الجــوار.. أولوية استراتيجية

عدنان آل ردام العبيدي

أهم خصائص التجربة العراقية السياسية الجديدة انها اعتمدت اعادة بناء وترميم علاقات العراق العربية والاقليمية والدولية الى سابق عهدها الذي كانت عليه قبل مجيء حقبة البعث- صدام، بل وتطويرها الى ما هو اكثر نفعاً وتحقيقاً لمصالح شعبنا وبلادنا، وقد حقق العراق على هذا الصعيد نجاحات كثيرة ومهمة منها انه استعاد دوره الريادي في جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ووسع من دائرة تمثيله الدبلوماسي مع دول الجوار بشكل خاص ومع المنظومتين العربية والدولية بشكل عام.

 وقد شهدت علاقات العراق مع دول الجوار الست التي كانت تتصف بالازمة والقلق المستمرين، استقراراً ملحوظاً بعد ان رفع العراق مستوى علاقاته الدبلوماسية مع الشقيقة سوريا الى مستوى تبادل السفراء بعد ان ظلت هذه العلاقات تتراوح لفترة امتدت لأكثر من سبع سنوات في مكانها الذي مابرح مغادرة ادارة رعاية مصالح الطرفين تحت العلم الجزائري، مثلما نجح العراق من ايجاد افضل العلاقات الاخوية القائمة على حسن النوايا وتبادل الثقة بينه وبين دولة الكويت الشقيقة بعد ان تعرضت هذه العلاقات الى النسف والاهتزاز اثر احداث الثاني من آب عام 1990 عندما زحفت جيوش صدام لتبتلع هذه الدولة الشقيقة بالرغم من وقوفها معه في كل ازماته وحروبه اعتقاداً منها بأنه المدافع القومي عن البوابة الشرقية للوطن العربي حسبما كان خطابه السياسي والاعلامي يدعي ذلك.

وهكذا فان الايام القليلة القادمة ستشهد ولادة جديدة للعلاقات العراقية السعودية بعد قطيعة استمرت هي الاخرى لأكثر من سبعة عشر عاماً فيما شهدت العلاقات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وتركيا والاردن تطوراً نوعياً في مختلف المجالات والاتجاهات الأمنية والسياسية والاقتصادية وبما يخدم المصالح المشتركة بين هذه البلدان والعراق.

لا شك بأن تفعيل علاقات العراق مع جيرانه ومع محيطه العربي والاسلامي والدولي كانت واحدة من اهم فقرات البرنامج السياسي للائتلاف العراقي الموحد، الذي ما انفك من تأكيده على ضرورة اعادة العراق الى لعب دوره الريادي في كل القضايا المصيرية التي تشهدها ساحتنا العربية والاسلامية.

 واذا كان ثمة ما يراد تأكيده هنا فهو ضرورة ان تعي دول الجوار وهي تعقد مؤتمرها الثاني في بغداد ان استقرار المنطقة وامنها وتطورها مرهون برمته بأمن واستقرار وتطور العراق بأعتبار ان المنطقة هذه مثلها مثل أية منظومة اقليمية أخرى في أية بقعة من العالم، وبما ان منطقتنا تتميز على غيرها بثراها الاقتصادي فإن هذا الامتياز يفترض ان يمنحها جرعة اقوى لبناء منظومتها الاقتصادية والامنية الواحدة كي لا تستفيق شعوبها ذات صباح لتجد نفسها في محرقة لا تبقي ولا تذر وهذا ما لا نريده لا لنا ولا لغيرنا.

* رئيس تحرير صحيفة الاستقامة

رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 12 أيلول/2007 -29/شعبان/1428