احداث 11سبتمبر الأهم لدى الاميركيين.. والعراقيين يشهدون في كل يوم سبتمبر جديد

اعداد/ صباح جاسم

شبكة النبأ: في حين يرى الشعب الامريكي ان احداث 11 أيلول-سبتمبر هي الأهم في تاريخه الحديث فان العراقيين بالمقابل يعيشون في كل يوم احداثا شبيهة الى حد كبير لما حصل من مآسي في ذلك اليوم.

واظهر استطلاع للرأي اجراه معهد زوغبي بعد ست سنوات على اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 ان 81% من الاميركيين يعتبرون هذه الاعتداءات اهم حدث تاريخي في حياتهم. بحسب فرانس برس.

وتبقى تلك الهجمات الارهابية التي اوقعت حوالى ثلاثة الاف قتيل مطبوعة في ذاكرة الاميركيين ويقول 61% منهم ان ذكراها تراودهم مرة في الاسبوع على اقل تقدير فيما تراود 16% منهم مرة في اليوم على اقل تقدير.

ووقعت الاعتداءات فيما كان الوقت باكرا جدا على الساحل الغربي قبل الساعة السادسة صباحا بحسب توقيت لوس انجليس وتتفاوت وطأتها بين غرب البلاد وشرقها حيث استهدف خاطفو الطائرات الانتحاريون نيويورك وواشنطن.

وفيما افاد 77% من المستطلعين على الساحل الشرقي انهم يتذكرون احداث 11 ايلول/سبتمبر ما لا يقل عن مرة في الاسبوع فقد انخفضت هذه النسبة الى 46% من سكان الساحل الغربي.

واعتبر 90% من سكان الساحل الشرقي انها اهم حدث تاريخي في حياتهم مقابل 75% فقط من سكان الساحل الغربي.

ويرجح جميع المستطلعين (90%) ان تستهدف الاراضي الاميركية مجددا بهجوم ارهابي متوقعين ان يتخذ شكلا مختلفا عن الهجمات على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع (البنتاغون) في 2001. ويتوقع حوالى 20% من الاميركيين التعرض لهجوم جرثومي.

وفي المقابل اعتبر 62% من المستطلعين ان الولايات المتحدة باتت مهيأة بشكل افضل لمواجهة هجوم.

واجري استطلاع الرأي بين السادس والتاسع من ايلول/سبتمبر وشمل عينة من 938 شخصا بهامش خطأ يقارب 3,3%.

 اهل بغداد يعيشون كل يوم 11 ايلول/سبتمبر جديد

تقول ام وفاء التي فقدت زوجها وزوج ابنتها في انفجار في منطقة الكرادة (وسط بغداد) قبل ستة اسبابيع ان العالم الذي يحيي الثلاثاء ذكرى اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر/ايلول 2001 لا يذرف دمعة للعراقيين الذين يقتلون كل يوم.

وتؤكد السيدة البالغة من العمر 44 عاما وتتشح بالسواد ان "الشعب العراقي يدفع يوميا ثمن اعمال الارهابيين التي لا دخل لنا بها". وتضيف "اعتقد ان ما حدث في 11 ايلول/سبتمبر كان بداية لمعاناتنا". بحسب فرانس برس.

اما علي حميد (33 عاما) وهو بائع خضروات فقد خمسة من افراد عائلته في الانفجار نفسه فيقول ان "عشرات الانفجارات وقعت في منطقتنا (الكرادة) ومناطق اخرى وما زالوا يقولون انهم يطاردون القاعدة و(زعيمها اسامة) بن لادن و(مساعده ايمن) الظواهري".

وادت سلسلة من الانفجارات بينها سيارة مفخخة ضربت في 26 من تموز/يوليو منطقة الكرادة الشرقية ذات الغالبية الشيعية الى مقتل 31 شخصا واصابة 115 اخرين بينهم نساء واطفال بجروح وفقا لمصادر امنية.

وكان هذا الاعتداء جزءا من دوامة العنف التي يعيش العراقيون على وقعها منذ بدء الحرب التي اعدت لها واشنطن غداة الهجمات التي استهدفت مركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع الاميركية في واشنطن.

وقتل عشرات الآلاف من الاشخاص في بغداد ومدن اخرى في العراق لكن لا احد يضع حسابات دقيقة للمدنيين القتلى.

