بغداد عذرا

القاضي والشاعر عادل بدر

 إن كان مجدك عبقريا واثـــبا            فلانت للدنيا استحلت محاربـا

تختال فيك رؤى العصور تهجدا             وتروم تحصيل الخلود لواغبـا

أربت على غلوائها في مطمـح             ينداح يغري في الوجود الراهبا

وتمدها فيما تروم هواجـــس             لبديع سحرك يقتفين مساربــا

فتبيح للدنيا استعار جوانـــح             بلظى الصبابة يستدر رغائبــا

فتميس أصداء الدهور وتزدهي              برفيف عطرك إذ تجلى واصبا

 **   **   **   **

بغداد عذرا حين امتدح الورى               بصفاتك الحسنى فكنت الكاذبـا

فلانت نبراس ينور فكرتـــي            يملي علية مشاعرا ومواهبــا

ولانت غيث الملهمين إذا انتشى             فيك الجمال ولاح نجما ثاقبــا

ولانت سفر الخالدين على المدى            للان يشمخ راغبا أو راهبـــا

ولانت حاضرة الجنان يمدهــا           سحر الغيوب وشائجا  ومناسبـا

ولانت توجت الخلود مناقبـــا           ولانت صورت الوجود مراتبـا

ولانت أحصنت الكلام وشاعـرا           بجليل مدحك شق دربا لاحبــا

كلف محبك ,هائم متولــــه            بعبير نفحك حين يعيق خالبــا

يزداد من نفح الشذاة ضــراوة           ويحط دهرا إذا تراءى ناصبــا

يا غرة التاريخ حسبك نشــوة            من قبل أغرت شاعرا أو كاتبـا

**   **   **   **

بغداد عذرا إذ تجانف هاجـسي          فلقد كبا مهري فلم اك غالبـــا

ولقد نبا سيفي فخاب بي الرجـا          إذ لم أكن بين الكماة محاربـــا

ولقد هفت بين الرصافة حكمتـي         والجسر من حدق فكن سوالبــا

بغداد حسنك إذا يجيش تعجبــا          فلبعض ما أضحى يدر عجائبـا

فلئن كبا مهري فحسنك راعــه         لما تراءى في الغضارة ذائبــا

(كحصان احمد)حين طاب حرانه         في (شعب بوان)يهدهد جانبـــا

(بملاعب الجن)التي ما قورنـت         إلا وكانت في الجنان ملاعبـــا

وكذاك سيفي حين طالع مجدك الـوضـــاء لف مشارقا ومغاربــــا

فإذا به متخارس من نطفـــة          لا يستطيع تلاحما و تقاربــــا

أعياه ترويض الخلود وشفــه           سر الخلائق في السماء كواكبــا

 **   **   **    **

 بغداد كنت سبيل كل مفكـــر          طلب النجاة بفكره و القاربـــا

متفلسف هذا طارح فكــــرة         في-كيف يبتديء الوجود تعاقبا-

ولذاك من فرق الكلام معانــق         في-محنة الخلق-استعارا عاطـبا

والشعر يبقى بين ذاك مغــردا         (بابي الشموس الجانحات غوا ربا)

والعود يعبق من شذى أوتــاره        أصداء ألحان تهز الضاربــــا 

**   **   **   **

يا كوثر الدنيا تفيض به الرؤى        فترد موجا ذاهبا أو آيبـــــــا

نسماتك الغر استعدن لي الصـبا         فوددت لو حلقت فوقك واصبــا

حتى المرافه تنحني بتهـــيب           وتروم لم الثغر منك رواغبــا

وإذ استحلت وقد سقينا حيا الهوى         من ريقك العذب الطهور عوا شبا

غنت بمضطرم الصبابة دجـلـة         (يا عذبة الريق) استزيدي لاهبــا

فعلى شواطئك كتبت قصائــدي        فتلفعت بسنا رؤاك طواربــــا

تزداد إن جمح الخيال عذوبــة         ولئن سجا تهدى إليك رغائبـــا

وكأن بغدادا بمنزل زهوهــا            قد ركبت في شاطئيك عجائبــا

وكأن أفلاك السما في جرفهــا         دست فصيرن المياه ترائبــــا

ولحسب دجلة إن تمد قرائحــا          بعبير أشعار سمون كواكبــــا

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 2 تشرين الاول/2007 -19/رمضان/1428