحنة. كان يقطف من العالمين، ما شكل لاحقاً مادة قصصه ورواياته. إلا انه لم يصبح قبطاناً إلا بعد سنوات من العمل في الخطوط البحرية البريطانية.

 عناصر أولى

عام 1890 خلال رحلة الى الكونغو تجمعت لديه، كما أسلفنا، العناصر الكفيلة بالظهور لاحقاً في «قلب الظلمة». أما روايته الأولى «حماقة الماير» فظهرت عام 1889 وكانت بداية انتقاله من البحر الى الحبر، لكن شهرته لم تكن بدأت بعد، ذلك ان انتاجه الروائي اللافت اخذ في التبلور بعيد بلوغه الخمسين وصدرت أبرز أعماله بين 1897 و1911: «عبد نرسيس» و «شباب» و «قلب الظلمة» و «لورد جيم» و «نوسترومو» و «العميل السري» و «تحت عيون الغرب». مع ذلك لم تكن حياته المادية بالسهولة التي نتصور، فحتى العام 1914 تاريخ صدور «حظ» كان لا يزال مديناً لناشريه يعيش على وتيرة «خبزنا كفاف يومنا» فلما بدأت أحواله تتحسّن ظهرت عليه علامات الترف وبدأ يقيم الحفلات لأصدقائه وسافر الى بولندا ثم الى الولايات المتحدة حيث فاجأت قلبه المنية عام 1924 عن 67 سنة.

 كان أسلوب كونراد صعباً وممتنعاً في الوقت نفسه. وذلك عائد الى ولادة قيصرية في مسألة اللغة، إذ كان يصارع المفردات بضراوة متلمساً ثقافتين مختزنتين لديه: البولندية والفرنسية اللتين تعلمهما منذ صغره. المفارقة ان هذا الصراع ولّد لغة انكليزية جديدة وبات بعض العبارات الواردة في اعماله مأثورة في الرائج والشعبي عبر ضفتي المحيط.

 صدرت «قلب الظلمة» عام 1899 أي قبل عام واحد على بداية القرن العشرين، وهي قصة مارلو، قبطان مركب بخاري مرسل من قبل شركته للتفتيش عن كورتز احد موظفيها الذي انقطعت اخباره في الأدغال. المركب مبحر عكس تيار النهر، يتعرض لمشكلات كثيرة ليس اقلها تصاعد الرعب مما تحفل به الأدغال المحيطة. في تلك الأثناء حوّل كورتز نفسه الى «معبود» لدى احدى القبائل بعدما أذهلها بتقنيات الغرب المستحدثة. لكن بدلاً من ترويج تلك التقنيات تراه اعتنق معتقدات القبيلة وتبوأ مركز قيادتها، ويستعمل كونراد ثلاثة مفاتيح دلالية منذ البداية لتصويب القارئ نحو معنى (أو معاني) قلب الظلمة، فمارلو ينطلق من «المحطة الخارجية» الى «المحطة المركزية» متجهاً نحو «المحطة الداخلية». أي انه، على غرار المستعمرين الأجانب، آت من الخارج، يحط في وسط البلاد أو مرافئها ويتقدم نحو دواخلها مبحراً بعكس التيار، اشارة الى مقاومة الأرض وما عليها لذلك الولوج القسري. وفي هذا السياق، تستقيم امامنا مقارنة مروعة بين الاستعمار الاحتلالي وابن عمه الحديث. 

في الدرجة الأولى، تبدو «قلب الظلمة» معالجة للخداع والخبث والتناقض الأخلاقي والارتباك الحاصل من تصادم المصالح مع القيم الإنسانية الثابتة: كيف المسلمات الأخلاقية ان تحكم على وضع مجنون في عالم يسوده الجنون اصلاً؟ في «المحطة الخارجية» أي قبل الإبحار، يراقب مارلو أحد المواطنين الأصليين وهو ينقل في دلو مثقوب، ولا يرى في ذلك غرابة بقدر ما لا يرى غرابة في جنون رفيقه الضائع كورتز المصاب بعقدة العظمة والقادر على القتل من دون ان يرف له جفن. ففي قلب الظلمة البشرية كل الاحتمالات واردة. وليس لذلك القلب نهاية جغرافية أو عرقية أو حضارية، انه باختصار لبّ العالم، يكتشفه مارلو محاطاً بالضباب الدامس يلف النهر والأدغال ويدرك من هناك حدوده الممتدة الى انكلترا وبلجيكا وما يسمى بالعالم المتمدن الذي يسمح لنفسه باضطهاد وقمع واستغلال وقتل الآخرين خدمة لمصالحه وتحت شعار التمدين والتطوير والعتق من البداوة. 

وهنــا يأتي رمز النهر واضحاً لا لبس فيه، فالنهر، أي القوة الطبيعية للارض، يجعل اختراقه صعباً، وما صراع مارلو مع تياره الدافع الى الوراء سوى التعبير الواضح عن رغبة افريقيا في طرد الدخلاء بعكس سهولة الإبحار مع التيار، أي خروجاً من القارة السوداء. أما مسألة التواصل المستحيل فيعالجها كونراد على مراحل متقطعة عبر استشفاف ما بين السطور أكثر من التلقي الصريح المباشر، مما يجعل عدم وضوح الرؤية وبالتالي تكاثر الشكوك سمة جوهرية من سمات التعامل الأبتر بين المستَعمِر والمستعمَر. 

اخيراً، لا بد من التأكيد ان السيرة التي وضعها جون ستيب (دار هاينمن) تصلح مدخلاً لإدراك خلفية كاتب «قلب الظلمة» أكثر مما تفي بغرض الكشف عن أسرار عالمه الأدبي.

«آخر أيام جيفارا»

كتاب يروى اللحظات الأخيرة فى حياة رمز الثورة

يروى وزير خارجية فنزويلا السابق خوان إجناثيو ديل بايى على لسان المناضلين الذين قضى تشى جيفارا بجانبهم لحظاته الأخيرة التفاصيل الدقيقة لتلك الأيام المحفوفة بالمغامرة والمؤامرات وذلك فى كتابه الجديد "أخر أيام تشى جيفارا.الحلم كان كبيراً". 

وقد تم طرح الكتاب فى مدريد، وقد نشرته دار "ديباتي" الإسبانية بمناسبة الذكرى الأربعين لاستشهاد "التشي" والتى تحل فى اكتوبر القادم. 

كُتبٌ كثيرة تناولت حياة جيفارا وأسطورته ومسيرته وعن كونه أسطورة إلا إن اللحظات الأخيرة فى حياته التى شرع خلالها فى حملة ثورية أودت بحياته لا يُعرف عنها إلا القليل. 

وفى تصريحات لوكالة الأنباء الإسبانية "إفي" صرح خوان إجناثيو ديل بايى أن كتابه يروى حياة المناضلين خلال الحقبة الأخيرة وهو أمر غير متوفر فى الكتب الأخرى. 

وأضاف أن الكتاب يعد بمثابة ثمرة للأبحاث التى قام بها فى رسالة الدكتوراة حول النضال البوليفي.

 وتعكس الرواية الأيام الأخيرة فى حياة جيفارا ولكن من وجهات نظر مختلفة.  

وأضاف أن الكتاب يصنف فى المقام الأول على أنه كتاب أدبي، ومن خلاله يحاول الكاتب استعادة ما حدث خلال تلك الأيام لكى يكتشف القارىء شخصية جيفارا الحقيقية والمأساة التى عاشها. 

وأوضح ديل بايى أن هناك عدة أشخاص يروون نفس الحدث ويجب أن يستخلص القارىء النتائج بنفسه. وأنه كى يكتب تلك القصة استمر فى البحث على مدار أعوام وعمل على نصوص حقيقية، حيث اطلع على أرشيف الجيش، وعلى يوميات المناضلين بينها يوميات تشى نفسه والتى كانت محفوظة فى أحد بنوك بوليفيا. 

جدير بالذكر أن الذكرى الأربعين لوفاة جيفارا ستحل يوم 9 أكتوبر/تشرين أول المقبل.

وقد ولد إرنستو تشى جيفارا يوم 14 يوليو/تموز 1928 فى بيونس أيريس بالأرجنتين، وخلال الفترة من 1945 إلى 1953 أتم بنجاح دراساته الطبية. 

وخلال مواجهة فى بوليفيا يوم 8 أكتوبر/تشرين أول 1967 جرح تشى واعتقل اغلب رفاقه. وفى اليوم التالى تم اغتيال تشى جيفارا على يد الجيش البوليفى ورجال وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.

 كاتب إسباني يقرأ الواقع العربي في حدود زجاجية

قدم الكاتب الإسباني خوان جويتسولو  بمسرح مركز سيفانتيس الثقافي بالرباط النسخة العربية من مجموعة مقالات له تحت عنوان "حدود زجاجية".

 وكان جويتسولو قد نشر في العقد الماضي سلسلة مقالات في صحيفة إيل باييس الإسبانية، ينظمها كلها موضوع واحد وهو الصراعات التي تهز العالم العربي والإسلامي.  

وقد بسط الكاتب رؤيته النقدية للأحداث التي تجعل من هذه الرقعة الجغرافية في العالم إحدى أكثر مناطق العالم صراعات. وقد سبر أغوار الصراعات التي عرفتها سراييفو والجزائر وفلسطين والشيشان والعراق.

وقد قام بترجمة (حدود زجاجية) إلى اللغة العربية الصحافي نبيل دريوش والأستاذ الجامعي العربي الحارثي. 

وقال مدير مركز سيفانتيس بالمغرب أنطونيو مارتينيث إنه "تم اختيار النصوص لإلقاء الضوء على الصراعات التي تؤثر على العالم العربي والإسلامي". 

ويعيش جويتسولو بين برشلونة بالبرتغال ومراكش المغربية التي أقام بها أزيد من 25 سنة وبها كتب أغلب رواياته البالغة 20 نصا فضلا عن مقالاته وقصائده الشعرية خاصة تلك التي تعكس علاقاته مع المغرب والتراث الثقافي والروحي الإسلامي, كما أقام بالقاهرة فترات متقطعة.  

وقد ولد خوان جويتسولو في يناير/ كانون الثاني 1931 وعاش أواسط خمسينيات القرن الماضي بباريس قبل أن ينتقل إلى أميركا.

 وقد كرس جويتسولو قلمه لمواجهة الديكتاتورية، خاصة في زمن الجنرال فرانكو. كما دافع عن الإسلام في كثير من رواياته وكتبه. وهو منحاز للإنسان العربي ولنمط حياته. 

ومن أهم رواياته "ألعاب يدوية" منشورة سنة 1954، ومبارزة في الجنة منشورة سنة 1955، والسيرك نشرت 1957 وثلاثية الغد العاجل، ونهاية الحفل...  

ويقول جويتسولو "أعتقد أن رحلتي داخل العالم العربي والثقافة الإسلامية، تنم عن حاجة تكميلية، وهي شبيهة بحاجة معظم الكتاب والمثقفين العرب الذين جاؤوا للاستقرار في الغرب". 

مجلة موازين والقراءة بالمقلوب 

علي خلاف العادة نقرأ هذا العدد وهو الثاني عشر من مجلة (موازين)الصادرة في بيروت للعام الحالي، بدءا من غلافه الأخير!

نشرت المجلة صورتين لخريطة العالم، الأولي تظهر مساحة بلدان الشمال أكبر بكثير من مساحة بلدان الجنوب، بينما العكس هو الصحيح كما جاء في الخريطة الثانية التي وضعها الجغرافي الألماني أرنولد بيترز عام 1974 خلافا للخريطة الشائعة (الأولي). علما، كما تقول المجلة، بأن مجموع مساحة بلدان الشمال 18.9 مليون ميل مربع ومجموع مساحة بلدان الجنوب 38.6 مليون ميل مربع.

هذه الصورة هي أبلغ افتتاحية تعكس وجهة نظر المجلة ورسالتها إلي قرائها.

تطرح مقالات العدد إشكاليات معاصرة تعصف في ميادين الفكر والسياسة والصراع المحتدم علي المصالح وتثير أسئلة الحداثة والاستعمار والشرق والغرب وما ينطوي تحتها من مفاهيم وممارسات بل حروب عاتية وأزمات أمنية مستفحلة ما زالت قائمة في أفغانستان والعراق ولبنان وفلسطين.

تجلت تلك الأسئلة والمطارحات في مقالات علان بلال ( الشيخ العودة وثقافة الاستهلاك) ورمضان الشامي (روسيا عملاقا مرة أخري) ورفيق عبد السلام ("الثقافة الديمقراطية" أي معني؟) وخالد ناجي (ما هذه الحداثة؟) وبشير موسي نافع (تركيا 2007 وطبيعة الصراع) وعلي فخر الدين (المنطقة العربية والفراغ الكبير) وآمنة القري ( ضرورة مقاطعة بضائع أمريكا) ومحمد عبد الحليم ( الحوار الحضاري: التحديات والضوابط) ومنير شفيق (أمريكا والانقسامات الداخلية) وبسام الهلسة (من التراث العربي: عنترة ضد العنصرية).  

صالح دياب قارئاً الشعر النسائي العربي الجديد

دراسة مقتضبة عن الشعر العربي النسائي الجديد صدرت عن دار «كلاباس» الفرنسية أنجزها الشاعر والصحافي السوري صالح دياب، وعنوانها «وعاء الآلام». ففي كتيّب لا يتعدّى سبعين صفحة، يقترح دياب بداية تأمّلٍ حول تمثيل الجسد لدى ثماني شاعرات عربيات، هن: نازك الملائكة، فدوى طوقان، مرام المصري، آمال موسى، عناية جابر، صباح زوين، فوزية السِّندي وإيمان مرسال. وفي سياق تبريره هذا البحث، وهذه الأسماء تحديداً، يُذكِّر دياب أولاً بالدور الذي يلعبه الجسد في «اقتصاد» الكتابة وفي ولادة اللغة، وبقدرته على أن يكون «نافذةً تمكّننا من مشاهدة العالم الخيالي لتلك الشاعرات». ثم يشير إلى «فرادة وأصالة» الاختبارات الشعرية المختارة. 

في الفصل الأول من البحث، يقارب دياب الجسد في منظومة القيم الإسلامية، متناولاً الأهمية المسبوغة على الجسد ثم ينتقل إلى دراسة معاني الجسد في ألــفاظه المــعجمية مــظهراً التقاطع في المعاني اللــغوية للجــسد والــبدن والجسـم، والــتداخل العمــيق بــين الــروح والــجــسد والــنفس بحيث تنفتح كل مفردة على الأخرى. 

في الفصل الثاني يتوقف دياب عند الاختراق الجسدي الرمزي الأنثوي الذي حققته الشاعرة العربية على يد نازك الملائكة، ثم عند طبيعة الحضور الأنثوي الشعري في فترة السبعينات من القرن العشرين. في الفصل الثالث، يقارب «الجسد الرومانطيقي» عند نازك الملائكة، محدداً في البداية طبيعة الشعر الرومانطيقي قبل الدخول في نصوص الشاعرة وإظهار تشاؤمها المطلق وكيفية إيجادها للتعبير الجسدي مخرجاً عبر الطبيعة ورمزيتها. ثم ينتقل إلى شعر فدوى طوقان فيستخلص «جسداً عاطفياً» واتكاءً على الطبيعة للتعبير عن الحميمي، مبرزاً تمرد الشاعرة على الوضعية الاجتماعية المحافظة التي عاشتها.

 في الفصل الرابع، يحدد دياب «جسداً فطرياً» في شعر مرام المصري نظراً إلى التصاق قصيدتها بذاتها ومزجها المشاعر المتأججة بالخطاب الحسي، الشهواني البسيط، ثم يقفز إلى «الجسد الرمزي» في شعر آمال موسى مبيّناً كيف تدفع الشاعرة الأشياء إلى حدود الرمز في سبيل كتابة فعاليات الجسد، وكيف سمح الرمز لها بتحرير المعنى الداخلي للقصيدة وبقول الجسد بطريقة مقنّعة. ويشير دياب أيضاً إلى فقر معجم موسى الجسدي وإلى حلول عناصر الكون مكان الجسد في فضاء القصيدة. 

وفي شعر عناية جابر يلقي الضوء على «جسدٍ نهاري» وآخر «ليلي». فأمكنة الجسد لديها هي أمكنة ليلية. الليل يحجب فيما الجسد هو النهار الذي يطل من الرحم المظلم. وتشكّل الطبيعة أحد المخارج الشعرية لقول أو تسمية أعضاء الجسد. وفي شعر صباح زوين يُظهِر سعي الشاعرة إلى مزج الجسد باللغة والزمان والمكان، وبالتالي رسمها أجساداً مغبّشة غير واضحة، يلفها البياض الشامل، كما يلاحظ اتحاد المقدس بالمحرم في لحظة ما، داخل قصائدها، مبيّناً كيف يأخذ الجسد في فضاء القصيدة شكل فعل الكتابة نفسه، أي شكل تلك النشوة اللاهوتية الناتجة من ضبابية اللغة وجحيم الكتابة. وفي شعر فوزية السندي يستنتج دياب مجرّد «جسدٍ لغوي» نظراً إلى الشروط اللغوية الصارمة التي تغلف قولها الشعري وإلى الظلال البلاغية التي تمنع القصيدة من أن تشف على المعطيات الجسدية. 

ويختم دياب دراسته بمقاربة سريعة لشعر إيمان مرسال حيث الجسد يتألم ويرزح تحت وطأة الحياة الحديثة وقسوتها، ولكن أيضاً من جرّاء الصراع الدائر أبداً بين المرأة والرجل.  

  ما تبقى من الوقت

  صدر حديثا عن دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد كتاب جديد للكاتب زيدان حمود بعنوان «ما تبقى من الوقت» وهو مجموعة مسرحيات من ذات الفصل الواحد، والمسرحيات الست تحمل صفات التجريب في اشتغالها وبنيتها.  

وجميعها سبق وان عرضت على خشبات المسارح العراقية وشاركت في العديد من المهرجانات المسرحية القطرية والعربية وحصلت على العديد من الجوائز، وكان المؤلف مخرجا لأكثر من واحدة منها المسرحيات التي ضمها الكتاب هي : « لحظات متقاربة، وأروقة الموت الواحد، وبقايا من ممنوع، وأشواط الصهيل، وفضاءات متداخلة، وما تبقى من الوقت» ..

