بمناسبة السنوية الثانية لفاجعة جسر الائمة

الشاعر / صادق درباش الخميس

قصيدة (كارثة الدهر) 

 

قفْ أيّها الجسْرُ هذا الكونُ يعْتصرُ  ...بأيّ عُـــــــــــذر ٍ امام الله تعْتذرُ

الفٌ على دربك المشؤوم قد رحلوا   ...من دون ذنبٍ فانت الماردُ الاشرُ

جسر الائمة مارقتْ حواجــــــزكمْ  ...نزف الدماء و ذو الاطفال تحتضروا

 بالامس تحمل جثمان الامـــــام لنا   ...و اليوم حشدٌ على جنبيك قد قبروا

 يومٌ به الكــــــون و الاقدار سائلة ٌ  ... تلك القيامــــــــة ام زلزالها الخطرُ

 اما رضيت زحـــوف الناس تعزية ً ... أمْ كنت ردءاً مع الارهاب تنفجرُ

 

                         *****************

 طفلٌ على صدره المزبور يحْملهُ  ... لبّى النداء وللمظلـــــــــــوم ينتصرُ

 ماراعك الطفل من الاسوار تقذفهُ  ...بكتْ عليه الورى و النهرُ والحجرُ

حتى الرضيع جنــــــون الماء يمنعهُ  ....عن ثدي امٍّ عليه الصبر ينفطرُ

 لمْ يعْرف الدهـــر بعد الطفّ كارثة ً ...  تدمي القلوب كيوم الجسر ينتشرُ

كل المصائب في احـــــــــــداثها ألمٌ   ... الا جـــــراحك ذنبا ً ليس يغتفرُ

 

                           *****************

يا نكبة ً اذهـــــــــل الزنديق مشهدها  ... وجرّد الموت سيفا ً راعه الصورُ

 الفٌ على طرقات الجسر افترشوا   ... مثل الاضاحي على الامواج انهمروا

 ساروا وهم يحملون الروح في كفن ٍ  ... هيهات ترعبهمْ اصداء من غدروا

هبوا الى سابـــــــــع الاطهار تذكرة ً  ... رغم المصائب و الآهات قد حضروا

 ما خالهم ابدا ً يا جسر تغـــــــدرهمْ  ... اذ عانقوا النهر حيث الموتُ والقدرُ

هي الشهادة نالـــــــــــــوها بعزّتهمْ   ... وانت في درك النيــــــــران تنصهرُ

 

                        ******************

خسئْت ظنـّا ً فهـــــــذا الشعب ملتحمٌ  ...  اذ جاء عثمان غوصا ً بعده عمرُ

عثمــــــــان يا منقذ الارواح من هلكٍ   ... مـــــاذا اقول وانت الفخرُ والعبرُ

كفاه عزا ً شهيد الشعــــــــــب معتليا ... صرح الجنان وفكرُ الشرِّ يندحرُ

عليك مني ســـــــــــــــلام الله يا بطلا ً  ... فانت رمزٌ بذي التاريخ يفتخرُ

 

                          **************

 

يا وقعة ً وقف التــــــــاريخ منذهلا ً  ... ماذا يقول كأنّ الكون يحتضرُ

الليل صار لباس النـــــــــاس كلهمُ   ... والشمس حزنا ً توارتْ كيف تزدهرُ

حتى النجوم بليل الحــــــــزن آفلة ٌ  ... والنهر يجري حياءا ً هدّه الوزرُ

 

                        *****************

قفْ ايها الجسر للزهراء منحسرا ً ...  يوم الحساب باي القول تستترُ

لولا الفرات بارض الطفّ قد اثما  ... للعنة الدهر فيك اليوم تنحصرُ 

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 8 آب/2007 -24/رجب/1428