الإمام داعية السلام

 الدكتور لبيب بيضون

 سلام الله على ذاتك وبركاته على صفاتك وصلواته على سِرك يا روح أرواحِ الأولياء، وحقَّ حقيقة الأصفياء، ويا بهجةَ وفاء الأوفياء، وعلي العلا في عالم الأمانة والطهر والنقاء. 

السلام في اللغة:

إن معنى السلام في الأصل هو السلامة والبراءة من كل سوء وعيب، سواء في الظاهر أم في الباطن، إلا أنه يأتي السلام غالباً في مقابل الحرب، وبمعنى المعايشة القائمة على التعاون والمحبة.

يقول صاحب (موسوعة لسان العرب): وكان العرب في الجاهلية يحيّون بعضهم ويقولون (سلام عليكم)، فكأنه علامة المسالمة، وأنه لا حرب هناك.

الإسلام دين العدل والسلام:

كان الناس في الجاهلية يعيشون على القتل والغزو والسلب، فجاء الإسلام بمفاهيمه وتعاليمه يدعو إلى السلام، حتى نعمت به الجزيرة العربية، ثم امتد إلى بقية أقطار الأرض وأصقاعها، إلى أن عمّت الحضارة الإسلامية أكثر من نصف الكرة الأرضية لقرون، ولا زالت آثارها باقية حتى الآن.

أسباب الحروب:

إن للحرب والعدوان والإرهاب دوافع وأسباب، ومن أهمها ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، فإذا انتفى الظلم وحلّ محلّه العدل، عمّ السلام وخيّم الوئام.

وهذا هو السبيل الذي سلكه الإسلام لينقل العرب من العداء إلى الإخاء، ومن الصراع إلى الولاء.

معالم السلام في الإسلام:

أجل ... الإسلام دين السلام، لأنه يعني التسليم لمبادئ الإسلام، القائمة كلها على السلام.

في الإسلام الرب هو رب السلام.

في الإسلام النبي هو رسول السلام.

في الإسلام الدين هو دين السلام.

في الإسلام التحية هي السلام.

الله هو السلام ومنبع السلام:

في الإسلام الرب هو السلام، يقول تعالى: (هو الله الذي لا إله إلا هو، الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن). سورة الحشر 23.

ولأنه السلام فهو يفيض السلام على كل أجزاء الكون، فحيثما جلت ببصرك ترى معالم السلام، كل ما في الكون يسير في نظام ثابت مستقر محكم يشيع بين النجوم والكواكب السلام، ليس نجم يتعدى على نجم، وليس كوكب يتعدى مداره الذي رسم له، كل جرم يعرف حقه وواجبه فيضفي على الكون السلام.

لقد صوّرت بعض الديانات أن الإله شرير يتحكم بالكون ويبطش بالأشياء ويغضب على مخلوقاته، ثم لا يرضى عنهم حتى يقدّموا له الذبائح والقرابين، وأن كل جزء من الطبيعة يسير على هذا المنوال، فهو في تصارع مستمر مع غيره ومع الإنسان.

أما في نظرة الإسلام فليس هناك صراع وقتال وعداء، بل هناك محبة وتفاهم وإخاء، فكل ما في الكون متوافق متكامل مسخّر لخدمة الإنسان.

المسلم يشعر أنه يحب كل ما في الكون، وأن كل ما في الكون يحبه، كل المخلوقات مطيعة لله تسير بأمره، تربطها المحبة والتفاهم لانتمائها إلى خالق ومهيمن واحد.

وحتى بعض الظواهر التي يبدو في ظاهرها الاضطراب والتدمير وعدم السلام، فهي تنطوي في نتيجتها على السلام وتؤدي في حقيقتها إلى خدمة الإنسان، إنها مسخّرة لخدمته لأنها تضم في وظيفتها الخير والسلام.

