أبكي العراق وأدعو على السعودية

فيصل بوشهري

 لم يصدمني أبدا خبر الاعتداء على المعتمرين العراقيين أثناء أدائهم مراسم العمرة مؤخرا، سماع مثل هذه الأخبار من الأهل والأصدقاء بات أمرا طبيعيا جدا، فهذه هي الطريقة التي يرحب بها آل سعود في أبناء الدول الشقيقة في مواسم الحج أوالعمرة. لا نتوقع استقبالا أرقى من ذلك من آل سعود الذين اتخذوا الطريقة الوهابية لممارسة إسلامهم. طريقة بعيدة كل البعد عن الطريقة الإسلامية المحمدية الأصيلة التي كفلت حقوق المسلم وغير المسلم بل وكفلت حتى حقوق الحيوان.

 لا نتوقع أيضا من نظام دكتاتوري كالذي في السعودية أن يمارس الإسلام بطريقة أخرى غير الوهابية. الوهابية حركة ترتكز على التعصب الأعمى وإقصاء الآخر، حركة تبيح دماء كل من يعتقد بما يخالف معتقدهم. بتعبير آخر، حركة دكتاتورية من الطراز الأول، وهذا ما يريده آل سعود بالضبط.

أرى كل ما يعانيه العراق فأبكيه وأبكي شعبه الذي لا يزال يدفع ضريبة انتمائه لمدرسة أمير المؤمنين عليه السلام.

أبكي الشعب الصامد الذي قدم ملايين الضحايا في عهد النظام الصدامي الكافر ولا يزال يقدم الملايين في العصر الذي راح الإرهاب ينخر .جسده

 أبكي المخلصين أصحاب الأجساد الطاهرة الزائرة للمراقد المقدسة التي لا زالت تتفجر على أعتاب المراقد. أبكي عتباتنا وأراضينا المقدسة التي انتهكت حرمتها على أيدي الإرهابيين المجرمين. أبكي شيوخ العراق ونساءه وأطفاله، أبكي شيعته وسنته، مسلميه ومسيحيه. أبكي نخيل العراق وخيراته.

أبكيهم وأدعو على النظام الحاكم في السعودية المتسبب الأول لمثل هذه الأعمال البربرية سواء في العراق أوفي غيرها من دول العالم. أدعو عليهم وأدعو العالم أن يرى كيف أن الوهابية حركة لا ترقى لمستوى الإنسان الذي كرمه الله بالعقل. وأدعوالعالم ليرى ( وهويرى، وتصريحات زلماي خليل زاد، السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، حول الدور السعودي في زعزعة الأمن في العراق دليل على ذلك ) كيف أعطى آل سعود الحابل والنابل للوهابية في السعودية وأمدوها بكل ما تحتاجه لتمارس معتقداتها الجاهلية محليا وخارجيا. المتضرر من دعم آل سعود للوهابية ليست المرأة السعودية فقط التي حرمت من أبسط حقوقها كحق التصويت وحق قيادة السيارة وليس فقط الشيعي السعودي الذي حرم من أبسط حقوقه وهي ممارسة شعائره الدينية في داره.

 المتضررون نحن ودول الجوار والعالم. ليرى العالم ماهيّة الحركة الوهابية. وعلى منظمة آل سعود أن تراجع موقفها من دعمها لمثل هؤلاء النازيين وتتبرأ منهم لتريح شعبها والعالم من تبعات أفكارها، أوأن تتحمل ردة الفعل الغاضبة من الشارع الذي بات يعي دور السعودية في دعمه للإرهاب وهذه المظاهرات الحاشدة التي انطلقت في العاصمة واشنطن دي سي ولندن خير دليل على ذلك.  ليعي آل سعود بأن الوهابية حركة لا ترقى لتدير البلاد والمراقد المقدسة في السعودية، بل لا ترقى حتى لإدارة حديقة حيوان.

قطع الدعم وتحجيم هذه الفئة الضالة سيكون بمثابة خطوة كبيرة لإحلال عملية السلام في العالم وفي العراق بالخصوص. نسأل الله أن يكلل جهود المؤسسات والجهات الضاغطة بالنجاح والتوفيق ليتخلص العراق من شبح الإرهاب الجاثم على صدره. ولنعود زحفا لزيارة أراضينا المقدسة من جديد ونبني ما أفسده الإرهاب المتسبب الأول لبقاء المحتل. 

* بنسيلفينيا- الولايات المتحدة الأمريكية

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 20 آب/2007 -6/شعبان/1428