طبعة جديدة ومنقحة من كتاب: السياسة من واقع الإسلام

 

 اسم الكتاب: السياسة من واقع الإسلام

المؤلف: المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله

حجم الكتاب: وزيري (12×17)

عدد الصفحات: 384

الطبعة: الثانية ـ جمادى الآخرة 1428 للهجرة

 

 

 

 

شبكة النبأ: إنّ القائد المسلم الذي يمارس الإرشاد والتوجيه وسوق العباد نحو عبادة الخالق وحده، يجب أن يلتزم بشروط، في مقدمتها منح الحرية للناس بجميع أشكالها.

كما أن السياسة مهمة دينية لا تأتي من باب التفضل أو الإحسان الذي يمكن للسلطة أن تمارسه بحسب أهواء أربابها، وإنما هي واجب يقع على عاتق أي إنسان يتصدى لمهمة تبليغ رسالات الله إلى الناس.

في كتاب (السياسة من واقع الإسلام) الذي صدر مؤخراً عن مؤسسة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله الثقافية في طبعة جديدة، ومحققة ومنقحة، يسلّط المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الضوء على الفارق الرئيسي بين السياسة من واقع الإسلام، والسياسة من الواقع الآخر، فيتأكد الاختلاف في دائرة الشمولية والهدف والوسائل.

ففي السياسة من واقع الإسلام لا يوجد شيء اسمه قيم مثالية وواقع، بل هناك ترابط وثيق بين هذه القيم والواقع، كما أن البحث النظري، حتى وإن خاض في سجالات نظرية، فإنه يرنو من خلال السجالات إلى الواقع؛ فالبحث النظري لا يهدف إلى البحث عن قواعد نظرية مجردة بقدر ما يهدف إلى التوصل إلى سبل تحقيق الرفاه الاجتماعي وحماية الإنسان من جميع أشكال التعسف.

وقد شرح سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله في هذا الكتاب معالم السياسة في الإسلام بصورة عالية من الوضوح والدقة بنحو يجعل من النظام الإسلامي طموحاً إنسانياً تتوق له النفوس المتعبة التي لم تجد في جميع فترات تأريخها من يجسده بهذه الصورة الراقية التي لم تترك أي تفصيل من تفاصيل الحياة الإنسانية إلا وقدّمت له حلاً راقياً لا يرفضه أي إنسان، إلا إذا كان قد جهل أبعاده؛ فجميع أبناء البشر محترمون مهما تعددت آراؤهم السياسية أو أديانهم وألوانهم، وجميعهم محترمة حقوقهم، والسلطة ليست أداة قمع بقدر ما هي أداة لتنظيم وتيسير الحياة، لمنحها انسيابيتها الفطرية، والهدف الأول هو منع التقاطع بين المصالح والأفكار والآراء دون قهر أو قمع أو إرهاب.

إن القاعدة الأساسية التي أكدها سماحة السيد دام ظله في العلاقة بين الحاكم والمحكوم هي السلم واللاعنف، ومنها ننطلق إلى كافة تفاصيل الحياة السياسة.

ونظراً لحيوية موضوع الكتاب وأهميته، وما ينطوي عليه من فائدة جمّة خدمة للدين الحنيف، ارتأت (مؤسسة الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله الثقافية) إعادة طبع الكتاب، بعد تنقيحه، وإدخال بعض التغييرات البسيطة، بما يناسب نشره.

وقد قام الإخوة العاملون في قسمي التحرير والتحقيق في المؤسسة بمراجعته وتخريج الآيات القرآنية، والأحاديث والروايات، وإرجاع بعضها إلى أصولها، أو الكتب الناقلة لها، وذكر بعض البيانات اللازمة في الهامش، ثم عمل الفهارس العامة لأبحاث الكتاب، والإخراج الفني، ليخرج الكتاب كاملاً في فنّه، وواحداً في جنسه، راجين الله العليّ القدير أن يتقبّل منّا هذا القليل، فهو المرجو والمأمول، ومنه المنّ والفضل، وله الحمد جلّ شأنه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 11 أيلول/2007 -28/شعبان/1428