
شبكة النبأ: حتى وقت قريب كانت فرنسا تعارض التدخلات
العسكرية الخارجية تحت اية ذرائع وتنأى بنفسها عن الخلافات الدولية
الحادة إلا ما يتعلق بمصالحها المباشرة، ولكن الامر اختلف كثيرا منذ
تولي نيكولا ساركوزي سدة الحكم في فرنسا حيث اظهر الاخير ميوله الى
تفعيل موقع دولته كقوة عظمى ولها رأي تتدخل به ويجب من الجميع ان ينصت
لها.
وهذا الاتجاه في التصعيد من المحتمل جدا ان يفتح باب مواجهة اوربية
ساخنة مع ايران خاصة وان فرنسا تعتبر قوة اساسية في محيطها الاتحادي
الاوربي ولها تاثير كبير، ولكن يبقى التساؤل حول ما اذا كان ساركوزي
يريد السير في ما تتجه اليه الولايات المتحدة بخصوص اجبار ايران على
التخلي عن طموحاتها النووية ان لم تؤت الدبلوماسية بحلول؟.
وصرح رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون ان التوتر "على اشده" مع
ايران بسبب ازمة ملفها النووي مؤكدا في الوقت نفسه ان الامكانية ما
زالت متاحة للتحرك الدبلوماسي.
وقال خلال زيارة الى انغوليم (وسط غرب)، يجب ان يفهم الايرانيون ان
التوتر على اشده وعلى الاخص في المنطقة في العلاقة بين ايران وجيرانها
في العلاقة مع اسرائيل.
وادلى فيون بهذه التصريحات بعدما دعا وزير خارجيته كوشنير الى "توقع
الاسوأ" اي احتمال اندلاع "حرب" مع ايران اذا ما استمرت في رفض تعليق
نشاطاتها النووية الحساسة.
ودعا كوشنير الى فرض عقوبات اوروبية على طهران خارج اطار الامم
المتحدة مشددا في الوقت نفسه على ضرورة "التفاوض حتى النهاية" لتجنب
حيازة ايران القنبلة الذرية.
وقال فيون معلقا على مواقف وزير خارجيته انه على صواب لان الجميع
يرى ان الوضع في الشرق الاوسط متوتر للغاية ويتفاقم. واكد، اننا في وضع
من التوتر البالغ الشدة.
وتابع، ان مواجهة مع ايران ستكون آخر خيار يتمناه اي مسؤول سياسي
معتبرا انه لم يتم المضي حتى النهاية في العقوبات المفروضة على طهران.
ورأى انه يجب القيام بكل ما يمكن لتجنب الحرب. ودور فرنسا يقضي
بالدفع بوضع ينطوي على خطورة بالغة لباقي العالم في اتجاه حل سلمي.
وردت طهران بشدة على التصعيد في اللهجة الفرنسية حيالها. حيث اعتبر
المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني ان تطابق تصريحات
المسؤولين الفرنسيين مع موقف القوة المسيطرة (الولايات المتحدة) يسيء
الى مصداقية فرنسا امام الرأي العام العالمي.
احمدي نجاد: لا نأخذ "بجدية"
تصريحات كوشنير
من جهته صرح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد انه لا ينظر "بجدية
الى تصريحات" وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي حذر من نشوب حرب
مع ايران في حال لم تأت العقوبات المفروضة على برنامج ايران النووي
بنتيجة.
وقال احمدي نجاد للصحافيين بعد القاء كلمة في البرلمان، اننا لا
ننظر الى هذه التصريحات بجدية.
التعليقات الاعلامية مختلفة عن المواقف الحقيقية. ورفض
الادلاء باي تعليق اخر حول الموضوع. بحسب فرانس برس.
وضاعفت فرنسا منذ انتخاب الرئيس نيكولا ساركوزي دعواتها الى الاسرة
الدولية والاتحاد الاوروبي تحديدا لابداء حزم اكبر حيال ايران وطالبت
بفرض عقوبات اضافية على طهران في حال استمرت في رفض تعليق نشاطات تخصيب
اليورانيوم.