والمسرحية الأخيرة التي حملت اسم المجموعة والتي الفت وأخرجت بعد عام واحد من الاحتلال الأميركي للعراق، هي رؤيا تنبؤية للأحداث القادمة في العراق المسرحيات الأخرى تسير باتجاه تجريبي رمزي، تشكل امتدادا في التواصل فيما بينها بذات الأجواء الغريبة التي تسقط ظلالها بشكل قسري على نفوس الشخصيات المحبطة، أو المتطلعة إلى الخلاص من كوابيس قسرية تفرضها ظروف قاهرة عاشوا أجواءها الساخنة في الحروب والحصار والقتل والتجويع.

كتاب أميركي يرى أن دعم تل أبيب يناقض مصالح واشنطن 

يناقش كتاب جديد أصدره جامعيان أميركيان سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل من زاوية الفائدة التي تعود على واشنطن من هذا الدعم وارتباطه بتأثير اللوبي اليهودي. 

ويرى الكاتبان وهما الاختصاصيان البارزان في العلوم السياسية جون ميرشايمر من جامعة شيكاغو (إيلينوي، شمال) وستيفن والت من جامعة هارفرد (ماساشوستس، شمال شرق) أن الدعم الأميركي لإسرائيل لا يستند إلى دوافع إستراتيجية أو أخلاقية بل يلقى تبريره في ضغوط اللوبي اليهودي والمجموعات المسيحية المتطرفة والمحافظين الجدد المؤيدين للطروحات الصهيونية. 

ويؤكد الكتاب الذي يحمل عنوان "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأميركية" أن سياسة واشنطن غير المتوازنة في الشرق الأوسط قادت إلى اتخاذ قرار اجتياح العراق وتهديد إيران وسوريا مع ما ينتج عن ذلك من انعكاسات على أمن العالم الغربي. 

واعتبر الكتاب الذي سيوزع على المكتبات في الرابع من أيلول/سبتمبر المقبل أن "إسرائيل لا تملك الوزن الإستراتيجي الذي تفترضه الولايات المتحدة. فربما كان لإسرائيل وزن إستراتيجي أيام الحرب الباردة لكنها تحولت إلى عبء متزايد بعد انتهائها".

 مشاعر سخط

وأضاف الكاتبان أن "الدعم المطلق لإسرائيل عزز المشاعر المعادية للأميركيين في العالم وساهم في تفاقم مشكلة الإرهاب بالنسبة للولايات المتحدة وأضعف صلاتنا مع حلفاء في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا".

ويؤكد ميرشايمر ووالت أن المساعدات العسكرية والاقتصادية السنوية التي تمنحها الولايات المتحدة لإسرائيل وتبلغ ثلاثة مليارات دولار، تفوق المساعدة الأميركية لأي بلد آخر.

ويتطرق الكتاب أيضا إلى الدعم الدبلوماسي الأميركي لإسرائيل، ويذكر أن الولايات المتحدة استخدمت بين 1972 و2006 في مجلس الأمن الدولي حق النقض (الفيتو) ضد 42 قرارا ينتقد سياسة إسرائيل.

ويطالب الباحثان في ختام كتابهما بتعديل السياسة الأميركية حيال إسرائيل، ولكنهما يقولان في المقابل إن "المسألة الوحيدة التي لن يتناولها أي جدل هي مسألة النظر في فائدة استمرار الولايات المتحدة في تقديم دعم مطلق لإسرائيل

سؤال فرنسي:

هل تصلح الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية؟!

الديمقراطية والاسلام هذا هو عنوان الكتاب الصادر مؤخرا عن ال CNRS بالتعاون مع المعهد الفرنسي للعلاقات العامة وجامعة برينستون الأمريكية. يتألف العمل من عدة مقالات بحثية شارك في كتابتها العديد من الباحثين علي رأسهم ,هنري لورانس ,عبد الله حمودي(برنستون), ماليكا زاجال(جامعة شيكاغو),و مداوي الرشيد وآخرون تحت اشراف عبد الله جمودي ,و دنيس بوشار ,ورينيه ليفو.

يتناول العمل دراسة الرهان علي نشر الديمقراطية في المجتمعات الاسلامية وعلاقته بمشاريع التنمية الاقتصادية والتقسيم الاجتماعي وتركز المقالات علي منطقة الشرق الأوسط والمغرب.

حيث رفض أغلب الباحثين التعميم في دراساتهم و ركزوا علي تنوع نماذج التطور الاجتماعي والدولي واختلاف مدي المقاومة للمد الاسلامي الجديد أوالانخراط فيه الذي آثر بالضرورة علي التماسك المفترض لاسلام واحد.

وبصدد فكرة المد الاسلامي والعلمانية يكتب عبد الله جمودي ان الايدلوجيات المناهضة للعلمانية التي تسيطر تقريبا علي معظم المجتمعات الاسلامية تدفع مناصري العلمانية الي التخلي عنها أو علي الأقل التخلي عن مشاركتهم المجتمعية. ويضيف: انه في أغلب تلك المجتمعات هناك دائما مطلبان متعارضان: من ناحية المطالب الاجتماعية والهويتية ومن ناحية آخري المطالب الديمقراطية والمطلب الأخير هو الأضعف لان في ظل غياب وسائل الانتاج و التراكم وتفاقم التأخر والركود الاجتماعي تظل الحرية الفردية بلا معني أو تأثير فتكون دائما الأولوية للمطالب الاجتماعية.

من ناحية آخري كتب هشام العلوي (ابن عم ملك المغرب الحالي): أحيانا يصاحب العلمانية نوع من التمييز الاجتماعي اذا تحولت لايدلوجية طبقة مميزة وخصوصا في المجتمعات الاسلامية الحديثة اذا ارتبطت تلك الطبقة بمصالح عليا للسيادة الأمريكية.

تتناول دراسة ماليكا زاجال الفكرة ذاتها لكنها تركز علي ما أسمته ب الأنظمة المهجنة أي النظام المصري والمغربي فبحسب رأيها يتميز النظامان بانفتاح منضبط واستبدادية في مواجهة المد الاسلامي ، ومن ناحية أخري تحلل البرامج السياسية للاسلاميين في البلدين والتي توضح الانفصال التام بين مشاريعهم السياسية وتعريفاتهم الدينية ، الفكرة الأساسية التي تظهر بقوة من خلال العديد من المقالات هي دراسة الاختلاف بين نشأة الديمقراطية الغربية تاريخيا والتي فرضها التطور الاجتماعي تحت ضغط المعايير السياسية وبين ظهور الديمقراطية في البلدان الاسلامية .

الثورة الفرنسية لم تنصف المرأة

صدر مؤخرا عن دار جاليمار كتاب ملكات ومحظيات للباحثة الايطالية بينيديتا كرافيري

يتناول العمل سلطة النساء في التاريخ الفرنسي ومدي تأثيرهن السياسي والاجتماعي تحديدا منذ القرن السادس عشر (عصر النهضة )الي عصر التنوير وتوضح الدراسة مدي استبعاد النساء من السلطة الرسمية أي من كل هيئات القضاء ومناصب الحكم والقيادة وانحصار دورهن في الأعمال المنزلية والنسائية حتي بعد الثورة الفرنسية لم تتحسن الأوضاع كثيرا فلقد ظلت النساءتحت سلطة أزواجهن وتحت سيطرة الكهنة وكان يجب عليهن انتظار الحرب العالمية الثانية ليحصلن علي حقوقهن السياسية.

لكن برغم تقييد الدور النسائي رسميا وظاهريا الا ان النساء كن يملكن سلطات مستترة كملكات أو أوصياء علي العرش أو حتي كمحظيات ..

حول الفكرة ذاتها صدر أيضا كتاب فتيات التنوير والذي يعتبر بمثابة مكمل لدراسة ملكات ومحظيات فهو يتناول دور النساء بدءا من القرن الثامن عشر ثقافيا واجتماعيا ويدرس بشكل مفصل صالونات باريس الأدبية وأيضا تجمع الدراسة العديد من البورتريهات النسائية التي أثرت الحياة الثقافية الفرنسية وقتئذ علي رأسهن مدام دي لامبر ومدام دي ديفاند ومدام جوفرين وآخريات

يعطي الكاتب بتلك الدراسة بعدا جديدا لمجتمع عصر التنوير وبحسب رأيه يظل دور المرأة في فرنسا محصورا في الصالونات الأدبية والعلاقات العاطفية حتي ينتصر المجتمع الصناعي في القرن التاسع عشر ويمحو تأثير مسيحية العصور الوسطي علي أنماط العلاقات وعلي نظرة المجتمع للنساء . وتتفق الدراستان علي ان الثورة الفرنسية لم تكن هي الحد الفاصل في التغيير الجذري لوضع النساء وانما المجتمع الصناعي هو الذي أعطي للنساء مساوتهن بالرجال الي حد ما.

ربع الأمريكيين لم يقرأوا كتابا واحدا في 2007:

الديمقراطيون أكثر قراءة من الجمهوريين! 

في استطلاع أجرته الأسوشيتدبرس ، أعترف ربع الأمريكيين البالغين أنهم لم يقرأوا أي كتاب طيلة العام الماضي . في حين بلغ عدد الكتب التي قرأها الشخص العادي أربعة كتب سنويا، وبذلك يصبح متوسط قراءة الكتب بالولايات المتحدة العام الماضي بما في ذلك هؤلاء الذين لم يقرءوا شيئا سبعة كتب .

من بين هؤلاء القراء كان المتقاعدون والنساء الأكثر نهما للقراءة ، فيما كانت الكتب الدينية والروايات الشعبية في طليعة الخيارات. وكان متوسط الكتب المقروءة ، تسعة كتب للنساء وخمسة للرجال. و أشارت النتائج أيضا إلي أن الحاصلين علي درجات جامعية كانوا الأكثر قراءة، بينما قرأ الذين تجاوزا الخمسين عاما كتبا أكثر من الأقل سنا .

وقد أشارت النتائج أيضا إلي أن الأمريكيين من الولايات الغربية وفي الغرب الأوسط من المحتمل أن كلا منهم قد قرأ كتابا واحدا علي الأقل خلال العام الماضي . فيما الأمريكيون من الولايات الجنوبية _ الذين مارسوا فعل القراءة _ علي كل حال ، قد سجلوا عددا أكبر من الكتب المقروءة ، خاصة الدينية والراويات الرومانسية _ أكثر من القاطنين بمناطق أخري .

المفارقة التي كشفها الاستطلاع أن هؤلاء الذين شملهم المسح وقالوا أنهم لا يحضرون أيا من الخدمات الدينية، قد قرأوا مرتين ضعف المواظبين علي تلك الخدمات، و في الوقت نفسه قرأ الثلثان الكتاب المقدس والكتب الدينية أكثر من هؤلاء بالفئات الأخري . و حظيت الطبعات الشعبية من الروايات والكتب التاريخية والسير والألغاز بنسبة من القراء قاربت النصف، فيما قال واحد من كل خمسة أنه يقرأ روايات رومانسية.

النوعيات الأخري من الكتب _ بما في ذلك الكتب السياسية والشعر والأدب الكلاسيكي _ لم يذكرها سوي خمسة بالمئة من القراء . وسجلت النساء تفوقا ملحوظا علي الرجال في قراءة كل الفئات الكبري من الكتب عدا التاريخ والسير الذاتية ، الأمر الذي علق عليه خبراء صناعة الكتاب أن ذلك يؤكد ملاحظاتهم أن الرجال يميلون لتفضيل الكتب الواقعية .

ثمة بعض التباين الواضح أيضا بين أنصار الحزبين السياسيين الكبيرين بالولايات المتحدة ، فالديمقراطيون والليبراليون سجلوا عددا أكبر من الكتب أكثر من الجمهوريين والمحافظين .

كانت مبيعات الكتب بالولايات المتحدة قد سجلت تراجعا بالسنوات الأخيرة و من المتوقع أن تظل كذلك لفترة غير معلومة. يّنْسبج المجحلٌلون هذا التراخي للمنافسة من الإنترنت وأشكال الميديا الأخري، علاوة علي الاقتصاد غير المستقر والصناعة الراسخة التي لا تبشر سوي بفرص محدودة في التوسع . و كانت صناعة النشر علي مستوي المبيعات العالمية قد حققت أرباحا بلغت 35.7 بليون دولار ، أو ما يوازي 26 بليون يورو العام الماضي ، بزيادة قدرها 3 % عن العام الذي سبقه ، حسب مجموعة أبحاث صناعة الكتاب ، بمبيعات بلغت 3.1 بليون كتاب بزيادة أقل من واحد بالمئة .

بورك يدخل اعصار كاترينا في أحدث رواياته

قرر الروائي جيمس لي بورك أن يتناول اعصار كاترينا في رواية (انهيار سقف من صفيح) ويرسل الكاتب بورك (70 عاما) وهو صحفي سابق تبرز في كتاباته الالوان المعتمة والروائح الحادة والاجواء الغامضة بطله المشهور الشرطي ديف روبيتشو لانقاذ مدينة نيو أورليانز من الاعصار كاترينا المهلك. وقال بورك في مقابلة عن سبب كتابته رواية تتناول أحداثها الخراب الذي أحدثه الاعصار كاترينا رجل الاخبار الجيد والكاتب الجيد يمنح صوتا لمن لا صوت له . وقال بورك لم أعتزم الكتابة عن الاعصار. لم أشعر انه أمر مناسب. اعتقدت أن القصة أكبر بكثير. ولكن حين طلبت منه مجلة (اسكواير) كتابة رواية عن الاعصار كتب قصة (يسوع يخرج الي البحر) في مارس اذار عام 2006 . والقصة متوفرة علي الموقع الالكتروني للمجلة وهي جزء من مجموعة قصصية تحمل العنوان نفسه. ولكنه في النهاية عاد الي بطله المفضل روبيتشو واصدقائه في روايته الاحدث ضمن سلسلة طويلة لنفس البطل. وقال كان من المفترض أن أروي القصة بأفضل وسيلة من خلال عيون الشخصيات التي عرفتها.. نحن نتذكرها حين نراها في عين كل انسان.

والرواية حافلة بانتقادات غاضبة بسبب رد الفعل غير المناسب من قبل الحكومة الامريكية تجاه الكارثة. وكتب بورك الفصول الاولي من الرواية مثل التقارير الاخبارية تتحدث عن الاف من الضحايا العالقين في المدينة والجثث الطافية علي سطح المياه التي أغرقت الشوارع وعلي الجانب الاخر تحدث عن جنود خفر السواحل ا الذين أنقذوا الآلاف.

كتاب الأمثال الشعبية

صدر في طبعة خاصة بدمشق للكاتب نزار الأسود كتاب بعنوان (الأمثال الشعبية الشامية) ويأتي ضمن سلسلة الإصدارات الشعبية للمؤلف لحفظ التراث الفني من الضياع.

يضم الكتاب الأمثال وحكاياتها،الكنايات الشعبية، الحياة اليومية، ألعاب الأطفال.. مع خريطة توضح المدن السورية الأكثر تداولاً فيها وخريطة أخرى توضح أبعاد كل لعبة على أرض الواقع.‏  

كتاب شامل بالإنكليزية يؤرخ للفن السابع وللإسكندرية 

الإسكندرية، هي عاصمة الثقافة في أرض الكنانة والتي لم تأخذ هذا اللقب من فراغ، فعلى أرضها أنشئت مكتبة الإسكندرية، ومنها ظهر أعلام التنوير الذين أثروا الحياة العلمية والثقافية في البلاد، كما أنها شهدت ميلاد الفن السابع للمرة الأولى في مصر والعالم العربي، حين قصدها الأخوان لوميير صاحبا اختراع السينما عام 1896، إذ قاما بعرض بعض أفلامهما السينمائية الأولى، كما أنهما قاما بإرسال بعثة في العام التالي برئاسة مسيو بروميو لتصوير بعض الشرائط السينمائية في الثغر والعاصمة.

وتحتفل الإسكندرية هذا العام بمرور 100 سنة على صنع أول شريط سينمائي مصري على أرضها هي التي قام المصوران السكندريان من ذوي الأصول السورية والإيطالية عزيز بندرلي وأمبرتو دوريس بتصوير فيلم عن زيارة الخديوي عباس حلمي الثاني للمعهد العلمي في مسجد أبي العباس عام 1897. 

وفي هذا الإطار، أصدرت مكتبة الإسكندرية كتالوغاً باللغة الإنكليزية في عنوان: «ميلاد الفن السابع في الإسكندرية» (Birth of the Seventh Art in Alexandria)، يؤرخ لبداية نشأة السينما في الثغر إلى وقتنا المعاصر، والدور الذي لعبه الأجانب في هذا الموضوع، إضافة إلى فترات المد والجزر التي شهدتها صناعة السينما في المدينة، والإشارة الى الأفلام التي تم تصويرها هناك وأهم السينمائيين والممثلين السكندريين. 

ويتضمن الكتالوغ الذي يقع في 389 صفحة من القطع الكبير، صوراً نادرة لأهم الفنانين والسينمائيين الذين أثروا مسيرة الفن السابع في الثغر، وعرض أفيشات بعض الأفلام ولقطات منها، إلى جانب بعض الخطابات الخاصة بشركات الإنتاج والتوزيع آنذاك. 

ينقسم الكتالوغ الى ثمانية أجزاء، إذ يبدأ أولاً بعرض خلفية تاريخية عن مدينة الإسكندرية وأهميتها الإستراتيجية كبوابة بحرية لمصر تربطها بالعالم الخارجي، وما يستتبع ذلك من تنوع الأعراق والثقافات والحضارات وانتشار التسامح بها، ما جعلها أول مدينة مصرية وعربية تتعرف على اختراع السينما. 

وظهر أثر الأجانب ودورهم في نشأة وتأسيس الفن السابع في الإسكندرية ومصر ومنهم الفيزي أورفانيللي وأمبرتو دوريس وتوجو مزراحي وبريمافيرا وغيرهم ممن بدأوا المسيرة التي أكملها من بعدهم المصريون أمثال عبدالحليم نصر ومحمود خليل راشد ومحمد بيومي رائد السينما المصرية والذي عاش حياته ومارس جل عمله في الثغر. 

وتعد الإسكندرية الشرارة التي انطلقت منها شعلة الفن السابع في مصر، فإلى جانب تصوير أول فيلم مصري على أرضها، أنشئت فيها أول صالة عرض سينمائي باسم «سينماتوغراف لوميير» عام 1897، وتأسست في المدينة أول شركة إنتاج سينمائي في مصر عام 1917 على يد عزيز وكورنيل، وصدرت منها أول مجلة سينمائية متخصصة وأول مؤسسة متخصصة بصناعة السينما والكثير من الإنجازات الأخرى. 

