الفيضانات تُراكم البؤس الآسيوي

 شبكة النبأ: كارثة انسانية تضع احمالا ثقيلة بما لا يطاق على كاهل المنطقة الشمالية للهند وتتسبب بموت الآلاف من المواطنين وتدمر مساحات من المناطق الزراعية والسكنية  والمصالح الحيوية العامة، بل ان الفيضانات قد اقتلعت قرى باكملها واخذتها باتجاه سيرها.

فقد اغرقت فيضانات الانهار قرى باكملها في شمال الهند متسببة في موت الكثيرين وجرف منازل ومحاصيل في وقت لجأ العديد من السكان الى اسطح منازلهم للصلاة.

وادت اسوأ امطار موسمية تشهدها جنوب آسيا الى فيضان الغانج وغيره من الانهار في ولاية بيهار حيث تحاصر المياه اصلا حوالى 10,8 ملايين شخص في بيوتهم.بحسب الفرانس برس.

وقتل 1400 شخص على الاقل منذ حزيران/يونيو وشرد ملايين آخرون بسبب الامطار التي رافقها ذوبان الجليد في جبال الهيمالايا وادت الى سيول من جنوب النيبال الى بنغلادش مرورا بشمال وشرق الهند.

وقد بدأ بعض الاشخاص في بنغلادش والنيبال العودة الى بيوتهم مع تراجع غزارة الامطار لكن في الهند وحدها بلغت حصيلة الضحايا 1120 قتيلا حسبما ذكر مسؤولون.

وفي قرية راجخاند كاتونجا في ولاية بيهار لجأ مئات الاشخاص الى اسطح بيوتهم بعد فيضان نهر باغماتي ليغطي منازلهم المبنية من طين.

وقال احدهم سودير براساد كنا نقيم صلاة الاموات لاننا لا نعرف ماذا سيحدث لنا.. بينما يعاني اطفال في كل مكان من حالات اسهال ولا يمكن الحصول على اي مساعدة طبية لهم.

واوضح قروي آخر يدعى غانوموتيا ديفي: من الافضل ان نموت بسرعة!؟.

وذكر سلاح الجو الهندي انه يستعد لبدء عمليات اغاثة في ولاية بيهار الفقيرة التي دمرت الفيضانات فيها حوالى سبعين الف منزل وجرفت المحاصيل الزراعية التي تقدر قيمتها بعشرات الملايين من الدولارات.

وقال المتحدث في ادارة الاغاثة شريش كومار في عاصمة الولاية لوكناو: كل الانهار تقريبا ارتفعت الى مستويات خطيرة لكن ما يشغلنا هو كيفية تصريف كميات المياه الكبيرة القادمة من النيبال المجاورة.

واعلن رئيس حكومة الولاية نيتيش كومار انه اوفد اعضاء الحكومة الى الاقاليم التي ضربتها الفيضانات للمساعدة في عمليات الانقاذ.

وذكرت هيئة رسمية خاصة برصد الفيضانات ان منسوب المياه في عشرات الانهار ما زال يواصل ارتفاعه. وقتل في ولاية بيهار 91 شخصا.

وفي اوتار براديش حيث اعلن رسميا موت 125 شخصا قال متحدث باسم الحكومة ان المياه تحاصر 2400 قرية. كما سجل ارتفاع في الوفيات في ولايتي البنغال الغربية واسام على الحدود مع بنغلادش.

وقال وزير عمليات الاغاثة في الولاية بوميدار بارمان انه لم يسجل حدوث فيضانات جديدة موضحا ان آلاف الاشخاص ما زالوا مع ذلك يقيمون في مخيمات اعدت على عجل في قراهم التي غطتها الوحول.

واكد بارمان لوكالة فرانس برس ان اكثر من سبعين بالمئة من نحو 55 ملايين نسمة اضطروا للنزوح عادوا الى بيوتهم.

ويعبر النهر الذي يبلغ طوله 2906 كيلومترات -- احد اطول الانهار في آسيا -- التيبت والهند وبنغلادش قبل ان يصب في خليج البنغال.

