احمدي نجاد في مهمة فاشلة

 شبكة النبأ: اثار حضور احمدي نجاد الى جامعة كولومبيا قبل يوم من القائه كلمة في الجمعية العامة للامم المتحدة جدلا محتدما زادت من حدته مقالات اعلامية وتصريحات شخصيات سياسية.

وتعرض الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لحملة انتقادات علنية نادرا ما يواجهها رئيس، وذلك في جامعة كولومبيا حيث وصفه رئيس الجامعة نفسه لي بولينغر بانه دكتاتور عنيف وحقير. بحسب رويترز.

وتعرض الرئيس الايراني لصيحات استهجان اطلقها الكثيرون وللتصفيق من قبل البعض ولمساءلة حول مواقفه بشأن محرقة اليهود ابان الحرب العالمية الثانية فتظاهر بعدم التأثر بالمواقف المعادية والانتقادات الشديدة لكنه شكا فيما بعد من تعرضه لـ"معاملة غير ودية" من بولينغر.

واغتنم احمدي نجاد فرصة زيارته لجامعة كولومبيا لرد الاتهامات والانتقادات التي تلاحقه ولا سيما بشأن نفيه حصول المحرقة او اقله حجمها كما هو معروف وللترويج لحق الجمهورية الاسلامية في تطوير برنامج نووي مدني فأكد مرة جديدة ان ايران لا تسعى لامتلاك السلاح النووي.

لكنه اضطر قبل التكلم الى الاستماع على مدى عشر دقائق الى انتقادات عنيفة وجهها اليه رئيس الجامعة. وقال بولينغر متوجها اليه، سيدي الرئيس انك تبدي كل مظاهر الدكتاتور العنيف والحقير، واتهمه بصورة خاصة بقمع المثقفين ومثليي الجنس بشكل وحشي.

وساله، لماذا تخشى الى هذا الحد ان يعبر المواطنون الايرانيون عن ارائهم؟ متحديا اياه ان يبرر تصريحاته بشأن المحرقة. وقال، بصراحة سيدي الرئيس اشك في ان تكون تتمتع بالشجاعة الفكرية الكافية للرد على هذه الاسئلة. مضيفا حين تحضر الى مكان كهذا انك بكل بساطة تجعل من نفسك مهزلة. اما ان تكون استفزازيا وقحا او عديم التهذيب الى حد مذهل.

وحين نهض احمدي نجاد اخيرا متوجها الى المنصة اتهم بولينغر بتوجيه سيل من الشتائم والمزاعم اليه غير انه تجنب الى حد بعيد تقديم اي اجوبة مباشرة على المسائل التي طرحها رئيس الجامعة.

وبعد ان بدا احمدي نجاد متوترا ومرتبكا بعض الشيء في بداية مداخلته استعاد هدوءه مع انتقاله الى عرض حججه بشأن رغبة ايران "المشروعة" في مواصلة برنامجها النووي واتهاماته للولايات المتحدة بوضع عراقيل امامها.

وقال، اننا لا نؤمن بالاسلحة النووية. معتبرا ان هذه الاسلحة تتعارض مع الطبيعة البشرية في جوهرها. واضاف، اعتقد ان السياسيين الذين يسعون لامتلاك قنابل نووية او يقومون باختبارها او صنعها انما هم رجعيون ومتخلفون سياسيا.

وتابع احمدي نجاد كلامه باسما او حتى ضاحكا احيانا فتكلم عن الثقافة الايرانية وعرض رؤيته للعالم غير ان الطلاب قابلوه بموجة عارمة من الصيحات المستنكرة حين اكد على خلو ايران من مثليي الجنس. وقال تحت صخب الصفير والهتاف، ليس لدينا مثليي جنس في ايران كما في بلدكم. لا نعرف هذه الظاهرة لست ادري من الذي قال لكم هذا.

وحين سئل عن مواقفه بشأن المحرقة قال "لست اقول انها لم تحصل اطلاقا (..) بل اقول ان في وسعنا اجراء المزيد من الابحاث".

وكان احمدي نجاد صرح في وقت سابق خلال مداخلة عبر الاقمار الصناعية في نادي الصحافة الوطني بواشنطن ان ايران تتعاون مع مفتشي الامم المتحدة لتسوية المسائل النووية نافيا ان تكون الولايات المتحدة وايران تسيران في اتجاه حرب. وقال، نعتقد ان التلويح بالحرب وسيلة دعائية. فلماذا تكون هناك حاجة الى حرب؟

واصدر مجلس الامن الدولي ثلاثة قرارات ضد ايران بهذا الشأن نص اثنان منها على فرض عقوبات على الجمهورية الاسلامية لرفضها وقف نشاطات تخصيب اليورانيوم.

