في ظل القمع السلطوي.. الإبتسامة تهجر شعب بورما المضياف

 شبكة النبأ: بورما او الاسم الحديث الذي اطلقته الدولة بعد احداث الثمانينات تضطرم فيها العمليات العنيفة ويلعب الجيش لعبة الدخان في مسار مرعب لتصفية المعارضين المطالبين بالديمقراطية وبهذا فان القطيعة الحاصلة بين تلمس اسباب العيش تزداد جفاء وذلك لعدم ورود السياح الذين يعد ورودهم مصدرا ماليا مهما لدى السكان.

واختفى السائحون من يانجون المدينة الرئيسية في ميانمار بينما لزم شعبه المضياف الصمت وسط حالة من الخوف والغضب ازاء قمع الجيش الوحشي لاحتجاجات تطالب بالديمقراطية.

وتحيط المتاريس والاسلاك الشائكة بمعابد يانجون الشهيرة وتجوب دوريات الجنود الشوارع وتلقي القبض على كل من تشتبه في مشاركته في الاحتجاجات. ويسير مواطنو البلد المعروفون بحفاوتهم وقد علت الكابة وجوههم. بحسب رويترز.

ويقول هيدي كولومبو وهو سائح من بروكسل عاد للعاصمة السابقة بعد ان امضى ثلاثة اسابيع في جولة داخل البلاد، قبل ثلاثة اسابيع كان الجميع يبتسم.. غابت الابتسامة الان. واختفى السائحون الاجانب من العاصمة الانيقة وان كانت قديمة.

وتوقفت المظاهرات الحاشدة منذ حين اطلق الجنود الرصاص والغازات المسيلة للدموع على المحتجين بعدما ضربوا والرهبان والقوا القبض على المئات ممن قادوا المظاهرات.

وكانت المظاهرات سلمية حتى اندلعت الاحتجاجات نتيجة ارتفاع مفاجيء لاسعار الوقود قبل ان يقود الرهبان الاحتجاجات.

حشود توبخ الجنود والعنف يولد غضب عارم

وبخت الحشود قوات الامن التي تغلق وسط يانجون بالحواجز في محاولة لمنع مزيد من الاحتجاجات على نطاق واسع ضد الحكم العسكري المستمر منذ 45 عاما في ميانمار والازمة الاقتصادية الخانقة.

واستمرت المناوشات لساعات حول الحواجز المقامة بأسلاك شائكة في مدينة يسودها شعور بالخوف من تكرار ما حدث عام 1988 عندما قتل الجيش ما يقدر بحوالي ثلاثة الاف شخص أثناء سحق انتفاضة في البلاد التي كانت تسمى (بورما) في السابق. بحسب فرانس برس.

ولم يكن هناك سوى بضعة رهبان بوذيين بين الحشود على خلاف الايام السابقة بعد أن اقتحم الجنود عشرة معابد يوم الخميس واعتقلوا المئات داخلها.

وعندما يكر الجنود يفر المتظاهرون في الشوارع الجانبية الضيقة ثم يظهرون في مكان اخر ويكررون الشتائم الى أن حل الظلام ودخل حظر ليلي للتجول حيز التنفيذ.

وقال البعض باللغة الانجليزية، اللعنة على الجيش.. لا نريد سوى الديمقراطية. وهتف اخرون باللغة البورمية قائلين، لتحل صاعقة بمن يضربون الرهبان.

ورغم الغضب العارم الذي يبدو في نبرة صوتهم خرجت أعداد من المتظاهرين في يانجون أقل بكثير مما كان عليه الحال في وقت سابق من الاسبوع حيث كانوا يمشون بصحبة ألوف الرهبان. وأطلق الجنود النار على عدة حشود وقال التلفزيون الحكومي ان تسعة أشخاص قتلوا.

وقال جوردون براون رئيس الوزراء البريطاني بعد محادثات هاتفية مع الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء الصيني وين جيا باو، أخشى أن تكون الخسائر في الارواح حسبما نعتقد أكبر بكثير من المعلن.

وواجه المجلس العسكري الحاكم موجة من التنديد الدولي لكنه عادة ما يتجاهل الضغوط الخارجية وعلى ما يبدو أنه قطع اتصال العامة بالانترنت التي وصلت من خلالها كثير من أنباء القمع الى باقي العالم.

ولكن في تنازل بسيط وافق المجلس العسكري على استقبال مبعوث الامم المتحدة الخاص ابراهيم جمباري. وقالت مصادر دبلوماسية في يانجون ان من المتوقع وصوله الى سنغافورة.

