المستقبلية وشروط ابداعية في الصدف المواتية

عدنان عباس سلطان

 شبكة النبأ: من شروط المستقبلية النظر بتخطيط والإعتداد بالتنظيم والتمنطق بمنهج والتوكل على الله ومباشرت العمل الجاد بما يخدم الحياة واهل الحياة وذلك لان الحياة تفضي الى الخلود ويبلغ فيها الانسان شاوا يؤهله ان ينال الجائزة الكبرى التي اعدها الله للمحسنين واهل الصلاح.

ومن جملة ما يستفاد منه العامل في اي مشروع او نشاط خيّر هو ظروف مؤاتية ندعوها بالصدفة.

والصدفة عنصر اساسي في الخلق والابداع  ففي محاولة تطوير فكرة جديدة ربما تستعمل في نظم الادارة او تطوير نظرية او حتى في نظم قصيدة او تصور عمل جديد يحتاج المرء ان يفعل شيئين:

1ـ تزويد عقله بالبنية اللازمة أي ان يجعل نفسه تتآلف والمشكلة والمعلومات التي ربما في صياغة الحلول المفيدة.

2ـ ان يدخل في تفكيره عنصر الصدفة ومن الطبيعي ان هذا العنصر توفره احداث الحياة اليومية والاحداث غير المروية تدفع العقل الواعي في اتجاهات جديدة فيحدث ربط جديد وتلد فكرة تختبر عقليا فاذا بدت جيدة فانها فعلا فكرة جيدة بما يكفي.

والابداعية تتيح لنا ان نولد افكارا عما يمكن ان يكون في المستقبل وهي اشياء بدونها يستحيل تصورها وبالابداعية يمكن ان نصوغ ونشكل عوالم المستقبل الممكنة التي لما توجد بعد، ولكنها التي نختار بناءها.

يقول ادوارد كورنيش:

لاتستطيع الابداعية ان تمنحنا معرفة عن المستقبل ولكنها قد تساعدنا على اكتشاف مفاهيم جديدة ربما تكون ممكنة وجائزة الحدوث وبالنتيجة تساعدنا الابداعية على استخدام الماضي من اجل اكتشاف المستقبل.

وعموما فان النظم الادارية التي هي موضوعنا الاساس تخضع لذات العوامل التي تخضع لها بقية الاشياء فان أي نظام نظري عندما يطبع على الميدان الواقعي فان نقاط هامة منه تظهر على شكل نقاط ضعف فيما ان بعض النقاط التي يشك بفاعليتها والتي نظر اليها منذ البداية على انها نقاط هامشية او احترازية قد تظهر مناطق قوة وفاعلية اكثر مما هو متوقع لها.

وايضا فان الابداعية هي اللاعب الرئيسي في الادارة وقد تستثمر الصدف الجيدة بنباهة وهي كما الصدف السعيدة او ضربات الحظ التي قلما تحدث ولكن في وقت حدوثها يجب ان يكون الباب مفتوحا لها وهنا تكمن النباهة والابداعية.

فسقوط التفاحة كان يحدث على طول الوقت وفي كل زمان فلم جاءت الصدفة بالتفكير لرجل واحد من بين كل الناس ومن اجل تلك اللحظة القصيرة كان الرجل ذاته من العلماء بسبب تلك اللحظة العابرة.

كذلك كانت لحظة التفكير العابرة قد مرت بالمشرّح البيلوجي كلفانو عندما اهتزت فخذ الضفدع اثناء التشريح ومن بعدها وبسبب تلك اللحظة كانت الانسانية قد تحصّل لديها الاختراع العملي الذي لا غنى عنه في حياتنا المعاصرة وهو البطارية.

ويمكن ان نضيف ان البيئة معلم او مدرس آخر في العمل الاداري فان المجتمع المتحضر له انساق ادارية تختلف عن البيئة المتخلفة التي يراد النهوض بواقعها الاداري الى الدرجة المقبولة ومن ثم ادارة شؤونها فنرى مثلا مضامير الحديد على واجهات المخابز والافران لتسليك المشترين وفق الطابور المنظم، كذلك وجود شرطة المرور بكثرة على المتفرعات والمسلك المرورية رغم وجود الاشارة الضوئية كذلك نجد شروط المعاملات الرسمية وضرورة ان تمر على المختار والمجلس الشعبي ومركز الشرطة ومن ثم الادارة الحقيقية التي تبت بالمعاملة.

