(ملف تخصصي):الجامعات الامريكية..مهمات في الشرق الأوسط

30 ايلول 2007

علي الطالقاني*

شبكة النبأ: في اطلالة على أهم الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية الأكثر كلفة بين جامعات العالم والتي تتميز بمستوى أكاديمي متطور وإمكانيات تعليمية هائلة والتي تلعب دورا استراتيجيا على نطاق واسع و ما لها من دور كبير في مهمة جديدة في تحديث الشرق الاوسط و العالم العربي.

جامعة هارفارد Harvard University

جامعة هارفارد هي اقدم جامعات الولايات المتحدة واغناها على الاطلاق، كما تعتبر في طليعة جامعات العالم في العديد من التخصصات، وبخاصة الطب والحقوق وادارة الاعمال والعلوم الاجتماعية والانسانية والعلوم البحتة.

تتألف الجامعة التي تأسست عام 1636 من كلية هارفارد، النواة الاولى للجامعة، وكلية رادكليف التي تأسست كلية للبنات عام 1879، وعدد من المرافق والمعاهد والدوائر المتخصصة الاخرى، ولا سيما في مجالات الدراسات العليا.

معظم مباني الحرم الجامعي تقع في مدينة كمبريدج المقابلة لمدينة بوسطن عاصمة ولاية ماساتشوستس، عبر نهر تشارلز. في حين تقع كليتا الطب وادارة الاعمال في بوسطن نفسها، وتتصل الثانية بجسر مع الحرم الجامعي.

انطلقت هارفارد من اهتمام المهاجرين الاوروبيين في بوسطن ببناء معهد تعليمي يدرّب الشبان ويعلمهم في اللاهوت والادارة والتجارة، وافتتحت بـ12 طالبا وحفنة من الكتب والاعانات المادية قدمها رجل اسمه جون هارفارد، حملت الجامعة في ما بعد اسمه وحملت المنطقة التي بنيت فيها مبانيها اسم الجامعة البريطانية الشهيرة التي درس فيها. ومع مر السنين وتطوّر العلوم ضعفت صلات الجامعة بالكنيسة البروتستانتية وسلطة الولاية، وتحوّلت عام 1865 الى جامعة خاصة لا مذهبية. وكانت عدة معاهد تخصصية قد اضيفت الى كيان الكلية الام هي: الطب عام 1782، واللاهوت عام 1816، والحقوق عام 1817. ثم اسس معهد طب الاسنان عام 1867، ومعهد الاداب والعلوم عام 1872.

يقدر عدد طلبة هارفارد الممتدة على 380 فدانا بأكثر من 20 الف طالب. وتبلغ موجودات مكتباتها من المجلدات فقط اكثر من 14مليون مجلد. كما تقدر وقفياتها المالية بأكثر من 10 مليارات دولار، وهذه اكبر وقفية اكاديمية في العالم. كذلك تملك الجامعة عددا من المتاحف الفنية العظيمة و100 مكتبة اهمها مكتبة وايدنر التذكارية، اكبر مكتبة جامعية في العالم. وترتبط هارفارد، اجتماعيا ورياضيا واكاديميا برابطة تاريخية تعرف باسم "رابطة اللبلاب" Ivy League تضمها الى جانب 7 جامعات عريقة اخرى في شمال شرق الولايات المتحدة، هي: ييل وبرينستون وبنسلفانيا وكولمبيا وكورنيل وبراون وكلية دارتموث.

جامعة ييل Yale University

ييل تعد المنافس التقليدي لهارفارد، واضحى التنافس على التفوق بين الجامعتين في جميع المجالات اشبه ما يكون بالتنافس التقليدي بين جامعتي اوكسفورد وكمبريدج في بريطانيا.

أسست ييل تحت اسم "المدرسة الكلية" في سايبروك بولاية كونكتيكت الممتدة بين بوسطن ونيويورك عام 1701، على يد جماعة من القساوسة "المتطهرين" الذين أغضبهم "تحرر" هارفارد اللاهوتي. وعام 1716 انتقلت الى مدينة نيوهيفن، واطلق عليها اسم كلية ييل تقديراً لمساعدة سخية من التاجر الثري ايليهو ييل. ولكن بخلاف هارفارد اتبعت ييل نظام "الكليات السكنية" Residential Colleges الشبيه بنظام اوكسفورد وكمبريدج. كما اهتم القيمون على عمارتها باعتماد النمط المعماري القوطي الفاخر الذي قرّبها اكثر من صورة الجامعة البريطانية التقليدية. غير ان التطور السريع شمل ييل كما شمل غيرها وازدادت فيها الكليات والمعاهد والدوائر المتخصصة. فعام 1810 تأسست فيها كلية الطب، وعام 1824 كلية الحقوق، وعام 1861 صارت ييل اول مؤسسة اميركية للتعليم العالي تمنح درجة الدكتوراه. وعام 1887 تغيّر اسمها رسميا الى "جامعة ييل"، وعام 1969 فتحت ابوابها للطالبات. يزيد عدد طلاب ييل الآن عن 12 الف طالب، يتخصصون في عدد ضخم من التخصصات التي تشمل الاداب والعلوم والفنون والعمارة والهندسة والتجارة والادارة والطب والتمريض والصحة العامة والموسيقى والتمثيل والغابات والبيئة. وتضم مكتبات الجامعة ـ واهمها مكتبة ستيرلينغ التذكارية ـ اكثر من 10ملايين مجلد، كما انشئ فيها اول معرض للفن، وتعد من اغنى جامعات العالم على الاطلاق

جامعة برينستون Princeton University

تحتل جامعة برينستون تقليدياً احد المواقع الاربعة الاولى في صدارة الجامعات الاميركية. كما تعد الجامعة الاغنى من حيث نسبة الانفاق على الطالب. وهي تتبوأ منذ تأسيسها عام 1746 مكانة اكاديمية عظيمة عالمياً على الرغم من انها لا تضم كليات للطب والحقوق وادارة الاعمال.

أسست برينستون تحت اسم "كلية نيوجيرزي" في بلدة اليزابيث قرب مدينة نيويورك، ثم انتقلت الى مدينة برينستون التاريخية الصغيرة في ولاية نيوجيرزي، واستخدم مبنى "ناسو هول" (شيد عام 1756)، وهو اقدم مباني حرمها الجامعي الضخم البديع مقرا للحكومة الثورية الاميركية لبعض الوقت ابان حرب الاستقلال. ويمتد الحرم الجامعي الاخضر على مساحة 2200 فدان (890 هكتارا) ويضم مجموعة من المباني القوطية الجميلة اشهرها مكتبة فايرستون التذكارية.

من اقوى تخصصاتها الاداب (بما فيها العلوم الانسانية والاجتماعية والادارة العامة) والعلوم والعمارة والهندسة. وملحق بها حرم تكنولوجي وعلمي تحت اسم "مركز جيمس فورستال للابحاث". كما تلحق بالجامعة مطبعة جامعية أسست عام 1905 وباشرت نشاطها عام 1910. وتعتبر هذه الجامعة من الجامعات الاميركية الرائدة في الدراسات الشرقية والاسلامية

جامعة ستانفورد Stanford University

تحتل جامعة ستانفورد موقعا متميزا في قمة هرم التعليم العالي في اميركا والعالم رغم حداثة سنها نسبيا. فهذه الجامعة العظيمة أسست عام 1891 على ارض مزرعة ليلاند ستانفورد حاكم ولاية كاليفورنيا ورجل الاعمال الثري لتخليد ذكرى ولده الوحيد بعد وفاته. ويمتد حرم الجامعة، المشيدة غالبية مبانيها على طراز اميركي لاتيني يعلوها القرميد الاحمر، على مساحة 8 الاف فدان الى الجنوب من مدينة سان فرانسيسكو، بضاحية بالو آلتو.

تتميز ستانفورد بارتفاع مستواها الاكاديمي في جميع التخصصات تقريبا، ولا تنافسها فعليا بين الجامعات الاميركية في "شموليتها" بين جامعات النخبة الخاصة الا جامعة كورنيل (في ريف ولاية نيويورك).

من اشهر كليات ستانفورد ومعاهدها المتخصصة كليات ادارة الاعمال والحقوق والطب والهندسة (بمختلف انواعها) وكذلك الاداب والعلوم بجميع فروعها تقريبا

جامعة كولمبيا Columbia University

كولمبيا، الجامعة العريقة في قلب مدينة نيويورك، واحدى اشهر واغنى جامعات العالم، ابصرت النور عام 1754 تحت اسم "كلية كينغز" (الملك). ومنذ بداياتها المبكرة ضمت كولمبيا حاليا العديد من الكليات المتخصصة والمراكز الطبية الرائدة التي عززت بها عبر السنين كليتيها الاصليتين "كلية كولمبيا" للشبان، ثم كلية بارنارد للبنات.

يمتد الحرم الحالي على مساحة 35 فدانا في حي مانهاتان ويشمل مباني التدريس والمختبرات والمكتبات. كما يجاور الحرم مبنى كلية المعلمين الشهيرة، المرتبط بالجامعة. وتقع في اماكن اخرى من مانهاتان المراكز الطبية التابعة للجامعة. بينما يقع في اقصى شمال المدينة ملعبها الرياضي "بيكر فيلد" في حي البرونكس.

من اهم الاقسام في كلياتها العلوم والعمارة والحقوق والهندسة والطب وإدارة الاعمال

جامعة شيكاغو The University Of Chicago

جامعة شيكاغو، مثل ستانفورد، من الجامعات الاميركيات الحديثة العهد التي نجحت مع ذلك في بلوغ القمة. فقد قدّمت جامعة شيكاغو التي أسست عام 1891 بفضل دعم سخي من الثري الاميركي الشهير جون روكفلر الى العالم عشرات العلماء الفائزين بجوائز "نوبل"، سواء كخريجين او باحثين او اعضاء في هيئتها التدريسية. وتمتد الجامعة على حرم جميل من 190 فدانا يطغى عليها الطراز المعماري القوطي في منطقة "ميدواي بليزانس" بجنوب مدينة شيكاغو، احدى كبريات المدن الاميركية. وهي من اشد جامعات العالم انتقائية. وبين اهم كلياتها ومعاهدها: الاداب والعلوم والحقوق واللاهوت والطب وادارة الاعمال. وتشتهر خصوصا بالدراسات الشرقية وعلم الآثار.

جامعة جونز هوبكنز The Johns Hopkins University

تأسست جامعة جونز هوبكنز على ايدي المصرفي الثري جونز هوبكنز عام 1876 كلية للدراسات العليا مقتصرة على الشبان، واسس بجانبها مستشفى كبيرا في مدينة بولتيمور، كبرى مدن ولاية ماريلاند وجارة العاصمة واشنطن. وبعدما واجه المستشفى بعض المصاعب المالية، جمع فريق من النساء عام 1893 مبلغا من المال دعمن به ميزانيته وفتحن بفضله كلية طب تقبل الطالبات على قدم المساواة مع الطلاب. وفعلا افتتحت كلية الصحة العامة عام 1918، وباتت مرافق جونز هوبكنز الطبية من اشهر المرافق المتخصصة في العالم وصارت المنافس الاول لكلية طب جامعة هارفارد في رأس المعاهد الطبية الاميركية.

الحرم الرئيسي الاخضر يمتد على مساحة 160 فدانا بشمال بولتيمور، ويضم كليات الاداب والعلوم والهندسة. ويلحق بالجامعة معهد بول نيتزه للدراسات الدولية SAIS المتقدمة في العاصمة واشنطن. كما تملك اقدم مطبعة جامعية اميركية مستمرة النشاط منذ تأسيسها، وحرما جامعيا في بولونيا بإيطاليا.

جامعة بنسلفانيا The University Of Pennsylvania

احدى جامعات "رابطة اللبلاب" العريقة، أسست عام 1740 في مدينة فيلادلفيا (ولاية بنسلفانيا) مدرسةً خيرية، بهمة المخترع والسياسي والصحافي بنجامين فرانكلين مخترع قضيب الصاعقة "الشاري" واحد الموقعين على "اعلان الاستقلال" الاميركي. بعدها عام 1753حملت اسم "كلية واكاديمية فيلادلفيا" وعام 1765 اصبحت اول "جامعة حقيقية" متكاملة في تاريخ الولايات المتحدة، اذ أسست فيها في ذلك العام اول كلية طب في اميركا الشمالية، مع انها لم تحمل اسم جامعة الا عام 1779، وكانت يومذاك تحت الاشراف الحكومي.