وسئل احمدي نجاد عن العراق فنفى ان تكون ايران تزود متطرفين من الشيعة باسلحة متطورة لاستخدامها ضد القوات الاميركية. وقال، نعتقد في الحقيقة ان على الجيش (الاميركي) البحث عن اسباب لهزيمته في العراق في مكان آخر، مؤكدا رغبة ايران في قيام عراق مستقر على حدودها.

وتجمع عشرات المتظاهرين خارج الحرم الجامعي للتعبير عن غضبهم لمنح الرئيس الايراني منصة للكلام وهم يرفعون لافتات كتب عليها، اوقفوا احمدي نجاد هتلر ايران، فيما تجمع طلاب اخرون للمطالبة بتجنب نشوب حرب مع ايران.

واثار حضور احمدي نجاد الى الولايات المتحدة ولا سيما زيارته الى جامعة كولومبيا وطلبه زيارة موقع برجي مركز التجارة العالمي الذي دمرته اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر ردود فعل عنيفة في الاوساط السياسية والاعلامية وقد رفضت شرطة نيويورك الطلب "لاسباب امنية".

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس لشبكة سي ان بي سي ان زيارة احمدي نجاد الى موقع البرجين التوأمين كانت ستبدو اشبه "بمهزلة". وقالت، هذا شخص يرئس بلدا هو على الارجح اكبر راع لارهاب الدولة شخص ينكر المحرقة شخص تكلم عن شطب دول اخرى عن الخارطة.

وكان السناتور الجمهوري جون ماكاين المرشح للانتخابات الرئاسية من اشد منتقدي احمدي نجاد واعتبر، من المذهل ان تستقبل جامعة كولومبيا رئيس بلد (..) يعمل في الوقت الذي يتكلم فيه على تصدير اسلحة ومتفجرات الى العراق معرضا حياة الاميركيين للخطر.

وكانت اللهجة مماثلة في الصحف والشبكات التلفزيونية الشعبية فنشرت صحيفة دايلي نيوز صورة احمدي نجاد على صفحتها الاولى كاتبة عليها "الشر وصل" فيما نعتته جميع الصحف عموما ب"الوحش" و"الشيطان" و"المنافق".

واشترت منظمات يهودية صفحة اعلانية كاملة في نيويورك تايمز للتنديد باحمدي نجاد وكتب في الرسالة المنشورة، انه يمول ويدعم الرعب في كل انحاء العالم. يريد عالما بدون الولايات المتحدة واسرائيل. يطور السلاح النووي وينفي حصول المحرقة.

وشددت الاجراءات الامنية في القاعة التي القى فيها خطابه على نحو 700 شخص 80 بالمئة منهم من الطلبة ارتدى عشرات منهم قمصان كتب عليها، اوقفوا شر أحمدي نجاد.

ورفض احمدي نجاد أيضا انتقادات بشأن حقوق الانسان في بلاده خاصة اضطهاد المثليين جنسيا وقال، في ايران ليس لدينا مثلية جنسية مثل ما يحدث في بلادكم، متسببا في ضحك الحاضرين في القاعة، في ايران ليست لدينا هذه الظاهرة. لا اعرف من قال لكم انها لدينا.

وقال نجاد في مؤتمر صحفي عبر دائرة تلفزيونية من نيويورك مع نادي الصحافة الوطني في واشنطن، نحن لا نعترف بذلك النظام لانه قائم على الاحتلال والعنصرية. وهو يهاجم جيرانه باستمرار. في اشارة للاجراءات العسكرية الاسرائيلية الاخيرة ضد سوريا ولبنان... انه يقتل الناس ويخرجهم من منازلهم.

وانتقد الرئيس الايراني أيضا الولايات المتحدة قائلا، نعارض الطريقة التي تحاول بها الحكومة الامريكية ان تدير العالم نعتقد أن هذه الطريقة خاطئة تؤدي الى الحرب والتفرقة واراقة الدماء.

لكن الرئيس الايراني قلل من أهمية الحديث عن صراع بين طهران والغرب بسبب البرنامج النووي لبلاده الذي تقول الولايات المتحدة انه يستخدم لمحاولة بناء أسلحة نووية.

وقال، نعتقد ان الحديث عن الحرب هي وسيلة للدعاية. من يتحدثون عليهم أن يأتوا بسبب قانوني للحرب.

وأحمدي نجاد معارض علني للسياسات الامريكية لكن المسؤولية النهائية لتشكيل سياسة ايران النووية تعود للزعيم الايراني الاعلى اية الله على خامنئي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 27 أيلول/2007 -14/رمضان/1428