وظلت الإسكندرية عاصمة للفن السابع ومركز ثقل لهذا النشاط في مصر ومنطقة الشرق الأوسط، إذ شهدت نشاطاً سينمائياً كبيراً سبقت به الآخرين، إلى أن انتقلت صناعة السينما بالكامل إلى العاصمة في آخر الثلاثينات من القرن الماضي لعوامل عدة منها الحرب العالمية الثانية وما استتبعها من هرب الأجانب خارج البلاد أو توجههم الى القاهرة، إلى جانب الإمكانات الهائلة التي كانت متوافرة في العاصمة آنذاك وكثرة عدد سكانها مقارنة بالثغر وإنشاء «ستوديو مصر»، وغيرها من الأسباب.

 ويعرض الجزء الثاني من الكتالوغ السينمائيين السكندريين من منتجين ومخرجين ومصورين ومهندسي ديكور وغيرهم. 

حيث كان الرواد في هذا المجال من السكندريين ذوي الأصول الأجنبية أو مصريين جاؤوا من العاصمة والمحافظات الأخرى، إلا أن الأخيرين كانوا يفتقدون المعدات الملائمة، حتى إن معظم الجيل الثاني تدرب في استوديوات أمبرتو دوريس والفيزي أورفانيللي وتوجو مزراحي وإبراهيم لاما. 

ويعد محمد كريم المخرج السينمائي المعروف والذي بدأ حياته ممثلاً، من المصريين الذين يجب التركيز عليهم في هذا الإطار. كريم ولد في القاهرة عام 1886 ولكن انتقل منها إلى الإسكندرية عام 1917 كي يبدأ عمله المهني، إذ مثّل أحد الأدوار في فيلم «شرف البدوي» و «الأزهار المميتة»، إلا أن حماسه جعله يذهب إلى أوروبا وتحديداً إيطاليا إذ قام بأداء بعض الأدوار السينمائية، إلى أن عاد الى مصر مرة أخرى ولكن هذه المرة ليعمل بالإخراج. 

أخرج محمد كريم سينمائية مهمة منها «زينب»، كما أنه أخرج أفلام محمد عبدالوهاب السبعة، وأول من قدّم الفنانة فاتن حمامة الى جمهور الشاشة الفضية، وأول من أخرج فيلماً غير صامت وهو «أولاد الذوات»، وغيرها الكثير. 

ومن السينمائيين الذين تجدر الإشارة إليهم أيضاً، محمد بيومي رائد السينما المصرية والذي قدّم أول فيلم مصري خالص باسم «برسوم يبحث عن وظيفة» عام (1923). 

ويستمر الكتالوغ في ذكر السينمائيين السكندريين الذين أثروا الساحة السينمائية المصرية وعرض مسيرة حياتهم وأعمالهم، ومنهم محمود خليل راشد الذي استخدم للمرة الأولى في تاريخ الفن السابع في مصر الحيل السينمائية في فيلم «مصطفى أو الساحر الصغير»، وتوجو مزراحي والفيزي أورفانيللي وإبراهيم لاما وعمر جميعي وعبد الحليم نصر وتوفيق صالح والمخرج العالمي يوسف شاهين وشادي عبدالسلام، إضافة إلى أسماء البكري وإكرام حجار وعاطف شكري. 

وأشار الجزء الثاني أيضاً الى السينمائيين السكندريين الذين عملوا في الخارج مثل رايموند وروبرت حكيم وريكاردو فريدا وإبراهيم موسى وشيرين الخادم وأوفيديو أسونيتس وأخيراً محمد الفايد. 

ومن السينمائيين إلى الممثلين السكندريين، إذ تم تخصيص الجزء الثالث في الكتالوغ لهؤلاء الذين ساهموا بالأدوار التي أدوها في تشكيل الوعي والفكر المصري. ومهد المسرح الطريق لازدهار السينما في الثغر، فأمدها بالفنانين الذين أصبحوا في ما بعد نجوماً سينمائيين، ومنهم جورج أبيض وفوزي الجزايرلي وحسن فايق وزينات صدقي واستيفان روستي وفاطمة رشدي. 

المجلة العربية للعلوم الانسانية تقدم مجموعة من الأبحاث في عددها الأخير 

 تنوعت موضوعات الأبحاث المنشورة في المجلة العربية للعلوم الانسانية الصادرة عن مجلس النشر العلمي في جامعة الكويت في عددها الأخير اذ اشتملت على بحوث تاريخية وموسيقية ولغوية اضافة الى ملخصات بعض البحوث الأجنبية .

ففي قسم البحوث نشرت المجلة بحثا لاستاذ قسم التاريخ والآثار في كلية العلوم الانسانية والاجتماعية الدكتور أحمد السري بعنوان (المنظور الاسلامي للتاريخ.. 

قراءة في المرتكزات والمنهج) حيث قدم قراءة لكتابات استهدفت التأصيل لما عرف بالمنظور الاسلامي للتاريخ . 

وقدم الاستاذ المساعد في قسم التربية الموسيقية في كلية التربية الاساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب عبدالله المصري بحثا بعنوان (الغناء العربي في ضوء الفكر الموسيقي المعاصر..دراسة مقارنة) حيث عرض تاريخا مختصرا لمسار الغناء العربي والعالمي ومراحل تطور الغناء اضافة الى اهم العلوم الموسيقية .

 اما الاستاذ المساعد في قسم اللغة العربية في جامعة الكويت الدكتور عبدالله الغزالي قدم بحثا بعنوان (المكونات السردية في السيرة الذاتية..كتاب الاعتبار نموذجا) حيث ركز على فحص مكونات السرد في كتاب (الاعتبار) لأسامة بن منقذ من اساليب السرد وأدواته ولغته اضافة الى السارد والمسرود والمسرود له والزمن السردي .

 ونشرت المجلة بحثا لاستاذ اللغة العربية المساعد في الجامعة الهاشمية في الأردن الدكتور عيسى برهومة بعنوان (سيمياء العنوان في الدرس اللغوي) والذي يهدف منه استجلاء العنوان في الدراسات اللغوية وفقا للأنظار السيميائية والأبعاد الدلالية والرمزية والايقونية للعنوان . 

ويعرض استاذ اللغة العربية المساعد في جامعة الكويت هزاع المرشد في بحثه (مبرمان حياته وجهوده النحوية) حيث يتناول حياته كواحد من أبرز النحويين مشيرا الى سبب تمسيته مبرمان فهو محمد بن علي بن اسماعيل وقد لقبه النحوي المعروف المبرد بمبرمان لكثرة ملازمته وسؤاله اياه . 

وقدمت المجلة في باب ملخصات الأبحاث المنشورة بالأجنبية ملخصا لبحث بعنوان (ثقافة اللفت..الفكاهة في كتابات الرحالة الكسندر كينغليك وويليام غيفورد بلغريف) . 

وفي باب مراجعات وعروض الكتب قدمت المجلة عرضا لكتاب الدكتور خليفة الوقيان (الثقافة في الكويت..بواكير واتجاهات) حيث قام بمراجعته وتقديمه الدكتور سليمان الشطي كما قدمت عرضا لكتاب فواز طرابلسي (فيروز والراحبنة..مسرح الغريب والكنز والاعجوبة) قام بمراجعته وعرضه وطفاء حمادي .

 والمجلة العربية للعلوم الانسانية هي مجلة فصلية علمية محكمة تصدر عن مجلس النشر العلمي في جامعة الكويت .

 حضور عربي بالفرنسية في الموسم الباريسي الأدبي 

لا يشذ الموسم الثقافي الفرنسي الراهن عن قاعدته المألوفة: غزارة الإصدارات وبخاصة الإنتاج الأدبي وتحديداً الروائي الذي ستناهز إصداراته هذه السنة 727 رواية، منها 234 رواية أجنبية، مقابل 683 رواية العام الماضي. لدواعٍ تاريخية وسوسيولوجية، وعلى رغم تغطيتها لغوياً لرقعة جغرافية مهمة من العالم، تبقى الآداب العربية على الهامش، وذلك مقابل اللغة الإنكليزية مثلاً، التي سيترجم منها 113 كتاباً، أو حتى الألمانية التي سينقل منها 10 كتب.

 هذه السنة تنزل إلى السوق ستة كتب عربية منقولة إلى الفرنسية، مقابل 3 كتب مترجمة، العام الماضي، عن اللغة العربية، وهو ما اعتبره البعض من أصحاب المهنة والناشرين المحترفين علامة انكسار للجليد، بفعل مساهمة الآداب في المعارض الكبرى وفي أسواق الكتب العالمية مثل فرانكفورت أو المعرض المهني للندن الذي يستضيف في شهر نيسان (أبريل) 20 دولة تمثل العالم العربي. الملاحظ في كاتالوغات الناشرين الفرنسيين، خفة التركيز على التطرف الإسلامي بتياراته المختلفة. وثمة عودة لبعض النصوص إلى القرآن الكريم بغية إنقاذ الرأي العام الغربي من ضلال التأويلات المبتسرة والمسبقة، بعدما خفت حمية التحامل والتهجم على الإسلام والمسلمين. تندرج المحاولة التي قام بها جينوفييف كوبيو ومحمد علي معزي، في هذا السياق، في رد الاعتبار الى الدراسات الإسلامية مع الحرص على تأسيسها على قوام علمي.

 وثمة ظاهرة جديرة بالذكر ألا وهي نزول النساء في شكل ملحوظ إلى مجال الكتابة إما تأكيداً للذات وإما لسرد تجارب العنف والإحباط الجنسي والعاطفي الذي عشناه. لم تعرف الآداب العربية المكتوبة بالفرنسية تراجعاً أو كبوة، بل على العكس، بدأنا نلاحظ ميلاً الى الكتاب باللغة الفرنسية. في الجردة التالية، وهذا عامل ذو أهمية، نلاحظ بداية اهتماماً لدى دور نشر أخرى غير الدور المعتادة بالآداب العربية. 

عن منشورات «سوي» يصدر لأدونيس في ترجمة فرنسية من إنجاز حورية عبدالواحد، الجزء الأول من «الكتاب» الصادر بالعربية عام 1995. ومن المرتقب أن يصدر الكتابان الآخران تباعاً. عن منشورات «آكت سود» تصدر في ترجمة لإيف غونزاليس كيخانو وفاروق مردم بك، ترجمة لديوان محمود درويش «ذاكرة للنسيان، الزمان: بيروت، المكان: يوم من أيام (أغسطس) 1982». 

وعن منشورات «آكت سود» أيضاً تصدر للروائي اللبناني إلياس خوري ترجمة لرواية «كما لو كانت نائمة» وكذلك «رائحة من الجنة». جمال محجوب الروائي السوداني تصدر له بالانكليزية عن الدار نفسها رواية في عنوان «أعالٍ إلى الهاوية». وعن منشورات «سوي» صدرت للروائي اللبناني بالفرنسية شريف مجدلاني روايته الثانية في عنوان «خان المسافرين». المهدي عميس تصدر له لدى «ليو شير» رواية في عنوان: «الموت جميل». ليلى مروان صدرت لها رواية «الحياة الجنسية لمتطرف إسلامي في باريس» ومن المرتقب أن تكون الرواية محط جدل نقدي مفتوح. جان-بيار ميليكام الذي اختار منذ سنين المغرب معين تخييل لأحداث رواياته صدرت له رواية جديدة في عنوان «إسماعيل». عن منشورات سوي يصدر «مضيق الجزائر العاصمة» للروائي لوي غارديل. «أميرة ليباتنيول» من توقيع كارول داغر، تصدر عن منشورات «لوروشي». 

«البذرة السحرية»، حكايات وأمثال قبائلية لطاوس عمروش، يعاد نشرها لدى «لاديكوفيرت». وصدرت لسامية سراج الدين رواية مترجمة عن الإنكليزية لدى «أفي داي»، عنوانها «بيت القاهرة»، وهي سيرة ذاتية نقرأ من خلالها التاريخ المصري الحديث. ليلى الشلابي أصدرت عن منشورات «ل-س-د ميدياسيون»، رواية في عنوان «زوجان على الهامش»، وتروي فيها حكاية حب بين مغربية وفرنسي. سيسيل أم هاني صدرت لها عن منشورات «لوب» رواية «أبعد من الليل» ولياسمينة الطرابلسي رواية عن «ميركير دو فرانس»، في عنوان «مرار». وفي عنوان «الطر»، تصدر ياسمين غاتا روايتها الثانية لدى «فايار». «أنا راحلة دوماً» رواية من تأليف الجزائرية مريم لحسن، وفيها عودة الى حياة يشوبها التمزق والعنف: أم جزائرية اغتصبها جندي فرنسي خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر. مريم ثمرة هذا الاغتصاب. وقبل أن تبلغ السادسة، تتخلى عنها والدتها وينتهي بها المسار إلى فرنسا والزواج من فرنسي. 

أما في الدراسات التاريخية، السياسية والاجتماعية فتصدر 568 كتاباً لباحثين فرنسيين وعرب. وخصت مجلة «العالم الإسلامي والمتوسطي» العراق بملف موضوعه «آفاق العراق» وساهمت فيه مجموعة من المؤرخين والباحثين في الشأن العراقي. كتاب «اللااندماج» الصادر عن منشورات «جان-كلود لاتيس» بحث يتناول التفتت الذي تدعو اليه السلطات الفرنسية والمهاجرون على حد السواء. «القاعدة في طريق غزوة المغرب العربي: الإرهاب على أبواب أوروبا» كتاب من تأليف ماتيوه غيدير صدر عن منشورات «السياسة الخارجية»، يتناول التهديدات التي يشكلها تنظيم القاعدة، الجناح المغاربي، على هذه الدول. فما لم تنجح حكومات هذه الدول في إنجازه (وحدة المغرب العربي) نجحت هي في تحريكه. عن منشورات «لوكافالييه بلو» صدر بحث سياسي عن المغرب من توقيع بيار فيرميرين. ويصدر لهنري لورانس عن منشورات «فايار»، الجزء الثالث من «القضية الفلسطينية 1947-1967: تحقق النبوءات». وعن فلسطين أيضاً صدر لهوبير حداد كتاب في عنوان مقتضب «فلسطين». الصحافية المغربية زكية داود أصدرت بحثاً في عنوان: «المغرب، سنوات الرصاص (1958-1988)، تاريخ مقاومة». عن منشورات «هوي-ليزيفلين»، «المعاهد الاستعمارية وإفريقيا، 1893-1940: الطموحات الوطنية، التفوقات المحلية»، من تأليف لوران مورلاندو، صدر عن منشورات «كارتالا»، «الحرب على المهاجرين: الكتاب الأسود لسبتة ومليلية» كتاب جماعي يصدر عن مجموعة ميكراوروبا ولدى الناشر سيلابس. ويصدر جان لو سمعان، الباحث في المعهد الفرنسي للتحليل الاستراتيجي في باريس، كتاباً في عنوان «تحولات حزب الله» (منشورات كارتالا). وينصب البحث على دراسة تصورين متناقضين: التصور الأميركي الذي ينظر الى «حزب الله» على أنه مجموعة من الإرهابيين، والتصوّر الثاني الذي يرى طابع المقاومة الذي يميز سياسة الحزب. 

عمر السمؤلي يصدر عن منشورات «لارماتان» بحثاً في موضوع «التقاعد والشيخوخة للمهاجرين في فرنسا». جورج قرم يصدر عن منشورات «لاديكوفيرت» بحثاً بعنوان: «المسألة الدينية في القرن الحادي والعشرين: الجغرافية السياسية وأزمة الحداثة». عن منشورات «لاديكوفيرت» دائماً تصدر ترجمة «العقل السياسي بين الأمس واليوم» لمحمد عابد الجابري. «أسباب عدم الخوف من الإسلام» بحث لسمير خليل عن منشورات «ليبريس دو لا رونيسانس».

 وقد يكون كتاب يوسف كرباج وإمانويل تود «موعد الحضارات» أهم حدث علمي مميز خلال الموسم الجديد. ويندرج هذا البحث في مجال الجغرافيا والجغرافيا البشرية، وطموحه التشديد على أهمية أو ضرورة الآخر في أية حضارة. فمن دون هذا الآخر، لا معنى للحضارة ولرسالتها.

 «دلعون» سفر المثقف العربي أخطر من تهريب السلاح

  تتمحور رواية نبيل سليمان الجديدة «دلعون» حول علاقة المثقف المعارض برجل الأمن والدوائر الرسمية، فبطل الرواية هو الكاتب المعارض دريد اللورقي، وبطلة الرواية هي ابنة خاله الناقدة والمناضلة المنفية بسيمة، وفي المقابل تتعملق صورة جابر العتعوت الأخ للمناضلة ورجل الأمن الذي يخشاه الجميع.

ومن خلال أقطاب العائلة الثلاثة تتبلور اللعبة الروائية لترسم واقع المثقف العربي مبدعا كان أم سياسيا في علاقته المأزومة مع السلطة، تلك العلاقة المبنية على القهر والتوجس التي تتدنى من شأن المثقف اجتماعيا، وتربكه نفسيا، فيتلاشى أثره المفترض، وتنكسر أحلامه تحت وطأة التهديد والذعر، وقد صدرت الرواية هذا العام عن دار الحوار في اللاذقية، وهي تتألف من ثلاثة فصول موزعة على 247 صفحة قطع متوسط. أولى الشخصيات التي تقدّمها الرواية هي شخصية الكاتب دريد اللورقي، وهي شخصية محورية ومفتاحية، فمن خلال تاريخها وتجربتها وعلاقاتها وذاكرتها تتقدم وتتبلور الشخصيات الأخرى، وفي بنيتها الداخلية يتماهى صوت السارد الخارجي تارة وصوت المؤلف تارة أخرى،  

مما يجعلها في بعض جوانبها تستعين بسيرة المؤلف الذاتية إلى حد ما، واللورقي كما تصفه سطور الرواية هو الأستاذ الجامعي الشهير باليساري والملحد والمتحلل، عمل في شبابه على توحيد صفوف اليسار، وحمل الدكتوراه من يسوعية بيروت، ولم تسمح له الجهات الأمنية بالعمل من داخل الملاك الجامعي فعمل من خارجه، بعدها سافر إلى الإمارات ودرّس في جامعة الشارقة لمدة خمس سنوات، ثم عاد إلى وطنه ليتفرغ لكتابة الرواية والمقالات.