تمتد مبانيها على مساحة 260 فدانا داخل فيلادلفيا، وتتفوق الاداب والعلوم والعمارة والهندسة والطب وطب الاسنان والطب البيطري والحقوق، وخصوصاً ادارة الاعمال (فيها كلية وارتون الشهيرة عالميا). كما تعد من اعظم المعاهد العالمية في مجال علم الآثار وخاصة في الشرقين الادنى والاوسط.

معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا The Massachusetts Intitute Of Technology (MIT)

بإجماع الاراء ..الـ"إم آي تي" يعد اعظم معهد علوم تطبيقية في العالم.

اسس المعهد العالم الطبيعي وليم بارتون روجرز عام 1861 لتكون فلسفته التطبيق العملي للمعرفة. وفعلا احتفظ المعهد بهذه الهوية في سنوات تطوره، مع انه يدرّس راهناً بجانب الهندسة والعمارة والعلوم التطبيقية، بشتى فروعها، مواد اخرى كالاقتصاد والاحصاء والسياسة الدولية والالسنية وفلسفة اللغات والعلوم الاجتماعية والدراسات الانسانية. وهو يقوم على حرم جامعي طويل يمتد على الضفة الشمالية لنهر تشارلز الذي يفضل مدينة كمبريدج ـ حيث جارته الاشهر جامعة هارفارد ـ عن قلب مدينة بوسطن.

جامعة كورنيل Cornell University

الجامعة الوحيدة ضمن "رابطة اللبلاب" الخاصة التي حظيت ايضا بهبة الارض الحكومية بموجب "قانون موريل" الخاص بهبات الارض، فأسست فيها كلية زراعة ولاية نيويورك.

تقوم كورنيل في بلدة ايثاكا (ريف ولاية نيويورك) عام 1865 تحمل اسم الثري عزرا كورنيل الذي منحها هبة مالية سخية. ويعد حرمها الجامعي الضخم الذي يمتد فوق ايثاكا ويطل على بحيرة كايوغا من اجمل واكبر الحُرُم الجامعية في اميركا.

هذه الجامعة تعد واحدة من اعظم جامعات العالم واغناها واكثرها تخصصات، وهي تتبوأ مكانة رفيعة خصوصاً في مجال الزراعة والفندقة (علم ادارة الفندقة) الى جانب قوتها الاكاديمية في جميع حقوق المعرفة من الاداب الى العلوم الى الحقوق الى العمارة والهندسة بكل فروعها وانتهاء بالطب حيث لديها في مدينة نيوريورك مركز طبي شهير.

جامعـــة ديــــوك أهم جامعات الجنوب الأميركي

احدى اعظم الجامعات الاميركية والعالمية، واهم جامعات "الجنوب" الاميركي على الاطلاق.

أسست عام 1838 باسم كلية الثالوث "ترينيتي كوليدج" بجهد من الكنيسة النظامية (الميثوديست) البروتستانتية. الا انها حصلت لاحقا على دعم مالي سخي من عائلة ديوك، اكبر صناعيي التبغ في الولايات المتحدة، فحملت اسمهم ونعمت بعونهم المادي.

للجامعة حرم جامعي جميل تبلغ مساحته نحو 8 الاف فدان في اطراف مدينة درام بولاية نورث كارولينا. وتعد درام من اهم مراكز صناعة التبغ في البلاد، غير ان هذه المدينة التي طالما لقبّت بـ"مدينة التبغ" غيّرت لقبها اخيرا الى "مدينة الطب" بفضل المكانة الرفيعة التي تتمتع بها كلية الطب في جامعة ديوك. ومن اهم تخصصات هذه الجامعة، بجانب الطب، الهندسة والحقوق والاداب والعلوم وادارة الاعمال (معهد فوكوا).

جامعة كاليفورنيا ـ بيركلي The University Of California-Berkeley

تتبوأ جامعة كاليفورنيا ـ بيركلي، على الاقل من حيث السمعة الاكاديمية، قمة هرم التعليم الجامعي الحكومي الاميركي وتتصدر منظومة "جامعة كاليفورنيا" الضخمة، التي انطلقت من هذه الجامعة التي كانت نواة لها. فقد أسست جامعة كاليفورنيا من بيركلي، وهي احدى ضواحي مدينة اوكلاند الواقعة قبالة سان فرانسيسكو عبر خليج سان فرانسيسكو عام 1868. غير ان النمو السريع للولاية فرض تأسيس مزيد من المعاهد الجامعية، فأضيفت كليات اخرى الى بيركلي على امتداد ولاية كاليفورنيا حتى بلغ عددها اليوم 9 جامعات متكاملة وشبه مستقلة تتفيأ ظل المنظومة الراقية. مع ان في الولاية منظومة اخرى ادنى مكانة منها لكن عدد جامعاتها اكثر هي منظومة "جامعة ولاية كاليفورنيا" California State University.

تدرّس في بيركلي جميع انواع التخصصات العلمية والادبية تقريبا، في حرم جامعي جميل تبلغ مساحته الاجمالية 1232 فدانا من اشهر معالمه برج ساعة مبني على الطراز المتوسطي الايطالي.

جامعة ميشيغن ـ آن آربر The University Of Michigan-Ann Arbor

جامعة ميشيغن في آن آربر جامعة حكومية تتنافس تقليدياً على القمة مع ارقى جامعات اميركا الخاصة، مثل جامعة كاليفورنيا - بيركلي، وتتفوق عليها في العديد من التخصصات. ولعلها الابرز في مجموعة الجامعات الكبرى الغنية والقوية اكاديمياً في الولايات المتحدة ..الملقبة بـ"العشرة الكبار".

أسست هذه الجامعة العريقة في مدينة ديترويت قبل ان تنتقل الى مدينة آن آربر الصغيرة (غرب ديترويت) عام 1817. وهي تحتل حرمين جامعيين كبيرين تقدر مساحتهما بنحو 800 فدان ويطغيان على المدينة الصغيرة، إذ لا يفصل بينهما الا حيها الاوسط. وباستثناء الدراسات الزراعية (التي تركت لجامعة ولاية ميشيغن في ايست لانسينغ) تتفوق جامعة ميشيغن في جميع التخصصات من الهندسة والعمارة الى الطب والحقوق وادارة الاعمال الى شتى الاداب والعلوم. وخارج النطاق الاكاديمي يضم حرمها اكبر ملعب رياضي جامعي في عموم اميركا اذ يتسع لـ101 الف متفرج.

جامعة ويسكونسن ـ ماديسون The University Of Wisconson at Madison

جامعة حكومية متكاملة التخصصات وواحدة من مجموعة "العشرة الكبار"، وهي تحتل حرماً جامعياً متميزاً بجمال مناظره ومبانيه وموقعه في مدينة ماديسون عاصمة ولاية ويسكونسن، واحدى اجمل المدن الجامعية في اميركا.

يمتد حرم جامعة ويسكونسن التي تأسست عام 1848 على مساحة من الروابي الخضراء المطلة على بحيرة ميندوتا وهي واحدة من الجامعات المعدودة المتفوقة في جميع العلوم والتخصصات تقريبا من علم الاجتماع - حيث تتصدر جامعات اميركا ـ الى الزراعة، ومن التربية الى الهندسة والطب.

جامعة فيرجينيا The University Of Virginia

جامعة حكومية اخرى تنافس ارقى الجامعات الخاصة في تفوقها الاكاديمي. أسسها وصمّم مبانيها وحرمها توماس جفرسون، ثالث رؤساء الجمهورية الاميركية، واحد ابطال الاستقلال الاميركي.

بنيت الجامعة عام 1819 بمدينة تشارلوتسفيل في ارياف ولاية فيرجينيا الجميلة الخضراء حيث شيد جفرسون لنفسه قصره "مونتيتشيلو". وهي شهيرة بتفوقها في اغلبية التخصصات ولا سيما الاداب والعلوم والادارة الاعمال (معهد داردن) والطب والحقوق.

جامعة براون Brown University

احدى جامعات "رابطة اللبلاب" العريقة، وسابع اقدم جامعات الولايات المتحدة. أسست عام 1764 في بلدة وارين بولاية رود ايلاند الصغيرة (بين بوسطن ونيويورك تحت اسم "كلية رود ايلاند". غير انها انتقلت الى مدينة بروفيدانس، عاصمة الولاية، وحملت اسمها الحالي اعترافا بدعم رجل الاعمال الثري نيكولاس براون، ابن الاسرة التي اسست فعليا صناعة النسيج الاميركية.

يمتد حرم الجامعة الممتد على مساحة 142فدانا على تلة "كوليدج هيل" بوسط بروفيدانس، وهي احدى ارقى المناطق السكنية في الولايات المتحدة. من ابرز كلياتها ومعاهدها الاداب والعلوم والهندسة والطب والحقوق وادارة الاعمال. وللعلم كانت براون اساسا مثل زميلاتها في "رابطة اللبلاب" مقتصرة على تعليم الذكور، الا انها اسست عام 1891 كلية خاصة للطالبات هي كلية بمبروك. غير ان بمبروك ادمجت بالجامعة نهائيا عام 1971.

كلية دارتموث Dartmouth College

هذه الكلية حقاً جامعة خاصة راقية وعريقة ضمن "رابطة اللبلاب"، لكنها وحدها بين زميلاتها السبع في "الرابطة" اصرت على الاحتفاظ بلقب "كلية". فهي تضم كلية طب وكلية حقوق وتمنح درجة الدكتوراه مثل اي من الجامعات الكبرى..

أسست دارتموث عام 1769 على يد القس اليعازر ويلوك بهدف "تعليم ابناء قبائل الهنود الحمر وابناء الانجليز والقوم الآخرين"، حسب شرعة تأسيسها. وتطوّرت من كلية صغيرة في ريف ولاية نيو هامبشير الجبلية الى جامعة تضم الآن نحو 7 الاف طالب. وفيها اليوم كليات ومعاهد للطب والحقوق والهندسة وادارة الاعمال، بجانب الاداب والعلوم. ويشكل حرم دارتموث قلب بلدة هانوفر الصغيرة (نحو 10 الاف نسمة) في وادي نهر كونكتيكت الذي يرسم الحدود الغربية للولاية مع ولاية فيرمونت. ومن اشهر مبانيها مبنى داتموث هول الاثري (1784) ومبنى مكتبة بيكر الضخمة.

جامعة نورثويسترن Northwestern University

تعد هذه الجامعة من اقدم الجامعات في وسط الولايات المتحدة وغربها، واغناها وارقاها. أسست عام 1851 لتعليم ابناء ما كان يعرف بـ"المنطقة الشمالية الغربية" من الولايات المتحدة ـ ومن هنا اسمها ـ وقد اشترى المؤسسون ومنهم جون ايفانز ارضاً مساحتها 379 فداناً الى الشمال من مدينة شيكاغو على شاطئ بحيرة ميشيغن، وعرفت هذه الضاحية لاحقاً وحتى اليوم بـ"ايفانستون" تكريماً لايفانز. وتضم هذه الجامعة التي بدأت التدريس عام 1855 بعشرة طلاب واستاذين اليوم نحو 17500 طالب و5700 موظف واستاذ (بينهم عدد من حائزي جائزتي نوبل وبوليتزر)، ولديها ميزانية سنوية تزيد على مليار دولار.

تشتهر نورثويسترن بمستوى رفيع في عموم تخصصات الاداب والعلوم والهندسة والعلوم التطبيقية والصحافة (معهد ميديل) وإدارة الاعمال (معهد كيلوج) والموسيقى. وهي الجامعة الخاصة الوحيدة بين "العشرة الكبار".

جامعة رايس Rice University

اسست "جامعة وليام مارش رايس" ـ وهذا هو اسمها الرسمي ـ عام 1912وحملت لبعض الوقت اسم "معهد رايس" Rice Institute. وهي اليوم واحدة من ارقى جامعات العالم واغناها. ويمتد حرم الجامعة الكبير البديع بمبانيه الكلاسيكية (النمط المعماري المتوسطي) في قلب مدينة هيوستن بولاية تكساس. وعلى صعيد التخصصات تتمتع رايس بمستوى رفيع في كل التخصصات التي تدرسها وعلى رأسها العمارة (من الافضل في العالم) والهندسة (مختلف فروعها) والعلوم الاداب والادارة والموسيقى.

جامعة نورث كارولينا - تشابل هيلThe University Of North Carolina-Chapel Hill

اسست عام 1795 وكانت اول جامعة حكومية تخرّج طلبة في تاريخ الولايات المتحدة. وتتمتع بحرم جامعي كلاسيكي رائع الجمال في بلدة تشابل هيل الصغيرة بوسط ولاية نورث كارولينا (جنوب شرق الولايات المتحدة). وهي متفوقة في عموم تخصصات الاداب والعلوم بجانب ادارة الاعمال والطب.

