سلمان العودة وصحوة دينية سعودية متأخرة

 شبكة النبأ: (ماذا جنينا من تدمير شعوب بأكملها كما جرى في العراق وأفغانستان؟ بل وجرّت هذه الحروب إلى حروب اهلية اخرى تنذر بالشؤم والهلاك على هذه الدول وما جاورها؟)، بهذه الكلمات صرح رجل الدين السعودي المعروف سلمان العودة مخاطبا زعيم تنظيم القاعدة بن لادن في رسالة مفتوحة، قد تكون الاولى من نوعها في قول كلمة حق، من قبل المؤسسات الدينية السعودية ذات النفوذ الوهابي المتطرف والتي دأبت منذ اربع سنوات على اشعال نار الفتنة بين العراقيين من خلال التحريض على العنف الطائفي، وتكفير الشيعة وهم الأغلبية في العراق والإفتاء بضرورة تدمير مقدساتهم، وتحريض الشباب السعودي ليذهبوا الى العراق ويفجروا اجسادهم في الاسواق والاماكن العامة.. لينالوا الجنة مما يصنعون!؟.

ووجه عالم الدين السعودي الدكتور سلمان العودة رسالة إلى زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في الذكرى السادسة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، يسأله فيها عن جدوى أعمال العنف التي انتهجتها القاعدة منذ ذلك التاريخ في العديد من بلدان العالم، مؤكداً له أن إعلان أصوات العلماء والدعاة والمخلصين المشفقين براءتهم مما (يصنع أسامة).

وخاطب العودة، المشرف العام على مؤسسة (الإسلام اليوم) التي نشرت حديثه، زعيم تنظيم القاعدة بالقول، أخي أسامة، كم من الدماء أريقت؟ وكم من الأبرياء والشيوخ والأطفال قتلوا وشرّدوا تحت اسم القاعدة؟ أيسرك أن تلقى الله وأنت تحمل عبء هؤلاء على ظهرك؟ من المسؤول عن شباب وفتيان في مقتبل أعمارهم وفي نشوة حماسهم، ذهبوا في طريق لا يعرفون نهايته؟ وربما ضلت بهم هذه السبل، وغابوا في متاهات لانهاية لها.

وقال العودة في حديثه الموجه إلى بن لادن في برنامج حجر الزاوية، تبثه قناة أم بي سي السعودية،إن صورة الإسلام اليوم ليست في أفضل حالاتها، لقد تحدّث الناس في العالم أن المسلمين يقتلون من لا يدين بدينهم، وتحدثوا أن السلفية تقتل من لا يدينون بها من المسلمين.

أخي أسامة لقد ترك النبي عليه الصلاة السلام قتل المنافقين الذين نزل خبرهم في القرآن، خشية أن يقول الناس: إن محمداً يقتل أصحابه.

ويضيف العودة، أخي أسامة، إن ما جرى في 11 (سبتمبر) كانت نتيجته قتل بضعة آلاف من البشر، بينما تجد دعاة مغمورين قد لا يعرفهم كثير من الناس هدى الله على أيديهم عشرات بل مئات الآلاف الذين اهتدوا إلى الإسلام واستناروا بنوره.

ماذا جنينا؟

وسأل العودة متوجهًا نحو ابن لادن، ماذا جنينا من تدمير شعب بأكمله كما جرى في العراق وأفغانستان؟ بل وجرّت هذه الحروب إلى حروب أهلية أخرى تنذر بالشؤم والهلاك على هذه الدول وما جاورها، من المستفيد من محاولة تحويل المغرب والجزائر والسعودية وغيرها إلى بلاد خائفة لا يأمن فيها المرء على نفسه؟ هل الوصول إلى السلطة مقصد؟ وهل هو الحل؟ وهل هناك تصميم على الوصول إلى الحكم ولو على جثث الآلاف المؤلفة من المسلمين؟.