ظروف هذا الكاتب، هواجسه، أحلام يقظته وتداعياته هي المفاتيح التي تستحضر الشخصيات الأخرى، وباستثناء رجال الأمن فإن أغلب الشخصيات الحاضرة ينتمي إلى النخبة المثقفة والمسيّسة، وكلها ضحايا للقمع والقهر،

ومع أنها كذلك لا يقدمها الراوي بصورة مثالية مغسولة من الأخطاء، بل يقدمها بسلبياتها، بمناطق ضعفها وارتكاساتها، وتحتل تجربة النساء المسيسات مساحة كبيرة في هذا السياق، واللافت هنا أن علاقة الكاتب المثقف (اللورقي) بأغلب نساء الرواية هي علاقة قائمة على الشهوة ومأخوذة من زاوية نظر وحيدة هي زاوية الجسد، علاقات عابرة وسريعة ومدانة في بعض الأحيان كعلاقته بخالته أو علاقته بزوجة أخيه،

وهذه العلاقات تستدرج الكثير من المشاهد والتوصيفات الجنسية التي يوردها الكاتب دون تورية، أما الشخصية النسائية الأهم فهي ابنة الخالة الجميلة بسيمة العتعوت التي هربت من جامعة حلب والتحقت بالمقاومة الفلسطينية صيف 1982، ولقبت نفسها باسم أمها دلعون، وتزوجت الفلسطيني معاوية قدور، وأنجبت غسان، عاشت مدة في موسكو ومدة في النرويج،

 ثم انتقلت للتدريس في جامعة الشارقة حيث التقاها الكاتب وشُغف بها، وفي هذه الشخصية التي تتربع على عرش الذاكرة والمشاعر في النصف الأخير من الرواية يتماهى صوت الكاتب الداخلي وصوت الناقد اللاذع بصوت الأنثى الحلم حين تقول في الصفحات الأخيرة: «لا أنت حر ولا أنا حرة، أنت ترش في كتابك وفي حديثك بهارات من البذاءة، ماركة مغشوشة.

لغتك يا دريد مثل لغتي فقيرة ومخصية، أكابرية ومتعالية، وهي ليست لغة الحياة أيها الكاتب الميت، هذه لغة لا تحس بالكون» (ص238). تبدأ الحكاية من اللورقي وهو يستعد للسفر إلى الشارقة بناء على دعوته للمشاركة في معرض الكتاب، والرحلة يتخللها لقاء الروائي بأصدقائه القدامى ومحاضرة يلقيها حول الدكتاتور في الرواية العربية،  

وهي تنتهي بتوقيفه في مطار دمشق لمدة يوم وعدد من اللكمات تصيب ظهره بآلام مبرحة وتطرحه في الفراش، ومحطات هذه الرحلة القصيرة التي لا تتعدى الأيام تفتح الذاكرة على عمر بأكمله: سنوات الطفولة والشباب، مرحلة المد اليساري والحماس والنضال السري، الاقتتال ما بين السلطة وجماعة الإخوان المسلمين،

الرفاق الذين اعتقلوا وأؤلئك الذين فروا وعاشوا في المنافي والذين تتقاطع تجاربهم مع تجارب عرب آخرين منفيين، تنفتح الذاكرة على هدي التداعي وتعانق أحلام اليقظة دون تسلسل للأحداث المتفرعة أو تحديدات زمنية أو مكانية صارمة،

 تنفتح عبر الإشارات والإحالات والتقديم والتأخير، لترسم معالم مرحلة الحلم بتغيير الواقع العربي والدفع به نحو الأمام، مرحلة انتهت بهزيمة نكراء على كافة الصعد والمستويات، وانتهت بردات وانتكاسات خطيرة شملت معظم رفاق الدرب.

إذن هي رحلة تستدرج رحلة أخرى في أعماق الكاتب وماضيه، في ظروف حياته وإشكالاته ومناطق ضعفه في زمن يتشظى ما بين ذهاب الذاكرة وإيابها على وقع تداعيات تفرضها ملابسات اللحظة الراهنة، رحلة تختلط فيها الصور والأمكنة،

وتتعدد فيها مستويات اللغة ما بين الشعري والفصيح والمحكي البذيء، وفي كل مفاصل هذه الرحلة المرهقة كان ولا يزال واقع الكتاب شاهدا على الحصار المفروض حول المثقف، فكما يقول اللورقي: «انتقال الكتاب بين بلاد العرب أصعب وأخطر من تهريب السلاح» (ص97).  

إعلان القائمة القصيرة لجائزة البوكر :

هل يحصل ماكيوان علي الجائزة مرتين ؟ 

ربما يصبح الكاتب الإنجليزي ايان ماكيوان الحائز علي جائزة البوكر عام 1998 عن روايته أمستردام ، ثالث روائي يحصل علي المان بوكر للمرة الثانية ، بعد وصوله للقائمة القصيرة للجائزة ، والتي أعلنت ظهر الخميس الماضي عن روايته الأخيرة علي شاطئ تشيزيل الصادرة عن دار جوناثان كيب .

وقد جاء هذا الترشيح رغم ما قد يثيره من اندهاش بالأوساط الأدبية الذي يرجع لضآلة حجم الرواية التي لا يتجاوز عدد صفحاتها المائتي صفحة ، والتي ساد انطباع عام بشأنها باعتبارها رواية قصيرة نوفيلا أكثر منها رواية .

وبذلك ينضم ماكيوان للقائمة القصيرة التي تضم الستة الكبار وهم نيكولا باركر التي لاقت روايتها أشباح ، وهي رواية معاصرة تدور في يوم بمدينة آشفورد ، استحسانا شعبيا ونقديا . و الكاتب النيوزلندي لويد جونز بروايته الجديدة السيد بيب عن الفترة التي تلت فرض بابوا غينيا الجديدة علي جزيرة بوجاينفيل ، والتي حققت حسب موقع أمازون ، أعلي نسبة زيادة بالمبيعات من بين كل الروايات الثلاثة عشرة التي سبق واختيرت بالقائمة الطويلة لجائزة البوكر .

تضم القائمة القصيرة أيضا الكاتبة الأيرلندية آن إنرايت بروايتها الرابعة الجمع التي تحكي قصة أفراد عائلة هيجارتي ، والهندية إندرا سينها والتي تصور روايتها حيوانات البشر عشيرة هندية يجري تدميرها علي يد شركة كيماويات أمريكية . فيما تناهض رواية الكاتب الباكستاني محسن حميد الأصولي المعارض خلفية الاضطرابات السياسية التي تلت هجمات الحادي عشر من سبتمبر علي مركز التجارة العالمي ، وقد وصف جوناثان روبين بمكتبة فويليس الرواية بالمذهلة ، وهي خياري للفوز .

ربما يكون حكام جائزة المان بوكر قد عادوا لأرضية أكثر أمنا باختياراتهم الأخيرة بالقائمة القصيرة ، بعد القائمة الطويلة الرحيمة والمدروسة المحكمة _ ثلاثة عشر رواية في مقابل الثمانية عشرة المعتادة ­ فكما أدرجوا الكاتب المفضل بالمراهنات الأدبية ماكيوان ، أغفلوا الروائيين الأربعة الذين يكتبون للمرة الأولي بالقائمة القصيرة ( بيتر هو ديفيز ، نيكيتا لالواني ، كاثرين أوفلينٌ ، وتان طوان إنغ ). فيما كانت آن ويلسون هي الكاتبة البارزة الوحيدة التي جري تجاهلها بالقائمة القصيرة ، و التي سبق أن اجختيرت بالقائمة الطويلة عن البورتريه الروائي لهتلر : ويني والذئب .

وقد اعترف رئيس لجنة التحكيم بالجائزة هذا العام ، هوارد ديفيز ، بأن اختيار قائمة قصيرة مما اعتبر علي نطاق واسع قائمة طويلة مغامرة ومتواطئة ، كانت عملية قاسية . وأضاف نأمل أن تحظي اختياراتنا التي جرت بناء علي استعراض متأن متحمس ، باهتمام واسع .

تضم لجنة التحكيم لجائزة المان بوكر بدورتها التاسعة والثلاثين ، والتي تبلغ قيمتها خمسون ألف جنيه إسترليني ، إلي جانب ديفيز ، الشاعر ويندي كوب ، وجيلز فودين نائب المحرر الأدبي السابق بعدد السبت من الغارديان ريفيو ومؤلف ملك اسكتلندا الأخير ، وكاتب السير والناقد روث سكيور ، علاوة علي الممثل والكاتب إموجين ستوبس .

إذا فاز ماكيوان بالجائزة سيصبح ثالث كاتب يفوز بها مرتين بعد ج.م.كوتزي ( الذي حصل عليها مرتين عن حياة وأوقات مايكل ك. والخزي ) وبيتر كاري ( التاريخ الحقيقي لكيلي غانغ و أوسكار وليوسيندا ) . وسيعلن قرار الحكام يوم الثلاثاء السادس عشر من أكتوبر أثناء حفل خاص بمراسم توزيع الجائزة بالجالدهال ، لندن .

كتب جديدة عن الإسلام بعد أحداث 11 سبتمبر

خصصت جريدة "لوموند" الفرنسية صفحتين كاملتين من ملحقها الثقافى الأسبوعى الصادر يوم 7 سبتمبر 2007 للكتب الصادرة حديثا، أو التى صدرت قبل فترة وجيزة، حول الإسلام وقضاياه. 

وكتاب جان بول رد "تصادم الديانات" "462 صفحة" كان من بين هذه الكتب، وفيه يستعرض الحروب والنزاعات التى قامت بين الإسلام والمسيحية، وفى خاتمته يقول: "من المحتمل أن ينتصر الإسلام على المسيحية ذلك أن المسلمين يأملون، بل هم يعتقدون أنه باستطاعتهم فرض الشريعة على البلدان الغربية المسيحية. 

وقد يتمكن الإسلام من التغلغل فى المجال الهائل الاتساع الذى تسيطر عليه جموع متزمتة ومتعصبة له". ويرى جان بول رو أن تزايد أعداد المهاجرين، قد تساعد الإسلام على الانتشار والتوسع لكى يصبح الديانة الأولى على الأراضى الأوروبية. وفى النهاية، يتمكن من التغلب على المسيحية والانتصار عليها. 

وفى كتابهما: "موعد الحضارات"، يعارض كل من يوسف كورباج وإيمانويل تود الأفكار التى جاء بها جان بول رو فى كتابه "الآنف الذكر" ويقولان بأن "العالم الإسلامى دخل مرحلة يمكن أن تسمى بمرحلة الثورة الديموغرافية والثقافية والذهنية التى ساعدت فى الماضى المناطق المتقدمة راهنا على النهوض والتطور.. 

ويقدم المؤلفان أدلة واضحة ودقيقة على ما يطرحانه من أفكار وآراء، محاولين بذلك التأكيد على أن العالم الإسلامى "ماض إلى الأمام فى طريقه إلى الحداثة والتطور". لذا هما يرفضان "تصادم الحضارات" الذى جاء به الأمريكى هنتنغتون، ويدافعان عما سموه بـ"موعد الحضارات". 

وأما الحركات الأصولية، فإنها بالنسبة للمؤلفين، لا تعدو أن تكون "مظاهر عادية للغاية فى فترات التحول الكبرى". 

ويشيران إلى أن الإرهاب الأصولى الذى أصبح يخيف العالم بأسره راهنا، "ليس كما يدعى البعض دليلا على الانكفاء والارتداد، وإنما هو "مبشر بحداثة سوف تزعزع العقول فى البداية، لكنها ستحقق فى نهاية المطاف سلاما دائما بين المسلمين والعالم".

وقد علقت جريدة "لوموند" على كتاب: "موعد الحضارات" قائلة: "لكن ثمة مفارقة أخيرة. 

فبعد أن تنتهى من قراءة كتاب يوسف كورباج وإيمانويل تود، تتوارد إلى أذهاننا الفكرة التالية وهى المؤلفان يتقاسمان مع هنتنغتون، عدوهما اللدود، نفس الفرضية الأثنو-مركزية التى تضع الغرب فى مقدمة التاريخ الإنسانى برمته. 

وبحسب مقاييس حسابهما الديموغرافي، والذى هو فى الآن نفسه عنيدا وساذجا، فإن أوروبا هى الأفق النهائي، والقوة المنقذة التى تقود المناطق الإسلامية باتجاه "الحداثة الذهنية". من هنا هذه الحصيلة التى يقدمانها، والتى هى إيجابية فى مجملها، ليس فقط عن الستالينية الروسية "نسبة إلى ستالين" وإنما أيضا للاستعمار الفرنسي، مستشهدين بتأثير الأولى على بلدان آسيا الوسطى، وبتأثير الثانية على بلدان المغرب العربي...". 

وفى كتابه "القديس لدى السلطان" الصادر عن دار "SEUIL"، يقدم جون تولان صورة مفصلة عن اللقاء بين عالم اللاهوت الإيطالى "FRAN?OIS D’ASSISE" وسلطان مصر مالك الكامل. وقد تم هذا اللقاء فى شهر سبتمبر/أيلول عام 1219. وقتها كان الصليبيون يراوحون مكانهم فى الرمال التى تحيط بمدينة دمياط والتى كان المصريون يدافعون عنها بشجاعة وثبات. 

وقد استطاع فرانسوا داسيز أن يقطع الخطوط الفاصلة بين المتحاربين ليصل أخيرا إلى مقر إقامة السلطان مالك الكامل.

 وفى البداية، قام الحراس المصريون بضرب رجل اللاهوت المسيحي، وتعذيبه، غير أن كل هذا لم يثنه عن عزمه ربما لأنه كان يريد أن يكون "شهيد المسيحية فى بلاد المسلمين". وللتأكيد على ذلك، اقترح على السلطان المصرى أن يرمى بنفسه فى النار..

وفى النهاية، يستخلص المؤلف أن فرانسوا داسيز ذهب إلى مصر كداعية للسلام بين المسيحيين والمسلمين. وكان يرغب فى وضع حد للحروب الصليبية المدمرة التى كانت تحرق الأخضر واليابس فى ذلك الوقت..

 وبمناسبة مرور ستة أعوام على أحداث 11 سبتمبر 2001، أصدر المفكر المعاصر أوليفييه روا، كتابا حمل عنوان: "الهلال والفوضى"، وفيه قدم أدلة قاطعة ودامغة عن الفشل الذريع الذى منى به الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش، وإدارته التى يسيطر عليها "المحافظون الجدد فى محاربة الإرهاب الأصولى وفى نشر الديمقراطية فى البلدان العربية والإسلامية. 

ويقول أوليفييه روا إن الأمريكيين منيوا بهزيمتين بعد أحداث 11 سبتمبر 2001. الهزيمة الأولى تمثلت فى اندحار أطروحات المحافظين الجدد، وتفتتها أمام أحداث الواقع العالمي، والعربى الإسلامى بالخصوص. وأما الهزيمة الثانية، فتجلى من خلال الصعود المدوى لإيران التى يحكمها رجال الدين منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي، وتعدد النزاعات داخل العالم العربى الإسلامى والتى تقوم منظمة "القاعدة" بزعامة أسامة بن لادن باستغلالها لفائدتها.  

وقد علقت جريدة "لوموند" على هذين الهزيمتين قائلة: "إن الهزيمتين اللتين منيت بهما الولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن تأخذا كما لو أنهما هزيمتان بالنسبة للغرب. وهما بطبيعة الحال مرتبطتان.

 وفى اعتقادنا إن الإستراتيجية الأمريكية فى مأزق ذلك أن المحافظين الجدد فرضوا رؤيتهم الأيديولوجية على العلاقات الدولية.

وتقوم هذه الرؤية على خطأين فى التحليل: الخطأ الأول يتمثل فى مفهوم "الحرب الشاملة ضد الإرهاب" وجعل العراق المحور الأساسى لهذه الإستراتيجية.

 العدد الجديد من سلسلة عالم المعرفة يتناول موضوع اللغة والهوية

 صدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب اخيرا العدد الجديد من سلسلة عالم المعرفة بعنوان (اللغة والهوية..قومية - اثنية - دينية) للكاتب جون جوزيف وهو استاذ علم اللغة التطبيقي بجامعة ادنبرة. 

ويتناول الكتاب الذي ترجمه للعربية الدكتور عبدالنور خراقي من خلال ثمانية فصول العلاقة المعقدة بين الهوية القومية والاثنية والدينية لجماعات كلامية داخل المجتمع وطبيعة اللغة التي يتحدثون بها. 

وشدد الكاتب على ضرورة ان تشكل الهوية الجزء الاهم في اي دراسة اكاديمية ميدانية تجري حول اللغة اذا ما اريد للنظرية اللغوية ان تتطور وتعاد اليها نزعتها الانسانية. 

ويتبنى الكتاب هذا الطرح الاجتماعي الايديولوجي لدراسة اللغة ويرى ان الاهتمام يجب ان ينصب على الظروف التي وجدت فيها اللغة وعلى الاسباب التي عملت على تطويرها وسبل تلقينها واستعمالها لانه سيساعد على استيعاب الخلفيات التاريخية لهوية لغة ما مثل اللغة الصينية او الانجليزية او اللغة العربية. 

وذكر الكاتب في خاتمة كتابه انه حاول تقديم نظرة شاملة عن كيفية تشكل الهويات القومية والاثنية والدينية عبر اللغة وكيفية تشكل اللغات عبرها وكيف ان فهم اللغة اصبح جزءا من علم اللغة الحديث. 

وعالم المعرفة سلسلة شهرية تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب منذ عام 1978.

 جون بيرغر.. رسائل إلي المقهورين 

تنطلق هذه الرسائل الخاطفة، أو الوصايا الموجزة، من أكثر بؤر العالم توترا واستعصاء علي الحل: فلسطين، بغداد، وحتي لندن باعتبارها مدينة تعرضت لتفجيرات السابع من أيلول (تموز) عام 2006 ولا ينسي المؤلف مدينة نيو أورليانز الأمريكية التي تعرضت لأعصار كاترينا.

جون بيرغر يلقي الضوء علي ما وراء الظواهر والأحداث التي تعصف بالعالم المعاصر لاكتشاف معانيها الخبيئة وأنماطها المختلفة وتقاطعات السياسي والشخصي في إدارة الأزمات. مؤلف الكتاب باحث وروائي وناقد فني يهتم بأبرز ظواهر العصر الحديث كالحرب والمنفي واللجوء ويتعاطف بشكل خاص مع الفقراء والمهمشين والمطرودين والهاربين الذين (يبحثون عن ثغرات في الحيطان العالية) كما يصفهم في هذا الكتاب، كي ينفذوا منها، بل أولئك الذين يبدون استعدادا للاستشهاد من أجل مبا دئهم. ويضع نصب عينيه مشاكل العالم الثالث أيضا، ومن ضمنه، طبعا، العالم العربي. تحدث بيرغر، مرة، في حوار عن منفاه وهو الإنكليزي القح الذي غادر بلده إلي الجنوب الفرنسي بالقول: "لماذا غادرت انكلترا؟ لعلني أدركت غريزيا، ومنذ سن مبكرة، أن المنفي هو أعمق تجارب عصرنا. لي موقفان من المنفي. أري النفي بمعناه الأوسع علي أنه أكبر المآسي في عصرنا. لكني، من جهة ثانية، لست أستطيع أن أري المنفيين علي أنهم مجرد ضحايا. إنني أتماهي مع المنفيين بما هم قوة فاعلة وإيجابية في عالمنا. وربما كان وسط المنفيين هو الوسط الوحيد الذي يفهم العالم المعاصر والتاريخ المعاصر".