من جهة ثانية هذه الجامعة هي "الجامعة الأم" و"رأس الهرم" لـ"منظومة جامعة نورث كارولينا" التي تقود مسيرة التعليم الرسمي العالي على امتداد الولاية وتضم حالياً نحو 6جامعات، من ابرزها جامعة ولاية نورث كارولينا NCSU الشهيرة بالهندسة والزراعة والطب البيطري. كذلت شاركت جامعة نورث كارولينا ـ تشابل هيل مع جامعة ولاية نورث كارولينا وجامعة ديوك في تأسيس ما يعرف الآن بـ"مثلث الابحاث"، وهو مركز ابحاث علمية وتقنية يعد من الاضخم من نوعه في العالم.

جامعة تكساس ـ اوستن The University Of Texas-Austin

واحدة من اضخم الجامعات الاميركية واغناها. أسست عام 1883 وتضم اكثر من 55 الف طالب. وتحتل الجامعة حرماً ضخماً في مدينة اوستن عاصمة ولاية تكساس.

قوية في عموم التخصصات الادبية والعلمية البحتة والتطبيقية، وخاصة الهندسة، وكذلك في ادارة الاعمال. تضم مكتبة الرئيس ليندون جونسون الرئاسية.

جامعة جورجتاون Georgetown University

حي جورجتاون في غرب قلب العاصمة الاميركية واشنطن ليس في الواقع امتداداً لواشنطن بل هو مدينة مستقلة سابقاً اقدم عهداً من العاصمة. الا ان جورجتاون اليوم حي اكاديمي وسكني وتجاري فاخر، يعتز بأنه يضم في جنباته على الضفة الشمالية لنهر البوتوماك اول جامعة كاثوليكية تأسست في الولايات المتحدة.

جورجتاون اسسها اليسوعيون "الجيزويت" عام 1789، وتعد اليوم واحدة من ارقى واهم جامعات اميركا والعالم، ولا سيما في مجال الدراسات الدولية والادارية. فهي بجانب تقدمها المستمر في ميادين الحقوق وادارة الاعمال والطب، استفادت كثيرا من وجودها في عاصمة اقوى دول العالم والكفاءات المقيمة في محيط واشنطن او العاملة في مرافقها الحكومية العديدة. وفي الواقع تتباهى "مدرسة الخدمة الخارجية" (الادارة السياسية العامة) التي تدّرس السياسة والدبلوماسية والشؤون السياسية بأن بين اساتذتها ومحاضريها ـ ولو من دون تفرغ ـ ساسة ومخططون ومسؤولون حكوميون من ارفع المستويات.

جامعة فاندربيلت Vanderbilt University

أسست عام 1873في ولاية تينيسي (جنوب الولايات المتحدة) واطلق عليها اسم الجامعة الوسطى، الا ان الاسم بدّل الى جامعة فاندربيلت اثر تلقيها من الثري الكبير كورنيليوس فاندربيلت هبة بمليون دولار في مطلع الربع الاخير من القرن الماضي. واليوم تعد فاندربيلت التي يقوم حرمها الجامعي في مدينة ناشفيل عاصمة تينيسي ـ وعاصمة الغناء والموسيقى الشعبية في اميركا ـ من ارقى الجامعات الاميركية وافضلها مستوى وخاصة في مجالات الاداب والعلوم والطب والحقوق وادارة الاعمال.

جامعة ايلينوي في اوربانا ـ تشامباينThe University Of Illinois Of Urbana-Champaign

احدى اضخم جامعات اميركا وافضلها، وواحدة من مجموعة "العشرة الكبار". أسست عام 1867 وحظيت بموجب "قانون موريل" الخاص بهبات الارض باراضي زراعية شاسعة في وسط ولاية ايلينوي الغنية. وتضم جامعة ايلينوي اليوم فعلياً جامعتين في جامعة واحدة هما: هما جامعة ايلينوي في اوربانا ـ تشامباين وهي الجامعة الأم في وسط الولاية، وجامعة ايلينوي في شيكاغو وهو الحرم المديني للجامعة.

ايلينوي تملك ثالث اكبر مكتبة جامعية في اميركا بعد مكتبتي هارفارد وييل. وهي تدرس في حرميها جميع التخصصات العلمية والادبية والمهنية تقريباً بلا استثناء. وتشتهر خصوصا في الهندسة (وهي احدى اقوى جامعات العالم في الهندسة المدنية تحديدا) والزراعة والعلوم والعلوم الاجتماعية وادارة الاعمال.

جامعة ايموري Emory University

جامعة ذات روابط كنسية بروتستانتية قديمة أسست عام 1836 وتحتل حرماً واسعا جميلا في تلال خضراء تطل على مدينة اتلانتا عاصمة ولاية جورجيا من الشرق.

ايموري تعد اليوم واحدة من اغنى جامعات اميركا والعالم على الاطلاق. واسهم ثراؤها في تطور مستواها بسرعة مدهشة حتى اصبحت احدى ارقى جامعات "الجنوب" الى جانب ديوك (نورث كارولينا) وفاندربيلت (تينيسي) ورايس (تكساس) وتيولاين (لويزيانا). ومن تخصصاتها المهمة الطب والاداب والعلوم والحقوق.

جامعة نيويورك New York University

جامعة نيويورك NYU هي الجامعة الخاصة الضخمة في قلب مدينة نيويورك (جنوب حي مانهاتان - منطقة واشنطن سكوير) التي تزاحم جامعة كولمبيا العريقة في عدد من التخصصات.

اسس الجامعة الوزير الاميركي السابق البرت غالاتين عام 1831. وتطوّرت بسرعة مع نمو مدينة نيويورك حتى صارت واحدة من كبريات الجامعات الاميركية الخاصة. وهي اليوم من اهم المعاهد التي تتفوق في مجالات الطب والحقوق وادارة الاعمال والاداب والعلوم والفنون (المسرح والسينما).

جامعة تيولاين Tulane University

تيولاين التي تحمل اسم مؤسسها بول تيولاين جامعة خاصة وراقية وغنية في مدينة نيواورليانز بولاية لويزيانا (اقصى جنوب الولايات المتحدة). تعد في طليعة الجامعات الاميركية في مجالات الطب والعلوم الصحية الاداب والعلوم.

جامعة واشنطن The University Of Washington

جامعة حكومية ضخمة في مدينة سياتل الاميركية. تتمتع بمكانة مرموقة في مجال الابحاث، وخصوصاً الابحاث الطبية والصحية بجانب مستواها الرفيع في عموم الاختصاصات الادبية والعلمية وادارة الاعمال والحقوق والهندسة والعمارة.

تمتد جامعة واشنطن فوق حرم بديع فيه عدد من اجمل المباني الاكاديمية في اميركا، يطل على مياه الخلجان المحيطة بسياتل (منطقة بوجيت ساوند) وفيها واحدة من اكبر المكتبات الجامعية في البلاد.

جامعـــــات أميركيــــــة اخــــــــرى

Ohio State University جامعة أوهايــو ستــايت

من "العشرة الكبار" (جميع التخصصات بلا استثناء تقريباً).

Indiana University جامعة انديانا

من "العشرة الكبار" (معظم التخصصات العلمية والادبية والطب والحقوق وادارة الاعمال).

Purdue University جامعة برديو (ولاية انديانا)

من "العشرة الكبار" متميزة في حقول الهندسة والعمارة والزراعة بصفة خاصة.

The University Of Minnesota (Twin Cities) جامعة مينيسوتا

من "العشرة الكبار" (جميع التخصصات بلا استثناء تقريباً).

The University Of Missouri جامعة ميسوري

(جميع التخصصات بلا استثناء تقريباً ـ فيها اقدم معهد صحافة في الولايات المتحدة).

The University Of Iowa جامعة ايوا

من "العشرة الكبار" (معظم التخصصات).

Michigan State University جامعة ميشيغن ستايت

من "العشرة الكبار" (معظم التخصصات، ولا سيما الزراعة والطب البيطري والتغذية).

The University Of California- Los Angeles (UCLA) جامعة كاليفورنيا ـ لوس انجليس

جزء من منظومة "جامعة كاليفورنيا" (معظم التخصصات).

Washington University- St. Louis جامعة واشنطن ـ سانت لويس

جامعة خاصة راقية وغنية، فيها احدى اعظم كليات الطب في اميركا والعالم.

The University Of Southern California جامعة سوذرن كاليفورنيا

واحدة من اكبر الجامعات الخاصة في اميركا. حرمها في قلب لوس انجليس (معظم التخصصات وعلى رأسها الفنون والاعلام والسينما والهندسة).

The University Of Colorado جامعة كولورادو ـ بولدر

(معظم التخصصات).

The American University-Washington الجامعة الاميركية ـ واشنطن

في العاصمة واشنطن (قوية في الاداب والعلوم، وبالذات العلوم الاجتماعية).

George Washington University جامعة جورج واشنطن

في العاصمة واشنطن (قوية في الاداب والعلوم والطب).

Syriacuse University جامعة سيراكيوز

في ولاية نيويورك. واحدة من اكبر الجامعات الخاصة في الولايات المتحدة. (معظم التخصصات ومتفوقة خصوصاً في الادارة العامة).

و تتراوح رسوم التسجيل في هذه الجامعات ما بين 30-150 دولارا وذلك بدون حساب رسوم امتحان تحديد المستوى اللغوي الذي تختلف رسومه حسب نوع الاختبار، فاختبار الـToefl يكلف حوالي 600 دولار، بينما تبلغ تكلفة الـSmat 135 دولاراً. الرسوم الدراسية تتراوح تكلفة الرسوم الدراسية في الجامعات الأمريكية بين 6 آلاف و 21ألف دولار في العام. تكلفة المعيشة والسكن تعتبر المجمعات السكنية في الجامعات الأمريكية من أفضل المجمعات الجامعية في العالم وتعتبر تكلفة المعيشة فيها أرخص بكثير من تكلفة المعيشة في المجمعات الجامعية الأوروبية، وعادة يسكن طلاب الدراسات الجامعية في غرف يشترك فيها طالبان، أما طلاب الدراسات العليا فيسكنون في شقة طلابية معدة إعداداً جيداً، وتدخل الخدمات مثل استخدام الأدوات الرياضية والمكتبات وحجرات الكمبيوتر ضمن تكلفة المعيشة والسكن والتي تتراوح ما بين 3500 دولار و 7500 دولار في العام. المنح الدراسية والمساعدات المالية المنح الدراسية للطلاب الأجانب محدودة جداً وتمنح في حالات استثنائية، وفي الغالب عندما تمنح منحة دراسية للطلاب الأجانب، فأنها تغطى الرسوم والطعام، والسكن، وهنالك عوامل كثيرة تتحكم في حصول الطالب على المنحة الدراسية مثل المستوى الأكاديمي والمرحلة الدراسية وغيرها، ويكون من الصعب جداً إن لم يكن من المستحيل أن يحصل الطالب الأجنبي في الجامعات الأمريكية على منحة دارسة خلال العام الدراسي الأول. وعلى عكس المساعدات المالية التي يمكن لغالبية الطلاب الحصول عليها فإن القروض الدراسية تكون محصورة فقط بالطلاب الأمريكيين والأجانب الذين يحملون بطاقة رخص الإقامة الدائمة Green Card. وعموما فإن أدنى حد من الميزانية التي يمكن للطلاب أن يدرس من خلالها في الجامعات الأمريكية تصل إلى حوالي 10 آلاف دولار.

الجامعات النسائية في أمريكا

في عام 1968 حيت الطالبات الكبار والصغار بإحدى الكليات النسائية الصغيرة بولاية نيويورك "نانسي أوكويتز" و"باربارا دبلي" وباقي زميلات العام الدراسي الأول بنداء مرح "أريد أن أتزوج، أريد أن أصبح زوجة، أصبحت مريضة وتعبة من تلك الحياة الخشنة بهذه الكلية، فسواءً كان طويلاً وأسمرًا ووسيمًا، أو قصيرًا وقبيحًا وسمينًا، أريد أن أتزوج، ولاشيء غير ذلك".

صدمت "أوكويتز" و"دبلي" حينما أظهرت الفتيات خواتم الخطبة، وأعلن عن انصرافهن عن الدراسة؛ ففي ذلك الحين كانت جامعات الرجال على وشك فتح أبوابها أمام النساء، كما كانت الجامعات النسائية في طريقها للتحول من شكل النظام المدرسي إلى معاهد تركز على إعداد النساء الراغبات في العمل خارج المنزل إعدادًا أكاديميًا.

