تقرير باتريوس-كروكر بداية الحرب بين بوش والكونغرس الامريكي

شبكة النبأ: في محاولة لتدارك الفشل في العراق عقدت لجنتا القوات المسلحة والشؤون الخارجية بمجلس النواب الامريكي، اجتماعاً مشتركاً للإستماع إلى الجنرال بتريوس، والسفير الأمريكي بالعراق رايان كروكر، اللذين قدما تقييماً للأوضاع الأمنية والسياسية في العراق.

وسادت حالة من الفوضى خلال الجلسة التي عقدها مجلس النواب الأمريكي مساء الاثنين، للاستماع إلى الجنرال ديفيد بتريوس، قائد القوات الأمريكية بالعراق، حول تقييم الوضع الأمني بعد أكثر من أربع سنوات من الحرب في العراق.

وأمر رئيس لجنة رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، أيك سكيلتون، رجال الأمن بإخراج من وصفهم بـ مثيري الفوضى، قائلاً إن هذه الجلسة مهمة جداً، ولن أسمح بحدوث فوضى بها. بحسب رويترز.

وفي بداية إدلائه بشهادته، شدد الجنرال بتريوس على أن الأهداف العسكرية للقوات الأمريكية بالعراق تحرز تقدماً، مؤكداً أن قواته تمكنت من تطهير العاصمة العراقية من جميع عناصر تنظيم القاعدة.

وقال بتريوس، الذي استعان بخرائط وجداول بيانية، عرضها على أعضاء لجنتي مجلس النواب، إن القوات الأمريكية ستواصل دورها في العراق، حتى يتم تحقيق النجاح المنشود.

وأضاف المسؤول العسكري الأمريكي قائلاً: قلصنا من وجود عناصر القاعدة في العراق خلال الشهور الثمانية الماضية، وهي الفترة التي تولى خلالها قيادة القوات الأمريكية بالعراق، خلفاً للجنرال جورج كيسي.

وقال إنه تم تعيين ما يزيد على 20 ألفاً من أبناء العشائر العراقية المختلفة، في صفوف الشرطة العراقية، خاصة في المحافظات السُنية، التي تشارك في جهود ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في مناطق شمال وغربي بغداد.

وأضاف الجنرال الأمريكي أنه يمكن خفض حجم قواته في العراق، اعتباراً من الصيف المقبل، إلى المستوى الذي كانت عليه، قبل زيادة حجمها مؤخراً، بأكثر من 20 ألف جندي، في إطار الإستراتيجية الجديدة للرئيس بوش.

إلا أنه شدد على أن أي انسحاب مبكر للقوات الأمريكية من العراق، ستكون له نتائج سلبية، قال إنها قد تطيح بكل الانجازات التي تحققت طوال الشهور الماضية.

وفيما شن عدداً ممن تحدثوا خلال الجلسة، بينهم رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، طوم لانتس، هجوماً حاداً على حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، فقد أعرب بتريوس عن اعتقاده بأن أداء قوات الشرطة العراقية يشهد تحسناً مطرداً.

من جانبه، ركز السفير الأمريكي على التطورات التي يشهدها الصعيد السياسي بالعراق، مشيراً إلى أن الحكومة العراقية تمكنت من تطوير البنية التحتية، مما انعكس على الوضع الاقتصادي.

وقال كروكر، في شهادته أمام مجلس النواب، إنه يثق في أن "تقليل جهودنا بالعراق سيجلب الفشل"، مشيراً إلى إيران تقوم بدور سلبي في تقويض الأمن بالعراق، وهو نفس النهج الذي بدأته سوريا مسبقاً.

الخطر الايراني لتبرير الحرب في العراق

ولوح باتريوس وكروكر بالخطر الايراني ليبررا ابقاء قوات اميركية كبيرة في العراق محذرين من ان طهران ستكون "الرابحة الكبرى" من انسحاب سريع من هذا البلد.

وقال السفير الاميركي ان التخلي عن جهودنا او خفضها بشكل كبير سيؤدي الى الفشل موضحا ان نتائج فشل من هذا النوع يجب ان تكون واضحة. بحسب فرانس برس.

واضاف كروكر، ان عراقا غارقا في الفوضى او في حرب اهلية (...) سيدفع الدول المجاورة الى التدخل لان كل هذه البلدان ترى ان مستقبلها مرتبط اساسا بمستقبل العراق.

وتابع، من المؤكد ان ايران ستكون الرابحة الكبرى ويمكن ان تعزز تأثيرها على الموارد ان لم يكن على اراضي العراق" مذكرا بان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عبر قبل اسابيع عن استعداد طهران "لملء الفراغ" الذي قد تتركه الولايات المتحدة في العراق.

واكد كروكر انه امام احتمال كهذا يمكن لت تتبخر مكاسبنا ضد القاعدة وغيرها من المنظمات المتطرفة وقد تنشأ معاقل يمكن ان تستخدم لشن عمليات اقليمية ودولية.