لبيرغر عشرات الكتب والدراسات والمقالات لم يترجم منها سوي مقالات مختارة صدرت في كتيب بعنوان (وجهات في النظر) ترجمها فواز طرابلسي عام 1990 عن مركز الأبحاث والدراسات الاشتراكية في العالم العربي بدمشق.

الكتاب بالإنكليزية كَتبَه بيرغر بين سنتي 2001 و2006.

آلان جرينسبان في "عصر الضجة"

صدر  كتاب آلان جرينسبان  بعنوان عصر الضجة". تتسم الكلمات التي اختارها جرينسبان في كتابه الجديد بالحذر والاتزان وهو المسار الذي اتبعه عندما شغل المنصب العالي كمدير بنك الاحتياط المركزي الأمريكي. ينتقد جرينسبان في كتابه سياسيات الرئيس بوش الاقتصادية. كما أنه لا يترقب مستقبلا اقتصاديا مزدهرا في السنوات القادمة.

يتخذ جرينسبان في كتابه موقفا سلبيا اتجاه السياسية الاقتصادية للرئيس بوش والحزب الجمهوري الذي شكل الأغلبية في الكونغرس الأمريكي حتى أواخر العام الماضي. يتهم  جرينسبان بوش وأعضاء الحزب الجمهوري  في كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ الأمريكي بالتغاضي عن المبادئ الجمهورية التقليدية وصرف الأموال التي لا يمتلكوها. مما أدى إلى صرف فائض الميزانية التي ادخرته الحكومة خلال سنوات حكم الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون، وخلق عجزا كبير وسريعا في ميزانية الدولة.

أما جرينسبان فقد تلقى انتقادا لاذعا من قبل أعضاء الحزب الديمقراطي في بداية سنوات حكم بوش.  أتهم الحزب الديمقراطي جرنسبان بإساءة استخدام منصبه كمدير بنك الاحتياط المركزي وذلك عندما نصح الكونغرس بتخفيض الضرائب، وهذا ما أراده الرئيس بوش في ذلك الوقت. وفي مقابلة مع الصحفية الأمريكي ليسلي ستال في برنامج "ستون دقيقة" على شبكة سي.بي.اس. التلفزيونية صرح جرينسبان أن تخفيض الضرائب لم يكن المشكل الأساسي في ذلك الوقت، وأن الرئيس بوش لم يمارس الضغوط عندما تمكنت الحكومة من تصحيح عجز الميزانية بواسطة رفع نسبة الضرائب وتخفيض الانفاق.

"كانت السياسة الاقتصادية للرئيس بوش مبنية على الاقتراحات التي قدمها خلال حملته الانتخابية. وهذه الاقتراحات جاءت في وقت كان هناك فائض كبير في الميزانية. ولم تتغير السياسة الاقتصادية منذ ذلك الوقت بالرغم من انفاق كل الفائض وظهور العجز" 

الصحفية: هذه سياسية اقتصادية صارمة

جرينسبان: لا أدري إذا كانت صارمة لكنها سياسة خاطئة. 

وينفي البيت الأبيض الانتقادات التي وجهها جرينسبان في كتابه.  يتمتع جرنسبان بتقدير واحترام الرئيس الأمريكي بوش كما صرح المتحدث باسم البيت الأبيض. ولكن الرئاسة الأمريكية لا تلوم نفسها بسبب عجز الميزانية الذي بدأ بالظهور بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وحروب مكافحة الإرهاب التي شنتها أمريكا في أفغانستان والعراق.

 يبقى جرينسبان من البارزين في الحزب الجمهوري. ويأتي انتقاداته للرئيس بوش معاكسة تماما إذا ما قارناها بإعجابه للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتون. يقول جرينسبان: 

"بالرغم من أنني من الجمهوريين, لا بد من أن أعترف أن كلنتون كان رئيسا استثنائيا وفعالا."

 يشترك كلا كلنتون وجرينسبان بدقتهما واعجابهما بالمعلومات المفصّلة. يقول جرينسبان أنهما من "أكلي الملفات" أي أنهما من الذين يدرسون المسائل بعمق ويتمعنون بأدق التفاصيل. ويعتقد جرينسبان أن الرئيس كلنتون كان أذكى الرؤساء الأمريكيين الخمسة الذين عمل معهم، وهم (نيكسون، فورد، ريجان، كلينتون وبوش). كما صرح جرينسبان للصحفية أن هيلاري كلنتون مؤهلة للرئاسة.وأضاف: 

"أعتقد أنها مؤهلة دون شك. السؤال الذي يطرح نفسه إذا كانت هي المرشح الأكثر ملائمة للمنصب؟.

 الصحفية: وهل هي المرشحة الملائمة للمنصب؟ 

جرينسبان: أميل لانتخاب مرشح من الحزب الجمهوري. 

ويتطرق جرينسبان إلى مواضيع اقتصادية في كتابه. يعتقد جرينسبان أن أزمة القروض العقارية ما زالت في بدايتها. ولكنه أيضا يعتقد أن الاقتصاد سوف يتحسن على المدى المتوسط ويتمكن من استيعاب الأزمة. وأوضح قائلا:

"سنتمكن من الخروج من مأزق القروض، كما تمكننا من الخروج منها في السابق. هذه الأزمة تعكس ظاهرة سلوك  بشري سوف يزول. سوف تهبط الحمى التي تسيطر الآن و تسترجع الأسواق نشاطها المعتاد". 

ولكن جرينسبان المخضرم يتخوف من ظاهرة التضخم المالي على المدى الطويل. ومن المتوقع أن يعلن خليفة جرينسبان مدير بنك الاحتياط المركزي الحالي بين بيرنانكه عن تخفيض نسبة فائدة القروض بهدف الحد من ظاهرة التضخم المالي. 

جن وجنون وجريمة

صدر للكاتب العراقي خضير ميري المقيم بالقاهرة رواية "جن وجنون وجريمة" التي اقتحم بها عالما جديدا وهو عالم المجانين في أحد مستشفيات بغداد وبالتحديد في عام 1991 زمانيا بأحداثه المروعة التي تكشف عن لا معقوليتها بعد العدوان علي العراق.

وتتناول الرواية حكاية حب مجنونة بين دكتور يحرق الجامعة التي يدرس فيها ذات يوم ايمانا منه بفكرة موت الجامعة فيتم ايداعه في المصحة النفسية والعقلية أسوة بشرقية الشخصية الروائية الثانية التي كانت تعاني من ظروف اجتماعية قاهرة من جراء استعباد زوجة الأب لها ودفعها الي الانحراف بالقوة فينتهي بها المطاف بان تحتج علي وضعها المزري هذا وتذهب الي وسط المدينة وتنزع ملابسها كاملة وتغتسل بنافورة ماء عمومية وهكذا تعلن انتمائها الي الجنون رسميا.

وتعتبر الرواية مشبعة بالرموز الخصبة والتاويلات المتعددة الا انها تريد أن تعرض لنا العالم بصورة مقلوبة فتكون حالات الجنون المتطرفة تعبيرا عن واقع العراق الأكثر تطرفا، كما أن وشائج قربي تربط هذا العالم العراقي الفريد بعوالم (فرانس كافكا) علي اقل تقدير فيما يخص اهتمام كلا الروائيين بالحشرة تعبيرا عن مسخ العالم الا أن رواية ميري تدل كذلك علي شعور ابطالها بلا جدوي العالم او خلوه من المعني حين تودع الخنفساء في دورق زجاجي وتبقي طوال الرواية وهي تحاول الصعود علي زجاج الدورق من دون جدوي.

رواية جديدة لكاتب لفق روايته السابقة

أعلنت دار نشر هاربر كولنز انها ستنشر رواية جديدة للكاتب جيمس فري الذي اعترف انه لفق أجزاء رئيسية من كتابه مليون قطعة صغيرة A Million Little Pieces الذي حقق أفضل مبيعات والذي يروي فيه قصة ادمانه المخدرات والخمر.

وقالت هاربر كولنز التابعة لمؤسسة نيوز كورب التي يملكها قطب الاعلام روبرت مردوخ انها ستنشر رواية فري صباح مشرق ساطع Bright Shiny Morning في صيف 2008. ولم تذكر تفاصيل أخري بشأن الرواية.

وقال جوناثان بورنهام النائب الاول لرئيس هاربر كولنز في بيان "جيمس فري كاتب موهوب بشكل رائع كتب رواية غير عادية ومبتكرة.. وهو يتمتع بسعة الافق والطموح." وكان فري، حسب رويترز، اعترف في كانون الثاني (يناير) من العام الماضي انه لفق أجزاء رئيسية في كتابه "مليون قطعة صغيرة" الذي حقق أفضل مبيعات لكتاب غير روائي في الولايات المتحدة في عام 2005 بمبيعات تجاوزت 1.7 مليون نسخة في طبعة ورقية.

واختارت نجمة البرامج الحوارية اوبرا وينفري الكتاب لناديها للقراءة وهو تحرك عادة ما ينقل الكتب الي مصاف الكتب الافضل مبيعا. وبعد اعتراف فري اعتذرت وينفري لمشاهديها قائلة انها تشعر بأنها " خدعت".

أرجوحة النعاس في "بيت من سكر"

صدرت عن "سلسلة آفاق عربية" في مصر تحت عنوان "بيت من سكر" مختارات شعرية لسوزان عليوان بنثرية الحياة وتأملها، حيث ابتكار العلائق الجديدة بين الصور والكلمات والمشاهد، وأشكال الرحيل، بينما تتخيل الماء ضاحكا في قاع البركة و"الليل عادل في السواد".. الماء "يضحك وحيداً في القاع"، مثلما تتأمل سوزان تستعيد ايضا، تلك الصور الموغلة في الطفولة بحنان الشاعرة وهي تنظر في تلك المرآة: "ردّني الي صورتي القديمة في مرآتي". كتابة عليوان تدفق تلقائي ولكن ليس بآلية الفوضي والاعجاب الخارجي بالمفردة بل في دلالتها الآنية والذاهبة في الزمن في الوقت ذاته، حريصة علي الايجاز الضروري الذي يشترطه الشعر: "كل شيء مستعار هنا الجدار والنافذة ظلال السقف الباب الخادع بين فراغين اسمي ودمعة مصباحك".

شهرزاد في الرواية الايرانية

صدر مؤخرا العدد الجديد من مجلة الآداب العالمية، وهي مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب في دمشق أيضا. تصدر العدد الذي يقع بـ 230 صفحة من القطع المتوسط دعوة الي المترجمين والباحثين الراغبين بالاسهام في ملفات تعتزم المجلة ان تصدرها في الاعداد القادمة في موضوعات: التناص والعتبات النصية، السرديات، الراوي، الادب المقارن، الترجمة الادبية، علم التأويل، تداخل الأجناس، فضلا علي ملفات حول أعلام في الآداب العالمية وفي أوقات مناسبة.

وحفل العدد بمواضيع متنوعة، فقد ضم ملف الدراسات: السيميائية من بروب الي كريماس للكاتب الجيرداس جوليان بترجمة د.جمال حضري، وأصل العمل الرائع ومعناه لجان جاك غوبلو بترجمة وفاء شوكت، واليهود والموسيقي لريشارد فاغنر بترجمة د.نوفل نيوف، واخيرا ثقافات أمريكا القديمة لعدد من المؤلفين بترجمة عباد عيد.

وضم العدد في مجال الشعر قصيدة للشاعر وليم وردزوث حملت عنوان دير تنترن و مختارات من الشعر النمساوي الشاعر اريش فريد انموذجا بترجمة بدل رفو المزوري، فضلا علي مختارات من أشعار بوريس باسترناك بترجمة ابراهيم استنبولي. أما باب القصة فقد ضم النصوص الآتية: أيدي السود للكاتب الموزنبيقي لويس برناردو أونغانا بترجمة علي ابراهيم أشقر، وابن البحر للكاتب أوليفير فريجيري بترجمة مارتن زميت، و موارد غير بشرية لكريستيان برغزول وقصة مختارة من مجموعة الجبل والمصير للكاتب الأرميني ليمت اسحاق الثاني.

أما مسرحية العدد فهي (الفدية) بثلاثة فصول للمسرحي التركي كاظم يداكجي أوغلو بترجمة جوزيف ناشف. فيما خصص باب كتاب العدد لموضوع (شهرزاد في الرواية الايرانية) قراءة في رواية رضا براهيني بقلم الكاتبة تظيرة الكنز.

 اثار ومتاحف

 مصر تبني أكبر متحف للآثار في العالم

  يعد المتحف المصري الكبير من المشاريع التي تؤكد للعالم بأن مصر بالفعل جادة في تشييد هذا الصرح الثقافي وتحويل الرؤية إلى حقيقة ملموسة لنشر رسالة ثقافية واضحة بأن مهد الحضارات على ضفاف النيل سوف تظل أبداً أرضاً خصبة في عطائها وحضارتها مؤكداً بأن البشر مازالوا قادرين على تطويع الحجر من أجل إضاءة الطريق لأجيال قادمة.

ودخل المشروع حيز التنفيذ في فبراير عام 2002م، وبدأت الأعمال التنفيذية للمشروع من مايو 2005م وفقاً لعدة مراحل أولها مرحلة تأهيل وإعداد الموقع ومدتها 6 أشهر بدأت في مايو 2005م، وانتهت في نوفمبر من نفس العام وتم فيها إخلاء الموقع من جميع الإشغالات وإزالة المخلفات وتأمين موقع أمن لنقل تمثال رمسيس والذي تم نقله وتأمينه داخل الموقع في 25 أغسطس 2006م.

كما تم عمل إعداد الرفع المساحي والطبوغرافي الدقيق بجميع مناسيب الموقع وعمل جسات ميكانيكية لطبقات الأرض المختلفة بعمق 100 متر أسفل منسوب البناء للتأكد من سلامة التربة لبناء المتحف وتحديد منسوب المياه الجوفية مع قياس دقيق للاهتزازات والضوضاء الناتجة عن المرور العابر وخاصة سيارات النقل الثقيل.  

كما تم دراسة حركة الزلازل والطبقات الجيولوجية ودراسة جميع النواحي المناخية من الرياح المحملة بالأتربة والأمطار وزوايا الشمس ودرجات الحرارة على مدار عشرة أعوام سابقة، كما تم إعداد دراسة للأثر البيئي للمشروع على المنطقة المحيطة والحياة الطبيعية بموقع المشروع وتم استطلاع رأي المجتمع المدني في تأثير المشروع على منطقة الجيزة من خلال استمارات استطلاع الرأي وعقد مؤتمر عام لجميع المهتمين من المجتمع المدني لإبداء آرائهم في المشروع وتأثيره على المجتمع والاقتصاد بالإضافة إلى أنه تم عمل دراسة على تأثير حركة المرور على المنطقة بعد بناء المشروع.  

أما المرحلة الثانية وهي مرحلة بناء وتشييد مركز ترميم الآثار والمخازن والأتربة ومركز الطاقة ومحطة إطفاء الحريق بمساحة إجمالية 32 ألف متر مربع ومركز الطاقة الكهربائية وماكينات التكييف المركزي، ومركز الطاقة الرئيسي لتوصيل الكهرباء وشبكة الصرف الصحي بالإضافة إلى محطة إطفاء حريق كاملة بها جميع المعدات ومجهزة لمقاومة الحريق ويتم إدارتها من قبل إدارة الدفاع المدني لخدمة المتحف.  

وقد قام وزير الثقافة المصري فاروق حسني بتفقد هذه المرحلة من المتحف المصري الحديث الذي وفرت مصر له موقعاً فريداً يتاخم أهرامات الجيزة، وتبذل الحكومة المصرية جهداً كبيراً لهذا المشروع الثقافي المعماري ليتناسب مع الألفية الثالثة ومع تاريخ مصر الذي يمتد لسبعة آلاف عام كما يتيح موقع المتحف الجديد اختيارات معمارية تحقق إمكانية إقامة حوار بفضل العلاقة البصرية بين الموقع والأهرامات، وتبلغ مساحة الأرض المخصصة للموقع 480 ألف متر مربع 117 فدانا كما تبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع حوالي 600 مليون دولار ليصبح المتحف الكبير من أكبر متاحف الآثار في العالم.  

وأوضح أن الاتصال بهضبة الهرم سيكون عبارة عن طريق طائر وأن كل المداخل والمخارج للمنطقة حسبت على أعلى مستوى وأن واجهة المتحف 600 متر في متوسط ارتفاع 40 مترا من الرخام المضيء أي أنه سيكون شعلة مضيئة في قلب القاهرة، وأكد أن هذا المتحف سيغطي تكلفته بعد 12 سنة.  

أما المرحلة الثالثة والأخيرة فهي مرحلة بناء وتشييد المبني الرئيسي للمتحف بمساحة 120 ألف متر مربع ومدتها 38 شهراً تبدأ من منتصف عام 2008 وتنتهي عام 2011 ويتم فيها بناء مباني المتحف وصالات العرض المتحفي ومتحف الدارسين والعلماء ومركز المؤتمرات والسينما ثلاثية الأبعاد والمكتبة الأثرية ومتحف الطفل ومتحف ذوي الاحتياجات الخاصة ومركز الوسائط المتعددة ومركز الحرف والفنون التقليدية والمنطقة الترفيهية والاستثمارية والحديثة المتحفية والحدائق الترفيهية والمسار السياحي الثقافي لربط المتحف بهضبة الهرم، كما يتم تزويد البنية الأساسية المعلوماتية لتقنية المعلومات والاتصالات ليكون أول متحف يطبق نظم المعلومات كبنية أساسية أثناء البناء والتشييد.  