ففي حين أن طالبات تلك الجامعات في الستينيات ربما شاهدن تحول الجامعات الذي صاحب تغير دور النساء في المجتمع، فإن أحدث خريجات الجامعات النسائية لديهن انطباعًا مختلفًا كل الاختلاف حول ما يعنيه التعليم النسائي. فبدلاً من اللوائح والقوانين الصارمة، ترى هؤلاء الخريجات أن هذه الجامعات تتميز بفصول صغيرة، وتتمتع بتقاليد محببة، وفكرة التفويض.

تاريخ الجامعات النسائية

تأسست المدارس الثانوية النسائية الخاصة في بدايات القرن التاسع عشر، لتوفير التعليم النسائي، حيث لم يكن مسموحًا للفتيات حينذاك الالتحاق بكليات الرجال. وبعد ذلك بعدة عقود تأسست الكليات النسائية بهدف أن توفر للنساء نفس القدر والكيف من التعليم الذي يتلقاه الرجال.

لم يكن من الضروري أن تكون الشابات اللائي تخرجن في نهايات القرن التاسع عشر مدربات للعمل؛ فقد كتبت المؤرخة "لويز بواز" عن توقعات مؤسسي كلية "ويتون" أن تلك المدارس كانت تهدف إلى "تدريب بعض طالباتها ليصبحن معلمات، لكن هذا التدريب ربما كان في الأساس من أجل الفتيات اللائي قد يصبحن زوجات وأمهات في المستقبل؛ فقد كان التعليم بالنسبة لهن أهم عامل كي يعشن حياتهن الخاصة بوعي وذهن متفتح، وقيادة حياة هؤلاء المنوط إليهن العناية بهم ببراعة وحكمة". تشير حديثات التخرج إلى جامعاتهن في السنوات الماضية على أنها كان يغلب عليها طابع "الطبقة العليا الجنوبية، وكانت مكانًا للحصول على درجة الفنون الحرة عديمة الجدوى".

وخلال القرن العشرين، حينما اقتحمت المرأة ميدان العمل، أصبحت الكليات النسائية متوفرة بشكل أكبر، وأكثر تركيزًا على الجانب الأكاديمي والمجال العملي. وفي أواخر الستينيات بدأت جامعات الرجال الاعتراف بالنساء، كما أصبحت العديد من الجامعات النسائية مختلطة. أما الجامعات التي اختارت أن تستمر كجامعات نسائية فقط فقد أكدت بدورها على أن معاهدها تتيح للنساء فرصة "الالتحاق بأي كلية، بما فيها الكليات التي طالما كانت حكرًا على الرجال".

لماذا تفضل بعض الطالبات الالتحاق بالجامعات النسائية؟

وصفت "دبلي" كلية "ماريماونت" بأنها المكان الذي "دفع فيه الأثرياء الجدد ببناتهم لتعليمهن، وتزويجهن زيجات جيدة". في عامها الدراسي الأول كانت الجامعة قد بدأت بالفعل في التحول والتميز بتدفق أعداد هائلة من الطلبة الحاصلين على منح دراسية، وحينذاك كانت الجامعات النسائية هي الاختيار الأفضل للنساء الراغبات في مواصلة تعليمهن العالي.

وتشير التقديرات الحالية إلى أن حوالي 3% من النساء اللائي يخططن للالتحاق بإحدى الكليات يفضلن كلية نسائية، وأن تلك الكليات قد منحت في السنوات الأخيرة ما يزيد عن واحد بالمائة من مجموع الدبلومات، إلا أن قرار الالتحاق بكلية نسائية يتوقف في أغلب الأحيان على المدرسة ذاتها، سواءً كانت تلك المدرسة نسائية فقط أو مختلطة.

تشتمل الكليات النسائية في معظم الأحيان على فصول أصغر، وتتميز بمناخ أكثر حميمية وارتباطًا عن المعاهد المختلطة، الأمر الذي قد يشكل فرقًا كبيرًا لزائرات الكليات، فعلى سبيل المثال تقول "فيرل لايز"، المتخرجة في كلية "سويت بريار" عام 2007: "كون الكلية نسائية أو مختلطة لم يشكل فرقًا بالنسبة لي، فعندما قررت الالتحاق بكلية نسائية كانت البيئة الحميمية، والدورات التعليمية المتوفرة، ونسبة الأساتذة إلى الطالبات هي العوامل التي دفعتني لاتخاذ القرار"، أما "إريل ميركل"، المتخرجة في كلية "ويلز" عام 2005، فلم تكن ترغب في الالتحاق بكلية نسائية البتة، حتى قامت بزيارة الكلية الأم، فقد توقفت عند كلية "ويلز" وهي في طريقها للالتحاق بمعهد مختلط، وعندئذ غيرت رأيها، وعن هذه التجربة كتبت "لقد أدركت في الحال الفرق بين كلية ويلز، والكليات المختلطة الأخرى التي كنت أزورها".

وعلى خلاف "لايز" و"ميركل" كانت "إلينور ستيفينسون"، المتخرجة في كلية "أجينس سكوت" عام 2007، تبحث عن الكليات النسائية عند الاختيار. في البداية شجعها أحد أصدقائها الذكور وعائلتها على الدراسة بكلية نسائية، لكن بعد حضورها الفصل الدراسي الأول في جامعة مختلطة تحولت إلى كلية "أجينس سكوت" النسائية، وكتبت قائلة "شعرت بأنني اتخذت القرار الخاطئ، أنا لست ضد الجامعات المختلطة، لكنني أردت بالفعل أن أخوض تجربة التعليم في كلية نسائية".

مزايا التعليم النسائي

في الوقت الذي كانت تدرس فيه "أوكويتز" و"دبلي" بجامعة نسائية، كانت نظرة المجتمع الأمريكي لدور النساء تختلف تمامًا عن نظرته اليوم، ففي الكليات النسائية كانت القوانين الإدارية غير مقيدة، وكان من الممكن للنساء لعب أدوار قيادية فعالة، كما فعلت "دبلي" التي تقول "قمت بكثير من الأشياء في الكلية" كتنظيم إضراب داخل الحرم الجامعي للاعتراض على حرب فيتنام.

من ناحية أخرى تشعر حديثات التخرج في الجامعات النسائية أن النساء ما زلن ينخرطن بصورة أكثر فاعلية ونشاط في التعليم عند انفصالهن عن الرجال، وقد وصفت "سيسلي ماك أندروز"، المتخرجة هذا العام في كلية "ماونت هوليوك"، زميلات الدراسة بأنهن "مجموعة مذهلة من النساء الأذكياء، الفطنات اللائي ارتحلن عبر العالم"، وأضافت "أن الأساتذة كانوا يشجعون الطالبات بشدة على التحدث"، وأوضحت "ستيفينسون" أن هذا الاتجاه ظهر كنتيجة لشعور النساء "بمزيد من الراحة في الدراسة الأكاديمية بعيدًا عن الرجال، ومن ثم يستطعن التعبير عن وجهات نظرهن بشكل أفضل"، أما "لينسي هولمز"، خريجة كلية "راندولف ميسون" النسائية عام 2007، فتقول "أعتقد أن حضور الرجال يغير النساء".

وقد عاشت "ليليز" تجربة الجامعات المختلطة من خلال تلقيها لدورات تعليمية صيفية بجامعة جورج تاون. وكتبت قائلة "إن هؤلاء النساء اللائي تلقين تعليمهن في كليات نسائية بشكل منتظم كن منخرطات ومقبلات على الدراسة بنفس قدر الرجال، وبقدر يفوق طالبات المعاهد المختلطة، وقد استمر هذا الاتجاه أيضًا حتى بعد انتهاء الدراسة الجامعية، حيث أجد أن تعليمي في معهد نسائي أهلني تلقائيًا كي أصبح امرأة أكثر قوة وثقة في مكان عمل يسيطر عليه الرجال. ولأنني أعرف أنه باستطاعتي التكيف، وتوجيه نفسي في بيئة نسائية، فإنه لا يوجد فرق بين تلك البيئة والتعليم المختلط".

عيوب التعليم النسائي

حينما كانت تدرس "أوكويتز" و"دبلي" في الجامعة، كانت الفتيات يتوجهن في عطلة نهاية الأسبوع لجامعات الرجال القريبة للرقص والترفيه، وتصف "دبلي" تلك التجربة بأنها "غير طبيعية". لكن على مدار السنوات التي قضتها هناك، توقفت معظم الفتيات عن حضور تلك السهرات مقابل أشكال أخرى من الترفيه، بالنسبة "لأوكويتز" فإن هذا التفاعل غير الطبيعي مع الجنس الآخر ساهم في اتخاذها قرار تحويل دراستها إلى جامعة مختلطة في العامين الأخيرين من تعليمها الجامعي.

وتعبر معظم حديثات التخرج في هذه المعاهد عن مشاعر مشابهة حول الافتقار للتفاعل مع الجنس الآخر، رغم سعادتهن بتجاربهن، فقد كتبت "ماك أندروز": "أشعر بالحزن لعدم وجود الكثير من الأصدقاء الذكور لديّ، وفي بعض الأحيان يبدو لي الأمر كأنه شبيه بالرهبنة، لكن في نهاية المطاف كنت سعيدة جدًا هناك". أما "هولمز" فقد فضلت التحول لأنها حسبما تقول "لم أجد المكان الملائم حقًا، وشعرت بنقص الأحداث الاجتماعية". إلا أنها تشعر بالاكتفاء بتجربتها حاليًا وتضيف "لم أواعد أحدهم يومًا، لكنني أشعر أن الوقت لم يحن بعد، ربما أشعر إلى حد ما بعدم الارتياح تجاه الرجال ممن يقاربوني في العمر، لكن هذا الشعور سوف يختفي. لا أعلم كيف يمكنني أن أصبح مختلفة، هل كان عليّ الدراسة في جامعة كبيرة مختلطة؟، لكنني أقدر التعليم الذي حصلت عليه، والمجتمع الذي نشأت فيه".

كذلك تختلف آراء الخريجات الجدد حول ما إذا كانت تجربة التعليم النسائي كشفت عن طباع "الخبث"، حيث تقول "ستيفنسون": "النساء اللاتي التقتهن كن متنافسات إلى أعلى المستويات، وفي بعض الأحيان كانت تلك المنافسة في غير صالح البيئة الدراسية". أما وجهة نظر "ميركل" فهي: "أن المفهوم السائد بأن النساء خبيثات وغادرات ينبع من المنافسة التي خاضتها النساء ضد نساء أخريات نتيجة لنظام المجتمع الأبوي".

التحول إلى التعليم المختلط

بدأ تحول الكليات النسائية إلى معاهد مختلطة في أوائل السبعينيات، حينما بدأت كليات الرجال في قبول التحاق النساء بها. وفي الوقت الذي كان يوجد فيه ما يزيد عن 300 كلية نسائية في الستينيات، لا يوجد الآن سوى حوالي 60 كلية في جميع أنحاء البلاد، فبعض الكليات النسائية السابقة، مثل: فازار، وويتون، أصبحت معاهد مشتركة مستقلة. أما كليات أخرى مثل رادكليف، فقد انضمت إلى كليات رجالية، كذلك أصبحت كلية بارنارد "فرعًا مستقلاً" من جامعة كولومبيا. كما طورت العديد من الكليات النسائية في بوسطن برامج تسمح بتبادل تسجيل الطلاب مع المعاهد المشتركة المجاورة.

ورغم ذلك لم يكن باستطاعة جميع الكليات النسائية الصمود حتى بعد التحول؛ فبعد الشراكة التي عُقدت بين جامعة فوردهام وكلية ماريماونت، تم إغلاق الكلية هذا العام، وصار المبنى تابعًا للجامعة التي خصصته لبرامج الدرجات العلمية. ومنح الطلاب الحاليين فرصة التحويل إلى برنامج آخر من برامج الجامعة، أو معهد آخر.

