الدول الصناعية تعترف بجريمة الإحتباس الحراري

اعداد/ صباح جاسم 

شبكة النبأ: رغم اعترافات العالم الصناعي الذي تقع عليه اغلب المسؤولية في استمرار التغيرات المناخية الكارثية التي تسببها الغازات السامة المنبعثة صناعيا، إلا ان تلك الدول لا تزال تماطل في وضع قانون ملزم يحدد لكل دولة انبعاثاتها السامة لحفظ كوكب الارض من تداعيات ظاهرة الاحتباس الحراري المدمرة للبيئة والانسان والحيوان على السواء.

واعترفت الصين أن ارتفاع درجة حرارة كوكب الارض مسؤول عن التقلبات الجوية الشديدة التي أدت الى سقوط أكثر من 700 قتيل بسبب الفيضانات في بعض المناطق وترك ملايين الناس بدون مياه في أماكن أخرى.

وقال سونج ليان شون رئيس ادارة التنبؤات في هيئة الارصاد الجوية الصينية انه من المرجح أن تزداد هذه التقلبات الجوية سوءا وتصبح أكثر شيوعا في المستقبل.

وقال سونج في مؤتمر صحفي نقله مباشرة موقع الحكومة الصينية على شبكة الانترنت www.gov.cn ،لا بد من القول أن أحد أسباب التقلبات الجوية الشديدة هذا العام هو الدورة الجوية غير العادية التي تسبب فيها ارتفاع درجة حرارة الكوكب. بحسب رويترز.

وتابع قائلا، وهذا النوع من التقلبات الجوية الشديدة سيصبح أكثر تكرارا وأكثر وضوحا. هذا أمر تدعمه الوقائع بالفعل. وأضاف، أظن أن التأثير على بلادنا سيكون قطعا كبيرا جدا.

وشهدت بعض المناطق في الصين أمطارا غزيرة هذا الصيف فيما شهدت مناطق أخرى أمطارا أقل من المعدل.

ففي اقليمي هونان وجيانجي الجنوبيين يواجه أكثر من مليونين الجفاف ودرجات حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية أثقلت كذلك على شبكات الكهرباء.

بينما قتلت العواصف في اقليم شانشي الشمالي أكثر من 20 شخصا ودمرت أكثر من أربعة الاف منزل. واستمرت الامطار في احدى مناطق الاقليم 36 ساعة متصلة اعتبارا من مساء السبت.

وقالت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) ان 26 شخصا لقوا حتفهم وكان هناك 26 آخرون في عداد المفقودين في اقليم مجاور بعد أن شهد عواصف ممطرة في الايام القليلة الماضية بينما سقط 21 قتيلا وكان هناك 61 شخصا مفقودين في اقليم هينان بوسط الصين.

وأضافت الوكالة أن 18 شخصا قتلوا في منطقة لوشي الاكثر تضررا في الاقليم.

وتتقدم الصين بسرعة لتحتل مكان الولايات المتحدة كأكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم. وتتعرض لضغوط دولية متزايدة لقبول الاسقف الملزمة لانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من المصانع والسيارات.

وترفض الصين الاذعان لكن الحكومة أبدت جهودا أكبر لمعالجة قضايا الطاقة والبيئة.

كما تقول بكين انه اذا لم تجبر الولايات المتحدة على خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون فإن بكين لن تخفض هذه الانبعاثات بدورها.

وأكد يانج جيه تشي وزير الخارجية الصيني تمسكه بهذا الموقف في اجتماع أمني لدول رابطة جنوب شرق اسيا (اسيان) في مانيلا.

ونقلت عنه المتحدثة جيانج يو قوله، ان تغير المناخ العالمي غالبا نتيجة لتاريخ طويل من الانبعاثات والمتوسط العالي الحالي للانبعاثات في الدول المتقدمة.

وأضاف قائلا، وعليه يتعين على الدول المتقدمة أن تستمر في قيادة الجهود لتقليص الانبعاثات الى ما بعد عام 2012 ونقل التكنولوجيا للبلدان النامية لتشجيع التنمية المتواصلة في تلك البلدان.

الصين تحذر مواطنيها من الحر والجفاف والثلوج!