أنظر يا أخي مثلاً إلى (الرياح) التي تقدّم أكبر الفوائد للإنسان، رغم أنها قد تظهر في بعض الأحيان، بشكل عواصف وأعاصير وسيكلونات، تدمّر المدن والبلدان، فهي التي تسيّر السفن في البحر، وهي التي تشكّل السحب في الجو، وتحمل الغيوم إلى عنان السماء ثم تسيّرها إلى الجبال والسهول، لتنزل الأمطار العذبة في الشتاء، التي تشيع في اليابسة الخصب والسلام، وهي التي تهبّ في الربيع على الأشجار فتلقّح الزهور التي تعطي الثماؤ والنماء والسلام، ولو أمكن استخدام طاقة هذه الرياح لأغنت عن كثير من منابع الطاقة والقدرة.

ثم انظر إلى (الأنهار) التي تنقل المياه من الينابيع في أعالي الجبال لتصبّها في البحر، كيف أنها تسقي كل ما حولها أثناء مسيرها، مشيعة الحياة والحضارة والسلام، تصوّروا لو أنّ نهر النيل لم يكن موجوداً في مصر، إذن لكانت مصر صحراء جدباء لا يدوسها إنسان ولا يزورها حيوان.

ثم انظر إلى (البرق) الذي يخطف بالأبصار، وهو يحوي الدمار والإحراق لبعض الناس، إذا ما انفرغت شراراته النارية بالأرض، كيف أنه يعمل على إنزال المطر الشديد المصحوب بالسماد الآزوتي المتشكل، فيروي الأرض العطشى، ويغذي النباتات الظمآى، فينبت الأرض بعد موتها، ويبث فيها الأشجار والأزهار، والفواكه والثمار.

فالبرق والرعد هما في حقيقتهما آيتان من آيات الله، هدفهما الخير والخصب وإشاعة الرفاهية والسلام.

ثم انظر إلى (الشمس) التي هي بؤرة انفجارات نووية مرعبة مروّعة، من نوع القنابل الهيدروجينية الإندماجية، التي لو وصل صوت إنفجاراتها فقط إلينا لأصيب كل من على الكرة الأرضية بالصمم، كيف أنها استوت في السماء أعظم منبع لنا للخير، فهي التي تمدنا بالنور الساطع والحرارة والدفء، ولولاها لجمد كل من في الأرض من الأنام، وهلك في أيام لا أعوام.

ثم انظر إلى (القنبلة الذرية) الإنشطارية، التي تستجمع في طيّاتها أسباب الممات وأسباب الحياة، فهي بإشعاعاتها إذا انتشرت على الأرض فإنها لا تبقي ولا تذر، ثم هي اليوم من أعظم مصادر الطاقة الحرارية والكهربائية في العالم.

نستشف من كل هذه الأمثلة، أن كل ما خلق سبحانه في الطبيعة والكون، فهو مسخّر لخدمة الإنسان وسعادته وراحته، يقول تعالى: (الله الذي خلق السموات والأرض، أنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم، وسخّر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره، وسخّر لكم الأنهار، وسخّر لكم الشمس والقمر دائبين، وسخّر لكم الليل والنهار). إبراهيم 33و34.

ولا ينفي ذلك أنه سبحانه قد أوجد أيضاً بعض المصادر المدمرة كالبراكين والزلازل، التي جعلها سلاحاً لمعاقبة الناس إذا ما طغوا وبغوا وحادوا عن تعاليمه، فتحمل في ظاهرها الدمار والخصام، إلا أنها تحمل في حقيقتها السلام، لأن التخلص من الظالمين والباغين هو من الضرورات الملحة لإشاعة السلام على الأرض.

إذن فالله هو السلام، ويهدي إلى السلام، ويدعو إلى جنة السلام، وكما قال سبحانه: (والله يدعو إلى دار السلام، ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) يونس 25.

النبي محمد (ص) رسول السلام:

من أجل ذلك بعث الله للبشرية نبياً يدعو إلى السلام، بعثه بدين السلام والإسلام.