ويعطي موقع "ايراك بادي كاونت" على الانترنت ارقاما غير رسمية تتحدث عن سقوط ثمانين الف قتيل منذ 2003.

وتساءل حميد الذي يرتدي ملابس سوداء حدادا على الذين فقدهم "لماذا ندفع ضريبة ما تقوم به القاعدة وغطرسة الاحتلال الاميركي بعد تبريره احتلال العراق اثر تفجرات ايلول/ سبتمبر".

من جانبه قال ابو مريم (60 عاما) وهو موظف في دائرة الثقافة والفنون فقد ابنته الوحيدة مريم ذات الاعوام السبعة "احتلوا بلنا وقتلوا اطفالنا بسبب هجمات 11 ايلول/ سبتمبر".

واضاف وهو يذرف الدموع "ابنتي الوحيدة قتلها الانفجار هذا ما حصدناه".

وقال ابو حيدر (41 عاما) وهو سائق جرار قام بانتشال اكثر من عشرين ضحية من تحت الانقاض "لا علاقة لنا نحن العراقيين بالارهاب ولم نكن نعرفه قبل الاحتلال (الذي تم) تحت ذريعة ملاحقة الارهابيين بعد تفجيرات ايلول/سبتمبر".

لكن نضال حسين (47 عاما) وهي ام لستة اطفال فقدت زوجها في انفجار ادى ايضا الى اصابة ثلاثة من ابنائها بجروح خطيرة قبل ثلاثة اعوام قالت ان "الارهاب هو نفسه في اي مكان لكننا كعراقيين لا يجب ان نتحمل جرائم الارهابيين في مناطق اخرى من العالم".

واضافت السيدة التي ما زالت ترتدي ملابس سوداء وهي تتحدث من منزلها الذي ما زال قيد الانشاء بعد ان سبقتها دموعها ان "ابني عبد الجبار (11 عاما) اجرى ثلاث عمليات جراحية وبترت ساقه اليسرى في انفجار ادى الى وفاة زوجي".

وتابعت ان "كل ما يحدث هو بسبب الانفلات الامني بعد الاحتلال".

من جانبه قال هلال يونس (50 عاما) والذي فقد ساقه اليمنى في احد الانفجارات التي خلفتها سيارة مفخخة في مدينة الصدر (شرق بغداد) ان "ما حدث ويحدث لنا كل يوم اكبر مئات المرات من احداث 11 ايلول/ سبتمبر".

الاوضاع الأمنية تدهورت في العراق منذ ستة اشهر

وافاد استطلاع للرأي ان اكثر من ستة عراقيين من كل 10 اي 61% يرون ان الاوضاع الامنية في بلادهم تدهورت في الاشهر الستة الاخيرة وهي الفترة التي تم خلالها نشر قوات اميركية اضافية في العراق.

واعتبر 70% ان الوضع في بغداد والمحافظات المجاورة تدهور في الاشهر الستة الاخيرة.

وبحسب الاستطلاع الذي طلبت اجراءه محطات "بي بي سي" البريطانية و"اي بي سي" الاميركية و"ان اتش كاي" اليابانية وشمل 2112 عراقيا رأى اكثر من 57% من الاشخاص ان الهجمات ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة مبررة.

وحول هذه النقطة وصلت النسبة 93% لدى السنة في مقابل 50% لدى الشيعة. ورأى 7% من الاشخاص فقط ان الهجمات ضد القوات العراقية مقبولة.

اما بالنسبة للطرف الذي يحملونه مسؤولية العنف في البلاد فرأى 21% انه تنظيم القاعدة وحركات "جهادية" اجنبية و19% الولايات المتحدة وقوات التحالف و11% ايران و95 الحكومة العراقية و8% الرئيس الاميركي جورج بوش.

وفي الاستطلاع السابق في شباط/فبراير اعتبر 31% ان الولايات المتحدة وقوات التحلف مسؤولة عن العنف يليها تنظيم القاعدة (18%). وقال 47% من الاشخاص انهم يؤيدون انسحابا فوريا للقوات المتعددة الجنسية في حين ان هذه النسبة لم تتجاوز 35% خلال الاستطلاع السابق الذي اجري في شباط/فبراير.

من جهة اخرى اعرب 66% عن عدم رضاهم على ادارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للبلاد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 12 أيلول/2007 -29/شعبان/1428