وأضاف، مَن المسؤول عن تنشيط أفكار التكفير والقتل حتى تفشت بين الأسرة الواحدة وأدت إلى القطيعة والعقوق والتفكك؟ من المسؤول عن شباب ذهبوا للقتال وتركوا خلفهم أمهات مكلومات و زوجات حزينات، وأطفالاً يتامى ينتظرون بذهول عودة أبيهم؟ من المسؤول عن ملاحقة العمل الخيري والشك في كل مشروع إسلامي، ومطاردة الدعاة في كل مكان بتهمة العنف والإرهاب؟ ومن المسئول عن اكتظاظ السجون بالشباب، حتى أصبحت هذه السجون مفرخة لموجة جديدة من التكفير والغلو والعنف والتطرف؟.

أين الرحمة؟

وقال متوجهاً إلى زعيم القاعدة، ألا يسعك ما وسع محمدًا صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين، أين الرحمة في قاموس الحرب والتفجير والقتل والتدمير واستهداف الأبرياء من عوام المسلمين؟ هل اختصرنا الإسلام في رصاصة أو بندقية؟ وهل صارت الوسيلة هي الغاية؟.

وأشاد بجهود بعض المتراجعين عن العنف قائلاً، أخي أسامة، اعلم أن إخوانًا لك في جماعات مقاتلة كانوا شجعانًا وأعلنوا ندمهم وأدركوا خطورة هذا الطريق .

وقال العودة لبن لادن (اللهم إننا نبرأ إليك مما يصنع أسامة، وممن يتسمى باسمه، أو يعمل تحت لوائه).

السلطات السعودية غير جادة في ملاحقة ممولي القاعدة

من جهة اخرى قال المسؤول الامريكي المكلف بمراقبة تمويل الجماعات الارهابية انه على الرغم من ستة اعوام من الوعود فان السلطات السعودية أخفقت في ملاحقة افراد اثرياء تتهمهم واشنطن بأنهم يرسلون ملايين الدولارات الي تنظيم القاعدة. بحسب رويترز.

واضاف ستيورت ليفي وكيل وزارة الخزانة الامريكية قائلا في مقابلة مع محطة تلفزيون (ايه بي سي نيوز)، اذا كان لي أن آمر بقطع التمويل من دولة فانها ستكون السعودية.

وقال ان السعوديين لم يحاكموا أيا من الافراد الذين حددتهم الولايات المتحدة والامم المتحدة على انهم ممولون للارهاب.

ومضى ليفي يقول، عندما تكون الادلة واضحة على ان هؤلاء الافراد يمولون منظمات ارهابية وأنهم فعلوا ذلك عن علم.. عندئذ يجب محاكمتهم والتعامل مع الامر على انه ارهاب حقيقي لانه كذلك.

والسعودية حليف للولايات المتحدة في حملة واشنطن لمكافحة الارهاب التي بدأتها عقب هجمات 11 سبتمبر التي نفذتها شبكة القاعدة بزعامة اسامة بن لادن.

وابن لادن الذي استعصى القبض عليه على مدى ستة اعوام ينتمي الى اسرة سعودية ثرية وذات نفوذ.

وقالت (ايه بي سي) نقلا عن مسؤولين امريكيين ان بين اولئك الذين تم تحديدهم كممولين للارهاب ياسين القاضي وهو رجل اعمال سعودي ثري ادرج اسمه في قائمة امريكية وقائمة للامم المتحدة لممولي القاعدة بعد شهر من هجمات 11 سبتمبر.

ونفى القاضي مرارا تلك الاتهامات. وقالت (ايه بي سي) انه ما زال حرا وشخصية بارزة في السعودية.

وأبلغ جاي مارتن محامي القاضي ومقره لندن المحطة التلفزيونية أن الولايات المتحدة لم تقدم قط أي دليل يدعم الاتهامات بحق موكله، وقالت (ايه بي سي) ان السفارة السعودية في واشنطن امتنعت عن الإدلاء بأي تعقيب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 20 أيلول/2007 -7/رمضان/1428