وفي حين كان بعض الأنبياء يدعون على قومهم بالهلاك بعد أن دعوهم إلى الهدى فلم يستجيبوا، كما فعل نوح وعاد وصالح وغيرهم، فإن نبينا محمداً (ص) لم يرض أن يدعو على قومه، رغم كل ما فعلوه به، بل اكتفى بالقول: (اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون)، وقد تحمّل صنوف الأذى من قومه الذين أذاقوه ألوان العذاب، حتى هجروه، ثم هجّروه من بلده، وذلك لطمعه في أن يهتدوا يوماً ما، أو أن يأتي من نسلهم من يوّحد الله وينصر دينه، كما حصل فعلاً، وحتى المنافقين لم يقتلهم طالما أنهم لم يشهروا عليه سيفاً، بل ظلوا يتظاهرون بالإسلام، وحين ظفر ببعض الأسرى في بدر، فداهم بالمال والتعليم، وحين ظفر بأهل مكة يوم الفتح، أطلق سراحهم ولم يقتص منهم، لماذا كل هذا؟ لأنه رسول الخير والرحمة والهداية والسلام.

الإمام علي (ع) إمام الهداية والسلام:

وعلى هذا الهدي المبارك سار صنوه وحبيبه الإمام علي (ع) فكان يعفو عند المقدرة حتى عن أكبر أعدائه، صفح عن مروان بن الحكم يوم الجمل، ولما ظفر بعائشة أرجعها إلى بيتها في المدينة معززة مكرمة، وحين ملك مشرعة الفرات في صفين لم يعامل معاوية بالمثل فيمنع عنه الماء، وكان دينه وديدنه أن يهدي كل الناس، لأنه إمام الهداية والمحبة والسلام.

والذي يتمعّن في سورة الفاتحة التي نقرؤها في كل صلاة، نجد أن غاية الإنسان الأساسية الهداية (اهدنا الصراط المستقيم)، فهو يطلبها من ربه دائماً ويطلب منه الدوام عليها، أما المؤمن فبعد أن ينعم بنور الهداية، فإن غايته في الحياة أن يهدي غيره، كشكر لهداية الله له .. وهداية الغير هدف عظيم نبيل، لذلك كان أجره وثوابه كبير جزيل.

وهكذا كان هدف علي الكبير هداية الناس أجمعين، وهو الذي قال له النبي (ص): (يا علي، لأن يهدي الله بك رجلاً، أحب إليك من حُمر النعم)

الإسلام دين السلام:

حقاً إن الإسلام هو دين السلام، لأنه جاء ليشيع بين الناس مبادئ الحق والعدل والسلام، ولم يكن في مبدأ محمد (ص) الحرب والاعتداء والخصومة، فهو لم يلجأ إلى القتال إلى بعد أن استنفد كل الوسائل الأخرى، فبعد أن دعا قومه إلى الحق وإلى دين السلام فأبوا إلا المكابرة والمعاندة والقتال، اضطر إلى حربهم، وكان دائماً يتحاشى القتال ولا يبدأ به.

وعلى هذا النهج سار الإمام علي (ع)، فكان قبل أن يبدأ القتال مع أعدائه، يرشدهم ويهديهم ويدعوهم إلى القرآن والإسلام، فإن أبوا لا يبدأهم بالقتال حتى يبدؤوا به، وإذا دعوه إلى الصلح كان هو الأسبق إليه.

لقد كان علي (ع) داعية هداية وسلام، ولم يكن داعية حرب وخصام.

انظروا إلى معركة صفين، لقد كانت أطول حرب عرفها التاريخ، لقد استمرت مائة يوم قبل الوقعة الفاصلة، لماذا؟ لقد ظل الإمام (ع) مائة يوم يحاول هداية خصومه ويرسل إليهم الرسل والرسائل، عساهم يرجعوا إلى الحق وينكفئوا عن الباطل، ولما يئس من هدايتهم ولم يجد بداً من السيف، قرر الحرب الفاصلة، وكانت ليلة الهرير.

