صراع اسرائيل وفتح وحماس ينتج موتاً بطيئاً للفلسطينيين في غزة

شبكة النبأ: دفعت سيطرة حماس على قطاع غزة بالاقتصاد والاوضاع المعيشية الى مرحلة من اسوأ ما مربه القطاع سابقا، حيث النقص الحاد في الوقود والخدمات وانقطاع التمويل المادي واغلاق معظم المعابر يعد عملية موت بطيئ للمواطنين الذين اصبحوا ضحية حصار اسرائيلي واقتتال فلسطيني داخلي على السلطة.

وترسم صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية صورة قاتمة للوضع الاقتصادي المتردي في غزَّة، والتي تقول في تقرير لها إن الحصار المحكم الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ طرد حركة حماس لمنافستها فتح منه وفرض سيطرتها عليه في شهر يونيو/حزيران الماضي قد أوصل الاقتصاد هناك إلى حافة الانهيار.

ويقول مراسل الصحيفة في مدينة غزة، هارفي موريس، إن القيود الإسرائيلية المفروضة على حركة البضائع والمواد الخام من وإلى القطاع منذ سيطرة حماس عليه قد أدت إلى إغلاق معظم منشآت القطاع الصناعي في غزة.

وينقل المراسل عن رجال أعمال فلسطينيين في القطاع قولهم إن المعاناة في كل ما جرى كانت في الأساس من نصيب الصناعة في غزة وأولئك الذين يعتمدون عليها في أعمالهم وتصدير بضائعهم وحياتهم اليومية.

ويصيف رجال الأعمال سياسة إسرائيل في فرض القيود هذه بأنها تدمر القطاع الاقتصادي وتخلق نظاما جديدا للناس في غزة، وتحول الأعداد المتنامية للسكان إلى مجرد معتمدين على هيئات المساعدات الدولية والجمعيات الخيرية الدينية.

ويقول التقرير: مازال حوالي خمسة آلاف ممن يقبضون رواتبهم (في غزة) بشكل شهري على رأس عملهم، ولكن معظم العمال المداومين، الذين يعملون على أساس يومي، قد أوقفوا عن العمل. ففي غزة يطعم راتب واحد حوالي 10 أشخاص يعتمدون عليه. بحسب الـبي بي سي.

توقف محطة كهرباء غزة عن العمل

واضطرت محطة توليد الطاقة الكهربائية الرئيسية في قطاع غزة الى التوقف عن العمل بسبب شح الوقود الناتج عن امتناع الاتحاد الاوروبي عن تمويل شحنات الوقود التي تحتاجها المحطة.

وكانت اسرائيل قد فتحت معبرا حدوديا - كانت قد اغلقته في الماضي لدواع امنية - من اجل السماح بايصال الوقود الى قطاع غزة، ولكن الشركة الاسرائيلية المجهزة امتنعت عن تزويد المحطة بالوقود بعد ان اعلن الاتحاد الاوروبي امتناعه عن دفع تكاليف الشحنة التي كان مقررا لها ان تصل غزة.

ويقول الاتحاد الاوروبي إنه بصدد مراجعة برنامجه الخاص بتزويد قطاع غزة بالوقود في ضوء سيطرة حركة حماس على القطاع.

وكانت شركة كهرباء غزة التي تزود القطاع بربع احتياجاته من الطاقة الكهربائية قد قطعت التيار عن نصف سكان القطاع بعد ان اغلقت اسرائيل معبر ناحال عوز المستخدم لايصال شحنات الوقود.

وقامت الشركة بايقاف آخر مولداتها الاربعة يوم الاحد بعد نضوب احتياطيها من الوقود، مما ادى الى حرمان مناطق واسعة من القطاع من الطاقة الكهربائية.

وجاء في بيان اصدرته شركة دور آلون الاسرائيلية التي تزود المحطة بالوقود ان ممثل الاتحاد الاوروبي اخبرنا بعدم ايصال الشحنة لانه لن يتمكن من ضمان تسلمنا ثمنها. لذلك فإننا لن نوصل الوقود للمحطة. وسنستأنف تزويد المحطة بشحنات الوقود عندما يتعهد الاتحاد الاوروبي او اي مصدر معتمد آخر بتحمل نفقات الوقود.

واكدت اليكس دي موني الناطقة باسم الاتحاد الاوروبي بأن الاتحاد قد قرر تعليق التزامه بدفع نفقات الوقود، ولكنها اضافت بأن الاتحاد لم يتخذ قرارا نهائيا بهذا الصدد.

وقالت في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الفرنسية: لم يدفع الاتحاد الاوروبي المبالغ المخصصة لهذا اليوم، وهو الآن بصدد اعادة النظر في كل اوجه برنامج التمويل.

ونقلت الوكالة ذاتها عن مجاهد سلامة وهو مسؤول رفيع المستوى في السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله قوله إن الاتحاد الاوروبي قرر اتخاذ هذا الاجراء بسبب المشاكل المحيطة باسترداد المبالغ من حركة حماس.

من جانبها، اتهمت حركة حماس الرئيس الفلسطيني محمود عباس بخلق الازمة عمدا لدواع سياسية.