دو فيلبان: لا يجوز توجيه اشارات
سيئة لأمريكا حول ايران
وكان رئيس الحكومة الفرنسية السابق دومينيك دو فيلبان اعلن انه لا
يجوز توجيه اشارات سيئة لادارة بوش وان دور فرنسا هو "الدفاع عن حل
سلمي" في الملف الايراني وذلك بعد تصريحات وزير الخارجية.
وفي تصريح للمحطة الثالثة في التلفزيون الفرنسي "فرانس 3" قال دو
فيلبان، اعتقد انه يجب ان نتحاشى في هذه الفترة توجيه اشارات سيئة
لادارة بوش. هي ليست بحاجة لنا كي تتشجع للتقدم اكثر نحو الحرب.
واضاف، على العكس يجب ان تلعب فرنسا دورها كاملا في الدفاع عن حل
سلمي. يجب ان نرغم الولايات المتحدة على القبول بالتقدم نحو تفاوض
حقيقي (...) يجب ان تقبل بان تقاتل من اجل السلام.
واوضح، لا يجوز ان نشجع ادارة بوش على القيام بما قامت به اصلا (في
العراق). لقد ارتكبت ليس فقط غلطة ولكن خطأ وان فرنسا هي هنا فقط
للدفاع عن السلام واقعيا بتقديم معرفتها لايران.
الاشتراكيون الفرنسيون يطالبون
بمناقشة برلمانية
من جهته طالب السكرتير الاول للحزب الاشتراكي الفرنسي فرنسوا هولاند
الاثنين بمناقشة برلمانية حول الوضع في ايران وذلك اثر تصريحات وزير
الخارجية برنار كوشنير الداعية الى "الاستعداد للاسوأ" بما في ذلك
"الحرب".
وقال هولاند لوكالات الانباء ان مناقشة في البرلمان تفرض نفسها.
ينبغي طرح كل شيء على الطاولة وينبغي على الحكومة اطلاع البرلمان على
الامر. بحسب فرانس برس.
واعتبر الزعيم الاشتراكي ان على الرئيس نيكولا ساركوزي ان يتحدث عن
هذا الامر امام الفرنسيين.
موسكو: اي تدخل عسكري في ايران
سيكون "خطأ سياسيا"
من جهة اخرى اعلن نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر لوسيوكوف ان اي
تدخل عسكري اميركي محتمل في ايران سيكون "خطأ سياسيا" مع نتائج
"كارثية" وذلك في مقابلة نشرتها الثلاثاء صحيفة "فريميا نوفوستي".
وقال ان قصف ايران سيكون خطوة سيئة وستؤدي الى نتائج كارثية. ستكون
خطوة كارثية ستترتب عليها نتائج مؤسفة.
واعرب عن الامل في عدم تصعيد التوتر في هذه المنطقة على الاقل قبل
انتهاء قمة الدول المشاطئة لبحر قزوين التي ستعقد في 16 تشرين
الاول/اكتوبر في طهران (اذربيجان وكازاخستان وتركمانستان وروسيا
وايران).
واضاف ردا على سؤال، لا اعلم ما اذا كان الاميركيون سيقصفون خلال
انعقاد قمة بحر قزوين. اعتقد انهم سيمتنعون عن ذلك والا سيواجهون مشاكل
خطيرة.
البرادعي:الحديث عن الحرب ضجة
اعلامية سابقة لأوانها
من جهته قال محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة
الذرية ان الحديث عن شن حرب ضد ايران كحل أخير لتعطيل برنامجها النووي
هو "ضجة اعلامية" سابقة لاوانها ولمح الى أن التحرك لتشديد العقوبات ضد
طهران قد تكون له اثار سلبية.
واختلف البرادعي مع تحذير وزير خارجية فرنسا بأنه ينبغي لبلاده أن
تستعد لاحتمال اللجوء لعمل عسكري لمنع ايران من تخصيب اليورانيوم في
اطار برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب في أنه واجهة لانتاج قنبلة
ذرية.
