السمك مفيد للقلب ولكن الصيد الجائر مضر بالبيئة

اعداد/ صباح جاسم

 شبكة النبأ: يوصي الاطباء بتناول كميات كبيرة من اسماك معينة مثل السلمون او التونة ضمن النظام الغذائي بسبب فوائدها للقلب والعيون، ونمو المخ بالنسبة للاطفال، ولكن هل ذلك مفيد للبيئة من ناحية الصيد الجائر الذي يسبب تناقص الثروة السمكية في العالم!.

ومن اسباب زيادة الطلب على سمك السلمون على وجه الخصوص الدراسات العديدة التي تعدد الفوائد الصحية لاحماض أوميجا 3 الدهنية الموجودة في بعض أنواع السمك.

وجاء في دراسة نشرت في دورية رابطة القلب الامريكية ان النظام الغذائي الذي يحتوي على كميات غير محددة من الاسماك والمكسرات والبذور الغنية بمثل هذه العناصر الغذائية من الممكن أن تساعد في خفض ضغط الدم.

كما أظهرت دراسات أخرى أنها مفيدة أيضا للعين ونمو المخ والوقاية من أمراض القلب ومرض الزايمر واضطرابات العين. بحسب رويترز.

ولكن حماة البيئة يشيرون الى أنه في حين أن أعداد الاسماك في العالم بدأت تتراجع قبل فترة طويلة من انتشار طبق السوشي باعتباره طبقا للمرفهين فان الاقبال على الاسماك لاسباب صحية من الممكن أن يزيد من الضغط على المصائد السمكية التي تعاني من الضغط أصلا.

وقال جيسون كلاي نائب رئيس الاسواق في الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية "الصيد الجائر كان يسبق الاهتمام بالاوميجا 3 والغذاء الصحي. ولكن توجد أماكن في الوقت الراهن ما من شك ستؤدي الى ابراز هذه المسألة."

وأضاف، تقدر منظمة الفاو (منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة) أنه بحلول عام 2030 سيزيد نصيب الفرد من الاستهلاك العالمي للاسماك 1.5 كيلوجرام وسيكون من أسباب ذلك زيادة الطلب لأسباب صحية.

وعندما يتعلق الامر بأحماض أوميجا 3 الدهنية فان الاسماك لا تتساوى. اذ ان أسماكا تحتوي على الدهون مثل السلمون والسلمون المرقط والمكاريل غنية بهذا العنصر. وكذلك أسماك التونة ولكن حماة البيئة لا ينظرون لمصائد التونة على أنها قابلة للاستمرار.

وقال فيل كلاين وهو نشط في جماعة جرينبيس (السلام الاخضر) للحفاظ على المحيطات، يتوقف هذا على مصدرنا...الاوميجا 3 موجود بكثرة في السلمون البري ومصيدة سلمون ألاسكا تلقى ادارة جيدة.

ومصيدة السلمون في ألاسكا من بين المصائد التي اعتبر مجلس الاشراف البحري ومقره بريطانيا أنها قابلة للاستمرار. ويطبق المجلس معايير صارمة كي يصدر موافقة على أي من المصائد وحقها في أن تحمل علامته البيئية.

ولم يصدر المجلس موافقته بعد على أي من المصائد للتونة ولكنه يقيم مدى صلاحية صناعة تونة البكورة على ساحل المحيط الهادي الامريكي.

ويقول المعهد الوطني الامريكي للمصائد ان نصيب الفرد الامريكي من استهلاك السلمون زاد من 0.39 كيلوجرام سنويا عام 1992 الى 0.92 كيلوجرام عام 2006 . كما أنه خلال نفس الفترة أصبحت هذه الانواع تحتل المرتبة الثالثة من حيث كثرة تناولها بعد أن كانت في المرتبة السادسة.

ومن المفترض أن يؤدي هذا الارتفاع في الطلب الى الحفاظ على هذا النوع اذ انه ليس من مصلحة أي أحد القضاء على شيء له قيمة كبيرة.

وقال جونار ناب استاذ الاقتصاد في معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية بجامعة الاسكا، على المدى الطويل كلما زاد تعرض السلمون البري للخطر كلما زادت فرص حمايته.

وأضاف، أن الطلب الكبير والاسعار المرتفعة قدمت للناس حافزا لحماية المواطن الحيوية للسلمون مثل مناطق التكاثر في الانهار من أنشطة أخرى مثل قطع الاشجار والتعدين.

وقال ناب لرويترز في مكالمة هاتفية من أنكوراج، في ألاسكا حتى اذا ما زاد سعر السلمون أربعة أمثال فان هذا لن يؤدي الى صيد أعداد كبيرة من الاسماك اذ ان العنصر المقيد ليس السعر بل الكمية التي يسمح بها المديرون للصيادين بصيدها وهم يحددون الاعداد بناء على أسباب بيولوجية بحتة.

ويجري تلبية جزء كبير من الطلب المتزايد على السلمون من خلال المزارع السمكية التي تنمو سريعا ولكن خبراء يقولون إن هناك مخاوف بيئية مرتبطة بها أيضا.

وقال كلاي من الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية إن الأسماك التي يجري صيدها لتكون غذاء لأسماك المزارع السمكية تشمل أنواعا مثل أسماك الأنشوجة الغنية بالأوميجا 3 ولكن هناك تساؤلات بشأن قدرتها على الاستمرار.

ومضى يقول، هناك سمكة من كل ثلاثة أسماك يجري صيدها في الوقت الراهن تستخدم لإطعام أسماك أخرى.

ولا يتكون الأوميجا 3 بشكل طبيعي في الأسماك بل إنها تحصل عليه من خلال السلسلة الغذائية.

وهناك الكثير من البدائل مثل الجوز وبذر الكتان وزيت الكانولا التي يمكن أن تمد الجسم بنفس فوائد الأوميجا 3 تماما مثل الأسماك.

وفي الماضي كان يقدم للأطفال في أجزاء كثيرة من العالم زيت كبد سمك القد كمكمل غذائي ولكن في الوقت الراهن كثيرا ما يأخذون كبسولات زيت السمك من أنواع أخرى.

وبالنسبة لحماة البيئة فإن السؤال هو ما إذا كان أحدث اتجاه صحي سيؤدي إلى جعل مصير السلمون وغيره من الأنواع تماما مثل مصائد سمك القد في شرق كندا التي كانت واحدة من أغنى المصائد في العالم ولكنها انهارت تماما في العقد الماضي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 16 آب/2007 -2/شعبان/1428