تشابه الأسماء قد يتحول الى لعنة

 شبكة النبأ: تواجه البنوك فضلا عن الافراد معضلة كبيرة عندما يتطلب الامر اتخاذ قرارات عاجلة بشأن قبول او رفض تحويلات مالية من اشخاص تتشابه اسماؤهم مع أسماء واردة على قوائم العقوبات التي تكافح انتقال الاموال ذات المصادر المشبوهة.

وبالنسبة لإسماعيل احمد لا يكاد يبدو هناك شيء مشترك بينه وبين زعيم حركة حماس الراحل الشيخ احمد اسماعيل ياسين لكن تشابه الاسمين أثار قلق الموظف المالي بالامم المتحدة.

فاسماعيل احمد بريطاني موفور الصحة ينحدر من أصل صومالي لكن اسمه يتشابه في أذهان البعض مع اسم الزعيم الفلسطيني المقعد الذي كان يعاني من عمى جزئي والذي اغتالته اسرائيل في غزة قبل ثلاثة أعوام.

والمشكلة بالنسبة لاسماعيل أحمد هي أن اسم الشيخ الراحل لايزال مدرجا على قائمة مكتب مراقبة الارصدة الاجنبية التابع لوزارة الخزانة الامريكية لاسماء من يشتبه في ضلوعهم بالارهاب الذين تجمد الولايات المتحدة أرصدتهم.

وبادخال اسم "اسماعيل أحمد" على موقع (انستانتوفاك دوت كوم) على الانترنت www.instantofac.com الذي يقارن بين أسماء الافراد وتلك الواردة على قائمة مكتب مراقبة الارصدة الاجنبية يحدث تطابق بنسبة 100 في المئة مع اسمي اثنين من المشتبه بهما أحدهما الشيخ ياسين.

ورغم أن مكتب مراقبة الارصدة الاجنبية وضع قواعد مفصلة وخصص خطا ساخنا لمساعدة البنوك على تحديد الاشخاص المعنيين بالفعل فإن تشابه الاسماء قد يجعل حياة أحمد صعبة.

يقول اسماعيل أحمد البالغ من العمر 47 عاما والذي عانى من مشاكل ومن تأجيل تحويل أموال دولية أكثر مرة فضلا عن استجوابه بالمطارات "انه كابوس".

وقد يبدو أن الموقف ينطوي على مفارقة بالنسبة لرجل عينته الامم المتحدة مستشارا للخدمات المالية في برنامج للتنمية بالصومال.

ويقول، رغم جواز سفري البريطاني لا أزال أجد صعوبة في ارسال اموال ... فما بالك بشخص ولاسيما شخص يتلقى (أموالا) وليس معه جواز سفر.. لاتوجد جوازات سفر في بعض مناطق الصومال. ويعاني كثير من الصوماليين من صعوبات بسبب ذلك. بحسب رويترز.

وناهيك عن المشاكل التي يواجهها من يحولون أموالا فإن التداعيات خطيرة في الصومال الذي يعتمد اقتصاده بشدة على تحويلات الاموال من صوماليين يعيشون بالخارج. ويقدر البنك الدولي قيمة مثل هذه التحويلات بأكثر من مليار دولار سنويا أي ما يزيد عن 70 في المئة من الناتج القومي الاجمالي.

ويقول منظمون ومصرفيون مكلفون بتنفيذ العقوبات الدولية التي تفرضها الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وجهات أخرى فيما يتصل بالارهاب انهم كثيرا ما يواجهون مشاكل مع جودة البيانات المتعلقة بالافراد الواردة أسماؤهم في القوائم المختلفة.

وقال حسن ناصر مدير قسم الالتزام المالي بمركز دبي للسلع المتعددة: هناك الكثير من الاخطاء في الصياغة ولاسيما مع نوعين من الاسماء... الاسماء الامريكية اللاتينية والاسماء العربية والاسلامية.

وأضاف، أن بعض الاسماء العربية شائعة لدرجة أنه يستحيل اذا لم تتوافر معلومات اضافية - مثل تاريخ ومحل الميلاد واسم الاب والجد الى جانب اسم العائلة- تحديد ان كان الشخص الذي يحول أموالا هو نفس الشخص الوارد اسمه على قائمة العقوبات أم لا.

وقال ريتشارد باريت منسق فريق الامم المتحدة المعني بمراقبة حركة طالبان وتنظيم القاعدة ان البنوك تواجه معضلة عندما يتطلب الامر اتخاذ قرارات عاجلة بشأن قبول أو رفض تحويلات من أشخاص تتشابه أسماؤهم مع أسماء واردة على قوائم العقوبات.

وأضاف، أن الامم المتحدة تعمل على ايجاد سبل لتمييز المشتبه بهم الحقيقيين. وهذه المهمة صعبة ولاسيما في أفغانستان حيث لبعض الاشخاص اسم واحد فقط ويعرفون بانتماءاتهم القبلية. بل ان تاريخ الميلاد قد لا يكون مسجلا.

وفي حين أضافت الامم المتحدة ثلاثة أسماء فقط لقائمة عقوباتها هذا العام فقد قامت بتحديث البيانات الخاصة بنحو 120 شخصا سبق أن أدرجت أسماءهم على القائمة وذلك في محاولة لتيسير التعرف عليهم. ويرحب المصرفيون بحذر بعملية "تنظيم" القوائم لكنهم يقولون انهم يريدون المزيد.

وقال هاني أبو الفتوح رئيس قطاع المطابقة بالمؤسسة العربية المصرفية في مصر، هناك دائما مجال للتحسين... على صعيد المطابقة نحن نتوقع بذل مزيد من الجهود لتنظيم أو تحديث القوائم أو تزويدها بمعلومات مهمة لتسهيل الامور علينا.

ويرى اسماعيل أحمد البريطاني الصومالي أن المشاكل قد تتفاقم قبل أن تتحسن الاوضاع.

وسيفرض الاتحاد الاوروبي قواعد أكثر صرامة يوم 15 ديسمبر كانون الاول سيتعين معها على شركات تحويل الاموال وضع أنظمة أكثر صرامة فيما يتعلق بتسجيل بيانات عملائها وفحصها مما سيزيد من التكلفة وسيجعل عملية التحويلات أكثر غلاء.

وعلى المدى الأبعد يخشى أحمد من أن يعاني ابنه مصطفى (ستة أعوام) من المشاكل أيضا لان اسمه شبيه باسم رجل مصري على قائمة مكتب مراقبة الارصدة الاجنبية الامريكي.

وقال أحمد انه عندما ولد ابنه الثاني قبل عامين ونصف، خضت جدلا محتدما مع زوجتي، مضيفا أنه رفض خمسة أسماء قبل أن يستقر على اسم غير مألوف هو "مهد" الذي يعتقد أن احتمالات التشابه بينه وبين اسم آخر أقل. وقال لا أريده أن يواجه المشاكل ذاتها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 16 آب/2007 -2/شعبان/1428