وقال البرادعي في اشارة الى تحذير كوشنر، نحتاج لان نتحلى بالهدوء
وألا نثير ضجة بشأن القضية الايرانية، بأسلوب قال انه ذكره بالفترة
التي سبقت غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة بسبب الاشتباه في
وجود أسلحة سرية لم يعثر عليها قط.
وفي كلمة على هامش الجمعية العامة للوكالة التي تضم 149 دولة كرر
البرادعي أن تحريات الوكالة لم تجد أي دليل على أن هناك توجها نحو "
تصنيع الاسلحة" من أنشطة التخصيب رغم أن ايران تواصل منع عمليات تفتيش
أوسع نطاقا تهدف الى حسم الشكوك بشأن هذه المسألة.
تبادل تجاري محدود لكنه استراتيجي
ويمثل التبادل التجاري بين ايران وفرنسا التي ترغب في فرض عقوبات
تجارية عل طهران 0,5% فقط من التجارة الخارجية الفرنسية بحيث بلغت قيمة
الصادرات التي تشمل خصوصا سلعا صناعية اقل من ملياري يورو في 2006.
وقد طلبت الحكومة الفرنسية من كبرى الشركات الفرنسية عدم الاستثمار
في ايران بسبب الازمة حول برنامجها النووي كما كشف وزير الخارجية
الفرنسي برنار كوشنير مشيرا الى مجموعتي توتال وشركة غاز فرنسا.
وفي اواخر العام 2006 احتلت ايران المرتبة الرابعة والثلاثين بين
زبائن فرنسا وراء رومانيا واستراليا وكانت المورد الثالث والثلاثين خلف
الهند بحسب البعثة الاقتصادية في السفارة الفرنسية في طهران.
لكن ايران تمثل شريكا مهما لفرنسا في الشرق الاوسط حيث تحتل الموقع
الثالث كزبون بعد تركيا ودولة الامارات العربية المتحدة وكمورد بعد
تركيا والمملكة العربية السعودية.
واذا كان النفط الخام يمثل 97% من الواردات الاتية من ايران فان
المنتجات النفطية المكررة تأتي في الموقع الثالث في سلم الصادرات
الفرنسية (180 مليون يورو في 2006).
وتوتال التي تنتج حاليا 20 الف برميل في اليوم في ايران مرشحة
لتطوير مصنع لتسييل الغاز الطبيعي في "جنوب فارس" بالخليج. وشركة غاز
فرنسا (جيه ديه اف) مهتمة بتسويق هذا الغاز.
وتطغى على الصادرات تقليديا السلع الصناعية التي تقدر قيمتها ب1096
مليار يورو في 2006 اي ما يمثل 57% من الصادرات الاجمالية.
اما السلع الوسيطة فقد بلغت قيمتها العام الماضي 462 مليون يورو
خصوصا من المنتجات الكيميائية والبلاستيكية والمعادن فيما بلغت قيمة
السلع الاستهلاكية 127 مليون يورو خصوصا منتجات صيدلية وعطور وصيانة
فيما مثل القطاع الغذائي 31 مليون يورو.
وبالرغم من انخفاض المبيعات فان منتجات صناعة السيارات تبقى في
المركز الاول في مجال التصدير (657 مليون يورو في 2006 اي 34% من
الصادرات الاجمالية مقابل 48% في 2005). وقد استقطبت السوق الايرانية
لوحدها ثلثي المبيعات الفرنسية من هذا القطاع الى منطقة الشرق الاوسط
في 2006 كما اكدت البعثة الاقتصادية الفرنسية في البلاد.
وبدأت شركة رينو الفرنسية لصناعة السيارات في حزيران/يونيو تسليم
اولى سياراتها من طراز "لوغان" الى ايران باسم "توندار". وهي من نتاج
شركة مختلطة بين رينو (51%) وشركات ايرانية. ويتوقع ان يتجاوز انتاج
توندار المئتي الف سيارة خلال السنة الايرانية المقبلة (اذار/مارس
2008- اذار/مارس 2009). وتنتج ايران ايضا سيارات بيجو 405 وتقوم بتجميع
سيارات بيجو 206. |