وفي عام 2004 اتخذت كلية "ويلز" النسائية قرارًا بقبول الرجال في خريف العام المقبل. احتجت الطالبات على القرار لمدة أسبوع ونصف، وكتبت إحدى خريجات الكلية في العام 2005، وهي من أواخر الدفعات التي تخرجت في الكلية حينما كانت لا تزال كلية نسائية فقط،: "كان قرارًا مدمرًا، ليس لأنني ضد التعليم المختلط، لكن لأنني شعرت بأنها خطوة في الاتجاه الخاطئ بالنسبة لكلية ويلز. فإن لم تبق الكلية على مكانتها بعد التحول فستصبح ويلز جديدة، وليست كليتي التي أعرفها". تحولت العديد من الطالبات، وقضت طالبات العام الدراسي الأول لسنة 2004 عامًا دراسيًا نسائيًا واحدًا قبل أن تتحول الكلية إلى التعليم المشترك.  

كذلك ستتحول الكلية التي تعلمت بها "هولمز" إلى التعليم المختلط هذا الخريف. وقد كتبت "إنه شيء محزن، لكنني أرجو أن تواصل مسيرتها ككلية على أن تصبح حضانة منزلية، أو ما شابه". لقد لاحظت الافتقار إلى فهم تاريخ ووضع الكليات التي تحولت مؤخرًا. "من الغريب أن تتحدث إلى فتيات التحقن بكليات مختلطة حديثة، ولا يثير اهتمامهن نهاية المعاهد النسائية". وصفت ليليز تلك الظاهرة بأن "روح المكان قد فقدت بالتحول إلى التعليم المشترك"، وأن النساء اللائي يتلقين تعليمًا في معاهد مشتركة لا يستطعن إدراك ما قد فقد بالفعل. ففي الوقت الذي أدركت فيه العديد من خريجات الكليات النسائية الضغوط المالية التي تعاني منها هذه الكليات، والتي تقل في معظم الأحيان بقبول الرجال، فإنهن يقدرن التجارب التي عايشوها في كلياتهن، ويشعرن بالحاجة المستمرة إلى التعليم النسائي.

مهمة تحديث الشرق الاوسط

أن شعبية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لم تكن أبداً أكثر تدنياً عما هي عليه اليوم. ذلك على كل حال هو ما تخبرنا به استطلاعات الرأي، حيث يفيد أحدها صدر مؤخراً عن مؤسسة بروكينجز بأن رئيس الولايات المتحدة بات لأول مرة ممقوتاً من قبل العرب أكثر من رئيس وزراء إسرائيل

ولكن، ما الذي يفسر سعي عدد متزايد من العرب -أكثر من أي وقت مضى- إلى الالتحاق بواحدة من الجامعات الأميركية الأربع المعتمدة في المنطقة.

ديفيد آرنولد، رئيس الجامعة الأميركية في القاهرة، التي استقبلت 2500 طلب تسجيل لمقاعدها الألف المتاحة في الفصل المقبل، أي بزيادة تقدر بعشرين في المئة مقارنة مع العام الماضي، يرى أن السبب بسيط إذ يقول: "ثمة طلب كبير ومتزايد على المعايير عالية الجودة للتعليم العالي الأميركي".

ومن جانبه، يقول وينفريد إيل. تومبسون، رئيس الجامعة الأميركية في الشارقة بالإمارات العربية المتحدة: "إنهم معجبون بالمؤسسات الأميركية، وبالتعليم الأميركي، وبالانفتاح الذي يميز مجتمعنا".

آرنولد وتومبسون ورئيسا الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة الأميركية اللبنانية كانوا في العاصمة الأميركية واشنطن الشهر الماضي من أجل تقديم هذه الحقيقة للرأي العام ولفت الانتباه إلى الإسهامات والخدمات التي تسديها مؤسساتهم للمصالح الأميركية في المنطقة. واللافت أنهم كانوا حريصين على عدم التعاطف والتقرب كثيراً من إدارة بوش؛ بل يمكن القول إن علاقتهم مع وزارة الخارجية تتميز بنوع من الفتور.

والحقيقة أن الجامعات تقدم دليلاً مشجعاً على أن مهمة نشر القيم الديمقراطية والليبرالية في الشرق الأوسط ليست وهمية أو غير عملية؛ ذلك أن الجامعات الأميركية المعتمدة تكوِّن حالياً -وبوتيرة متزايدة- طلاب بلدان مثل مصر ولبنان والأردن والدول الخليجية، وقريباً العراق. كما تدرس المرأة إلى جانب الرجل، وتفتح برامج تعليمية متخصصة في الصحافة على النمط الغربي، وتقدم دروساً في الرأسمالية والعلوم والسياسة؛ وتوفر ساحة للنقاش السياسي والثقافي الحر.

وقد استقطبت الجامعات الأميركية الأربع أزيد من 20000 طالب، إضافة إلى 100000 خريج؛ كما أن ما بين عشرين إلى أربعين في المئة من أعضاء هيئتها التدريسية، إضافة إلى رؤسائها، أميركيون. أما البقية، فتضم بعضاً من أكثر المثقفين ليبرالية في العالم العربي، ومنهم منشقون يطالبون بالديمقراطية مثل المصري سعد الدين إبراهيم. كما يدرس في هذه الجامعات عدد مهم من الطلاب الإيرانيين، وإذا كان معظمهم من المقيمين في دول الخليج، فإن أكثر من 100 منهم جاءوا من إيران خصيصاً من أجل الدراسة بها.

إضافة إلى ذلك، يوجد بالجامعة الأميركية في بيروت، التي تأسست في 1866 وتعتبر مؤسسةً وطنية في لبنان، المئات من الطلبة من أنصار "حزب الله" -أجل، الحركة ذاتها التي تصنفها وزارة الخارجية الأميركية ضمن قائمة المنظمات الإرهابية. وقد أدت انتخابات الطلبة في نوفمبر الماضي إلى توتر في الحرم الجامعي بين "حزب الله" وأحزاب الحكومة اللبنانية الموالية للغرب -ما عكس الأزمة الأكبر التي تعاني منها البلاد. وقد تم انتخاب اثنين من أنصار "حزب الله" من أجل تمثيل الطلبة.

والواقع أن هذا من بين العوامل التي تساهم في قلق وزارة الخارجية الأميركية؛ حيث دار جدل مؤخراً حول قيمة الجامعات الأميركية، فأشار بعضهم إلى أنشطة "حزب الله" ومجموعات متطرفة أخرى مناوئة للغرب في الحرم الجامعي. وفي هذا الإطار، التقى رؤساء الجامعات الأربع بوزيرة الخارجية كندوليزا رايس في اجتماع قصير أثناء زيارتهم لواشنطن، إلا أنهم لم يلتقوا مع كارين هيوز، المكلفة من قبل رايس بـ"الدبلوماسية العامة" في الشرق الأوسط.

ويقول رئيس الجامعة الأميركي في بيروت جون وتربوري: "لم نتلق إشارات واضحة"، من الإدارة الحالية، قبل أن يضيف "عندما نتحدث معهم، نتلقى دائماً كلمات مشجعة". بيد أن التمويل قليل وغير منتظم نسبياً حيث لا يتعدى بضعة ملايين سنوياً تُخصص للمنح الدراسية، وإن كانت "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" قد ساهمت بربع الغلاف المالي الضروري لإنشاء حرم جامعي جديد في القاهرة تبلغ تكلفته الإجمالية 400 مليون دولار. أما الجامعة الأميركية في بيروت، فلم يعلَن عن أي تمويل جديد لها حتى الآن، وإن كانت المحادثات مازالت جارية.

ولعل من العدل التساؤل حول ما إن كان الإيرانيون والمنتمون إلى "حزب الله" بالجامعات يتشبعون بالقيم الليبرالية أثناء دراستهم بهذه الجامعات -أم يواجهونها. والحق أنه خلال زيارتي لجامعتيْ بيروت والقاهرة ولقائي بالطلبة، بدا لي أن الأمر الأول هو الأقرب إلى الحقيقة. وفي هذا السياق، يقول وتربوري: "نعتقد أننا نُعد زعامة مستقبلية ستكون قادرة على الدخول في حوار بناء مع الولايات المتحدة والغرب". وعليه، فدعونا نأمل أن يكبر هؤلاء الطلبة بسرعة.

الجامعات الأمريكية في الشرق الأوسط .. وتقبل الآخر 

قال رؤساء أربع جامعات أميركية رئيسية في منطقة الشرق الأوسط إن هذه المؤسسات التعليمية أدوات مهمة للتغيير الاجتماعي والتنموي، وإنها تساعد في تعميق التفهم والتفاهم بين الشرق والغرب. وأضاف رؤساء الجامعة الأميركية في بيروت، والجامعة اللبنانية الأميركية، والجامعة الأميركية في القاهرة، والجامعة الأميركية في الشارقة، التي يصل عدد طلابها مجتمعة إلى 22 ألف طالب، أنها ازدهرت في أوقات السلم والنزاع في الشرق الأوسط وأنها تحظى بالتقدير والاحترام في العالم العربي.

وقالوا إنهم يعتبرون جامعاتهم قوة خلاقة للتغيير الاجتماعي ذي الحساسية الثقافية في مجتمعاتهم، كما أن هذه الجامعات تساعد في تمهيد الطريق لمنطقة أكثر ازدهاراً وسلاماً وفي تثقيف أجيال من الشرق أوسطيين والعرب، الذين يفهمون ويتفهمون القيم الأميركية ويمكنهم المشاركة في حوار إيجابي مع الولايات المتحدة.

تقبل الآخر

وقال جوزيف جبرا، رئيس الجامعة الأميركية اللبنانية، في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك في 29 آذار/مارس، إن "مؤسساتنا الأميركية تقوم بدور عوامل التغيير بطريقتين"، الطريقة الأولى هي "من خلال تزويد الطلبة بفرصة تحصيل العلم ضمن عملية تجمع بين العقل والقلب ... بحيث يتعلمون، على سبيل المثال، كيف يحلون النزاعات بوسائل سلمية دون اللجوء إلى العنف، كيف يتقبلون ـ الآخر ـ رغم أنه قد تكون لدى ذلك الآخر أفكار مختلفة عن أفكارهم".

وأوضح جبرا أن الطريقة الثانية هي من خلال اللجوء إلى "جيش من الخريجين" يفوق عدده الآن أكثر من مئة ألف شخص يشغلون مناصب مهمة في المجتمع المدني والحكومات وسلك الخدمة المدنية.

وأشار ديفيد آرنولد، رئيس الجامعة الأميركية في القاهرة، في تقرير نشرته الخارجية الأمريكية إلى أهمية تعليم المرأة، مضيفاً "لا يمكن للمرء في جزء الشرق الأوسط والعالم العربي الذي نعمل فيه، إغفال أهمية ذلك للتغيير المجتمعي والتقدم الاجتماعي".

وقد قبلت الجامعة الأميركية في القاهرة، التي تأسست في العام 1919، أول طالبة فيها في العام 1928، أما الجامعة الأميركية اللبنانية فقد أُنشئت أساساً في العام 1866 مدرسة للبنات ثم تحولت إلى كلية للبنات وبقيت كذلك حتى العام 1974 عندما بدأت بقبول الطلبة الذكور فيها، في حين أن الجامعة الأميركية في بيروت، التي تأسست هي أيضاً في العام 1866 للطلبة الذكور، تحولت إلى جامعة مختلطة في العام 1920.

وقال آرنولد إن أحد المساهمات بالغة الأهمية التي تقدمها هذه الجامعات هي دعمها وتعزيزها مؤسسات المجتمع المدني في الشرق الأوسط. ولدى الجامعة الأميركية في القاهرة نشاطات مختلفة مشتركة مع منظمات غير حكومية محلية، يخدم فيها الطلبة مجتمعهم المحلي ويقومون بنشاطات تواصل معه. وقد أنشأت أخيراً مركزاً لأعمال الخير والإحسان والنشاطات المدنية لتعزيز وتطوير نشاطات البر والإحسان في العالم العربي.

وأوضح جون ووتربيري، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، أن القاسم المشترك بين جميع مؤسسات التعليم العالي الأميركية هو مجموعة القيم التي تحاول غرسها في نفوس طلابها الشعور بالاحترام المتبادل وبالتسامح وتقبل الناس من جميع الخلفيات.

وقال "إننا نسعى إلى تشجيع حرية الرأي المسئول، وبالطبع، الحرية الأكاديمية المسئولة. ونقدم للطلبة تشكيلة واسعة من الخيارات في صياغة برنامجهم ودراستهم. كما أننا نؤكد جميعاً على برنامج تعليمي غير مهني يعلم الآداب الإنسانية، ويقدم للطلبة لمحة واسعة القاعدة عن الثروة الضخمة من الإبداع والمعرفة البشرية".

