
شبكة النبأ: ثمة حقيقة اصبحت جلية
وواضحة في ان الرئيس بوش لا يمكن ان يحيد عن استراتيجيته في العراق
خاصة للفترة القليلة المتبقية من حكمه، مع انه بدا متجاوبا في الايام
الاخيرة مع مطالب الاغلبية الديمقراطية في الكونغرس بشان البدء في سحب
ولو جزء من الجيش الامريكي.
وفيما يخص العراقيين فان بوش واركان ادارته الدبلوماسية والحربية
أتوا بتوجيهات من المتوقع ان تكون نهائية وفاصلة خلال الاسابيع القليلة
القادمة، ففيما نوه بوش باستمرار الالتزام في دعم العملية السياسية من
خلال لقاءه الرئيس طالباني ورئيس الوزراء المالكي وحثهم للاسراع باقرار
القوانين المهمة المتعلقة بتعديل الدستور وقانون النفط والاجتثاث، فهو
من جهة اخرى قدم الدعم حتى الامتنان لزعماء العشائر السنية في المنطقة
الغربية ووعدهم بدعم طلباتهم في الانتخابات المحلية واعادة الإعمار
والمشاركة في الحكومة من خلال وزراء بدلاء عن الذين سحبتهم جبهة
التوافق، التي على ما يبدو ستكون الخاسر الوحيد في هذا السجال بعد ان
ظلّت في تخبطها متنقلة من موقف سلبي الى اخر اكثر سلبية.
وقالت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية في موقعها على الإنترنت، إن
الرئيس جورج بوش قام بزيارة مفاجئة إلى القاعدة الجوية المنعزلة
المحصنة في محافظة الأنبار غربي العراق، للقاء كبار القادة الأمريكيين
والمسؤولين العراقيين، وليستعرض ما يدعوه بأحد النجاحات التي حققها
قراره بإرسال 30 ألف جندي إضافي إلى العراق.
وكشفت الصحيفة أن بوش، خرج من باب البيت الأبيض الخفي متوجها إلى
العراق، في رحلة تهدف إلى تدعيم موقفه في عدم سحب قواته من هذا البلد،
وأضافت أنه على مدى ست ساعات يقضيها بوش في العراق، من المقرر أن يلتقي
بقائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بيترايوس وغيره من
القادة العسكريين... بالإضافة إلى السفير ريان كروكر، قبل عقد جلسة مع
رئيس الوزراء العراقى نوري المالكي وعدد من أعضاء حكومته المركزية.
وتابعت، بعد ذلك، من المقرر أن يجتمع بوش بزعماء العشائر السنية
الذين تعاونوا مع القوات الأمريكية في محافظة الأنبار، التي كانت في
السابق معقلا لتنظيم ( القاعدة)... وشهدت استقرارا كبيرا خلال العام
الماضي.
وكان ياسين مجيد، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، قال لـ
( أصوات العراق) في وقت سابق، إن الرئيس الأمريكى جورج بوش وصل إلى
بغداد، فى زيارة مفاجئة... يلتقى خلالها مع كل من الرئيس العراقى جلال
الطالباني، ورئيس الوزراء نورى المالكي، ونائب رئيس الجمهورية طارق
الهاشمى.
وأوضح مجيد أن زيارة بوش، التي يرافقه فيها وزيرة الخارجية
كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت جيتس ومستشار الأمن القومي ستيفن
هادلي لن تستغرق أكثر من يوم واحد، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي
اختار الهبوط في قاعدة (الأسد) الجوية، الواقعة في مدينة الرمادي.
وتبعد الرمادي، مركز محافظة الأنبار، مسافة (110كلم) إلى الغرب من
العاصمة بغداد.
ونقلت (واشنطن بوست) عن مساعدين للرئيس الأمريكي قولهم إن بوش سيحث
رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، وقادة شيعة آخرين، على دعم القادة
المحليين السنة (في الأنبار) الذين أشاد البيت الأبيض بتشجيعهم
للمصالحة السياسية التي شهدت تراجعا في مناطق أخرى من العراق.
وقال مستشار الأمن الوطني الأمريكي ستيفن هادلي للصحيفة عن تلك
الزيارة، إن الرئيس يشعر أن هذا شيء عليه فعله، كي يضع نفسه في موضع
يمكنه من اتخاذ بعض القرارات المهمة.
وتقول (واشنطن بوست) إن زيارة بوش السرية إلى العراق، وهي الثالثة
له منذ بدء الحرب في آذار/ مارس من العام ( 2003)... والثانية في عهد
حكومة نوري المالكي، تأتي في لحظة بالغة الأهمية، وخلال النقاش الدائر
حول مستقبل الصراع في العراق.
بوش يغادر العراق ويلمح الى خفض
القوات الامريكية
وغادر الرئيس بوش العراق في وقت متأخر من مساء الاثنين، فيما ألمح
خلال تصريحات تلفزيونية الى احتمال خفض القوات الامريكية هناك.
وأشارت مصادر لوكالة اصوات العراق إلى أن بوش اجتمع أيضا مع
مسؤولين وقادة بارزين في الجيش الامريكي في العراق من بينهم السفير
الامريكي رايان كروكر والجنرال ديفيد باترويوس.
من جانبه ذكر تلفزيون الحرة ان بوش أدلى بتصريحات تليفزيونية عقب
الاجتماعات قال فيها، يقول لي الجنرال بتريوس والسفير كروكر انه اذا
استمر النجاح الذي نشهده الان، فسيكون من الممكن الحفاظ على نفس
المستوى من الامن باستخدام قوات امريكية اقل.
واضاف بوش ان، النجاح الامني يمهد الطريق امام المصالحة السياسية
والتقدم الاقتصادي الذي يحتاج اليه العراقيون لتغيير بلادهم. واصفا
زيارته للانبار بانها " مثيرة للغاية."
من جهته قال الشيخ ستار ابو ريشة رئيس مجلس صحوة الانبار، ان
الرئيس الامريكي التقى مع رؤساء عشائر ومسؤولين في محافظة الانبار.
واوضح ابو ريشة ان بوش، أشاد بتحسن الامن في المحافظة التي وصفها
انها من اكثر الاماكن امنا في العراق.
واضاف، قدمنا عدة مطالب الى الرئيس الامريكي الذي وعدنا بتنفيذ
اثنين منها، مشيرا إلى أن، المطلب الاول كان اطلاق سراح المعتقلين
والثاني هو تعويض المتضررين من الاعمال الارهابية والعسكرية التي حدثت
سابقا.
وقال ابو ريشة، طلبنا توحيد العراق وبناءه على اساس المساواة بدون
توجهات طائفية واعادة هيبة الدولة اكثر من السابق واعادة هيكلة
الجيش.
وأضاف، طلبنا منه دعم القوات الحكومية من الجيش والشرطة في محافظة
الانبار. وقال، ان بوش كان ممتن كثيرا، كما حث الحكومة على المصالحة
الوطنية ومتابعة التقدم الامني. |