ومن أهم أهداف هذا المشروع هو إنشاء مجمع متحفي وثقافي مزود بإمكانيات تتيح الفرصة لزيادة المعرفة عن طريق استخدام التكنولوجيا الحديثة كوسيلة فعالة لنشر المعلومات وسيتيح المجمع لزائريه الفرصة للحصول على خبرات تعليمية وثقافية وللتمتع بأوقات سعيدة ومسلية ومن المتوقع أن يجذب هذا المجمع من ثلاثة ملايين إلى خمسة ملايين من الزوار على الأقل كل عام وسيزيد هذا العدد زيادة ملموسة في المستقبل حيث سيتيح هذا المجمع الثقافي الجديد إمكانية التعرف على كل مراحل الحضارة الفرعونية بأسلوب يزيد من معرفة زواره.  

اوركسترا ألمانية للتواصل الموسيقي مع الإيرانيين

بعيدا عن تعقيدات السياسة وصراعاتها اختارت أوركسترا أوزنا بروك السيمفونية الألمانية الموسيقى لتمد جسور التواصل مع إيران، ولتكون بذلك أول أوركسترا أوروبية تقدم عرضا في طهران منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979.

وقال المدير الفني لأوركسترا أوزنا بروك ميشيل دراير "ليس لحضورنا لإيران أي أبعاد سياسية، فنحن نؤمن بالموسيقى لغة تجمع كل شعوب الأرض، وقد أردنا أن نوصل رسالة بأن هناك خطوط تواصل أخرى بين الألمان والإيرانيين".

وأضاف دراير  "في ألمانيا يجرى نقاش حاد حول تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خاصة فيما يتعلق بالهولوكوست وبعض القضايا الأخرى، ولكن هذا الجدل والنقاش لا يعنيني، وإن كان قد جعل من طريقنا إلى إيران صعبا".

وأكد دراير على البعد الثقافي لحضور الأوركسترا، مشيرا إلى أنه تمت استضافة أوركسترا طهران السيمفونية في ألمانيا في وقت سابق، موضحا أنه رفض مشاركة عدد من النواب الألمان في هذه الزيارة حتى لا يحمل هذا النشاط أي أبعاد سياسية.

وتحدث قائد الأوركسترا هرمان بومر في المؤتمر الصحفي الذي عقد في بيت الموسيقى الإيراني عن أسئلة وانتقادات واجهتم عند إعلان نيتهم زيارة إيران ومنها إلزام العازفات بارتداء الحجاب، مبينا أن هذه الانتقادات لم تمنعهم من المضي فيما عزموا عليه.

وأشار بومر إلى أن أوركسترا أوزنا بروك أجرت عرضا مميزا مع أوركسترا طهران في ألمانيا العام الماضي، منوها إلى نقطة هامة وهي أن الكثير من آلات العزف الغربية لها جذور شرقية.

وقدمت أوركسترا أوزنا بروك في ليلتها الأولى التي لاقت إقبالا واسعا ثلاث سيمفونيات لبتهوفين والسيمفونية الرابعة لبرامس إضافة إلى عدد من المقطوعات لعازفين عالميين آخرين، كما قدمت عرضا خاصا بالسفراء وأعضاء البعثات الدبلوماسية في طهران.

وقبل سفرها إلى إيران زارت أوزنا بروك مصر ولبنان وباكستان بهدف مد جسور ثقافية مع العالم الإسلامي.   

متحف الشمع العراقي يقاوم ضياع الذاكرة

يقاوم متحف الشمع العراقي أجواء الحرب والدمار التي غرقت فيها البلاد من خلال ما يضمه من تماثيل تجسد أنماط الحياة. 

يقع المتحف عند جسر الشهداء الذي يربط جانبي الكرخ والرصافة، وهي منطقة تشهد غالبا اشتباكات وهجمات متبادلة بين مسلحين ورجال الشرطة. 

رواد متحف الشمع ببغداد لم يكونوا عراقيين بل كان منهم عرب وأجانب الذين يترددون بانبهار على المتحف لكي يتعرفوا على تفاصيل حياة أهل بغداد. 

والفكرة التي يقوم عليها المتحف، حسب ما يقول علي محمد عبودي المشرف عليه، هي تجسيد مشاهد منتقاة من حياة أهل مدينة بغداد. 

ومن بين المشاهد التي يضمها المتحف الذي افتتح في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، المهن التي يمارسها الرجال والنساء، والاحتفالات في المناسبات المختلفة، والعادات والتقاليد. 

ويضيف عبودي أن التماثيل المعروضة مصنوعة من مادة الشمع روعيت فيها مواصفات خاصة تحافظ على الأشكال المنحوتة عند تعرضها لدراجات الحرارة العالية بما يضمن عدم تغييرها. 

فكرة متحف الشمع ببغداد مستوحاة من فكرة متحف الشمع الشهير في العاصمة البريطانية لندن. 

أما التنفيذ كما يقول عبودي فتولاه فريق من المبدعين العراقيين المتحدرين من أصول بغدادية عريقة. 

يوضح عبودي أنه إلى جانب الكتاب والأكاديميين المتخصصين في الفولكلور البغدادي، تعامل النحاتون المعروفون مع مادة الشمع برشاقة فكانت الحكايات  المعروضة التي تجسدها التماثيل تستهوي الناس من خارج وداخل العراق. 

أما المشرف على الأجهزة الصوتية في المتحف جمال سكران فيقول إنه جرى إصلاح أجهزة الصوت المصاحبة للتماثيل في كل قاعة من قاعات العرض وبإمكانيات بسيطة خاصة بعد تقلص عدد الزوار. 

الزورخانه

لم يعد المقهى الملحق بالمتحف يغص بكبار السن لأن المقهى أغلق أبوابه، ولم نجد من هؤلاء من يحدثنا عن حياة أهل بغداد غير الحاج رجب. 

كانت الزورخانه -وهي لعبة رياضية لتنمية عضلات الجسم- تمارس على أنغام  موسيقى التخت البغدادي والمقام العراقي. 

ويقول الحاج رجب كلما زاد ثقل اللعبة زاد دوي صوت المغني المرافق له. 

كما أن لبغداد مقاهيها المعروفة وطريقة حياتها في الأعراس والختان، وأيضا لأهل بغداد طرقهم في حياكة الملابس ولهم طرقهم في الذهاب إلى الحمامات العامة كل هذه الأنماط تجسدها تماثيل من الشمع داخل المتحف البغدادي. 

متفرقات

 2.5 مليون إيطالي يشاركون بـ400 حدث ثقافي

شارك 2.5 مليون شخص  في شوارع وسط مدينة روما التاريخي، الذي قطع أمام حركة السير في نحو 400 حدث ثقافي، تنظم في إطار برنامج ثقافي، يقام سنويا في العاصمة الإيطالية. 

وقال رئيس بلدية روما فالتر فيلتروني إن الفعاليات الثقافية كانت مميزة هذه السنة، وقدر عدد الأشخاص الذين تواجدوا في شوارع المدينة، بحثا عن عرض أو حفلة موسيقية أو متحف، بنحو 2.5 مليون شخص، وقدر عدد الأشخاص الذين أتوا من خارج المدينة بنحو مليون. 

وحسب المصدر نفسه فإن رقم الأعمال من هذه الأحداث الثقافية المجانية، التي شارك فيها نحو 1000 فنان إيطالي وأجنبي، قدر بـ94 مليون دولار، جمعت منها الدولة ضرائب بقيمة 25 مليون دولار. 

مشيرا إلى أن هذه الفعاليات تأثرت عام 2003 بانقطاع التيار الكهربائي وعام 2005 بسبب هطول الأمطار. 

يذكر أن الحفل الذي أحيته أوركسترا بياتسا فيتوريو، التي تعتبر من أبرز الفرق الموسيقية على الساحة الايطالية، التي تعزف موسيقى الروك والبلوز والموسيقى الكوبية والأفريقية، جذب نحو 20 ألف مشاهد، في حين جذبت فرقة (زيرو اسولوتو) نحو 40 ألف شخص. 

نسخة نادرة من ماغنا كارتا للبيع في الولايات المتحدة

تبيع دار سوثبي للمزادات نسخة نادرة عمرها 710 أعوام من الميثاق العظيم (Magna Carta) تقدر قيمتها بنحو 30 مليون دولار. ومن المقرر أن تبيع مؤسسة بيرو التي تملك النسخة النادرة من ماغنا كارتا في دار سوثبي بنيويورك في ديسمبر/كانون الأول المقبل. 

وأرست ماغنا كارتا حقوق الشعب الإنجليزي وقيدت سلطات الملك, ويتضمن الدستور الأميركي أفكارا وعبارات مأخوذة مباشرة من الوثيقة الموقعة عام 1215. 

وقد جرى تصديق ماغنا كارتا وأعيد إصدارها مع كل ملك بريطاني خلف جون لاكلاند, وجرى سنها كقانون عام 1297 في البرلمان البريطاني عندما أعاد إصدارها الملك إدوارد الأول. 

النسخة المزمع بيعها تعود إلى عام 1297, وقالت سوثبي إنه يوجد أقل من 20 نسخة من ماغنا كارتا وإن النسخة المعروضة في الأرشيف الوطني وإدارة السجلات في واشنطن هي واحدة من اثنتين فقط موجودتين خارج بريطانيا, وتملك الحكومة الأسترالية النسخة الأخرى التي تعود أيضا لعام 1297. 

واعتبر ديفد ريدين نائب رئيس سوثبي الوثيقة بأنها "ترمز إلى سعي الإنسان الأبدي نحو الحرية, إنها تعويذة الحرية". 

وأسس مؤسسة بيرو الملياردير مرشح الرئاسة الأميركية السابق روس بيرو لتقديم منح خيرية. وتريد المؤسسة أن تستخدم عائد بيع نسخة ماغنا كارتا لأعمالها الخيرية. وكانت المؤسسة قد اشترت هذه النسخة عام 1984.  

يونيسكو» تدرج ثلاثة مواقع عربية على قائمة محميات المحيط الحيوي 

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» عن إضافة 23 موقعاً جديداً من 18 دولة، منها ثلاثة بلدان عربية، إلى شبكتها لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي. وذلك اثر الاجتماع الذي عقده مكتب المجلس الدولي لتنسيق برنامج الإنسان والمحيط الحيوي «ماب» التابع للمنظمة على مدار اليومين الماضيين في باريس.

وذكر بيان وزّعه مكتب المنظمة في القاهرة، أنه للمرة الأولى يكون للدول العربية ثلاثة مواقع هي «محمية مروح» في مدينة الإمارات العربية المتحدة و «محمية الريم» في قطر و «محمية جبل الريحان» في لبنان. 

محمية الريم في قطر 

وبحث أعضاء المكتب خلال الاجتماع الاقتراحات المقدمة من 21 دولة، بما فيها السلفادور والإمارات اللتان تقدمان ترشيحهما للمرة الأولى للانضام إلى الشبكة العالمية التي تضم حالياً 507 محميات من 102 دولة. وناقشوا ملفات المرشحين لجوائز العلماء الشباب للـ «ماب» 2008 والتي تهدف إلى تشجيع الباحثين الشباب على إدارة مشاريع متعددة التخصصات في مجال النظم الأيكولوجية والموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي، إضافة إلى استعدادات المؤتمر العالمي الثالث في شأن محميات المحيط الحيوي المزمع انعقاده في مدريد ما بين الرابع والتاسع من شباط (فبراير) المقبل.

الأردن يبدأ مراقبة المواقع الإخبارية الإلكترونية

قررت دائرة المطبوعات الأردنية إخضاع المواقع الإخبارية على الشبكة العنكبوتية للرقابة ومعاملتها أسوة بالصحف المحلية.

وقال نبيل المومني مساعد مدير عام دائرة المطبوعات والنشر"كدائرة مطبوعات في ظل القانون يحق لي متابعة مضمون هذه المواقع".

 وأضاف أن ديوان التشريع في رئاسة الوزراء أعطى تفسيرا للقانون يشمل فيه المواقع الإلكترونية، ولذا فان ما ينطبق على الصحف ينطبق على كل وسيلة نشر أخرى.

يذكر أن الأردن شهد في الآونة الأخيرة انتشارا للمواقع الإخبارية الإلكترونية.

ووفقا لقانون المطبوعات الذي أقرت تعديلاته في مايو/أيار الماضي فإنه يحق لأي جهة معنوية أو فردية مقاضاة الصحف أمام المحاكم النظامية، كما يحق لدائرة المطبوعات والنشر ملاحقة الصحف التي تنشر مواد مخالفة مثل إهانة الأديان أو المس بالوحدة الوطنية أو القدح والذم.

ويلغي قانون المطبوعات الجديد إيقاف الصحفيين على ذمة التحقيق وهو ما حقق أحد مطالب نقابة الصحفيين، التي كانت تطمح أيضا لنص صريح يلغي الحبس وفق القوانين الأخرى ومنها قانون العقوبات.

مخطوطة الشاهنامة تنضم لذاكرة العالم

 وافقت اللجنة الاستشارية الدولية لبرنامج "ذاكرة العالم" التابع لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" على ادراج مخطوطة "الشاهنامة" ومجموعة المخطوطات الفارسية التى تملكها دار الكتب المصرية ضمن ذاكرة العالم. 

وقال رئيس مجلس ادارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية المصرية محمد صابر عرب ان "هذا القرار يعتبر مهما جدا اذ تملك الدار 1102 مجلد للمخطوطات الفارسية تتضمن 2208 عناوين وتتناول معارف انسانية مختلفة". 

واشار الى ان "من اهم المخطوطات الفارسية التى تملكها دار الكتب المصرية الشاهنامة التى تعتبر اهم ملحمة ادبية فارسية عن الحياة فى بلاد فارس منذ بدء الخليقة حتى دخول الاسلام اليها واستغرق نظمها شعرا اكثر من ثلاثين عاما". 

كما تضم المجموعة مخطوطة "بستان سعدي" المنسوخة عام 839 للهجرة -نحو 1300 للميلاد- ومخطوط "فى علم التشريح" لابراهيم عثمان الهمدانى الى جانب مخطوطات اخرى فى الادب والتفسير واللغة والطب والفلك والفلسفة والتاريخ. 

وتملك دار الكتب المصرية اكثر من 100 الف مخطوطة باللغات العربية والتركية والفارسية وغيرها الى جانب اكثر من اربعة الاف بردية تعود الى بدايات العصر الاسلامى وبعض برديات الجنيزة التى تعود الى العصر نفسه لكنها خاصة بالجالية اليهودية التى عاشت فى مصر تحت الحكم الاسلامي. 

وانشىء سجل ذاكرة العالم عام 1997 ويهدف البرنامج الى حفظ التراث الوثائقى الذى يشكل ذاكرة للعالم ويعكس تنوع اللغات والشعوب والثقافات.

 المركز الكوري يختار مستشاريه من العرب والمسلمين

اختار رئيس المركز الكوري للثقافة العربية والإسلامية بمدينة إنتشون الكورية أ. د. هان دوك كيو، ثلاثة وعشرين كاتبا ومثقفا وإعلاميا من العرب والمسلمين ليشكلوا الهيئة الاستشارية للمركز، إلى جانب السيد عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية، رئيس شرف المركز، وأ. د. يوسف عبد الفتاح الأستاذ بجامعتي القاهرة وهانكوك للدراسات الأجنبية، مستشارا لرئيس المركز.

 ومن المقرر أن يفتتح آن سانج سو عمدة مدينة أنتشون، وعمرو موسى المركز في الثاني والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول القادم، والذي يشكل حدثا مهما وإضافة حيوية في العلاقات العربية والإسلامية الكورية المعاصرة.

أهداف المركز 

يهدف المركز الكوري للثقافة العربية والإسلامية إلى:  

1- توضيح الصورة الحقيقية للعرب والمسلمين، وإظهار مدى إسهام الحضارة العربية في النهضة العالمية. 

2- إنشاء آليات للحوار العربي الكوري في شتى المجالات (السياسية، الاقتصادية، الثقافية). 

3- التعاون العربي الكوري، وتقديم كل طرف ما يستطيع لدعم الآخر في شتى المجالات. 

 الأعمال الرئيسية   

ولتحقيق هذه الأهداف يقوم المركز بالأعمال التالية: 

1- تعليم اللغة العربية للكوريين والكورية للعرب. 

2- ترجمة الكتب العلمية والثقافية من العربية إلى الكورية ومن الكورية إلى العربية. 

3- إقامة معارض لمختلف الدول العربية لتقديم الإمكانات السياحية والاقتصادية والاستثمارية والحضارية لها. 

4- خدمة رجال الأعمال وتقديم المشورة لهم وكذلك الترجمة اللازمة. 

5- إنشاء مركز معلومات لتقديم المعلومات اللازمة للطرفين في شتى المجالات. 

6- مركز إعلامي لرصد ملامح صورة العرب والمسلمين في الإعلام الكوري والرد والتوضح إذا الزم الأمر وكذلك رصد صورة كوريا في الإعلام العربي ومعالجة الأزمات في حينها.

 ***

يقع المركز الحالي على مساحة 1600 متر مربع في 5-1140، غوول – دونغ، نامدونغ – غو، مدينة إنتشون ـ الدور الثالث من عمارة داي هونغ، ويتكون من:

مصلى، وقاعة محاضرات ومؤتمرات وعرض سينمائي، وقاعة عرض دائمة للحضارة العربية والإسلامية، وقاعة معارض خاصة بكل دولة عربية أو إسلامية، ومكتبة خاصة بكتب الحضارة العربية والإسلامية، والأفلام الوثائقية والأفلام والدرامية، وأجهزة كمبيوتر بإمكانات عربية، ومقهى ثقافي، ومكتب إدارة (شئون دولية – شئون ثقافية – شئون اقتصادية)، ومكتب خدمة لرجال الأعمال من الطرفين، وقاعة مشاهدة للقنوات العربية مجهزة بأجهزة القمر الصناعي. 

وصرح رئيس المركز أ. د. هان دوك كيو بأن المركز سينتقل إلى مكان جديد في عام 2012 بالموقع 595، كيونغ سو دونغ سو كو، بمدينة إينتشون على مساحة إجمالية قدرها 12,061.90 مترا مربعا، تبلغ مساحة البناء الأرضية: 2,116.61 مترا مربعا، وتبلغ نسبة مساحة البناء الأرضية إلى المساحة الإجمالية: 17.55 %، وتشغل مساحة البناء الإجمالية: 3,869.64 مترا مربعا، بينما تبلغ نسبة مساحة البناء الإجمالية إلى المساحة الإجمالية: 32.08 %.

 ويشغل حجم البناء الجديد 3 طوابق فوق الأرض، وطابقا واحدا تحت الأرض، بارتفاع 20.90 مترا.  