يذكر ان غزة واحدة من اكثر مناطق كوكب الارض اكتظاظا بالسكان، حيث يسكنها زهاء مليون ونصف المليون انسان.

نقاط التفتيش تخنق نابلس مركز الضفة الغربية التجاري

وعلى مدى خمس سنوات راقب زياد السراوي اسرائيل وهي تحكم الطوق حول مدينة نابلس مما خنق ببطء متجر قطع غيار السيارات الذي بناه من الصفر.

ووجد السراوي الحل في ابريل نيسان عندما افتتح فرعا جديدا على بعد بضع كيلومترات على الجانب الاخر مباشرة من نقطة تفتيش حوارة التي أقامتها اسرائيل عند المدخل الجنوبي للمدينة والتي تعزل نابلس عن أغلب أنحاء الضفة الغربية المحتلة واسرائيل.

ومن بين شبكة من 500 نقطة تفتيش وحاجز طريق منتشرة في أنحاء الضفة الغربية تعد نقاط التفتيش الثماني حول نابلس أشد العقبات على الاطلاق. بحسب رويترز.

ويبلغ عدد سكان نابلس والقرى المحيطة بها نحو 365 ألف فلسطيني وتشتهر منذ العصور الاغريقية الرومانية بكونها مركزا تجاريا.

وكانت المدينة تمثل المركز الاقتصادي للضفة الغربية قبل أن تطوقها اسرائيل بنقاط التفتيش في عام 2002 بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية.

أما الآن فيكافح نحو 25 ألف فلسطيني يوميا لعبور نقطة تفتيش حوارة وغيرها من نقاط التفتيش حول المدينة. وفي الايام التي يكون العبور فيها بطيئا يمكن للمحظوظين فقط المرور خلال دقائق عبر نقاط التفتيش الاسرائيلية. غير أن ذلك يمكن أن يستغرق ساعات كما تتم اعادة أولئك الذين لا يحملون التصاريح المسموح بها.

وقال السراوي داخل متجره الاول في نابلس، نقاط التفتيش هذه تخنقنا. واضاف أن الفرع الجديد يمثل "الرئتين" اللتين تسمحان باستمرار عمله الذي بدأ قبل 36 عاما والذي يقوم خلاله ببيع قطع غيار السيارة المرسيدس. وتابع، اضطررنا للخروج من نابلس حتى يمكننا التنفس.

وليس السراوي وحده في ذلك. فأصحاب الاعمال الذين لا يمتلكون القدرة على فتح فروع جديدة يخرجون من نابلس التي تبعد نحو 60 كيلومترا عن القدس بأعداد متزايدة.

ورغم أن غرفة تجارة وصناعة نابلس لا تملك أرقاما دقيقة الا أنها تقدر أن القيود الاسرائيلية خفضت دخل الاعمال بالمدينة بأكثر من 40 في المئة.

وقال عمر هاشم الرئيس بالانابة للغرفة، أخشى أن تغادر كل الاعمال اذا بقيت نقاط التفتيش.

وفي محاولة لتعزيز الرئيس محمود عباس عقب سيطرة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على قطاع غزة يقول مسؤولون اسرائيليون انهم يستعدون لازالة بعض حواجز الطرق ونقاط التفتيش التي تقيد تنقل الفلسطينيين في الضفة الغربية.

غير أن عددا قليلا من الفلسطينيين يتوقعون ازالة نقطة تفتيش حوارة قريبا ويقولون ان أي تغييرات قد لا تستمر طويلا.

واعتاد السياح الاسرائيليون وغيرهم من السياح الاجانب الذهاب الى حي القصبة القديم بنابلس. كما أن ورش اصلاح السيارات بصفة خاصة في الحي تجذب زبائن من أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة واسرائيل مما يضخ ملايين الدولارات بالاقتصاد المحلي.

وقال مهدي حجازي، يمكنك لعب كرة القدم في الاسواق بعد الظهر. لا يوجد زبائن.

ومثلما فعل السراوي نقل حجازي متجر بيع قطع الغيار الذي يمتلكه من نابلس الى قرية حوارة بسبب نقاط التفتيش الاسرائيلية.

ويتعين على قائدي السيارات الحصول على تصاريح خاصة للمرور عبر نقاط التفتيش المحيطة بنابلس والقرى المجاورة.

وقال مسؤول بالادارة المدنية الاسرائيلية ان نحو 620 شاحنة و400 سيارة خاصة و200 سيارة أجرة حصلت على تصاريح منذ بداية العام تسمح لها بعبور نقاط التفتيش داخل الضفة الغربية. كما صدر 1200 تصريحا اخر لرجال أعمال محليين تسمح لهم بزيارة اسرائيل.

ودافع الجيش الاسرائيلي عن فرض تلك القيود وقال في بيان انه يعتبر نابلس منذ فترة طويلة، بؤرة رئيسية للنشاط الارهابي الكثيف والمتواصل، واستشهد بالعثور على كميات كبيرة من الاسلحة والمتفجرات بالمدينة خلال السنوات الاخيرة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 21 آب/2007 -7/شعبان/1428