من جهته رأى الجنرال بترايوس ان طهران لم تكتف بمواصلة مد المجموعات المتطرفة بالاسلحة بل زادت من حجم هذه الامدادات. وقال، نعتقد ان هذا الامر تزايد وعلى الاقل استنادا الى عدد الهجمات التي تستخدم فيها العبوات الناسفة وبدرجة اقل الهجمات الصاروخية. وتابع، شهدنا بعض التراجع لبضعة اسابيع لكن الامر استؤنف بشدة ولا نرى اي مؤشر على ان ذلك سيتضاءل.

واكد الجنرال بترايوس ان الجيش الاميركي يعتزم اقامة قاعدة عسكرية في موقع قريب جدا من الحدود العراقية مع ايران ليتمكن من التصدي بشكل افضل لمكافحة تدفق الاسلحة والمقاتلين الايرانيين سرا الى العراق.

 النقاط الرئيسية في افادة السفير كروكر 

وفي ما يأتي النقاط الرئيسية في افادة السفير الاميركي في العراق راين كروكر امام الكونغرس الاميركي حول الوضع في هذا البلد:

-- نجاح استراتيجية تعزيز القوات الاميركية:

اكد كروكر ان سياسة ارسال قوات اميركية اضافية الى العراق لاقت نجاحا ووضعت العراق على طريق الديموقراطية والاستقرار:

"التعديلات التي ادخلت الى استراتيجيتنا في كانون الثاني/يناير الماضي اي زيادة العديد ساعدت في تغيير الديناميات في العراق نحو الافضل".

الولايات المتحدة في موقع يسمح لها بتحقيق اهدافها والمساعدة في بناء "عراق آمن ومستقر وديموقراطي يعيش بسلام مع جيرانه".

قال كروكر ان التغييرات السياسة والاقتصادية والدبلوماسية تتقدم في الاتجاه الصحيح وان كان التقدم بطيئا:

"التقدم لن يكون سريعا وسيكون متفاوتا يشهد اخفاقات وانجازات وسيتطلب التزاما وعزيمة اميركية كبيرين".

واكد ان بذور المصالحة قد زرعت في العراق.

-- ايران

اتهم كروكر ايران بالقيام بدور مضر في العراق، مؤكدا ان طهران ستهب لملء الفراغ الذي قد ينجم عن انسحاب مبكر لقوات التحالف من العراق:

"مع ان ايران تؤكد انها تدعم العراق في مرحلته الانتقالية الا انها تسعى الى تقويضه من خلال توفير قدرات قاتلة الى اعداء الدولة العراقية..".

واعتبر ان ايران ستكون الرابحة في حال قررت الولايات المتحدة وحلفاؤها مغادرة العراق بسرعة:

"وقف جهودنا او خفضها بشكل كبير سيؤدي الى الفشل ويجب ان ندرك جميعا نتائج فشل كهذا. وقوع العراق في فوضى او حرب اهلية سيولد معاناة بشرية هائلة تتجاوز ما قد حصل حتى الان داخل حدود العراق.

وقد تؤدي الى تدخل دول اقليمية ترى كلها ان مستقبلها مرتبط بطريقة جوهرية ما بالعراق"

"لا شك ان ايران ستكون الرابحة الكبرى من هذا السيناريو وستعزز هيمنتها على الموارد وربما على الاراضي العراقية ايضا".

-- سوريا

قال كروكر ان تحسن الوضع الامني سمح للعراق بالتركيز على علاقاته مع جيرانه الا ان العلاقة مع سوريا لا تزال تطرح مشاكل متهما دمشق بعدم القيام بما يكفي لوقف تدفق الارهابيين عبر حدودها الى العراق:

"من جهة استضافت سوريا اجتماعا لمجموعة العمل حول امن الحدود ومنعت ارهابيين اجانب من المرور عبر سوريا لكن من جهة اخرى يستمر الانتحاريون بالمرور عبر سوريا لقتل مدنيين عراقيين".

-- القاعدة

اشاد كروكر بنجاح الائتلاف في جعل عراقيين يناهضون القاعدة ولا سيما في محافظة الانبار:

"قبل ستة اشهر (في الانبار) كان العنف مستشريا وكانت قواتنا تتعرض لهجمات يومية وكان العراقيون يخشون من ترهيب القاعدة لكن القاعدة بالغت في الانبار" وارتكبت تجاوزات بينها "قطع اصابع اشخاص عقابا على التدخين".

"ادركت العشائر ان التحالف سيساعد على نبذ القاعدة وبدأت تحارب الى جانبا وليس ضدنا. والوضع في الانبار مختلف نتيجة لذلك".

-- الدور الاميركي على المدى الطويل

قال كروكر ان الولايات المتحدة يجب ان تقف الى جانب العراق على المدى الطويل وهو يبني ديموقراطيته الناشئة:

"لقد بذلت بلادنا الكثير من الدماء والاموال لاحلال الاستقرار في العراق ومساعدة العراقيين على بناء مؤسساتهم لقيام دولة ديموقراطية موحدة خاضعة لحكم القانون. تحقيق هذه الرؤية سيحتاج الى مزيد من الوقت والصبر من قبل الولايات المتحدة".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 12 أيلول/2007 -29/شعبان/1428