اصدارات جديدة: المجلات الثقافية.. مهمة الإصلاح وسؤال المعرفة

الجزء الاول

شبكة النبأ: بالرغم مما يتبادر إلى الذهن لأول وهلة من أن الحديث عن المجلات الثقافية هو حديث خاص، لا يهم إلا أفراداً قلائل، هم الذين نطلق عليهم صفة المثقفين، أحياناً بدافع الاحترام، وأحياناً بباعث من التندر، لأنهم هم وحدهم الذين يهتمون بهذه النوعية من المجلات القليلة التوزيع، الجادة المواضيع، التي لا تهتم بالخبر أو بالصورة إلا فيما ندر، كما هو الحال في بقية الصحف السيارة، فإنني أختلف معهم في هذا الرأي، فالتوزيع لم يكن أبداً مقياساً لأهمية المجلة الثقافية، بالرغم من أن العديد منها قد حقق أرقاماً عالية في هذا المجال، ولكن مقياسها الحقيقي هو مدى تأثيرها وتحقيقها للغرض الذي أقيمت من أجله.

فهي بخلاف الصحف الأخرى لا يمكن أن تنهض وفق منظور تجاري، ولكن من أجل توجيه رسالة معينة والتعبير عن تيار فكري محدد، وهي تدرك منذ البداية أن انتشارها الورقي قد يكون محدوداً، ولكنها تأمل أن يكون انتشارها الفكري بلا حدود. والمجلة الثقافية مهما بلغت من درجة تخصصها لا تبتغي ولا تهدف للتوجه إلى شريحة المثقفين بمفهومها الضيق، ولكن إلى كل طلاب المعرفة والاستنارة من مختلف الشرائح. من أجل ذلك نرى أن الكثير من المجلات في تاريخنا الثقافي، بالرغم من قصر عمرها، ومحدودية انتشارها قد لعبت دوراً مؤثراً لدرجة كبيرة في تطور الفكر العربي.

ولكن علينا أن نعترف أن المجلة الثقافية في العالم العربي، تواجه مشكلة حقيقية، فما أكثر هذه المجلات، وما أكثر أسماءها، والأهداف التي كانت تطمح إليها، ولكن – مع الأسف الشديد – ما كان أقصر عمرها، فقد عاشت هذه المجلات واقعاً مؤلماً مهما حسنت النوايا وراء إصدارها، فهناك مجلات منها ماتت فور ولادتها دون أن تبلغ سن النضج، أو تشب حتى عن طور الطفولة، وهناك مجلات أخرى لم يشفع لها طول عمرها، ولا أهمية الدور الذي قامت به من أن تبطش بها يد نظام قاس أو رغبة حاكم لمجرد أنها خالفته في الرأي، لقد تعرض الكثير من المجلات في عالمنا العربي إلى العديد من المذابح، فقد بلغ الأمر أن تقصف أقلام أكثر من مطبوعة في قرار واحد، ولم يحرم القرّاء والكتّاب منها فقط، ولكن حرم الفكر العربي، والثقافة العربية من الدور الذي يمكن أن تلعبه في تطوره.

إن المطبوعة الثقافية حتى تقوم بدورها كاملاً، يجب أن تتنفس هواء الحرية، لأن التضييق عليها هو ضيق بالفكر، ومحاصرتها هي خنق للعقل، وهي لم ولن تزدهر إلا في ظل نظام متفتح، يؤمن بدورها، ويترك لها العنان، من أجل قدح العقول، وإذكاء الحوار.

تم تقسيم الكتاب إلى أربعة محاور..

المحور الأول جاء تحت عنوان الإصلاح الثقافي.. تحديات النهضة والسعي للتحديث.. كتب فيه د. جابر عصفور.. المجلات الثقافية – ميراث الماضي وآمال المستقبل

د. مسعود ضاهر.. الإصلاح الثقافي كمدخل للتنمية

والتغيير: دروس من تجارب التحديث الآسيوية

شوقي عبد الأمير... أزمة القراءة ومستقبل الهوية العربية

في مطلع الألف الثالث الميلادي

بندر عبد الحميد... الجذور الحية للأشجار المقطوعة.

المجلات الثقافية قصيرة العمر ودورها الذي لم يكتمل.

المحور الثاني جاء تحت عنوان مجلات ثقافية رائدة نقرأ فيه

د. سليمان إبراهيم العسكري.. مرآة العرب على مدى خمسة عقود

سامي خشبة مجلة الآداب البيروتية: المرحلة الأولى (1953 – 1967).

المحور الثالث حمل عنوان المجلات النسائية.. الخروج من الصمت وحيز التهميش وكتب فيه:

د. شيرين أبو النجا.. الذات النسوية في ظل الحداثة الأبوية

علوية صبح... دور المجلات النسائية في دفع مسيرة المرأة.

جمانة حداد... الصفحات الثقافية وأثرها في الرأي العام.

أما المحور الرابع والأخير فقد جاء تحت عنوان المجلات الثقافية في مصر.. محاولات التحديث والتأصيل ونقرأ فيه:

صلاح عيسى... الدوريات الثقافية ومشروع النهضة العربية

عز الدين نجيب... المجلات المصرية والسلطة بين الصراع والاستقلال والتبعية

أحمد عبد المعطي حجازي... تجربتي في مجلة إبداع

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 14 آب/2007 -30/رجب/1428