الجامعة الأمريكية بالشارقة

أما الجامعة الأميركية في الشارقة، التي تأسست في العام 1997، فهي أصغر هذه الجامعات الأربع التي تجمع بينها 320 سنة من الخبرة المشتركة كمؤسسات تعليمية في الشرق الأوسط. وقال رئيسها ونفريد تومبسون إنها تتفرد بكونها لم يتم تأسيسها من قبل أميركيين بل من قبل الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة وعضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، الذي أنشأ المؤسسة على نمط نموذج مؤسسات التعليم العالي الأميركية رغم أنه تلقى دراسته في مصر والمملكة المتحدة.

وأضاف تومبسون أن الفكرة من ورائها هو أن تكون مؤسسة تعليمية رائدة في منطقة الخليج، إلا أنه ينتظر أيضاً أن تكون جذورها ضاربة في الثقافة العربية وأن تكون جزءاً من عملية إعادة إنعاش الحياة الفكرية في الشرق الأوسط.

وأضاف يقول "إننا نحاول، ضمن الظروف الثقافية الاستثنائية التي نجد أنفسنا فيها، القيام بجميع نشاطاتنا من حيث القيم والتقاليد وطرق تزويدنا الشباب بتجربة دراسية، إلى أبعد حد ممكن، وكأننا مؤسسة أميركية موجودة في الولايات المتحدة". واتفق رؤساء هذه الجامعات على أنها تساعد الأميركيين أيضاً في فهم الشرق الأوسط بشكل أفضل.

وقال آرنولد إن الجامعة الأميركية في القاهرة شهدت "زيادة هائلة في عدد الطلبة الأميركيين الذين يريدون الالتحاق بها ودراسة اللغة العربية ومعرفة المزيد عن تاريخ وثقافة وديانة وسياسة المنطقة. لقد شهدنا تضاعف عدد الطلبة الأميركيين الذين يدرسون في الخارج إلى ثلاثة أضعاف وأربعة أضعاف ما كان عليه".

وخلص إلى أن "ذلك يحمل بشائر ممتازة وإيجابية جداً في ما يتعلق ببدء تغيير وزيادة مستوى الوعي والفهم الأميركيين للشرق الأوسط".

مهمة جديدة للجامعات الأمريكية في العالم العربي

تباين كبير بين صورة الإدارة الأمريكية الحالية والتعليم الأمريكي في الشارع العربي، فبالرغم من المعارضة القوية التي تلقاها سياسات الولايات المتحدة الخارجية من شعوب المنطقة، نجد مستوى تأييد التعليم الأمريكي في ارتفاع مستمر؛ فمعظم العائلات العربية تنظر إلى الجامعات الأمريكية الموجودة في بلادها على أنها البوابة الذهبية لتحقيق حلم أبنائها في الحصول على فرصة عمل جيدة ذات دخل مناسب، في الوقت الذي تتزايد فيه معدلات البطالة في العديد من الدول العربية؛ نتيجة ضعف جودة التعليم الحكومي، وفي الفترة الأخيرة أعطت واشنطن اهتمامًا خاصًا لبرامج التبادل الطلابي، ودعم الجامعات الأمريكية في المنطقة ففي عددها رقم 102 الصادر في 31 مارس الماضي نشر تقرير واشنطن تقريرًا بعنوان "مهمة جديدة للجامعات الأمريكية في العالم العربي" رصد فيه آراء بعض أعضاء الكونجرس ومسئولين في وزارة الخارجية حول تقييمهم للدور الذي تلعبه تلك المؤسسات التعليمية في تطوير التعليم في الدول العربية وذلك بناءً على لقاءات عقدها هؤلاء المسئولون مع رؤساء ثلاث جامعات أمريكية في المنطقة قاموا بزيارة واشنطن في مارس الماضي.

وفي السياق نفسه قام معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني Washington Institute for Near East Policy بإجراء دراسة لتقييم وضع الجامعات التي تتبع نظام التعليم الأمريكي في المنطقة العربية، وألقت الدراسة الضوء على التحديات التي تواجهها هذه الجامعات في ظل عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تعيشة دول المنطقة في الوقت الحالي. 

صدرت الدراسة بعنوان " تقييم لنظام التعليم الجامعي الأمريكي في الدول العربية " و قام بإجراء التقييم الدكتور"شفيق جبرا" الرئيس السابق للجامعة الأمريكية في الكويت والباحثة "مارجريت أرنولد" المتخصصة في شئون الاتصال الدولي والتسويق، وشملت الورقة البحثية 13 دولة عربية واستبعدت لبيبا وتونس واليمن والعراق وإيران لعدم وجود مؤسسات تعليمية جامعية لديها تتبع نظام التعليم الأمريكي، وتبدأ الدراسة بعرض تاريخي لظروف نشأة الجامعات التي تعمل بالنظام الغربي Western Style والتي بدأت في أوائل القرن التاسع عشر عندما بدأ بعض المثقفين العرب في تطبيق الأنظمة الغربية في التعليم الجامعي، ولاسيما الأمريكية، إلا أن هذه الجامعات واجهت العديد من التحديات وكافحت من أجل البقاء على حد وصف الباحثين، وتعطي الدراسة أمثلة على ذلك أبرزها الظروف الصعبة التي عاشتها الجامعة الأمريكية في بيروت AUB خلال الحرب الأهلية التي اندلعت في عام 1970 عندما تم اختطاف رئيسها "ديفيد دودج" عام 1980 واغتيال رئيسها "مالكوم كرر" في عام 1990، كما عانت نظيرتها في مصر من ظروف مشابهة حيث تعرضت الجامعة الأمريكية في القاهرة للعديد من المحاولات من قبل الحكومة المصرية لتحويلها إلى جامعة حكومية، وخاصة في أعقاب ثورة يوليو عام 1952.

وتشير الدراسة إلي أنه قبل الحادي عشر من سبتمبر كانت العديد من العائلات العربية ترسل أبناءها إلى الولايات المتحدة وأوربا لاستكمال دراستهم الجامعية إلا أن الإجراءات الجديدة التي طورتها الحكومة الأمريكية جعلت الحصول على تأشيرات الطلبة أمرًا صعبًا؛ فقد يتطلب الأمر شهورًا للحصول على التأشيرة، وخاصة مع الأسماء المتشابهة مثل محمد وأسامة وعبد الله مما يحول دون وصول الطلبة في المواعيد المحددة لبدء الدراسة.

وعلى حد ذكر الدراسة كان من الضروري أن تستجيب المؤسسات التعليمية في الدول العربية لهذا الوضع بفتح جامعات جديدة تعمل بنظام وجودة التعليم الأمريكي بما يوفر على الطلبة مشقة السفر وإجراءات الحصول على التأشيرات، ففي السنوات الخمس الأخيرة عملت كبرى الجامعات الأمريكية على إنشاء فروع لها في الدول العربية، مثل: قطر التي يوجد بها حاليًا فروع لجامعة "جورج تاون" و"تكساس" وكذلك "كارنيجي مالون"، وتقوم هذه الجامعات بتطبيق نفس أنظمة القبول والتدريس الموجودة في بلادها مستفيدة من سمعتها وخبرتها الطويلة في هذا المجال، وتشير الدراسة إلي أن التعليم في الجامعات الحكومية العربية قائم على التلقين والحفظ بينما يقوم نظام التعليم الأمريكي على التفكير النقدي Critical Thinking من خلال تشجيع الطلبة على إبداء آرائهم وتكوين حجتهم الخاصة بهم؛ وذلك لتطوير مهارتهم الأكاديمية،

وهنا تضع الدراسة أربعة سمات تميز نظام التعليم الأمريكي عن غيره من الأنظمة التعليمية في الدول العربية:

أولها: أن المنهج الدراسي في النظام الأمريكي مفتوح وغير ثابت يرحب بإسهامات الآخرين، السمة الثانية: أن هدف المؤسسة التعليمية في النظام الأمريكي ليس تأهيل الطلبة لسوق العمل، بل تخريج كوادر مثقفة قادرة على صناعة التغيير في المجتمع تؤمن بالتطوير المستمر، والنقد الذاتي.

والثالثة: هي أن الطلبة هم الأولوية الأولى في المؤسسة التعليمية الأمريكية، وأنهم شريك أساسي في تطوير تلك المؤسسة.

السمة الرابعة والأخيرة فهي: الاهتمام الكبير بأعضاء هيئة التدريس ومتابعتهم بشكل دوري.

تصنيف الجامعات

قامت الدراسة بتصنيف الجامعات التي شملتها الدراسة إلى أربع فئات، الأولى: هي الجامعات الأمريكية التي تطبق التعليم الأمريكي، والفئة الثانية: هي فروع الجامعات الأجنبية، والثالثة: هي جامعات محلية وقعت اتفاقيات مع مؤسسات تعليمية دولية تطبق النظام الأمريكي، والفئة الرابعة: هي جامعات محلية تعتمد اللغة الإنجليزية كلغة الدراسة الأولى. 

وطبقًا للدراسة فهناك ثلاث جامعات فقط في الدول العربية تنتمي للفئة الأولى، وهي: الجامعة الأمريكية في القاهرة، والجامعة الأمريكية في بيروت، وجامعة لبنان الأمريكية، حيث أن هذه الجامعات معتمدة من قِبل الجامعات في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من ذلك فإن هذه الجامعات لا تطبق نظام التعليم الأمريكي كما هو، وذلك لعدة أسباب منها: أن القرارات جميعها في يد الإدارة دون أي اعتبار لأعضاء هيئة التدريس، إلى جانب ذلك فإن الحكومات المحلية تفرض العديد من القيود والسياسات على إدارات هذه المؤسسات، كما أن أعضاء هيئة التدريس يعملون تحت ضغط كبير مما لا يعطيهم الفرصة على عمل دراسات، أو حتى تحضير جيد للمواد العلمية التي يقومون بتدريسها، ومن ناحية أخرى لا تهتم إدارة الجامعة بعمل متابعة مستمرة لمستوى أعضاء هيئة التدريس العلمي، هذا بالإضافة إلى عدم الاهتمام ببرامج التبادل الطلابي وإرسال الطلبة إلى الخارج في رحلات بحثية. 

أما الفئة الثانية في التصنيف وهي الخاصة بفروع الجامعات الأجنبية في الدول العربية، مثل جامعة "جورج تاون" في قطر فتقول الدراسة: إن هذه الفئة تواجه العديد من الصعوبات أبرزها عدم قدرتها على التكيف مع ثقافة المجتمعات العربية دون خسارة خصوصياتها واستقلالها مما لايجعلها على نفس المستوى الأكاديمي الذي عُرفت به في بلادها.

تحديات عديدة

وتكشف الدراسة عن العديد من التحديات التي تواجه تلك الجامعات منها أن تلك المؤسسات مازالت في طور التأسيس؛ حيث يتطلب اعتماد الجامعة لدى الجامعات الأمريكية 15 عامًا على الأقل، كما أن العديد من تلك الجامعات يعاني من عدم استقرار إداري وهذا ينعكس بدوره على تبني سياسات غير ناجحة مثل الفشل في استقطاب أساتذة وعلماء ذوى كفاءة عالية.

التحدي الآخر الذي يقف حائلاً أمام هذه الجامعات وفقًا للدراسة هو عدم تمتع هذه المؤسسات بهامش كبير من الحرية؛ فبالرغم من الاختلافات الثقافية بين الدول العربية إلا أن حكومات هذه الدول تمارس نوعًا من الرقابة من خلال تحكمها في المناهج التي تدرس في هذه الجامعات، وعملية تعيين أعضاء هيئة التدريس، فالحكومة المصرية على سبيل المثال تجبر الجامعة الأمريكية في القاهرة على تعيين 70% من أعضائها من حاملي الجنسية المصرية، وتضيف الدراسة أن الرقابة تصل في العديد من الدول إلى حظر تدريس مواد معينة؛ مما يحد من سقف الحرية التي تتمتع بها نظير هذه الجامعة في الولايات المتحدة، وهنا تكشف الدراسة عن أزمة أخرى يعاني منها الطلبة العرب هي أنهم تعلموا خلال صفوفهم المدرسية أن يتلقوا-التلقين- المعلومات من خلال المحاضرات والكتب التي يحددها لهم الأساتذة كما أنهم يخشون من التعبير عن آرائهم؛ كي لا تتعارض مع المحاضر، وبالتالي يبذل أعضاء هيئة التدريس الذين اعتادوا على نظم التعليم الأمريكي المجهود مضاعفًا لجعل الطلبة قادرين على اتخاذ قراراتهم وآرائهم دون الاعتماد على المحاضر، أو الخوف من الامتحان النهائي الذي لا يمثل أحيانًا سوى 40 % من مجموع درجات الطالب. 

