
شبكة النبأ: من الأرامل السود في
الشيشان الى متطرفات المسجد الاحمر ومليكة العرود، حالة مثالية لأرامل
انتحاريين لم يجدن في بقاءهن على قيد الحياة سبب وقررن اللحاق بركب
ازواجهن الذين فجروا انفسهم اما في اماكن عامة او وسط حشود المدنيين في
العراق واماكن اخرى من العالم ظناً منهم انهم سيحررون فلسطين! او
بلدانهم التي يقيم الغرب فيها قواعد عسكرية منذ عشرات السنين!.
ونشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا لـ بيتر بيرغن وبول كروكشانك، جاء
فيه: الشيء الأخير الذي رآه سبعة من افراد الشرطة العراقيين في نقطة
تفتيش بالرمادي أواخر يوليو (تموز) الماضي كان امرأة تقترب منهم. وبعد
ثوان فجرت حزامها الناسف لتقتل نفسها والموجودين في الموقع.
وقبل اسبوعين من ذلك في باكستان كانت مفجرات انتحاريات اقل نجاحا في
تفجير أنفسهن والتحول الى شهيدات. فعندما اقتحمت القوات الحكومية
المسجد الأحمر في اسلام آباد، كان عدد من النساء بين المقاومين
العنيدين. وابلغت امرأة «بي بي سي» لاحقا، وعلى نحو يكشف عن الندم،
«كنا نريد أن ننفذ هجمات انتحارية، لكننا لم نكن نمتلك ما يكفي من
المتفجرات». أمندهشون؟ لا تكونوا كذلك. فمشاركة النساء في الجماعات
والعمليات الجهادية قد زادت على نحو ينذر بالخطر في السنوات الأخيرة.
وما لم نتوصل الى فهم الظاهرة، فان المتطرفات الاسلاميات قد يكن جزءا
مهما من مستقبلنا.
ويضيف المقال، اعتاد المتزمتون الاسلاميون التمسك بتحريم قوي
لمشاركة النساء الفعالة في الصراع المقدس. وفي معسكرات تدريب «القاعدة»
في أفغانستان تحت حكم طالبان، كانت الزوجات يعانين من عدم الاختلاط
بالرجال، ذلك ان دور المرأة الأساسي هو تربية الابناء ليتبعوا آباءهم.
وفضلا عن ذلك فان الكثير من أفراد «القاعدة» هم من المتعصبين في
كراهيتهم للنساء. تذكروا فقط وصية الخاطف الرئيسي في احداث الحادي عشر
من سبتمبر، محمد عطا، التي اكدت على ألا تحضر امرأة جنازته أو تزور
قبره.
ولكن منذ سبتمبر 2001 اصبحت النساء مشاركات على نحو متزايد في
الارهاب الاسلامي. والعامل الأساسي الأكثر اهمية خلف هذا الاتجاه
الجديد المقلق، هو احساس الجهاديين المتعمق بانهم يخوضون حربا كلية ضد
الولايات المتحدة والأنظمة الاسلامية التي تدعمها. ولكن احتلال العراق
اقنع دائرة واسعة من المتطرفين في مختلف انحاء العالم بان برنامج بن
لادن هو أفضل وسيلة لتوضيح عالمهم. فكل شيء عادل في الحرب الشاملة،
وفقا لتقدير كثير من الجهاديين، وبالتالي فان آيديولوجيي «القاعدة»
تخلوا عن كثير من اعتراضاتهم على لعب النساء دورا أنشط في صراعهم. وفي
غضون ذلك فان نساء من باكستان الى العراق وبلجيكا، حفزتهن صور المسلمين
الذي يتعرضون الى مظالم القوات الأميركية.