فيما لانجد ذلك في الدول المتحضرة علما بان كل هذه الاشياء والتعقيدات قد صاغها المجتمع من خلال مخالفاته وتجاوزاته أي انه هو الذي اعطاها للاداريون لكي يستثمروها في تعقيد الادارة حفاظا على الصحيح والنظيف في آخر المطاف.

ورغم اننا قد نستشيط غضبا ونمتعظ من هذا الروتين الا انه ملائم بدرجة كبيرة لواقعنا البيئي فهو من الطينة ذاتها قد استثمرت بشكل واقعي.

والادارة غالبا تتعامل بحقوق واموال ومعنويات عامة ليس فيها ما هو شخصي ليدخل في مربع المغامرة والثقة القصوى بالآخرين فان الاحتياط الزامي وهو شرعي اكده الدين في ابسط الصور: وهو التكاتب والتشاهد على المكتوب من رجال ذوي عدل.

فعندما نتحدث عن الابداعية فانما لا نلغي الاحترازات والاشكال الاصولية في الادارة وانما الذي يقصد ان الابداعية هي الحاضرة لكل فكرة او فرصة سانحة للتطوير وان كان ذلك يقلل من بعض اشكال الطرق الادارية او تبديلها بما وينسجم مع الفكرة الجديدة.

وقد يكون خوف الاداري من ان يفشل محبطا للفكرة الجديدة وقد لا يستطيع استيعاب الفكرة الجديدة وهو امر سيئ سيقف في طريق التفاعل الوظيفي وبالتالي احكام الباب بوجه الصدفة التي منحت الفكرة وجودها المؤقت، وخسرت الادارة فرصة تقدم قد لا تاتي مرة اخرى الا بعد فترة طويلة.

يقول ديان ديكون:

لا تخش الفشل اذا قيلت تلك العبارة مرة فلا بد انها قيلت 10000 مرة في الكتب والمحاضراتومع ذلك تكون خائفا من ان تفشل انه الخوف الذي يدفعنا الى المحاولة بجدية وباهتمام اكبر كما يدفعنا الى تقييم احكامنا بعد تفكير عميق كجزء اساسي من التفكير السليم وفي المقابل لا يحتاج الخوف من الفشل الى ان يكون لدينا الخوف من ان نفشل فيمكن تحقيق الابداع عن طريق اجراء التجارب المستمرة حيث يعد الفشل جزء من العملية لذا يجب ان نكون منتبهين الى ان مزج المكونات الخاطئة يمكن ان يؤدي الى فوضى خطيرة تؤدي الى الفشل .. كن خائفا من الفشل ولكن لا تخف من ان تفشل.

وهذا الشعور قد يدخل من مداخله الذهنية بالنسبة للاداري في كونه يشعر ان الزملاء او المحيطين في الادارة هم مرآة التي تعكس فشله الشخصي وقد يتمتعون او يتفكهون به كنادرة او ربما تنهار الصورة الناجحة في اذهان المحيطين، وهذا شعور غير سوي بالنسبة للافراد المتميزين.

ان تجارب الحياة هي التي تفتح مشاعرنا القوية الحب والكره والعدوانية والتعاطف وتصيغ التجارب الحقيقية وتؤسس الاحلام والاهداف والمهام والتصورات وطبيعة تلك التجارب سواء كانت بناءة او هدامة تحدد الحماسوالمتعة التي من خلالها نسعى لاتمام مهامنا فلا تحتاج انت او غيرك في المؤسسة الى التشجيع او عكس الصورة من قبل محفزين سطحيين او الى الاحكام البالية الضحلة من قبل مرشدين مدعين الاستمرار على ما هو عليه.

ان الانغماس في عمل تلك الاشياء يرفع من حرارتنا يسمح لنا من حيث كوننا مطلعين ان نزيد من التحدي ومن خلق شئ جديد يثير نفوسنا .. انه يتعلق بالعمل.. انه يتعلق بالفعل.

......................................................

المصادر/

المستقبلية/ ادوارد كورنيش

التفكير خارج الصندوق/ ديان ديكون ومايك فانس

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 18 أيلول/2007 -5/رمضان/1428