مأساة بنغلادش

وفي بنغلادش توفي 39 شخصا على الاقل معظمهم اطفال ماتوا غرقا مما يرفع حصيلة الضحايا الى 120 قتيلا حسبما ذكر المتحدث باسم الحكومة شاشيندراتاث هالدر.

وادت الفيضات الى تشريد نحو ثمانية ملايين شخص او عزلهم في قراهم في بنغلادش حيث تغطي المياه نصف مناطق الشمال والوسط والشرق. بحسب رويترز.

واضاف المصدر نفسه ان اكثر من اسبوع من السيول ادت الى تدمير حوالى مئة الف مسكن مبنية من الطين واصبحت مسؤولية سكانها على عاتق الحكومة.

وفي النيبال ايضا يعود الذين نزحوا بسبب الفيضانات الى بيوتهم تدريجيا. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية ايشوار ريغمي لوكالة فرانس برس ان الناس بدأوا يعودون الى بيوتهم لكن برامج الاغاثة مستمرة.

وتضرر حوالى 270 الف شخص بالامطار الموسمية في النيبال معظمهم في السهول الجنوبية على الحدود مع الهند.

مخاوف من انتشار الامراض بسبب الفيضانات

وزادت المخاوف من انتشار الاوبئة بين الملايين ممن تقطعت بهم السبل أو أجبروا على الخروج من ديارهم بسبب الفيضانات التي ضربت جنوب شرق اسيا في الوقت الذي ارتفع فيه عدد القتلى الى 320 قتيلا مع زيادة الانتقادات الموجهة لجهود الاغاثة. بحسب رويترز.

وفي ولاية اسام بشرق الهند حيث لجأ ما يصل الى ثلاثة ملايين شخص الى مخيمات الطواريء أو قطعوا عن قراهم أدت مياه الفيضانات التي بدأت تتراجع وارتفاع درجات الحرارة في زيادة المخاوف من انتشار الملاريا والتهاب الدماغ.

وقال تارون جوجوي رئيس وزراء الولاية.. نشعر بالقلق حقا بشأن انتشار وباء في اسام حاليا. وأضاف، سببت الاضرار التي خلفتها الفيضانات هذا العام خسائر هائلة في الممتلكات والارواح.

وفي كل عام تسبب الامطار الموسمية قدرا كبيرا من الدمار في أنحاء جنوب اسيا ولكن أغلب اقتصاد هذه المنطقة التي يغلب عليها النشاط الزراعي يعتمد على الامطار.

وفي ولاية بيهار الفقيرة أسقطت أربع طائرات هليكوبتر تابعة للقوات الجوية المواد الغذائية والادوية والملابس على بعض من العشرة ملايين الذين تضرروا في الولاية التي كانت أسوأ المناطق تأثرا بالفيضانات.

وتضرر أكثر من 20 مليونا في أكثر من 40 منطقة من بين 64 منطقة كما أن ما يصل الى 300 ألف شخص لجأوا الى مخيمات الاغاثة أو أصبحوا يعيشون في مناطق مرتفعة أو محصنة من الفيضانات.

كما أغرقت الفيضانات أجزاء من عاصمة بنجلادش داكا مما اضطر كثيرين للاحتماء في منازل الاقارب والاصدقاء.

وفي الوقت ذاته سبب نقص الغذاء ومياه الشرب النظيفة والادوية انتشار الاسهال وغيره من الامراض التي تنقلها المياه في مراكز الايواء.

ضحايا الفيضانات يتقاتلون على الغذاء

وقال مسؤولون لرويترز إن ضحايا الفيضانات المدمرة بجنوب آسيا الجوعى تحولوا الى الشجار بشأن الامدادات الغذائية والنهب فيما غرق مراهق أثناء صراعه للحصول على مؤن أسقطت من الجو.

وشرد نحو عشرة ملايين من هؤلاء أو باتوا معزولين ويتزايد الاحباط لديهم في مواجهة نقص الغذاء والامراض التي تنقلها المياه.

وقال مسؤولون إن نساء وأطفال اشتبكوا بقرية في بيهار للحصول على عبوات من البسكويت توزعها منظمة مساعدات محلية فيما نهب قرويون في منطقة أخرى بالولاية جرارا محملا بالحبوب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9 آب/2007 -25/رجب/1428