الجهات الداعمة 

 وعن الجهات الداعمة لهذا المركز صرح كيو بأنها كل من: محافظة إنتشون، ووزارة التجارة والصناعة والطاقة، ووزارة الثقافة والسياحة، ووزارة الخارجية والتجارة، والسفارات العربية والإسلامية في سيول، وشركة SK، وشركة سامسونغ، وشركة إل جي، وشركة هايونداي للسيارات، وشركة دايوو للهندسة والبناء، وجامعة هانكوك للدراسات الأجنبية.

 أعضاء المركز والعاملون به 

وتم اختيار أعضاء المركز والعاملين فيه على النحو التالي:  

ـ أ. د. إسماعيل لي يونغ تاي، مدير وحدة الترجمة.  

ـ أ. د. أبو بكر تشوي جين يونغ، للعلاقات الدولية. 

ـ أ. د. حكيم كيم جونغ ميونغ، مسئول الشئون الثقافية.

 ـ أ. د. شديد جانغ كون، مسئول الشئون الاقتصادية. 

ـ أ. د. أمير سوه جونغ مين، مسئول الشئون السياسية. 

ـ أمير تشوي كيو كون، مسئول الشئون العامة. 

ـ جنان مون جي يونغ، سكرتيرة رئيس المركز. 

الهيئة الاستشارية  

أما أسماء الهيئة الاستشارية من العرب والمسلمين فقد صرح كيو بأنها تشمل: 

1- أ. د. جابر عصفور ـ مدير المركز القومي للترجمة – مصر. 

2- أ. عبدالعزيز سعود البابطين ـ رئيس مؤسسة جائزة البابطين ـ الكويت. 

3- أ. علي أبو شادي ـ أمين عام المجلس الأعلى للثقافة – مصر.

 4- أ. مصطفى عبد الله ـ مساعد مدير تحرير جريدة الأخبار المصرية ـ مصر. 

5- أ. سليمان العسكري ـ رئيس تحرير مجلة العربي الكويتية ـ الكويت. 

6- أ. د. أحمد الضبيب ـ عضو مجلس الشورى السعودي ـ السعودية. 

7- أ. د. عبدالسلام المسدي ـ وزير التعليم العالي السابق ـ تونس. 

8- أ. ناصر عراق ـ مدير تحرير مجلة دبي الثقافية ـ مصر/ الإمارات. 

9- أ. أشرف أبو اليزيد الدالي ـ صحفي بمجلة العربي الكويتية ـ مصر/الكويت. 

10- أ. د. صلاح الدين بوجاه ـ رئيس اتحاد الكتاب التونسيين – تونس. 

11- أ. محمد سلماوى ـ أمين عام الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ـ مصر. 

12- أ. د. علي القاسمي ـ كاتب عراقي مقيم بالمغرب ـ العراق/ المغرب. 

13- أ. عصام رفعت ـ رئيس تحرير الأهرام الاقتصادي ـ مصر. 

14- أ. عبدالحميد أبو موسى ـ محافظ بنك فيصل الإسلامي – فرع القاهرة. 

15- أ. پونه ندائى ـ رئيسة تحرير مجلة شوكران ـ إيران. 

16- أ. عبد النبي القيم ـ أكاديمي وكاتب ـ إيران. 

17- أ. نادية حليم ـ رئيسة القناة الأولى بالتلفزيون المصري ـ مصر. 

18- أ. د. محمد خاقاني ـ أستاذ بجامعة أصفهان ومدير جمعية اللسان العربي الدولية ـ إيران.

19- أ. د. عبد الحسين فرزاد ـ أستاذ جامعي ـ إيران. 

20- أ. د. سالم الطائي ـ أستاذ جامعي عراقي ـ العراق. 

21- أ. أيمن القاضي ـ رئيس القسم الثقافي بوكالة أنباء الشرق الأوسط ـ مصر. 

22- أ. خليل الجيزاوى ـ كاتب روائي وصحفي مراسل "دبي الثقافية" بالقاهرة ـ مصر. 

23- أ. أحمد فضل شبلول ـ صحفي ونائب رئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب ـ مصر.  

القضاء الروماني يعلق بيع قلعة دراكولا  

علقت السلطات القضائية مسألة بيع القلعة التي كانت منزلا للأمير الروماني الأسطوري دراكولا خلال مرافعة بين السلطات الرومانية وبين الأرشيدوق دومينيك فون هابسبورغ وريث العائلة المالكة للقلعة. 

وقال مالك القلعة المعروفة بقلعة بران والموجودة في ترانسيلفانيا برومانيا الأرشيدوق هابسبورغ إنه حاول بيع القلعة لأنها لا تصلح أن تكون سكنا له ولعائلته.  

وكان الحكم الشيوعي قد طرد عائلة هابسبروغ المالكة من قلعة بران ووضعت الحكومة الرومانية يدها عليها مدة ستين سنة إلى أن تسلمها الأرشيدوق هابسبورغ إثر قرار صادر عن المحكمة العليا الرومانية سنة 2006. 

وأكدت مجموعة من السياسيين الرومانيين أن تسليم القلعة والقصر إلى الأرشيدوق مخالفة بسبب أخطاء إجرائية في المحاكمة. مع أنها لا تشك في ملكية العائلة للقلعة إلا أنها تعارض بيعها.  

والقلعة مزار سنوي لآلاف السياح حيث يشاهدون ممراتها السرية وما ارتبط بها من حكايات أسطورية بشأن كونها منزل مصاص الدماء الشهير دراكولا الذي كان ينقل ضحاياه إلى تلك الممرات ليموتوا ببطء بعد أن يمص دماءهم.

 الموت يغيب أشهر مخرجي الأفلام الوثائقية في العراق

اعلنت دائرة السينما والمسرح العراقية وفاة المخرج السينمائي بسام الوردي اشهر مخرجي الافلام الوثائقية ومخرج احد اكثر الافلام جدلا في العراق والذي منع عرضه منذ اكثر من 25 عاما. وقال الناطق الاعلامي لدائرة السينما والمسرح عباس الخفاجي لوكالة فرانس برس امس الاول ان السينما العراقية فقدت واحدا من اوائل صناع الفيلم العراقي المخرج بسام الوردي بعد معاناة طويلة من المرض". واثار احد افلامه ليلة سفر جدلا كبيرا عندما رفضت المؤسسة الثقافية ابان فترة النظام السابق عرضه. واضاف الخفاجي برحيل الوردي تكون السينما الوثائقية ودعت واحدا من المهتمين بها وبالفيلم الروائي القصير بعد ان اثري المكتبة السينمائية العراقية بالعديد من الاعمال الهامة".

ولد الوردي في عام 2419 في منطقة الكاظمية شمال العاصمة بغداد وبسبب ولعه في السينما ترك دراسة علوم الاحياء في جامعة بغداد لينضم الي معهد الفنون الجميلة فرع السينما عام 1961.

والتحق بالفرقة القومية للتمثيل عام 1968 ومن ابرز اعماله المسرحية التي اخرجها للفرقة مسرحية الصليب ثم عمل في السبعينيات في المملكة العربية السعودية وحصل علي العديد من الجوائز في مهرجانات الخليج للاعمال التلفزيونية والسينمائية. واهتم الوردي بالافلام الوثائقية التي تتناول السير الحياتية للمبدعين العراقيين فاخرج افلاما عن الفنانين منهم النحات العراقي الشهير محمد غني حكمت والفنان التشكيلي عطا صبري والفنان خالد الرحال. ومن اهم اعماله السينمائية الوثائقية فيلم حكاية للمدي للكاتب العراقي رياض قاسم تناول فيه سيرة حياة الفنان والقاص العراقي يحيي جواد ونال عنه العديد من الجوائز في المهرجانات السينمائية واعتبر الاهم في تاريخ السينما الوثائقية في العراق.

النوري بوزيد يحصل على جائزة ابن رشد العالمية للفكر الحر

قال المخرج التونسي النوري بوزيد أن مؤسسة ابن رشد للفكر الحر الألمانية قد منحته جائزتها لسنة 2007. و قال بوزيد في حوار مع وكالة (آكي) الايطالية للأنباء إنه سيتسلم هذه الجائزة يوم 23 نوفمبر المقبل في احتفال سيقام بمقر المؤسسة في برلين. و ذكر النوري بوزيد أن هذا التتويج العالمي يعد "تتويجا لمسيرته السينمائية نظرا لأنه كان عرضة لحملات تشكيك متواصلة بسبب ما قيل إنه تمرد على دراما السينما المصرية"، مضيفا أن حصوله على هذه الجائزة التي يسندها جمع من المثقفين الألمان و العرب المقيمين هناك، يعد أحسن "رد على الذين هاجموه باسم العروبة واعتبروه معاديا للعرب والقضايا العربية بل وصل بهم الأمر إلى اتهامه بالعمالة للصهيونية بسبب المواضيع التي جسمها في مختلف أعماله السينمائية".

من جهة ثانية أكد النوري بوزيد أنه خاض في أعماله "حربا ضد جميع مظاهر الإخضاع بمختلف مستوياتها"، مؤكدا انه حاول في إطار محافظته على المقدس أو الجانب الديني "بناء علاقة بين المقدس و العلم، و ذلك للخروج من مرحلة اللاوعي و الهزيمة و إنقاذ الإسلام من جميع مظاهر التلوث المحيطة به". هذا و أردف بوزيد، الذي عرف في السنوات 70 و 80 من القرن الماضي بميولاته اليسارية، أن "العلمانية أو اللائكية هي السبيل الوحيدة للسمو بالدين الإسلامي". وكان بوزيد قد عالج في شريطه الأخير "آخر فيلم" ظاهرة تجنيد الشبان للقيام بعمليات انتحارية و التسلل للقتال في العراق.

يذكر أن جائزة ابن رشد العالمية للفكر الحر قد أسندت إلى عدد من الكتاب و المفكرين العرب من بينهم محمد أركون و محمود أمين العالم و صنع الله إبراهيم.

و يعد النوري بوزيد من أهم السينمائيين التونسيين حاليا حيث ساعد منذ تخرجه سنة 1972 من المعهد الوطني لفنون الفرجة وتقنيات البث (INSAS) ببروكسل في إخراج العديد من الأفلام التونسية والأجنبية و شارك في كتابة سيناريو أو حوار العديد من الأفلام التونسية. ومن أهمّ الأفلام التي أخرجها: "ريح السدّ" (1986) (التانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية 86) ـ "صفائح من ذهب" (1989) ـ "بزناس" (1992) ـ "بنت فاميليا" (1997) ـ "عرائس الطين" (2001)، و فيلم "الرحيل" أو "آخر فيلم" الذي فاز بالتانيت الذهبي للدورة الأخيرة لمهرجان قرطاج السينمائي (دورة 2006)، كما فاز نفس الفيلم بجائزة الهقار الذهبية في أول دورة لمهرجان السينما العربية الدولي المنعقد في وهران الجزائرية. هذا وقد اختير هذا المخرج لرئاسة لجنة تحكيم الدورة الأخيرة لمهرجان الإسكندرية للسينما التي انعقدت منذ أيام. 

الحرب والفوضى أتلفتا مكتبة العراق الوطنية

فقدت المكتبة الوطنية في العراق -دار الكتب والوثائق- إبان الفوضى التي رافقت سقوط النظام السابق باجتياح القوات الأميركية بغداد في مارس/آذار 2003 مخطوطات ووثائق نادرة بعضها سرق علي أيدي متخصصين بهدف إضاعة التراث العريق للعراق، وبعضها وقع بأيد لا تعرف قيمته إضافة إلى ضياع آلاف من كتب السير والتأريخ النادرة. 

وقال المدير العام لدار الكتب والوثائق في العراق سعد بشيؤ إسكندر إن المكتبة العراقية فقدت كميات هائلة من الملفات والسجلات من بينها وثائق عثمانية نادرة وصور وخرائط نادرة، بعضها تعرض للسرقة وبعضها للحرق.

 ويقسم إسكندر الجماعات التي هاجمت المكتبة إلى صنفين، هم "سماسرة محترفون" و"لصوص عاديون" لايعرفون قيمة المسروق، مشيرا إلى أن عددا من العراقيين، تبرع بجمع ما أمكن جمعه من أيدي اللصوص وأعاده للمكتبة" أما الوثائق النادرة والغريبة، فيبدو أنها سقطت بأيدي محترفين يعرفون قيمتها.

 ولكن رغم كل الدمار الذي لحق بالمكتبة العراقية، فإن إدارة الكتب والوثائق لم تأل جهدا في ترميم ما يمكن ترميمه، وهي لغاية الآن تمكنت من ترميم نحو 90% من الكتب التي تعرضت للحرق، أو التي مزق بعض منها.       

 قلة الرواد

ورغم أن المكتبة عادت نوعا ما إلى عملها، فإن الظرف الأمني وموقع المكتبة في منطقة ساخنة، يبدو أنه أثر على رواد المكتبة، الذين يبدو أنهم أصبحوا محصورين بطلبة الدراسات العليا وبعض المهتمين من المثقفين.

وفي سبيل مواكبة التطور، وحماية موجوداتها فإن إدارة المكتبة تقوم حاليا بتصوير جميع المقالات والمقالات الخاصة بمدينة بغداد ثم تحفظها على الشبكة الدولية بهدف تسهيل وصول الباحثين إليها وكذلك إعداد موسوعة شاملة عن مدينة بغداد بمشاركة باحثين ومتخصصين.

 ويوفر قسم متخصص في المكتبة الوطنية -وفقا للمدير العام إسكندر- "خدمات للباحثين من خارج وداخل العراق للتعرف على مجموعات المكتبة والأرشيف عن طريق موقع الدار على الشبكة الدولية حيث نستطيع أن نضع أمام الباحثين خلاصة بالأرشيف الوطني لمدينة بغداد وما يتضمنه من تسجيل نواحيها الثقافية والتأريخية والإدارية والسكانية والجغرافية.

 مكتبة الاسكندرية تطلق النسخة الرقمية العربية من مؤسسة (بوابة التنمية)

أطلقت مكتبة الاسكندرية  النسخة الرقمية العربية من مؤسسة (بوابة التنمية) التي تعنى بالتنمية الشاملة بالتعاون مع مؤسسة (بوابة التنمية) في واشنطن التي تعمل على توفير آليات رقمية محددة على الانترنت تستهدف زيادة فعالية الجهود الوطنية الرامية الى التنمية الشاملة والمستدامة. 

وقال مدير مكتبة الاسكندرية الدكتور اسماعيل سراج الدين في بيان صحافي ان النسخة الرقمية الجديدة تقدم أطرا معرفية مبتكرة تساعد في الحصول على المعلومات في شتى المجالات مما يساهم فى اتاحة المعلومات الخاصة بمجالات التنمية المختلفة أمام العديد من الحكومات العربية والمجتمعات المدنية وزيادة معدلات الشفافية والتنافسية وتبادل المعرفة. 

واوضح سراج الدين ان مؤسسة (بوابة التنمية) تعمل من خلال الانترنت على تفعيل التعاون بين الحكومات والمتبرعين الدوليين والمؤسسات الخاصة والمحلية والعالمية بهدف الارتقاء بادارة الموارد المالية وتوجيهها للمساعدات والانفاق العام والتبادل السريع لأفضل الممارسات التنموية. 

واشار الى ان المنظمة تدعو الى تواصل أفضل بين الدول النامية والمتبرعين لتنسيق المعلومات الخاصة بتوجيه المساعدات لافتا الى ان النسخة الرقمية لمؤسسة (بوابة التنمية) تحتوي على نظام معلومات متعدد اللغات لعطاءات الحكومات المختلفة على شبكة الانترنت مما يتيح امكانية توفير مبالغ ضخمة من الانفاق العام. 

وأوضح سراج الدين ان برنامج (بوابة التنمية) يساعد الحكومات في تنسيق جهود المساعدات المختلفة وتوجيهها للمكان المناسب مما يساهم في تخفيض الفاقد منها. 

مثقفو الكويت يحتجون ضد الرقابة

في رد فعل للمثقفين الكويتيين علي قرار الرقابة بمصادرة المجموعة القصصية 'أفكارعارية' ليوسف خليفة، نظم عدد من الكتاب و،السينمائيين والمسرحيين الكويتيين وقفه احتجاجية  أمام رابطة الادباء حيث عبروا عن رفضهم لما تقوم به الرقابة الكويتية من مصادرة ومنع للكتب خصوصا في ظل مايشهده العالم من ثورة في مجال الإتصالات لم تعد تجدي أمامها عمليات المنع والمصادرة التقليدية.

  توزيع جوائز الآغا خان لفن العمارة بمشاركة عالمية واسعة

  أعلنت مؤسسة الاغا خان لفن العمارة في كوالالمبور، عن جوائزها لعام 2007 في حفل ضخم حضره الاغا خان ومسؤولون ماليزيون وضيوف دوليون وأعضاء اللجنة الفنية، بعد أن اختارت إدارة الجائزة ماليزيا هذا العام مكانا دوليا لتوزيع الجوائز .وخصت الجوائز التي تهتم بالمعمار في الدول الإسلامية تسعة مواقع إسلامية متنوعة .

وقد قام رئيس الوزراء الماليزي عبدالله أحمد بدوي بالإعلان عن الجوائز في الحفل الذي أقيم في برج بتروناس وهو البرج الذي فاز بالجائزة في عام 2004، من حوالي 343 مشروعا اختارت اللجنة 27 مشروعا للمنافسة على الجائزة.

 وفاز المهندس فلاديمير ديوروفيتش بجائزة عن تصميمه لحديقة سمير القصير بالجائزة والمقامة على مساحة محددة تعكس بوضوح شروط موقعها والبنية التحتية فيه وهي محاطة بأعمال بناء مستمرة في مدينة شهدت تطوراً سريعاً، كما أعلن عن لجان التحكيم .

وحصلت مدينة شِبام التاريخية في حضرموت في اليمن على الجائزة أيضا بهدف إعادة تأهيلها، والمدينة عمرها عدة قرون، بيوتها مشيدة من الطين ويصل ارتفاعها إلى سبع او ثماني طبقات.

وتبدو منازلها معلقة وسط وادي حضرموت وقد سميت المدينة باسم ملكها شِبام بن الحارث، وهي موضوعة على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «الأونيسكو» للتراث العالمي. وهدف مشروع التأهيل الذي تبنته الحكومة اليمنية ووكالة ألمانية واستمر خمس سنوات، إبقاء المدينة مكاناً صالحاً للعيش مع إيجاد بنى اجتماعية واقتصادية. وذهبت الجائزة إلى الحكومة اليمنية وسكان شبام والوكالة الألمانية.

