حيّ على الحوار

عصام حاكم

 منذ أكثر من ثلاثون عاما مضت على شعبنا وهو يصغي الى لغة واحده لم يعهد سواها الا وهي (لغة السلاح والعنف)، حيث أضحت سمة مميزة في قاموس مجتمعنا العراقي وثقافة يومية أمكن له التعامل معها بمهارة مطلقة كما مكنته الخبرة المتراكمة من تحديد طبيعة الحوار وطبيعة السلاح المستخدم وكيفية الرد ومدى التضحيات في هذا او ذاك النقاش ولم يأتي هذا الوعي (لحالة الحوار المسلح) من الفراغ بل هو نتاج أكيد لمفهوم ثقافة النظام البعثي الذي حاول جاهدا نسخ نسيج ومكونات هذا الشعب الذي يستمد من القبيلة عنوان ودستورا له، كذلك يتخذ من بقايا الوعي الديني المشوه ملاذا امنا لتصريف أموره.

هذا مما أعطى فرصة كبيرة للنظام البائد للتركيز على الانتماء العشائري والتطرف الديني وفرض واقع العصى الغليظة حتى أمسى المجتمع يرزح بين نارين لا ثالث لهما، بين نار القبيلة وقوانينها الجائرة، وبين نار القداسة المزيف الذي يتخذ من الدين ستارا او غطاء يحدد من خلاله مفاهيم معينه تساهم بتذويب الفرد وتهميش دوره.

وكلتا الحالتين أفضت الى خلق حالة من الدكتاتورية والتسلط الفردي وتغييب حالة الحوار والنقاش الثقافي المثمر الذي يتسم بروح التسامح وتقبل الرأي الأخر وخلق أجواء صحية في تناول مختلف القضايا، وما واقع العراق اليوم الا أمتداد لحالة الحوار المسلح الذي يتخذ من فوهات البنادق وقذائف الهاون مصدر من مصادر التشريع لقانون الغابة.

فمتى نبتعد عن تلك الحوارات الحيوانية التي يستخدم فيها الظفر والناب؟.

لندعو بأعلى أصواتنا من الان وصاعدا ايها الشعب العظيم(حي على الحوار)على أساس الأنتماء الوطني والمصلحة المشتركة ونبذ حالة العنف الغير مبرر التي تستهدف استنزاف الطاقات البشرية والمادية لهذا الشعب والتي تحاول ايضا ان تسىء الى سمعة الأسلام الحنيف وكذلك فلنثبت للعالم ولأنفسنا مرة أخرى بأننا أصحاب أقدم حضارة عرفها التاريخ ونحن من شرع للدنيا القانون والمعرفة الانسانية الحقة.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 7 أيلول/2007 -24/شعبان/1428