وقال بعض الرهبان لشبكات بث أجنبية ناطقة باللغة البورمية انهم لن يستسلموا. وأضاف الرهبان الذين رفضوا ذكر اسمائهم ان جبهة موحدة من رجال الدين والطلاب والنشطاء تشكلت لمواصلة النضال.

وبحث بوش وبراون الحاجة لاستمرار الضغوط الدولية على حكام ميانمار وندد البيت الابيض بالقمع واصفا اياه بانه همجي.

وردا على سؤال بشأن ما اذا كان بوش وبراون قد تحدثا بشان احتمال تشجيع شعب ميانمار على الاطاحة بحكومته اذا تصاعدت الاحتجاجات الى انتفاضة على نطاق واسع قال سكوت ستانزيل المتحدث باسم البيت الابيض، ان ذلك سيكون مسألة افتراضية.

استنكار وعقوبات دوليين

وأجاز بوش عقوبات جديدة ضد حكومة ميانمار التي تعمل في ظل قيود مشابهة منذ سنوات. واستدعى الاتحاد الاوروبي أبرز دبلوماسي من ميانمار في بروكسل وحذره من تشديد العقوبات.

وقال دبلوماسي ان خبراء من الاتحاد الاوروبي يبحثون قيودا محتملة على صادرات ميانمار من الخشب والمعادن والاحجار الكريمة لكنهم لم يتوصلوا الى أي قرارات. وأضاف أنه لم تتم اثارة موضوع الاستثمارات وخصوصا الاوروبية في البلاد. 

ووصف الناشط مارك فارمانر من جماعة (حملة بورما) بالمملكة المتحدة عقوبات الاتحاد الاوروبي بانها "مثيرة للشفقة" وقال ان تجميد الارصدة اسفر عن أقل من سبعة الاف يورو في جميع الدول الاعضاء بالاتحاد وعددهم 27 دولة وان عدة دول سمحت للشركات بالعمل في ميانمار.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الحديث عن فرض عقوبات على ميانمار سابق لاوانه لكنه أعرب عن أسفه لسقوط قتلى من المدنيين.

وأضاف، فيما يتعلق بالعقوبات فهذه مسألة للنظر فيها بشكل خاص في الامم المتحدة.

وأبدت روسيا اهتماما متزايدا بالتعاون في مجال الطاقة مع ميانمار. واستبعدت الصين المؤيد الرئيسي للحكومة العسكرية في ميانمار تأييد اي عقوبات. والصين وروسيا عضوان دائما العضوية في مجلس الامن ولهما حق النقض (الفيتو).

وقال أحد الذين حضروا اجتماعا عقده المجلس العسكري مع دبلوماسيين أجانب جرى استدعاؤهم لنايبيداو عاصمته الجديدة في الاحراش ان المجلس أبلغهم بأن الحكومة ملتزمة بالتحلي بضبط النفس في ردها على الاستفزازات.

وقتل صحفي تلفزيوني ياباني يدعى كينجي ناجاي (50 عاما). وأظهر تصوير فيديو انه قتل باطلاق الرصاص عليه مباشرة من مسافة قريبة عندما كر الجنود على الحشود قرب معبد سولي في يانجون وهو بؤرة للاحتجاجات المستمرة. ويقع المعبد الان في عمق المنطقة المغلقة.

وقالت اليابان انها سترسل مبعوثا الى ميانمار للتحقيق. وقالت وزارة الخارجية في سنغافورة ان رجلا يعتقد انه سنغافوري أصيب بجروح اثر اصابته برصاصة مطاطية.

وقال رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا أيضا انه أجرى محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو. واضاف أن وين طمأنه بأن بكين ستسعى لممارسة نفوذها على المجلس العسكري.

وخرجت مظاهرات احتجاج في أنحاء اسيا حيث ارتدى كثيرون ملابس باللون الاحمر في رمز للدم الذي أريق في ميانمار.

وهتف نحو 2000 متظاهر في كوالا لمبور، ليذهب المجلس العسكري الى الجحيم. وفي كانبيرا حاول حوالي 100 شخص الهجوم على سفارة ميانمار.

وفي جاكرتا وقف نحو 50 مسؤولا بوزارة الخارجية مرتدين ملابس حمراء فترة صمت. كما نظمت احتجاجات في الفلبين وكمبوديا وتايلاند التي يعيش بها مليون لاجيء وعامل مهاجر من ميانمار.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 2 تشرين الاول/2007 -19/رمضان/1428