وبالنسبة للخوارج لم يقاتلهم حتى جهّزوا جيشاً لحربه في النهروان، وبعد إنخذالهم في المعركة بلغه اجتماع بعضهم في (حروراء) فلم يتعرّض لهم طالما أنهم لم يشهروا عليه سلاحاً، وكان من جملة وصاياه فيهم قوله: (لا تقاتلوا أولاد الخوارج من بعدي) أي لا تقاتلوهم بجريرة آبائهم.

وحتى الإمام الحسين (ع) حين أحاط به الأعداء في كربلاء يريدون قتله، لم يبدأهم بالقتال، بل بدأهم بالنصيحة وتقديم الحجة، بعد أن عرّفهم بنفسه وموقعه من الإسلام، وبيّن لهم أهداف نهضته، حتى يكونوا على بيّنة من أمرهم.

الاستقامة سبيل السلام:

وهكذا إذا نظرنا إلى ديننا الإسلامي وبنائه القويم، نجد أنه كله سلام ... فالله هو السلام (والله يدعو إلى دار السلام)، وتحية المسلم هي السلام، وتبتدئ الصلاة باسم الله وتنتهي بالسلام: (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.. ).

والله حين يدعونا إلى السلام، يبيّن لنا الطريق الموصلة إلى السلام، يقول تعالى: (والله يدعو إلى دار السلام، ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم).

فالآخرة هي دار السلام، ومن يلتزم بالاستقامة على الصراط المستقيم يجعل حياته الدنيا كدار الآخرة في سلام، وإذا حاد عن الاستقامة جعل الحياة الدنيا جحيماً، فيستحق في الآخرة الجحيم.

والاستقامة التي هي الطريق إلى السلام، تعني السير على الطريق القويم الذي ميزانه العدل، ونفي البغي والطغيان، لذلك قال سبحانه في سورة هود: (واستقم كما امرت ومن تاب معك، ولا تطغوا، إنه بما تعملون بصير) 112.

وما الصلاة في فاتحتها إلا دعوة للتمسك بأحكام الدين والصراط المستقيم: (اهدنا الصراط المستقيم).

المحبة عماد السلام:

أقام الإسلام المجتمع على مبادئ الإخاء والمحبة والمودة، التي هي في نظره طابع الكون كله.

فالمسلم المستقيم الفطرة يحب كل إنسان وكل شيء في الوجود، ولذلك يحسن إلى كل شيء، إلى أخيه الإنسان فيرحمه ويساعده، وإلى الحيوان يرأف به ويريحه، وإلى النبات يتعهده ويعتني به، وهو لذلك لا يؤذي حتى النملة التي لا قيمة لها، ولذلك اعتبر الإمام علي (ع) من الذنوب الكبيرة أن يخلّص الإنسان النملة من قشرة شعيرة تحملها في فمها وتسير بها إلى بيتها لتدخّرها قوتاً لأولادها.

والمسلم الصحيح من سلم المسلمون من لسانه ويده، وإن السلام مع الذات ومع الآخرين ومع الكون كله، هدف أصيل من أهداف هذا الدين.

السلام تحية الإسلام:

ولتثبيت ذلك جعل الإسلام التحية بين أتباعه، السلام والرحمة والبركة: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، قال رسول الله (ص): (إن أولى الناس بالله من يبدأ بالسلام) رواه الترمذي.

وعندما تلقي هذا السلام على كل من تلقاه من الناس، فكأنك تعزف لحناً جميلاً على أوتار قلبك، فيلتقي مع قلوب الآخرين في إطار الحب العميق الذي يجعل الجميع إخوة على دين واحد، وعلى صعيد واحد.

إن إفشاء السلام هو علامة الحب، والحب دليل الإيمان، والإيمان مفتاح الجنة، يقول النبي (ص): (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابّوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم).