ويضيف المقال، من بين الأمور المقلقة في هذا السياق تزايد عدد
النساء المسلمات اللواتي نشأن في الغرب، واللواتي شاركن في عمليات
ارهابية، ومما يثير المفارقة ان ذلك، في جانب منه على ما يبدو، نتيجة
لآمالهن الأكبر في المساواة بين الجنسين في جميع المجالات. ومما يثير
الدهشة ان ثانية مفجرة انتحارية من منتسبات «القاعدة» كانت موريل
ديغوك، البلجيكية البالغة من العمر 38 عاما، التي تحولت الى الاسلام
وسافرت الى العراق أواخر عام 2005 لتنفذ عملية انتحارية. (فجرت ديغوك
حزامها الناسف عند عبور دورية أميركية بالقرب منها في بعقوبة الواقعة
إلى شمال بغداد، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2005، حيث قتلت نفسها من دون
قتل أي أميركي). كذلك هو الحال مع زوجات عدد من أعضاء مجموعة هوفستاد،
التي كانت لها صلة بقتل السينمائي الهولندي ثيو فان غوخ بامستردام عام
2004، وشاركن في تدريبات مع أزواجهن، بل رافقت إحداهن زوجها في مهمة
فاشلة لقتل النائبة النسوية هيرسي علي. وكانت عافية صديقي المرأة
الوحيدة التي يشاع أنها ميدانية من «القاعدة»، وهي باكستانية أميركية
درست علم الأعصاب في أميركا وعملت هناك قبل اختفائها في باكستان عام
2003.
ويضيف المقال، أما خارج أوروبا فهناك بعض النساء اللواتي قمن
بعمليات انتحارية تحت الرغبة بالانتقام، مثل اولئك اللواتي سمين
بالأرامل السود (تشبها بنوع من إناث العناكب) في جمهورية الشيشان
واللواتي شاركن في الهجمات الانتحارية، وبعض النساء اللواتي تم تجنيدهن
لصالح «القاعدة» في العراق.
فعلى عكس اسامة بن لادن الذي كان مترددا اتبع أبو مصعب الزرقاوي
سياسة تجنيد النساء لأعمال انتحارية. ففي سبتمبر 2005 استخدمت شبكة
الزرقاوي امرأة في عملية انتحارية جرت في بلدة تلعفر لأول مرة.
وبعد شهرين شن مهاجمو أبو مصعب عمليات انتحارية داخل ثلاثة فنادق
اردنية في العاصمة عمان، وتسببت في مقتل 60 شخصا وشاركت، في إحدى هذه
العمليات العراقية ساجدة الريشاوي التي شاهدت إخوتها الثلاثة يقتلون
داخل العراق.
ويضيف المقال، وثقت الباحثة فرحانة علي من مؤسسة راند كورب حوالي
عشر هجمات انتحارية قامت بها نساء في العراق، ويبدو أن الزرقاوي رأى أن
استخدام النساء في أعمال من هذا النوع سيشعر الرجال بالخجل ويدفعهم
أكثر للقيام بها.
ويمكن القول إن مليكة العرود حالة مثالية لأرامل انتحاريين. فهي
مغربية ـ بلجيكية وكان زوجها الميداني في «القاعدة»، قد قام باغتيال
أحمد شاه مسعود زعيم تحالف الشمال المضاد لطالبان قبل ساعات قليلة من
هجمات 11 سبتمبر. وسافرت العرود إلى سويسرا بعد الغزو الأميركي
لأفغانستان وسقوط حكم طالبان. وعلى الرغم من أنها كانت معزولة عن زملاء
زوجها وجاهلة بمهمة زوجها اللاحقة، لكنها بدأت تلعب دورا أقوى بعد
عودتها إلى الغرب، حيث راحت تزور السجناء المنتمين إلى «القاعدة» في
سجون أوروبا.
وبسبب الحرب في العراق قالت لنا: «حتى أخواتنا عليهن أن يذهبن إلى
المطارات ويعلن أننا نريد القتال». وأدينت العرود في الشهر الماضي
بقيامها بأنشطة إرهابية في سويسرا، وهناك الكثير مثلها.
