العادات الغذائية السيئة واضرارها الخطرة على صحة الانسان   

اعداد/ صباح جاسم

شبكة النبأ: يتميز كل مجتمع بعادات غذائية مرتبطة بالوعي الصحي والثقافي والبيئي، وهناك عادات غذائية تندرج تحت عنوان الصحة الفائقة من قبيل البدانة او الاكثار من اللحوم الحمراء ولكنها مستقبلا ستودي بحياة الاشخاص حيث تسبب امراض القلب وأنواع معينة من السرطان وكذلك امراض المعدة المزمنة.

وحذر علماء من جامعة تكساس ان حجم البطن اذا زاد ولو بقليل قد يزيد من خطر تعرض صاحبه لامراض القلب.

ووجد الفريق الطبي ان مقاييس البطن مرتبطة باعراض مرض القلب المبكرة، وهو ما يؤكد نتائج ابحاث سابقة جاء فيها ان مقاييس الخصر اهم من الوزن الاجمالي فيما يتعلق بامراض القلب.

وتقول الدراسة التي شارك فيها 2744 شخصا ان محيط الخصر عندما يبلغ 81 سنتمترا عند الاناث و94 سنتمترا عند الذكور "يشكل خطرا" على صاحبه.

ودرس الباحثون نتائج تحليلات وصور بالاشعة للمشاركين لمقارنة مدى تعرضهم لتصلب الشرايين وضيقها، وكلها حالات تؤدي الى امراض القلب.

ويؤكد الخبراء ان زيادة محيط الخصر ببعض السنتمترات فقط كفيل بالتسبب في امراض القلب حتى لو كان وزن الجسم عاديا بشكل عام.

وظهرت لدى اصحاب محيطات الخصر الكبيرة ترسبات كلسية في شرايين القلب، وهي من اولى العلامات على تصلب الشرايين.

ويقول البروفيسور جيمس دي ليموس الذي قاد الفريق الطبي في الدراسة ان الدهون التي تخزن في الخصر اكثر نشاطا من غيرها حيث تفرز موادا تساهم في تكلس الشرايين، بينما يبدو ان دهون الارداف لا تتسبب في أي شيء مماثل على الاطلاق.

واضاف دي ليموس: اظن ان المغزى من هذه الدراسة هو عدم اختزان دهنيات زائدة في محيط الخصر منذ البداية، فحتى زيادة صغيرة في حجم البطن تشكل خطرا على صاحبها.

ومن جهتها، تقول جون ديفدسون من المعهد البريطاني لامراض القلب ان السمنة تزيد من خطر الاصابة بامراض القلب، لكن السمنة المركزة في محيط الخصر اشد خطرا. اذا فمن المهم ان يهتم الناس بشكل اجسامهم فضلا عن وزنها، وذلك بتناول كميات اقل من الطعام وممارسة انشطة بدنية اكثر.

الاكثار من اللحوم الحمراء يسبب عودة سرطان القولون

وفي سياق متصل يتعلق بالعادات الغذائية المضرة وجدت دراسة ان الناجين من سرطان القولون الذين يتناولون وجبات غنية باللحوم الحمراء والأطعمة الدهنية تزيد احتمالات عودة اصابتهم بالمرض او الموت منه بمعدل ثلاثة امثال مقارنة بهؤلاء الذين يتجنبون مثل هذه الاطعمة.

وكانت دراسات سابقة قد اوضحت ان الوجبات الغنية بالدهون وخاصة الوفيرة باللحوم الحمراء ربما تزيد من مخاطر الاصابة بسرطان القولون وهو احد السرطانات الرئيسية القاتلة.

وقال الباحثون ان هذه الدراسة التي نشرت بدورية الرابطة الطبية الامريكية the Journal of the American Medical Association هي الاولى التي توضح صلة بين الغذاء وعودة سرطان القولون الى اشخاص سبق علاجهم منه.

وتتبعت الدراسة 1009 اشخاص سبق علاجهم سواء بالجراحة او بالعلاج الكيماوي من سرطان القولون في المرحلة الثالثة وهو سرطان ينتشر من منطقة الامعاء الغليظة الى العقد الليمفاوية لكن لا ينتشر في اعضاء اخرى. وجرى تتبع هؤلاء المرضى على مدار خمس سنوات.

وسرطان القولون بالاضافة الى سرطان المستقيم مسؤولان عن حوالي 50 الف حالة وفاة سنويا في الولايات المتحدة وحدها.

وبعد سؤالهم عما يتناولونه حدد الباحثون نمطين بارزين للوجبات. احدهما يطلق عليه النمط  الغربي وهو وفير باللحوم الحمراء واللحوم المعالجة والحلويات والمقليات الفرنسية والحبوب المنقحة. والثاني يطلق عليه النمط "المتعقل" والذي يتجنب هذه الاطعمة ووفير بالخضراوات والفواكة والدواجن والاسماك.

وواجه هؤلاء الذين اتبعوا بشكل كبير النمط الغربي خطورة بلغت تقريبا 3.3 مثل في عودة الاصابة بسرطان القولون أو الموت بسببه مقارنة بهؤلاء الذين اتبعوا النمط "المتعقل".

سرطان المعدة سينخفض 25 بالمئة

وفي سياق متصل بأبحاث السرطان قال باحثون هولنديون ان الحالات الجديدة للاصابة بسرطان المعدة ستنخفض على الارجح بنسبة 25 في المئة خلال السنوات العشر القادمة في الدول الغربية بسبب تحسن الظروف المعيشة.

وقال ارنست كيبرز وهو باحث في المركز الطبي لجامعة اراسموس في روتردام والذي اشرف على الدراسة التي نشرت بدورية جوت الطبية Gut ان سرطان المعدة من أكثر انواع السرطانات انتشارا في انحاء العالم وغالبا ما يودي بحياة المصابين به خلال خمس سنوات.

لكن في دراسة شملت السنوات الخمس عشر الماضية وجد الباحثون ان عدد الاشخاص الذين ظهرت عليهم الاعراض المعروفة بأنها مؤشرات منذرة بالاصابة بسرطان المعدة انخفض 25 في المئة كما قال كيبرز.

وقال في محادثة بالهاتف، اذا كنا قد شهدنا في العقد الماضي تراجعا لهذه المؤشرات لدى كل من الرجال والنساء بنسبة 25 في المئة فهذا ينبىء بما سيحدث مع حالات الاصابة بهذا المرض خلال السنوات العشر المقبلة، نحن

نتوقع استمرار هذا التراجع.

وفي هولندا قدر الباحثون ان نحو الفي شخص سنويا يشخصون باصابتهم بسرطان المعدة بينما هناك ما يقدر بنحو 760 الف حالة جديدة تظهر سنويا في كل انحاء العالم.

وقال كيبرز ان هذا الانخفاض ينبع من تحسن ظروف المعيشة في العالم الغربي وساعد في الوقاية من انتقال بكتريا هيليكوباكتر بيلوري من قريب أو من أحد افراد العائلة عند العيش في مساكن ضيقة.

وتزيد بكتريا هيليكوباكتر بيلوري من مخاطر حدوث مشاكل مثل ترقيق بطانة المعدة والذي عادة ما يؤدي الى الاصابة بالسرطان.

وقال، اذا كان هناك 10 اشخاص يعيشون معا في حجرة واحدة ستزيد احتمالات انتقال العدوى الى اشخاص في مرحلة عمرية مبكرة، واضاف، وفور ان يصاب شخص بهذه البكتريا فانها تستمر عادة طوال الحياة.

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 24 آب/2007 -10/شعبان/1428