وجاء في تقرير غريب في صحيفة تشاينا ديلي التي تصدر باللغة الانجليزية يوم الخميس ان درجات الحرارة المرتفعة زادت من فرص هطول مطر متجمد وثلوج.

وجاء التحذير من الاصابة بضربة شمس من محطة الارصاد الجوية المركزية والمركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن المواطنين في الجنوب والشرق والشمال الغربي سيواجهون تلك الأخطار وحثهم على تجنب التعرض لأشعة الشمس.

وقال مكتب الدولة لمكافحة الفيضانات ومقر الاغاثة من الجفاف ان الجفاف الشديد في أجزاء من الصين ترك 7.53 مليون شخص بدون مياه شرب.

وكانت أكثر المناطق تأثرا هي اقاليم هيلونجيانج وجيلين في الشمال الشرقي ومنغوليا الداخلية في الشمال وجيانجشي وهونان وجوانجشي في الجنوب.

وتسبب الجفاف ايضا في نقص مياه الشرب لنحو 380 الف شخص في جوانجدونج بجنوب البلاد. بحسب رويترز.

وقتل البرق 141 شخصا في الصين الشهر الماضي وهو اعلى رقم للقتلى في شهر منذ بدء تسجيل ضحايا البرق في عام 2000 . وحذرت وكالات الارصاد من أن إعصارين أو ثلاثة ستدهم البلاد ستتسبب على الارجح في حدوث انهيارات ارضية في المناطق الساحلية هذا الشهر.

ارتفاع حرارة المحيطات يزيد الأعاصير

وفي سياق متصل خلصت دراسة جديدة بشأن الأعاصير التي تحدث في المحيط الأطلسي إلى أن عددها تضاعف خلال القرن الماضي.

وتوصلت الدراسة إلى أن ارتفاع حرارة سطح البحار والمحيطات والتغيرات الحاصلة في أنماط هبوب الرياح بسبب التغير المناخي يؤدي إلى زيادة حدة الأعاصير.

ويقول بعض الباحثين إن الأعاصير صارت تحدث بصفة دورية وإن الزيادة في معدل حدوثها انعكاس لنمط يحدث في الطبيعة. بحسب الـبي بي سي.

وتحيط السحب الرعدية بأطراف هذه العواصف ويمكن أن تحدث دمارا يمتد إلى الأفراد والممتلكات عندما تقترب من سطح الأرض. وقد ظهر ذلك جليا خلال إعصار كاترينا الذي ضرب نيو أورليان في الولايات المتحدة عام 2005.

وخلصت التحليلات العلمية في السنوات الأخيرة إلى أن عدد الأعاصير ارتفع منذ أواسط الثمانينيات من القرن الماضي.

ورصدت الدراسة الجديدة، التي نشرتها الجمعية الملكية في لندن، معدل حدوث هذه العواصف منذ عام 1900 إلى الوقت الحالي.

وتذهب هذه الدراسة إلى أن معدل حدوث العواصف تضاعف مرتين مقارنة بما كان عليه الحال قبل مائة سنة.

ويقول مؤلفو هذه الدراسة إن التغير المناخي، الذي تسبب في حدوثه الإنسان والمسؤول عن ارتفاع درجة حرارة سطح البحار والمحيطات، هو العامل الرئيسي وراء الزيادة في عدد الأعاصير والعواصف.

ويقول الدكتور كريك هولاند من المركز القومي الأمريكي للأبحاث المناخية في كولورادو الذي ساهم في تأليف التقرير: خلال الفترة الماضية، رصدنا تغيرا طبيعيا في معدل حدوث العواصف والتي ساهمت بأقل من 50% في الزيادة الفعلية في نظرنا.

وأضاف قائلا: نحو 60% وربما حتى 70% مما رأيناه خلال العقد الماضي يمكن أن يعزى مباشرة إلى ارتفاع حرارة الأرض.

ويقول الخبراء إن عام 2007 سيشهد موسما نشطا إذ تشير التنبؤات إلى إمكانية حدوث تسعة أعاصير، ستة منها يتوقع أن تكون حادة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 6 آب/2007 -22/رجب/1428