كما حصلت جامعة التكنولوجيا بتروناس في ماليزيا والمعروفة بمبانيها على الجائزة أيضا بناء على احتياجات التطوير والتعليم .

أما المدينة المسورة في نيقوسيا فقد حصلت على جائزة، للحفاظ عليها من التدهور. ونجح المشروع في إعادة الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمدينة المقسومة مما ساهم في الارتفاع بمستوى المعيشة فيها. ومنحت مؤسسة الاغا خان الجائزة للمشروع وتوزع بين الجهتين المشرفتين .

ومنحت الجائزة التالية لمبنى سفارة هولندا في أديس أبابا والذي روعي في تصميمها احترام المكان مع الوفاء بمتطلبات طبيعة العمل للسفارة.

 كما فاز بالجوائز أيضا السوق المركزي في كودوغو ببوركينا فاسو. وقد استخدم المهندسون أساليب بسيطة لإحداث مكان للتبادل والتجارة.

ومجمع العامرية في اليمن لحماية التراث باستخدام أساليب قديمة في العمارة والتزيين، وبرج مولمين السكني في سنغافورة الذي يضم 28 طبقة، وقد شيد باستخدام أساليب حديثة وتصاميم عصرية، وفازت أيضا مدرسة في رودرابور في بنغلادش، وقد بناها السكان بأنفسهم خلال أربعة أشهر باستخدام مواد من بيئتهم المحلية بمساعدة مهندسين متطوعين من ألمانيا والنمسا.

الجدير ذكره أن جوائز الآغا خان للعمارة أنشأها الأمير كريم أغا خان عام 1977 لتشجيع المفاهيم المعمارية التي تعبر عن متطلبات المجتمعات الإسلامية في العالم، واستطاعت الجائزة الكشف عن تصاميم فريدة وحضارية في دعم البنية التحتية في المجتمعات الإسلامية.

كما التفتت الجائزة إلى ضرورة الحفاظ على القيمة الروحية والتراثية للمباني التي قد تتعرض بفعل الزمن للتخريب، لذا كان لا بد من ان يدرج هذا الأمر في حيثيات الجائزة التي ساهمت بشكل فاعل في إحداث تغيير في المشهد العمراني عالميا .  

البصرة تحتفل بالذكرى 150 لصدور «أزهار الشر» 

  أقام نادي الشعر في البصرة احتفالية بمناسبة مرور 150 عاماً على الصدور الأول لأزهار الشر لبودلير، ومرور 120 عاماً على وفاته، ساهم فيها ثلاثة من شعراء ونقاد المدينة، قدمهم الفنان المسرحي عامر الربيعي، الذي أبدع في إدارة الجلسة عبر إسقاط التجربة البودليرية الخلاقة على الشعر العراقي خصوصاً في مرحلة ثورة النثر العراقي في خمسينات القرن الماضي على يد الشعراء حسين مردان بقصائده العارية التي حوكم على إثرها، وجان دمو الصعلوك الأبدي.

وأشار الربيعي في افتتاحيته للأمسية التي حضرها حشد من أدباء المدينة ومثقفيها والمقامة على قاعة اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة، أشار، إلى أن التجربة البودليرية غيرت مجرى الشعر الكلاسيكي في العالم بإطلاقه ما هو حداثي وجديد وهادم وعبثي، ليعلن عن ولادة قصيدة الشعر النثرية، الصادمة والمستهزئة بقوانين العالم التقليدي.

وأضاف الربيعي أن بودلير فتح الباب واسعاً أمام التجريب الغرائبي والجارح والمكلل بالجمال والشفافية، مطلقاً احتجاجه ضد مخملية باريس وعلاقاتها السرية وجحودها بالمشاعر الإنسانية، فأزهار الشر كانت صرخة تأنيب وصفعة رافض كوني، فحوكم على مجموعته الأولى وليشطب منها ست قصائد باعتبارها تتطاول على الأخلاق العامة والتجديف.

الورقات الثلاث التي قدمت في الأمسية الاحتفالية التي تعتبر الأولى من نوعها في العراق والمنطقة العربية، لتأكيد انتماء قصيدة الشعر والنثر العراقية إلى ما هو إنساني عبر القارات وللحداثة، منتمية إلى ما هو جمالي وجوهري، وتأكيد نادي الشعر في البصرة على رسالته الإنسانية الحضارية التفاعلية مع الثقافات الأخرى.

والورقات الثلاث كانت للشاعر علي محمود خضير والشاعر والناقد صفاء عبدالعظيم والقاص رمزي حسن، تناولت إبعاداً في الذات البودليرية.. شاعراً وإنساناً. فالشاعر علي محمود خضير قدم ورقته الموسومة (بودلير درس الجرأة التاريخية) جاء فيها:

«بودلير شاعر قادته ظروفه الأسرية إلى أن يكون شاعراً، هو شاعر التجربة والتجريب بامتياز ولعلنا لا نستطيع أن نصنفه تصنيفاً نهائياً كسواه من الشعراء ضمن مذهب أدبي محدد، ففي شعره شيء غير قليل من رومانسية جديدة مختلفة، فقصائده تختلف عن فيكتور هيجو. وتكفينا الإشارة أن الشعر في فرنسا يقسم إلى شعر إلى ما قبل بودلير وشعر ما بعد بودلير».

رحيل الكاتبة العراقية مها الرحماني

رحلت الكاتبة العراقية مها عبد الرحيم الرحماني  في مستشفي رويال جوبلي في مدينة فكتوريا باقصي غرب كندا .وشيع جثمانها أمس بمشاركة نخبة من المثقفين العراقيين.

وكانت الرحماني المولودة في محافظة ميسان والتي كتبت ذكرياتها عن تلك المدينة في أحد مؤلفاتها أحد المهتمين بشؤون الثقافة ومن جيل عاش الوحدة والاغتراب لسنوات طويلة .

وعانت الرحماني من مرض السرطان ودافعت في كتاباتها عن قضايا متعددة تخص المرأة العراقية والمجتمع العراقي وكانت متابعة للشأن العراقي ومهمومة به وحزينة عليه وهي في اقصي العالم .

وكالة الصحافة الفرنسية تطلق مؤسسة لتدريب الصحافيين

اطلق رئيس مجلس ادارة وكالة الصحافة الفرنسية بيار لويت رسميا مؤسسة فرانس برس للتدريب، لتعطي بذلك بعدا جديدا لخدماتها العديدة عبر العمل علي تحسين مستويات العمل الصحافي علي الصعيد العالمي.وتتخذ مؤسسة فرانس برس للتدريب من باريس مركزا لها. ومن النشاطات التي ستقوم بها تدريب الصحافيين خصوصا في البلدان النامية وتنظيم ورش عمل حول العلاقات مع الصحافة ولاسيما مع المنظمات العاملة في المجال الانساني وتوفير مواد تعليمية للمدارس والجامعات وتنظيم حلقات دراسية حول المسائل المتعلقة بالاعلام. وستقدم مؤسسة فرانس برس للتدريب خدماتها هذه بالعربية والانكليزية والفرنسية والاسبانية مستفيدة من الامكانات البشرية الهائلة لدي وكالة فرانس برس، اقدم وكالة دولية في العالم،التي يتوزع مراسلوها ومصوروها علي 165 بلدا. ويترأس بيار لويت مؤسسة فرانس برس للتدريب التي يديرها الصحافي روبرت هالاواي مدير التحرير المساعد في باريس.

ويضم مجلس ادارة المؤسسة ستة اعضاء آخرين هم ادوارد مورتيمر نائب رئيس حلقة سالزبورغ الدراسية وساليل شيتي مدير حملة الالفية في الامم المتحدة والصحافيون الثلاثة في وكالة فرانس برس رندا حبيب وآني توما وبيتر ماكلر.وقامت مؤسسة فرانس برس للتدريب حتي الان بتدريب صحافيين في تونس ونظمت في آب (اغسطس) الماضي دورة تدريبية لنحو اربعين صحافيا في سوريا في اطار مشروع موله  

باموك يصف احتلال العراق بالكارثة 

 قال الروائي التركي الحائز علي جائزة نوبل للسلام اورهان باموك ان حرب العراق كانت كارثة للولايات المتحدة وحلفائها وقوضت الدعم للديموقراطية والعلمانية في العالم الإسلامي.

وأضاف باموك الذي يزور حاليا مدينة تورين الايطالية لإلقاء محاضرة ان هيبة الحضارة الغربية تضعضعت بسبب الرعب والظلم الذي تسببت به الحرب التي سممت العلاقات بين العالم العربي من جهة وبين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين من جهة أخرى .

وتابع قائلا اعتقد ان الحرب في العراق واحدة من الكوارث الكبري خلال العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية .لقد دمرت المقاربة السلمية تجاه الديموقراطية في الشرق الأوسط،وتجاه حقوق الإنسان والقيم الغربية وتحرير المرأة.

وقال باموك ان دولا إسلامية تعاني أيضا من المفاهيم المبسطة جدا في الغرب التي تربط الإسلام بالإرهاب والتفجيرات والعمليات الانتحارية.

وأضافالاصطلاح الشائع هو ان الإسلام دين إرهابي . وتابع قائلا هذا مفسد للحضارة ويخدم المصالح العسكرية الأميركية فقط.

وكان باموك فاز بجائزة نوبل للآداب لعام 2006 .وقد ترجمت أعماله الى اكثر من عشر لغات .

دعماً للإبداع وحرية التعبير وبتمويل من أثرياء عرب ...

غسان سلامة يطلق «الصندوق العربي للثقافة والفنون»

أعلن وزير الثقافة اللبناني السابق غسان سلامة في القاهرة انطلاق «الصندوق العربي للثقافة والفنون» ومقره الرئيس في العاصمة الأردنية عمّان، ومهمته الأولى دعم الإبداع الأدبي وحرية التعبير في العالم العربي.

حل الوزير سلامة ضيفاً في أمسية عن «الإبداع العربي بين العمل الأهلي والدعم المؤسسي» لكنها بدت أشبه بمؤتمر صحافي لتدشين الصندوق. ظهر ذلك واضحاً عبر حضور نسمة الحسيني أحد أعضاء مجلس أمناء الصندوق ومدير مؤسسة «المورد الثقافي» في مصر التي قامت بتوزيع منشور لتعريف بالصندوق واستمارة التقدم بطلبات الدعم داعية الصحافيين الموجودين للمشاركة في ترويج انطلاق الصندوق. والهدف من تأسيس هذا الصندوق مواجهة التراجع العام في تمويل الأنشطة الفنية إضافة الى اضطراب المناخ السياسي في الشرق الأوسط.

فكرة الصندوق كما ذكر سلامة بدت من تلاقي اقتراحات بعض العاملين في الشأن الثقافي في العالم العربي حول الحاجة الى مصدر تمويل للأعمال الثقافية والفنية ذات الصفات المختلفة والمحددة، كأن يكون مصدراً مستقلاً عن الحكومات وعن المتبرع ذاته.

وأوضح أن الصندوق يتخذ أهميته من تشرذم الواقع السياسي العربي، واقتصار عمل وزارات الثقافة في الوطن العربي على بلدانها فقط. لذلك تصبح مهمته الخروج من التوتر والتناقض القائمين بين العطاءات ذات الطابع المحلي، ووحدة الثقافة العربية والاهتمام بما نشهد من سوق موحدة للكتاب وللإنتاج السينمائي وكذلك للفضائيات وحتى الاسطوانات. 

وشدد على نشاطات الصندوق غير الربحية بقوله: «ليس للصندوق أولي شخصياً أي علاقة بمن تحولوا الى أصحاب ملايين بمجرد نشر كتاب. سيُردّ الجميل معنوياً الى الصندوق بمجرد نجاح العمل الذي قمنا بدعمه ولا ننتظر أي مقابل من طالبي الدعم». 

أما شروط الدعم فقال ان لا اعتبارات سوى كفاءة المشروع واقتناع الهيئات التحكيمية به. لكن هذا لن يعني حيادية لجنة التحكيم لأنها ستوجه الاهتمام أكثر الى الأشخاص الذين لا تصل إليهم وزارات الثقافة في البلدان العربية أي المثقفين المبتدئين. وقد يضطر الصندوق في أحيان الى التعامل بقدر من التمثيل لأن هناك وزارات للثقافة لا تحتاج الى زيادة التمويل الثقافي. 

وأكد أن الصندوق ليس مؤسسة فكرية أو أيديولوجية، ولن ينافس وزارات الثقافة والناشرين، لأنه لا يقوم بأي عمل ثقافي بنفسه، وتنحصر مهمته في كونه جهة مانحة وداعمة. وتخصص نسبة 20 في المئة من الدعم لمساعدة الفنون والمشاريع ذات الطابع المحلي. 

وقال سلامة إن الصندوق يعتمد على آلية خاصة في التمويل، فزهاء 50 في المئة من مصادر تمويله هي من الأموال التي يمنحها أفراد عرب «الأثرياء الميسورون» مع عدم رفض أي مصدر آخر للتمويل سواء جاء من جهات حكومية أو من مانحين دوليين. وأشار الى أن هذه الآلية تحقق فضلاً عن استقلالية الصندوق قيامه بدور الوسيط بين المتبرع والمبدع بحيث ينخرط المتبرع تدريجاً في العمل الثقافي. وإضافة الى التمويل الآني الذي قد يبلغ مليون دولار على الأقل سنوياً، يؤسس الصندوق وديعة دائمة باسمه تضمن له الاستمرار ونجاح التجربة. 

وتطرق سلامة الى أوضاع الثقافة العربية المتردية، وما عاناه شخصياً طوال ثلاث سنوات كوزير من ضآلة موازنة وزارة الثقافة اللبنانية والحجم الهائل للدين العام للبناني الذي تجاوز حينذاك 40 بليون دولار، وقال:»إن الصندوق يحاول استثمار الجهود المتمردة على المركزية التي تعانيها الدولة في علاقتها بالثقافة خصوصاً مع تراجع الدولة وتخليها عن وهم إمكان تأميم الثقافة». ورفض سلامة الحل البديل في خصخصة الثقافة داعياً الى إيجاد معادلة جديدة تقضي بتحويل الثقافة الى اقتصاد المتعة أو الترفيه ويمكن أن يجنى منها ربح معقول.

 وما يجدر ذكره أن الوزير السابق غسان سلامة هو رئيس الصندوق الذي يضم 12 عضواً في مجلس الأمناء، ولجنة تحكيم مستقلة. ويجدد المجلس ثلث أعضائه كل ثلاث سنوات، وآخر موعد لتسلم طلبات الدعم 30 تشرين الأول (اكتوبر) المقبل.

 شارع المتنبي يسترد الحياة بعد رفع الحظر

عادت الحياة إلى شارع المتنبي في بغداد بعد قرار الحكومة العراقية رفع الحظر عن حركة السيارات يوم الجمعة.

 وشهد الشارع حفل افتتاح تمثل بمزاد لبيع الكتب حضره مثقفون وأصحاب مكتبات وعشرات من باعة الرصيف الذين يقيمون مزادات الكتب في الهواء الطلق كل جمعة. 

المزاد عبر عن روح الشارع الذي يختص ببيع الكتب منذ قرون حيث يتم "بيع وشراء الكتب والمخطوطات النادرة إضافة إلى مؤلفات أبرز الكتاب من عرب وأجانب "، حسب ما أفاده أحمد موسى أحد باعة الرصيف.

 الانطلاقة هذه أبهجت المعنيين من المثقفين والباعة ورواد الشارع الذين قدموا مجهودات شخصية بغية عودة شارعهم، ويقول ميثاق العاني صاحب مكتبة نجت من التفجيرات إن "الإصلاحات التي جرت في الشارع نفذها أصحاب المحال التجارية ومتبرعون من عشاق الثقافة، وقد اقتصرت على إعادة ترميم عدد من المحال والمكتبات ورفع الأنقاض وبقية آثار التدمير الذي خلفه التفجير الإرهابي الدموي الذي استهدف رمزا مهما من رموز ثقافتنا”. 

شارع الوراقين

عودة الشارع اعتبرها بعض المثقفين تعبيرا عن رغبة العراقيين في الحفاظ على هويتهم، حيث يقول الشاعر نعمان آل فتله إن "شارع المتنبي أو شارع الوراقين العباسي حمل لأجيالنا هذه شهادات عن عمق وقدم ثقافتنا ورسوخها وانتمائها إلى تلك المدرسة الفقهية والأدبية التي تربى وسطها خيرة كتاب وشعراء وعباقرة الأدب العربي". 

وعبر الشاعر فتله عن غبطته بالعودة وأضاف "هذا الشارع عاد والحمد لله إلى سابق عهده ولو بخطى وئيدة.. ولكنه عاد وهذه هي أول جمعة يلتئم فيها شمل البعض منا في هذا الشارع". 

غياب المثقفين

من ناحية أخرى اعتبر الصحفي عمار عبد الهادي عودة الشارع إلى مزاولة نشاطه الثقافي "منقوصة" حسب تعبيره خصوصا بسبب غياب بعض معالم الشارع: "ليس هناك أثر لمكتبة النهضة أو لمكتبة الحاج قاسم الرجب". 

 وعبر عن افتقاد الأجواء التي تميز بها الشارع: "ليس هناك من أثر لمقهى الشاهبندر حيث كان خصام المثقفين ومناقشاتهم المدوية يرن مع رنين استكان الشاي ويدوي وسط ضجيجهم.. المثقفون الذين يعتبرون التسكع في شارع المتنبي وتناول الشاي يوم الجمعة من الطقوس الإلزامية لديهم".  

ومن جهته يرى نصير بائع كتب الأدب الروسي أن إعادة افتتاح الشارع هي بمثابة "عودة الرزق إلى مئات العوائل التي تحول معيلوها إلى عاطلين بعد التفجير الذي أوقف الحياة في الشارع وما أعقبه من قرار حظر تجوال السيارات مما حد من قدوم الزبائن إلى السوق".  

وأبدى نصير قلقه حيال "تعذر سفر المئات من الكتاب والمثقفين من سكان محافظات ومدن غرب العراق إلى بغداد وكذلك ممن يسكنون مناطق ساخنة داخل بغداد". 

يشار إلى أن شارع المتنبي يقع وسط العاصمة العراقية بغداد قرب منطقة الميدان وشارع الرشيد.  

ويعتبر شريانا ثقافيا حيث تزدهر فيه تجارة الكتب بمختلف أنواعها. وكان الشارع قد تعرض لتفجير في مارس/آذار الماضي دمر مكتباته ومقاهيه وأودى بحياة بعض رواده كما جرح آخرين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 3 تشرين الاول/2007 -20/رمضان/1428