الدراسة وصفت العديد من الجامعات الأمريكية في الدول العربية بأنها ليس لديها أي اتصال مع المجتمع الخارجي، وكأن هناك حائطًا عازلاً وهميًا بينهما، وهذا بدوره يؤدي إلى تخريج طلبة غير قادرين على التعامل مع الواقع الخارجي، وتضيف الدراسة أن العديد من الجامعات التي تتبع النظام الأمريكي في المنطقة تتجاهل لعب دور في المجتمع ويبقى الطلبة أسرى لجدران معاملهم دون أدنى تواصل مع المجتمع أو تأثير فيه. 

مفتاح التغيير

الدراسة طرحت العديد من الحلول للارتقاء بمستوى هذه الجامعات، أولها: إقناع الحكومات والمجتمعات العربية باستخدام هذه المؤسسات كمفتاح للتغيير والإصلاح في المستقبل، واستقطاب قوى المجتمع المختلفة للاستثمار فيها من خلال تعزيز المبادئ الليبرالية التي تؤمن بحرية البحث الأكاديمي، وتقترح الدراسة أيضًا إنشاء جهاز إقليمي لرقابة جودة التعليم في المؤسسات التي تقول إنها تستخدم النظام الأمريكي في التعليم، وذلك على نمط أجهزة اعتماد الجودة التعليمية الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى أن يُصدر هذا الجهاز تقريرًا سنويًا حول الجامعات التي تستحق صفة "النظام الأمريكي" على حد ذكر الدراسة، وتوصي الدراسة أيضًا بأن تعمل تلك الجامعات على الاندماج في الثقافة المحلية وذلك من خلال أن تركز المؤسسات مجهوداتها البحثية لحل المشاكل التي يواجهها المجتمع المحلي حتى تصبح لاعبًا أساسيًا في التغيير والإصلاح لهذه المجتمعات.

الدراسة تنصح أيضًا باستقطاب كوادر جامعية ذات كفاءة عالية من الخارج - الولايات المتحدة وأوربا وكندا- وذلك من خلال وضع مقاييس وإجراءات محددة يتم على أساسها اختيار أعضاء هيئة التدريس، إلى جانب وضع نظم جديدة لمتابعة الأساتذة ومدى التزامهم بهذه المقاييس، وهنا تطالب الدراسة بإشراك أعضاء هيئة التدريس في القرارات التي تتخذها الإدارة باعتبارهم شريكًا أساسيًا في العملية، كما أن لديهم اتصالاً مباشرًا مع الطلبة، وعدم انفراد الإدارة بسلطة القرارات بشكل مركزي كما هو موجود في معظم تلك الجامعات.

العمل على التواصل مع المجتمع الدولي كان من أهم توصيات الدراسة؛ حيث أكد الباحثون أن مستوى التعاون القائم حاليًا بين الجامعات التي تتبع النظام الأمريكي والجامعات في الولايات المتحدة ليس على المستوى المطلوب، لذلك على الجامعات العربية الأمريكية أن تعمل خلال الفترة القادمة على توقيع اتفاقيات تعاون مع نظيرتها في الولايات المتحدة وإنشاء برامج للتبادل الطلابي؛ حتى يتاح للطلبة أكبر قدر من الاحتكاك مع المجتمع الخارجي، وهذا يتطلب من تلك المؤسسات أن تقوم بتطوير مواقعها الإلكترونية على شبكة الإنترنت من أجل تسهيل عملية القبول للطلبة الأجانب الذين يندر وجودهم في العديد من الجامعات الأمريكية الحديثة التأسيس في الدول العربية.

الدراسة تؤكد أيضًا أن عدم وجود برامج للمنح الدراسية في العديد من الجامعات من شأنه أن يجعلها مؤسسات طبقية وهذا يحول دون الاستفادة من أبناء الطبقات الأخرى الذين ليس لديهم القدرة المادية على دفع مصروفات تلك الجامعات، وتعتبر المنح هي السبيل الوحيد للحصول على هذا النوع من التعليم.

دور خفي

نشر" تقرير واشنطن " في عدده رقم 102 بتاريخ 31/3/2007 في موقعه علي الانترنت تقريرا حديثا حول دور الجامعات الأمريكية في الدول العربية في نشر السياسات التي تتبناها الولايات المتحدة الأمريكية ، مثل ما تسميه " الحرب على الإرهاب" ، حرب الأفكار ، ودور هذه الجامعات فى تحسين وإعادة الاعتبار لصورة أمريكا التي تزداد سوءا بين الشعوب الإسلامية علي اثر حربها المعلنة ضد كل ما هو إسلامي منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر2001 .

وتضمن هذا التقرير المعنون بـ" مهمة جديدة لجامعات أمريكا في العالم العربي " مؤشرات خطيرة جدا علي الدور الحقيقي للجامعات الأمريكية في الدول العربية يؤكد انها لم تنشأ عبثاً ، وأن مخططا تم اعداده في دوائر السياسة الأمريكية منذ عشرات السنين للسيطرة علي العقول العربية .

ولم يخف التقرير نتيجة هذا الاستثمار الأمريكي الناجح للدرجة التي تباهى فيها بانتساب غالبية القادة في العالم العربي حاليا للجامعات الأمريكية .  

ودعا التقرير إلي مزيد من هذا الإستثمار في التعليم لدوره الكبير في تغيير الفكر السائد في العالم العربي بما يتوافق ووجهات النظر الأمريكية .. حيث ذكر قول النائب الأمريكي السابق " لي هاملتون " رئيس لجنة الحادي عشر من سبتمبر في شهر يناير 2007 " ان هذه الجامعات مراكز امتياز وتفوق في البلاد التي تقع فيها، معبرا عن دهشته من عدد الزعماء وقيادات المجتمع التي تخرجت من الجامعات الأمريكية في العالم العربي ، مؤكدا أن الاستثمار الحقيقي لابد أن يكون في مثل هذه المؤسسات التعليمية، داعيا إلى دعمها وتقويتها ."

واشار التقرير إلي مشاركة رؤساء الجامعات الأمريكية في العالم العربي في لقاءات وندوات مشتركة بالعاصمة واشنطن للإتفاق والتنسيق حول كيفية تطوير دور هذه الجامعات لخدمة الأهداف الامريكية ، وكانت أهم هذه اللقاءات الفكرية والاعلامية مع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ومساعدتها دينا باول ، وندوة في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ، في محاولة للسيطرة علي تنامي مشاعر العداء والكراهية للولايات المتحدة في معظم دول العالم وخاصة في العالم العربي عقب الاحتلال الامريكي للعراق .  

وفي الندوة المشار إليها " راهن رؤساء تلك الجامعات على أجيال الشباب من الخريجين من الجامعات الأمريكية الذين يعرفون ويقدرون " القيم والمبادئ الأمريكية "، حتى وإن اختلفوا مع بعض سياساتها.. وأن هؤلاء هم الذين يمكنهم أن يبنوا جسور التواصل ويبدأوا حوارا بناءً كممثلين لأوطانهم والولايات المتحدة.. كما راهنوا علي دور هذه المؤسسات بما تقدمه من مناهج وطرق تدريس وبما تنتجه من بحوث ودراسات في تغيير التفكير السائد في العالم العربي. "

وأهم هذه الجامعات والمؤسسات الأمريكية التي تتخذ من بلدان العالم العربي مقرات أو فروعا لها: 

1- الجامعة الأمريكية ببيروت AUB .. و تأسست عام 1866 كمؤسسة تعليمية خاصة مستقلة تلتزم بمقاييس التعليم في ولاية نيويورك.  

2- الجامعة الأمريكية في القاهرة AUC .. و تأسست عام 1919، كجامعة خاصة مستقلة .  

3- الجامعة الأمريكية في الشارقة AUS .. و تأسست عام 1997 بواسطة حاكم إمارة الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القسيمي كجامعة مستقلة خاصة ، تتبع معايير التعليم في الولايات المتحدة . 

4- الجامعة اللبنانية الأمريكية LAU .. وهي جامعة خاصة تعتمد معايير التعليم في ولاية نيويورك . 

5- فروع الجامعات الأمريكية في قطر .. حيث أنشأت خمس جامعات من كبرى الجامعات الأمريكية فروعا لها في مدينة الدوحة ابتداء من عام 2005 ، وهذه الجامعات هي كورنيل وكارنيجي ملون وجورجتاون وتكساس أيه أند أم وفرجينيا كومنولث. 

6- بالإضافة إلى هذه الجامعات، هناك مؤسسات تعليمية أمريكية تنتشر في العالم العربي مثل " الأمديست " و "مؤسسة فولبرايت " التي تقدم منحا سنوية للدراسة في الولايات المتحدة . 

التبشير والتجسس وتكريس التبعية ..

- لائحتها تنص على طرد أي طالب يرفض الاستجابة لأهدافها ومبادئها

- لا تخفي هدفها تقديم التربية المسيحية لشباب مصر والأراضي المجاورة

- مراكز الأبحاث المشبوهة وسيلة الجامعة للتجسس

كان التعليم هو المدخل الذي حدده المبشرون لأنفسهم لضمان نشأة أجيال جديدة تعتنق أفكارهم وتنفذ برامجهم وقد اقتنع المبشرون بأن التعليم العالي لا يقل أهمية عن التعليم الابتدائي فبدا التركيز عليه لأنه سيساعدهم على الوصول إلى الطبقة المثقفة وعلى هذا الأساس أوجد المبشرون الأمريكيون الجامعة الأمريكية في بيروت والقاهرة في مخطط للانتشار في عواصم الدول الإسلامية المهمة.

هذا ما أكدت عليه دراسة حديثة صدرت في القاهرة للدكتورة سهير البيلى الأستاذة بكلية التربية بجامعة طنطا -شمال القاهرة- وجاءت تحت عنوان (أهداف الجامعة الأمريكية في القاهرة .. دراسة وثائقية منذ النشأة وحتى عام 1980).

وأشارت الدراسة إلى أن التفكير في إنشاء الجامعة الأمريكية بالقاهرة بدأ في عام 1899 م تقريباً عندما نادى ثلاثة من مبشري الإرسالية الأمريكية في مصر منهم اندرو واطسن الذي أصبح مؤسس الجامعة الأمريكية بعد ذلك بإقامة كلية بروتستانتية في القاهرة حيث ذكر فرنمان جوست أن مؤسسة كهذه يمكنها أن تكون مركزا للمواجهة الفكرية مع الإسلام.

وقام واطسن ورفاقه بتقديم وثيقة للقنصل العام الأمريكي في مصر حول الحاجة إلى إقامة مؤسسة للتعليم العالي ، وتم تشكيل لجنتين بالفعل لدراسة المشروع الأول عام 1902 بطلب من هيئة الإرساليات الأجنبية للكنيسة المسيحية المتحدة في أمريكا التي قدمت تقريرها عام 1908 مؤيدة إنشاء الجامعة تحت اسم "جامعة مسيحية لمصر" وصدقت اللجنة على المشروع عام 1911.

وفى عام 1913 جاءت لجنة ثانية من الهيئة كذلك وقدمت تقريرها ولخصت فيه أسباب إنشاء الجامعة وهي:

- عدم وجود جامعة مسيحية في منطقة شمال إفريقيا التي يوجد بها 24 مليون نسمة على الأقل يتكلمون العربية وهم بحاجة إلى التعليم المسيحي لكي يشكل حياتهم اليومية ويعد قادتهم للمستقبل.

- المكانة الاستراتيجية لمصر باعتبارها مركزاً فكرياً للعالم الإسلامي مما يفرض على المسيحية أن تقدم أفضل ما لديها من التعليم المسيحي لتتحدى الإسلام في مركزه الفكري.

- استكمال منظومة التعليم الأجنبي التبشيري.

- إظهار شخصية المسيح للناس وإعدادهم مهنيا لكي تتحول بلادهم إلى مملكة للرب(!)، وقد هيأت الأوضاع الداخلية المصرية والوضع المسيحي النشط الأجواء لدعم مشروع الجامعة الأمريكية بالقاهرة ؛ فوجود الاحتلال الإنجليزي الذي عمل على تكوين نخبة تعمل في تعاون تام مع سلطات الاحتلال الذي قال عنه كرومر : "واجبنا الأول هو إقامة نظام يسمح لجمهور السكان بأن يكون محكومًا وفقا للأخلاق المسيحية ، ولذلك فإن الهدف تكوين طبقة من السادة وإن سياسة فرّق تسُد لا يمكن تحقيقها إلا عن طريق التربية، والتحالف مع الصفوة أفضل بكثير من كسب الجماهير".