معظم منفذى العمليات الانتحارية فى
العراق من جنسيات اجنبية
وفي سياق متصل أظهر كتاب حديث عن الهجمات الانتحارية أن معظم منفذي
الهجمات الانتحارية فى العراق من جنسيات غير عراقية ويستهدفون زعزعة
الحكومة العراقية والاضرار بالمصالح الامريكية.
وقال كتاب "المفجرون الانتحاريون في العراق" لمؤلفه محمد حافظ
الباحث واستاذ العلوم السياسية الزائر في جامعة ميزوري الامريكية، أن
عدد الهجمات الانتحارية فاق مثيلاتها في بداية ثمانينات القرن الماضي.
وأشار إلى ان المتشددين من دول المنطقة وبقاع شتى من العالم يغذون
جذور العنف في العراق.
وقال محمد حافظ في كتابه الصادر عن المعهد الامريكي للسلام ان "
الحرب في العراق والحرب على الارهاب فشلت في تقليل اعداد الهجمات
الانتحارية، بل يذهب إلى ان هذه الحرب زادت من تشدد جماعات اسلامية
وخلقت مفهوم شهداء بلا حدود.
وحدد حافظ جنسيات (124) مفجرا قاموا بهجمات في داخل العراق، منهم
(53) سعوديا، وجاء ثمانية من المفجرين منفردين من ايطاليا وسوريا،
وسبعة من الكويت، واربعة من الاردن، وستة من كل من بلجيكا وفرنسا
واسبانيا ( 2 من كل دولة )، بينما قدم الاخرون من شمال وشرق افريقيا
وجنوب اسيا وبلدان الشرق الاوسط ودول اوروبية.
واضاف الباحث ان، 18 شخصا، اي حوالي 15 بالمئة منهم، كانوا عراقيين.
وقال ان العديد من المجموعات المتشددة لا تعلن مسؤوليتها عن الهجمات
الا بعد حين.
ونقل عن السلطات العسكرية الامريكية انها تجرى فحوصات للحامض النووي
للكشف عن هوية المفجرين.
واستند الباحث في كتابه على معلومات استقاها من مواقع وافلام
مجموعات اسلامية متشددة، وكذلك تقارير اخبارية وتصريحات مستندة على
معلومات عن جنسية المفجرين.
كما جمع حافظ بعض المعلومات من مواقع دردشة ومنابر حوار على شبكة
الانترنيت.
ويقلل الكاتب من مقولة أن المفجرين الانتحاريين اجانب ، لان 75
بالمئة منهم يأتون من الجزيرة العربية التي هي قريبة من تواجد القوات
الامريكية في العراق، بحسب الكاتب.
ويرى الكاتب ان، المنظمات المسلحة التي فقدت ملاذات امنة في
افغانستان وباكستان واوربا تحتاج الى قاعدة جديدة لعملياتها.
ورغم ذلك يفصل حافظ بين مجموعات القاعدة على الحدود الافغانية
الباكستانية وبين مجموعات القاعدة في العراق حيث اشار الى ان القاعدة
في العراق تقوم بالعمليات الانتحارية، ضد مسلمين من مذهب اخر وليس ضد
القوات الامريكية بهدف زعزعة الحكومة الحالية واذكاء العنف الطائفي.
ويضيف حافظ ان، هدف المجموعات المسلحة في العراق يختلف عن ما تقوم
به مجموعات اخرى في فلسطين ولبنان.
ويستنج الياحث في نهاية كتابه الى أن الوضع الحالي معقد ولا يظهر
حلا سهلا، وقال، اذا استمرت القوات الامريكية فسيشجع هذا من توافد
الانتحاريين ضد الامريكان .
واستدرك، واذا انسحبت القوات الامريكية فستزداد وتيرة العنف في
العراق ويحصل الانتحاريون على ما يهدفون اليه في هجماتهم. |