
شبكة النبأ: تشير التقارير من داخل
الولايات المتحدة الى تحركات جديدة تقضي بإقرار قانون يغير مهمة
القوات الامريكية في العراق من المعارك الى التدريب وهذا ما يجر بدوره
الى تخفيض الوجود العسكري الامريكي الى 50.000 او 60.000 جندي نهاية
العام المقبل.
ولا يبدو هذا الاعلان مفاجئاً حيث ان الحكومة العراقية نوهت قبل عدة
اشهر الى النية في عقد اتفاقيات عسكرية وامنية طويلة الامد مع الولايات
المتحدة حتى وان انسحبت الاخيرة من العراق.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان العراق يأمل في تدريب
عدد كاف من قوات الامن بحلول يوليو تموز لتعويض الانسحاب الجزئي المقرر
للقوات الامريكية.
واضاف زيباري في مؤتمر صحفي بعد محادثات مع نظيره التشيكي كارل
شوارزنبرج، نأمل بحلول ذلك الموعد ان يكون بمقدور الجيش العراقي وقوات
الامن العراقية زيادة الاعداد والعتاد ليحلوا محل تلك القوات التي
ستكون قد غادرت البلاد."بحسب رويترز.
وقال ان قرار واشنطن اعادة بعض الجنود الى بلادهم لم يكن مفاجئا
للحكومة العراقية بالنظر الى النقاش الداخلي والسياسي بالولايات
المتحدة وتحسن الوضع في العراق لكنه اضاف ان الامريكيين اعطوا تأكيدات
بأن اي انسحاب لن يقوض الامن العراقي.
امريكا واستعدادات للانسحاب
وتستعد الولايات المتحدة التي تتحدث عن انسحاب تدريجي لقواتها من
العراق للابقاء على وجود عسكري طويل الامد في هذا البلد لمساعدته على
ضمان امنه والحد من الطموحات الايرانية في المنطقة.
وقال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس في جلسة مناقشة حول انسحاب
القوات من العراق نحن مستعدون للابقاء على وجود عسكري متوسط الحجم
وطويل الامد في العراق لنؤمن شبكة امنية للعراقيين والدول الاخرى في
المنطقة القلقة مما سيحدث. بحسب فرانس برس.
وكان الرئيس الاميركي جورج بوش اعلن الجمعة انه اقر مقترحات قائد
القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس التي تعني حسب حسب
وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) خفض عديد الاميركيين في هذا البلد
بين 21500 وثلاثين الف رجل بحلول صيف 2008 .
وبذلك سيتراجع حجم القوات الاميركية المنتشرة في العراق الى 130 الف
رجل.
لكن غيتس عبر عن امله في ان يتم خفض هذه القوات الى مئة الف رجل
بحلول نهاية العام المقبل.
وقال آمل ان يتمكن الجنرال بترايوس عندما يقدم تقريره في آذار/مارس
المقبل من القول ان وتيرة خفض القوات يمكن ان تستمر في النصف الثاني من
2008 وبالسرعة التي تم فيها في النصف الاول من العام.
وردا على سؤال حول ما اذا كان ذلك يعني وجود عشرة الوية قتالية اي
حوالى مئة الف جندي بحلول كانون الثاني/يناير 2009 قال غيتس يفترض ان
يكون الامر كذلك.
ويضم اللواء القتالي تقليديا بين اربعة وخمسة آلاف رجل. لكن يضاف
الى هذا العدد الجنود الذين يخصصون في العراق لدعم عمليات قتالية وسلاح
الجو.
الا ان غيتس اكد انه يصعب التكهن بتطورات الاوضاع في العراق وانه
يعبر عن آمال وليس عن خطط محددة.
وتابع، آمل ان يواصل الوضع التحسن الذي شهدناه في الاشهر القليلة
الماضية ونتوقع ان يكون الامر كذلك حتى نهاية العام.
واكد وزير الدفاع الاميركي ان القادة والمستشارين العسكريين لبوش
وافقوا على خطة بترايوس بعد ان قاموا بدراسة الاوضاع واعداد التقارير
بانفسهم.
ورأى ان التقدم في العراق بطىء لكن توصيات بترايوس تقدم طريقا
لمواصلة التقدم وتجنب النتائج الكارثية لفشل اميركي في العراق.
وبمعزل عن وتيرة انسحاب القوات الاميركية شدد غيتس على ضرورة
الابقاء على جنود لمدة غير محددة في العراق. وقال ان هذه القوة
"الباقية" ستقوم بمهام "مكافحة الارهاب وتدريب القوات العراقية او
المساعدة في مراقبة الحدود، موضحا انها تشبه في مهامها الى حد كبير ما
ورد في تقرير بيكر هاملتون.
وكانت مجموعة الدراسات حول العراق التي ترأسها وزير الدفاع الاسبق
جيمس بيكر والنائب السابق لي هاملتون اوصت مطلع العام الجاري بتقليص
حجم القوات الاميركية في العراق بحلول 2008. لكن بوش تجاهل هذه
التوصيات واختار تعزيز القوات في العراق.
وقال غيتس الذي كان عضوا في هذه المجموعة قبل ان يتولى وزارة الدفاع
ان اي وجود لقوة عسكرية باقية في العراق -- يجب التفاوض حولها مع
الحكومة العراقية -- سيشكل جزءا فقط من القوات المنتشرة حاليا" وتضم
169 الف رجل.
وتابع ان هذه الوحدات التي ستقوم بمهمة قوة لضمان الاستقرار في بلد
تمزقه نزاعات بين مختلف مجموعاته يفترض ان تبلغ خصومنا المحتملين اننا
لن نتخلى عن البلد لطموحاتهم وسنبقى القوة المهيمنة في المنطقة.
وقال ريتشارد هاس المسؤول السابق في وزارة الخارجية الاميركية في
مقال نشره هذا الاسبوع مجلس الشؤون الخارجية ان الامر سيتعلق "بوجود
اميركي يبلغ حوالى 75 الف رجل لسنوات عدة" اي اكثر من ثلث عدد الجنود
المنتشرين حاليا في العراق.
وذكر غيتس في تصريحات لصحافيين المعايير التي يجب ان تتحقق لتحديد
الخطوات المقبلة في العراق وعلى رأسها الاستفادة الى اقصى حد من الفرص
التي سمح بها تعزيز القوات وتجنب حتى ما يمكن ان يبدو فشلا اميركيا في
العراق.
إلتزام طويل الأمد
من جهتها قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس إن امام
الولايات المتحدة التزاما طويل الامد في العراق من أجل تأمين سلامة
أراضيه، حتى وان جرى تخفيض لحجم القوات.
ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية،عن رايس قولها في برنامج تلفزيوني
ان على الولايات المتحدة البقاء في العراق لزمن طويل من اجل حماية
سلامة اراضيه حتى وان جرى تخفيض لحجم القوات.
وتابعت الصحيفة نقلا عن رايس إن واشنطن رأت أن مهمة إرساء الاستقرار
في العراق ليست مقتصرة على تحسن الوضع الأمني داخل حدوده.. وان البدء
بتخفيض اعداد القوات الامريكية يرتبط بتوجيهها الى مسؤوليات اخرى.
وأضافت رايس إن حماية أمن الأراضي العراقية من الدول الجارة،
وبخاصة ايران، من بين تلك المسؤوليات. |