وقد تزامن ذلك مع وقت كان فيه التيار المسيحي العالمي مستمراً في نشاطه بعقد المؤتمرات التبشيرية ، وأهمها مؤتمر عام 1910 بعنوان "ضرورة تبشير العالم كله"، وبعده عام 1911 في لكهنؤ بالهند والذي أوصى بضرورة "إنشاء جامعة مسيحية قوية في القاهرة من أجل تطوير العنصر الديني لدى شباب مصر وتدريبهم على القيادة من أجل العمل المسيحي ، ومن أجل جذب شعوب مصر وما جاورها إلى المسيح ورسالته".

خطوات عملية

وتم اتخاذ الخطوات العملية لنشأة الجامعة الأمريكية والتي بدأت بجهود تشارلز واطسن للحصول على الاعتمادات المالية لإنشاء الجامعة ، خاصة من الأغنياء مؤيدي العمل التبشيري أمثال عائلات ماكيون ولوكهارت وغيرها الذين أكد لهم واطسن مسيحية الجامعة التي "تمجد السيد المسيح في العالم الإسلامي"، ورغم أوضاع الحرب العالمية الأولى إلا أنه تمت الموافقة على اختيار مجلس أوصياء للجامعة المقترحة ممثلاً لكل الكنائس المسيحية البروتستانتية بإجمالي 21 عضواً وتم اختيار القاهرة مقراً للجامعة حسب قول واطسن : "إذا أردنا التأثير في الإسلام فإن أكبر مركز مؤثر يمكن البدء فيه هو مصر".

ويقول وليم بانكروفكت : "هل إذا أردنا أن نبحث عن مكان يمكن أن نقدم تعاليم السيد المسيح بصورة أكثر انتشارًا في العالم الإسلامي كله فهذا المكان هو مدينة القاهرة "ويبرر بانكروفكت ذلك بقوله : "إن تأثير مكة وجداني أما القاهرة فهي مركز قوي ففيها الأزهر ومائتا دار للطباعة والنشر" وتم افتتاح الجامعة بمقرها الحالي بميدان التحرير (الإسماعيلية سابقا) في 5 أكتوبر عام 1920 م

وبدأت سياسة الجامعة الأمريكية بالقاهرة تتبلور تجاه المؤسسات المدنية والدينية في مصر.

مملكة المسيح في مصر

أما توجهات الجامعة الأساسية فانحصرت في :

التوجه الديني: والذي أكدت وثائق الجامعة أن الهدف منها هو "ضمان الشخصية المسيحية للجامعة وتأثيرها في الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة وذلك من خلال المقررات الدراسية والحياة الجامعية بغية تنمية الولاء المسيحي لديهم"، وأشارت أيضا إلى أن الجامعة ستكون " أداة الإرسالية الأمريكية لتنفيذ أهدافها المتعلقة بالتنصير والإصلاح الفكري والديني في مصر والبلدان المجاورة"،

ولتكون جزءا من الوكالات التبشيرية لمواجهة الإسلام حيث ستكون الجامعة عامل تنوير -طبقًا للوثائق- للصفوة من رجال مصر بالفكر ونشر حقيقة المسيحية واستكمال السلم التعليمي المسيحي البروتستانتي لتكون الجامعة على قمته والتي يحتاج المسلمون لها لتهذيب أخلاقهم طبقاً لتعاليم المسيح . وجاء في رسالة من مؤسسها واطسن أن الجامعة يجب أن تلتزم بالخط المسيحي وأن تكون مسيحية بمعنى الكلمة في شخصيتها ، وهذه الجامعة لن تكون أي شيئ على الإطلاق إذا لم تخطط لإقامة مملكة المسيح في مصر(!).

أما التوجه الأكاديمي : فبدا واضحا من البداية أنها ستكون جامعة أكاديمية متكاملة تضم عددا من الكليات والعلمية واللاهوتية وغيرها إضافة إلى فتح باب إنشاء كليات جديدة مستقبلاً.

وبخصوص التوجه الاجتماعي فكان الهدف منه تحول المجتمع المصري نحو القيم الغربية، وبذلك امتزج الهدف الديني(التبشير) بالهدف الاجتماعي (التغريب) ، وتم تقسيم الجامعة الأمريكية إلى ست كليات وهي كلية الآداب والعلوم ومدرسة الدراسات الشرقية التي انقسمت إلى قسمين : أحدهما لغوي ، والآخر لاهوتي لدراسة الأديان ويرأسه القس المبشر زويمر ، والثالث قسم الدراسات الممتدة المهتمة بالدراسات الاجتماعية وكلية التربية للتأثير في التعليم المصري ومركز البحث الاجتماعي بهدف جمع وتحليل وتقويم المعلومات الخاصة بأوضاع مصر الاجتماعية والأقطار الشرق أوسطية ، وأخيراً معهد اللغة الإنجليزية. 

الأهداف المعلنة

لم تُخفِ الجامعة في بندها الثاني أن "تقديم التربية المسيحية لشباب مصر والأراضي المجاورة هو هدفها الرئيسي"، وقد ظلت الوجهة التبشيرية هي المحور الذي تدور حوله بقية الأهداف المعلنة من إعداد النخبة ونشر الثقافة الأمريكية وخدمة المجتمع المصري.

وتسعى الجامعة لتحقيق أهدافها من خلال أقسامها المختلفة ، وقد استطاعت الجامعة الأمريكية أن تحقق أغراض التبشير المسيحي ولكن بطريقة تختلف عن التبشير التقليدي ، وذلك "بعدم فصل التفكير الديني عن الحياة؛ ولكنها تجعله جزءا أساسيا متغلغلاً في كل مجالاتها" ، واتخذت لذلك وسائل منها:

الاجتماع الديني الذي تتم الدعوة له تحت مسمى الاجتماع لبحث سلبيات وإيجابيات العمل في الجامعة يوميًا بين الطلاب وإدارة الجامعة ، ويشمل تلاوة الصلوات والشعائر وقراءة الإنجيل وعظات ، إضافة للقضايا التعليمية في الجامعة ويحضرها الطلبة المسلمون - الذين يمثلون ثلثي الطلاب - والنصارى على السواء، وبالتدريج، ولا تسمح إدارة الجامعة لأحد من الطلاب بترك ذلك الاجتماع حتى يوم الجمعة باستثناء شهر رمضان.

المحاضرات العامة وتشمل المناظرات الدينية بين بعض علماء الإسلام والمسيحية ومحاضرات لبعض المفكرين العلمانيين حول حقوق المرأة وغيرها وهي قضايا كلها - كما يقول د. روبرت اندروس - "مرتبطة بالتبشير الأمريكي ولكن ليس بشكل سافر في التعامل مع هذه الأفكار، كما تضمن ذلك النشاط الثقافي عملاً تبشيريًا سافرًا كعرض الأفلام التبشيرية على الطلاب والحضور وتوزيع تذاكرها مجانا على الكنائس لتقوم بتوزيعها على فقراء المسيحيين لمشاهدة تلك الأفلام.

وبخصوص المناهج الدراسية فقد جعلت الجامعة دراسة الإنجيل وما يتصل به من علم الأخلاق جزءاً من الدراسات الإجبارية طوال سنوات الدراسة.

وقد حدد اندروس مفهوم التبشير الذي تقوم به الجامعة أنه "لا يعني إحداث تحول من ديانة إلى أخرى ، ولكن هو محاولة لأن يصل الناس إلى درجة التشبع بوجهات النظر والمفاهيم والمثاليات المسيحية ، بل وتحمل المقررات العلمية وجهة دينية حتى يتأكد الطالب من أن المدرس والمؤسسة التعليمية الذين قدما له التوجيه الحكيم في العلوم قادران على تقديم النصح الحكيم أيضا في مجالات الدنيا والدين.

اختيار أعضاء هيئة التدريس:

وكان يراعى في اختيار المدرس الاتفاق مع تحقيق أهداف الجامعة الأمريكية، وهو ما أوضحته لائحة الجامعة الداخلية عام 1945 من أنه عند تعيين هيئة التدريس يوضع في الاعتبار توفر الشخصية المسيحية للشخص المراد تعيينه من أجل تحقيق الهدف التبشيري.

الأنشطة الاجتماعية:

من خلال الأنشطة الرياضية والثقافية واتحاد الطلاب لتحقيق هدف تطوير الطبيعة الاجتماعية والخلقية للطلاب.

المناخ الجامعي:

حيث حاولت الجامعة أن تجعل الهدف التبشيري ونشر العقيدة المسيحية هي الشغل الشاغل لها من خلال المناخ الجامعي المتمثل في نشر الروح الديمقراطية أو ربط الطالب بأستاذه والروح الكنسية من خلال جو الجامعة الذي يشبه إلى حد كبير الطقوس المتبعة في المدارس الإيرانية، واشترطت على الطالب الذي لم يتوافق مع المبادئ والأهداف الأساسية للجامعة، وهي نشر تعاليم مبادئ السيد المسيح أن ينسحب من الجامعة وهذا يؤكد أن ممارسات الجامعة قائمة على الإجبار.

إعداد النخب الحاكمة

ويعد إعداد النخبة الحاكمة أحد الأهداف الرئيسية للجامعة وهو ما يؤكد وجهة الجامعة في الهيمنة والسيطرة على مقدرات شعب مصر من خلال إعداد القادة وإمدادهم بالثقافة الغربية والقيم المسيحية والحياة الأمريكية مما يجعلهم ينتمون بعقلهم ووجدانهم إلى المجتمع الغربي، وبهذا تضمن أمريكا ولاء هؤلاء القادة لها وبالتالي الهيمنة على المجتمع المصري كله بحكم أنه في المجتمعات الشرقية يكون للقادة اليد الطولى.

وأكد جون بادو رئيس الجامعة الأمريكية عام 1945 أن هدف الجامعة "نقل الثقافة والقيم الأمريكية إلى العالم العربي"، وتم ذلك عبر التعليم الحر والحفلات الموسيقية والمحاضرات والمنتديات الثقافية والسينما التعليمية والتي كانت تهدف جميعها لبسط الهيمنة الثقافية الغربية وبناء مجتمع تابع للغرب خاصة الولايات المتحدة عن طريق تربية الطلبة على فهم واضح للعالم الغربي وثقافته وقيمه.

وقد أنشأت الجامعة برنامجاً للخدمات العامة وافتتحت قسم الدراسات الممتدة بهدف زيادة تأثيرها في أعداد كبيرة من القاعدة الشعبية، وفي عام 1951 تم تأسيس "مركز البحث الاجتماعي" الذي دعمته مؤسسة فورد ومسؤوليته تتركز في جمع وتحليل المعلومات التي تخص الظروف الاجتماعية في الشرق الأوسط وكانت الأبحاث السوسيولوجية والأنثربولوجية هي الأساس في نشاط المركز مع التفكير في الاقتصاد مستقبلاً وقد قام المركز بدور خطير في كشف دقائق الأمور والمشكلات الاجتماعية في مصر بما يمكن اعتباره أداة للتجسس على مقدرات الحياة الاجتماعية في مصر ودول الشرق الأوسط بما يمكن أمريكا من بسط الهيمنة الثقافية على المجتمع العربي.

وذلك يحدد أهداف السياسة الأمريكية الاستراتيجية وهي حماية الأمن القومي الأمريكي الذي يشمل العالم كله ، ومنه منطقة الشرق الأوسط وأن تصبح مصر ركنا فاعلا في الاستراتيجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وإفراغ مصر والمنطقة العربية من القيادات القوية ومن مفاهيم خلق التبعية وفرض الهيمنة المعنوية والحضارية على المجتمع المصري.

وكانت الجامعة الأمريكية بالقاهرة إحدى الآليات التي استخدمتها أمريكا لتحقيق تلك الأهداف حيث كانت - ولا تزال - تقوم بالدور الثقافي لتربية أجيال من الطلاب الأمريكيين لغة ووعياً وثقافة وقيمًا وسلوكًا ، وهؤلاء سيتولون المناصب القيادية في الدولة وبالتالي يسهمون في تأكيد واستمرارية تبعية المجتمع المصري للثقافات الغربية وخاصة الأمريكية منها ، وهو ما نلمسه في مجالات كثيرة كالتعليم والسياسة والاقتصاد.

المصادر:

*جاكسون ديل كاتب ومحلل سياسي أميركي

*تقرير واشنطن

 *المركزالوثائقي والمعلوماتي

مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 1 تشرين الاول/2007 -18/رمضان/1428