وإذا كان إلقاء السلام سنّة مباركة، فردّ السلام فريضة واجبة، قال تعالى: ( وإذا حييتم بتحيّة فحيّوا بأحسن منها أو ردّوها) النساء 86.

وهكذا تجد أن غاية الإسلام العليا هي السلام بين جميع الأنام، وأن هذا الشعار الذي نلقيه على بعضنا كلما التقينا (السلام عليكم) يريده الإسلام أن لا يكون مجرد لفظ باللسان، بل أن يتحقق قولاً وعملاً، فيحبّ المسلم لأخيه السلام، فلا يظلمه ولا يحقره ولا يعتدي عليه.

إن التحية في الإسلام بالسلام تشير إلى المضمون السلمي في علاقة المسلم في المجتمع بالآخرين، وتطبع علاقات المسلمين بعضهم ببعض في المجتمع بطابعه المميز الخاص، الذي يحمل معاني المسالمة والتحابب والتحسيس بالأمن والسلام من كل طرف تجاه الآخر، وإشعار الطرف الآخر بالسلام في العلاقة وانتفاء الظلم والعدوان.

سيرة الإمام علي (ع) في صون الدماء والرأفة بالضعفاء:

وعلى هذا النهج العلي والهدي المحمدي سار الإمام علي بن أبي طالب (ع) وهدفه الأساسي في الحياة هو هداية الناس.

لنتصفح نهج البلاغة وخاصة في وصايا الإمام (ع) لعماله على الأمصار، فنجده يؤكد لهم على أهمية صون الدماء وعدم إراقة محجمة دم بغير حق، ثم أن لا يعاملوا الرعية بالقسوة والعنف، بل باللين والرحمة.

ففي المحور الأول يقول الإمام (ع) في عهده لمالك الأشتر حين ولاّه مصر:

(إياك والدماء، وسفكها بغير حلها، فإنه ليس شيء أدنى لنقمة، ولا أعظم لتبعة، ولا أحرى بزوال نعمة وانقطاع مدة، من سفك الدماء بغير حقها) نهج، كتاب 53.

وفي المحور الثاني يقول (ع) في عهد له إلى محمد بن أبي بكر حين قلّده مصر:

(فاخفض لهم جناحك، وألن لهم جانبك، وابسط لهم وجهك، وآس بينهم (أي عاملهم بالمساواة) في اللحظة والنظرة، حتى لا يطمع العظماء في حيفك لهم، ولا ييأس الضعفاء من عدلك عليهم، فإن الله تعالى يسائلكم معشر عباده عن الصغيرة من أعمالكم والكبيرة، والظاهرة والمستورة، فإن يعذّب فأنتم أظلم، وإن يعف فهو أكرم...) نهج، كتاب27.

ويقول (ع) في عهده لمالك الأشتر:

)وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم).

وحتى لا يظن أحد أن هذه التعاليم خاصة بأبناء المسلمين، بل هي في منظور الإسلام مطبقة على كل الناس أجمعين، من أي عرق أو دين، قال (ع):

(ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان: إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق) إلى أن يقول: ( فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، فإنك فوقهم، ووالي الأمر (يقصد الإمام) عليك فوقك، والله فوق من ولاّك)!.

وهكذا فإنّ الإنسان المسلم يشعر بالسكينة والسلام في قلبه، لأنه يضمر المحبة والسلام لغيره، ثم يريد هذا السلام أن يتحقق للآخرين، فيشيع في الأرض السلام، وتتحقق بذلك تعاليم الإسلام.

* ورقة مقدمة الى مهرجان الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) العالمي السابع  في دمشق الذي عقد تحت شعار السلام واللاعنف في فكر الإمام علي بن أبي طالب (ع)

** الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بلندن، مدير فرع دمشق  كلية الشريعة

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 16 آب/2007 -2/شعبان/1428